تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، هاجم الخميس، تبني منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) للقرار المضاد لإسرائيل بشأن مكانة الحرم القدسي، واعتبره قرارا "مهووسا". وقال نتنياهو ان "مسرح العبث في اليونسكو يتواصل. وقد اتخذ هذا التنظيم اليوم قرارا مهووسا يقول انه لا يوجد لشعب اسرائيل ارتباط بجبل الهيكل (الحرم القدسي) والحائط الغربي. لا يهم انهم لا يقرؤون التوراة، لكنني اقترح على اعضاء اليونسكو زيارة بوابة تيتوس في روما، حيث سيشاهدون ما احضره الرومان بعد تخريب وتدمير الهيكل قبل 2000 سنة. سيجدون محفورا عليها الشمعدان الذي يعتبر رمزا للشعب اليهودي، وايضا رمز دولة اليهود في عصرنا".
واضاف نتنياهو: "القول بأنه لا توجد لإسرائيل صلة بجبل الهيكل والحائط الغربي، يشبه القول بأنه لا توجد للصين صلة بالسور الصيني، ولا توجد لمصر صلة بالأهرام. في هذا القرار العبثي فقدت اليونسكو الشرعية القليلة التي امتلكتها وبقيت بدون شرعية، لكنني اؤمن ان الحقيقة التاريخية اقوى والحقيقة ستنتصر".
في المقابل اعربوا في السلطة الفلسطينية عن رضاهم ازاء قرار اليونسكو، وقالوا انه يشكل رسالة واضحة لإسرائيل والولايات المتحدة من قبل المجتمع الدولي. وقال المتحدث بلسان الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة، ان قرار المجتمع الدولي ضد الاحتلال وسلوكه، بما في ذلك قرار اليونسكو بشأن القدس والمسجد الاقصى، يشكل رسالة واضحة من قبل المجتمع الدولي، بأنه لا يمكنه التسليم بالسياسة التي تمنح الدعم للاحتلال وتقود الى الفوضى وغياب الاستقرار".
وقال ابو ردينة ان هذا القرار يلزم الولايات المتحدة بإجراء حساب مع النفس، واعادة النظر في سياستها الداعمة لإسرائيل والتي تشجعها على مواصلة الاحتلال. توجد هنا رسالة واضحة لإسرائيل ايضا، مفادها ان عليها انهاء الاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وبالمقدسات الاسلامية والمسيحية، وانهاء السياسة التي تسمم الاجواء وتؤثر على المنطقة".
وحظي القرار الذي ينكر وجود صلة لليهود بالحرم القدسي، بل بالحائط الغربي ايضا، بدعم 24 دولة. وصوتت ضد القرار 6 دول فيما امتنعت حوالي 26 دولة وتغيبت دولتان عن التصويت.
وقال مسؤول اسرائيلي ان الجهود الدبلوماسية الاسرائيلية اثمرت حدوث تغيير ملموس في موقف الدول الاوروبية التي لم تدعم القرار، خلافا للتصويت المشابه الذي جرى في نيسان الماضي، حيث دعمت العديد من الدول الاوروبية القرار. والدول التي عارضت القرار الجديد هي امريكا، بريطانيا، المانيا، هولندا، ليطا، واستونيا.
ويقف وراء هذا القرار الذي يشجب اسرائيل في عدة جوانب تتعلق بالقدس والاماكن المقدسة بشكل خاص، الفلسطينيون ومصر والجزائر والمغرب ولبنان وعمان وقطر والسودان. ويحدد مشروع القرار الذي وصلت نسخة منه الى "هآرتس" ان القدس مقدسة لليهود والمسلمين والنصارى. ومع ذلك، فان القرار يتضمن بندا خاصا يتعلق بالحرم القدسي، ويعرض فيه المكان على انه مقدس للمسلمين فقط، من دون أي اشارة الى قدسيته بالنسبة لليهود. كما لا يظهر في مشروع القرار أي ذكر لكلمات "جبل الهيكل" او Temple Mount، وانما يكنى فقط بأسمائه الاسلامية، المسجد الأقصى والحرم الشريف. كما تسمى منطقة الحائط الغربي باسمها العربي الاسلامي- ساحة البراق، وبعد ذلك فقط يرد ذكر الاسم العبري بين قوسين. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان هذه محاولة للتشكيك بالترابط بين الحائط الغربي والهيكل اليهودي.
وقال الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، معقبا على القرار، انه "لا يمكن لأي منتدى او جسم في العالم القول بأنه لا توجد صلة بين الشعب اليهودي وارض اسرائيل والقدس. ومن يفعل ذلك انما يهين نفسه. نحن نفهم الانتقاد، لكنه لا يمكن تغيير التاريخ".
وقال رئيس الكنيست، يولي ادلشتين، ان "لليهود صلة كبيرة بالاماكن المقدسة، بينما لا توجد لليونسكو والامم المتحدة أي صلة بالتاريخ والواقع. نحن نشهد المرة تلو المرة عدم صلة الامم المتحدة ومؤسساتها، وهذا القرار يحمل رسالة للمحرضين ولمن يعيدون كتابة التاريخ الذين يعملون بلا كلل بدافع الكراهية".
وقالت وزيرة القضاء، اييلت شكيد، ان "الأمم المتحدة تحطم كل الأرقام القياسية التي حققتها بجهلها وبنهجها المعادي للسامية وعدم صلتها. التنظيم الذي يدعي تمثيل الثقافة والعلوم من قبل الامم المتحدة يعرض سياسة متعفنة تسيطر عليها دول اسلامية دكتاتورية. بدل ان تقود دول الغرب التنظيم الى الوية التنور، تنجر بعضها اسيرة وراء قرارات مخجلة".
وقالت وزيرة الثقافة ميري ريغف: "اذا كان هذا هو معيار اليونسكو، يجب فحص كل اماكن التراث العالمي التي اعلنت عنها. تفضيل الرواية الفلسطينية الكاذبة، على الحقائق التاريخية يسلط اضواء ساخرة على اليونسكو".
وقال وزير الداخلية ارييه درعي ان "اليونسكو حولت نفسها الى تنظيم يضع وصمة عار على الامم المتحدة. اذا لم يكن لليهود صلة بالحائط الغربي فانه لا توجد لليونسكو صلة بالثقافة والعلوم والتعليم".
كما شجب رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ القرار، وقال ان "اليونسكو تخون دورها وتشوه الدبلوماسية والمسؤولية والمؤسسات الدولية. من يريد اعادة رواية التاريخ، وتزوير واختراع رواية مهووسة كما لو ان الحائط الغربي وجبل الهيكل لا يرتبطان بالشعب اليهودي، يكذب بصفاقة رهيبة ستزيد الكراهية فقط. في هذه المسالة لا يوجد أي خلاف في الشعب الاسرائيلي وادعو اليونسكو الى التراجع عن القرار الغريب والانشغال في الحفاظ على التاريخ الانساني بدلا من تزويره".
واصدرت وزارة الاعلام الفلسطينية (الجمعة)، بيانا اعتبرت فيه قرار اليونسكو، قرارًا تاريخيًا، وانتصارًا للقدس التي تتعرض لأسرلة يومية.
وحيت الوزارة البرازيل، والصين، ومصر، وجنوب إفريقيا، وبنغلادش، وفيتنام، وروسيا، وإيران، ولبنان، وماليزيا، والمغرب، وماوريتسيوس، والمكسيك، وموزنبيق، ونيكاراغوا، ونيجيريا، وعمان، وباكستان، وقطر، وجمهورية الدومينيكان، والسنغال، والسودان، "التي وقفت مع الحق الفلسطيني، وأسقطت المزاعم الإسرائيلية بشأن القدس، وأكدت أن المدينة هي العاصمة الأبدية لدولتنا المستقلة."
وأكدت وزارة الاعلام أن "قوة القرار وتوقيته رسالة سياسة بالغة الأهمية، واعتراف دولي بالحقوق التاريخية الأصيلة لشعبنا في المدينة المقدسة برموزها الإسلامية والمسيحية؛ واعتبرت تمسك القرار بالأسماء العربية الإسلامية للمسجد الأقصى، والحرم الشريف وساحة البراق تفكيكًا ورفض الاحتلال ورواياته المضللة."
وأضافت "أن عمر الاحتلال رغم ما خلفه من صفحات سوداء سيبقى في التاريخ كطرفة عين؛ لم تنجح جرائم التطهير العرقي والابادة التي نفذها بن غوريون بحق شعبنا الفلسطيني "قبل نحو سبعين عاماً"، في طي التاريخ الحضاري الانساني الفلسطيني، رغم قيام دولة الاحتلال "اسرائيل"، ولن تفلح محاولات الانكار السمجة والتضليل وتذويب الحق الفلسطيني الراسخ في المدينة القدس بكل الوسائل الإرهابية التي تقودها حكومة التطرف الاسرائيلي، في إنكار الحق الفلسطيني الواضح وضوح القدس وقبة الصخرة في فضاء الكون."
وقالت الوزارة: "ننصح قادة اسرائيل وعلى رأسهم نتنياهو عوض إضاعة الوقت في التحليق في خيال ضيق، أن لا يراهنوا كثيراً على الوقت، وأن يُمعنوا التفكير جيداً كيف للبشرية أن تتطور أكثر باحترام حقوق الآخر وعدم السطو على تاريخه وحضارته وانسانيته".
من ترجمات الصحف الاسرائيلية. الاعلام