بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM

مع تراجع عدد المتداولين على مكاتبهم ومعظم المستثمرين يخططون اين سيقضون ليلة رأس السنة الميلادية، من الواضح ان الأسواق دخلت في مزاج العطلة. بالكاد نرى تحركات في أسواق الأسهم، والدخل الثابت، وكذلك العملات مع تقلص احجام التداول في إشارة الى أن التداول العرضي قد يستمر لما تبقى من أيام في 2016. على الرغم من ذلك فأن التداول في هكذا نوع من السوق يكون محفوفا في المخاطر. بالعودة الى عام 2013 تداول اليورو بنطاق 200 نقطة في ديسمبر 27، وتراجع مؤشر الدولار من 80.52 الى 79.68 ومن ثم قلص خسائره، وهذا يشير بأن على الرغم من تراجع السيولة من الممكن أن نشهد تقلبات حادة.

الاجندة الاقتصادية في الولايات المتحدة قد توفر هذا النوع من التقلبات اليوم بحال جاءت الأرقام بعيدة جدا عن التوقعات. الدخل الشخصي والانفاق الشخصي، وطلبات اعانة البطالة، وطلبات السلع المعمرة، والقراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي كلها ستصدر الساعة 13:30 بتوقيت جرينتش. بينما في المنطقة الأوروبية لا يوجد بيانات ذات أهمية.

المستوى المرتقب لمؤشر الداو عند 20,000 نقطة لم يتم اختراقه بعد، وهذا على الأرجح سيبقى المستثمرين في حماسة لما تبقى من العام 2016. على الرغم من ان هذا الرقم ليس سوى حاجز نفسي، الا أن العوامل النفسية تلعب دورا هام في سلوك المستثمر. فأن اختراق هذا الحاجز قد يجذب سيولة جديدة لأنه يوحي بأن الثيران لا زالت مسيطرة على السوق.

أسعار النفط تقلبت بين الاخضر والاحمر بعد أن فاجأت ارقام إدارة معلومات الطاقة يوم أمس بتراجع المخزونات بأكثر من 2 مليون برميل، على عكس الأرقام الصادرة من معهد البترول الأمريكي والتي أظهرت تراجع المخزونات 4.15 مليون برميل. هذه التقارير لعبت دورا كبيرا في مسار الأسعار خلال العام 2016، ولكن العام القادم العامل الأبرز سيكون مستويات الإنتاج من قبل منظمة أوبك وخارج أوبك وما إذا سيتم التقيد بمستويات الإنتاج المتفق عليها. اعتقد بأن أسعار برنت ستبقى تتراوح ما بين 50$ الى 60$ على المدى المنظور حتى نشهد تتطورا جديدا أكان على صعيد الإنتاج الصخري الامريكي، الطاب العاملي، وكذلك مستوى الالتزام بمستويات الإنتاج من قبل أعضاء أوبك وخارجها.