رئيس التحرير: طلعت علوي

اكثر من 400 الف عامل بلا تأمين!

الأحد | 17/04/2016 - 12:47 صباحاً
اكثر من 400 الف عامل بلا تأمين!
خاص بالـ

خلال عام 2015 ذهب ضحية اصابات العمل 28 عامل، واصيب اكثر من 3500 عامل نسبة كبيرة منهم لا يحملون تامين عمل يعوض المتوفي منهم ويغطي علاج المصاب فيهم، فمن يتحمل مسؤولية هذه الاعداد الكبيرة من الضحايا؟ وعلى عاتق من تقع الرقابة على اماكن العمل؟ وما السبيل لزيادة اعداد العمال المؤمنين؟

 

 

التامين ضرورة وليس رفاهية

يصاب يوميا نحو 10 عمال وفي كل شهر يفقد 2 من العمال حياتهم في فلسطين، هؤلاء من المفترض وبحسب قانون العمل الفلسطيني ان يكونوا مؤمنين وان يحصلوا على كافة حقوقهم في حالات الوفاة والاصابة، الا ان هذا لا يحصل في الكثير من الاحيان اذ لا يبادر صاحب العمل الى تامين عماله للتكاليف المالية التي يتحملها، وفي حال تامينه للعمل فان التامين يكون على مبالغ اقل من رواتبهم الحقيقية وهذا يؤدي الى نزاعات مع شركات التامين في حال الاصابة.
ما يحدث للعمال غير المؤمنين خاصة في المهن الخطرة هو جريمة بحقهم، خاصة في ظل عدم اتباع شروط السلامة والصحة المهنية، ومن يتحمل المسؤولية بالدرجة الاولى ارباب العمل ومن ثمة النقابات العمالية واخيرا العامل الذي يجب ان لا يوافق على العمل بدون حصوله على بوليصة التامين المكفولة له في قانون العمل، اذ ان اقل من 25% من العمال يتمتعون بالتامين، مما يعني ان حوالي 400 الف عامل بلا تامين. هذا ما قاله محمد بليدي امين عام اتحاد النقابات العمالية الجديدة. 


ضعف الامكانيات لدى الجهة الرقابية

يقول مامون عودة من دائرة التفتيش في وزارة العمل ان دائرته تقوم بكل ما في وسعها للرقابة على اماكن العمل للتاكد من وجود شروط السلامة والصحة المهنية وللتثبت من تامين العمال، الا ان المشكلة الحقيقية لدى وزارة العمل هي عدم وجود طواقم تفتيش كافية لتغطية 90 الف منشأة عاملة في فلسطين، وما تقوم به طواقم تفتيش الوزارة هو تغطيته ما نسبته 31% من مجمل المؤسسات الموجودة والرقم الطبيعي والصحي بحسب المعايير العالمية هو 81% .
وبحسب عودة فان دائرة  التفتيش في وزارة العمل قامت العام المنصرم باغلاق 260 منشاة لديها مخالفات 36 من هذه المنشات اغلقت بصفة دائمة.

الانشاءات القطاع الاخطر

من المعروف ان اصابات العمل تتزايد في قطاع الانشاءات لخطورة العمل فيه، ورغم خطورته الا ان اغلب العاملين فيه لا يملكون تامين، عن هذا الموضوع يقول مروان جمعة رئيس اتحاد المقاولين ان اتحاد المقاولين ينضوي تحته اكثر من 600 شركة في الضفة وغزة وكل هذه الشركات تقوم بتامين عمالها الا ان المشكلة الحقيقية بحسبه هي المقاولين المستقلين غير المنضمين للاتحاد الذين يشكلو نحو 75% من حجم قطاع الانشاءات، هؤلاء يصل عددهم الى 2000_3000 مقاول، وفي اغلب الاحيان لا يؤمنون على العاملين معهم ولا يتبعون شروط السلامة والصحة المهنية. ويتبين ان 40% من اضابات العمل بما فيها حالات الوفاة جاءت في قطاع الانشاءات. 

 

اجراءات تزيد من عدد العمال المؤمنين

يصل عدد العمال المؤمنين في فلسطين الى 120 الف عامل من اصل 460 الف عامل ولزيادة هذا العدد المتواضع يقترح الامين العام للاتحاد الفلسطيني لشركات التامين امجد جدوع ان يكون هناك اجراءات في فترة الحصول على الترخيص لاجبار المقاولين على تامين عمالهم قبل الشروع بالبناء من قبيل تقديم بوالص تامين لكافة العمال العاملين في المشروع قبل البدء بتنفيذه. 

وزارة العمل من جانبها تبنت هذا الاجراء مسبقا الا انه وبحسب عودة فان تنازع الصلاحيات عطل تنفيذه، اذ رفضت بعض البلديات ان تطلع وزارة العمل على رخصة البناء وتتحقق من شروط السلامة المهنية في المشروع وتوافق عليه بناء على ذلك، الا ان عودة اكد على ان وزارته مستعدة لاعادة الضغط بهذا الاتجاه.

بلدية نابلس على لسان  الاتيرة ابدت استعدادها للتعاون مع اي جهة لتطبيق هذا الشرط، واضاف اتيرة بلدية نابلس تطلب فعلا بوالص تامين للعمال ومن المقاولين الذين يتقدمون لمشاريع خاصة في البلدية.

السفير الاقتصادي_المقابلات من برنامج 90 دقيقة في الاقتصاد على راية



التعليـــقات