رئيس التحرير: طلعت علوي

اضواء على الصحافة الاسرائيلية 15 أيلول 2016

الخميس | 15/09/2016 - 09:03 مساءاً
اضواء على الصحافة الاسرائيلية 15 أيلول 2016



ليبرمان يأمر بمقاطعة مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط، ملدانوف!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان مكتب وزير الامن، افيغدور ليبرمان، اوعز الى العاملين في الوزارة والجيش بمقاطعة مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الأوسط، نيكولاي ملدانوف، حسب ما نشرته القناة الثانية، مساء امس. وجاء هذا الأمر في اعقاب الانتقادات الشديدة التي وجهها ملدانوف الى سلوك اسرائيل في كل ما يتعلق بالمستوطنات والتعامل مع الفلسطينيين، وكذلك بسبب انتقاده لوزير الأمن.
وكان ملدانوف قد صرح امام مجلس الامن، قبل اسبوعين، بأن التوسيع غير القانوني للمستوطنات وعدم السيطرة على السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، هي العقبات الرئيسية امام السلام. واضاف ان هناك "ازدياد في قرارات اسرائيل بالبناء في المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين".
ونشر ديوان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في حينه بيانا شديد اللهجة ادعى فيه ان تصريحات ملدانوف "تشوه التاريخ والقانون الدولي وتبعد السلام". وحسب نتنياهو فان "العقبة امام السلام هي المحاولة غير المتوقفة لنفي ارتباط اليهود بأراضي بلادهم التاريخية والرفض المتعنت للاعتراف بأنهم ليسوا غرباء فيها".
ورفضوا في مكتب الوزير ليبرمان التعقيب على الموضوع. وقال مصدر رسمي في مكتب ملدانوف، ان "المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط يتواجد حاليا في نيويورك، حيث سيقوم الامين العام للأمم المتحدة بتقديم استعراض لمجلس الامن حول التطورات الأخيرة في المنطقة".
ووجهت النائب تسيبي لفني (المعسكر الصهيوني) انتقادات لقرار ليبرمان، وقالت انها تمس بأمن ومصالح اسرائيل. واضافت ان هذه ليست المرة الاولى التي يأمر فيها ليبرمان بمقاطعة المبعوث الدولي. فعندما كان وزيرا للخارجية امر مكتبه بمقاطعة المبعوث السابق، روبرت سري، حتى جاءت حرب الجرف الصامد، واتضح ان دور سري بالغ الاهمية لتقييم الجيش لحماس وللأوضاع في غزة، ولاشراف الامم المتحدة على المشاريع الانسانية كي لا تستغلها حماس، وهذه مصلحة اسرائيلية".
واضافت ليفني ان "ليبرمان قد يعتقد بأنه من الجيد سياسيا مهاجمة هدف سهل مثل مبعوث الامم المتحدة وان هذا يجعله قويا وصارما، خاصة على خلفية استهتار الجمهور الاسرائيلي بالأمم المتحدة، وبعضه مبرر. لكن هذا المفهوم خاطئ ويمس باسرائيل. يمكن ويجب الغضب ومناقشة الامم المتحدة بشأن مواقف تهمنا ولكن يجب دائما العمل بتأني وحسب مصالحنا".
توقيع اتفاق المساعدات الامنية الأمريكية لإسرائيل، بحجم 38 مليار دولار
ذكرت صحيفة "هآرتس" ان اسرائيل والولايات المتحدة، وقعتا مساء امس (الاربعاء) على اتفاق المساعدات الأمنية، الذي يبلغ حجمه 38 مليار دولار لعشر سنوات، بين 2019 و2028. وتم توقيع الاتفاق في قاعة المعاهدة في مقر وزارة الخارجية الأمريكية. ووقع الاتفاق من جانب اسرائيل، القائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي يعقوب نيغل، ومن الجانب الأمريكي نائب وزير الخارجية توم شانون. وحضر حفل التوقيع مستشارة الامن القومي الأمريكي سوزان رايس وسفير اسرائيل رون دريمير وسفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل دان شبيرو.
ونشر الرئيس الامريكي براك اوباما، بيانا خاصا، بمناسبة التوقيع على الاتفاق، اكد من خلاله بأن الاتفاق يثبت التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل، قولا وعملا. وحسب اقواله فانه ورئيس الحكومة نتنياهو متأكدان من ان "الاتفاق الجديد سيسهم بشكل كبير في امن اسرائيل في ما تبقى من الحي الخطير". واضاف بأن استمرار تزويد السلاح الاكثر تطورا في العالم سيضمن قدرة اسرائيل على الدفاع عن نفسها امام كل تهديد.
وربط اوباما بين اتفاق المساعدات الامني وعملية السلام في الشرق الاوسط، وقال انه "بسبب التزامنا بأمن اسرائيل على المدى الطويل سنواصل دفع حل الدولتين في كل ما يتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وذلك على الرغم من التوجه المقلق جدا على الارض، للتآمر على هذا الهدف. وكما قلت في السابق، فان الطريق الوحيد بالنسبة لإسرائيل كي تواصل الازدهار كدولة يهودية وديموقراطية يكمن في اقامة دولة فلسطينية مستقلة. اتفاق المساعدات الامني، والجهود من اجل دفع عملية السلام يهدف الى تطبيق الهدف الامريكي لكي تتمكن اسرائيل من الوجود الى جانب جاراتها بأمن وسلام".
وقالت رايس في بداية توقيع الاتفاق: "نحن نؤكد اليوم العلاقة التي لا يمكن كسرها بين الولايات المتحدة واسرائيل". وحسب اقوالها فان الولايات المتحدة تفخر بأنه لم يسبق لأي ادارة ان عملت كالإدارة الحالية من اجل تدعيم امن اسرائيل. واضافت: "لا يمكن معرفة ما الذي سيحدث خلال السنوات العشر القادمة، لكننا نعرف ان الولايات المتحدة ستكون دائما هناك من اجل اسرائيل". وتحدث نيغل بعد رايس وقال: "نحن لا نأخذ صفقة المساعدات الامريكية كأمر مفهوم ضمنا".
وقال مسؤولون في الادارة الامريكية لصحيفة "هآرتس" انه في حالات الطوارئ، كالحرب مثلا، ستكون الولايات المتحدة مستعدة لفحص زيادة المساعدات لمنظومة الدفاع الصاروخي، خارج اطار الاتفاق، كما فعلت في السابق.
وفيما يلي اهم ما جاء في الاتفاق:
تحصل اسرائيل على مبلغ 3.8 مليار دولار سنويا، يخصص منها مبلغ 500 مليون دولار لتطوير منظومة الدفاع الصاروخي.
تلتزم اسرائيل بعدم التوجه الى الكونغرس لطلب ميزانيات اضافية للشراء الامني او لتطوير وشراء منظومات دفاع صاروخي. وفي حالات الطوارئ، كالحرب، يمكن لإسرائيل تلقي ميزانية اخرى لمنظومة الدفاع الصاروخي، بموافقة الادارة الامريكية فقط.
لا يمنع الاتفاق اسرائيل من طلب زيادة في المساعدات من الكونغرس لأمور امنية كمحاربة الانفاق او تطوير منظومات لمكافحة السيبر.
منذ لحظة دخول الاتفاق حير النفاذ، تبدأ اسرائيل بشكل تدريجي بوقف استخدام نسبة 26% من اموال المساعدات للشراء من الصناعات الامنية الاسرائيلية.
منذ لحظة دخول الاتفاق حير النفاذ، تتوقف اسرائيل فورا عن استخدام 14% من اموال المساعدات لشراء الوقود للجيش.
ونشر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو بيانا شكر فيه الرئيس الأميركي براك اوباما وقادة الادارة الامريكية واصدقاء اسرائيل في الكونغرس والشعب الامريكي على الاتفاق. وقال ان توقيع الاتفاق يثبت ان العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة راسخة وقوية جدا.
وقال نتنياهو: "هذا لا يعني انه لا يوجد بيننا نقاش من حين الى آخر، ولكنه نقاش داخل العائلة. انه لا يؤثر بتاتا على الصداقة الكبيرة بين اسرائيل والولايات المتحدة، الصداقة التي تنعكس في هذا الاتفاق الذي سيساعدنا جدا في مواصلات تعزيز قوة اسرائيل خلال العقد القريب. الاتفاق يبين بأن الدعم لإسرائيل يتجاوز الاحزاب ويلف الولايات المتحدة طولا وعرضا. الكثير من الامريكيين يفهمون بأن الاستثمار في أمن اسرائيل يعزز الاستقرار في الشرق الاوسط غير المستقر، ويخدم ليس فقط مصالحنا الامنية وانما المصالح الامنية الامريكية".
وقال مسؤولون كبار في الادارة الامريكية انه "كما في كل تفاهم يمكن حدوث تغيير في هذا الاتفاق. في كل ما يتعلق بمنظومة الدفاع الصاروخي، في الحالات المتطرفة او في حال ضلوع اسرائيل في مواجهة عسكرية، من المؤكد اننا سنكون مستعدين لفحص التغيير في الاتفاق اذا كانت هناك حاجة الى ذلك. لقد اثبتنا في الماضي، تقديم مساعدات اخرى لإسرائيل حين يلح الأمر، كما في حملة "الجرف الصامد" في 2014. لا يوجد أي سبب يمنعنا من عمل ذلك في المستقبل، ايضا، اذا الح الأمر".
وقال المسؤولون الامريكيون انه تمت صياغة الاتفاق الجديد في واقع مالي اشكالي جدا من ناحية الولايات المتحدة. وحسب اقوالهم، فانه على الرغم من التقلص المتواصل في ميزانية المساعدات الخارجية، الا ان حجم الهبة المالية في الاتفاق الجديد اكبر بكثير مما في الاتفاق القديم.
حالة بيرس المصاب بجلطة دماغية مستقرة
تكتب "هآرتس" انه طرأ تحسن على حالة الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيرس، الذي يخضع للعلاج في مستشفى شيبا في تل هشومير، في اعقاب اصابته بجلطة دماغية. وقال مدير المشفى البروفيسور يتسحاق كرايس، انه "على الرغم من صعوبة حالته الا انها مستقرة وطرأ تحسن معين. نعتقد ان حالته باتت افضل وسنواصل التعقب طوال اليوم القادم". مع ذلك يجب الاشارة الى ان حالته لا تزال خطيرة.
وقال الطبيب الشخصي لبيرس، البروفيسور رافي فلدان: "يسرني القول انه تجاوب جيدا وفهم ما يقال له، وصافحني بحرارة. ننوي مواصلة تخديره من اجل التخفيف عنه كي لا يضطر الى بذل جهد للتنفس".
وقام رئيس الحكومة نتنياهو بزيارة المستشفى مساء امس، وقال للصحفيين "نشعر بالارتياح. الوضع اليوم افضل من امس".
في هذا الصدد تكتب "يديعوت احرونوت" ان شمعون بيرس تحول خلال سنوات عمله السياسي الى شخصية معروفة تحظى بتقدير العالم، والانباء حول الجلطة الدماغية التي اصابته اثارت اهتماما كبيرا في وسائل الاعلام. واجرى الكثير من القادة اتصالات بعائلته، معربين عن دعمهم لها.
فقد تحدث الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون مع نجل بيرس، حامي، عدة مرات. كما تحدث رئيس الحكومة البريطانية السابق، توني بلير مع العائلة. واتصلوا، ايضا، من مكتب الرئيس بوتين، سائلين عن صحة بيرس. وقال مدير مكتبه ان بوتين يتعقب بقلق التقارير المتعلقة بوضع بيرس ويتمنى له الشفاء. وقال انه يتمنى التقاء بيرس بعد شفائه.
كما نقل السفير الأمريكي لدى اسرائيل دان شبيرو رسالة دعم. وقالت مستشارة الامن القومي سوزان رايس خلال توقيع اتفاق المساعدات الامنية مع اسرائيل: "ان افكارنا وصلاتنا تتجه اليوم نحو زعيم غير اعتيادي، الرئيس شمعون بيرس، الكنز القومي لإسرائيل، كمؤسس، حالم، رجل عمل، محارب ومحقق للسلام. الرئيس بيرس ساعد كثيرا على بناء دولة اسرائيل، انه احد اكبر القادة في دولته".
اسرائيل ترفض هدم بيوت اليهود الذين قتلوا محمد ابو خضير
كتبت "هآرتس" ان اسرائيل تدعي بانه يجب عدم هدم بيوت اليهود الثلاثة الذين احرقوا الطفل محمد ابو خضير حتى الموت. وجاء هذا الادعاء في الرد الذي قدمته الدولة الى المحكمة العليا ردا على التماس عائلة ابو خضير التي تطالب بهدم بيوت القتلة. وجاء في رد الدولة انه "في القرارات الاخيرة للمحكمة كررت وحددت انه بما ان تفعيل هذه الصلاحية يهدف الى حاجات الردع فقط، فان التشخيص الذي يجري في موضوع اتخاذ هذا الاجراء بين المهاجمين الفلسطينيين والعرب من القدس الشرقية مقابل حجم الارهاب الذي ينفذه يهود، هو تشخيص فني ومسموح به ولا يرقى إلى التمييز."
واضاف قسم الالتماسات في النيابة العامة انه "من المفهوم ان كل عمل ارهابي مرفوض ويجب العمل لمنعه، ولكن يجب عدم تجاهل الفجوة الكبيرة في حجم الارهاب الذي ينفذه الفلسطينيون والعرب من القدس الشرقية وبين حجم الارهاب الذي ينفذه يهود، ولا يمكن تجاهل شجب المجتمع التوافقي لأعمال الارهاب في المجتمع الاسرائيلي".
وقارنت الدولة بين عدد العمليات التي نفذها يهود مقابل الفلسطينيين وسكان القدس الشرقية، وكتبت: "حجم الارهاب الذي ينفذه يهود مقلص جدا، وفي الاساس يختلف بشكل لا يقاس عن حجم الارهاب الفلسطيني. هكذا تم في سنة 2015 تنفيذ 16 عملية ارهابية من قبل يهود ضد ابناء الاقليات، وفي سنة 2016 تم حتى كتابة هذه السطور تنفيذ عمليتين فقط". وادعت النيابة ان تنفيذ الاجراءات الجنائية يشكل ردعا كافيا.
وكانت عائلة الطفل محمد ابو خضير الذي اختطفه ثلاثة يهود واحرقوه حتى الموت في القدس، قبل عامين، قد التمست الى المحكمة قبل شهرين مطالبة بالزام وزير الامن على هدم بيوت اليهود القتلة. وفي  الرد الذي بعثت به الوزارة الى العائلة قبل التماسها الى المحكمة، كتبت انه لا حاجة الى ردع الجانب اليهودي ولذلك لا حاجة لهدم البيوت.
الحكم بالسجن المؤبد على فلسطيني ادين بقتل جندي اسرائيلي
ذكرت "هآرتس" ان المحكمة المركزية في تل ابيب فرضت حكما بالسجن المؤبد على نور الدين ابو حايشة، 20 عاما من شعفاط، بتهمة قتل الجندي الموغ شيلوني في محطة القطار في تل ابيب في 2014. وحدد القضاة بأنه تم تنفيذ القتل في ظروف استثنائية في خطورتها، ولذلك لا يمكن للجنة اطلاق السراح التوصية بتخفيف محكوميته قبل مرور 15 سنة على الحكم. كما حدد القضاة بأن فترة السجن يجب ان لا تقل في كل الحالات عن 40 سنة. وفرضت على ابو حايشة ايضا، تعويض عائلة شيلوني بمبلغ 258 الف شيكل.
وحسب لائحة الاتهام فقد دخل ابو حايشة الى اسرائيل بشكل غير قانوني، وقرر تنفيذ العملية في اليوم التالي، فاشترى سكينا من السوق في يافا وسافر الى محطة القطار، وعندما شاهد شيلوني الذي كان يحمل بندقية "ام 16"، طعنه عدة مرات وحاول اختطاف سلاحه، لكنه لم ينجح لأن مواطنا وصل الى المكان وضربه فهرب، وتم اعتقاله بعد فترة وجيزة. وتوفي شيلوني متأثرا بجراحه في المشفى.
وكان ابو حايشة قد نفى قبل المحكمة التهم الموجهة اليه، لكنه اعترف اثناء المحاكمة بشكل مفاجئ بالتهم وقال: "صحيح انني قتلت الموغ شيلوني. اردت اخذ سلاحه ومواصلة قتل كل من في الشارع والقضاء على الجميع. السبب هو ما تفعلونه في الاقصى، حين يدخل حاخاماتكم الى المسجد الاقصى فانهم يدنسونه".
وكانت المحكمة العليا قد قررت في كانون الاول الماضي، بغالبية صوتين مقابل واحد، الغاء امر هدم منزل عائلة ابو حايشة. وسبق ان التمست العائلة ضد القرار وادعت ان امر الهدم صدر بعد 11 شهرا من الحادث. وكتب القاضي زيلبرطال ان اصدار الأمر بعد اشهر طويلة من الحادث يمس بالمصلحة الخاصة للعائلة. وكتب ان "ترك الملتمسين على مدار اشهر طويلة فيما كان يمكنهم كل يوم تسلم امر الهدم لبيتهم، يشبه "التعذيب" المتواصل الذي لا يمكن معرفة متى ينتهي، ويجب ان نتذكر بأن القرار نفسه يثير معضلات اخلاقية غير بسيطة، حتى بالنسبة لموقف المؤيدين لهذا الاجراء، خاصة وان الملتمسين لم يكونوا شركاء في عمل ابن عائلتهم".
نساء بؤرة عمونة ترفضن تنفيذ الاخلاء
تتجند صحيفة "يديعوت ارحونوت" كما يبدو جليا من هذا التقرير الى جانب المستوطنين في بؤرة عمونة، حيث تعزف على نغمة ألم النساء والاطفال الذين سيضرون الى اخلاء ما تسميه بيوتهم وارضهم. وتكتب الصحيفة في هذا الصدد ان نساء بؤرة عمونة التي امرت المحكمة العليا بإخلائها حتى نهاية السنة، تسعين الى تمرير رسالة مفادها انهن وابناء عائلاتهن هم مواطنون يطالبون فقط بالحفاظـ مثل غيرهم، على اغلى ما يملكون: بيوتهم. وقالت حانا هوروبيتس، التي بنت بيتها في البؤرة ان "عمونة تعني تحقيق حلم. لقد تجولنا كثيرا وبحثنا عن مكان للإقامة فيه، وعندما وصلنا الى عمونة وقع الحب من اول نظرة".
والآن، عندما بدأ العد التراجعي تمهيدا للإخلاء خلال الأسابيع القادمة، تحاول الخروج كل صباح للرسم، وتقول: "اقوم كل صباح بالرسم والبكاء. كيف يمكن فقدان شيء كهذا؟" ومثل هوروبيتس تجد الكثير من نساء المستوطنة صعوبة في استيعاب اوامر الاخلاء. وتقول "رفيتال هلبرشتات: "اخشى من تكرار صور 2006".
ولا تنوي النساء اخلاء المستوطنة بإرادتهن، وتقول زيفا كاتس: "لم نفكر بأننا سنصل الى هذا الوضع. صحيح ان هذه ليست رعنانا، ولكن من كان يصدق ان هذا ما سيحدث لبلدة قديمة جدا مع اسس كبيرة". وتتخوف هلبرشتات من المستقبل، وتقول: "لا اعرف ما سيحدث هنا. نحن ضد العنف. لا نريد الوصول الى ذلك، ولكن من حق الانسان الذي يخرجونه من بيته ظلما معارضة ذلك. حتى اذا لم يكن المقصود مقاومة عنيفة، فسنقول حقيقتنا".
يشار الى ان عمونة هي اكبر بؤرة غير قانونية اقيمت في المناطق. تسكن فيها 40 عائلة وحوالي 200 طفل. وقد بدأت البؤرة كموقع للتنقيب الأثري بالقرب من مستوطنة عوفرا، ومن ثم اتسعت: وفي 2006 امرت المحكمة العليا بهدم البيوت التي بنيت بشكل ثابت. وبعد ثماني سنوات حدد القضاة بأنه يجب اخلاء المستوطنة كلها لأنها اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة. وفرض المصير نفسه على تسعة بيوت اقيمت على اطراف مستوطنة عوفرا. ويفترض هدم هذه البيوت في بداية السنة القادمة ايضا لأنها اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة.
وقد ادعى سكان عمونة ان قسما من أراضي المستوطنة فقط يعود لمالكين فلسطينيين يطالبون بإعادتها، اما الغالبية فلا اصحاب لها. ولذلك اسموها "املاك غائبين" وطلبوا السماح لهم بالبقاء. لكن المحكمة العليا رفضت ادعاءاتهم. وقبل اسبوعين وعد المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت بفحص مسار الغائبين، ومنذ ذلك الوقت نشرت الادارة المدنية في صحف فلسطينية خارطة بالقسائم المنوي نقل البؤرة اليها وامهل اصحاب الارض 30 يوما لتقديم اعتراضات.
وتقول كاتس: "من الواضح لنا ان كل هذه الالتماسات جاءت لأننا يهود فقط. فلو كانت تقوم هنا قرية للرهبان لسمحوا لهم بالبقاء واوجدوا حلول اخرى". وتوجه اصبع الاتهام الى وزير الامن افيغدور ليبرمان، وتقول: "الانسحابات الكبيرة نفذتها حكومات اليمين. لقد اعتدنا على السياسيين الذين يخونون الناخبين. آمل ان اتمتع بالقوة للبقاء هنا حتى النهاية والنضال. الناس هنا لن يغادروا بسهولة".
سقوط قذيفة هاون اخرى في الجولان
تكتب "يسرائيل هيوم" انه بعد سقوط ثلاث قذائف هاون في الجولان، امس الاول، تم العثور امس على قذيفة اخرى سقطت في شمال الهضبة، دون ان تسبب اصابات. وقدروا في الجيش ان القذيفة هذه المرة ايضا هي قذيفة طائشة تسللت من الحرب السورية. ويسود التقدير بأن الجيش الاسرائيلي سيرد على ذلك.
وكانت ثلاث قذائف قد سقطت في الاراضي الاسرائيلية امس الاول، فقام الجيش الاسرائيلي بقصف مدافع تابعة للنظام السوري. واطلقت المدفعية السورية النار على طائرتين اسرائيليتين الا ان الناطق العسكري اكد بأنهما كانتا بعيدتان عن مصدر النيران. وقال الجيش الاسرائيلي ان القذائف التي سقطت في الجولان لم تكن موجهة الى اسرائيل، ويسود الاعتقاد بأنه على الرغم من تزايد سقوط القذائف في الجولان، الا انه لم يحدث اي تغيير في تقييم الجيش للأوضاع على الحدود الشمالية، ولا يجري الحديث عن تصعيد.
وسقوط قذيفة في منطقة غلاف غزة
وفي خبر آخر تكتب الصحيفة انه سقطت قذيفة هاون مساء امس بالقرب من السياج الحدودي في المجلس الاقليمي اشكول في محيط غزة، دون ان تسفر عن اضرار او اصابات. وقالت جهات عسكرية انه لم يتم تفعيل صافرات الانذار لأن القذيفة سقطت في منطقة مفتوحة. وهذه هي المرة الاولى التي تسقط فيها قذيفة في الجنوب منذ ثلاثة اسابيع.
اعتقال شبكة لتهريب السيارات الى غزة
تكتب "يسرائيل هيوم" ان الشاباك الاسرائيلي كشف ، امس، عن اعتقال شبكة لتهريب سيارات الدفع الرباعي الى غزة بعد تفكيكها في اسرائيل، وذلك عبر معبر كرم ابو سالم. وتم اعتقال ثلاثة مواطنين اسرائيليين من سكان شقيب السلام في النقب. وحسب الشاباك فقد قامت هذه الشبكة خلال العام الجاري بتهريب اكثر من 100 سيارة كهذه وبيعها لحماس.
اعادة تجسيد هبوط المظليين في متلة
تكتب "يسرائيل هيوم" انه بعد 60 عاما من الهبوط الوحيد بالمظليات في تاريخ الجيش الاسرائيلي، قام ضباط الكتيبة 890 في سلاح المظليين، امس، بتجسيد الحدث التاريخي. وتم انزال نحو 60 مظليا من قادة الكتيبة في منطقة بلماحيم في جنوب اسرائيل، واجراء مناورة تحاكي المعركة التي وقعت في عام 1956 بين قوات المظليين والجيش المصري في منطقة متلة.
وقال قائد لواء المظليين، العقيد نمرود الوني، انه تم الاستعداد للانزال طوال ثلاثة اشهر، وتم تكرار ما حدث في صباح 29 تشرين الاول 1956، حيث تسلم الضباط من قائد الكتيبة 890، ذات الاوامر التي تلقاها المظليون في سنة 1956 من قائد الكتيبة في حينه رفائيل ايتان،، ومن ثم صعد الضباط الى الطائرات وقاموا بتنفيذ عملية الهبوط في منطقة مشابهة لمنطقة متلة. ويشار الى ان انزال المظليين في متلة، كان الخطوة الاولى في حرب سيناء (العُدْوَان الثُلَاثِيّ) عام 1956، التي احتلت اسرائيل خلالها شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، بدعم بريطاني – فرنسي. وتمت عملية الانزال في التاسع والعشرين من تشرين الاول بعد استعدادات كبيرة. وخلال تلك العملية تم انزال مئات الجنود الذين نقلتهم اربع طائرات اسرائيلية الى قلب الأراضي المصرية، بهدف توفير سبب للتدخل البريطاني – الفرنسي في الحرب.
وقد جرت الحملة حتى ليلة 30-31 تشرين الاول حسب ما خطط لها ومن دون وقوع أي اخطاء. وادعى رئيس مقر قيادة الجنوب في حينه، رحبعام زئيفي، انه امر قوات المشاة في لواء المظليين 202، بقيادة اريئيل شارون، بالامتناع عن الحرب، لكن شارون طلب منه ارسال قوة صغيرة لاستطلاع المنطقة، فسمح له زئيفي بذلك، واصطدمت القوة بالقوات المصرية ودارت معركة قاسية ودامية، قتل خلالها 38 جنديا من الكتيبة.
مقالات
الفجوات في اتفاق المساعدات الامريكية سترافق اسرائيل لسنوات
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه يبدو حتى في عالم المصطلحات المرن جدا في السياسية الاسرائيلية، بانه لم يتم منذ زمن بعيد تسجيل فجوة كبيرة كهذه بين شكل محاولة ديوان رئيس الحكومة تسويق الواقع وبين الواقع نفسه. بيان ديوان رئيس الحكومة والرسائل التي يبثها رجاله عبر اللقاءات الصحفية، يعرض اتفاق المساعدات الامنية الامريكية لإسرائيل ، الذي تم توقيعه في واشنطن مساء امس الاربعاء، كإنجاز غير مسبوق. مصطلح "الأكبر من أي مرة" يتكرر على السنتهم مرة تلو مرة.
ولكن بين العنوان الايجابي والأرقام الحقيقية هناك فجوة عميقة. نتنياهو ورجاله على حق من ناحية رمزية. الاتفاق يتضمن التزاما بتقديم مساعدة بحجم 38 مليار دولار لعشر سنوات – وهو مبلغ اكبر من مبلغ 31 مليار دولار الذي يتضمنه الاتفاق الحالي الذي ينتهي في 2018، لكنه من المشكوك فيه ان هذه المقارنة صحيحة. فبناء على طلب ادارة اوباما، تم اعداد الاتفاق بطريقة "شامل كل شيء". واسرائيل تلتزم بعدم التوجه الى الكونغرس، من وراء ظهر الادارة، بشكل يضمن لها زيادة استثنائية.
لقد تم في السنوات الاخيرة تقديم مثل هذه الزيادات لإسرائيل، بمبادرة من الكونغرس او الادارة نفسها، من اجل تغطية فجوات التسلح التي نجمت عن حملة الجرف الصامد في 2014، والمساعدة في تطوير تكنولوجيا للكشف عن الأنفاق، وخاصة تشجيع وتيرة التطوير والتسلح بمنظومات اعتراض الصواريخ والقذائف. وحسب معطيات رسمية للوكالة الأمريكية لمكافحة الصواريخ، حصلت اسرائيل من الولايات المتحدة على 729 مليون دولار لهذه الاحتياجات في 2014، و620 مليون في السنة التي سبقتها. وحسب مصادر اسرائيلية ستصل الزيادة هذه السنة الى 600 مليون دولار.
بكلمات اخرى، فان الزيادة الحقيقية في الاتفاق الجديد، غير المسبوق ظاهرا، تصل الى حوالي 100 مليون دولار مقارنة بالسنوات الاخيرة، وذلك دون التطرق بتاتا الى التضخم، لأنه لا الاتفاق القديم ولا الجديد، يشملان التعويض المباشر لتآكل قوة المشتريات. لكن هذا كله يبقى مبلغا صغيرا مقابل الادعاء الأساسي الذي يطرح ضد نتنياهو في مسألة سلوكه في قضية النووي الايراني، حيث ان تعامله الشخصي مع الرئيس اوباما، ورفضه المتكرر لاستكمال اتفاق المساعدات، كلف اسرائيل فقدان سبعة مليارات دولار اخرى من اموال المساعدات.
الادعاء السائد في المعارضة وفي وسائل الاعلام بأن هذا هو ثمن قرار نتنياهو القاء خطاب في الكونغرس ضد الاتفاق النووي في آذار 2015، رغم حث الادارة الأمريكية له على التراجع. ولكن مصادر امنية رفيعة في اسرائيل، قالت لصحيفة "هآرتس" بأن الضرر وقع عمليا في وقت لاحق. وحسب اقوالهم، فانه بعد توقيع اتفاق فيينا مع ايران، في تموز الماضي، تم تحقيق تفاهمات اساسية بين وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، ونظيره الاسرائيلي في حينه، وزير الامن موشيه يعلون، حول تقديم مساعدات أمريكية لإسرائيل بحجم 45 مليار دولار لعشر سنوات. لكن نتنياهو اصر على بذل جهد اخير، فاشل، لتفعيل الكونغرس ضد الرئيس والصفقة في ايلول. وهذه، كما يبدو، كانت المرحلة التي فقد فيها البيت الابيض صبره، نهائيا.
رئيس الحكومة ورجاله يدعون، دفاعا عنه، ان اتخاذ موقف اساسي ضد اتفاق فيينا كان تصريحا هاما في مرآة التاريخ، ولكن في جوانب عملية. لقد اقنعت هذه الخطوة السعودية ودول الخليج بأن اسرائيل تصر على موقفها، حتى بثمن الصدام مع الولايات المتحدة التي تنتهج التسامح الانهزامي امام ايران، التي تصر على الوقوف وراء النشاطات المتآمرة، واعمال الارهاب في كل انحاء المنطقة. هذا التوجه يصعب قياسه بمصطلحات رقمية. ولكن، هل يساوي هذا حقا سبعة مليار دولار؟
بالإضافة الى علامات الاستفهام حول الاتفاق الموقع، يجب ان نضيف قضية المشتريات المتبادلة. فبضغط من الادارة سيتم وقف امكانية استغلال اكثر من ربع اموال المساعدات لشراء معدات من انتاج الصناعات الامنية الاسرائيلية. وبناء على طلب اسرائيل سيتم ذلك بشكل تدريجي، ليصبح المنع ساري المفعول تماما بعد ست سنوات. هذا الجانب السلبي من هذه الاتفاقية لا يرتبط مباشرة بالنقاش حول ايران او غياب الكيمياء بين نتنياهو واوباما. لقد استجابت الادارة بذلك الى ضغوط الصناعات الامنية الأمريكية التي خسرت عقود ضخمة في اعقاب تقليص ميزانية البنتاغون، وبحثت لنفسها عن اسواق جديدة في الخارج، واكتشفت بأنها تواجه مصاعب في مواجهة الصناعات الاسرائيلية المنافسة والصغيرة، والتي ارتقت الى حد كبير بفضل المساعدات الامريكية.
لكن يسود لدى الاسرائيليين الذين زاروا واشنطن في بداية السنة، الانطباع بأن الادارة قررت طرح هذا التغيير في الاتفاق في شهري اذار ونيسان. ولو لم تتصرف اسرائيل كما لو انها تملك كل الوقت لربما كان يمكن استكمال الاتفاق قبل ظهور هذا البند الذي يلغي المشتريات المتبادلة (وهذا هو تماما ما اقترحه عليها مسؤولون كبار في الادارة، من بينهم نائب الرئيس جو بايدن). على المدى الطويل، سيتم خسارة الاف اماكن العمل في اسرائيل. وقد اوضح رؤساء الصناعات الاسرائيلية بأنهم سيضطرون الى فتح خطوط انتاج في الولايات المتحدة، بالشراكة مع الصناعات المحلية هناك، من اجل مواصلة الفوز بجزء من المساعدات.
من مثل اسرائيل في مراسم توقيع الاتفاق كان يعقوب نيغل، القائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي، والشخص الثاني الذي يتخلى عن رئاسة المجلس الذي يفتقد الى رئيس منذ بداية السنة. الأمر لا يتوقف فقط على كون رئيس الحكومة لم يصل الى واشنطن للاحتفال بالإنجاز الامني الضخم، بل لم يتم التبليغ في هذه المرحلة عما اذا سيتم تنظيم لقاء بين نتنياهو واوباما، على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر. يبدو انه على خلفية التوتر مع نتنياهو بذل الرئيس اقل ما يمكن. لقد رفع حجم المساعدات بشكل يمكن الادعاء بأنه اكبر من أي مساعدات سابقة (وهذا مهم للإدارة وللديموقراطيين عشية الانتخابات الرئاسية)، ولكن ليس اكثر من ذلك.
اوباما يوقع على الاتفاق مع نتنياهو كرافض الطلاق الذي يوافق في نهاية الأمر على تطليق زوجته، شريطة الا يلزمهما ذلك بالعيش سوية. كل شيء صدفة طبعا، ولكن التدهور الشديد في صحة الرئيس السابق شمعون بيرس سيجعل ديوان نتنياهو يتجاوز بسرعة قضية اتفاق المساعدات، على الطريق لمواجهة عواصف جديدة. لكن الأضرار والفجوات الكامنة في الاتفاق، سترافقنا لسنوات طويلة.
هل تعتبر الدولة الواحدة اكثر واقعية؟
يكتب الكسندر يعقوبسون، في "هآرتس" ان هناك من يدعون بأنه لا مفر من التخلي عن فكرة حل الدولتين لأنها لم تعد واقعية. ولكن اذا تم طرح مثل هذا الادعاء، يجب مناقشة السؤال عما اذا كان البديل المقترح لحل الدولتين هو واقعي.
لقد ادعى روغل الفير (هآرتس 28.8) انه لم تعد هناك فرصة لحل الدولتين: اسرائيل لن توافق على التخلي عن الاحتلال، والعالم لا ينوي اجبارها على ذلك. ولهذا، يدعي، لا يوجد مفر الا "التخلي عن البيت القومي لليهود" وتبني حل الدولة الثنائية القومية. ولكن اذا كان سبب اليأس من حل الدولتين هو عدم استعداد اسرائيل وغياب الضغط الخارجي، فان هذه العوائق تعتبر اكبر على طريق "الدولة الواحدة".
اذا لم يكن بالإمكان اقناع الاسرائيليين بالتخلي عن الاحتلال، هل يمكن الافتراض بأنه يمكن اقناعهم بالتخلي عن "البيت القومي"؟ أي عن اسرائيل نفسها؟ واذا لم يكن المجتمع الدولي مستعدا للضغط على اسرائيل لتتخلى عن المناطق، فهل يمكن الافتراض بأنه سيضغط عليها لكي تتخلي عن نفسها؟
ما هي الفائدة من التخلي عن هدف واحد بادعاء انه غير واقعي، وطرح هدف اخر مكانه، اقل واقعية؟ ما هي الفائدة من تبني هذا الموقف، باستثناء المتعة الكامنة في التخلي عن حق الشعب اليهودي بدولة قومية له؟
حسب تقديري فان حل الدولتين هو هدف واقعي بالتأكيد. اذا اقتنع الجمهور الاسرائيلي بأنه يمكن العيش بسلام الى جانب الدولة الفلسطينية، فسيدعم غالبيته اقامتها. الاستطلاعات الجدية والجديدة تدعم هذا الافتراض. الجمهور الاسرائيلي لا يصدق اليوم انه يمكن العيش بسلام الى جانب الدولة الفلسطينية. من الواضح ان اليمين يملك مصلحة في تعزيز هذا الشعور. ولكن كل من لا يبدي استعدادا لإجراء نقاش مباشر وجدي ايضا حول مساهمة الجانب الفلسطيني في الوضع القائم لا يمكنه الاسهام بأي شيء في السلام – لا توجد مصداقية لانتقاد اسرائيل حتى حين يكون الانتقاد مبررا.
من الواضح انه سيكون لدى الفلسطينيين، ايضا، سبب يمنعهم من التصديق بأنهم سيحصلون على دولة قابلة للوجود مقابل السلام. هذا يعني ان الحل الدائم القائم على دولتين هو هدف صعب، وكما يبدو غير محتمل الان؛ لكنه سيكون كذلك في اللحظة التي يتقبل فيه الطرفان القرارات الصعبة المطلوبة منهما.
صحيح انه سيثور عندها السؤال الصعب حول المستوطنات، التي لا هدف من اقامتها وتوسيعها الا منع حل الدولتين في المستقبل، حتى اذا رغب الجانبان بتحقيقه ببراءة. الحل لذلك يكمن في انتزاع حق النقض من المستوطنين  بشأن تقسم البلاد: عندما يتم ترسيم الحدود سينسحب الجيش الى ما ورائها دون التوجه الى المستوطنين.
فكرة وجود اقلية يهودية صغيرة تعيش بسلام في الدولة الفلسطينية وتحت سيادتها، تبدو خيالية بالطبع، ولكن هذا فقط لأن السلام نفسه يبدو خيالا. في ظروف السلام لا مانع من تحقيق ذلك.
من يشكك بفعالية هذا الحل – كيف يمكنه الايمان بفعالية الاقتراح بجعل كل يهود اسرائيل اقلية في الدولة الثنائية القومية ظاهرا، والتي ستكون عمليا دولة عربية اسلامية؟
اتفاق ميؤوس منه
يكتب وزير الامن الاسرائيلي السابق، موشيه يعلون، في "يديعوت احرونوت"، ان اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة وروسيا، ودخل الى حيز النفاذ يوم الاثنين الماضي، يمكن ان يتحقق بشكل عشوائي ومؤقت فقط، على شكل وقف مؤقت ومحلي لإطلاق النار في مناطق معينة. لكنه لا توجد فرصة لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، أي وقف سفك الدماء الصعب.
الحرب في سوريا، المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات، جبت حتى الان حياة مئات الآلاف من الناس - بعضهم من النساء والأطفال - وملايين من الجرحى، وحولت أكثر من نصف المواطنين الى لاجئين: بعضهم في بلادهم، والبعض الآخر في الدول المجاورة، وقسم ثالث يتدفق على أوروبا.
في هذه الحرب بين النظام العلوي والمعارضين له تتدخل جهات خارجية ذات مصالح متضاربة: المعسكر الشيعي بقيادة ايران وبمشاركة حزب الله، يدعم الأسد ويحظى بدعم عسكري على الأرض من قبل روسيا. اما السنة فقد انقسموا الى عشرات الميليشيات، بعضها جهادية (مثل داعش وجبهة فتح الشام وغيرها)، ولكن غالبيتها ليست كذلك، وتحظى بدعم من دول الخليج، بقيادة العربية السعودية، ومؤخرا من قبل الولايات المتحدة، ايضا. اما الاكراد في شمال سورية فيحاربون داعش، لكنهم يعارضون النظام، ايضا. انهم يحظون بالدعم من قبل الولايات المتحدة ودول غربية اخرى، لكنهم يتلقون الهجمات من جانب تركيا التي ترى في الحكم الذاتي الكردي في شمال تركيا تهديدا لمصالحها.
المصالح المتضاربة بين الجهات الخارجية المشاركة في الحرب السورية لا تسمح بالحسم او بتسوية سياسية تحدد واقعا جديدا في البلاد المتفككة وتوقف إراقة الدماء. الولايات المتحدة معنية برؤية نظام سني معتدل في سورية، وجهته الغرب، لكنها تتردد حتى الآن في استثمار الموارد الحقيقية. روسيا  ترى اهمية في استمرار وجود النظام العلوي (مع الأسد ام بدونه) خشية ان يكون البديل هو التفكك المطلق والتطرف وفقدان سيطرتها على الأرض. اما تركيا، فإنها تريد رؤية نظام سني في دمشق، لكنها مشغولة في محاربة الأكراد. ولذلك دعم نظام اردوغان طوال فترة كبيرة داعش وسمح بتحرك الجهاديين من كل العالم الى سورية بهدف الانضمام الى الحرب وضرب الاكراد.
هذه الفوضى تزيد من الاحتمال، العالي فعلا، بعدم تحقق وقف إطلاق النار. بل أكثر من ذلك، حين نعلم ان المقصود حساب دموي مفتوح بالنسبة للسنة - الذين يشكلون أكثر من 70٪ من سكان سورية - واعدائهم اللدودين، الطائفة العلوية.
ولذلك، فان اتفاق وقف إطلاق النار يعكس في الأساس محاولة خارجية للتدخل، وليست مصالح كبيرة للجهات المتنافسة في وقف الحرب. وعلاوة على ذلك، حتى طموح جهات مختلفة لإعادة توحيد سورية غير واقعي. لقد تم تقسيم سورية فعلا إلى كانتونات على أساس ديموغرافي، وفي تقديري سوف تظل كذلك لسنوات عديدة.
لقد اعتبر الجيش السوري في السابق احد الجيوش القوية في الشرق الاوسط، لكنه اصبح الان باليا وتالفا. وكلما تواصلت الحرب – وستتواصل- يمكن لوضع الجيش السوري ان يتدهور بشكل اكبر. والاسد يعرف ذلك. وهو يعرف، ايضا، انه من دون استمرار المساعدة التي يحصل عليها من روسيا وايران وحزب الله، فان فرص بقائه صغيرة بشكل كبير. فالقوات السورية الخاضعة لإمرته لا تستطيع الحفاظ على الوضع القائم، اذا لم تتمتع بالمظلة الروسية والايرانية والسلاح الذي تزودها به موسكو وطهران.
ويعرف الأسد وانصاره ان المقصود معركة حياة او موت، وهذا الوضع سيتواصل حتى اذا قرر الأسد نفسه ترك سورية واللجوء الى دولة اخرى. ولذلك فان مصطلح "نظام الأسد" لا يتحدث كما في الماضي عن نظام سياسي، وانما عن طائفة تسيطر على مناطق معينة في انحاء ما كان يسمى سورية.
اتفاق وقف اطلاق النار لا يغير شيئا بالنسبة لإسرائيل. من المهم مواصلة العمل بمسؤولية وبوعي موزون، وفق سياسة عدم التدخل في الحرب الداخلية السورية، ومواصلة الاصرار على مصالحنا، المرسومة كخطوط حمراء: عدم السماح بخرق سيادتنا (كما شاهدنا هذا الأسبوع)، والرد بقوة حين يحدث ذلك؛ وعدم السماح بنقل اسلحة متطورة الى اعدائنا؛ وعدم السماح بنقل مواد ووسائل حربية كيماوية الى اعدائنا (الأمر الذي لم يحدث بعد). لقد اثبتت هذه السياسة نفسها حتى الآن، وهي تردع كل الجهات الضالعة في الحرب: النظام السوري، الحرس الثوري الايراني، حزب الله وداعش، ويجب مواصلتها.
عيد الاضحى لدى حماس
يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم" ان ليئة وسمحا، والدا الجندي هدار غولدين، اللذان سينضمان الى حاشية رئيس الحكومة الى اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عرضا بشكل بطولي توجها عنيدا وواقعيا يقول ان الاستجابة لمطالب حماس المبتزة، بإطلاق سراح اسرى، ليست الطريقة الوحيدة لإعادة الأبناء والاسرائيليين الذين اجتازوا الحدود الى غزة.
وهذا صحيح بالفعل، فالتجربة اثبتت ان الكثير من محرري صفقة شليط كانوا ضالعين بعد اطلاق سراحهم في عمليات قاتلة وبقتل اسرائيليين، ولذلك فان صوت المنطق يملي عدم تكرار صفقة التبادل، التي سيؤدي فيها اطلاق سراح اسرائيلي حي الى موت اسرائيليين آخرين، وبالتأكيد عدم اطلاق سراح قتلة مقابل جثث الجنود.
التوجه الذي طرحته عائلة غولدين يطالب الامم المتحدة بتحمل المسؤولية عن نتائج اختطاف ابنها، والذي تم من خلال استغلال وقف اطلاق النار الذي تحقق برعايتها. المشكلة هي ان مثل هذا الضغط هو عديم الفائدة، لأن المقصود منظمة مخترقة حتى العظم بنشطاء اوروبيين فاسدين يتعاونون مع نشطاء الارهاب الفلسطينيين، والى جانب ذلك بتحويل اموال الى حماس بواسطة اليات الأونروا التي تعمل عمدا ضد اسرائيل.
مع ذلك يعكس التوجه الشجاع لعائلة غولدين اتجاهات تفكير عملي وعقوبات بديلة وواقعية، سبق ونوقشت في المؤسسة الامنية الاسرائيلية. التغيير المطلوب في نموذج المفاوضات مع التنظيمات الارهابية سيضع حدا للمحفزات الاجرامية ولطريقة صفقات التبادل المدمرة التي تسعى اليها حماس.
محاولة تحديد مفاتيح ملزمة مسبقا لـ"صفقات" المستقبل ولدّت كمينا وعدم مرونة. بدون مفر سنضطر الى تبني قوانين الغاب المتبادلة والمتبعة في هذه المنطقة منذ فجر التاريخ، وكما يقول المثل العربي "كما تعاملني اعاملك". البادرة الأولى لهذه السياسة المتبادلة عرضها منسق العمليات في المناطق، الذي اوضح لحماس بأن الذين اجتازوا الحدود هم حالات انسانية واضحة. رافعات الضغط والحوار امام حماس بواسطة طرف ثالث، كمصر وتركيا او دول الخليج، توفر قدرة متزايدة على المناورة بسبب عزلة حماس. كما ان القدرة على تفعيل الحصار ورافعات الضغط الاقتصادي امام حماس، من اجل انقاذ رجالنا، تحسنت في غياب مصادر تهريب بديلة الى قطاع غزة.
امام الحرب النفسية التي تديرها حماس، طرح ليؤور لوطن، المسؤول من قبل رئيس الحكومة عن اعادة المفقودين، قدرة على التحدث بلغة حماس، وكشف انه بسبب المواقف العنيدة والغبية لقادة التنظيم تحرم عائلات الاسرى ومتجاوزي الحدود والقتلى من غزة من استلام اولادها من اسرائيل. هذا تطبيق منعش للمثل العربي التجاري "واحدة بواحدة".
تقاليد الاسلام تتعامل مع الاسرى ككنز يجب التعامل معهم باستقامة من اجل تحقيق الفائدة، حسب المصلحة. عيد الاضحى الاسلامي، الذي يصادف هذه الايام، يتمحور حول رواية تقديم القربان الذي كان اسماعيل وليس اسحاق. هذه السنة حل العيد على حماس وهي تواجه اوضاع صعبة جدا، حيث تضحي على مذبح احلامها الخيالية بآلاف الاسماعيليين عبثا، وبدون مقابل. قمة جهودها لتحرير فلسطين وتدمير دولة اليهود انتهت بنسبة ضخمة من الأضرار وعدد كبير من القتلى وبجثتي جنديين ومواطنين اسرائيليين ليس من الواضح ما هي حالتهما الصحية.

 

ترجمات الصحافة الاسرائيلية - الاعلام 

التعليـــقات