رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاربعاء

الأربعاء | 06/04/2016 - 09:56 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاربعاء

"تقدم في المفاوضات حول تقليص نشاط الجيش الاسرائيلي في مدن الضفة"

يدعي موظفون اسرائيليون كبار ودبلوماسيون غربيون، مطلعون على التفاصيل أنه طرأ تقدم في المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية حول تقليص نشاط الجيش الاسرائيلي في مدن الضفة، حسب ما تنشره "هآرتس" اليوم. وسيطلع وزراء المجلس الوزاري، لأول مرة، اليوم، على تفاصيل تتعلق بنتائج هذه الاتصالات.

وكانت "هآرتس" قد نشرت قبل ثلاثة أسابيع، بأن اسرائيل والسلطة الفلسطينية، تجريان مفاوضات سرية تهدف الى اعادة السيطرة الامنية تدريجيا على مدن الضفة الغربية، الى ايدي اجهزة الامن الفلسطينية. واقترحت اسرائيل وقف العمليات العسكرية المتكررة في المناطق (أ) باستثناء حالات "القنابل الموقوتة".

ويدير المحادثات من الجانب الاسرائيلي منسق العمليات في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، وقائد منطقة المركز، روني نوما. ومن الجانب الفلسطيني يشارك في المفاوضات، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز الاستخبارات مجد فراج، ورئيس الامن الوقائي زياد هب الريح. واقترحت اسرائيل خلال المحادثات ان تكون رام الله واريحا اولى المدن التي سيخرج الجيش الإسرائيلي منها، واذا نجحت الخطوة، يتم توسيعها لتشمل مدن اخرى في الضفة.

وقد رفض الفلسطينيون الاقتراح وطالبوا بوقف دخول الجيش الى المدن الفلسطينية في المناطق (أ) التي تتمتع فيها السلطة بالمسؤوليات الامنية والمدنية الكاملة. وادعى الفلسطينيون ان الموافقة على الاقتراح الاسرائيلي سيعني منح الشرعية لدخول الجيش الى غالبية المدن والموافقة على الخرق الإسرائيلي لاتفاقيات اوسلو.

ولم يتم مع بداية هذه المفاوضات اطلاع اعضاء المجلس الوزاري المصغر عليها، وبعد كشف "هآرتس" للمحادثات، احتج عليها الوزيران زئيف الكين ونفتالي بينت، فاتصل نتنياهو بألكين وابلغه بأنه لم يتم اطلاع الوزراء لأن العملية لم تثمر.

لكنه خلافا لأقوال نتنياهو فان المفاوضات لم تصل الى باب موصود. وقال مسؤولون اسرائيليون ودبلوماسيون اجانب انه جرت في الأسابيع الأخيرة ثلاثة لقاءات بين الجانبين، تواصلت خلالها المفاوضات حول تقليص عمليات الجيش في المدن الفلسطينية. وقالوا ان الطاقمين اوضحا بعض نقاط الخلاف وحققا تقدما، لكنه ليس كافيا للتوصل الى اتفاق.

في الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي، يحاولان اظهار المفاوضات وكأنها امنية فقط، وليس لها طابع سياسي. وقال مسؤول فلسطيني ان المبدأ الأساسي بالنسبة لهم هو تسلم المسؤولية الأمنية الكاملة عن كل المدن الفلسطينية الكبرى ورفض التقسيم على طراز "اريحا ورام الله اولا". وقال انه مقابل وقف دخول الجيش الى مدن الضفة، يلتزم الفلسطينيون بمواصلة التنسيق الأمني، لكنهم لا يلتزمون بأي خطوة سياسية كوقف الاجراءات في مؤسسات الأمم المتحدة او التخلي عن المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي.

ويحاول الجيش الإسرائيلي دفع الاتصالات مع الفلسطينيين بشكل خاص، بسبب الخوف من تسبب الوضع الحالي بالمس بالتنسيق الامني، وحدوث تصعيد آخر في الضفة، بل وحتى انهيار السلطة.

وقال رئيس الأركان غادي ايزنكوت، خلال لقاء مع رئيس بيت المشرعين الامريكي، هذا الأسبوع، ان هناك اهمية كبيرة لاستمرار التنسيق الامني مع الفلسطينيين من اجل منع الارهاب. وقال: "انهم يقومون بعمل جيد، ونحن راضون عن التنسيق معهم".

المحكمة العسكرية ترفض استئناف النيابة على اطلقا سراح الجندي القاتل في الخليل

ذكرت الصحف اليوم ان المحكمة العسكرية في "الكرياه" (في تل ابيب) رفضت مساء امس، الثلاثاء، استئناف النيابة العسكرية في موضوع الجندي الذي اطلق النار على المخرب في الخليل. وكتبت "هآرتس" ان نائب رئيس محكمة الاستئناف العسكرية، العميد دورون فايلس، حدد بأن قرار قاضي المحكمة العسكرية المركزية، المقدم رونين شور، هو قرار ملائم. وسيبقى الجندي محتجزا داخل قاعدته العسكرية في اطار ما يسمى "الاعتقال المفتوح" حتى الجلسة القادمة للمحكمة، المتوقعة غدا الخميس.

وكان المقدم شور قد قرر في الأسبوع الماضي، اطلاق سراح الجندي من السجن، واحتجازه في قاعدة لواء كفير في نحشونيم، ومنذ ذلك الوقت وهو يتواجد هناك ويعمل، لكنه يمنع من حمل السلاح او الاتصال المباشر او غير المباشر مع أي من شهود التحقيق.

وحدد العميد فايلس، ان ادعاء الجندي بأنه اعتقد بأن المخرب مفخخا، وشاهده وهو يتحرك "يعتبر، ظاهرا، تفسيرا بديلا محتملا". مع ذلك أشار الى ان الدفاع لم ينجح بتفسير كل المصاعب الكامنة في رواية الجندي، والتي اشارت اليها النيابة العسكرية، لكنه اعتبر "انه يمكن اعادة جوهرها الى حالة الغضب التي شعر بها".

وقدمت النيابة العسكرية الى المحكمة، الشريط الذي نشرته "هآرتس" والذي يظهر فيه الجندي وهو يصافح باروخ مرزل (من حركة كهانا) بعد اطلاق النار. وحسب ادعاء المدعي العسكري، النقيب ابيشاي كابلان، فان "المدعى عليه (الجندي) لم يظهر في حالة ضغط شديد. فقد توجه نحو مواطنين تواجدا في المكان وصافحهما وابتسم لهما. وكان هناك ربت ودي على الأكتاف. ويمكن ان نرى بأنه لم يكن يشعر بالضغط او الغضب". وقال فايلس ان "مشاهدة الشريط تظهر صورة قاسية لاطلاق النيران دون سبب ظاهر للعين"، لكنه أضاف بأن "مقطع الشريط الذي يظهر فيه الجندي وهو يصافح الأيدي، لا يفند ادعاء الجندي بأنه كان غاضبا ومرتبكا".

وقال فايلس انه من مجمل الأدلة يمكن، ظاهرا، رؤية اطلاق النيران بشكل غير مبر وكعمل انتقامي، لكنه يمكن لنا، ظاهرا، رؤية سيناريو آخر لاحتمال اعتقاد الجندي بشكل خاطئ بأن المخرب مفخخ وينوي تفعيل عبوة ناسفة. "ربما يمكن، ايضا، انه اذا ارتكب المدعى عليه خطأ  حقيقيا، فقد كان عليه التصرف بشكل آخر، لكن مستوى السلوك الجنائي في عمله سيكون أقل مما تنسبه اليه النيابة".

واقتبس محامي الجندي امام المحكمة مقتطفات مما قاله الجندي خلال التحقيق معه: "قمت بتفعيل قوة معقولة بإطلاق عيار واحد. اطلقت عيارا واحدا لإحباط الخطر الذي شعرت به. اتخذت خلال ثانية قرارا صعبا، اطلاق النار لإحباط الخطر. لو كان يحمل حزاما ناسفا لما كنت في المحكمة وانما في المقبرة. لم اكن سأطلق النار عليه عبثا، الا اذا شعرت بالخطر الملموس". وحسب رأي المحامي ايال بسرغليك فقد تطرق الجندي خلال التحقيق الى حقيقة عدم شعور أي من رفاقه الجنود بالخطر، وقال ان هذا يعكس اللامبالاة. "لو كان يحمل حزاما ناسفا وانفجر، فما الذي كان سيحدث؟ لقد علمونا انه اذا ساد الشك، فلا شك"، اقتبس المحامي عن الجندي.

وقال الادعاء العسكري ان نتائج التشريح تثبت بأن رصاصة الجندي هي التي قتلت المخرب، وان الجندي لم يظهر غاضبا بعد اطلاق النار وربما يتم في الأسبوع القادم تقديم لائحة اتهام ضده.

وتطرق وزير الأمن موشيه يعلون الى الحادث امس، لكنه رفض التطرق الى الاجراء الجنائي، وقال: "تطرقت الى الاجراء القيادي الذي انتهى وكان حادا بسبب العمل الخطير الذي يتعارض مع القانون والقيم واوامر فتح النيران. لم يذكر احد منا كلمة "قتل متعمد" ويوجد هنا تلاعب في مصطلح القتل. لقد تم تحذير الجندي فقط في بداية التحقيق من اخطر مخالفة وهي القتل المتعمد، وفي وقت لاحق حولت النيابة ذلك الى القتل". وقال يعلون انه يشعر بالقلق ازاء الأجواء العامة والهجوم على الجيش. واقترح ترك تحديد نظم اطلاق النار لرئيس الأركان وليس لرؤساء العصابات.

اعتقال ثلاثة نشطاء في الارهاب اليهودي

كتبت "هآرتس" ان الشاباك الاسرائيلي وشرطة لواء شاي، اعتقلا امس، الثلاثاء، ثلاثة مشبوهين بقضية الارهاب اليهودي. وتقرر منع نشر تفاصيل التحقيق بأمر من المحكمة. وطلبت الشرطة من المحكمة تمديد اعتقال الثلاثة لعشرة ايام، لكن المحكمة مددته لثلاثة ايام فقط.

وتم امس استصدار امر من المحكمة يمنع التقاء المعتقلين بالمحامين. وقال المحامي اهرون روزيه من منظمة "حوننو" انه لا يستطيع التحدث عن التفاصيل بسبب امر منع النشر. وحسب رأيه فان "نوعية المخالفات لا تحتم منع اللقاء مع المحامين"، واحتج على "الاستخدام المتكرر لهذا الاجراء".

الى ذلك، اعتقلت الشرطة العسكرية فجر امس، ضابطا وجنديا من كتيبة المتدينين "نيتساح يهودا" في قاعدة الكتيبة في منطقة بنيامين، كما يبدو على خلفية امنية. وقال الناطق العسكري انه صدر امر بمنع نشر التفاصيل. وفي ساعات المساء تم اطلاق سراح المعتقلين بعد التحقيق.

اسرائيل تواصل تشويش تزويد الكهرباء للمدن الفلسطينية

كتبت "هآرتس" ان شركة الكهرباء الاسرائيلية، قلصت امس، تزويد التيار الكهربائي لمركز مدينة الخليل، وذلك في اطار سياسة تشويش تزويد الكهرباء، كل يوم في احدى المدن الفلسطينية، على مدار اسبوعين، بسبب تراكم الديون على السلطة الفلسطينية وشركة كهرباء القدس. ومن المتوقع تشويش الكهرباء اليوم، في محافظة بيت لحم، خاصة في منطقتي قرية الخضر ومخيم الدهيشة للاجئين، وغدا سيتم تشويش الكهرباء في منطقة رام الله والبيرة. وقدمت شركة كهرباء القدس التماسا الى المحكمة العليا ضد إسرائيل طالبت فيه بمنعها من تشويش التيار الكهربائي حتى صدور قرار من المحكمة. وادعت الشركة في الالتماس ان "سلوك شركة الكهرباء الاسرائيلية يشكل عقابا جماعيا وغير متناسب، ويتجاهل بشكل فظ المس بجمهور المستهلكين الذين يدفعون فواتير الكهرباء بانتظام، ويمس بالحقوق الأساسية لقانون كرامة الانسان وحريته".

وقال سكان من الخليل انه تم قطع التيار الكهربائي بين التاسعة والعاشرة صباحا، وبين الثانية والثالثة بعد الظهر. وتم يوم الجمعة ويوم الاحد تشويش الكهرباء لمدة اربع ساعات في كل من اريحا وبيت لحم.

وتوجه رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة، في هذا الموضوع الى وزير الطاقة يوفال شطايتنتس، وقال ان هذه الخطوات تشكل تنكيلا بالجمهور المدني وعقابا جماعيا بالغا يمس بالكثير من الناس بدون مبرر، اضف الى ذلك ان هذه الاعمال المتكررة تعتبر عقابا من قبل إسرائيل ضد المدنيين. وطالب عودة الوزير بالعمل لوقف تشويش الكهرباء والغاء خطة شركة الكهرباء.

شرطة وبلدية القدس تهدمان حديقة للشهداء في راس العامود

كتبت "يسرائيل هيوم" ان شرطة القدس والبلدية، قامتا، امس، بهدم حديقة اقيمت في حي راس العامود في القدس الشرقية تخليدا لذكرى المخربين الذين قتلوا خلال موجة الارهاب الحالية - "الشهداء" حسب تعريف المبادرين.

وتم انشاء هذه الحديقة قبل عدة أسابيع، وتم فيها زرع أشجار، علقت على كل واحدة منها صورة احد المخربين الذين نفذوا عمليات في الآونة الأخيرة. كما تمت كتابة شعارات على سور مجاور. واقيمت هذه الحديقة على قطعة ارض عمومية مخصصة لانشاء مباني لرفاهية الجمهور، وطبعا اقيمت الحديقة بدون ترخيص. وتم توثيق الحدث ونشره على الشبكة الاجتماعية. وبعد تقديم شكوى الى الشرطة والبلدية حول المشروع، تم هدم الحديقة امس، وشطب الشعارات.

وقالت الشرطة انها تنظر بعين الخطورة الى هذا العمل، واوضحت انها لم تنفذ اعتقالات حتى الآن، لكنها تعرف هوية المسؤولين عن انشاء الحديقة، وسيتم دعوتهم للتحقيق. وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان، ان "الشرطة ستواصل العمل بإصرار ضد كل مظاهر التحريض ودعم الارهاب في إسرائيل".

العنصري سموطريتش ينادي بالفصل بين الامهات العربيات واليهوديات في المستشفيات

تناولت الصحف الاسرائيلية كافة، اليوم، العاصفة التي أثارها عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) ضده في اوساط يسارية ويمينية، امس، بعد دعوته  وتبريره للفصل بين الوالدات اليهوديات والعربيات في المستشفيات، حيث كتب على صفحته في "تويتر": "زوجتي ليست عنصرية بتاتا، ولكنها تريد بعد الولادة الاستراحة وليس الحفلات الحاشدة المتعارف عليها لدى عائلات الوالدات العربيات".

وكتب سموطريتش هذه الملاحظة على صفحته في اعقاب ما كشفته القناة الثانية عن الفصل بين الوالدات اليهوديات والعربيات في عدد من المستشفيات. والمعروف ان سموطريتش اطلق تصريحات كثيرة ضد المثليين والعرب، وكان من منظمي "مسيرة البهائم" وادعى بعد مذبحة دوما بأنها ليست ارهابا.

وأضاف سموطريتش في ملاحظته: "من الطبيعي ان زوجتي لا تريد النوم الى جانب واحدة ولدت طفلا قد يرغب بقتل طفلها بعد عشرين سنة". وخلال النقاش الذي اداره مع المعقبين، كتب سموطريتش: "المهاجرون من اثيوبيا هم اخوتي، ولذلك انا اموت على كعكتهم. اما العرب فهم عدوي ولذلك لا استمتع بوجودي معهم".

وكتبت "هآرتس" ان رئيس حزب سموطريتش، الوزير نفتالي بينت، سارع الى نشر تغريدة على صفحته كتب فيها "محبوب الانسان الذي ولد بصورة الانسان، كل انسان، يهودي او عربي"، وارفق صورة لملاحظة كان نشرها على مدونته في الفيسبوك في آب الماضي، وصف فيها كيف تقاسم والده غرفة في مستشفى رمبام في حيفا مع خالد من ام الفحم، وتحدث عن الممرض العربي الياس الذي عالج والده في ايامه الأخيرة. وسارع سموطريتش الى الرد على بينت، وكتب: "صحيح جدا، شريطة ان لا يكون المقصود عدوا يريد تدميري، عندها لن يحترم انسانيته وهو ليس محبوبا علي".

وكتب رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، على صفحته في الفيسبوك: "لا يهم سموطريتش اذا كان الناس سيتذوقون طعم العنصرية. المهم ان يشعر بالهدوء". وهاجم النائب زهير بهلول (المعسكر الصهيوني) سموطريتش، وقال: "مع آراء كهذه، الطريق الى جهنم قصيرة. سموطريتش يعتقد بقيمه المهووسة بأن كل عربي وكل عربية هم مخربون وعلى الأقل لا يعتبرون شرعيين في المجتمع الاسرائيلي". وطالب بهلول بالغاء الفصل في المستشفيات، ردا على تصريح سموطريتش العنصري.

وهاجم النائب يوئيل حسون (المعسكر الصهيوني) نواب اليمين الذين لم ينتفضوا ضد تصريح سموطريتش، وكتب له: اخجل واعتذر. كما هاجمت النائب ميخال روزين (ميرتس) النائب سموطريتش وقالت "ليس من المفاجئ ان مثل هذه المقولة تخرج من فم من يعمل من اجل الفصل ويحول العنصرية والتمييز الى برنامجه السياسي والايديولوجي. بالنسبة له كما يبدو، فان الحل هو اقامة مستشفيات حسب العرق".

العنصرية تسري في اسرته

في السياق ذاته تفند "يديعوت احرونوت" ما ادعاه سموطريتش من ان زوجته ليست عنصرية، حيث تكتب الصحيفة ان "تغريدات سموطريتش جندت زوجته رفيتال . وحين تحدثت في برنامج رافي ريشف في القناة العاشرة، اتضح بأن العنصرية تسري في العائلة، حيث قالت: "بصفتي نشأت هنا في السامرة، واعيش يوميا الحرب بيننا وبين العرب، ليس من اللطيف ان انام (في المستشفى) الى جانب نساء عربيات".

وفي ردها على سؤال حول ما اذا كان يزعجها الانجاب على ايدي قابلة عربية، قالت سموطريتش: "بالنسبة لي، لحظة الولادة هي لحظة مقدسة، طاهرة، هذه لحظة يهودية جدا، وسيسرني ان تكون ايدي يهودية هي التي تلمس طفلي لحظة خروجه الى العالم".

هل يدفع يعلون ثمنا سياسيا لموقفه من جريمة الجندي؟

تكتب "يديعوت احرونوت" انه في خضم عاصفة الجندي الذي اطلق النار على المخرب في الخليل، تحول وزير الامن موشيه يعلون، الى الشخصية السياسية الرفيعة الوحيدة التي تدعم علنا رئيس الأركان والجيش، من خلال توجيه الانتقاد الى السياسيين الذين يغمزون للمتطرفين، ويبدو الآن انه يدفع الثمن داخل حزبه.

فلقد شهد الكثير من نشطاء الليكود بأن موقف يعلون الحاد جر ردود فعل قاسية في صفوف اعضاء مركز الحزب ونشطائه. "يعلون فقد الميدان" قال احد النشطاء. "اذا رغب بمواصلة التجمل واكتساب تعاطف اليسار او وسائل الاعلام، فعليه ان ينسانا في الانتخابات". حتى في اوساط المقربين من يعلون، يعترفون بأنه في كل حياته السياسية واجه انتقادات معادية جدا داخل حزبه، شملت اتصالات بالمقربين منه وتهديدهم بتصفيته في الانتخابات الداخلية. وقال محرر موقع "ليكودنيك" اريك زيف، ان يعلون فقد الصوت المعتدل: "حتى اولئك الذين يقولون انه يجب التشدد مع الجندي باتوا يهاجمونه لأنه سارع الى اطلاق تصريحات ضد الجندي والحكم عليه".

لقد اعتبر يعلون سياسيا محبوبا في صفوف الليكود، وفي الماضي، في اوساط المستوطنين ايضا. لكن الغزل السياسي انتهى بعد تعيينه لمنصب وزير الأمن، خاصة في اعقاب قراراته المتعلقة بإخلاء بؤر استيطانية غير قانونية، ومنع توطين عائلات يهودية في الخليل. والان، في اعقاب تصريحاته في قضية الجندي، تعرضت مكانته للمس، ايضا، في صفوف الذين اعتبروا اكثر اعتدالا في الحزب. وعلى سبيل المثال، سيقام يوم غد الخميس في فرع الليكود في رمات غان، حفل لاحتساء الكؤوس بمناسبة عيد الفصح العبري، وقد اتصل احد نشطاء الفرع بمكتب يعلون واعلن بأن "يعلون ضيفا غير مرغوب فيه". وقال ناشط آخر انه نظم قبل سنة لقاء ليعلون مع الناخبين في بيته، لكنه اليوم لا يستطيع رؤيته او سماعه.

وقال غيل شموئيلي عضو مركز الليكود من نهاريا، انه يسود التخوف من تأثير ما يحدث حاليا على فرص يعلون في الانتخابات القادمة. واوضح: "من ناحية سياسية، كان يجب عليه التصرف بشكل آخر".

في المقابل، ادعى المقربون من يعلون ان هذا هو نتاج التطرف في الحزب. "ليس المقصود الليكود الحقيقي الذي اسسه بيغن، وانما الليكود المهووس والمتطرف"، قال احدهم، واضاف: "لقد تم توجيه انتقادات شديدة له، وتهديدات، لكنه لا يجري حسابات سياسية، كالآخرين. لقد هدد اشخاص من المستوطنات بتصفية الحساب معه في الانتخابات الداخلية، وقالوا له "انك ستنتهي كما انتهى بيغن ومريدور"ـ لكن يعلون ليس نادما. انه يقول ما يؤمن به. انه ليس مروحة هواء ولا يجري استطلاعات ويغير مواقفه حسب نتائجها. اذا كنت تريد خدمة المستوطنين فعليك ان تكون مجرما، ويعلون ليس كذلك".

وقال احد مستشاري يعلون: "نحن نسمع في اوساط الجمهور الواسع وداخل حركة الليكود اصوات اخرى".

اسرائيل تطلب تدخل روسيا لإعادة رفات الجاسوس ايلي كوهين

كتبت "يديعوت احرونوت" ان الرئيس الاسرائيلي، رؤوبين ريفلين، طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه به قبل ثلاثة اسابيع، استغلال وجود جيشه في سوريا، لنقل رفات الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين ودفنه في إسرائيل.

ويعتبر كوهين اكبر جاسوس عمل لصالح اسرائيل في سوريا، في سنوات الستينيات، الى ان تم القاء القبض عليه بعد خمس سنوات من العمل، وتعذيبه وشنقه. ولم تنجح إسرائيل باستعادة جثته رغم محاولاتها الكثيرة.

لكن إسرائيل لا تزال تأمل استعادة رفات كوهين، والعيون موجهة الان الى روسيا، كونها تشكل خشبة الانقاذ الرئيسية لنظام الاسد، وسيكون من السهل عليها، اذا شاءت، اقناعه بإنهاء هذه القضية.

وتم القاء المهمة على الرئيس ريفلين الذي اجتمع ببوتين في موسكو، منتصف الشهر الماضي. وقبل سفره تلقى ريفلين ارشادا مفصلا من قبل الجهاز الامني، تضمن رسالة من زوجة كوهين تطلب فيها طرح الموضوع امام بوتين. وهكذا بادر ريفلين الى طرح الموضوع فأصغى اليه بوتين ووعد بفحص الموضوع.

مقالات

مصدر امني رفيع: هزيمة داعش في سوريا هي مسألة وقت

تحت هذا العنوان يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه على قمة جبل حرمون السوري، الذي شكل على مدار عشرات السنوات، خط الدفاع الأول للجيش السوري امام مواقع الجيش الاسرائيلي، لم يتبق أي ذكر للجيش الذي شكل في الماضي التهديد الأول لإسرائيل. فلقد غادر اخر المحاربين السوريين مواقعهم في الجانب السوري، منذ الشتاء الماضي، بفعل صعوبة وصول الامدادات، الى جانب حاجة نظام الاسد الى تركيز الدفاع عن اصول اخرى، اكثر مصيرية بالنسبة له. الجهة الوحيدة التي تبقت على الجبل هي قوات المراقبين الدوليين، من فيجي.

عمليا لم تتبق اليوم على امتداد الحدود السورية الاسرائيلية، أي نقطة يجلس فيها جنود إسرائيل مقابل الجنود السوريين مباشرة. والى جانب الحضور الضئيل للجيش السوري في القنيطرة، بقيت قرية الخضر الدرزية هي الجيب الوحيد الذي يسيطر عليه النظام حاليا. كما ان الحضور العلني هناك ايضا، هو لميليشيات درزية محلية، تركز على حماية السكان، رغم ان اسرائيل تقدر بأنه تعمل هناك، ايضا، خلايا ترتبط بالجيش السوري وحزب الله والحرس الثوري الايراني. اما المواقع العسكرية الرسمية للجيش السوري فتقوم الى الشمال من هناك، على مقربة من الرواق الذي يربط القنيطرة والخضر مع العاصمة دمشق.

بعد اكثر من شهر على وقف اطلاق النار الذي تم اعلانه في سورية، بدأت تتحقق – ببطء كبير يفوق المتوقع – تقييمات الجهاز الأمني بشأن انهيار وقف اطلاق النار. فقد استؤنفت المعارك في مناطق مختلفة، حول اللاذقية في شمال غرب طريق منطقة حلب، وحتى درعا في الجنوب، ولكن بشكل منخفض قياسا بما كان قبل وقف اطلاق النار.

حقيقة كون اتفاق وقف اطلاق النار لا يشمل تنظيمات المتمردين الاكثر تطرفا، جبهة النصرة، وداعش، تسمح للنظام السوري ولسلاح الجو الروسي، ليس بمواصلة مهاجمتها فقط، وانما جر فصائل متمردة اخرى الى الحرب، ترتبط احيانا بالتحالفات المحلية مع جبهة النصرة. وهناك فصائل اخرى لم تنضم حتى اليوم الى الاتفاق لأسباب مختلفة. حسب المعطيات الاسرائيلية، فان قرابة 40 فصيلا من اصل اكثر من 100، التزمت بالاتفاق، وحتى الجولة القادمة من المفاوضات في جنيف، يوم السبت القادم، ليس من الواضح ما الذي سيتبقى من الاتفاق.

في إسرائيل يتعاملون بتشكك مع اعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن اخلاء قواته من سورية. لقد قام الروس عمليا، باخلاء كتيبة واحدة من طائراتهم في منطقة طرطوس واللاذقية، في القطاع الساحلي، شمال غرب سورية. وبقيت في سورية حوالي  20 طائرة هجومية واربع طائرات اعتراض. كما يقوم الروس بتفعيل طائرات حربية متقدمة. ولم تتوقف هجماتهم الجوية، رغم انخفاض متوسط الهجمات من 200 -300 هجوم يوميا الى حوالي 100 هجوم.

اعلان بوتين عن انهاء العمليات العسكرية هدف كما يبدو الى دعم الخطوة السياسية التي بادر اليها في جنيف. وعلى الرغم من ان فرص نجاحه تبدو منخفضة، الا انه من الواضح بأن روسيا رسخت نفسها كمن تقود الخطوات في سوريا، سواء في القناة العسكرية او السياسية. لقد كانت موسكو هي التي أملت استقرار خطوط الدفاع للنظام السوري، وبعد ذلك، تقدم قواته لاحتلال مناطق صغيرة في انحاء الدولة، بفضل عمليات القصف الجوي منذ تشرين الاول الأخير وحتى شباط.

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ينجران الى تقديم دعم معين للخطوة السياسية، بدون مفر. الأمريكيون لا يزالون يطالبون بإقالة الرئيس الأسد، استمرارا لجهود تهدئة الحرب. ولكن هذا الطلب ليس فوريا بالضرورة. في المقابل يسود الانطباع في جهاز الأمن الاسرائيلي بأنه اذا تقدمت المفاوضات وكان من الممكن تحقيق خطوات دبلوماسية، فان بوتين سيوافق على التضحية باستمرارية الأسد، شريطة بقاء النظام الحالي، وبذلك يضمن استمرارية السيطرة الروسية على ميناء طرطوس على ساحل البحر المتوسط.

في جانب واحد يسود التفاؤل الحذر في اسرائيل: فرصة هزم داعش، على الأقل في سورية. الهزيمة التي مني بها التنظيم على ايدي نظام الأسد عندما اضطر الى الانسحاب في نهاية آذار من مدينة تدمر في شرق البلاد، لم تكن صدفة. داعش تواجه صعوبة في مواصلة السيطرة على المناطق الواسعة للخلافة الإسلامية، خاصة في سوريا. لقد وجد التنظيم نفسه يخوض الحرب مع اكثر من جهة – الولايات المتحدة، روسيا، دول اوروبية، تركيا، نظام الأسد، وكثير من الدول العربية وتنظيمات المتمردين، بما فيها الفصائل الكردية. التحالف الذي يهاجم داعش يتمتع بتفوق جوي مطلق، والعمليات التي بادر اليها تنظيم داعش او وقعت بالهام منه في باريس وبروكسل وكاليفورنيا وسيناء، زادت فقط من العداء له. كما مني داعش بضربة اقتصادية صعبة بسبب الأضرار التي لحقت بآبار النفط وبمنظومته المالية.

وقال مصدر امني رفيع لصحيفة "هآرتس" ان "هزيمة داعش باتت تعتبر مسألة وقت. انها مرتبطة في الأساس، بتحسين التنسيق بين القوى العظمى وتنظيمات المتمردين التي تحاربه، سواء السنة المعتدلين او الاكراد". الانطباع الإسرائيلي هو ان التنظيم لا يستطيع مواجهة هذا العدد الكبير من الجبهات، ويتوقع انسحابه تحت الضغط من مناطق اخرى في شرق سورية. الخطوة العسكرية ضده في العراق، التي يتوقع ان تركز في الاشهر القريبة على محاولة احتلال مدينة الموصل، سترتبط بمصاعب كثيرة، ولا يشك أي شخص في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، والغربية، بأن داعش ينوي تفعيل المزيد من الخلايا الارهابية في اوروبا، بل ربما خارجها، ايضا، استمرارا للعمليات التي بادر اليها في الأشهر الأخيرة.

كيف تمكن فلسطيني واحد

تحت هذا العنوان يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان دولة اسرائيل تدين بدين كبير لعبد الفتاح الشريف. ولمن لا يعرف هذا الاسم، انه الفلسطيني الذي اصبح اسمه الكامل "المخرب الذي قتله الجندي مطلق النيران في الخليل". هذا ليس سيئا، سيما اننا لا نعرف ايضا اسم "الجندي الذي اطلق النار". وكما بالنسبة للفلسطيني هكذا تحول هو ايضا، الى رمز، مثل، لنقل "الأسد الذي يزأر" او "ذلك الذي دمر الدبابة في دغانيا".

من المؤكد انه سقط الفك لدى الفلسطينيين من شدة المفاجأة. ما الذي حدث لليهود؟ أي اضطراب بسبب فلسطيني قتيل. حسب المعطيات التي جمعها مركز "بتسيلم"، في عملية الجرف الصامد لوحدها، قتل 1767 فلسطينيا، من بينهم 431 قاصرا. في الانتفاضة الأولى قتل 1376 فلسطينيا، من بينهم 271 تحت جيل 17، وحتى في السنة الهادئة 2013، قتل 21 فلسطينيا. يمكن الافتراض، بأن بعضهم قتلوا بإطلاق النيران على رؤوسهم. كيف، اذن، نجح فلسطيني واحد، مخرب، او بلغة اورويل "متورط"، بتفكيك المجتمع الإسرائيلي الى عناصر، وصلب رئيس الأركان ووزير الأمن على عامود الخزي، والتسبب لـ"قيم الجيش" باجتياز احد اقسى اختباراتها؟ كيف نجح في وقت فشل فيه آلاف الفلسطينيين القتلى بتحقيق ذلك؟

هل يرجع ذلك الى كاميرا عماد ابو شمسية، التي دخلت الى كل صالون اسرائيلي وعرضت العيار المنفرد الذي فجر رأس الشريف؟ كاميرا اوضحت بشكل جيد بأن ما يحدث في الخليل لا يحدث فقط في الخليل، وان اسطورة طهارة السلاح ليست اكثر من اسطورة؟ هراء. فلقد سبق وشاهدنا صورا للأسرى المقتولين، ولفتاة تحمل مقصا ويجري اطلاق النار عليها من مسافة الصفر. الاضطراب لم يحدث لأننا شاهدنا فلسطينيا آخر يقتل. ربما تنبع الصدمة، لدى من اصيب بالصدمة، من الاعتراف بأن الحرب في المناطق تشمل ايضا القتل المتعمد وليس فقط "الاحباط" و"التحييد" و"المنع" – ولكن هذا التفسير أيضا، ليس مقنعا. لأنه حتى من ليس معنيا بما حدث في ساحات القتل وراء الخط الأخضر، لا يمكنه  الاحتماء وراء ادعاء الجهل او السذاجة. فهو، ايضا، يعرف، ان هناك امور رهيبة تحدث، وان آلاف الناس لا "يجدون موتهم" عبثا، كما لو كانوا قطعان من الحيوانات البرية التي تجتاز نهرا عاصفا.

يجب البحث عن التفسير في مكان آخر. كما في احداث تاريخية كثيرة، اختارت عملية القتل المتعمد في الخليل، أيضا، توقيتا ناجحا (وليس مهما اذا حظيت بتسمية قضائية مختلفة). كما لو ان المجتمع الاسرائيلي كان ينتظرها لكي يستكمل بلورتها. لأنه عندما يتم فجأة التعامل مع رئيس الاركان كأنه يمثل تنظيما لحقوق الانسان، ويعود وزير الامن الى الحديث كشخص جاء من الكيبوتس، وحين تشوه "يكسرون الصمت" سمعة اسرائيل، ولم يتبق للحكومة  أي امل تعرضه على الجمهور، يجب العثور على بطل او حادث محرك، من اجل الالتفاف حوله. شخص يطلق الرصاصة الأولى في الحرب الأهلية، او على الأقل يطلق الصافرة ايذانا ببدء لعبة الكرة الخادعة. اليسار يحتاج الى "الجندي مطلق النار" لكي يعزز خلاياه الهشة والالتفاف حول راية "القيم"، واليمين يحتاج له كرمز للتطرف، لأنه يخشى دائما الهروب من صفوفه.

وهكذا، كل احباط لليسار سيتم تنفيسه بالجندي مطلق النار، كما لو انه المسؤول عن الاحتلال، وانه تسبب بالانتفاضات، وانه هو الذي فجر ببندقيته الصورة النقية لإسرائيل في العالم، اما اليمين، فيسارع الى الذعر (مرة اخرى) امام فقدان اليسار لوطنيته. "الجندي مطلق النار" يهم اليمين كقشرة الثوم. انه يهمه فقط كطبق من فضة يمكن وضع رأس اليسار عليه.

لو توفرت فرصة اكثر نجاحا للجانبين لحماية سياستهم من تلك التي وفرها "مطلق النار" لكان التوقيت رائعا. من المهم ان نتذكر من يستحق الاعتماد الحقيقي في هذه الحرب. عبد الفتاح الشريف، الذي ترك لنا بموته، "حرب القيم"، وبلور صورتنا، يستحق على الأقل باقة ورد صغيرة.

الروس يجرفون الخزينة كلها

تحت هذا العنوان يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل تطرح مطلبا واحدا خلال اللقاءات التي يعقدها قادة الاجهزة السياسية – الامنية، مع نظرائهم الروس، وهو طلب يشبه التحذير: لن نتقبل أي اتفاق في سورية يتيح تواجد قوات ايرانية او قوات حزب الله في هضبة الجولان. في اسرائيل يبدؤون بالتفكير بصورة هضبة الجولان في اليوم التالي، بل تعترف جهات التقييم الأكثر تشككا بوجود دلائل ايجابية على امكانية التوصل الى اتفاق سياسي يصد استمرار الحرب الأهلية. العالم يسعى كالمسعور من اجل ايجاد حل فوري – خاصة بسبب مشكلة اللاجئين الذين يغرقون اوروبا – ولذلك فان فرصة التوصل الى اتفاق تبدو اقرب من قبل، مقارنة بالفترة التي سبقت التدخل الروسي في سورية.

ليس من الواضح ما هي الالتزامات – اذا كانت كهذه – التي تلقتها اسرائيل من الولايات المتحدة او الروس بشأن الترتيبات في هضبة الجولان. وعلى أي حال، فان كل التزام كهذا سيكون بمثابة توقيع على الثلج، لأن الروس والامريكيين ينسقون بينهم بشأن الاتفاق في سوريا – اكثر مما يعتقد الرأي العالمي. لقد قاموا عمليا بتقسيم سوريا، باعوا الحلفاء القدامى، واشتروا حلفاء جدد، وصفوا حسابات. فاردوغان، مثلا، لا يمكنه البناء على اوباما في المسألة الكردية، لأن الروس والامريكيين قرروا بأن الأكراد هم قلة تستحق الحكم الذاتي. حقيقة كون الكيان سكين في قلب تركيا، تهمهم كقشرة الثوم – انهم يحتاجون الى الأكراد كقوة عسكرية برية تحارب داعش.

هكذا، ايضا، في كل ما يتعلق بهضبة الجولان. اذا لم تعرض إسرائيل موضوع الهضبة "كمسبب للحرب"، من المشكوك فيه ان هذه الجبهة الهامشية – في نظر الروس والامريكيين – ستحظى بالاهتمام الملزم في اطار الاتفاق. خلال السنة الأخيرة تعقبوا في إسرائيل، كما في العالم، باستغراب، الدرس الذي مررته القوتان العظميان في مسألة سياسة تفعيل القوة وترجمتها الى انجاز سياسي. كانت هنا نظريتان ادتا الى نتائج سياسية مختلفة. لا شك ان داعش في سوريا والعراق تتقلص، ولا شك ان للتدخل العسكري من قبل القوتين العظميين دور مركزي في ذلك، لكن هنا ينتهي التشابه بينهما.

الادارة الامريكية لا تقول كل الحقيقة لجمهورها في البيت: انها لا تحكي بأنها تكرس للحلبة السورية-العراقية-الاردنية حوالي 3000 جندي على الأرض، وهو عدد يضاعف ثلاث مرات حجم القوات الروسية البرية. القوات الروسية البرية تهتم، في الأساس، في الدفاع عن المنشآت الروسية، وقسم صغير منها، ينشغل في مساعدة القوات البرية السورية، بينما تتألف القوات البرية الامريكية في الأساس من قوات الوحدات الخاصة، بما في ذلك الوحدات التي تقوم بتفعيل الصواريخ الدقيقة وطويلة المدى التي تشارك مباشرة في الحرب ضد داعش. القوات الامريكية الخاصة تنشغل، في الأساس، بالإحباط المركز، بناء على النظرية التي طورتها مقابل الطالبان في افغانستان. والحديث عن عمليات تصفية يومية لأهداف رئيسية في داعش: حتى الآن قامت بتصفية مئات الاهداف من البر، وعدد اكبر من ذلك من الجو. في المقابل، يقوم الروس بتفعيل 24 طائرة حربية فقط، تستخدم في الأساس، لقصف المناطق، معتمدة على نسبة قليلة جدا من الاستخبارات، وتتسبب بالكثير من الضرر البيئي البالغ وقتل الكثير من المدنيين. لا شك ان الفاعلية العسكرية الامريكية تتفوق على الفاعلية الروسية.

وهنا يأتي الاستغراب: كيف يمكن للروس، مع قوة اقل، خلق صورة تأثير اكثر درامية على ما يحدث؟ كيف يمكن لهم بالذات قطف ثمار التحول في الحرب ضد داعش في سورية، وقيادة الاتفاق السياسي؟ الروس يعتبرون عاملا مخلصا، بينما يعتبر الامريكان جهة خائنة واهنة لا يمكن الاعتماد عليها. وفي السطر الأخير: الروس الذين دمروا عددا كبيرا من المستشفيات يفوق ما دمره الامريكان، لم يجرفوا كل الخزينة الاستراتيجية في المنطقة فقط، وانما حظوا ايضا بالتصفيق كمنقذين.

الرد يكمن في سياسة تفعيل القوة: لقد حدد الروس منذ البداية بأن حربهم ستتم على مستوى اعلامي عال، ومن خلال تفعيل نار عالية وتقارير يومية، بينما اخفى الامريكيون تدخلهم العسكري كي لا يثيرون الانتقادات في البيت. الدرس واضح ايضا: في الشروط السورية، كان الروس على حق. ويجب الآن ان يستخلصوا لدينا الدرس ايضا.

السلطة الفلسطينية: تحريض بنيوي في كتب التعليم

تحت هذا العنوان يكتب اريئيل بولشتاين، في "يسرائيل هيوم" قائلا: "لقد تعودنا على مدار السنوات الماضية على سلوك مزدوج من قبل عدد غير قليل من دول العالم ازاء الصراع الاسرائيلي – العربي. في غالبية الحالات يسارعون الى اتهام اسرائيل بكل مشاكل المنطقة، واما بالنسبة للفلسطينيين فيسود التسامح والتفهم. ويصبح الأمر مثيرا للقلق بشكل خاص، حين تتفشى هذه المعايير المزدوجة في اوروبا، لأنه يسمح التوقع من اصدقائنا الذين يتقاسمون معنا قيم الأخلاق والتقدم، عدم تجاهل المس بهذه القيم، من جانب الذين يضمرون الشر لإسرائيل. ولذلك من المشجع المعرفة بأن "منتدى الحريات في الشرق الأوسط" وهو معهد الماني شهير للأبحاث، يسلط الاضواء على ما يحدث في جهاز التعليم في السلطة الفلسطينية.

في الفترة الأخيرة نشر المعهد دراسة حول كتب التعليم لصفوف الاول حتى التاسع في مدارس السلطة، خاصة المدارس التي تديرها الاونروا. كتب التعليم هي المقياس الأكثر اهمية لقيم المجتمع. فمن خلالها ينعكس كل ما نريد نقله الى الجيل القادم، وفي حالة الفلسطينيين، كما يتضح، يتم في الأساس تحويل رسائل كراهية حارقة الى الجيل القادم.

كتب التعليم تستخدم لغة مستهترة ومهينة كلما جاءت على ذكر اليهود. والأدلة كثيرة. لا يتم عرض أي نقطة اسكان يهودية – وليس مهما اين تقوم وما هو حجمها – كمدينة او قرية او مجموعة. فهذه التسميات مكرسة للبلدات العربية فقط. اما حيث يسكن اليهود، سواء في منطقة كبيرة كتل ابيب او بلدة صغيرة، فقد وجد الباحثون بأنه يتم استخدام لقب واحد هو "مستوطنة". كما يصعب العثور على كلمة اسرائيل في كتب التعليم الفلسطينية، وبدلا منها تظهر مصطلحات مثل "النظام المحتل" او "تنظيم الارهاب الصهيوني". وتخفي كتب التاريخ كل ذكر للحضارة اليهودية. ولا يأتي الخلاص في الخرائط وكتب الجغرافية ايضا، فإسرائيل بكل بساطة لا تظهر فيها. ولم يتجاوز مؤلفو احد الكتب حتى طابع البريد الانتدابي؛ في الطابع الأصلي كتب اسم البلاد بثلاث لغات، لكن الطلاب الفلسطينيين يحظون بمشاهدة الصيغة التي اجريت عليها رقابة وشطب منها الاسم العبري.

واذا كان احد ما يعتقد أن كل ما وصف هو مجرد صدفة، تأتي النتائج الأساسية لتحدد بشكل حاسم: لا يوجد في أي كتاب من كتب التعليم الفلسطيني أي ذكر للدعوة الى السلام والتسامح او التفاهم المتبادل. بينما وجدت في المقابل وبشكل متكرر، دعوات الى الحرب وشن هجمات عنيفة على الإسرائيليين. ويجري تمجيد من ينفذون هذه الهجمات بدون قيود: مصطلحات مثل "الجهاد" و"شهيد" و"بطولة" و"تضحية" يحتفظ بها لعمليات المس بالعدو الصهيوني. في كتاب تعليمي للصف الثاني يؤكدون اهمية الشهداء ويحثون التلاميذ الصغار على زيارة عائلات الذين سقطوا على مذبح الجهاد.

معدو البحث يصفون كتب التدريس المحرضة بأنها "اشكالية" في اقل تقدير، ولكن في الوقت نفسه لا يترددون بالاستنتاج بأن هذه الكتب تدفع وتعمق الكراهية ضد اليهود والاسرائيليين، وتسهم في نزع الشرعية وممارسة العنف كحل للصراع السياسي. كل من يحلم بان السلام سيعم ذات مرة في الشرق الاوسط، يجب عليه اقتلاع هذا التحريض من كتب التعليم. واذا اخذنا في الاعتبار ان مدارس السلطة الفلسطينية ممولة غالبا من اموال الدعم الأوروبي، فان المسؤولية عن ثمار التثقيف على الكراهية تقع على كاهل قادة الدول الاوروبية.

مركز الاعلام الحكومي

التعليـــقات