رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 7 آب 2016

الإثنين | 08/08/2016 - 06:26 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 7 آب 2016

 

اسرائيل تشن هجوما مجددا على الرئيس الامريكي وهذه المرة بلسان وزارة الأمن!

تناولت الصحف الاسرائيلية الثلاث، "هآرتس" ويديعوت احرونوت" و"يسرائيل هيوم"، الهجوم الشديد اللهجة الذي شنته اسرائيل في نهاية الأسبوع، على الرئيس الأمريكي براك اوباما، وهذه المرة، وبشكل استثنائي، من خلال بيان نشرته وزارة الأمن، وليس ديوان رئيس الحكومة. وجاء الهجوم الاسرائيلي ردا على تصريح اوباما بأن الجهاز الأمني الاسرائيلي، ايضا، يعتقد بان الاتفاق النووي مع ايران حسّن الوضع الأمني في الشرق الأوسط. وكتبت الصحف ان وزارة افيغدور ليبرمان شبهت الاتفاق النووي مع ايران بالاتفاق الذي تم توقيعه بين بريطانيا وفرنسا، من جهة، والزعيم النازي ادولف هتلر، من جهة اخرى، عشية الحرب العالمية الثانية. وحدد الرد بأن "وزارة الأمن مثل كل الشعب الاسرائيلي والكثيرين في العالم، تفهم بأن الاتفاق مضرا."

وتكتب "هآرتس" انه بعد فترة وجيزة من بيان وزارة الأمن نشر ديوان نتنياهو بيانا، سعى من خلاله الى تخفيف التوتر، حيث  جاء فيه انه "لا يوجد لإسرائيل حليف اكثر اهمية من الولايات المتحدة". واوضح ديوان نتنياهو للسفير الأمريكي لدى اسرائيل بأن بيان وزارة الأمن نشر على مسؤولية ليبرمان ولم يتم تنسيقه مع نتنياهو.

وجاء بيان ليبرمان مخالفا للخط الذي انتهجه كبار المسؤولين في وزارة الأمن، الذين صرحوا بأن ايران تحرص على الالتزام بالقيود التي فرضها عليها الاتفاق النووي، ولكنهم اعربوا عن تخوفهم من استئناف البرنامج النووي الايراني مع انتهاء فترة الاتفاق. وكان رئيس الأركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت، الذي عاد من زيارة الى واشنطن، في اليوم الذي نشر فيه بيان الوزارة، قد صرح في بداية العام الجاري بأن الاتفاق يحمل في طياته الكثير من المخاطر، وكذلك الكثير من الفرص". ويشار الى ان وزارة الأمن الاسرائيلية لم تتطرق الى الاتفاق رسميا، طوال فترة المفاوضات بين القوى العظمى وايران، وهذا هو اول بيان يصدر عنها بهذا الشأن منذ بداية الاتصالات.

وجاء في بيان وزارة الأمن ان "الجهاز الامني الاسرائيلي يعتقد بأن هناك قيمة للاتفاقيات فقط عندما تعتمد على واقع قائم، وليس لها أي قيمة اذا كانت الحقائق على الأرض معكوسة تماما عن تلك التي يعتمد عليها الاتفاق". واضاف البيان ان "اتفاق ميونخ لم يمنع الحرب العالمية الثانية والكارثة، تماما لأن نقطة انطلاقه التي اعتبرت انه يمكن لألمانيا النازية ان تكون شريكا في أي اتفاق، كانت نقطة خاطئة، ولأن قادة العالم في حينه تجاهلوا التصريحات المفصلة لهتلر وبقية قادة ألمانيا النازية".

وقال البيان ان ايران "تعلن صراحة وعلى الملأ بأن هدفها هو تدمير دولة اسرائيل، وتقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي نشر هذه السنة يحدد بأنها تحتل المكان الأول في رعايتها للإرهاب العالمي". ولذلك، تدعي وزارة الأمن ان "الجهاز الامني، مثل كل شعب اسرائيل ومثل الكثيرين في العالم، يفهم بأن الاتفاقيات من النوع الذي تم توقيعه مع ايران، غير مفيدة، وانما تسبب فقط الضرر للصراع غير المساوم الذي يجب خوضه امام دولة ارهاب مثل ايران".

وتكتب "يسرائيل هيوم" ان ان يعقوب نيغل الذي يتولى المفاوضات مع الادارة حول صفقة المساعدات الامنية، اتصل في مساء اليوم الذي نشر فيه بيان الوزارة، بالسفير الامريكي لدى اسرائيل، دان شبيرو، واوضح له، بأن ليبرمان لم ينسق نشر البيان مع ديوان رئيس الحكومة وان نتنياهو فوجئ عندما علم بالنشر من وسائل الاعلام. ولفت المسؤول الرفيع انتباه السفير شبيرو الى بيان التوضيح الذي نشره ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، بعد ساعة وجيزة من نشر بيان وزارة الأمن. وجاء من ديوان نتنياهو ان "موقف اسرائيل في مسألة الاتفاق مع ايران بقي كما كان، لكن رئيس الحكومة يؤمن بشدة بأنه لا يوجد لإسرائيل حليف أهم من الولايات المتحدة".

وذكر بيان ديوان نتنياهو بالخطاب الذي القاه رئيس الحكومة امام الهيئة العامة للأمم المتحدة في ايلول الماضي، والذي قال خلاله انه من المهم ان يتعاون المؤيدون للاتفاق مع ايران، وكذلك المعارضين من اجل ضمان عدم خرق طهران لشروط الاتفاق، ومواجهة عدوانها في المنطقة وتفكيك شبكة الارهاب العالمي التي تديرها. وقال البيان: "رئيس الحكومة نتنياهو يتوقع تحول هذه الأهداف الى سياسة مشتركة ومواصلة تعزيز التحالف بين اسرائيل والولايات المتحدة مع الرئيس اوباما ومع الادارة الامريكية القادمة".

وتكتب "هآرتس" ان بيان وزارة الأمن تطرق الى تصريحات الرئيس اوباما في ختام جلسة طاقم الأمن القومي الأمريكي في وزارة الدفاع الامريكية في واشنطن، حيث قال انه "حسب كل التحليلات فان الاتفاق مع ايران يعمل تماما كما فكرنا. الجيش الاسرائيلي والجهاز الامني الاسرائيلية يعترفان بأن الاتفاق حقق تغييرا كبيرا. لقد كانت هذه هي الدولة التي عارضت الاتفاق اكثر من غيرها".

ولسع اوباما رئيس الحكومة نتنياهو قائلا: "اريد السماع من كل الرفاق الذين توقعوا حدوث كارثة بأن هذا الأمر نجح بالذات. سيكون من المؤثر اذا قام من قالوا بأن السماء ستسقط، وقالوا الان فجأة – هل تعرف ماذا، لقد اخطأنا ويسرنا ان ايران لم تعد تملك القدرة على الاختراق قدما خلال فترة قصيرة نحو تطوير سلاح نووي. لكنه من الواضح ان هذا لن يحدث".

وتكتب "يديعوت احرونوت" ان الوزير تساحي هنغبي، احد الوزراء الاكثر تقربا من رئيس الحكومة، نتنياهو، كرر الانتقاد المبدئي الذي تضمنه بيان الوزارة، لكنه لجأ الى لهجة اكثر ليونة، وقال: "لا يوجد أي اساس لتوجه الادارة الامريكية الذي يعتبر حقيقة تطبيق ايران للاتفاق تعني ان الاتفاق كان ناجحا".

واضاف هنغبي في تصريح للصحيفة انه "لا يوجد لدى ايران أي سبب يجعلها تخرق الاتفاق لأنه يخدم اهدافها. كما ان تصريح الرئيس اوباما بشأن دعم الجهات الامنية الاسرائيلية للاتفاق ليس دقيقا. المؤسسة الامنية في إسرائيل تعرف ان الاتفاق يؤجل تضخم ايران النووي لعشر سنوات على الأقل، ولكن في نهاية فترة الاتفاق ستكون ايران محررة من كل القيود التي تسري عليها الان، وستقف على عتبة التسلح النووي خلال فترة قصيرة".

وتنشر "يسرائيل هيوم" نقلا عن رئيس حزب "يوجد مستقبل" يئير لبيد، قوله امس السبت، ان " الرد الاسرائيلي يدمج بين عدم المسؤولية السياسية والمس الزائد بالعلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. لا يمكن لعامل اسرائيلي بكل بساطة مقارنة الرئيس الامريكي بمن استسلم للنازيين".

ووصفت النائب شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) البيان بأنه "جامح وغير مسؤول". واضافت: "عشية الاتفاق على المساعدات الامريكية، التي يحتاجها الجيش الاسرائيلي، يلحق هذا البيان ضررا سياسيا كبيرا يلامس المس بأمن الدولة".

وفي موضوع صفقة المساعدات تكتب "يسرائيل هيوم" ان القائم باعمال رئيس مجلس الامن القومي، يعقوب نيغل، انهى اسبوعا من المفاوضات لتلخيص اتفاق المساعدات الامريكي للعقد القادم. واعلن الطرفان في الاسبوع الماضي، بأنه طرأ تقدم في المحادثات، لكنه لم يتم التوصل الى اتفاق. ونشرت القناة العاشرة، امس الاول ان حجم المساعدات السنوي سيصل الى 3.8 مليار دولار، ومع ذلك رفض ديوان نتنياهو، امس، كشف المبلغ، علما انه يبلغ حاليا 3.1 مليار دولار سنويا. وقال ديوان نتنياهو انه لن يكشف الرقم قبل انتهاء المفاوضات.

روسيا تعترف لإسرائيل بتسلل احدى طائراتها غير المأهولة الى هضبة الجولان

اعترفت روسيا لإسرائيل بأن الطائرة غير المأهولة التي تسللت الى الأجواء الاسرائيلية في هضبة الجولان، قبل ثلاثة أسابيع، تابعة للقوات الروسية المرابطة في سورية. وقال مسؤول رفيع في القدس، طلب التكتم على اسمه بسبب حساسية الموضوع، ان الروس اوضحوا بأن تسلل الطائرة غير المأهولة الى المجال الجوي الاسرائيلي لم يكن مخططا وانما نجم عن خطأ انساني ارتكبه مشغل الطائرة.

يشار الى ان تسلل الطائرة كان الحدث الاكثر خطورة بين الجيشين الاسرائيلي والروسي، منذ قرر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ارسال قواته الى سورية في ايلول 2015، من اجل مساعدة نظام بشار الأسد. وفي الحادث الذي وقع في 17 تموز، تسللت الطائرة غير المأهولة لمسافة اربعة كيلومترات في الاجواء الاسرائيلية. وحاول الجيش الاسرائيلي اعتراض الطائرة ثلاث مرات، حيث اطلق في البداية صاروخي بتريوت، ومن ثم اطلقت طائرة حربية اسرائيلية صاروخ جو – جو. الا ان المحاولات الثلاث فشلت، وعادت الطائرة غير المأهولة الى سورية.

وفي اعقاب الحادث جرت اتصالات بين مسؤولين كبار في الجيشين الاسرائيلي والروسي كجزء من آلية التنسيق التي اقيمت قبل عدة اشهر. وخلال التحقيقات التي جرت في اعقاب ذلك، قدر الجيش الاسرائيلي بأن الطائرة غير المأهولة تعود للجيش الروسي، لكنه لم يكن واضحا اذا نجم التسلل عن خطأ او كان خطوة مقصودة، كجزء من طلعة جوية لجمع المعلومات او فحص شكل رد الفعل الجوي الاسرائيلي. وقال المسؤول الاسرائيلي ان الروس اوضحوا خلال الاتصالات بين الجانبين بأن تسلل الطائرة الى المجال الجوي الاسرائيلي نجم عن خطأ.

واوضح المسؤول الاسرائيلي بأن موضوع تسلل الطائرة كان محور المحادثة الهاتفية التي جرت بين نتنياهو وبوتين في 23 تموز. وفي حينه لم يتطرق البيان الروسي الى هذا الموضوع وقال ان المحادثة الهاتفية التي بادر اليها نتنياهو تمحورت حول توثيق التعاون ضد الارهاب ومناقشة مسائل اقليمية.

يشار الى ان نتنياهو نفى خلال لقائه مع المراسلين السياسيين في 31 تموز الرد على ما اذا كانت الطائرة تابعة لروسيا، ولكنه لم ينف ذلك. وقال "اننا نحافظ على اتصال متواصل مع الروس بسأن سورية. مخاطر حدوث صدام بين الجيشين الاسرائيلي والروسي ليست صغيرة، ولذلك فان التنسيق بيننا يتطلب التدعيم الدائم، هكذا ارى انا والرئيس بوتين الأمر، ولذلك سيتواصل التنسيق".

أسرى حماس ينهون الاضراب عن الطعام

كتبت "هآرتس" ان 260 أسيرا من حماس في السجون الاسرائيلية، اعلنوا امس، وقف الاضراب عن الطعام الذي بدأوه قبل يومين احتجاجا على قيام ادارة السجون بإخلائهم من قسمين واعادة توزيعهم على بقية السجون. وقال نادي الأسير الفلسطيني ان الإضراب انتهى بفعل التفاهمات التي تم التوصل اليها مع سلطات السجون، والذي يقضي بإعادة عدد من الاسرى الذين تم اخلائهم الى سجني ايشل ونفحة ووقف اعمال التفتيش المهين. لكن سلطات السجون تنفي التوصل الى أي تفاهم وتقول ان "الإضراب انتهى من دون شروط وتفاهمات مسبقة".

ونقل موقع "الرسالة. نت" المتماثل مع حماس، عن مدير قسم الاتصالات لدى الاسرى، عبد الرحمن شديد، قوله ان التفاهمات تشمل، ايضا، تحسين شروط الاعتقال في نفحة، كتقليص الاكتظاظ في الغرف ومنح الاسرى وقتا اطول لتنفس الهواء في الخارج. وقال ان التفاهمات تشمل، ايضا، اعادة رئيس طاقم قيادة اسرى حماس محمد عرمان الى سجن نفحة، خلال ثلاثة أشهر، بعد ان تم نقله الى سجن هداريم، واعادة اسرى اخرين نقلوا الى سجون اخرى.

وقد بدأ الإضراب يوم الخميس، في اعقاب قرار سلطة السجون اخلاء قسمين في ايشل ونفحة واعادة توزيع الاسرى على سجون اخرى، في اعقاب وصول معلومات استخبارية حول قيام الاسرى بتشكيل تنظيم داخل السجنين وتبادل رسائل ومحادثات بينهم بواسطة رجال اتصال واجهزة هواتف خليوية.

وحسب سلطة السجون فقد اسفر تفتيش القسمين عن العثور على اجهزة هواتف خليوية ومستندات مكتوبة تشير الى اتصال بين الاسرى وحماس في غزة. وحسب الشبهات فقد سعت حماس الى تغيير ميزان القوى في قيادة الاسرى، فتخوفت سلطة السجون من ان يؤدي ذلك الى توتر كبير في السجون.

الى ذلك اعلن 40 اسيرا من الجبهة الشعبية ان اضرابهم عن الطعام الذي بدأوه في الشهر الماضي سيتواصل، وذلك تضامنا مع الاسير الاداري بلال كايد، المضرب عن الطعام منذ 55 يوما، احتجاجا على فرض الاعتقال الاداري عليه فور انهاء محكوميته السابقة بالسجن لمدة 14 سنة ونصف. ومن المنتظر ان تناقش المحكمة المركزية في بئر السبع، اليوم، الالتماس الذي قدمته جمعية اطباء لحقوق الانسان ضد تقييد كايد الى سريره في المستشفى.  وقالت الجمعية انه بسبب حالته الصحية وفرض الحراسة المشددة عليه في المشفى لا يشكل كايد أي خطر، ولا يستطيع الهرب من المستشفى.

وقال نادي الأسير الفلسطيني ان الحالة الصحية لكايد تتدهور يوميا وانه فقد الكثير من وزنه ويعاني من وهن يمكن ان يسبب ضررا لأعضاء حيوية في جسمه كالقلب والدماغ، وانه يواصل رفض تلقي المواد السائلة او الاملاح، باستثناء الماء.

الى ذلك نشرت تنظيمات الأسرى الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة معطيات حول اعتقال الفلسطينيين في شهر تموز، يستدل منها انه تم في تموز اعتقال 574 فلسطينيا، من بينهم 111 قاصرا وطفلا، 12 امرأة وطفلة واحدة. وهناك 16 اسيرا من غزة. وحسب المعطيات فقد تم منذ بداية الانتفاضة الحالية اعتقال 6900 فلسطيني.

وزارة شؤون القدس تشترط تحويل الميزانيات لمدارس القدس الشرقية بتدريس المنهاج الاسرائيلي

تكتب "هآرتس" انه من المتوقع ان تحول وزارة شؤون القدس، قريبا، ميزانية خاصة تقدر بأكثر من 20 مليون شيكل لترميم المدارس في القدس الشرقية، التي توافق على تفعيل المنهاج التعليمي الاسرائيلي. يشار الى ان غالبية المدارس في القدس الشرقية تدرس منهاج التعليم الفلسطيني، ويتقدم طلابها لامتحانات التوجيهي الفلسطينية. لكنه تزايد في السنوات الاخيرة عدد المدارس التي تقترح منهاج التعليم الاسرائيلي والذي يسمح بالتقدم لامتحانات البجروت الاسرائيلية، ما يسهل على الطلاب الالتحاق بالمؤسسات الجامعية الاسرائيلية.

كما يستدل من استطلاعات للرأي ازدياد عدد اولياء الأمور في القدس الشرقية الذين يفضلون المناهج الاسرائيلية من اجل تحسين فرص التعليم والعمل لأولادهم. مع ذلك تبقى هذه النسبة صغيرة. فمن بين حوالي 180 مدرسة في القدس الشرقية قامت عشر مدارس فقط في العام الماضي بتدريس المنهاج الاسرائيلي، ويتوقع ازدياد العدد هذه السنة الى 14 مدرسة. لكنه في غالبية مؤسسات التعليم يجري تدريس المنهاج الاسرائيلي لعدد قليل من الصفوف فقط، ولذلك فان نسبة المتقدمين للبجروت لا تتعدى 3%.

وتحاول البلدية ووزارة التعليم تشجيع هذا التوجه. وقبل سنة صادقت الوزارة على خطة تعليمية للقدس الشرقية تشمل تفضيل المدارس التي تدرس المنهاج الاسرائيلي. وتم تفسير التفضيل بالحاجة الى تحويل موارد مالية من اجل الانتقال الى المنهاج الاسرائيلي ومساعدة الطلاب المعنيين بالنجاح في امتحانات البجروت. لكنه يتضح من النقاشات الجارية حاليا بين وزارتي شؤون القدس والتعليم ان الميزانيات ليست مخصصة لساعات التعليم وانما لتطوير وترميم المدارس. وبناء عليه فان المدارس التي تدرس المنهاج الاسرائيلي يمكنها الاستمتاع بميزانيات لإنشاء غرفة حاسوب او ملعب رياضي او مختبرات او اجهزة تكييف.

وقالت المحامية نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن انه "يحق لطلاب مدارس القدس الشرقية الحصول على مباني ملائمة، ولا توجد أي علاقة بين منهاج التعليم وزيادة الميزانية. الاولاد الفلسطينيين الذين يدرسون المنهاج الفلسطيني يفعلون ذلك بتصريح من اسرائيل، ولذلك فانه لا يوجد هنا أي عمل يتناقض مع سياسة الحكومة. ورغم ذلك يبدو للحكومة، لسبب ما، ان عدم حصول الطلاب الذين يدرسون المنهاج الفلسطيني على ما يستحقونه، ومواصلة الدراسة في ظروف غير ملائمة، هو مسألة مقبولة".

وقال وزير شؤون القدس، زئيف الكين ان "مفهومنا هو العمل وفقا لعدة مركبات اساسية، موجهة في مجملها للتشغيل". وقال ان "معرفة العبرية ودراسة التكنولوجيا والتقدم للبجروت هو ما سيسمح باندماج الطلاب في عالم التشغيل. والفكرة بسيطة جدا – المدرسة التي توافق على التوجه الذي يحسن دمج طلابها بمواضيع التشغيل ، سنساعدها. لقد لاحظنا طلب ذلك من قبل الاهل ونحن نؤمن ان قوى السوق ستعمل في هذه الحالة".

استقبال مهين لإسرائيل في اولمبياد ريو دي جانيرو سبقته ازمة بين الوفدين الاسرائيلي واللبناني

تكتب "يسرائيل هيوم" انه يبدو بان الرسائل الرئيسية للأولمبياد، وفي مركزها اخوة الشعوب من خلال الرياضة، والتي يرمز اليها شعار الأولمبياد، لم تصل الى الوفد اللبناني وكما يبدو فإنها لا تسري بالنسبة لإسرائيل. فقبل ان تبدأ الاولمبياد في ريو دي جانيرو، ذكّر حادث الحافلة بمدى صعوبة الفصل بين كراهية اسرائيل والرياضة.

ليس من الواضح ما اذا حاول اعضاء اللجنة المنظمة السعي الى التقريب بين القلوب، ام ان الأمر كان مجرد طرفة غير ناجحة، لكنه اتضح عمليا، بأن الفكرة شكلت اكبر خطأ في مراسم الافتتاح الاحتفالي: تخصيص حافلة مشتركة للوفدين الاسرائيلي واللبناني للسفر من القرية الأولمبية الى استاد ماركانا حيث اقيمت مراسم افتتاح اولمبياد 2016.

لقد فوجئ الوفد الاسرائيلي بوقوف رئيس الوفد اللبناني سليم الحاج على مدخل الحافلة ورفضه السماح للإسرائيليين بالصعود اليها. وكتب اودي غال، احد المدربين الاسرائيليين على صفحته في الفيسبوك عن اللحظات غير اللطيفة. "عار. الوفد الاولمبي الإسرائيلي يستعد للصعود الى الحافلة المسافرة الى مراسم الافتتاح. وتبين ان الحافلة مشتركة مع الوفد اللبناني. وعندما فهم اعضاء الوفد اللبناني بأنهم سيسافرون مع الوفد الاسرائيلي، توجهوا مع رئيس الوفد الى السائق وطلبوا منه اغلاق الباب. وحاول المنظمون توزيعنا على حافلات اخرى، وهي مسألة غير متاحة امنيا وتمثيليا. واصررنا على الصعود الى الحافلة المعدة لنا، واذا لم يعجب هذا اللبنانيين فانه يمكنهم النزول. وفتح السائق الباب، لكن رئيس الوفد اللبناني سد المدخل بجسده، وحاول المنظمون منع حادث دولي وجسدي، فأخذونا الى الجانب لتنظيم سفرة خاصة لنا".

وقال جيل لوستينغ، المدير العام للجنة الاولمبية الاسرائيلية ورئيس الوفد الى ريو: "عندما وصلنا الى منطقة الباصات اكتشفنا انه تم تصنيفنا نتيجة خطأ مع الوفد اللبناني. لم تكن هناك مشكلة في الأماكن، ولكن اللجنة المنظمة طلبت منا عدم اثارة مشكلة واعتذرت امامنا واحضرت حافلة بديلة. لكن السلوك الفظ لرئيس الوفد اللبناني يتعارض مع المعاهدة الأولمبية. سنتوجه الى اللجنة الدولية بهذا الشأن كي لا يتكرر الأمر. الموضوع اصبح من خلفنا الان ونحن نستعد للمباريات".

وقد منع الوفد الرياضي الاسرائيلي من التحدث حول ما حدث، لكن احد الرياضيين قال: "كانت تلك لحظة غير لطيفة حقا. كنا نستعد بفرح مع بقية الرياضيين لاحدي لحظات القمة في الاولمبياد. لكن هذا الحادث اعادنا الى الواقع. لقد ذكرنا بالوضع الذي تعيشه دولتنا، ويمكن القول ان ما حدث قد يحفزنا على تحقيق نتائج افضل".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدث، فقد حصل الوفد الاسرائيلي على تذكير آخر بالصراع الشرق اوسطي، لدى دخول الوفود الى الاستاد، خلال احدى المراحل الرئيسية لمراسم الافتتاح. فعندما تم الاعلان عن اسم الوفد الاسرائيلي، انطلق من المدرجات التصفيق ولكن ايضا صرخات التحقير، بينما عندا دخل الوفد الفلسطيني كان احد اكثر الوفود شعبية في هذه الامسية، وحظي بالهتافات والتصفيق الكبيرين خلال دخوله.

وفي لبنان تحول رئيس الوفد اللبناني الى بطل قومي، وتم تغطية الحادث بتوسع في بلاد الأرز خاصة، وفي وسائل الاعلام العربية عامة. وعرض الحاج امام وسائل الاعلام اللبنانية صورة مختلفة، قائلا: "صعدنا الى حافلتنا، الرقم 22 من بين 250 حافلة. وكان واضحا اسم الوفد اللبناني على اليافطة المعلقة على الحافلة". وفي اللحظة التي شاهد فيها الحاج الوفد الإسرائيلي وهو يقترب ويحاول الصعود الى الحافلة طلب من السائق اغلاق الباب، وقال: "عندما فهمت بأن الاسرائيليين ينوون الصعود الى الحافلة قمت بسد الباب بجسدي في غياب مفر آخر". واضاف: "لقد حاول بعض الاسرائيليين استفزازي والدخول في مواجهة معي بالقوة، لكنني لم اتنازل لهم. من الواضح ان ما حدث كان مقصودا من قبل الإسرائيليين، فلديهم حافلتهم الخاصة مثل كل الوفود. لماذا اصروا على الصعود الى حافلة الوفد اللبناني؟ لقد حاولوا مواجهتي وتصرفوا بفظاظة".

مقالات

معاول، مجارف وطائرات

يكتب كوبي نيف، في "هآرتس" ان وزير التعليم نفتالي بينت قال خلال مراسم دفن الفتاة هليل يافيه اريئيل (التي قتلت بصورة فظيعة، وهي مسألة لا يوجد لها أي مبرر) بأننا "جئنا مع مجارف ومعاول – وصادفنا البنادق والسكاكين". طبعا لم يقصد الوزير اعمال الاستيطان في الضفة، فقط، واما مجمل المشروع الصهيوني، منذ بدايته وحتى ايامنا.

لو كان وزير التعليم قد ادلى بهذا الهراء حين يكذب علانية، فليكن – رغم انه يعرف ان هذه الصورة للفلاح اليهودي الذي يعود الى بلاده ويحرث ارضه بيد واحدة بينما يده الثانية مقطوعة او ممدودة السلام، ولا يوجد في جيبه حتى مسدس فاربلوم اصابه الصدأ، كانت ايضا اكذوبة منذ تم اطلاقها في تلك الأيام، وبالتأكيد في ايامنا هذه. ذلك لأنه يمكن تفنيد الأكاذيب، لكنه يبدو ان الوزير، وبالتأكيد جمهور ناخبيه وانصاره، وفي الواقع من يعتبر نفسه صهيونيا، مخلصا ومواليا، حتى وان كان يساريا، معاذ الله، يعتقد ويؤمن، بأن كل هذه الحكاية عن "المعاول والمجارف امام السكاكين والبنادق" هي الحقيقة الصرف، تماما مثل الشمس الحارقة في يوم شديد الحرارة.

وهكذا، ربما آن الأوان لقول الحقيبة – ليس عن أيام ترومبلدور ونهاية القرن التاسع عشر، حين لم تكن هذه الكذبة المقبولة علينا، صحيحة ايضا، وانما عن ايامنا هذه. والحقيقة هي ان الشعب الاسرائيلي ، الذي يعيش في إسرائيل، هو الشعب الاكثر مسلحا في العالم؛ ليس بالمعاول والمجارف والحكايات، وانما بالسلاح الملموس – بالدبابات، بالطائرات، بالغواصات وبرؤوس نووية. نعم. نعم، ما تسمعونه تماما. نحن الاسرائيليون هم الشعب الأكثر تسلحا في العالم حسب منشورات اجنبية.

حسب تصنيف Global Firepower Index الذي نشر في "غلوبس" قبل عامين (وهو احد تصنيفات كثيرة، وطبعا هذا ليس تصنيفا علميا تماما، وايضا مصدر المعلومات ليس واضحا تماما، وهذا ايضا، تصنيف كمي وليس نوعي، وكوريا الشمالية تملك هنا عددا من الغواصات اكثر من الولايات المتحدة، لكنه يمكن الافتراض بالتأكيد ان نوعية الغواصات الامريكية تتفوق بما لا يقاس عن غواصات كوريا الشمالية. ورغم ذلك). الجيش الاسرائيلي، جيش الدولة التي يعيش فيها ثمانية ملايين نسمة، الدولة الـ 98 من حيث حجمها في العالم، هو الجيش الـ11 من حيث قوته بين جيوش دول العالم كلها.

بعض مقاييس هذا التصنيف تتعلق بعدد الدبابات والطائرات والقنابل النووية والغواصات التي يملكها كل جيش. ولكن المثير بشكل اكبر، كي نفهم ونعرف قوة تسلح الدولة، هو الاستخلاص من هذه المقاييس، تلك المقاييس التي تربط بين عدد الدبابات والطائرات الخ.. وبين حجم السكان، أي، فحص مقاييس تسلح الشعوب وليس الدول.

مثلا، عدد الدبابات التي تملكها كل دولة من بين الدول الـ11 الأولى، ولذلك اضفنا، ايضا، ما تعتبر دول "جنونية" مسلحة، مثل ايران، التي وصل جيشها الى المرتبة 22 في سلم القوة العسكرية، وشمال كوريا التي تتواجد في المكان الـ35.

من حيث عدد الدبابات التي تملكها الدول، تتربع روسيا على رأس القائمة مع 15 الف دبابة، تليها الصين مع 9150 دبابة، ثم الولايات المتحدة مع 8325 دبابة، ثم كوريا الشمالية مع 6600 دبابة، ثم اسرائيل في المكان الخامس من بين 13 دولة، مع 3870 دبابة "فقط"، حسب موقع "insider" (اينسايدر).

ولكن حسب مقياس تسلح الشعب – أي، كم هو عدد المواطنين مقابل كل دبابة- نجد ان اسرائيل تقود بفارق ضخم. فلدينا دبابة واحدة لكل 2067 مواطنا، تلينا كوريا الشمالية، حيث تملك دبابة لكل 3783 مواطنا، ثم روسيا مع دبابة لكل 9446 مواطنا، وفي المكانين الرابع والخامس، بفارق كبير، كوريا الجنوبية مع دبابة لكل 21 الف مواطن، وتركيا، مع دبابة لكل 22 الف مواطن.

في عدد الطائرات نحتل المقدمة، ايضا، مع طائرة واحدة لكل 11.674 مواطنا، تلينا الولايات المتحدة الصغيرة، حيث تملك طائرة مقابل كل 23.531، ثم كوريا الشمالية مع طائرة لكل 26.511 مواطنا، تليها، عدوها، كوريا الجنوبية مع طائرة لكل 35.125 مواطنا، ثم روسيا في المرتبة الخامسة مع طائرة لكل 46.073 مواطنا.

في القنابل النووية (حسب هذا التدريج، واعتمادا على مصدر اسرائيلي، تملك اسرائيل بين 80-200 قنبلة. وتم اجراء الحساب حسب 140، اعتمادا على تلك المنشورات)، وعليه نجد اننا نحتل المرتبة الثالثة، لأننا نملك قنبلة واحدة لكل 57.124 مواطنا. وتسبقنا روسيا في المكان الاول، مع قنبلة لكل 16.737 مواطنا، ثم الولايات المتحدة في المرتبة الثانية، مع قنبلة نووية لكل 42.899 مواطنا. ثم تأتي بعدنا في المرتبة الرابعة، فرنسا مع قنبلة لكل 223 الف مواطن، ثم بريطانيا مع قنبلة لكل 284 الف مواطن.

في مجال الغواصات، نرجع الى المكانة العليا. فهنا تحتل المرتبة الاولى كوريا الشمالية، اختنا في السلاح، التي تملك اكبر عدد من الغواصات في العالم – 78 غواصة. ولذلك فان لديها غواصة واحدة لكل 320 الف مواطن. اما اسرائيل فتملك 14 غواصة "فقط"، تماما مثل تركيا وكوريا الجنوبية، واقل بقليل من الهند (17 غواصة) واليابان (16 غواصة)، وبريطانيا (11) وفرنسا (10). ولكن ايران، وانتبهوا لذلك، تملك اكثر من ضعفي عدد غواصاتنا – 31 غواصة، وهكذا تحتل المرتبة الثالثة مع غواصة لكل 2.65 مليون نسمة. وفي المرتبة الرابعة كوريا الجنوبية مع غواصة لكل 3.5 مليون نسمة، ثم في المرتبة الخامسة الولايات المتحدة مع غواصة لكل 4.5 مليون نسمة.

وفي مجمل المجالات الأربعة، حسب منشورات اجنبية – الدبابات والطائرات والقنابل النووية والغواصات – يقود شعب اسرائيل بشكل كبير: مرتان في المرتبة الأولى (الدبابات والطائرات) ومرة في المكان الثاني (الغواصات)، ومرة في المكان الثالث (القنابل النووية)، تلينا كوريا الشمالية، مرة في المكان الاول (غواصات)، مرة في المكان الثاني (الدبابات)، ومرة في الثالث (الطائرات). وبعدهما، رأسا مقابل رأس، في المكانين الثالث والرابع في مقياس تسلح الشعب، مواطنو القوى العظمى، الروس (في المكان الأول من حيث القنابل النووية، الثالث في الدبابات، والخامس في الطائرات)، ثم الشعب الامريكي (المكان الرابع في الدبابات والطائرات والغواصات، وبدون قنبلة نووية واحدة للعلاج).

وهكذا، وكيفما قلبتم ذلك – ومع كل الاخطاء وعدم الدقة والاحصاء الكمي وليس النوعي، وكل الامور – نجد ان شعب اسرائيل هو الشعب الأكثر تسلحا في العالم. وهذه حقيقة.

يجب ان نتذكر، ايضا، ضد من نحن نحارب مع 3870 دبابة، 680 طائرة، 140 قنبلة نووية، و14 غواصة – ضد الشعب الفلسطيني، الذي يملك صفرا من كل "المعاول والمجارف" التي نملكها؛ صفرا من الدبابات، صفرا من الطائرات، صفرا من القنابل النووية وصفرا من الغواصات. كل ما يملكه - وفي هذا الجانب قال الوزير بينت الحقيقة – هو "البنادق والسكاكين".

الشعب الاكثر تسلحا في العالم ضد الشعب الاكثر غير متسلح في العالم، ولن تصدقوا من الذي يشعر طوال الوقت بأنه يتعرض للهجوم والملاحقة والتعاسة والضحية.

الكارثة تسبق المساعدات

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه يصعب جدا التصديق بأن البيان الاستثنائي الذي صدر عن وزارة الامن، مساء السبت، والذي تضمن هجوما مباشرا على موقف الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران، تم صياغته من قبل القيادة المهنية في الوزارة. لم يسبق لا للمدير العام للوزارة اودي آدم، ولا من سبقه في المنصب، اظهار أي اهتمام او المام استثنائي في قضية النووي البعيدة جدا عن مجال عملهم. لقد كان لدى جهة ما في القيادة السياسية – مكتب وزير الامن او ديوان رئيس الحكومة، كما يبدو، مصلحة في استخدام الخدمات الجيدة للناطق بلسان الوزارة. هذا التظاهر يقنع تماما كما يقنعنا ذلك المصدر الغامض الذي يسمى "الليكود" ويصدر بيانات ليلية شديدة اللهجة ضد الوزير نفتالي بينت وغيره (ومن بينهم في السابق افيغدور ليبرمان)، تماما حين يغضب هؤلاء ديوان نتنياهو.

يهدف بيان وزارة الأمن الى مساعدة رئيس الحكومة على صد تصريحات الرئيس الامريكي براك اوباما، الذي قال انه بعد اكثر من سنة على توقيع اتفاق فيينا، تقوم ايران بتطبيق كامل التزاماتها. كما ادعى اوباما ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي، ايضا، يعتقد ذلك. لقد كانت لدى اسرائيل – بنسبة اعلى في المستوى السياسي، واقل في الجيش – انتقادات قاسية لنص الاتفاق النهائي الذي صاغته القوى العظمى مع ايران قبل سنة. من وجهة النظر الاسرائيلية، بقيت في الاتفاق ثغرات مقلقة، لكن الاستخبارات الاسرائيلية، ايضا، لا تختلف في الموقف الذي يقول ان ايران تنفذ التزاماتها حتى الآن، في كل ما يتعلق بالاتفاق نفسه.

الادعاءات في اسرائيل ترتبط بالمساعدة الحثيثة التي تقدمها طهران للتآمر والارهاب في انحاء الشرق الاوسط، والخط المتطرف المعادي لإسرائيل، الذي تتمسك به، لكن هذه مسائل لم يشملها اتفاق فيينا، رغم مطالبة نتنياهو بذلك. في كل ما يتعلق بالنووي، لم يتم حتى الان ضبط ايران مع أي خرق لالتزاماتها. كما ان نمو الاقتصاد الايراني، الذي اقلق المعارضين للاتفاق في البداية، لا يحدث بالوتيرة التي تخوفوا منها. اسعار النفط المنخفضة والتأخير المتواصل في الصفقات مع الشركات الدولية، لا يزال يمنع ايران من قطف الثمار التي كانت تأمل تحصيلها من الاتفاق بسرعة. هذا هو، تقريبا، تحليل كبار المسؤولين في الجهاز الأمني، ومن بينهم رئيس الأركان غادي ايزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات، هرتسي هليفي، كما سمعنا منهم علانية في عدة مناسبات خلال السنة الأخيرة.

لكن لهجة بيان وزارة الامن هذه المرة يختلف تماما. بيان الناطق بلسان الوزارة، الذي يقتبس "جهاز الامن الاسرائيلي" يجادل ادعاءات اوباما ويدعي ان الحقائق على الأرض "معكوسة تماما" مقارنة بما قاله الرئيس. بعد هذه الصياغة الحاسمة، جاءت على الفور المقارنة باتفاقيات ميونخ، التي لم تمنع الكارثة. هذه مقارنات تاريخية من مدرسة نتنياهو، وربما ليبرمان، ايضا. ايزنكوت وضباطه لم يستخدموها ابدا (ومن المؤكد، بعد زلة نائب رئيس الاركان يئير جولان، عشية الكارثة، فانهم يحذرون اضعاف اضعاف).

لقد نشر بيان وزارة الأمن، في وقت قريب من هبوط رئيس الاركان في البلاد عائدا من الولايات المتحدة، الذي قام بزيارة عمل ، وصفت بأنها ناجحة، لوزارة الدفاع والجيش الامريكيين. من المشكوك فيه ان هذا السجال مع واشنطن، والذي يحدث في الأسبوع الذي تواجد خلاله القائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي، يعقوب نيغل، في الولايات المتحدة في محاولة لتوقيع اتفاق المساعدات الامنية، بعد تأخير كبير، يخدم العلاقات بين الجهازين الامنيين في البلدين.

رئيس الحكومة ووزير الامن يملكان الحق الكامل في مواصلة التمسك بوجهة النظر السلبية الجارفة حول مدى فائدة الاتفاق مع ايران. ربما تتضح مصداقية مواقفهما مع مرور الوقت، حتى وان كان الكثير من رجال الجيش والاستخبارات يعتقدون العكس حاليا. ومع ذلك، يصعب فهم المنطق الكامن في نشر هذا البيان مساء امس السبت، اذا كانت اسرائيل لا تزال ترغب بتحسين المواقف في اتفاق المساعدات، بعد قيام نتنياهو مؤخرا بسحب غالبية تحفظاته التي سببت تأخير التوقيع على الاتفاق لمدة سنة تقريبا (وبسبب ذلك ستضطر اسرائيل، كما يبدو، للاكتفاء بمساعدات اقل مما كان يمكنها الحصول عليه في البداية).

بعد فترة وجيزة من نشر بيان وزارة الخارجية، صدر بيان آخر، وهذه المرة من جانب ديوان رئيس الحكومة. وظهر البيان الثاني كمحاولة لتقليص الضرر وبدأ بتأكيد اهمية العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، يطرح السؤال عما اذا كانت فكرة نشر البيان الاستثنائي من قبل وزارة الأمن، قد ولدت في مكتب الوزير ليبرمان او ديوان نتنياهو – وهل لا نجد هنا استمرارية للمزاج الجنوني الذي يميز رئيس الحكومة ورجاله في الأسابيع الأخيرة. انها ذات الأجواء القتالية التي انعكست في الجهود الاعلامية الاستثنائية في موضوع تقرير مراقب الدولة حول انفاق غزة، وفي معركة السيطرة المتجددة التي يقودها نتنياهو في موضوع الاتصالات الاسرائيلية. سواء كان المستهدف بينت، سلطة البث العام، والان اوباما – يبدو انه تتولد هنا كل عدة ايام، الحاجة الماسة الى عدو خطير جديد.

الاغتيال في سيناء: موضعي وليس شاملا

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان الجيش المصري اعلن في نهاية الأسبوع عن اغتيال قائد داعش في سيناء، ابو دعاء الأنصاري، الذي ينسب اليه اسقاط الطائرة الروسية في تشرين اول 2015، وسلسلة طويلة من العمليات الارهابية ضد اهداف مصرية بل واهداف اسرائيلية على امتداد الحدود الاسرائيلية – المصرية.

عملية الاغتيال هذه تشكل دليلا على النجاح الذي تحققه مصر في صراعها، بمساعدة ودعم من اسرائيل ضد المتطرفين الاسلاميين الذين حولوا شبه جزيرة سيناء الى قاعدة لهم. كما تدأب اسرائيل على الادعاء في حالات مشابهة، لا تكمن اهمية الاغتيال فقط في تصفية حسابات الماضي او الردع على المدى المستقبلي البعيد، وانما في منع واحباط العمليات التي خطط لها تنظيم داعش وكان ينوي تنفيذها في سيناء.

ولكن من مثل اسرائيل تعرف بأن اصابة رأس الأفعى لا يعني بالضرورة تصفية التنظيم كله. ذراع داعش في سيناء يعتمد على تنظيم انصار بيت المقدس الذي بدأ العمل في شبه الجزيرة فور الانقلاب في مصر ضد مبارك في مطلع 2011. وقد ربط التنظيم نفسه في البداية بتنظيم القاعدة بل نفذ باسمه عملية قاتلة ضد اسرائيل في آب 2012، ولكن لاحقا، في تشرين الثاني 2014، اعلن ولائه لداعش.

يعتمد التنظيم على القبائل البدوية في سيناء، الذين يشعرون بالإهمال والخيانة من قبل السلطة المركزية في القاهرة، التي لا تتواجد في مناطق واسعة من سيناء وبالتالي لا تقدم لهم المساعدة وتطورهم اقتصاديا. بينما يعيش رجال داعش بينهم، ويعوضونهم بسخاء لقاء المساعدة التي يتلقونها منهم.

لقد اعلن المصريون بأن اغتيال قائد داعش تم بواسطة عملية جوية، الأمر الذي يدل على نجاح عسكري واستخباري مثير. ولكنه يدل، ايضا، على انحصار العمل ضد داعش، كما في سورية، في الهجمات الجوية وليس بواسطة القوات البرية التي تعتبر القوة الوحيدة التي يمكنها اجتثاث رجال داعش من بؤرهم.

وما دمنا قد ذكرنا اسرائيل، نشير الى ان داعش اتهمت اسرائيل في الشريط الذي نشرته قبل الاغتيال، بتقديم المساعدة للجيش المصري في حربه ضد التنظيم، بل وادعى ان الطائرات الاسرائيلية تشارك في الهجمات على اهداف التنظيم في سيناء. لقد وعدوا بجباية الثمن من اسرائيل، وهددوا بأنها ستدفع ثمنا باهظا. اذن نحن امام نجاح مصري، لكن ثمنه يمكن ان يتم توجيهه الينا.

في ليبيا، ايضا، يشتد الصراع على الدولة المتفككة بعد بدء الطائرات الامريكية بالمشاركة في العمليات ضد بؤر داعش هناك. يبدو ان الامريكيين استنتجوا، حتى وان كان كالمعتاد في وقت متأخر وبشكل جزئي متردد، انه يفضل العمل قبل ان تتحول ليبيا كلها الى منطقة تخضع لداعش، بكل ما يعنيه ذلك بالنسبة لمصر وتونس، وايضا لجارتها اوروبا وراء البجر.

لقد بدأت التقلبات في سورية في الأسبوع الماضي، حيث اعلن زعيم جبهة النصرة انفصاله عن تنظيم القاعدة الذي انتمى اليه منذ بدأ العمل في سورية قبل ثلاث سنوات. والحديث عن طرد بالاتفاق، لأن قادة القاعدة وافقوا على الخطوة، الأمر الذي يثير الشك بوجود انفصال حقيقي، او ان هذه الخطوة نابعة من ضائقة وهدفها تجنيد دعم السعودية وقطر وتركيا، وخاصة نيل الحصانة من الهجمات الامريكية بل والروسية على قواعد التنظيم في انحاء سورية.

جبهة النصرة هي فعلا الشقيق التوأم لداعش، بل وارتبطت فيه على مدار فترة طويلة، ولكن خلافا لداعش، عرفت كيف تظهر دائما الاعتدال والانضباط، وتعاون جنودها مع مجموعات المتمردين المعتدلة في سورية، والاهم انهم حرصوا على الحفاظ على الهدوء على امتداد الحدود المشتركة مع اسرائيل في هضبة الجولان. لكن المستقبل وحده سيقول ما اذا كان المقصود خديعة او تغيير حقيقي في توجه التنظيم.

على كل حال، فان محاولات تنظيم الجهاد الراديكالي في انحاء الشرق الاوسط، اقامة بؤر اقليمية له لا تحقق النجاح. التطرف وعدم الاستعداد لإظهار المرونة تكمن في صلبهم، لكن الصراع ضدهم لا يزال بعيدا عن النهاية، وهجماتهم سيئة حتى حين لا تخضع مناطق واحدة لسيطرتهم كما يستدل من العمليات في مختلف انحاء اوروبا خلال الاشهر الأخيرة.

أليؤور أزاريا كمثل

يكتب كوبي ريختر في "يديعوت احرونوت" ان نظرة واسعة الى الفجوة التي خلفتها قضية اليؤور أزاريا في صفوف الشعب، الى جانب هشاشة استقرارنا كمجتمع متماسك، تتطلب التفهم والعمل لمنع استمرار التدهور. الاستقطاب المترامي الاطراف الناشئ في المجتمع يستخدم كأداة سياسية لتحقيق مكاسب انتخابية ويهدد بتمزيقنا الى شظايا. الحكومة التي تستخدمه لهذه الاغراض لا تخدم الشعب، لا المعارضين لها ولا المؤيدين. وزير الامن الذي تم فصله، يعلون، احتج على سلوك الحكومة واعتبرها تنشغل في "الفتنة والسياسة الصغيرة، وتمزيق الشعب بدلا من توحيده – مرة ضد العرب، ومرة ضد المستوطنين، ومرة ضد اليساريين واخرى ضد المتدينين، ومرة ضد المثليين، والان ضد الاشكناز والشرقيين".

تطرف حنين الزعبي التي تتآمر على امكانية التعايش معا، يسبب الضرر. هكذا، أيضا، تطرف وزير الأمن ليبرمان الذي شبه الشاعر الفلسطيني محمود درويش بهتلر. استفزاز الزعبي الذي جر الرد العنصري لليبرمان لا يخدم المواطن العربي في اسرائيل وانما يجبر قادته المعتدلين، كأيمن عودة، على الدفاع عنها والتطرف رغم ارادتهم. اضف الى ذلك ان تطرف ليبرمان وامثاله، لا يخدم الجمهور اليهودي وانما يمزق صفوفه.

يجب علينا ان نضع امام هذا التطرف المتبادل، الغالبية المعتدلة من كل الأطياف، لكنه لا يتم اعلان هذتا الاعتدال بصوت عال ومع قبضات مرفوعة. يجب البحث عنه والاصغاء له. اصغوا مثلا لغناء ميرا عوض الرائع لقصيدة محمود درويش "فكر بغيرك": " وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ/ لا تنس مَنْ يطلبون السلام". صوتها الصافي يبحث عن المشترك بين شعبينا وليس عما يفرق.

بدل ان نعرض الجيش كيساري ومهزوم من قبل جانب واحد، والمستوطنين كلهم كمحتلين عنصريين، من قبل الجانب الآخر، علينا العثور على ما يوحد ويلامس طموحاتنا المعتدلة على جانبي المتراس، حتى وان كان قليلا، وانتخاب حكومة تعمل في منطقة التماس هذه.

الجندي اليؤور أزاريا، كمثل، يجب ان يوحد المواطنين العقلانيين الذين يعتقدون انه لا يجب اطلاق النار على انسان، حتى وان كان عدوا، حين لا يشكل خطرا (وسنترك للمحكمة تحديد ما اذا كان المخرب الممدد على الأرض قد شكل خطرا على الجندي). الجندي نفسه، حتى اذا اخطأ فانه ليس قاتلا وانما ضحية لواقع عمليات الاحتلال التي لا توجد طريقة لتنفيذها دائما من خلال الرأفة والوعي البارد، وبالتأكيد ليس من قبل الشبان. اوامر الجيش يجب ان تمنع تكرار حادث كهذا، طالما تواصل الوضع القائم، ويجب ان تقود سياسة الحكومة ونشاطها الى التغيير.

الوضع الذي يضطر فيه رئيس الاركان الى التظاهر بالبراءة امام اليمين المتطرف الذي ينتقده كضعيف، والقول "قتلنا 166 مخربا في الضفة الغربية منذ تشرين الاول الماضي" يجب ان يتغير. يجب ان يتغير من اجل تخفيف العنف على جانبي الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، والسماح بحوار بناء بواسطة القضاء على الاحتكاك بين الجمهور الخاضع للسيطرة والجيش، وكنتيجة لذلك انخفاض محفزات الارهاب والحاجة الى القمع العنيف. يجب على الجيش مواصلة التأكد من ان جنوده لا يطلقون النار على العدو حين لا يشكل خطرا، من خلال غرس اوامر فتح النيران.

يجب على المحكمة تحديد ما اذا كان ازاريا قد واجه الخطر في هذه الحالة، سواء من ناحية ايجابية او سلبية، والحكم عليه بما يتفق مع ذلك. على الحكومة المسؤولة، الحالية او غيرها، تغيير الوضع وابعاد الجندي التالي عن مصادفة معضلة مشابهة، لئلا يفشل هو ايضا. لا يمكن للحل الطويل الامد ان يتلخص في مقتل عشرات الاسرائيليين وقتل مئات المخربين كل سنة.

التعليـــقات