رئيس التحرير: طلعت علوي

استقبال رمضان بأخلاقيات شعبنا وليس بالجشع

الإثنين | 06/06/2016 - 01:57 مساءاً
استقبال رمضان بأخلاقيات شعبنا وليس بالجشع

بقلم عزت ضراغمة

شهر رمضان الذي يعتبر من أقدس شهور السنة وأكثرها تقربا إلى الله يراه بعض التجار موسما سنويا ينتظرون قدومه على أحر من الجمر، ليس من اجل العبادة أو التكفير عن ذنوبهم وخطاياهم بل من اجل جني الارباح ومضاعفتها وحتى بيع السلع القديمة المخزنة لديهم إن توفرت، وكيف لا وقد اخذوا بتخزين المواد والسلع قبل أسابيع من حلول الشهر الفضيل إذ استغلوا انخفاض أسعارها على أمل بيعها مع أرباح باهظة، في ظل المشهد السنوي الذي يبدأ عشية حلول الشهر المبارك حيث تهافت المواطنون لتوفير ما قد يحتاجونه من مواد وبضائع وسلع.

إن مشهدا واحدا في أحد الأسواق في أي مدينة أو بلدة كانت لتهافت المواطنين، كفيل بإعطاء انطباع كامل للصورة الشمولية التي يتخيل معها المراقب أن المواطنين بتهافتهم هذا يوحون أنهم جياع جدا أو أنهم لم يتناولوا طعاما منذ أيام، سيما وان الارتفاع الفجائي للأسعار وبشكل جنوني يعطي أيضا انطباعا بعدم وجود لا رقيب ولا حسيب وكأن الأمر متروك على عواهنه ويجوز لكل تاجر أن يفعل ما يحلو له، حتى لو كانت البضاعة التي بحوزته منتهية الصلاحية أو قاربت على الانتهاء وهو ما يعرف بالتنزيلات، التي كان التجار يبيعونها بأقل من نصف ثمنها تداركا لتاريخ انتهاء صلاحيتها بلا فائدة.

أسعار اللحوم بأشكالها وألوانها الحمراء والبيضاء زادت أسعارها خلال اقل من 24 ساعة بما نسبته 15%، وأسعار الخضار لحقت بها بعدما كان صندوق البندورة لا يتجاوز آلـ 20 شيقلا وكذلك المعلبات والاجبان وحتى المكسرات التي قلما يستهلكها الصائم في رمضان ارتفعت أسعارها بنسبة عالية، وهو أمر يوعز للكثيرين بان لدى هؤلاء التجار رغم تنافرهم بسبب المنافسة وكأن بينهم بروتوكولا أو اتفاقا ضمنيا غير موثق تعبر عنه غاية "التقاء المصالح" للانقضاض على الفريسة المتمثلة بالمواطنين أو المستهلك المستنزف بطبيعة الحال بسبب الظروف الاحتلالية والمنغصات الحياتية مجتمعة.

إن المطلوب والحالة هذه أن تستنهض الوزارات والمؤسسات المعنية بالمشهد الاقتصادي والصحي ورقابة السلع وحماية المستهلك أطقمها المختصة، وان لا تدع أحدا فوق القانون أو متمردا عليه ممتطيا صهوة الجشع حتى يعم الاستقرار ويلتزم الجميع بأخلاقيات شعبنا ورسالته الوطنية الأخلاقية، حتى يكون شهر رمضان شهر خير وبركة وتقربا إلى الله وليس العكس عبر بيع كل ذلك بثمن بخس لا يسمن أو يغني من جوع.

 

التعليـــقات