بات مشروع قناة البحرين الذي تنوي اسرائيل والاردن تنفيذه لربط البحر الاحمر بالبحر الميت، قريب جدا من التنفيذ بعد مؤتمر المانحين الذي عقد في العقبة لدعم المشروع بمشاركة الجانب الفلسطيني الذي شكلت مشاركته في المؤتمر وموافقته على المشروع بحسب مراقبين اعتراف بحق اسرائيل بالغور وبالبحر الميت وتنزال عن الحق الفلسطيني بمنطقة حوض نهر الاردن.
فما الفائدة التي سيعود فيها المشروع على الفلسطينين؟ وهل الموافقة على المشروع فعلا تعد تنزال عن الحق الفلسطيني بتلك المنطقة؟ وما هدف اسرائيل من ادخال فلسطين كطرف في المشروع!؟ وما هو المبرر الحقيقي لاقامة القناة؟.

قناة البحرين

قناة البحرين بمثابة حلم اسرائيلي قديم فمنذ مطلع القرن المنصرم وقيادات في الحركة الصهيونية يتحدثون عن اقامة قناة تربط البحر الابيض بالبحر الميت لتوليد الكهرباء وتحلية المياه وكان ابرز الداعين لمثل هذه القناة ثيدور هرتسل مؤسسس اسرائيل، هذه الاحلام سرعان ما تطورت، ففي التسعينات وبعد عقد اتفاق السلام مع الاردن تحول المشروع من قناة تربط بين البحرين المتوسط والميت الى قناة تربط البحر الميت بالاحمر.
في عام 1998 تبنى بيرس المشروع ودعمه، وفي عام 2002 طرح المشروع في قمة الارض في جوهانسبيرغ ووافق البنك الدولي على دعمه. وفي عام 2007 وافق الاردن على المشروع. وفي عام 2013 تم توقيع مذكرة تفاهم بين الاردن واسرائيل الى جانب فلسطين للبدء بتنفيذ المشروع.
المشروع يقوم على شق قناة بين البحر الاحمر والبحر الميت تضخ سنويا مليار ونصف متر مكعب من المياه باتجاه البحر الميت، تكلفة المشروع 10 مليار دولار،  وسيتم على طول القناة بناء محطات توليد كهرباء ومحطات تحلية ، وسيحصل الفلسطينيون على 30 مليون متر مكعب منها بعد دفع ثمنها طبعا.

فلسطين ورقة لجلب الدعم!

وقعت مذكرة التفاهم على اقامة القناة في عام 2013 في واشطن من الجانب الفلسطيني دون الرجوع الى الجهات التشريعية او استشارة خبراء او اتحادات او اي جهة، وهذا اكبر خطئ يمكن الوقوع فيه هذا ما يقوله جورج كرزم مدير الدراسات والابحاث في معهد معا، ويضيف كرزم  كان يمكن ان يرفض الفلسطينين المشروع ويوقفو تنفيذه بما انه سيقام على اراضي محتلة لكنهم لم يفعلو ذلك.

ما ستستفيده فلسطين من هذا المشروع هو شراءهو 30 مليون متر مكعب  سنويا من المياه المحلاة وهذا ليس مكسب لان سيعطي اسرائيل الفرصة لبسط سيطرتها على المياه الجوفية ومياه نهرالاردن العذبة واخذ حق الفلسطينين بهذه المياه.

وبحسب محللين وخبراء فان ادخال فلسطين في الاتفاقية ما هو الا شرعنة للقناة وتشجيع للدول المانحة والبنك الدولي لتمويل المشروع، دور انتقص من قيمة القضية الفلسطينية ومن الحق الفلسطيني في الارض والمياه.

يقول مدير عام الهيدرولوجين الفلسطينين عبد الرحمن التميمي الشيئ الوحيد الذي يمكن ان يفعله الفلسطينيون بعد الموافقة على القناة ولتقليل الخسائر هو رفض الحصول على المياه المحلاة وطلب الحصول على مياه من نهر الاردن لتثبيت حقهم في حوض نهر الاردن وبالبحر الميت.

اتفاق سري... والاردن سيستفيد

الاردن ستكون استفادتها من خلال الحصول على مياه من بحيرة طبريا مقابل المياه التي ستحولها من محطات التحلية لاسرائيل، وتعاني الاردن من شح كبير في المياه العذبة خاصة وان اسرائيل تمنع الاردن من الاستفادة من مياه نهر الاردن، هذا علاوة على سيطرتها على المياه الجوفية في نهر وادي عربة.

بحسب جورج كرزم فان المذكرة التي وقعت بين الاطراف الثلاثة في عام 2013 الى جانب الدراسات التي اجراها البنك الدولي عن الاثار البيئية للمشروع وجدواه لم يتم الكشف عنها وهذا دليل على وجود ما هو خطيرفي هذه الدراسات التي لم تكشف، كما ان المذكرة اتت وكانها تتحدت باسم اسرائيل اذ وردت اسماء المناطق بحسب التسمية الاسرائلة دون الالتفات الى اسمها الحقيقي.

انقاذ البحر الميت حجة

يقول كرزم ان حجة  انقاذ البحر الميت التي تسوقها اسرائيل لاقامة القناة غير منطقية والدليل ان اسرائيل تنهب سنويا 900 مليون متر مكعب من مياه نهر الاردن وبحيرة طبرية، ولو انها تريد فعلا انقاذ هذا البحر لوقفت نهب هذه المياه التي تصب فيه، مع العلم ان البحر الميت يحتاج الى 800 مليون متر مكعب من المياه سنويا للحفاض على مستواه الذ انخفض بنسبة الثلث منذ الستينيات وحتى الان.

اما الاهداف الحقيقية لاسرائيل لاقامة هذه القناة فهي السيطرة على المياه العذبة في فلسطين في حين سيعتمد الفلسطينيون على المياه المحلاة من المشروع، كما ان هذا المشروع سيجعل لاسرائيل حق مثبت في حوض نهر الاردن وسيلغي الحق الفلسطيني، وستستفيد اقتصاديا من مشاريع توليد الكهرباء وتحلية المياه التي سيمولها البنك الدولي، هذا الى جانب اهداف اقتصادية وسياسية اخرى غير معلنة.

ارقام:

المقابلة الاذاعية كاملة: