الشرطة اجرت فحصا لقضية جديدة ضد نتنياهو
تكتب "هآرتس" انه بالإضافة الى قضايا مسكن رئيس الحكومة في القدس، وبيبي تورز وارنو ميمران التي تناقش حاليا من قبل المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت وكبار المسؤولين في النيابة والشرطة، اجرت الشرطة فحصا لقضية جديدة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حسب ما نشره الصحفي امنون ابراموفيتش، يوم الجمعة، في قناة الاخبار 2. وقررت جهات رفيعة مطلعة على التفاصيل عدم الرد على توجه "هآرتس" في هذا الموضوع.
وفي المقابل، من المتوقع ان تقوم النيابة الاقتصادية في لواء باريس بفتح تحقيق حول الهدايا والتحويلات المالية من قبل ميمران، المتهم الرئيسي في قضية "خديعة القرن" الى جهات اسرائيلية، حسب ما قاله لصحيفة "هآرتس" مسؤول في الجهاز القضائي في باريس.
وستضطر النيابة الى تحديد ما اذا ستحقق في نشاط "تراك فيرفورمانس م. ض"، وهي شركة اسرائيلية مشتركة لميمران والمقرب من رئيس الحكومة الاسرائيلية ماير حبيب، عضو البرلمان الفرنسي. وسيكون على النيابة ان تقرر في مسألة الدفع المباشر لبنيامين نتنياهو، وحجم المبلغ وطابعه واتفاق ذلك مع القانون الفرنسي. وسيتم اتخاذ القرار فور صدور قرار في قضية ميمران في السابع من تموز.
وقال المصدر انه اذا تم ادانة ميمران واجباره على اعادة مبلغ الخديعة، 283 مليون يورو، فان هدف التحقيق سيكون الكشف عن كل الاموال التابعة لميمران وغير المسجلة على اسمه، ومن بينها هدايا قدمها لأصدقائه ولأقربائه، والاستثمار في الشركات الوهمية وتحويل الاموال النقدية الى جهات وهمية، خاصة لتغطية قروض وهمية.
واضاف المصدر انه على خلفية ذلك يجب فهم سؤال القاضي في المحكمة حين افاد ميمران بأنه "مول نتنياهو بمبلغ مليون يورو". وقد طلب القاضي على الفور معرفة ما اذا كان هذا التحويل قد تم كقرض لا ينوي استعادته.
يشار الى ان غالبية عمليات التهريب المالي التي قام بها ميمران والتي كشفتها الشرطة الاقتصادية الفرنسية، بحجم حوالي 30 مليون يورو، اكتشفت في نهاية سلسلة من التحويلات المالية لإسرائيل. ويمكن ان تضاف الى ذلك ممتلكات غير مسجلة على اسمه، ومن بينها بناية سكنية في الحي السادس عشر في باريس، والتابعة ظاهرا، لشركة خاصة، لكنها تستخدم من قبل ابناء عائلة ميمران، حسب لائحة الاتهام.
بالإضافة الى المدفوعات الكثيرة التي حولها ميمران مباشرة الى اسرائيل، تم تهريب عشرات ملايين اليورو الى البلاد من حسابات البنوك الكثيرة للشركاء في عملية الخداع، دون ان تتمكن الشرطة من ربطها بمتهم معين. وحسب التقديرات فان حوالي 80% من اموال عملية الخداع وصلت في نهاية الامر الى اسرائيل، بشكل عام عبر مشاريع عقارات في تل ابيب وايلات. وخلال التحقيق معه، نفى ميمران ان يكون صاحب الأموال وفي كل مرة عرض تفسيرا اخر لسبب التحويل.
ويستدل من وثائق قضائية عرضها المصدر على مراسل "هآرتس" ومراسل "ميديا بارت" انها تبرز سلسلة من التحويلات المالية من حساب ميمران في "سفرا بانك" في نيويورك، بين 29 آذار و3 أيار 2009، لصالح صاحب عقارات في ايلات، بحجم 1.1 مليون يورو. كما يبرز تحويل 2 مليون يورو في نهاية 2010 لصالح سمانثا سويد، ارملة المجرم الاسرائيلي سامي سويد.
ويعكس تحويل الاموال بين الشركاء المسجلين في الشركة الاسرائيلية طابع الالتفاف اللامتناهي لتحويل الاموال بين اسرائيل وفرنسا في هذه القضية. وتتمحور الاسئلة حول رد ماير حبيب الذي قال ان "ارنو ميمران طلب مني المشاركة في هذه الشركة التي اراد اقامتها من خلال التقدير الذي يكنه لدولة اسرائيل. ولكن حسب معرفتي، فان الشركة لم تنشط ابدا في أي عمل ولم تفتح أي حساب بنكي وبالتأكيد لم تحول لي أي مبلغ مالي".
في المقابل اكد مصدر قضائي فرنسي لصحيفة "هآرتس"، انه يتوقع قيام النيابة الاقتصادية في لواء باريس بفتح تحقيق حول الهدايا والتحويلات المالية لميمران المتهم الرئيسي في قضية الخداع الكبرى، الى اهداف اسرائيلية.
وقد شهد ميمران خلال محاكمته بأنه "مول نتنياهو بحوالي مليون يورو" وبعد ذلك سأله رئيس الهيئة القضائية: "وهل استعدت هذا المبلغ منه. هل كان هذا قرض منك اليه؟" فرد ميمران بأنه لم يسترجع المبلغ.
وتطلب النيابة الفرنسية من ميمران اعادة مبلغ 283 مليون يورو الى صندوق الدولة. وحسب اقوال المصدر القضائي، فانه اذا ادين ميمران فسيكون هدف التحقيق الكشف عن كل الاموال التابعة له لكن غير المسجلة على اسمه، وعلى هذه الخلفية يجب فهم سؤال رئيس الهيئة القضائية.
يشار الى ان مسألة الدفع لنتنياهو تطورت هذا الاسبوع مع كشف الصحفي غور مجيدو في "غلوبس" بأن محاميا نتنياهو الخاصين، يتسحاق مولخو ودافيد شمرون، قدما خدمات قانونية لميمران حتى سنة 2006 على الأقل، واقاموا له شركة خاصة باسم "تراك فيرفورمانس م. ض"، والتي يملك ميمران 36% من اسهمها. وتحمل الشركة عنوانا في تل ابيب لدى المحاميان شمرون ومولخو. ومن بين شركاء ميمران في هذه الشركة ماير حبيب.
ويستدل من تحقيق اجرته "هآرتس" انه تم تسجيل الشركة من خلال السفارة الاسرائيلية في باريس، وهناك تم توقيع اوراق تأسيسها.
أيرو ابلغ نتنياهو: "رغم معارضتك، انطلق القطار"
تكتب "هآرتس" ان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو، قال خلال محادثة هاتفية اجراها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، قبل عشرة ايام، انه على الرغم من معارضة اسرائيل إلا ان فرنسا تنوي مواصلة دفع مبادرتها السلمية. وحسب برقية وصلت من سفارة إسرائيل في باريس الى وزارة الخارجية في القدس، فقد قال أيرو لنتنياهو: "اعرف بأنني لم اقنعك، لكن هذا القطار انطلق".
وجرت المحادثة بعد عدة ساعات من انتهاء لقاء وزراء الخارجية في باريس، في الثالث من حزيران، والتي ناقشت جمود العملية السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية. وخلال المحادثة انتقد نتنياهو بشدة المبادرة الفرنسية واعرب عن معارضته القوية لكل مركباتها. وقال مسؤول رفيع في القدس ان البرقية التي اعتمدت على محادثات مع جهات رفيعة في الخارجية الفرنسية تبين ان أيرو لم يتأثر بكلمات نتنياهو وينوي القيام بخطوات اخرى لدفع المبادرة هذا الشهر.
واشار المسؤول الاسرائيلي الرفيع الى ان رجال الخارجية الفرنسية قالوا لأقرانهم الاسرائيليين انهم معنيون بتشكيل مجموعات عمل، خلال الاسابيع القريبة، لمواصلة الخطوة التي تم تحريكها خلال لقاء باريس. ويريد الفرنسيون من مجموعات العمل هذه، التي ستشارك فيها الدول التي شاركت في لقاء باريس، معالجة صفقة من الخطوات البناءة للثقة والتي يمكن لإسرائيل والفلسطينيين تنفيذها، وكذلك صفقة محفزات اقتصادية دولية للجانبين، وايضا في موضوع الترتيبات الامنية الاقليمية. وقال المسؤول الإسرائيلي الرفيع ان "الفرنسيين قالوا بأنهم يريدون تنظيم مجموعات العمل حتى نهاية الشهر".
ووصلت الى وزارة الخارجية في نهاية الأسبوع، عدة تقارير من عواصم اوروبية بشأن اقامة مجموعات عمل. هكذا مثلا، فوجئوا في وزارة الخارجية بان المانيا وتشيكيا بالذات، سارعتا الى التطوع للمشاركة في تنظيم مجموعات العمل، رغم انهما تعتبران من الدول الصديقة المقربة لإسرائيل في اوروبا.
وقبل عدة ايام، وجهت وزارة الخارجية الاسرائيلية كل سفرائها في اوروبا لكي تتوجه الى وزارات الخارجية في الدول التي يعملون فيها والتوضيح بأن اسرائيل تعارض تشكيل طواقم العمل.
واشار المسؤول الاسرائيلي الرفيع الى ان الفرنسيين يريدون استغلال حقيقة انهم يشغلون خلال شهر حزيران رئاسة مجلس الامن، لإجراء نقاش حول مبادرتهم السلمية خلال الاجتماع الشهري لمجلس الامن في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. واضاف المسؤول الرفيع انه من المحتمل ان يحاول الفرنسيون خلال الجلسة التي ستنعقد كما يبدو في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، صياغة بيان رئاسي لمجلس الأمن يعرب عن دعمه لمبادرة السلام. ومن المتوقع ان يدفع الفرنسيون قرارا يدعم مبادرتهم خلال الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذي سيعقد في بروكسل في 20 حزيران.
في المقابل، وقبل نهاية حزيران يتوقع نشر التقرير الذي اعده الرباعي الدولي في موضوع جمود العملية السلمية. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني خلال استعراض قدمته امام مجلس الأمن يوم الاثنين الماضي، بأن التقرير سيصف العقبات الفورية التي تواجه استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين وكذلك سياسة الجانبين التي تهدد امكانية تطبيق حل الدولتين.
الجيش الاسرائيلي يمسح منزلي منفذي عملية تل ابيب ويهدم منزلا آخر في يطا
كتبت "يسرائيل هيوم" ان الشباك واصل في نهاية الأسبوع التحقيق مع المخربين اللذين نفذا الهجوم في منطقة شارونا في تل ابيب، فيما صدر أمر يمنع نشر تفاصيل عن مجريات التحقيق. وتم ليلة الخميس/الجمعة تنفيذ اعتقالات في يطا، فيما قامت قوات الجيش والادارة المدنية بمسح بيت المخرب الثاني بعد ان تم مسح بيت المخرب الاول في ليلة سابقة. وقال جيران لعائلة محامره لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان العائلتين بدأتا باخلاء الأثاث من منزليهما تمهيدا لهدمهما.
في السياق ذاته، تكتب "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي رفع عند منتصف الليلة الماضية، الاغلاق الشامل الذي سبق وفرضه على الضفة الغربية في اعقاب عملية اطلاق النار في منطقة شارونا في تل ابيب، والذي اسفر عن مقتل اربعة مواطنين. وجاء من الناطق العسكري ان الاغلاق لم يشمل خروج المصلين يوم الجمعة الى الحرم القدسي والحالات الانسانية الاستثنائية.
وفرض الجيش في اعقاب العملية، الاغلاق على مدينة يطا التي خرج منها المخربون وسحب تصاريح العمل من ابناء عائلاتهم. كما تم الغاء تصاريح زيارة الاقارب في إسرائيل خلال شهر رمضان.
وتكتب "يسرائيل هيوم" انه خلال التفتيش عن اسلحة في بلدتي العيزرية وابو ديس، شمال – شرق بيت لحم، تم العثور على مخرطتين لإنتاج الأسلحة والرصاص ومركبات العبوات الناسفة. وقالت جهات عسكرية ان السلاح الذي استخدم في عملية تل ابيب تم تصنيعه في مخرطة مشابهة.
الى ذلك، تكتب "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي قام امس الاول السبت، بهدم منزل عائلة دعيس، في منطقة يطا، التي قتل ابنها المستوطنة دفنا مئير في مستوطنة عتنئيل، قبل خمسة اشهر. وكانت المحكمة العليا قد صادقت الأسبوع الماضي على هدم المنزل، ورفضت التماس العائلة بالإجماع، وقال القضاة انه على الرغم من عدم وجود دليل على معرفة العائلة بنية ابنها، الا انه يمكن ان ينسب اليها "غض النظر". وكانت النيابة قد قدمت لائحة اتهام ضد دعيس (16 عاما) جاء فيها انه قرر قتل يهود حتى يستشهد، وذلك في اعقاب مشاهدته لبرامج تعرض جنود الجيش الاسرائيلي كقتلة يهينون النساء الفلسطينيات.
وجرت في نهاية الاسبوع محاولتان للتعرض لقوات الجيش في المناطق. فيوم السبت اطلق الجنود النار على سيارة فلسطينية تقدمت في اتجاههم بسرعة بالقرب من موديعين عيليت، بعد الاشتباه بأن السائق ينوي دهسهم. ويوم الجمعة تم اطلاق النار على فلسطيني حاول طعن جنود على مدخل بيت فوريك. ولم يصب أي اسرائيلي في الحادث، بينما اصيب الفلسطيني بجراح بالغة وتم نقله الى مستشفى بيلنسون.
ويوم الجمعة رفضت المحكمة العليا طلب الشرطة اجراء تشريح لجثة ايلانا نبعة، احدى قتيلات عملية تل ابيب. وجاء طلب الشرطة بسبب عدم العثور على اثار على جسدها تدل على اصابتها بعيارات نارية، ما يثير الاشتباه بأنها توفيت جراء نوبة قلبية، وهي مسألة من شأنها ان تؤثر على لائحة الاتهام ضد المخربين. لكن العائلة رفضت اجراء التشريح لأسباب دينية.
إسرائيل دعا الى الانتقام من يطا والمحكمة تطلق سراحه
في السياق ذاته، تنشر "يسرائيل هيوم" ان شرطة شمال تل ابيب، اعتقلت يوم الجمعة، مواطنا من المدينة (34 عاما) بعد تلقي بلاغ حول تهديده واعلانه خلال نقاش مع رفاقه في العمل، بتنفيذ عملية انتقام في بلدة يطا. وادعى المشبوه خلال التحقيق معه انه قام فقط بالإعراب عن رأيه السياسي.
وطلبت الشرطة من محكمة الصلح في تل ابيب تمديد اعتقاله، وادعى محاميه ان المقصود هو تعبير عن الرأي، وان هذا هو جزء من الديموقراطية وحرية التعبير السياسي. وقررت القاضية اطلاق سراح المشبوه وفرض الاعتقال المنزلي عليه، وعللت قرارها بعدم وجود شكوى ضده في ملف التحقيق لأن من سمعوه لم يتمكنوا من الوصول الى التحقيق.
بيرتس: "نتنياهو يتحمل مسؤولية العمليات الارهابية"
كتبت "يديعوت احرونوت" ان النائب عمير بيرتس (المعسكر الصهيوني)، اثار عاصفة عندما اتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمسؤولية عن العمليات الارهابية ضد اسرائيل. وخلال مشاركته في برنامج "سبت الثقافة" في غبعتايم، قال بيرتس انه "بعد عشر سنوات من ولاية نتنياهو للحكومة، يمكن الاشارة اليه كمسؤول عن وصول العمليات الى مركز تل ابيب. رد بيبي على العملية في شارونا كان رد موظف وليس رد قائد يملك رؤية. الحكومة برئاسته تفعل الامر نفسه المرة تلو الاخرى، وتتوقع نتائج مختلفة – بدل ان تظهر الشجاعة وتكسر الجمود السياسي".
وردوا في الليكود على تصريحات عمير بيرتس، وقالوا: "اليسار سقط عن المسار. حين يتحدث المخربون عن الاحتلال فانهم يقصدون تل ابيب. لقد مرت عدة ايام منذ حدد رئيس بلدية تل ابيب بأن العمليات في اسرائيل هي نتاج الاحتلال، وها هو صديقه عمير بيرتس يفعل اكثر من ذلك ويحدد بأنها تحدث بسبب رئيس الحكومة. يمكن قول ذلك بوضوح: اليسار في إسرائيل سقط عن المسار، فقد كل صلة بالواقع من حولنا، واختار للأسف تبني صندوق رسائل تنظيمات المقاطعة".
مقالات
نأمل فقط، ألا يظهر الرجولة
يكتب رفيف دروكر في "هآرتس": سألت احد المشاركين في جلسة المجلس الوزاري الأخيرة، التي انعقدت في اليوم التالي لعملية تل ابيب "كيف رأيت وزير الامن الجديد؟"، فقال - وكان يصعب عدم سماع لهجة خفيفة من الشماتة في لهجته - "انت تعرف انه كان يصرخ طوال وجوده في الخارج، لكنه بدأ الآن يعرف بأن الامور ليست سهلة". وواصلت محاولة حلب معلومات منه: "لماذا تقول هذا؟ لقد اعلن الان انه سيغير السياسية في موضوع اعادة جثث المخربين، وانه لن يقوم بإعادتها بعد الآن". لكن المسؤول الكبير ادعى: "هذا ليس صحيحا". فقلت: "هل أقرأ لك الرسالة النصية؟". فرد: "الآن خرجت من الاجتماع ولم اسمع خلالها شيئا عن هذا".
لم يتم قول هذا، لأنه كان قرارا عاجلا. لقد استغل ليبرمان الفرصة وقفز عليها. انه يعرف بأن الجميع من حوله – صحفيون، وزراء ونواب – يتحدثون عن الشعبوي الذي اضطر فجأة الى الجلوس من وراء المقود وتطبيق هذا الهراء. المسألة هي ان كل هذا الحوار – نحن مع "حسنا، فلنراك رجلا"، وهو مع "سوف اريكم من اكون" – يمكن ان ينتهي بشكل سيء جدا.
في 1981، تم تعيين اريئيل شارون وزيرا للأمن. خلال محادثة مع المراسلين بعد تسلمه لمنصبه قال: "الحكومة من جانبها قررت عدم المبادرة الى أي عملية في الشمال، بل وعدم القيام بأي عمل يمكن تفسيره كاستفزاز". صحيح، هذه ليست الفترة ذاتها وليس السياق ذاته. لا شيء يتشابه باستثناء تعيين شخص متطرف في تصريحاته لمواجهة تحدي امني. وهناك، بالمناسبة، عامل مختلف جدا بين المثلين. في عام 1981 كان يجب على شارون بذل جهد كبير من اجل خلق حرب. في 2016 لا حاجة الى كثير من الجهد من اجل اشعال حريق كبير.
يمكن لليبرمان ان يكون شخص براغماتي جدا، ويمكنه ان يرفس كل تصريحاته ومقولاته بسهولة يتمتع بها الساخرون جدا، لكنه يمكن حتى من قرارات صغيرة نسبيا، مثل "لن نعيد الجثث" ان يشتعل كل شيء.
قبل عدة أشهر، لسع احد الوزراء رئيس الأركان غادي ايزنكوت، خلال جلسة للمجلس الوزاري: "انظر كيف عندما فرضنا الاغلاق على قرية الجلمة، واضطر كل اصحاب المصالح هناك الى اغلاق مصالحهم، توقفت العمليات هناك". المعنى الضمني لعضو المجلس الوزاري كان بالغ الوضوح. خلافا للتوجه الجبان من قبلك ومن قبل الجيش ووزير الامن، والذي منع فرض الاغلاق وحاول بكل جهد السماح باستمرار الحياة الاعتيادية لدى الفلسطينيين، فان الامر الوحيد الذي يفهمه هؤلاء العرب حقا، هو القوة.
"هناك شيء لا تعرفه" رد رئيس الأركان، "في الوقت الذي فرضنا فيه الاغلاق، وقف رجال اجهزة الامن الفلسطينية خارج القرية واعتقلوا الكثير من المهاجمين الذين خرجوا لتنفيذ عمليات". وكان لدى ايزنكوت معنى ضمني ايضا: لقد خرجوا بجمعهم لأنه تم فرض الاغلاق عليهم.
بعد انتهاء فترة ولاية يعلون كوزير للأمن، شعر هو وايزنكوت بأنهما اوقفا الانتفاضة الثالثة بجسديهما. لقد استغرقت الانتفاضة الاولى ست سنوات، وهناك من يدعون انها كانت اكثر من ذلك، كما يقول رئيس الاركان بشكل دائم للوزراء. واستغرقت الانتفاضة الثانية خمس سنوات، اما الاحداث الحالية فبدأت في تشرين الاول 2015، وكان يمكن ان تتدهور الى انتفاضة ثالثة، ولكن ردنا غير العدواني بالذات، ومحاولة عدم اقحام حجم كبير من الجمهور الفلسطيني في حالة الفوضى، والعدد القليل نسبيا من القتلى الفلسطينيين، ساهم في تهدئة الاوضاع. ايزنكوت الذي كان سكرتيرا عسكريا لرئيس الحكومة ايهود براك في بداية الانتفاضة الثانية، يتذكر بشكل ممتاز، عدم سيطرة براك على الجيش الذي قاده شاؤول موفاز، والقوة الكبيرة التي قام الجيش بتفعيلها في تلك الأيام. انه لا ينسى الى اين تدهورت الأمور، ويصر على السلوك بشكل آخر.
سيكون من غير الواقعي، الان ونحن في خضم الاحداث، الربط بين الاسباب والمسببات. يمكن الافتراض بأن ايزنكوت على حق، هذا ليس مؤكدا. لكن الامر الواضح جدا: يكفي قيام ليبرمان بتقديم عدة جوائز ترضية صغيرة، فقط لكي لا يبتعد عن صورة البلطجي المفيدة جدا له، من اجل اشعال المنطقة من جديد.
ترامب لدينا اصبح رئيس حكومة
يكتب عودة بشارات، في "هآرتس" ان من يحرض على المسلمين والمكسيكيين والنساء، سيحرض، عاجلا ام آجلا، ضد اليهود. يمكن للأحمق فقط ان يعتقد بأنه بسبب اموال ملياردير يهودي، سيدافع العنصريون عن يهود امريكا، او انه بسبب حفيدة الجد دونالد، فانه لن يحقرهم للابد. ذلك انه ليس هناك ما هو اكثر حلاوة بالنسبة للعنصريين على انواعهم – في الشرق او الغرب – من التحريض على اليهود. وها نحن نرى انه لم يمض شهران على ظهور نجم دونالد ترامب، النموذج الرئيسي للعنصري الابيض، حتى بدأت تظهر بسرعة فائقة تصريحات عنصرية ضد كل يهودي يتجرأ على انتقاد طريقه. سرعان ما تم تناسي الحفيدة اليهودية، والسخي اليهودي والاستقبال الدافئ الذي حظي به ترامب فقط قبل عدة اشهر في مؤتمر ايباك.
في الشبكات الاجتماعية، اصبحت اسماء اليهود تكتب بين علامتي اقتباس – نوع من النجمة الصفراء العصرية في عهد الديجيتال. اقرؤوا وصدقوا، هذا الامر يشبه بطاقة التعريف في مشروع قانون الجمعيات لدينا هنا، وعندها، حين نوقش القانون هنا، لم يرمش أي جفن، حسب معلوماتي، في وجوه اعضاء ايباك.
وفي هذه الأثناء، يتزايد الهجوم على شخصيات يهودية رفيعة في وسائل الاعلام الامريكية. هذا يبدو مثل بداية موجة معادية للسامية، واذا لم يسوي اليهود هناك خطهم مع ترامب، فمن المؤكد انه يمكن ان يتحول الى التسونامي القادم: اما ان تدعموا ترامب، واما نستل مستودع التحريض ونزع الانسانية عن اليهود – نعم، التسونامي نفسه الذي اجتاح اوروبا في ايامها المحزنة.
ولكن لماذا نتذمر من المعادين للسامية، وقد لجأت آلية أيباك الى اتباع النهج ذاته ضد كل من تجرأ على انتقاد الاحتلال وسياسة اليمين المتطرف في اسرائيل. كل من تجرأ على الانتقاد، حتى من خلال القلق على دولة اسرائيل والشعب اليهودي، تم اعتباره معاد للسامية. لقد امتنع الناس عن اسماع اصواتهم خشية ان يتم وصمهم، وخشية ان تتم مقاطعتهم، وخشية ان لا يحظوا بتمويل من اليهود الأثرياء.
لا شك ان احدى المشاهد الاكثر ضررا لليهود في امريكا، هو مشهد المنافسين من الحزب الجمهوري – على رئاسة الولايات المتحدة، وليس على رئاسة لجنة الصف – وهم يسارعون الواحد تلو الآخر الى منزل شلدون ادلسون للحصول على بركته، ومن ثم الفوز بماله. والبقية كانت اكثر مثيرة للغثيان: احد المرشحين زل لسانه، وذكر الكلمة الممنوعة، الاحتلال. وفي اليوم التالي اعتذر طبعا امام السيد على الخطأ الرهيب.
الم تتعرض الكرامة الامريكية الى المس عندما اهان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رئيسها، براك اوباما، اقوى رجل في العالم، وذهب، رغم انفه، لإلقاء خطاب في الكونغرس؟ هل اختفت هذه المهزلة عن انظار الامريكي البسيط: الرئيس يختبئ معزولا في بيته، وزعيم اجنبي يتصرف كما يشاء في الكونغرس؟
وبشكل عام، كيف يمكن التذمر من ترامب الذي يؤجج الكراهية ضد المواطنين الأمريكيين، حين يتواجد لدينا، هنا في اسرائيل "اليهودية الديموقراطية" ترامب آخر – ليس مرشحا فقط وانما رئيس حكومة يؤجج في كل فرصة الكراهية ضد المواطنين العرب الذين يفترض ان يتساوون في الحقوق.
ولذلك، قبل الصراخ ضد الهواء السام الذي ينثره ترامب، من المهم ان نذكر الرفاق في ايباك، بأن احدا منهم لم يفتح فمه، ضد التصريحات العنصرية لترامب الاسرائيلي. بل على العكس، لقد استقبل لديهم كالملوك.
اشعر بالتضامن مع اخوتي اليهود الامريكيين، فنحن العرب المواطنين في إسرائيل تحت سلطة اخوتهم هنا، نعرف ما الذي يشعرون به جيدا. في هذه الأثناء اتمنى لأخوتنا اليهود هناك ان يكونوا قد استمتعوا بعيد الأسابيع. فهنا والحمد لله، تم فرض الاغلاق على عدة ملايين من الفلسطينيين وراء القضبان، كي يحتفل جيرانهم جيدا.
ارهاب جماعي صاغته القيادة
يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل يهوم" انه في اجواء رمضان السائدة في غزة والضفة كانت العملية في منطقة شارونا، بمثابة حقنة مشجعة للمتطرفين. لقد رحبت حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية بالعملية، لكنها لم تعلن مسؤوليتها عنها. فمن هو المسؤول عن جريمة القتل البشعة؟ في اعقاب العملية كانت صفحات الفيسبوك والانترنت الفلسطيني تغلي كالمرجل. فقد سارع الكثير من روادها، بشكل مبكر، الى المباركة بموت احد منفذي العملية لأنه "حظي" بالجنة. لكنه لبالغ اسفهم تبين انه تم اطلاق النار على القاتل واعتقاله ومن ثم تم اعتقال شخص قدم المساعدة لتنظيم القتلة.
هناك من يدعون ان العملية تمت بمبادرة محلية. ولكن في ضوء المعدات، الرشاشات المرتجلة وطريقة وصول المخربين الى موقع العملية، قد تكون، كما في الماضي، يد منظمة للعملية. لكن سلسلة العمليات الأخيرة تقود الى نهاية محزنة: الى جانب لهجة السلام، فان المقصود انتاج ارهابي بمبادرة قوس التنظيمات الفلسطينية المسلحة، ومن بينهم رجال القيادة، الدين والتعليم الذين يمثلون "الشعب الفلسطيني" بغالبية حشوده الناشطة في الأزقة والقرى.
الحديث عن ارهاب جماعي، تصيغه القيادة الفلسطينية التي تؤمن بأن الارهاب هو الطريق الوحيد لطردنا من "فلسطين". وسائل الاتصال والانترنت توضح ان الارهاب الفلسطيني الحالي يجري تحريكه بمهارة متلاعبة، من خلال صياغة عنيفة وقتالية للوعي الجماعي للجماهير الفلسطينية ضد اسرائيل على مدار اجيال.
اجواء رمضان المشحونة بالمشاعر الدينية تزود شباكا لهذه الأجواء القاتلة بواسطة محطات التلفزيون الفلسطيني. فمحطة القدس التابعة لحماس، مثلا، دمجت في برامج التبرع لـ"غزة المحاصرة التي تستغيث" امهات فلسطينيات عرضن بفخر ملصقات لأولادهن القتلة "من الجنة"، وامهات لأسرى تم تصويرهن باكيات تتذمرن لأن السجانين الصهاينة لا يسمحون لأولادهن بإجراء طقوس رمضان معا. في اعقاب عملية شارونا تم توجيه بث حماس لتهديد وزير الامن ليبرمان. وصرح المهددون بأن العملية في شارونا هي اول هدية يتلقاها في رمضان. واطلق خالد مشعل هتافات الانتصار ووعد الاسرى الفلسطينيين بالتحرر عاجلا.
في اطار برنامج "نظرة على الصهيونية" في محطة القدس، تم استضافة "الجنرال" جبريل الرجوب من السلطة الفلسطينية الذي تطرق الى العملية في شارونا على خلفية وضع "دولة الكيان" او "دولة الاحتلال". لم نسمع أي كلمة مصالحة موجهة لإسرائيل من قبل "سيد الامن" الفلسطيني، بل على العكس، كان الرضا واضحا في كلامه. وشرح بأن على الاسرائيليين والغرب الاستيعاب بأن امنهم لن يتحقق اذا لم يتم حل المشكلة الفلسطينية التي تعتبر قلب الصراع العالمي. الرضا في كلامه تلاءم مع الشجب الضعيف للعملية من قبل ابو مازن.
الاجماع حول العملية في برنامج القدس كان واضحا: اسرائيل "منيت بضربة في العمق" بعد ان اعتقدت بأنها محصنة امام العمليات. الان تستوعب ان العمق ليس آمنا.
بما ان العملية وامثالها، بالإضافة الى الضغط الدولي، ستجبر اسرائيل على تقديم تنازلات بعيدة المدى، فقد حدد جبريل ثلاثة شروط انتحارية اسرائيلية للسلام: الانسحاب الى خطوط 67، تقسيم القدس وعودة اللاجئين الى فلسطين حسب قرار الامم المتحدة 194. في سياق الحديث عن "انجازات" العملية في شارونا، اشار جبريل برضا الى الشرخ الذي يهدد بتدمير المجتمع الاسرائيلي: الشرقيون ضد الاشكناز، العلمانيون ضد المتدينين. وانتهى البث بالاعلان بأن "نهاية اسرائيل قريبة، لأن كل ما بني على باطل نهايته الفناء". هكذا يحركون، وهذا ما يعظون عليه، ومن المهم ان نعرف ذلك.
35 سنة على الهجوم في العراق: الدرس والانجاز
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه عشية عيد الأسابيع، في عام 1981، هاجمت طائرات سلاح الجو المفاعل النووي اوسيراك الذي اقامه صدام حسين، رئيس العراق، بمساعدة فرنسا، على مقربة من بغداد. لقد تم تدمير المفاعل، والقضاء بذلك على الحلم النووي للرئيس العراقي. استعداد صدام لاستخدام السلاح الكيماوي في حربه ضد ايران وحقيقة انه كان حاكما قاتلا لا يعرف الحدود، كما اثبت في اجتياحه للكويت في صيف 1990، يعزز التقدير بأنه كان سيستخدم السلاح النووي ضد اعدائه، وايضا ضد اسرائيل، لو كان الأمر بيده. وبدون علاقة بهذا التقييم او ذاك، من الواضح ان حصوله على السلاح النووي كان سيمنحه الحصانة امام الهجمات الامريكية، كذلك الهجوم الذي قاد الى نهايته في ربيع 2003.
مهاجمة المفاعل العراقي قبل 35 سنة اثار نقاشا داخليا، وكان من بين صفوف المعارضة آنذاك من لم يتردد في انتقاد مناحيم بيغن لأنه قرر شن الهجوم على العراق. لكن هذا كله كان يشبه الصفر مقارنة بموجة الانتقاد الدولية من جانب كل دول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة التي فرضت حظر بيع السلاح المؤقت لإسرائيل. لقد ادعوا في العالم ان اسرائيل مست، من خلال مهاجمتها للمفاعل العراقي، بفرص تحقيق السلام في المنطقة، وان المقصود عملا عنيفا وغير مبرر. هكذا، حسب "نيويورك تايمز"، احدى الصحف الامريكية البارزة، واحدى الصحف ذات التاريخ الطويل في الانتقاد شبه الفوري لإسرائيل.
في ضوء الرد البارد، بل والمعادي من قبل العالم للهجوم الاسرائيلي، يمكن التحديد بأن السنوات التي مرت عمقت ورسخت ليس فقط العدالة الاخلاقية للخطوة الاسرائيلية، وانما، ايضا، المنطق السياسي والعسكري الكامن فيها. لقد اتضح مرة اخرى ان اصرار اسرائيل على عدم السماح لأعدائها بالتزود بالسلاح النووي، منع التسلح النووي في المنطقة في القرن الماضي، وثبت ايضا ان المجتمع الدولي هو في افضل الحالات يعاني من العجز والرغبة بمعالجة التهديد الذي يتعرض له الاستقرار في المنطقة، وفي اسوأ الحالات يمد يده لتطور تهديدات كهذه - كما يستدل من التعاون بين عدة دول في العالم مع المشروع النووي لصدام، والتعاون اليوم مع ايران التي تسعى لتحقيق النجاح حيث فشل صدام، ووضع يدها على السلاح النووي.
باستثناء ذلك، من المهم التأكيد، بأنه خلافا للآراء التي سادت في حينه، امتنع صدام حسين من الرد على الهجوم الاسرائيلي. فقد ادعى لاحقا انه اطلق الصواريخ على اسرائيل خلال حرب الخليج كنوع من الانتقام المتأخر، لكنه من الواضح انه كان سيطلق هذه الصواريخ في كل الحالات، حتى لو لم تقم اسرائيل بتدمير المفاعل العراقي، لأنه اراد لإسرائيل ان تتدخل في الحرب وبالتالي تجنيد الدعم العربي في صفه.
الهجوم على المفاعل العراقي لم يمنع سباق التسلح النووي في الشرق الاوسط، لكنه صده لقرابة عقدين. وعلى كل حال لم يتسبب الهجوم بزيادة التوتر في المنطقة او التسبب بمواجهة اقليمية شاملة.
قرار ايران تطوير اسلحة نووية كان مرتبطا بشكل غير قليل، باستخدام صدام حسين، بدعم عربي ودولي واسع، لسلاح الصواريخ، خاصة الكيماوية، ضد جنودها ومواطنيها، واما جهود معمر القذافي في ليبيا، ولاحقا جهود الاسد في سوريا لامتلاك السلاح النووي فقد تأثرت بشكل خاص من نجاح كوريا الشمالية في تحقيق قدرات ردع، بل وحصانة، امام التهديد الأمريكي المحتمل، بفضل السلاح النووي الذي طورته.
الحقيقة ان دروس الماضي تعلمنا بأنه من المناسب ان نتطرق الى كل خطوة عسكرية كهذه كشر حتمي يجب فحص نتائجه بوعي وبعقل مستقيم. ولكن المسافة بعيدة بين هذا وبين الشلل والجمود، بل والضعف، الذي يصيب المجتمع الدولي في كل مرة يطل فيها تهديد كتهديد المفاعل النووي الذي سعى صدام لبنائه. علينا فحص مثل هذه التهديدات بعيون اسرائيلية وبما يتفق مع مصالح اسرائيل، كما فعل مناحيم بيغن عشية عيد الاسابيع في 1981.
رئيس الحكومة القادم
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس الحكومة السابع، يتسحاق شمير، ولد قبل مئة سنة. ويوم الاربعاء الماضي، وبتأخير نصف سنة، احيا مركز ميراث بيغن وكلية نتانيا، ذكرى ولادته. وكان ضيف الشرف ادوارد جرجيان، سفير الولايات المتحدة في سورية واسرائيل سابقا. كما تحدث قاضي المحكمة العليا الياكيم روبنشطاين، ودان مريدور وافرايم سنيه ويئير شمير وغيرهم. كلهم تحدثوا عن شمير بتقدير عميق.
حين استنتج مناحيم بيغن في 1983 بأنه لا يمكنه الاستمرار، احتل شمير مكانه رئيسا للحكومة. الانتقال لم يكن سهلا، فشمير الداكن والمنطوي لم يتمتع بالكاريزما والموهبة الخطابية والغرائز السياسية الحادة التي تمتع بها بيغن. لغته الانجليزية كانت ضعيفة (تحسنت كثيرا بعد ذلك). لقد وصل الى السياسة من "ليحي" و"الموساد"، وليس من "العائلة المحاربة" في ايتسل.
وعلى الرغم من ذلك فقد شغل منصبه جيدا كرئيس للحكومة. يمكن الاختلاف، في اليمين واليسار، حول بعض قراراته، لكن لا يمكن التشكيك بقدرته على اتخاذ القرارات، بحزم وبجدية. خلال المراسم ذكّر جرجيان بقرارين لشمير كانا مناقضين لمبادئه، لكنهما خدما المصالح الاسرائيلية لفترة طويلة. قرار عدم الرد العسكري على القصف الصاروخي العراقي خلال حرب الخليج الاولى، وقرار التوجه الى مؤتمر السلام في مدريد. وقال جرجيان ان "مثل هذا التوجه يزداد ندرة في ايامنا هذه".
ليفي اشكول، رئيس الحكومة الثالث، ورث بن غوريون في 1963. لقد سكب عليه بن غوريون النار والكبريت. اشكول المتأتئ، المفتقد الى الكاريزما، اعتبر بالنسبة للكثيرين بمثابة طرفة. ورغم ذلك، فقد كان رئيس حكومة ووزير امن ممتاز، اعد الجيش لحرب الايام الستة، رأب التصدع الداخلي في المجتمع وانقذ اقتصاد اسرائيل من الركود الثقيل.
الاستنتاج – احد الاستنتاجات – هي ان اسرائيل ليست ارملة. رؤساء الحكومة يأتون ويذهبون، والدولة تبقى للابد. أحيانا يجري استبدال السلطة في الانتخابات، وأحيانا لأسباب تضطر زعيم الحزب الحاكم الى الاستقالة. في كل الاحوال، يكون الانتقال سلسا واقل صادما مما يعتقدون في البداية.
لماذا تقال هذه الأمور؟ امام ما يبدو الان كتراكم غيوم في افق سلطة نتنياهو. خلال زيارته الى موسكو قال نتنياهو: "الجبل لم يلد فأرا، بل لم يلد حتى فُؤَيْر". ربما يكون تشخيصه الحيواني دقيق. ولكن، تحقيقات الشرطة، قرارات النيابة، التحقيقات الصحفية وعصبية السياسيين تملك دينامية بحد ذاتها. احيانا تتعرض الموجة الى الصد والاختفاء، أحيانا تكون كبيرة وتتضخم في طريقها نحو الهاوية، مثل كرة الجليد. الشائعات حول الاستقالة القريبة هي نبوءة تحقق ذاتها.
نتنياهو هو اول من يشخص الخطر. انا اقول ذلك لصالحه. انه يحارب. ولذلك عندما عاد من موسكو، لم يزر مكان العملية في شارونا مرة واحدة، كما هو متوقع، وانما مرتين. لقد كاد يستوطن هناك.
امكانية ان يضطر الى الاستقالة بعيدة جدا الان، لكنه لن يضر مناقشتها. اذا اعلن بأنه لا يمكنه الاستمرار سيتم عقد جلسة طارئة لوزراء الليكود، وسيحثه الوزراء على البقاء، وفور ذلك سيبحثون عن صيغة تسمح لهم بمواصلة السيطرة على السلطة. سيعلنون عن اقامة قيادة جماعية وعن اجراءات متفق عليها لاختيار قائد جديد لليكود. وسيعلن يسرائيل كاتس، غلعاد اردان، زئيف اليكن، ياريف يلفين عن ترشيح انفسهم، وسيتأسف غدعون ساعر وموشيه يعلون لقرارهما الاستقالة من الكنيست وسيبحثان عن طريق للعودة الى البيت. وسيقترح ليبرمان توحيد حزبه مع الليكود بشكل عاجل، وتحت قيادته.
ليس من الضروري ان تترافق استقالة نتنياهو بصدمة تاريخية مثل استقالة بيغن وبن غوريون. لكنه لا يوجد وريث طبيعي له. فهو يهتم بتجفيفهم جميعا، وكان آخرهم يعلون. من بين وزراء الحكومة الحاليين لا يوجد أي وزير راكم تجربة وزارية ومكانة في الرأي العام تشق طريقه الى التاج.
سيحاولون ملء هذه الفراغ في الأشهر القريبة، كل واحد وطريقته، كل واحد ومواهبه. المرشحون في المستقبل سيطلقون الكثير من التصريحات الشعبوية، المتحمسة، في قضايا سياسية وامنية، على امل حيازة القوة. في حالات كهذه يشعر رئيس الحكومة مثل بوبولينا في رواية زوربا اليوناني، التي سرقت جاراتها فساتينها وهي على فراش الموت. هذا لن يكون لطيفا.
الشرطة اجرت فحصا لقضية جديدة ضد نتنياهو
تكتب "هآرتس" انه بالإضافة الى قضايا مسكن رئيس الحكومة في القدس، وبيبي تورز وارنو ميمران التي تناقش حاليا من قبل المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت وكبار المسؤولين في النيابة والشرطة، اجرت الشرطة فحصا لقضية جديدة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حسب ما نشره الصحفي امنون ابراموفيتش، يوم الجمعة، في قناة الاخبار 2. وقررت جهات رفيعة مطلعة على التفاصيل عدم الرد على توجه "هآرتس" في هذا الموضوع.
وفي المقابل، من المتوقع ان تقوم النيابة الاقتصادية في لواء باريس بفتح تحقيق حول الهدايا والتحويلات المالية من قبل ميمران، المتهم الرئيسي في قضية "خديعة القرن" الى جهات اسرائيلية، حسب ما قاله لصحيفة "هآرتس" مسؤول في الجهاز القضائي في باريس.
وستضطر النيابة الى تحديد ما اذا ستحقق في نشاط "تراك فيرفورمانس م. ض"، وهي شركة اسرائيلية مشتركة لميمران والمقرب من رئيس الحكومة الاسرائيلية ماير حبيب، عضو البرلمان الفرنسي. وسيكون على النيابة ان تقرر في مسألة الدفع المباشر لبنيامين نتنياهو، وحجم المبلغ وطابعه واتفاق ذلك مع القانون الفرنسي. وسيتم اتخاذ القرار فور صدور قرار في قضية ميمران في السابع من تموز.
وقال المصدر انه اذا تم ادانة ميمران واجباره على اعادة مبلغ الخديعة، 283 مليون يورو، فان هدف التحقيق سيكون الكشف عن كل الاموال التابعة لميمران وغير المسجلة على اسمه، ومن بينها هدايا قدمها لأصدقائه ولأقربائه، والاستثمار في الشركات الوهمية وتحويل الاموال النقدية الى جهات وهمية، خاصة لتغطية قروض وهمية.
واضاف المصدر انه على خلفية ذلك يجب فهم سؤال القاضي في المحكمة حين افاد ميمران بأنه "مول نتنياهو بمبلغ مليون يورو". وقد طلب القاضي على الفور معرفة ما اذا كان هذا التحويل قد تم كقرض لا ينوي استعادته.
يشار الى ان غالبية عمليات التهريب المالي التي قام بها ميمران والتي كشفتها الشرطة الاقتصادية الفرنسية، بحجم حوالي 30 مليون يورو، اكتشفت في نهاية سلسلة من التحويلات المالية لإسرائيل. ويمكن ان تضاف الى ذلك ممتلكات غير مسجلة على اسمه، ومن بينها بناية سكنية في الحي السادس عشر في باريس، والتابعة ظاهرا، لشركة خاصة، لكنها تستخدم من قبل ابناء عائلة ميمران، حسب لائحة الاتهام.
بالإضافة الى المدفوعات الكثيرة التي حولها ميمران مباشرة الى اسرائيل، تم تهريب عشرات ملايين اليورو الى البلاد من حسابات البنوك الكثيرة للشركاء في عملية الخداع، دون ان تتمكن الشرطة من ربطها بمتهم معين. وحسب التقديرات فان حوالي 80% من اموال عملية الخداع وصلت في نهاية الامر الى اسرائيل، بشكل عام عبر مشاريع عقارات في تل ابيب وايلات. وخلال التحقيق معه، نفى ميمران ان يكون صاحب الأموال وفي كل مرة عرض تفسيرا اخر لسبب التحويل.
ويستدل من وثائق قضائية عرضها المصدر على مراسل "هآرتس" ومراسل "ميديا بارت" انها تبرز سلسلة من التحويلات المالية من حساب ميمران في "سفرا بانك" في نيويورك، بين 29 آذار و3 أيار 2009، لصالح صاحب عقارات في ايلات، بحجم 1.1 مليون يورو. كما يبرز تحويل 2 مليون يورو في نهاية 2010 لصالح سمانثا سويد، ارملة المجرم الاسرائيلي سامي سويد.
ويعكس تحويل الاموال بين الشركاء المسجلين في الشركة الاسرائيلية طابع الالتفاف اللامتناهي لتحويل الاموال بين اسرائيل وفرنسا في هذه القضية. وتتمحور الاسئلة حول رد ماير حبيب الذي قال ان "ارنو ميمران طلب مني المشاركة في هذه الشركة التي اراد اقامتها من خلال التقدير الذي يكنه لدولة اسرائيل. ولكن حسب معرفتي، فان الشركة لم تنشط ابدا في أي عمل ولم تفتح أي حساب بنكي وبالتأكيد لم تحول لي أي مبلغ مالي".
في المقابل اكد مصدر قضائي فرنسي لصحيفة "هآرتس"، انه يتوقع قيام النيابة الاقتصادية في لواء باريس بفتح تحقيق حول الهدايا والتحويلات المالية لميمران المتهم الرئيسي في قضية الخداع الكبرى، الى اهداف اسرائيلية.
وقد شهد ميمران خلال محاكمته بأنه "مول نتنياهو بحوالي مليون يورو" وبعد ذلك سأله رئيس الهيئة القضائية: "وهل استعدت هذا المبلغ منه. هل كان هذا قرض منك اليه؟" فرد ميمران بأنه لم يسترجع المبلغ.
وتطلب النيابة الفرنسية من ميمران اعادة مبلغ 283 مليون يورو الى صندوق الدولة. وحسب اقوال المصدر القضائي، فانه اذا ادين ميمران فسيكون هدف التحقيق الكشف عن كل الاموال التابعة له لكن غير المسجلة على اسمه، وعلى هذه الخلفية يجب فهم سؤال رئيس الهيئة القضائية.
يشار الى ان مسألة الدفع لنتنياهو تطورت هذا الاسبوع مع كشف الصحفي غور مجيدو في "غلوبس" بأن محاميا نتنياهو الخاصين، يتسحاق مولخو ودافيد شمرون، قدما خدمات قانونية لميمران حتى سنة 2006 على الأقل، واقاموا له شركة خاصة باسم "تراك فيرفورمانس م. ض"، والتي يملك ميمران 36% من اسهمها. وتحمل الشركة عنوانا في تل ابيب لدى المحاميان شمرون ومولخو. ومن بين شركاء ميمران في هذه الشركة ماير حبيب.
ويستدل من تحقيق اجرته "هآرتس" انه تم تسجيل الشركة من خلال السفارة الاسرائيلية في باريس، وهناك تم توقيع اوراق تأسيسها.
أيرو ابلغ نتنياهو: "رغم معارضتك، انطلق القطار"
تكتب "هآرتس" ان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو، قال خلال محادثة هاتفية اجراها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، قبل عشرة ايام، انه على الرغم من معارضة اسرائيل إلا ان فرنسا تنوي مواصلة دفع مبادرتها السلمية. وحسب برقية وصلت من سفارة إسرائيل في باريس الى وزارة الخارجية في القدس، فقد قال أيرو لنتنياهو: "اعرف بأنني لم اقنعك، لكن هذا القطار انطلق".
وجرت المحادثة بعد عدة ساعات من انتهاء لقاء وزراء الخارجية في باريس، في الثالث من حزيران، والتي ناقشت جمود العملية السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية. وخلال المحادثة انتقد نتنياهو بشدة المبادرة الفرنسية واعرب عن معارضته القوية لكل مركباتها. وقال مسؤول رفيع في القدس ان البرقية التي اعتمدت على محادثات مع جهات رفيعة في الخارجية الفرنسية تبين ان أيرو لم يتأثر بكلمات نتنياهو وينوي القيام بخطوات اخرى لدفع المبادرة هذا الشهر.
واشار المسؤول الاسرائيلي الرفيع الى ان رجال الخارجية الفرنسية قالوا لأقرانهم الاسرائيليين انهم معنيون بتشكيل مجموعات عمل، خلال الاسابيع القريبة، لمواصلة الخطوة التي تم تحريكها خلال لقاء باريس. ويريد الفرنسيون من مجموعات العمل هذه، التي ستشارك فيها الدول التي شاركت في لقاء باريس، معالجة صفقة من الخطوات البناءة للثقة والتي يمكن لإسرائيل والفلسطينيين تنفيذها، وكذلك صفقة محفزات اقتصادية دولية للجانبين، وايضا في موضوع الترتيبات الامنية الاقليمية. وقال المسؤول الإسرائيلي الرفيع ان "الفرنسيين قالوا بأنهم يريدون تنظيم مجموعات العمل حتى نهاية الشهر".
ووصلت الى وزارة الخارجية في نهاية الأسبوع، عدة تقارير من عواصم اوروبية بشأن اقامة مجموعات عمل. هكذا مثلا، فوجئوا في وزارة الخارجية بان المانيا وتشيكيا بالذات، سارعتا الى التطوع للمشاركة في تنظيم مجموعات العمل، رغم انهما تعتبران من الدول الصديقة المقربة لإسرائيل في اوروبا.
وقبل عدة ايام، وجهت وزارة الخارجية الاسرائيلية كل سفرائها في اوروبا لكي تتوجه الى وزارات الخارجية في الدول التي يعملون فيها والتوضيح بأن اسرائيل تعارض تشكيل طواقم العمل.
واشار المسؤول الاسرائيلي الرفيع الى ان الفرنسيين يريدون استغلال حقيقة انهم يشغلون خلال شهر حزيران رئاسة مجلس الامن، لإجراء نقاش حول مبادرتهم السلمية خلال الاجتماع الشهري لمجلس الامن في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. واضاف المسؤول الرفيع انه من المحتمل ان يحاول الفرنسيون خلال الجلسة التي ستنعقد كما يبدو في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، صياغة بيان رئاسي لمجلس الأمن يعرب عن دعمه لمبادرة السلام. ومن المتوقع ان يدفع الفرنسيون قرارا يدعم مبادرتهم خلال الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذي سيعقد في بروكسل في 20 حزيران.
في المقابل، وقبل نهاية حزيران يتوقع نشر التقرير الذي اعده الرباعي الدولي في موضوع جمود العملية السلمية. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني خلال استعراض قدمته امام مجلس الأمن يوم الاثنين الماضي، بأن التقرير سيصف العقبات الفورية التي تواجه استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين وكذلك سياسة الجانبين التي تهدد امكانية تطبيق حل الدولتين.
الجيش الاسرائيلي يمسح منزلي منفذي عملية تل ابيب ويهدم منزلا آخر في يطا
كتبت "يسرائيل هيوم" ان الشباك واصل في نهاية الأسبوع التحقيق مع المخربين اللذين نفذا الهجوم في منطقة شارونا في تل ابيب، فيما صدر أمر يمنع نشر تفاصيل عن مجريات التحقيق. وتم ليلة الخميس/الجمعة تنفيذ اعتقالات في يطا، فيما قامت قوات الجيش والادارة المدنية بمسح بيت المخرب الثاني بعد ان تم مسح بيت المخرب الاول في ليلة سابقة. وقال جيران لعائلة محامره لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان العائلتين بدأتا باخلاء الأثاث من منزليهما تمهيدا لهدمهما.
في السياق ذاته، تكتب "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي رفع عند منتصف الليلة الماضية، الاغلاق الشامل الذي سبق وفرضه على الضفة الغربية في اعقاب عملية اطلاق النار في منطقة شارونا في تل ابيب، والذي اسفر عن مقتل اربعة مواطنين. وجاء من الناطق العسكري ان الاغلاق لم يشمل خروج المصلين يوم الجمعة الى الحرم القدسي والحالات الانسانية الاستثنائية.
وفرض الجيش في اعقاب العملية، الاغلاق على مدينة يطا التي خرج منها المخربون وسحب تصاريح العمل من ابناء عائلاتهم. كما تم الغاء تصاريح زيارة الاقارب في إسرائيل خلال شهر رمضان.
وتكتب "يسرائيل هيوم" انه خلال التفتيش عن اسلحة في بلدتي العيزرية وابو ديس، شمال – شرق بيت لحم، تم العثور على مخرطتين لإنتاج الأسلحة والرصاص ومركبات العبوات الناسفة. وقالت جهات عسكرية ان السلاح الذي استخدم في عملية تل ابيب تم تصنيعه في مخرطة مشابهة.
الى ذلك، تكتب "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي قام امس الاول السبت، بهدم منزل عائلة دعيس، في منطقة يطا، التي قتل ابنها المستوطنة دفنا مئير في مستوطنة عتنئيل، قبل خمسة اشهر. وكانت المحكمة العليا قد صادقت الأسبوع الماضي على هدم المنزل، ورفضت التماس العائلة بالإجماع، وقال القضاة انه على الرغم من عدم وجود دليل على معرفة العائلة بنية ابنها، الا انه يمكن ان ينسب اليها "غض النظر". وكانت النيابة قد قدمت لائحة اتهام ضد دعيس (16 عاما) جاء فيها انه قرر قتل يهود حتى يستشهد، وذلك في اعقاب مشاهدته لبرامج تعرض جنود الجيش الاسرائيلي كقتلة يهينون النساء الفلسطينيات.
وجرت في نهاية الاسبوع محاولتان للتعرض لقوات الجيش في المناطق. فيوم السبت اطلق الجنود النار على سيارة فلسطينية تقدمت في اتجاههم بسرعة بالقرب من موديعين عيليت، بعد الاشتباه بأن السائق ينوي دهسهم. ويوم الجمعة تم اطلاق النار على فلسطيني حاول طعن جنود على مدخل بيت فوريك. ولم يصب أي اسرائيلي في الحادث، بينما اصيب الفلسطيني بجراح بالغة وتم نقله الى مستشفى بيلنسون.
ويوم الجمعة رفضت المحكمة العليا طلب الشرطة اجراء تشريح لجثة ايلانا نبعة، احدى قتيلات عملية تل ابيب. وجاء طلب الشرطة بسبب عدم العثور على اثار على جسدها تدل على اصابتها بعيارات نارية، ما يثير الاشتباه بأنها توفيت جراء نوبة قلبية، وهي مسألة من شأنها ان تؤثر على لائحة الاتهام ضد المخربين. لكن العائلة رفضت اجراء التشريح لأسباب دينية.
إسرائيل دعا الى الانتقام من يطا والمحكمة تطلق سراحه
في السياق ذاته، تنشر "يسرائيل هيوم" ان شرطة شمال تل ابيب، اعتقلت يوم الجمعة، مواطنا من المدينة (34 عاما) بعد تلقي بلاغ حول تهديده واعلانه خلال نقاش مع رفاقه في العمل، بتنفيذ عملية انتقام في بلدة يطا. وادعى المشبوه خلال التحقيق معه انه قام فقط بالإعراب عن رأيه السياسي.
وطلبت الشرطة من محكمة الصلح في تل ابيب تمديد اعتقاله، وادعى محاميه ان المقصود هو تعبير عن الرأي، وان هذا هو جزء من الديموقراطية وحرية التعبير السياسي. وقررت القاضية اطلاق سراح المشبوه وفرض الاعتقال المنزلي عليه، وعللت قرارها بعدم وجود شكوى ضده في ملف التحقيق لأن من سمعوه لم يتمكنوا من الوصول الى التحقيق.
بيرتس: "نتنياهو يتحمل مسؤولية العمليات الارهابية"
كتبت "يديعوت احرونوت" ان النائب عمير بيرتس (المعسكر الصهيوني)، اثار عاصفة عندما اتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمسؤولية عن العمليات الارهابية ضد اسرائيل. وخلال مشاركته في برنامج "سبت الثقافة" في غبعتايم، قال بيرتس انه "بعد عشر سنوات من ولاية نتنياهو للحكومة، يمكن الاشارة اليه كمسؤول عن وصول العمليات الى مركز تل ابيب. رد بيبي على العملية في شارونا كان رد موظف وليس رد قائد يملك رؤية. الحكومة برئاسته تفعل الامر نفسه المرة تلو الاخرى، وتتوقع نتائج مختلفة – بدل ان تظهر الشجاعة وتكسر الجمود السياسي".
وردوا في الليكود على تصريحات عمير بيرتس، وقالوا: "اليسار سقط عن المسار. حين يتحدث المخربون عن الاحتلال فانهم يقصدون تل ابيب. لقد مرت عدة ايام منذ حدد رئيس بلدية تل ابيب بأن العمليات في اسرائيل هي نتاج الاحتلال، وها هو صديقه عمير بيرتس يفعل اكثر من ذلك ويحدد بأنها تحدث بسبب رئيس الحكومة. يمكن قول ذلك بوضوح: اليسار في إسرائيل سقط عن المسار، فقد كل صلة بالواقع من حولنا، واختار للأسف تبني صندوق رسائل تنظيمات المقاطعة".
مقالات
نأمل فقط، ألا يظهر الرجولة
يكتب رفيف دروكر في "هآرتس": سألت احد المشاركين في جلسة المجلس الوزاري الأخيرة، التي انعقدت في اليوم التالي لعملية تل ابيب "كيف رأيت وزير الامن الجديد؟"، فقال - وكان يصعب عدم سماع لهجة خفيفة من الشماتة في لهجته - "انت تعرف انه كان يصرخ طوال وجوده في الخارج، لكنه بدأ الآن يعرف بأن الامور ليست سهلة". وواصلت محاولة حلب معلومات منه: "لماذا تقول هذا؟ لقد اعلن الان انه سيغير السياسية في موضوع اعادة جثث المخربين، وانه لن يقوم بإعادتها بعد الآن". لكن المسؤول الكبير ادعى: "هذا ليس صحيحا". فقلت: "هل أقرأ لك الرسالة النصية؟". فرد: "الآن خرجت من الاجتماع ولم اسمع خلالها شيئا عن هذا".
لم يتم قول هذا، لأنه كان قرارا عاجلا. لقد استغل ليبرمان الفرصة وقفز عليها. انه يعرف بأن الجميع من حوله – صحفيون، وزراء ونواب – يتحدثون عن الشعبوي الذي اضطر فجأة الى الجلوس من وراء المقود وتطبيق هذا الهراء. المسألة هي ان كل هذا الحوار – نحن مع "حسنا، فلنراك رجلا"، وهو مع "سوف اريكم من اكون" – يمكن ان ينتهي بشكل سيء جدا.
في 1981، تم تعيين اريئيل شارون وزيرا للأمن. خلال محادثة مع المراسلين بعد تسلمه لمنصبه قال: "الحكومة من جانبها قررت عدم المبادرة الى أي عملية في الشمال، بل وعدم القيام بأي عمل يمكن تفسيره كاستفزاز". صحيح، هذه ليست الفترة ذاتها وليس السياق ذاته. لا شيء يتشابه باستثناء تعيين شخص متطرف في تصريحاته لمواجهة تحدي امني. وهناك، بالمناسبة، عامل مختلف جدا بين المثلين. في عام 1981 كان يجب على شارون بذل جهد كبير من اجل خلق حرب. في 2016 لا حاجة الى كثير من الجهد من اجل اشعال حريق كبير.
يمكن لليبرمان ان يكون شخص براغماتي جدا، ويمكنه ان يرفس كل تصريحاته ومقولاته بسهولة يتمتع بها الساخرون جدا، لكنه يمكن حتى من قرارات صغيرة نسبيا، مثل "لن نعيد الجثث" ان يشتعل كل شيء.
قبل عدة أشهر، لسع احد الوزراء رئيس الأركان غادي ايزنكوت، خلال جلسة للمجلس الوزاري: "انظر كيف عندما فرضنا الاغلاق على قرية الجلمة، واضطر كل اصحاب المصالح هناك الى اغلاق مصالحهم، توقفت العمليات هناك". المعنى الضمني لعضو المجلس الوزاري كان بالغ الوضوح. خلافا للتوجه الجبان من قبلك ومن قبل الجيش ووزير الامن، والذي منع فرض الاغلاق وحاول بكل جهد السماح باستمرار الحياة الاعتيادية لدى الفلسطينيين، فان الامر الوحيد الذي يفهمه هؤلاء العرب حقا، هو القوة.
"هناك شيء لا تعرفه" رد رئيس الأركان، "في الوقت الذي فرضنا فيه الاغلاق، وقف رجال اجهزة الامن الفلسطينية خارج القرية واعتقلوا الكثير من المهاجمين الذين خرجوا لتنفيذ عمليات". وكان لدى ايزنكوت معنى ضمني ايضا: لقد خرجوا بجمعهم لأنه تم فرض الاغلاق عليهم.
بعد انتهاء فترة ولاية يعلون كوزير للأمن، شعر هو وايزنكوت بأنهما اوقفا الانتفاضة الثالثة بجسديهما. لقد استغرقت الانتفاضة الاولى ست سنوات، وهناك من يدعون انها كانت اكثر من ذلك، كما يقول رئيس الاركان بشكل دائم للوزراء. واستغرقت الانتفاضة الثانية خمس سنوات، اما الاحداث الحالية فبدأت في تشرين الاول 2015، وكان يمكن ان تتدهور الى انتفاضة ثالثة، ولكن ردنا غير العدواني بالذات، ومحاولة عدم اقحام حجم كبير من الجمهور الفلسطيني في حالة الفوضى، والعدد القليل نسبيا من القتلى الفلسطينيين، ساهم في تهدئة الاوضاع. ايزنكوت الذي كان سكرتيرا عسكريا لرئيس الحكومة ايهود براك في بداية الانتفاضة الثانية، يتذكر بشكل ممتاز، عدم سيطرة براك على الجيش الذي قاده شاؤول موفاز، والقوة الكبيرة التي قام الجيش بتفعيلها في تلك الأيام. انه لا ينسى الى اين تدهورت الأمور، ويصر على السلوك بشكل آخر.
سيكون من غير الواقعي، الان ونحن في خضم الاحداث، الربط بين الاسباب والمسببات. يمكن الافتراض بأن ايزنكوت على حق، هذا ليس مؤكدا. لكن الامر الواضح جدا: يكفي قيام ليبرمان بتقديم عدة جوائز ترضية صغيرة، فقط لكي لا يبتعد عن صورة البلطجي المفيدة جدا له، من اجل اشعال المنطقة من جديد.
ترامب لدينا اصبح رئيس حكومة
يكتب عودة بشارات، في "هآرتس" ان من يحرض على المسلمين والمكسيكيين والنساء، سيحرض، عاجلا ام آجلا، ضد اليهود. يمكن للأحمق فقط ان يعتقد بأنه بسبب اموال ملياردير يهودي، سيدافع العنصريون عن يهود امريكا، او انه بسبب حفيدة الجد دونالد، فانه لن يحقرهم للابد. ذلك انه ليس هناك ما هو اكثر حلاوة بالنسبة للعنصريين على انواعهم – في الشرق او الغرب – من التحريض على اليهود. وها نحن نرى انه لم يمض شهران على ظهور نجم دونالد ترامب، النموذج الرئيسي للعنصري الابيض، حتى بدأت تظهر بسرعة فائقة تصريحات عنصرية ضد كل يهودي يتجرأ على انتقاد طريقه. سرعان ما تم تناسي الحفيدة اليهودية، والسخي اليهودي والاستقبال الدافئ الذي حظي به ترامب فقط قبل عدة اشهر في مؤتمر ايباك.
في الشبكات الاجتماعية، اصبحت اسماء اليهود تكتب بين علامتي اقتباس – نوع من النجمة الصفراء العصرية في عهد الديجيتال. اقرؤوا وصدقوا، هذا الامر يشبه بطاقة التعريف في مشروع قانون الجمعيات لدينا هنا، وعندها، حين نوقش القانون هنا، لم يرمش أي جفن، حسب معلوماتي، في وجوه اعضاء ايباك.
وفي هذه الأثناء، يتزايد الهجوم على شخصيات يهودية رفيعة في وسائل الاعلام الامريكية. هذا يبدو مثل بداية موجة معادية للسامية، واذا لم يسوي اليهود هناك خطهم مع ترامب، فمن المؤكد انه يمكن ان يتحول الى التسونامي القادم: اما ان تدعموا ترامب، واما نستل مستودع التحريض ونزع الانسانية عن اليهود – نعم، التسونامي نفسه الذي اجتاح اوروبا في ايامها المحزنة.
ولكن لماذا نتذمر من المعادين للسامية، وقد لجأت آلية أيباك الى اتباع النهج ذاته ضد كل من تجرأ على انتقاد الاحتلال وسياسة اليمين المتطرف في اسرائيل. كل من تجرأ على الانتقاد، حتى من خلال القلق على دولة اسرائيل والشعب اليهودي، تم اعتباره معاد للسامية. لقد امتنع الناس عن اسماع اصواتهم خشية ان يتم وصمهم، وخشية ان تتم مقاطعتهم، وخشية ان لا يحظوا بتمويل من اليهود الأثرياء.
لا شك ان احدى المشاهد الاكثر ضررا لليهود في امريكا، هو مشهد المنافسين من الحزب الجمهوري – على رئاسة الولايات المتحدة، وليس على رئاسة لجنة الصف – وهم يسارعون الواحد تلو الآخر الى منزل شلدون ادلسون للحصول على بركته، ومن ثم الفوز بماله. والبقية كانت اكثر مثيرة للغثيان: احد المرشحين زل لسانه، وذكر الكلمة الممنوعة، الاحتلال. وفي اليوم التالي اعتذر طبعا امام السيد على الخطأ الرهيب.
الم تتعرض الكرامة الامريكية الى المس عندما اهان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رئيسها، براك اوباما، اقوى رجل في العالم، وذهب، رغم انفه، لإلقاء خطاب في الكونغرس؟ هل اختفت هذه المهزلة عن انظار الامريكي البسيط: الرئيس يختبئ معزولا في بيته، وزعيم اجنبي يتصرف كما يشاء في الكونغرس؟
وبشكل عام، كيف يمكن التذمر من ترامب الذي يؤجج الكراهية ضد المواطنين الأمريكيين، حين يتواجد لدينا، هنا في اسرائيل "اليهودية الديموقراطية" ترامب آخر – ليس مرشحا فقط وانما رئيس حكومة يؤجج في كل فرصة الكراهية ضد المواطنين العرب الذين يفترض ان يتساوون في الحقوق.
ولذلك، قبل الصراخ ضد الهواء السام الذي ينثره ترامب، من المهم ان نذكر الرفاق في ايباك، بأن احدا منهم لم يفتح فمه، ضد التصريحات العنصرية لترامب الاسرائيلي. بل على العكس، لقد استقبل لديهم كالملوك.
اشعر بالتضامن مع اخوتي اليهود الامريكيين، فنحن العرب المواطنين في إسرائيل تحت سلطة اخوتهم هنا، نعرف ما الذي يشعرون به جيدا. في هذه الأثناء اتمنى لأخوتنا اليهود هناك ان يكونوا قد استمتعوا بعيد الأسابيع. فهنا والحمد لله، تم فرض الاغلاق على عدة ملايين من الفلسطينيين وراء القضبان، كي يحتفل جيرانهم جيدا.
ارهاب جماعي صاغته القيادة
يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل يهوم" انه في اجواء رمضان السائدة في غزة والضفة كانت العملية في منطقة شارونا، بمثابة حقنة مشجعة للمتطرفين. لقد رحبت حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية بالعملية، لكنها لم تعلن مسؤوليتها عنها. فمن هو المسؤول عن جريمة القتل البشعة؟ في اعقاب العملية كانت صفحات الفيسبوك والانترنت الفلسطيني تغلي كالمرجل. فقد سارع الكثير من روادها، بشكل مبكر، الى المباركة بموت احد منفذي العملية لأنه "حظي" بالجنة. لكنه لبالغ اسفهم تبين انه تم اطلاق النار على القاتل واعتقاله ومن ثم تم اعتقال شخص قدم المساعدة لتنظيم القتلة.
هناك من يدعون ان العملية تمت بمبادرة محلية. ولكن في ضوء المعدات، الرشاشات المرتجلة وطريقة وصول المخربين الى موقع العملية، قد تكون، كما في الماضي، يد منظمة للعملية. لكن سلسلة العمليات الأخيرة تقود الى نهاية محزنة: الى جانب لهجة السلام، فان المقصود انتاج ارهابي بمبادرة قوس التنظيمات الفلسطينية المسلحة، ومن بينهم رجال القيادة، الدين والتعليم الذين يمثلون "الشعب الفلسطيني" بغالبية حشوده الناشطة في الأزقة والقرى.
الحديث عن ارهاب جماعي، تصيغه القيادة الفلسطينية التي تؤمن بأن الارهاب هو الطريق الوحيد لطردنا من "فلسطين". وسائل الاتصال والانترنت توضح ان الارهاب الفلسطيني الحالي يجري تحريكه بمهارة متلاعبة، من خلال صياغة عنيفة وقتالية للوعي الجماعي للجماهير الفلسطينية ضد اسرائيل على مدار اجيال.
اجواء رمضان المشحونة بالمشاعر الدينية تزود شباكا لهذه الأجواء القاتلة بواسطة محطات التلفزيون الفلسطيني. فمحطة القدس التابعة لحماس، مثلا، دمجت في برامج التبرع لـ"غزة المحاصرة التي تستغيث" امهات فلسطينيات عرضن بفخر ملصقات لأولادهن القتلة "من الجنة"، وامهات لأسرى تم تصويرهن باكيات تتذمرن لأن السجانين الصهاينة لا يسمحون لأولادهن بإجراء طقوس رمضان معا. في اعقاب عملية شارونا تم توجيه بث حماس لتهديد وزير الامن ليبرمان. وصرح المهددون بأن العملية في شارونا هي اول هدية يتلقاها في رمضان. واطلق خالد مشعل هتافات الانتصار ووعد الاسرى الفلسطينيين بالتحرر عاجلا.
في اطار برنامج "نظرة على الصهيونية" في محطة القدس، تم استضافة "الجنرال" جبريل الرجوب من السلطة الفلسطينية الذي تطرق الى العملية في شارونا على خلفية وضع "دولة الكيان" او "دولة الاحتلال". لم نسمع أي كلمة مصالحة موجهة لإسرائيل من قبل "سيد الامن" الفلسطيني، بل على العكس، كان الرضا واضحا في كلامه. وشرح بأن على الاسرائيليين والغرب الاستيعاب بأن امنهم لن يتحقق اذا لم يتم حل المشكلة الفلسطينية التي تعتبر قلب الصراع العالمي. الرضا في كلامه تلاءم مع الشجب الضعيف للعملية من قبل ابو مازن.
الاجماع حول العملية في برنامج القدس كان واضحا: اسرائيل "منيت بضربة في العمق" بعد ان اعتقدت بأنها محصنة امام العمليات. الان تستوعب ان العمق ليس آمنا.
بما ان العملية وامثالها، بالإضافة الى الضغط الدولي، ستجبر اسرائيل على تقديم تنازلات بعيدة المدى، فقد حدد جبريل ثلاثة شروط انتحارية اسرائيلية للسلام: الانسحاب الى خطوط 67، تقسيم القدس وعودة اللاجئين الى فلسطين حسب قرار الامم المتحدة 194. في سياق الحديث عن "انجازات" العملية في شارونا، اشار جبريل برضا الى الشرخ الذي يهدد بتدمير المجتمع الاسرائيلي: الشرقيون ضد الاشكناز، العلمانيون ضد المتدينين. وانتهى البث بالاعلان بأن "نهاية اسرائيل قريبة، لأن كل ما بني على باطل نهايته الفناء". هكذا يحركون، وهذا ما يعظون عليه، ومن المهم ان نعرف ذلك.
35 سنة على الهجوم في العراق: الدرس والانجاز
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه عشية عيد الأسابيع، في عام 1981، هاجمت طائرات سلاح الجو المفاعل النووي اوسيراك الذي اقامه صدام حسين، رئيس العراق، بمساعدة فرنسا، على مقربة من بغداد. لقد تم تدمير المفاعل، والقضاء بذلك على الحلم النووي للرئيس العراقي. استعداد صدام لاستخدام السلاح الكيماوي في حربه ضد ايران وحقيقة انه كان حاكما قاتلا لا يعرف الحدود، كما اثبت في اجتياحه للكويت في صيف 1990، يعزز التقدير بأنه كان سيستخدم السلاح النووي ضد اعدائه، وايضا ضد اسرائيل، لو كان الأمر بيده. وبدون علاقة بهذا التقييم او ذاك، من الواضح ان حصوله على السلاح النووي كان سيمنحه الحصانة امام الهجمات الامريكية، كذلك الهجوم الذي قاد الى نهايته في ربيع 2003.
مهاجمة المفاعل العراقي قبل 35 سنة اثار نقاشا داخليا، وكان من بين صفوف المعارضة آنذاك من لم يتردد في انتقاد مناحيم بيغن لأنه قرر شن الهجوم على العراق. لكن هذا كله كان يشبه الصفر مقارنة بموجة الانتقاد الدولية من جانب كل دول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة التي فرضت حظر بيع السلاح المؤقت لإسرائيل. لقد ادعوا في العالم ان اسرائيل مست، من خلال مهاجمتها للمفاعل العراقي، بفرص تحقيق السلام في المنطقة، وان المقصود عملا عنيفا وغير مبرر. هكذا، حسب "نيويورك تايمز"، احدى الصحف الامريكية البارزة، واحدى الصحف ذات التاريخ الطويل في الانتقاد شبه الفوري لإسرائيل.
في ضوء الرد البارد، بل والمعادي من قبل العالم للهجوم الاسرائيلي، يمكن التحديد بأن السنوات التي مرت عمقت ورسخت ليس فقط العدالة الاخلاقية للخطوة الاسرائيلية، وانما، ايضا، المنطق السياسي والعسكري الكامن فيها. لقد اتضح مرة اخرى ان اصرار اسرائيل على عدم السماح لأعدائها بالتزود بالسلاح النووي، منع التسلح النووي في المنطقة في القرن الماضي، وثبت ايضا ان المجتمع الدولي هو في افضل الحالات يعاني من العجز والرغبة بمعالجة التهديد الذي يتعرض له الاستقرار في المنطقة، وفي اسوأ الحالات يمد يده لتطور تهديدات كهذه - كما يستدل من التعاون بين عدة دول في العالم مع المشروع النووي لصدام، والتعاون اليوم مع ايران التي تسعى لتحقيق النجاح حيث فشل صدام، ووضع يدها على السلاح النووي.
باستثناء ذلك، من المهم التأكيد، بأنه خلافا للآراء التي سادت في حينه، امتنع صدام حسين من الرد على الهجوم الاسرائيلي. فقد ادعى لاحقا انه اطلق الصواريخ على اسرائيل خلال حرب الخليج كنوع من الانتقام المتأخر، لكنه من الواضح انه كان سيطلق هذه الصواريخ في كل الحالات، حتى لو لم تقم اسرائيل بتدمير المفاعل العراقي، لأنه اراد لإسرائيل ان تتدخل في الحرب وبالتالي تجنيد الدعم العربي في صفه.
الهجوم على المفاعل العراقي لم يمنع سباق التسلح النووي في الشرق الاوسط، لكنه صده لقرابة عقدين. وعلى كل حال لم يتسبب الهجوم بزيادة التوتر في المنطقة او التسبب بمواجهة اقليمية شاملة.
قرار ايران تطوير اسلحة نووية كان مرتبطا بشكل غير قليل، باستخدام صدام حسين، بدعم عربي ودولي واسع، لسلاح الصواريخ، خاصة الكيماوية، ضد جنودها ومواطنيها، واما جهود معمر القذافي في ليبيا، ولاحقا جهود الاسد في سوريا لامتلاك السلاح النووي فقد تأثرت بشكل خاص من نجاح كوريا الشمالية في تحقيق قدرات ردع، بل وحصانة، امام التهديد الأمريكي المحتمل، بفضل السلاح النووي الذي طورته.
الحقيقة ان دروس الماضي تعلمنا بأنه من المناسب ان نتطرق الى كل خطوة عسكرية كهذه كشر حتمي يجب فحص نتائجه بوعي وبعقل مستقيم. ولكن المسافة بعيدة بين هذا وبين الشلل والجمود، بل والضعف، الذي يصيب المجتمع الدولي في كل مرة يطل فيها تهديد كتهديد المفاعل النووي الذي سعى صدام لبنائه. علينا فحص مثل هذه التهديدات بعيون اسرائيلية وبما يتفق مع مصالح اسرائيل، كما فعل مناحيم بيغن عشية عيد الاسابيع في 1981.
رئيس الحكومة القادم
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس الحكومة السابع، يتسحاق شمير، ولد قبل مئة سنة. ويوم الاربعاء الماضي، وبتأخير نصف سنة، احيا مركز ميراث بيغن وكلية نتانيا، ذكرى ولادته. وكان ضيف الشرف ادوارد جرجيان، سفير الولايات المتحدة في سورية واسرائيل سابقا. كما تحدث قاضي المحكمة العليا الياكيم روبنشطاين، ودان مريدور وافرايم سنيه ويئير شمير وغيرهم. كلهم تحدثوا عن شمير بتقدير عميق.
حين استنتج مناحيم بيغن في 1983 بأنه لا يمكنه الاستمرار، احتل شمير مكانه رئيسا للحكومة. الانتقال لم يكن سهلا، فشمير الداكن والمنطوي لم يتمتع بالكاريزما والموهبة الخطابية والغرائز السياسية الحادة التي تمتع بها بيغن. لغته الانجليزية كانت ضعيفة (تحسنت كثيرا بعد ذلك). لقد وصل الى السياسة من "ليحي" و"الموساد"، وليس من "العائلة المحاربة" في ايتسل.
وعلى الرغم من ذلك فقد شغل منصبه جيدا كرئيس للحكومة. يمكن الاختلاف، في اليمين واليسار، حول بعض قراراته، لكن لا يمكن التشكيك بقدرته على اتخاذ القرارات، بحزم وبجدية. خلال المراسم ذكّر جرجيان بقرارين لشمير كانا مناقضين لمبادئه، لكنهما خدما المصالح الاسرائيلية لفترة طويلة. قرار عدم الرد العسكري على القصف الصاروخي العراقي خلال حرب الخليج الاولى، وقرار التوجه الى مؤتمر السلام في مدريد. وقال جرجيان ان "مثل هذا التوجه يزداد ندرة في ايامنا هذه".
ليفي اشكول، رئيس الحكومة الثالث، ورث بن غوريون في 1963. لقد سكب عليه بن غوريون النار والكبريت. اشكول المتأتئ، المفتقد الى الكاريزما، اعتبر بالنسبة للكثيرين بمثابة طرفة. ورغم ذلك، فقد كان رئيس حكومة ووزير امن ممتاز، اعد الجيش لحرب الايام الستة، رأب التصدع الداخلي في المجتمع وانقذ اقتصاد اسرائيل من الركود الثقيل.
الاستنتاج – احد الاستنتاجات – هي ان اسرائيل ليست ارملة. رؤساء الحكومة يأتون ويذهبون، والدولة تبقى للابد. أحيانا يجري استبدال السلطة في الانتخابات، وأحيانا لأسباب تضطر زعيم الحزب الحاكم الى الاستقالة. في كل الاحوال، يكون الانتقال سلسا واقل صادما مما يعتقدون في البداية.
لماذا تقال هذه الأمور؟ امام ما يبدو الان كتراكم غيوم في افق سلطة نتنياهو. خلال زيارته الى موسكو قال نتنياهو: "الجبل لم يلد فأرا، بل لم يلد حتى فُؤَيْر". ربما يكون تشخيصه الحيواني دقيق. ولكن، تحقيقات الشرطة، قرارات النيابة، التحقيقات الصحفية وعصبية السياسيين تملك دينامية بحد ذاتها. احيانا تتعرض الموجة الى الصد والاختفاء، أحيانا تكون كبيرة وتتضخم في طريقها نحو الهاوية، مثل كرة الجليد. الشائعات حول الاستقالة القريبة هي نبوءة تحقق ذاتها.
نتنياهو هو اول من يشخص الخطر. انا اقول ذلك لصالحه. انه يحارب. ولذلك عندما عاد من موسكو، لم يزر مكان العملية في شارونا مرة واحدة، كما هو متوقع، وانما مرتين. لقد كاد يستوطن هناك.
امكانية ان يضطر الى الاستقالة بعيدة جدا الان، لكنه لن يضر مناقشتها. اذا اعلن بأنه لا يمكنه الاستمرار سيتم عقد جلسة طارئة لوزراء الليكود، وسيحثه الوزراء على البقاء، وفور ذلك سيبحثون عن صيغة تسمح لهم بمواصلة السيطرة على السلطة. سيعلنون عن اقامة قيادة جماعية وعن اجراءات متفق عليها لاختيار قائد جديد لليكود. وسيعلن يسرائيل كاتس، غلعاد اردان، زئيف اليكن، ياريف يلفين عن ترشيح انفسهم، وسيتأسف غدعون ساعر وموشيه يعلون لقرارهما الاستقالة من الكنيست وسيبحثان عن طريق للعودة الى البيت. وسيقترح ليبرمان توحيد حزبه مع الليكود بشكل عاجل، وتحت قيادته.
ليس من الضروري ان تترافق استقالة نتنياهو بصدمة تاريخية مثل استقالة بيغن وبن غوريون. لكنه لا يوجد وريث طبيعي له. فهو يهتم بتجفيفهم جميعا، وكان آخرهم يعلون. من بين وزراء الحكومة الحاليين لا يوجد أي وزير راكم تجربة وزارية ومكانة في الرأي العام تشق طريقه الى التاج.
سيحاولون ملء هذه الفراغ في الأشهر القريبة، كل واحد وطريقته، كل واحد ومواهبه. المرشحون في المستقبل سيطلقون الكثير من التصريحات الشعبوية، المتحمسة، في قضايا سياسية وامنية، على امل حيازة القوة. في حالات كهذه يشعر رئيس الحكومة مثل بوبولينا في رواية زوربا اليوناني، التي سرقت جاراتها فساتينها وهي على فراش الموت. هذا لن يكون لطيفا.