رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاثنين

الإثنين | 25/04/2016 - 09:57 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاثنين

القيادة الفلسطينية تؤجل طرح مشروع ضد المستوطنات في مجلس الأمن

 كتبت صحيفة "هآرتس" ان القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، قررت تأجيل طرح مشروع قانون امام مجلس الأمن، يشجب المستوطنات الإسرائيلية، بسبب التخوف من افشال المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام. وانتقد مسؤولون فلسطينيون، من بينهم اعضاء في حركة فتح، هذا القرار بادعاء انه يعني الاستسلام للضغط الذي يمكنه بالذات التخريب على المبادرة الفرنسية.

 وحسب مصادر فلسطينية، من المتوقع قيام عباس خلال الأيام القريبة، بعقد اجتماع للقيادة الفلسطينية، من اجل اطلاعها على المحادثات التي اجراها خلال الأسبوعين الأخيرين، خلال زيارته الى نيويورك وعدة دول، مثل روسيا وفرنسا والمانيا. وقال مسؤول فلسطيني انه يبدو حاليا بأن السلطة ستسعى الى تطبيق مبادرة المؤتمر الدولي، الذي تعتبره القيادة اول محاولة جدية منذ اتفاق اوسلو، لتوسيع رعاية المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، لتشمل دولا أخرى غير الولايات المتحدة، خاصة في اوروبا.

 وكانت "هآرتس" قد نشرت في مطلع الشهر، بأن السلطة الفلسطينية وزعت على بعض ممثلي الدول الاعضاء في مجلس الأمن، مسودة مشروع القرار ضد المستوطنات، وطالبت إسرائيل بوقف البناء فيها، بناء على القرارات التي اتخذتها اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

 وكان مشروع القرار المماثل الذي تمت مناقشته في مجلس الأمن في 2011 قد حظي بتأييد 14 من اصل 15 دولة في مجلس الأمن، لكنه تم اسقاطه بفعل الفيتو الأمريكي. ورغم ذلك، قدر مسؤولون فلسطينيون بأن ادارة اوباما يمكن ان لا تستخدم الفيتو هذه المرة، في ضوء فشل محاولاتها لإحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين.

وفي الأسابيع الأخيرة، ابلغ ممثلون فلسطينيون الدبلوماسيين الغربيين، بل اعلنوا علنا، انهم ينوون طرح مشروع القرار للتصويت عليه في مجلس الأمن، لكنه، وحسب ما نشر في "هآرتس" الاسبوع الماضي، مال الفلسطينيون الى تجميد الخطوة في اعقاب ضغط مارسته فرنسا ودول اخرى. وامتنع الفلسطينيون عن عرض مشروع القرار امام مجلس الأمن خلال انعقاده يوم الجمعة الماضي. والقى عباس خطابا خلال الاجتماع شجب فيه اسرائيل واتهمها، على خلفية المؤتمر العالمي لمكافحة الاحتباس الحراري، بأنها تدمر فلسطين والمستوطنات تدمر الطبيعة.

 وقال مسؤول فلسطيني رفيع لصحيفة "هآرتس" ان الخطوة في مجلس الأمن صحيحة ومهمة، ولكن ليس في التوقيت الحالي. وحسب أقواله فان السبب هو الدعم الكبير الذي تحظى به المبادرة الفرنسية لعقد المؤتمر الدولي. وتعتبر المبادرة الفرنسية تتفق مع المصالح الفلسطينية، لأن قيادة السلطة دعت خلال العامين الأخيرين الى تدويل الصراع مع اسرائيل. كما قال المسؤول الفلسطيني الرفيع ان السلطة تنتظر نشر تقرير الرباعي الدولي في مطلع أيار المقبل، والذي يتوقع تطرقه الى مشكلة البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال: "نعرف انه تمت كتابة الصيغة الأولية للتقرير، وحسب التقديرات فانه سيهاجم البناء في المستوطنات". واوضح بأن الفلسطينيين معنيون بأن يشكل هذا التقرير قاعدة للمؤتمر الذي بادرت اليه فرنسا، وعندها "لن تتمكن الولايات المتحدة من معارضة هذه الخطوة" لأنها عضو في الرباعي الدولي.

 لكن احد المسؤولين في "فتح" اعتبر قرار التأجيل خاطئا، وقال انه لا يوجد تناقض بين تقديم مشروع القرار ضد المستوطنات، وبين دفع المؤتمر الدولي. واوضح: "نظريا، نحن نعرف بأنه يمكن للولايات المتحدة استخدام الفيتو واسقاط القرار، ولكن على مستوى المبادئ كانت هناك حاجة الى دفع الخطوة حتى النهاية، لأن مثل هذا القرار بالذات من شأنه دفع الخطوة الفرنسية وليس العكس. واذا خضعنا الآن للضغط، ربما تم في المستقبل ممارسة الضغط من اجل تأجيل المؤتمر او الغائه. اسرائيل والولايات المتحدة تربحان فقط المزيد من الوقت".

  كما تحفظ رئيس المبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي من قرار السلطة، وقال انه "لا يمكن الثقة والبناء فقط على المبادرة الفرنسية، التي لا نعرف حتى الآن على ماذا تعتمد، ولكننا نعرف جيدا بأن اسرائيل والولايات المتحدة لن يسمحا بتنفيذ مثل هذه الخطوة الهامة. وفي هذه الأثناء، تواصل اسرائيل البناء في المستوطنات ومصادرة مناطق واسعة في الضفة، كما لو انه لا وجود لرأي عام دولي، وانها فوق القانون الدولي". ولذلك، اضاف، ان "التوجه الذي يجب دعمه هو زيادة نشاطات مقاطعة اسرائيل وزيادة النضال الشعبي. عندها فقط يمكن تحقيق نتائج سياسية مناسبة".

 إسرائيل تعرقل عمل منظمات المجتمع المدني في غزة

كتبت "هآرتس" ان عشرات منظمات المجتمع المدني التي تزود الخدمات لسكان قطاع غزة، تواجه مصاعب في نشاطاتها بسبب القيود التي تفرضها اسرائيل على نشطائها، خاصة منع حرية التنقل بين القطاع والضفة والخارج. ونشرت حركة "غيشاه" في الأيام الأخيرة، تقريرا شاملا في هذا الموضوع، اعتمد على سلسلة من اللقاءات مع 32 منظمة. وحسب التقرير فان تلك المنظمات تجد صعوبة في ارسال الموظفين الى دورات الاستكمال او الى مؤتمرات في الضفة والخارج. وحسب رجالاتهم، فان منع الخروج من القطاع والقيود المفروضة على دخول الأجانب اليها، تصعب الحفاظ على تواصل وتجنيد التبرعات الحيوية لضمان عمل التنظيمات.

 وقال حسام النونو من "مشروع غزة للصحة النفسية" انه والكثير من رفاقه يعانون من الرفض غير المبرر لطلبات الخروج من غزة. "خلال السنوات الأخيرة كنت انجح بالخروج مرة او مرتين سنويا الى الضفة او الخارج، لكن في الأشهر الأخيرة اواجه الرفض، ومؤخرا تلقيت استدعاء لمحادثة امنية". وقال فتحي صباح، الصحفي في "الحياة" ورئيس المؤسسة الفلسطينية للاعلام المفتوح، والذي لم يغادر غزة منذ 2013: "يتم دعوتي لكثير من المؤتمرات، في الضفة والخارج، لكنهم يمنعون خروجي".

ويقتبس التقرير المحامية هنية كريزم، الناشطة في مركز الدراسات والاستشارة القانونية للمرأة، التي لم تخرج من غزة ابدا. وتسعى كريزم للخروج الى الضفة لزيارة ملجأ النساء الفلسطينيات الذي اقيم بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اليابانية، على امل اقامة مركز مشابه في غزة، لكنها تتخوف من عدم نجاحها باجتياز الشروط الاسرائيلية. وقال اسماعيل داوود، معلم العزف في معهد ادوارد سعيد في غزة، ان اخر مرة خرج فيها من غزة كانت في 2013، لمرافقة طلابه الذين شاركوا في معسكر للموسيقى في الضفة، وينتظر الان الرد على طلبه للخروج من اجل استكمال دراسته للحصول على لقب الدكتوراه من تونس.

 والى جانب القيود التي تفرضها إسرائيل على تنقل الفلسطينيين، يتطرق التقرير الى ابعاد الانقسام بين فتح وحماس، من حيث التأثير على نشاط الجمعيات. فوجود سلطتين في الضفة وغزة يصعب جدا قيادة تغيير قانوني واجراءات اجتماعية عميقة. فمثلا طلبت تنظيمات سن قانون التأمين الصحي للمعاقين، فتم توجيهها من حكومة الى اخرى، وفشلت، ايضا، محاولات التنظيمات النسوية سن قانون يضمن حقوقهن. واشار غالبية المتحدثين في التقرير الى صعوبة اخرى تكمن في ارتداع الداعمين عن تمويل مشاريع في القطاع خشية ان تستفيد منها حماس. كما قالوا ان النقص الدائم في الكهرباء ومياه الشرب، ومستوى البطالة والمشاكل الملحة الأخرى، دفعت القضايا التي يعملون فيها الى هامش الحوار العام.

 وقالت حركة "غيشاه" ان "التحرك بين غزة والضفة، بما يتفق مع الفحص الأمني، هو الفرصة الوحيدة لترميم الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني والسياسة، والمفتاح لضمان مستقبل اكثر استقرارا للمنطقة كلها". واضافت ان "على اسرائيل الاعتراف بالأهمية الكبيرة لهذه التنظيمات في اقامة مجتمع فاعل والسماح لممثليها بالسفر الى الخارج والتنقل بين الضفة والقطاع".

وقالت دائرة التنسيق والارتباط، ان "الدائرة تحافظ على تواصل مع المجتمع الدولي والجهات الناشطة من اجل مساعدة السكان في القطاع. طلبات الانتقال تخضع للفحص بما يتفق مع الظروف وحسب السياسة وخدمات الأمن. ونذكر بأن سياسة التنقل بين القطاع والضفة وإسرائيل تم تحديدها من قبل القيادة السياسية بعد سيطرة حماس في الانقلاب العنيف في 2007".

  إسرائيل تغلق الحرم الابراهيمي اليوم وغدا امام الفلسطينيين، وحالة توتر في القدس والخليل

 بمناسبة عيد الفصح العبري، واعتمادا على قرار سابق لحكومة الاحتلال، بعد مجزرة الحرم الابراهيمي، تغلق سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم وغدا، الحرم الابراهيمي امام الصملين الفلسطينيين، وتفتحه فقط امام اليهود الذين يتوقع وصول الآلاف منهم الى الخليل للمشاركة في احتفالات العيد والتي ستطلق خلالها قيادة المستوطنين واليمين في حدث استفزازي، ما تسميه الاحتفال بالانتصار في حرب الأيام الستة، كما تكتب "يسرائيل هيوم".

 يأتي ذلك في ظل التوتر الذي يسود الخليل والقدس الشرقية على خلفية دخول اليهود الى الحرمين، القدسي والابراهيمي. وكتبت "هآرتس" انه ساد التوتر في الحرم القدسي، امس، وتم ابعاد 13 ناشطا يهوديا خرقوا شروط الزيارة، خاصة محاولة أداء الصلوات في المكان. وكان من بين هؤلاء ثلاثة قاصرين. وزار الحرم امس 1043 شخصا، بينهم 158 يهوديا. وخلال الزيارة اندلعت مواجهات لفظية بين اليهود والشبان الفلسطينيين ورجال الوقف، فيما قامت الشرطة بالفصل بينهم.

ولخصت الشرطة اليوم الاول من عيد الفصح العبري بالرضا، وقالت انه مر بدون احداث استثنائية. وستقام اليوم في ساحة حائط المبكى مراسم "مباركة الحاخامات" التي يشارك فيها عادة عشرات آلاف اليهود. وتستعد شرطة القدس بقوات كبيرة لحماية الحدث وتأمين الزيارات الى الحرم.

 وقدمت الشرطة، امس، لائحة اتهام ضد رفائيل موريس، رئيس حركة "نرجع الى الهيكل" بسبب خرقه لأمر اداري، منعه من دخول القدس الشرقية. لكنه تم ضبطه عشية العيد اثناء اقترابه من الحرم القدسي مع نشطاء آخرين احضروا معهم جداء وحاولوا ادخالها الى الحرم لتقديمها قرابين. وقال موريس انه خرق الأمر من اجل تطبيق الوصية الهامة بتقديم قرابين الفصح. واعتقل مع موريس تسعة يهود اخرين بينهم ناشط حركة "كاخ" نوعام فدرمان وثلاثة قاصرين.

وحاولت الشرطة تمديد اعتقال موريس حتى انتهاء الاجراءات ضده لكنه تم في نهاية الامر الاتفاق على اطلاق سراحه وفرض الاقامة عليه في بيت والديه خارج القدس. وحسب محاميه ايتمار بن غفير، "يجب منح وسام شرف لموريس بفضل نضاله من اجل "الحق" بالصلاة في الهيكل. ويبدو لي ان الشرطة ايضا فهمت بأن طلبها مبالغ فيه".

الفلسطينيون يستغلون عيد الفصح للتحريض في موضوع الأقصى

 تدعي "يسرائيل هيوم" ان الفلسطينيين يستغلون عيد الفصح للتحريض في موضوع "الحرم القدسي". وتكرر جهات فلسطينية الادعاء بأن "الاقصى في خطر"، ويدعون للدفاع عنه. بل قامت التنظيمات الاسلامية في اسرائيل والسلطة الفلسطينية بنشر اعلانات على الشبكة الاجتماعية تدعو "كل المسلمين المؤمنين الى الدفاع عن المسجد الاقصى المقدس امام محاولة اليهود ومساعديهم الصليبيين تدنيسه".

 كما تساهم وسائل الاعلام الفلسطينية باجواء التحريض في موضوع المسجد الاقصى. وطوال ساعات النهار تقوم ببث رسائل مزيفة تتهم حكومة اسرائيل بمحاولة تغيير الوضع الراهن في الحرم، من خلال السماح لآلاف اليهود بدخول المكان.

اطلاق سراح الطفلة ديما الواوي بعد شهرين ونصف من اعتقالها

 كتبت صحيفة "هآرتس" ان سلطات السجون الإسرائيلية اطلقت، امس، سراح اصغر اسيرة فلسطينية (12 عاما) بعد شهرين ونصف من اعتقالها على مدخل مستوطنة وفي حوزتها سكين. ورافق قوة من الشرطة الاسيرة د (المقصود ديما الواوي) من السجن الى حاجز جبارة، قرب طولكرم، حيث كان في انتظارها ابناء عائلتها ووفد من السلطة الفلسطينية، بينهم رئيس دائرة الأسرى عيسى قراقع.

 وقال والدها، ابو رشيد، لصحيفة "هآرتس" ان ابنته "كانت فرحة جدا، ولكنها تكثر من الحديث عن الأسيرات التي خلفتهن في الوراء". وسافرت العائلة من الحاجز لتناول الغذاء في منزل محافظ طولكرم، ومن هناك واصلت الى بيتها في حلحول.

وكانت إسرائيل قد فرضت على ديما السجن لمدة اربعة اشهر بعد اعتقالها على مدخل كرمي تسور وبحوزتها سكين، قامت بتسليمها للحارس من دون مقاومة. وتم تقصير فترة اعتقالها بعد توجه عائلتها الى قائد المنطقة الوسطى وسلطة السجون بطلب اطلاق سراحها.

اسرائيل تخرق حظر بيع الاسلحة المفروض على ساحل العاج

تكتب "هآرتس" ان التقرير الذي اعده خبراء من قبل مجلس الأمن، يشير الى قيام شركة اسرائيلية ببيع نواظير للرؤية في الليل، لساحل العاج، وبالتالي خرق العقوبات الدولية المفروضة عليها. وحسب التقرير الذي نشر، الشهر الماضي،، فقد تم منذ عام 2004، تسجيل خروقات دولية مختلفة لقرار حظر بيع الأسلحة لساحل العاج، وتم بيعها اسلحة خفيفة وثقيلة وذخيرة.

 كما جاء في التقرير ان ساحل العاج لم تلتزم بأوامر الحظر المتعلقة، ايضا، بمنع استيراد معدات للرؤية الليلية، في عام 2015. وحسب الوثائق التي تم العثور عليها، اتضح انه تم تحويل هذه المعدات من قبل شركة اسرائيلية، وتم ارساله مرة من اسرائيل، ومرة بواسطة الشركة. ويشير التقرير الى ان المقصود خرق نظام العقوبات، وان هذه الأسلحة والمعدات يستخدمها الجيش وقوات الأمن في ساحل العاج. وادعوا في الجهاز الأمني الاسرائيلي، ان الشركة لم تخرق القانون الاسرائيلي في كل ما يتعلق بالاشراف على الصادرات الأمنية، لأن المعدات التي تم تحويلها لا تعتبر وسائل عسكرية تحتم المراقبة. مع ذلك، وافق مصدر في الجهاز الأمني على ان المقصود عملية "مشروعة، ولكن نتنة".

 وفي اعقاب التقرير توجه مجلس الامن الى وزارة الخارجية الاسرائيلية طالبا تقديم توضيحات في الموضوع. وتوصلت وزارة الامن بعد فحص الموضوع الى ان الشركة "لم تخرق قانون مراقبة الصادرات الامنية".

المحكمة تلغي مناقصة للمساكن فازت بها عائلات عربية

كتبت "هآرتس" ان المحكمة المركزية في الناصرة، الغت امس، مناقصة لبناء 43 وحدة اسكان في مدينة العفولة، كانت قد فازت بها عائلات عربية. وكانت نتائج المناقصة الخاصة بالبناء في حي "مورادوت عفولة هتسعيرا" (منحدرات العفولة) قد أثارت في الأشهر الأخيرة احتجاجا عاصفا من جانب السكان اليهود في المدينة، الذين عارضوا سكنى العائلات العربية في الحي.

 وبصفتها محكمة للشؤون الادارية، قامت المحكمة امس، بإلغاء المناقصة وحددت بأنه تم صياغتها بشكل باهت ومضلل، وأن بعض الذين تقدموا للمناقصة نسقوا بينهم المقترحات المالية بشكل مرفوض. وكانت نتائج المناقصة، وهي الثانية من نوعها للبناء في هذا الحي، قد نشرت في اواخر العام الماضي، علما ان المناقصة السابقة اسفرت عن فوز عائلات يهودية علمانية ومتدينة، وبعض العائلات العربية. وفي اعقاب النشر في الصحف المحلية عن المناقصة الثانية، بدأ سكان من العفولة بتنظيم نشاطات احتجاج ضد نتائج المناقصة، التي ادعوا بأنها تمس بالطابع اليهودي للمدينة.

 وجرت في المدينة آنذاك تظاهرات شارك فيها نشطاء اليمين المتطرف، ومن بينهم بنتسي غوفشتاين، رئيس حركة "لهباه". وحلال احدى المظاهرات جرت محاولة للاعتداء على رئيس البلدية يتسحاق ميرون واتهامه بالخيانة. والتمس اربعة من سكان العفولة الذين لم يفوزوا بالمناقصة، الى لجنة المناقصات، لكنه تم رفض طلبهم، فتوجهوا الى المحكمة. وقال المحامي سعيد عباسي من ام الفحم، والذي كان من ضمن الفائزين في المناقصة، بأنه فوجئ بقرار المحكمة الغاء المناقصة كلها، واتهم المحكمة بالخضوع للضغط السياسي.

وقال المحامي عبدالله الزعبي الذي يمثل اربعة من الفائزين بالمناقصة انه سيدرس الاستئناف على قرار المحكمة. وقال انه اذا وجد القاضي خللا في التنسيق بين بعض الفائزين بالمناقصة فهذا لا يعني ان عليه الغاء المناقصة كلها.

 الشرطة تتوقع اغلاق ملف التحقيق ضد هرتسوغ

كتبت "يديعوت احرونوت" ان الشرطة تتوقع بأن يتم اغلاق ملف التحقيق ضد رئيس المعسكر الصهيوني، ورئيس المعارضة، النائب يتسحاق هرتسوغ، الذي اخضع للتحقيق بشبهة تلقي تبرعات ممنوعة وعدم التبليغ عن ذلك وتقديم تقرير كاذب، خلال الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل في 2013.

وحسب ما نشرته القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، فان التحقيق في ملف هرتسوغ لم يسفر عن نتائج يمكنها توريطه، ويبدو انه سيتمكن من تنفس الصعداء حين يتم اغلاق الملف ضده. لكن رغم هذه التكهنات الا انه طالما لم يتم اعلانها رسميا، فان يمكن لكل شيء ان يتغير.

 وكان هرتسوغ قد تعاون مع المحققين خلال التحقيق معه، الاسبوع الماضي، ورد على اسئلتهم. وفي نهاية التحقيق الذي استغرق عدة ساعات، ارسل هرتسوغ بلاغا الى اعضاء كتلته كتب فيه انه وصل الى الشرطة وادلى بروايته، وانه مقتنع تماما بأنه لم يقم بعمل شائب، وان القضية ستصبح من خلفه قريبا.

 يشار الى ان الشرطة ستحول مواد التحقيق الى المستشار القانوني للحكومة، وسيكون هو من يقرر اذا كان هناك مكان لاغلاق الملف، وهذه اجراءات قد تستغرق عدة اسابيع.

مقالات

هرتسوغ، حررنا من حبك

يكتب عودة بشارات في "هآرتس"، ساخرا من تصريحات زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ: "هل تذكرون مشاهد الحداد الهستيري في اعقاب موت الزعيم المحبوب في كوريا الشمالية؟ شيء مشابه يحدث الآن في البلدات العربية في اسرائيل. في كل مكان تذهب اليه، سترى رايات سوداء ترتفع فوق كل عامود وعلى كل شرفة. الحشود تملأ الساحات بأعين انتفخت من البكاء، ولا يمكن لنهر النيل ان يقارن بنهر الدموع التي تذرفها العيون.

 بوغي، الزعيم المحبوب، لا تتخلى عنا! فمن سيظلمنا؟ من سيصادر أراضينا؟ من سيميز ضدنا؟ من سيدخل الشاباك الى مدارسنا والى فراشنا؟ لم نحببك فقط، وانما تعودنا عليك. بماذا اخطأنا؟ فمن دوننا لم يصبح رابين رئيسا للحكومة، والأصوات التي منحناها لايهود براك في انتخابات 1999، تتجاوز حتى النسبة التي حصل عليها حافظ الأسد من ابناء شعبه.

 ولكن، ما دام قد سقط القرار، فقد تبقى لدينا طلب واحد: رجاء، يتسحاق هرتسوغ، احب شعبك. نعم، احب اليهود فقط. ففي نهاية الأمر سنربح نحن من ذلك. في ايام عيد الحرية نصرخ: ارسل شعبك الى الحرية، حرره من الزنزانة الخانقة التي يدفعه اليها بنيامين نتنياهو ورفاقه. ربما في هذه المناسبة، يتحرر الشعب الفلسطيني ايضا من الاحتلال.

 هرتسوغ، انقذ شعبك من التيه ومن دائرة الكراهية التي تحاصره. ها هم ابناء شعبك اصبحوا يخافون التحدث بالعبرية في الخارج، خشية ان يتم التعرض لهم. واما نحن، رفاقهم العرب، فنعلق عميقا في الوسط. اذا تحدثنا العبرية، نثير غضب اللاساميين، واذا توجهنا باللغة العربية، نثير كارهي العرب والمسلمين.

 من المهم التوضيح، عزيزي هرتسوغ، ان تعاملك مع الآخر يعكس شخصيتك، واذا لم ترغب بالظهور كمحب للعرب – فهذا يعكس خللا في شخصيتك، وهذا سينتقم منك. لأن الكراهية هي عكس الحب. لقد قال الشاعر نزار قباني: "لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار"، وانت اخترت بأن يكون ابناء شعبك في منطقة الكراهية. الكراهية، كالحب، ليست مجرد كلمة اخرى، وانما هي لغة كاملة. اذا وجهت الكراهية الى باب بيت جارك، فسترتد كالبوميرانج الى بيتك. واذا بدأ الحب في بيتك، فسيصل الى عتبة بيت جارك.

 من يختار كراهية الآخر، يبدأ بالذات بـ"الآخر" من صفوف ابناء شعبه. افحص في تاريخ الشعوب، اذا لم يكن لديك الوقت لذلك، انظر من حولك فقط: النار تبدأ بالأقربين. اليوم، حتى وزير الأمن، موشيه يعلون، الذي يعتبر لحما من لحم الليكود، يتواجد على فوهة المشبعين بالكراهية.

لا اعرف ان كانت كلماتي هذه ستجد آذان صاغية لدى هرتسوغ، سيما ان هناك اناس يعانون من الحساسية ازاء النصائح، ولكن بما اننا نتواجد في ايام عيد، فسنحكي هنا طرفة، اذا لم تنفع فإنها ستسبب على الأقل الفرح لإخوتنا الذين يحتفلون بعيد حريتهم على حساب فرض الاغلاق على الجيران.

يحكون عن مسافر على متن حافلة باص، توجه الى الراكب المجاور له وسأله: أنت صيني. فرد الثاني: لا. وبعد توجيه هذا السؤال اليه عدة مرات، سئم منه جاره وقال: نعم أنا صيني، وعندها سأله الأول: اذا لماذا عيناك ليستا مائلتين؟

 نعم، ابحثوا عن العيون المائلة في الصين، وابحثوا عن القيادة التي تعرض بديلا لدى العازمين، وليس لدى المنجرين وراء الرأي العام. حقا، توقفوا عن ازعاج هرتسوغ بأنه سيصبح زعيما، فهو بكل بساطة ليس كذلك.

وما دمنا نتحدث بلغة الطرائف، يمكن التحدث باللهجة ذاتها عن عصفور سقط في حضن قط. فقال القط الرحوم بقلق: فليحفظك الله، ورد العصفور: ان نجوت منك فالف حمد لله.

رجاء سيد هرتسوغ، حرننا من حبك.

غادي ايزنكوت او دوف ليؤور

يكتب سيفي رخيلفسكي، في "هآرتس" انه منذ الصيف الأخير، توجت "نجمة داود الحمراء" نفسها بلجنة من الحاخامات. دورها: توجيه رجال الانقاذ في "القضايا الأخلاقية". ولهذا تم تعيين شخصية اخلاقية لرئاستها: الراب شموئيل الياهو، حاخام الدولة من صفد.  ومن علياء مكانته كحاخام لانقاذ اسرائيل، اوضح الياهو على الفور، انه يمنع على رجال الانقاذ معالجة "المخربين" الجرحى، حتى اذا امرهم رجال الجيش ونجمة داوود الحمراء بذلك، فان من واجبهم قتلهم او التسبب بموتهم بالخداع.

في المناطق المحتلة يقوم بدور رجال نجمة داوود الحمراء، رجال "انقاذ يهودا والسامرة". هؤلاء لم ينتظروا الصيف الأخير وقاموا بتعيين رئيس لهم. وتم اختيار احد قلة يتفوقون على الياهو في اخلاقهم: رئيس لجنة حاخامات ييشاع، الراب دوف ليؤور. من يقف وراء "توراة الملك، قوانين قتل الأغيار"، ومن حدد بأن طالبه، الطبيب السفاح في الخليل د. باروخ غولدشتيان، اصبح بفضل المذبحة "مقدسا اكثر من مقدسي الكارثة".

شريط "بتسيلم" الذي صور اطلاق النار في الخليل، جسد، من جملة امور اخرى، ما حدث لنجمة داود الحمراء. كيف لم يمتنع رجال الانقاذ، انقاد يهودا والسامرة، ليس فقط عن تقديم العلاج، وانما ترديد مقولات ضد الجريح. وهكذا تم اكتشاف السبب العميق لصراع رئيس الأركان غادي ايزنكوت، من اجل اقصاء الحاخامات عن التأثير الأخلاقي في الجيش.

الأحداث التي جاءت بعد كشف الشريط تسلط الأضواء على استخدام اسم أمن اسرائيل. بعد عدة ساعات – تم خلالها اجراء التحقيق العسكري، وحظي مطلق النار اليؤر أزاريا بدعم من المحامين ورجال العلاقات العامة – انقلبت رواية ازاريا: انه لم يفعل المفهوم ضمنا، وفقا للحاخامين ليؤور والياهو ورجال "الانقاذ" في الخليل، ورفاقه في "لافاميليا" (الذين تعلموا من الحاخامات ان اليهودي فقط يملك روحا، ولذلك فان المخرب الجريح، كقول مطلق النار "يجب ان يموت")، وانما اطلق النار لأنه تخوف من ان يكون المنازع يحمل حزاما ناسفا على جسده.

جندي تم تصويره اثناء قيامه بقتل مخرب جريح وممدد على الأرض. الشرطة العسكرية فتحت تحقيقا، وعلى الفور، ديس المنطق العسكري. يبدو انه أبدا – في أي من الاف عمليات الارهاب الانتحارية في العالم – لم يحاول شخص يحمل حزاما ناسفا طعن احد من مسافة صفر اولا، وتفجير نفسه بعد ذلك فقط؛ هل ينتظر حتى يطلقون النار عليه، ومن ثم يحاول وهو ينازع، تفجير نفسه. عدم المنطق هذا يسمح ويأمر، حسب الأمر التبشيري الليؤوري (نسبة الى ليؤور) باطلاق النار على كل عربي و"سبقه وقتله".

لكن عدم المنطق هذا، لم يمنع التسويق للجمهور الواسع، المحرض والخائف الدائم، من قبل رئيس الحكومة ورجاله، كأن اطلاق النار على الرأس المنازع كان لغرض الأمن. للجمهور الداخلي "الذي يفهم"، تم توضيح قرار الأخلاق بشأن قتل العرب. اما بالنسبة لمن هم أبعد، فقد تم اختلاق الاكذوبة الأمنية.

 وهكذا اوضح شريط "بتسيلم" وما جاء بعده الحقيقة الأساسية، الحقيقة التي تعتبر المفتاح، في وقت يرجع فيه سبب ما يحدث في المناطق – وهو اكثر من مجرد طلقة واحدة – الى الرغبة بفرض نظام "اخلاق يهودية" في إسرائيل بروح "حاخامات الانقاذ" ليؤور والياهو، على الجمهور العام الذي تم تسويق اكاذيب الامن والخوف له، ولا تربطه علاقة بسبب الأمور.

 على هذا يجب ان يدور النقاش والنضال الحقيقين، وليس على التخويف من "العرب" – في الوقت الذي تتفكك فيه امام اسرائيل، الواحد بعد الآخر، التهديدات العسكرية الوجودية التي حلقت فوقه منذ اعلان الاستقلال – وانما مسألة في أي إسرائيل نريد العيش. في إسرائيل ايزنكوت، يتسحاق رابين، ام في تلك التي اصبح فيها الحاخامين ليؤور والياهو هما مقدما القرابين. في هذا الفصح لا توجد مسألة أخرى.

هكذا لن تستعيدوا الدولة

 يكتب بن درور يميني، في "يديعوت احرونوت" ان اليسار يتواجد في تخبط دائم. كل فشل يقود الى سلسلة من التصريحات حول "الحاجة الى اجراء حساب مع النفس". ويتضح ان المقصود ليس حسابا مع النهج، وانما فقط مع الخصوم. ليس جيدا من قبلهم كونهم لا يفهمون بأن الليكود يجعلهم تعساء، يستغلهم ويهمل بلدات التطوير وينمي المستوطنات، وبقية الخضروات. هذا لا يعني ان هذا صحيح، ولكن من الجيد دائما تكرار هذه اللازمة القديمة. فمن يملك القدرة على أداء اناشيد جديدة.

 في اطار مهرجان "الحساب مع النفس"، حظينا الأسبوع الماضي بعرض للنائب اريئيل مرجليت. الشريط الذي يقوم بدور البطولة فيه حظي بمشاهدة ضخمة. هذه المقالة مكرسة له ايضا، وهذا نجاح بالتأكيد. مرجليت يتبنى هناك اسلوب شبه بلطجي. لم يعد احمق سياسي. لا توجد كلمة حول الخلاف بين اليسار واليمين. قليل من لقد اخذوا منا الدولة، قليل من العلم، كما انه يلصق شبيبة التلال باليمين. حقا؟ نتمنى ان لا يلصقوا به حنين زعبي.

 لقد شاهد الشريط مئات الآلاف، فهل غير شخص من اليمين مواقفه؟ لا أمل، لأن اليسار الاسرائيلي، غالبية اليسار، يجد صعوبة في الفهم بأن الاستهتار بمصوتي اليمين يزيد من التنكر فقط. ثلث المصوتين لليمين على الاقل هم مصوتون مترددون. ليسوا متزمتين، وتفسيرات اليسار لا تقنعهم. بل ان تفسيرات اليمين هي التي تقنعهم. مشكلة اليسار الصعبة هي صعوبة الاعتراف بأنه توجد لدى اليمين ادعاءات مبررة.

اليمين ينتصر لأن اليسار، المعتدل والصهيوني ايضا، يعاني من مشاعر انحطاط صعبة امام اليسار المتطرف. عندما تظهر تسيفي ليفني في البث المتعلق بأي تنظيم معادي للصهيونية، تكرس عشر ثواني لشجب متأتئ، وثلاث دقائق للدفاع عن حرية التعبير وعن اهمية هذه الجهات بالنسبة للديموقراطية. وحين تجلس ستاف شفير في حلقة لمنظمة جي ستريت، مع واحدة تتخلى عن الدولة اليهودية، تصمت وتبتسم بدلا من الرد بغضب. انهن تجدن صعوبة في الفهم بأنه بسبب مثل هذا الظهور، يفقد حزبهن المزيد والمزيد من الأصوات.

 الوحيد الذي بدأ بفهم ذلك خلال السنة الأخيرة هو يئير لبيد. انه يبني سورا بينه وبين اليسار المتطرف، وكلما هاجمه الياسر اكثر، كلما تعزز. لماذا؟ لأن لبيد يفهم بأنه لا يمكنه القاء خطاب امام ممثلي السودان وايران في الأمم المتحدة حول كون جنود الجيش الاسرائيلي مجرمين – كما فعل ممثل "يكسرون الصمت" – والادعاء في إسرائيل بأنك "قلق على الدولة". ولا يمكن القول بأن ابو مازن هو شريك، في الوقت الذي يرفض فيه المرة تلو المرة كل اقتراح يقوم على دولتين للشعبين. حتى في حزب العمل بدأوا بفهم ذلك. يتسحاق هرتسوغ وايتسيك شموئيلي، مثلا، لكنهما وحيدان. ليس من الواضح اين يقف مرجليت في هذه المسائل. انه لا يقول كلمة حول الخلاف.

هذا لا يعني ان نتنياهو محق. بل على العكس، انه يحقق، عمليا، رؤية الدولة الواحدة، المعادية للصهيونية. حي آخر خارج الكتل وضم آخر لمنطقة خارج الجدار، وفرص قيام الدولة ثنائية القومية تتزايد. ولكن عندما يحاولون فهم ما الذي يقترحه حزب العمل، يحظون بسلسلة من المواقف بدون رد متفق عليه.

 هذا لا يعني انه لا توجد فرصة للتغيير. من المؤكد ان هناك فرصة، لكنها مشروطة بتحرر المعسكر الصهيوني من احتضان الدب اليساري المعادي للصهيونية، ويتحدث اكثر بلغة المصالح وأقل بلغة الحقوق، ويفهم انه يوجد يمين يفكر ايضا. مرجليت غير التوجه، ولكن ليس الجوهر. وهذا مؤسف. الحديث عن شخص جدي، دكتور في الفلسفة، ورجل اعمال مثبت. اذا كان هدفه تجنيد المؤيدين في الصراع الداخلي في الحزب فربما يساعده ذلك. واذا كان الهدف هو اقناع احد من اليمين المعتدل، فانه لا يزال لديه الكثير من العمل.

اسرائيل وروسيا: اهمية الحفاظ على العلاقة

يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان اللقاءات السرية مع ملك الأردن السابق، حسين، كانت تجري عادة في ايام السبت، وبشكل عام في المنزل القروي للورد ميشكون في انجلترا. وكان الملك حسين يصل الى هناك مع رئيس حكومته زيد الرفاعي، او مع من شغل في حينه منصب وزير البلاط الملكي، اما أنا فكنت الى جانب شمعون بيرس، رئيس حكومة الوحدة، في البداية، ومن ثم القائم بالأعمال ووزير للخارجية.

خلال اليوم الأول من الزيارة كنت اعرض الأمور امام القائم بأعمال رئيس الحكومة، يتسحاق شمير، والذي كان يطلع عليها. وفي احدى المرات سألته ما هو انطباعه عن تلك اللقاءات، خاصة الأخير منها، فقال كعادته "حسنا، جيد. السلام لن يأتي من هذا كله، ولكن من الجيد الالتقاء.."

 في ضوء اللقاءات المتكررة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اشعر قليلا مثل شمير (الذي اخطأ، طبعا، بشأن فرض السلام مع الأردن). روسيا بقيادة بوتين ليست قوة عظمى. لا في قدراتها الاقتصادية ولا قدراتها العسكرية. لقد قطعت الأمل بالديموقراطية الحقيقية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وانتقالها الى اقتصاد السوق الحرة كان –اكثر من أي شيء اخر- خصخصة وسائل الانتاج وتسليمها لمن يحققون الثراء السريع، الذين يسيطرون عمليا على اجهزة السلطة.

 لكن روسيا لا تزال دولة هامة تملك قدرات عسكرية لا يمكن الاستهتار بها، ومواطنين مثقفين يعتبرون كنزا هاما لكل دولة. حتى اذا كان هناك من يئس من الولايات المتحدة، وكان يريد استبدالها براع آخر، فان احدا لن يفكر بجدية بان تكون روسيا المستبدة، وصاحبة الاقتصاد الذي يضعف بسرعة، هي البديل. البديل الوحيد للولايات المتحدة القوية والضالعة في الشرق الاوسط، هي الولايات المتحدة الأقل قوة، التي تتدخل بشكل اقل في الشرق الأوسط. لكن روسيا لا تستطيع "تخريب الاحتفالات" وازعاجنا جدا. دعمها للمسار السوري – الايراني (حزب الله؟) يعتبر شوكة في عيوننا، ناهيك عن تصويتها الدائم ضد اسرائيل في الأمم المتحدة.

 القنال المفتوح بين اسرائيل وروسيا يهدف، حسب وجهة نظري، اولا الى منع الشر، منع الصدام العسكري فيما يتعلق بسورية، منع تسليح ايران الخطير بالنسبة لنا، محاولة فهم السياسة الروسية في القضايا الهامة لنا – وعلى العكس – شرح توجهاتنا امام القيادة السورية (ربما شرح نتنياهو لبوتين لماذا كان من المهم بالنسبة له التصريح بأنه لكي ننتصر لن نتخلى عن الجولان، حتى لو كان واضحا بان بوتين – اذا اصغى فعلا لهذا الشرح – لم يتقبله ويواصل التفكير بأن إسرائيل ستضطر للنزول من الجولان في اطار اتفاق سلام).

اسرائيل لا تملك أي مصلحة بتعميق تدخل روسيا في الشرق الوسط. ولكنها لا تملك ايضا، القدرة على منع ذلك، واذا تدخلت روسيا (من اجل التغطية على فشلها في البيت، من اجل أي سبب آخر) من المهم – كما قال شمير عن المحادثات مع الملك حسين قبل اكثر من 30 سنة – الحفاظ على الاتصال وضمان علاقات جيدة قدر الامكان بين البلدين.

ترجمة مركز الاعلام الحكومي

التعليـــقات