رئيس التحرير: طلعت علوي

الـ(BDS)حركة تحاصر إسرائيل

الجمعة | 04/11/2016 - 10:07 مساءاً
الـ(BDS)حركة تحاصر إسرائيل

 

عبد الرحمن أبو نحل


تشكل حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) أسلوب مقاومة فعال أعاد الاعتبار لوحدة مكونات الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة (عامي 1948 و1967) والشتات، بعد التشويه الذي أصاب تعريف الشعب الفلسطيني في خضم توقيع اتفاقيات أوسلو. كما نجحت حركة المقاطعة منذ انطلاقتها في عام 2005 في أن تشكل تحديًا للنظام الاستعماري الاحتلالي العنصري الصهيوني،ونجحت في أن تصبح أهم شكل للتضامن مع نضال الشعب العربي الفلسطيني نحو الحرية والعدالة.


يعتبر نداء الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل في 2004 ونداء المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)في 2005. والذي وقعته الأغلبية الساحقة من قطاعات المجتمع المدني الفلسطيني في الوطن والشتات، باكورة حركة باتت خلال سنوات قليلة تؤرق دولة الاحتلال والفصل العنصري الصهيوني لدرجةاعتبارها "خطرًا استراتيجيًا" على المشروع الصهيوني.


ينادي المجتمع المدني الفلسطيني بمقاطعة إسرائيل وعزلها حتى يمارس الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير. حدد نداء المقاطعة (BDS) ثلاثة شروط تشكل الحد الأدنى ليمارس كل الشعب الفلسطيني، في الوطن والشتات، حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وهي: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وإنهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي ضد فلسطينيي أراضي الـ48، وإعمال حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طُردوا منها إبان النكبة وبعدها في سياق التطهير العرقي. وهذه الحقوق الثلاثة تجمع كل مكونات الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة منذ عام 1948، و1967، وفي الشتات والذين يشكلون ما نسبته نصف الشعب الفلسطيني.

قيادة فلسطينية:
إن هذه الحركة العالمية هي بقيادة فلسطينية؛ اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل، أوسع ائتلاف في المجتمعالمدني الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها. والتي تشكلت بعد المؤتمر الوطني الأول لمقاطعة إسرائيل (2007). وتنسق اللجنة مع حلفائها وحملات المقاطعة في العالم. أي أن هذا الأسلوب من المقاومة والتضامن يوجهه المضطهَد الفلسطيني ضد المضطهِد الاستعمار الإسرائيلي. وحركة المقاطعة (BDS) لا تتناقض ولا تنفي أشكال المقاومة الأخرى المنسجمة مع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.

إنجازات وانتصارات متتالية:
في فترة زمنية قصيرة انتقلت حركة مقاطعة إسرائيل من مرحلة تحقيق إنجازات رمزية، إلى تكبيد دولة الاحتلال وداعميها خسائر حقيقية. ففي عام 2014، انخفضت الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل بنسبة 46% مقارنة مع عام 2013، وفق تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وعلقت إحدى معدات التقرير أن هذا الانخفاض الحاد كان بسبب حركة المقاطعة والعدوان على غزة. وفي عام 2015، نجحت الحركة في دفع الشركة الفرنسية فيوليا إلى الانسحاب من السوق الإسرائيلية وبيع كل مشاريعها بعد حملة مقاطعة وسحب استثمارات ضدها كبدتها خسارة عقود بأكثر من 23 مليار دولار. وفي مطلع العام الحالي 2016، قطعت شركة الاتصالات الفرنسية أورانج شراكتها مع "بارتنر" الإسرائيلية بفعل حملات المقاطعة في مصر وفرنسا وتونس. وسحبت كبرى صناديق التقاعد والاستثمار العالمية استثماراتها في بنوك وشركات إسرائيلية.


بالإضافة إلى قائمة طويلة من الفنانين/ات والأدباء والأكاديميين/ات الداعمين للمقاطعة، وتأييد العديد من النقابات العمالية والاتحادات الطلابية والجامعات والجمعيات، بما فيها تسع جمعيات أكاديمية كبرى في أمريكا الشمالية.
كل هذا وغيره من الإنجازات يوضح للعالم، أن حركة المقاطعة BDS، والتي تشكل استمرارا لتجارب المقاومة الشعبية المتجذرة في نضالنا الطويل ضد المشروع الصهيوني، تنجح في كسب الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية، وفي إشراك قطاعات كبيرة من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وشعوب العالم في النضال العادل ضد إسرائيل.

حرب إسرائيلية مضادة وبائسة:
ويمكن معرفة مدى تأثير حركة المقاطعة (BDS) من خلال الحرب الإسرائيلية المضادة. ففي مارس عقدت صحيفة يديعوت أحرونوت مؤتمرًا لمحاربة المقاطعة بمشاركة كبيرة رسمية من حكومة الاحتلال والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلن، وسفيري الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتصريحات وزراء الاحتلال تكشف مدى الضرر الذي تسببه حركة المقاطعة لنظامهم الاستعماري؛ حيث وصى وزير المخابرات يسرائيلكاتس بالقيام بعمليات "تصفية مدنية موجهة" أي اغتيالات بحق نشطاء المقاطعة البارزين بالتعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية والدولية. كما هدد وزير الداخلية الإسرائيلي آريه درعي بنفي عمر البرغوثي، أحد مؤسسي حركة مقاطعة إسرائيل والمقيم في مدينة عكا المحتلة. وبالفعل تم منعه من السفر، والذي رُفع مؤقتًا بقرار من محكمة إسرائيلية. كما تعمل إسرائيل كما أعترف بذلك جلعاد إردان، وزير الشؤون الإستراتيجية– المكلف بمحاربة المقاطعة، على سن قوانين وقرارات تمنع المقاطعة في الدول الحليفة لها. وهذا ما يجري في فرنسا والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، في ظل تزايد سيطرة اليمين في تلك الدول. بالإضافة لقيام الاحتلال بترحيل نشطاء المقاطعة الأجانبومنعهم من دخول فلسطين المحتلة.


وفي جلسة للجنة الشفافية بالكنيست، اعترفت سيما فاكنين-جل، مديرة وزارة الشؤون الإستراتيجية أن إسرائيل في العالم "دولة منبوذة". كما سبق وأقر رئيس دولة الاحتلال والأبارتهايدريفيلين، أن المقاطعة الأكاديمية ضد إسرائيل "

التعليـــقات