رئيس التحرير: طلعت علوي

محمد بن راشد يُطلق الدورة الثالثة للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر

الأربعاء | 05/10/2016 - 08:13 مساءاً
محمد بن راشد يُطلق الدورة الثالثة للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر

تحت شعار "دفع مسيرة الاقتصاد الأخضر العالمي"



دبي، الإمارات، 5 أكتوبر 2016: برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، انطلقت اليوم فعاليات الدورة الثالثة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2016 في دبي تحت شعار رئيسي جديد "دفع مسيرة الاقتصاد الأخضر العالمي"، والتي تستمر حتى الغد في قاعة زعبيل 6 في مركز المؤتمرات والمعارض في دبي بمشاركة ممثلين ومتحدثين من مختلف الدول العربية والدولية.

حضر مراسم اطلاق الدورة الثالثة معالي الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات؛  وسعادة عبدالله عبدالرحمن الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي؛ وسعادة سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي ورئيس القمة؛ ومعالي المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي؛ وعدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)؛ وهيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ والمطرب العالمي إيكون، رئيس مجلس إدارة Akon Lighting Africa؛  إضافة إلى عدد من مدراء الدوائر الحكومية وكبار المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص وممثلي الشركات والمؤسسات الدولية والخبراء والأكاديميين في مجالات الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة وحشد من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد معالي الدكتور ثاني أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة بالدولة، على أن تحويل اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد أخضر مستدام منخفض الكربون لا يقع على عاتق القطاع الحكومي فقط، بل هي مسؤولية مشتركة بين مختلف شرائح المجتمع والمعنيين بمجالات التنمية في القطاعين الحكومي والخص.
وقال الدكتور الزيودي: "تعمل مؤسساتنا الحكومية على تنسيق جهودها في قيادة عملية التطوير والتقدم من أجل وضع الأسس اللازمة لتيسير هذه العملية وضمان نجاحها، وتبنت في هذا السياق مجموعة من السياسات والاستراتيجيات، تزامن تنفيذها مع العمل على رفع مستوى الوعي بنهج الاقتصاد الأخضر على كافة المستويات، وبناء القدرات، وتشجيع أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدام."

وأشار معاليه إلى أن الاقتصاد الأخضر يمثل أداة مهمة للاستجابة للاستحقاقات التي نواجهها كأهداف التنمية المستدامة 2030 واتفاق باريس بشأن التغير المناخي، داعياً إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل تيسير عملية التحول نحو الاقتصاد الأخضر على النطاق العالمي، ومعرباً عن ثقته في أن يشكل المؤتمر مساهمة مهمة في هذا الجانب"

وألقى سعادة سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي الكلمة الافتتاحية للقمة والتي أكد فيها على أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؛ شكلت خارطة طريق لنا، ونبراساً نهتدي به في مسيرة عملنا ومبادراتنا الطموحة ومشاريعنا التطويرية الهادفة إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021 بهدف جعل دولة الإمارات العربية المتحدة من أفضل دول العالم بحلول عام 2021.

وأضاف سعادته: " وفي ظل وتوجيهاتكم السديدة، تحمل القمة العالمية للاقتصاد الأخضر شعاراً جديداً هو "دفع مسيرة الاقتصاد الأخضر العالمي"، بهدف ترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر ونموذجاً يحتذى على مستوى العالم في تحقيق أعلى معايير كفاءة الطاقة وزيادة إسهام الطاقة المتجددة من أجل خدمة كافة الأمم والشعوب، ومواكبة أفضل الممارسات المستدامة المتبعة عالمياً."

وأكد سعادته على نجاح القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في إرساء منصة عالمية تجمع قادة العالم وصُناع القرار والخبراء والمتخصصين وقادة الأعمال وغيرهم من المهتمين في مجال الاقتصاد الأخضر لإبرام شراكات عالمية ووضع وتسهيل مسارات التنمية المستدامة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتطوير مبادرات خضراء ليس في دبي فحسب، بل في جميع أنحاء العالم.

وأضاف سعادته: " يرّكز برنامج القمة، على مدار اليومين المقبلين، من خلال النقاشات والجلسات، على دعم مقومات الاقتصاد الأخضر العالمي مع تسليط الضوء على الأهداف الطموحة لرؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنية لدعم التنمية المستدامة، وخطة دبي 2021 التي تهدف إلى تحقيق بيئة صحية ومستدامة ونظيفة، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها صاحب السمو في العام الماضي، لتحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر. وتهدف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة لتأمين 7% من إجمالي الطاقة في الإمارة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2020، و25% في العام 2030 و75% بحلول العام 2050، مدعومةً باستثمارات تصل لحوالي 13 مليار دولار في قطاع الطاقة المتجددة عبر مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد من أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في العالم في موقع واحد وبقدرة إنتاجية ستصل إلى 5000 ميجاوات في عام 2030."

وفي إشارة إلى الجهود العالمية في مجال دعم الاقتصاد الأخضر، قال سعادته: "تأتي جهودنا العالمية في مجال دعم الاقتصاد الأخضر ترجمةً عملية على أرض الواقع للخطوات الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال والتي تميزت بالمساهمة في الحد من انبعاثات الكربون، حيث شكل الاتفاق التاريخي لمكافحة التغير المناخي والذي تم التوصل إليه في قمة باريس للمناخ في عام 2015  مثالاً واضحاً للالتزام العالمي؛ ففي العام الماضي، وللمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً من بدء مفاوضات الأمم المتحدة، أعلنت 186 دولة من أصل 195 دولة مشاركة في القمة عن إجراءات  للحد من انبعاثاتها  من غازات الدفيئة لمكافحة ظاهرة التغير المناخي، مع وضع هدف عالمي لتخفيض الاحتباس الحراري والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائها دون درجتين مئويتين، وـمتابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند الدرجة ونصف الدرجة  المئوية."
وأضاف سعادته: " قامت دولة الإمارات بدور هام في المفاوضات التي قادت إلى اتفاق باريس، من خلال تقديم التزاماتها الوطنية لمعاهدة الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهو ما يؤكد جدية التزامها بالتعامل مع قضية التغير المناخي.

كما وضعت دولة الإمارات نصب أعينها تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدتها الأمم المتحدة، حيث ستعمل خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة على حشد الجهود للقضاء على الفقر بجميع أشكاله ومكافحة عدم المساواة ومعالجة تغير المناخ."

وتعليقاً على أهمية القمة والمخرجات والتوصيات الصادرة عنها، قال سعادته:
" إن النجاحات التي تحققت في الدورتين السابقتين من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تجعلنا أكثر إصراراً والتزاماً لتحقيق هدفنا في تعزيز مكانة دبي كعاصمةً عالمية للاقتصاد الأخضر، حيث تتبنى القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2016 أهدافاً استراتيجية تأتي مكملة للالتزامات الرئيسية التي تضمنها إعلان دبي لعام 2015، وأهمها: الإسهام في تعزيز مكانة دبي كعاصمةً عالميةً للاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة؛ تسليط الضوء على مسائل هامة منها الطاقة النظيفة، الصندوق الأخضر للاستثمار، وتطوير منطقة متخصصة للأعمال الخضراء؛ تعزيز مكانة القمة كمنصة متخصصة ورائدة للاقتصاد الأخضر. واستكمالاً لتلك الجهود، ستقوم إمارة دبي بتنظيم أحد أكثر المعارض إخضراراً في العالم من خلال استضافة معرض إكسبو دبي الدولي 2020."

واختتم سعادته: "أتوجه بجزيل الشكر لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  رعاه الله لتشريفه وحضوره ورعايته الكريمة لافتتاح الدورة الثالثة للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، وإلى جميع الحضور المشاركين في القمة، والتي سيتمخض عنها العديد من نقاط العمل الرئيسة والأهداف المشتركة، وإننا نقدر أهمية الجهود المبذولة من جميع المشاركين في فعاليات القمة على مدار اليومين المقبلين لتحقيق أهدافنا المشتركة لتعزيز هذا القطاع الحيوي، وكلنا أمل في أن تكون أعمال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر مثمرةً وبناءة وذات مردود فعّال وبناء على الجميع."

وعقب انتهاء كلمة سعادة سعيد محمد الطاير، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي- رعاه الله؛ بإطلاق المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بدعم من حكومة دبي وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي ستتخذ من دبي مقراً لها. وتهدف المنظمة لتعزيز سبل التعاون بين دول العالم في مجال الاقتصاد الأخضر.

ومن جهتها، قالت سعادة هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "نشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لقيادته الرشيدة ورؤيته الثاقبة، نحن بحاجة لمثل هذه القيادة في جميع دول العالم. كما أود أن أتقدم بالشكر لسعادة سعيد محمد الطاير لجهوده في دفع مسيرة الاقتصاد الأخضر بالشراكة مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نعمل على توحيد وتضافر الجهود مع كافة الأطراف المعنية في تطبيق اتفاق باريس للمناخ. وإننا بحاجة لإبرام شراكات قوية لبناء الاقتصاد الأخضر العالمي."

وفي كلمته في الحفل الافتتاحي للقمة، قال عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا): "لقد اكتسبت القمة العالمية للاقتصاد الأخضر أهمية متزايدة كونها تشكل منصة مثالية لإطلاق مناقشات معمقة حول قضايا المناخ والطاقة المتجددة كجزء من تحقيق مستقبل مستدام. نحن في إيرينا نفخر بكوننا أحد الشركاء الرئيسيين في القمة، ونتطلع قدماً للمشاركة في النقاشات حول المبادرات التي تعتبر حجر الأساس لتحقيق الاقتصاد الأخضر مستقبلاً."

ومن جهته، قال دونالد توماس، رائد الفضاء في وكالة ناسا: "كوني واحداً من 600 رائد فضاء ممن سنحت لهم الفرصة لاستكشاف الفضاء الخارجي خلال السنوات الخمس والخمسين الماضية، تكونت لدي فكرة واضحة حول هشاشة كوكب الأرض. ومن وجهة نظر علمية فضائية، من الملفت للنظر هشاشة غلافنا الجوي. أثمن جيداً دور دولة الإمارات وجهودها للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وبالتالي حماية كوكبنا. نعيش على كوكب واحد هو الأرض، ويتوجب على جميع السكان مع اختلاف مواطنهم العمل يد واحدة لحماية كوكبنا وضمان تطوره مستقبلاً. أنا جداً فخور بمشاركتي في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2016."

وتخلل الحفل الافتتاحي عرضاً مرئياً حول القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، إضافة إلى فيديو مصور سلَط الضوء على أهمية استضافة دبي للمسابقة العالمية للجامعات لتصميم الأبنية الذكية التي تعتمد على الطاقة الشمسية (Solar Decathlon)، في دورتها الأولى في 2018 والثانية في 2020 والمتزامنة مع معرض إكسبو دبي الدولي 2020 حيث تجري التحضيرات على قدم وساق.

وألقى ريتشارد كينغ، رئيس المسابقة العالمية للجامعات ، كلمة أمام الحضور سبقت الإعلان عن الفرق المشاركة والترحيب بها على خشبة المسرح، قائلاً: "منذ إطلاقها في العام 2002، أسهمت المسابقة العالمية للجامعات لتصميم المباني المعتمدة على الطاقة الشمسية في تثقيف وتوعية أكثر من 130 فريق جماعي ضم حوالي 20 ألف طالب جامعي. وتوسعت المسابقة لتشمل الدول الأوروبية والصين وأميركا اللاتينية حيث تمكنا من استقطاب 94 فريقاً جديداً وحوالي 120 ألف مشارك، وها نحن اليوم هنا في منطقة الشرق الأوسط. نفخر بمشاركتنا في هذه القمة الهامة، وسنعمل على لعب دور محوري لتعزيز إسهاماتنا في دفع مسيرة الاقتصاد الأخضر العالمي."

تنظم القمة العالمية للاقتصاد الأخضر بالشراكة مع هيئة كهرباء ومياه دبي وتحت مظلة المجلس الأعلى للطاقة في دبي وشركة وورلد كلايميت ليمتد، وبدعم من الأمم المتحدة، وبالتعاون مع شركاء عالميين، ويتزامن اقامتها مع الدورة الثامنة عشر من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس 2016) ومعرض دبي للطاقة الشمسية 2016

التعليـــقات