رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاربعاء

الأربعاء | 10/02/2016 - 11:56 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاربعاء

تعاظم الحملة الجنونية على النواب العرب: مشروع قانون لفصل النواب الذين لا يتماشون مع خط اليمين المتطرف

تعاظمت الحملة الجنونية التي يقودها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والتي شملت كل الكتل البرلمانية، باستثناء القائمة المشتركة، ضد نواب التجمع الوطني الديموقراطي، جمال زحالقة وحنين زعبي وباسل غطاس، والذين قررت لجنة الاخلاق البرلمانية، امس، منعهم من حضور جلسات الكنيست، الا للتصويت، لمدة اربعة اشهر للزعبي وغطاس، وشهرين لزحالقة، في وقت شرعت فيه الحكومة بإعداد قانون سيتم طرحه بشكل عاجل يسمح للكنيست بالالتفاف على المستشار القانوني للحكومة وعلى المحكمة العليا، وتعليق عضوية النواب الذين لا يتماشون مع خط الحكومة واليمين المتطرف، تحت ستار "قانون دعم الارهاب"، لفترة تحددها الكنيست، وقد تصل حد الفصل النهائي شريطة ان يؤيد ذلك 90 نائبا على الأقل.

وكتبت "هآرتس" ان رؤساء كتل الائتلاف الحكومي صادقوا، امس، على طرح مشروع القانون الذي يسمح بتعليق عضوية نواب من الكنيست. وستناقش لجنة القانون والدستور البرلمانية نص مشروع القانون الذي أعده الوزير زئيف الكين، لكي يتم طرحه للتصويت العاجل في الكنيست. وفي خطوة استثنائية ستعمل الحكومة على دفع مشروع القانون مباشرة في الكنيست وليس عبر اللجنة الوزارية لشؤون القانون، ما يعني ان المستشار القانوني للحكومة لن يكون ضالعا في التصديق على القانون في المراحل الأولية ولن يستطيع تأخير دفعه اذا تبين له وجود شوائب فيه. وسيتم طرح مشروع القانون للتصويت عليه في لجنة القانون يوم غد، لكن الائتلاف يقدر بأن التصويت عليه في القراءة الأولى لن يتم قبل اسبوعين.

وحسب مشروع القانون الذي قدمه الكين، يمكن للكنيست، بغالبية 90 نائبا، تعليق عضوية احد النواب بسبب "سلوك لا يلائم مكانته كعضو كنيست". ولكن في اعقاب رفض كتلة "يهدوت هتوراة" دعم هذا النص، يعمل الكين على اعادة الصياغة بحيث يستبدل السبب بالبند السابع أ من قانون أساس الكنيست، الذي يحدد ثلاثة اسباب واضحة لتعليق عضوية نائب في  الكنيست: رفض وجود اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، التحريض على العنصرية ودعم الكفاح المسلح لدولة معادية او تنظيم ارهابي ضد اسرائيل. وعلى الرغم من رفض المحكمة العليا المصادقة على قرار لجنة الانتخابات المركزية الغاء مرشحين على هذه الخلفية، الا ان الكين يعتقد بأن القضاة سيجدون صعوبة في الغاء قرار يتم اتخاذه بغالبية 90 نائبا.

ويحدد النص المقترح ان تعليق عضوية نائب في الكنيست تتم بعد تقديم شكوى في الموضوع الى لجنة الكنيست موقعة من قبل 61 نائبا، والمصادقة على القرار من قبل ثلاثة ارباع اعضاء اللجنة. وستحدد لجنة الكنيست فترة تعليق عضوية النائب، الذي سيستبدل بالمرشح التالي في قائمته الذي لم يدخل الى الكنيست. وتم طرح مشروع هذا القانون في اعقاب قيام نواب التجمع الثلاثة في القائمة المشتركة، بالتقاء عائلات المخربين المقدسيين في الأسبوع الماضي. وفي اعقاب ذلك قررت لجنة الاخلاق البرلمانية، امس، تعليق عضوية النائبين باسل غطاس وحنين زعبي لمدة اربعة اشهر، وعضوية جمال زحالقة لمدة شهرين. ولن يتمكن النواب الثلاثة من المشاركة في جلسات الهيئة العامة حتى انتهاء الدورة الشتوية، لكنهم سيتمكنون من التصويت.

نقاش عاصف وتحريض على النواب العرب قاده نتنياهو

وشهدت الكنيست، امس، نقاشا عاصفا حول مشروع نزع الثقة عن الحكومة، والذي تطرق المتحدثون خلاله الى مشروع القانون بمبادرة من نتنياهو الذي طلب استغلال النقاش للتعقيب على قضية النواب العرب، حيث شن هجوما عليهم قاد بالتالي الى اخراج النائب جمال زحالقة من القاعة، ومن ثم انزال النائب حنين الزعبي عن المنصة.

وخلال كلمته قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "لسنا مستعدين لتقبل وضع يدعم فيه نواب في الكنيست عائلات قتلة مواطنين اسرائيليين. توجد حدود. يوجد شيء يسمى كرامة قومية". واضاف نتنياهو انه "يحاول تخيل ما كان سيحدث في البرلمان البريطاني لو قام نوابه بالوقوف دقيقة حداد لذكرى جون الجهادي، او لو وقف اعضاء الكونغرس الامريكي لذكرى القاتل من كاليفورنيا. ما كانوا سيتقبلون ذلك ونحن لن نتقبل ذلك. نحن سنعمل ضد ذلك".

ورد نواب التجمع على خطاب نتنياهو، الذي اسموه خطاب "يوجد حدود". وجاء في بيان لهم "يوجد حدود لاحتجاز الجثث مجمدة وعدم دفنها. خلافا لتصريحات نتنياهو فان الدولة التي تحتجز الجثث طوال اربعة اشهر من اجل تعذيب العائلات لا تملك كرامة قومية".

ويتوقع الائتلاف الحكومي دعم الغالبية البرلمانية لمشروع القانون بعد اعلان "يسرائيل بيتينو" نيتها دعم الائتلاف. واوضح المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل انهما سيعارضان مشروع القانون. كما اعلن النائب بتسلئيل سموطريتش من البيت اليهودي انه سيعارض القانون. ويدعي المؤيدون للقانون انه تمت صياغته على شاكلة القانون الذي يسمح بوقف رئيس الدولة او رئيس الكنيست ونوابه عن عملهم، لكن هؤلاء يفصلون من مهامهم وليس من عضويتهم في الكنيست. ويعتبر مشروع القانون هذا الاول من نوعه لأنه يسمح بفصل نائب من الكنيست لفترة يحددها اعضاء الكنيست انفسهم.

وتطرق رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ الى مشروع القانون وقال "أنا ايضا والكثير من رفاقي نتحفظ مما فعله نواب التجمع لكن (هناك فجوة) بين هذا وبين خرق المبادئ الأساسية للكنيست، لأن ذلك سيشكل منحدرا، وذات يوم سيطردون من هنا نواب من اليمين ومن اليسار باسم السلوك غير الملائم".

ودعا الوزير الكين رئيس المعارضة هرتسوغ، ورئيس يوجد مستقبل، يئير لبيد الى دعم القانون، وقال لهما "انتما شجبتما عمل نواب التجمع فلا تختبئان الآن. هذا هو الوقت لترجمة تصريحاتكما الى عمل. هذا ما يتوقعه منكما الجمهور الاسرائيلي. يجب عليكما الاختيار، اما انكما مع حنين زعبي او ضدها. لا يوجد هذا وذاك".

وقال رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة، انه يؤيد الخطوات من اجل اعادة الجثث، بما في ذلك اللقاء، لأن هذه مسألة انسانية واخلاقية من الدرجة الأولى. وسأل: على ماذا هذه الضجة؟ على دقيقة الصمت. هذه هي ثقافتنا، حتى ان كنت لا توافق عليها".

المطالبة بمحاكمة النواب الثلاثة

وعقد اعضاء لجنة الكنيست اجتماعا، امس، ناقشوا خلاله لقاء نواب التجمع مع العائلات، وحاول الاعضاء، في غياب نواب المشتركة وميرتس، اقناع نائب المستشار القانوني للحكومة، المحامي راز نزري، بتقديم لائحة اتهام ضد النواب الثلاثة. وكان اللقاء عاصفا، فحاول نزري تهدئة الأجواء وقال ان المستشار القانوني لم يحدد ما اذا ينطوي هذا اللقاء على شبهة بارتكاب عمل جنائي، او انه لقاء يأتي ضمن حدود القانون.

ودعت النائب كسانيا سفاتلوبا (المعسكر الصهيوني) الى الاعلان عن التجمع تنظيما غير قانوني كالجناح الشمالي للحركة الاسلامية، ونساء المرابطات. وطلب النائب اورن حزان (ليكود) من نزري تفعيل عقوبة الاعتقال التي فرضت على حنين الزعبي امس الاول، في اطار صفقة الادعاء التي وقعتها مع النيابة بتهمة اهانة موظف جمهور، وقال انها "لم تهن موظف جمهور فقط وانما كل الجمهور".

بعد ذلك قال نزري انه "على المستوى الرسمي، لا شك، من وجهة نظره، ان اللقاء مرفوض، وفي هذا المجال يمكن للكنيست ان تقرر ما تفعل، لكن المسار القانوني معقد، فليس كل ما يعتبر غير ملائم رسميا يعتبر كذلك قانونيا".

اتفاق بين الشرطة والعائلات على اعادة بعض الجثث

وفي الوقت الذي تدور فيه هذه الحملة الواسعة ضد النواب العرب لأنهم التقوا مع عائلات الشهداء ووعدوهم بالعمل امام السلطات من اجل اعادة الجثث، يتضح، حسب ما تنشر "يديعوت احرونوت" ان بعض العائلات وافقت على الشروط التي وضعتها الشرطة، ولذلك يمكنهم تسلم الجثث خلال الأيام القريبة.

يشار الى ان إسرائيل تحتجز عشر جثث من القدس الشرقية، وفي الوقت الذي يقوم فيه الجيش، المسؤول عن الضفة، بإعادة الجثث دون أي شرط، بادعاء ان احتجازها يؤجج المناطق، فان الشرطة المسؤولة عن القدس الشرقية ترفض اعادة الجثث بادعاء ان الجنازات تتحول الى مظاهرات تحريض وتشجع العمليات.

وقالوا في الشرطة سابقا، انهم سيعيدون الجثث اذا التزمت العائلات بدفنها في جنازات ليلية بمشاركة 50 شخص على الغالب، وان لا تستغرق الجنازة اكثر من 3 ساعات، وان توقع العائلات على كفالة مالية تضمن التزامها بالشروط. وقد رفضت العائلات حتى الان هذه الشروط والتقت مع رئيس السلطة ابو مازن كي يساعدها على استعادة الجثث.

واوضحوا في الشرطة ووزارة الأمن الداخلي انه يمكن الان اعادة الجثث بعد موافقة العائلات على الشروط مسبقا. وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان: "لا يوجد اي تغيير في السياسة ولا علاقة لرئيس السلطة او للنواب العرب. قلنا طوال الوقت ان العائلة التي ستلتزم بمطالب الشرطة ستحصل على الجثة لدفنها".

المصادقة في القراءة الاولى على قانون محاربة الجمعيات اليسارية

اشارت الصحف كافة، وبشكل متفاوت الى مصادقة الكنيست، في القراءة الاولى، امس، على قانون "شفافية الجمعيات" الذي طرحته وزيرة القضاء اييلت شكيد والذي يستهدف بشكل خاص الجمعيات اليسارية المناهضة للاحتلال.

وكتبت الصحف انه صوت 50 نائبا الى جانب القانون فيما عارضه 43. وكانت كتل الائتلاف قد اتفقت على دفع مشروع القانون في اطار الاتفاقيات الائتلافية. ويتبنى مشروع القانون الذي تم التصويت عليه، احدى ملاحظتي رئيس الحكومة نتنياهو، والذي عارض مطالبة ممثلي الجمعيات التي تحصل على تمويل من دول اجنبية، بتعليق شارات على صدورهم لدى مشاركتهم في اجتماعات في الكنيست او في مكاتب الحكومة، توضح هويتهم التنظيمية. وستجبر الجمعيات على نشر حصولها على دعم "من كيان اجنبي" على كل منشوراتها بما في ذلك ذكر اسماء الدول التي تدعمها. ولكن خلافا لتوصية نتنياهو بأن يشمل هذا الامر كل جمعية تحصل ولو على دولار من دولة اجنبية، فان القانون المقترح يفرض هذا الاجراء فقط على الجمعيات التي تحصل على غالبية التمويل من الخارج.

وقال نتنياهو خلال جلسة لكتلة الليكود، امس، انه يؤيد الشفافية بشكل مطلق ويدعم الكشف عن كل دولار يحوله كيان اجنبي الى اي جمعية يسارية او يمينية.

وخلال طرحها لمشروع القانون سخرت وزيرة القضاء اييلت شكيد من المعارضة وقالت "انكم لا تعرفون فعلا لماذا تعارضون القانون. لقد انتقلتم منذ زمن من المعارضة باسم الايديولوجية الى المعارضة باسم جنون الارتياب. بعضكم يعتقد ان مشروع القانون رهيب ويمنع ادخال حرف واحد منه الى كتاب القوانين، ولكن في الوقت ذاته يعتقد قسم آخر انه من الصواب تطبيق القانون على جهات اضافية. الحقيقة يجب ان تقال: ادعاءاتكم تناقض بعضها البعض".

وخلال مشاركتها في النقاش انتقدت النائب عايدة توما سليمان (المشتركة) سلسلة من القوانين المختلف عليها التي تم طرحها مؤخرا، وقالت: "اللمس هو تعبير آخر لدوس كرامة الانسان، ابعاد النواب هو دوس لحق الناخبين بانتخاب ممثليهم ودوس للديموقراطية، الاحتلال هو الكلمة الخفية للصراع. سيأتي يوم ربما ينجحون فيه بالتحريض ضد الجمهور العربي ولكنهم حتى يصلوا الى هناك سيدوسون كل اولئك الذين سيحاولون الدفاع عن الديموقراطية لكي لا يقف امامهم احد".

وقال النائب مانويل طرختنبرغ (المعسكر الصهيوني) ان "الديموقراطية لدى شكيد هي حكم الاغلبية فقط. ليس هناك ما هو اخطر من ذلك. هذه دكتاتورية الغالبية وليست سلطة الغالبية. جوهر الديموقراطية هو الدفاع عن الاقلية رغم حجم الغالبية. لقد اختلطت الامور هنا".

وقالت رئيسة حركة "ميرتس" زهافا غلؤون ان الوزيرة شكيد "تسعى الى كم افواه التنظيمات اليسارية ولا تفهم قيم الديموقراطية الاساسية. من يهين اسم اسرائيل في العالم هي ليست التنظيمات وانما شكيد ورفاقها المستوطنين. هذا القانون هو مرحلة اخرى في عملية مخططة لكتم الاصوات ونزع شرعية تنظيمات حقوق الانسان كمقدمة لحظرها قانونيا. انه يبث الى كل من يتجرأ على انتقاد السلطة بأنه سيتم ملاحقته وسيتم وصمه بالتعاون والخيانة ومعاداة الدولة".

اتهام ضابط رفيع في الادارة المدنية بتلقي رشوة

تكتب "هآرتس" انه تم مؤخرا اتهام ضابط رفيع في الادارة المدنية بتلقي رشوة خلال شغله لمنصبه العسكري. وتم تقديم لائحة اتهام ضده الى المحكمة العسكرية في يافا قبل اسبوعين، لكنه تم حظر نشر التفاصيل. ويوم امس سمحت قاضية المحكمة العسكرية بنشر جزء من التفاصيل، لكن امر منع النشر لا يزال ساريا على القضية بسبب ادعاء المتهم بأن كشفها "قد يمس بأمن الدولة".

وكانت الشرطة العسكرية ووحدة "يمار" في حرس الحدود، قد حققتا في هذه القضية. وحسب مصادر في الجيش فقد طلب قادة الضابط في السابق اعفائه من منصبه بعد اكتشاف اخفاقات في ادائه لمهامه تم وصفها بأنها "اخفاقات اخلاقية". لكن اللجنة العسكرية المسؤولة عن فك التعاقدات رفضت الطلب. وفي اعقاب كشف القضية تم اعتقال الضابط وتمديد اعتقاله.

وجاء من الادارة المدنية انها تنظر بخطورة الى الحادث الذي لا يتفق مع قيم الجيش. وقالت انها تعمل على اجتثاث مثل هذه الظاهرة.

يشار الى ان هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها ضباط من الادارة المدنية بارتكاب مخالفات. فقبل اسبوعين صدر الحكم على الرائد يوسف يزيد بعد ادانته بتلقي  رشوة قيمتها ربع مليون شيكل لقاء اصدار تصاريح دخول للفلسطينيين. كما ادين بتشغيل ماكثين غير قانونيين وتوفير مبيت لهم في منزله.

بينت يقترح المبادرة لمهاجمة انفاق حماس، ويعلون ينعته بالصبياني

كتبت "هآرتس" ان وزير التعليم نفتالي بينت اقترح خلال احدى جلسات المجلس الوزاري المصغر، في الأسابيع الأخيرة، المبادرة الى شن هجوم على الانفاق التي تحفرها حماس من قطاع غزة الى اسرائيل، لكن رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير الأمن يعلون، عارضا ذلك، حسب ما كشفه مسؤول إسرائيلي رفيع اطلع على تفاصيل الجلسة.

وقال المسؤول الرفيع لصحيفة "هآرتس" ان بينت كان الصوت الوحيد الذي دعا الى ذلك خلال الجلسة ولم يؤيده اي من الوزراء، مضيفا: "ليس من المؤكد ان بينت نفسه كان يؤمن بالاقتراح الذي طرحه". واوضح بأن ممثلي الجيش والشاباك عارضوا خلال جلسات المجلس الوزاري التي ناقش الموضوع مؤخرا، مبادرة اسرائيل الى مهاجمة الانفاق في الوقت الحالي.

ورد ديوان رئيس الحكومة بشدة على نشر التفاصيل في وسائل الاعلام، وشن امس، هجوما على بينت. وجاء في بيان ديوان نتنياهو: "نحن لا نتطرق الى نقاشات المجلس الوزاري عامة والى البرامج والمخططات العسكرية للجيش خاصة. من المناسب ان يتمتع كل الوزراء بالمسؤولية ولا يحاولون جمع الاصوات من خلال تقارير سياسية سطحية لا تعكس النقاشات العميقة والمسؤولة التي يجريها المجلس الوزاري".

ورفض مكتب وزير الأمن يعلون التعقيب رسميا على الموضوع، لكن مقربين من الوزير قالوا انه "بدون التطرق الى ما قيل ام لا خلال نقاشات المجلس الوزاري، من المناسب ان يتوقف وزراء المجلس الوزاري عن السلوك الصبياني وغير المسؤول من خلال سرقة الآراء وخداع الجمهور. ظاهرة الوزراء المستعدين لجر الدولة الى حرب بدوافع سياسية ساخرة، تشكل خطرا على امن إسرائيل. اذا احتجنا لشن حرب فان هذا سيحدث، لكن الحرب ليست لعبة اولاد ولا شيء يمكن السمسرة عليه من اجل الفوز بالأصوات في صناديق الاقتراع. الحديث عن حياة الناس. العمل ضد الانفاق شامل وتنشغل فيه افضل القوات والتكنولوجيات. هذا الجنون يجب ان يتوقف".

في السياق ذاته تنشر "يسرائيل يهوم" نقلا عن مصادر فلسطينية ان نفقا آخر من انفاق حماس انهار امس، على الحدود بين غزة ومصر، ما ادى الى مقتل احد نشطاء التنظيم. وحسب المصادر فقد انهار النفق في اعقاب قيام الجيش المصري بإغراقه بالمياه، بينما قال مصدر آخر ان النفق انهار بسبب انهيار تلة  ترابية اقامها الجيش المصري على امتداد الحدود مع غزة.

إسرائيل تفحص طريقة جديدة لكشف الانفاق على حدود غزة

وكتب موقع "واللا" ان الجيش الاسرائيلي يقوم بفحص طريقة جديدة لكشف الانفاق على حدود غزة، حسب ما اكدت مصادر عسكرية في القيادة الجنوبية لموقع "واللا". وحسب المصدر فان الجهات المسؤولية في عصبة غزة في الجيش تستعد لاقامة البنى التحتية الملائمة للفكرة الجديدة التي تعتمد على تكنولوجيا متطورة.

وقالت جهات امنية مطلعة على تفاصيل موضوع الانفاق انه تم خلال العام الماضي تلقي اكثر من 400 فكرة للكشف عن الانفاق، وتم فحصها كلها بحرص، خاصة تلك التي وصلت من خبراء الانفاق في الخارج. ويجري وزير الأمن موشيه يعلون، هذه الايام، مشاورات هدفها تعقب معالجة الانفاق. وفي المقابل علم موقع "واللا" ان اسرائيل تدير طواقم تفكير مع جهات مهنية من الخارج عالجت مشاكل مماثلة في بلدانها. واستثمرت اسرائيل خلال السنوات الاخيرة حوالي ثلاثة مليارات دولار في موضوع الانفاق، وهذا لا يشمل ميزانية امريكية خاصة بحجم 120 مليون دولار.

ويسعى الجيش والجهاز الأمني منذ عشر سنوات الى امتلاك حلول لكشف الانفاق على حدود القطاع. وتم التوجه الى شركات صناعات امنية كثيرة في البلاد والخارج. كما توجهت الوزارة الى اقسام الهندسة في الجامعات بهدف حثها على البحث عن حلول خلاقة لم يسبق التفكير فيها.

حملة مالية واسعة لاعادة بناء البيوت التي هدمها الاحتلال

يكتب موقع "واللا" انه تم يوم امس اطلاق حملة جديدة في القدس والضفة الغربية لجمع الاموال من اجل اعادة بناء بيوت "المخربين" التي هدمتها الحكومة الاسرائيلية خلال موجة الارهاب. وتم تدشين الحملة في مكاتب المجلس الاسلامي في حي العيزرية، قرب القدس، بالتعاون مع الكنيسة اليونانية وجهات اخرى. واقيمت يوم امس اكشاك عديدة لجمع التبرعات في انحاء الضفة.

ويطلق على الحملة اسم "اليوم القومي لشهداء القدس"، وتم تدشينه من قبل الشيخ عكرمة صبري، رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في القدس، والمطران عطالله حنا من الكنيسة اليونانية وحاتم عبد القادر، وزير شؤون القدس سابقا في السلطة الفلسطينية. وقال الشيخ صبري ان الهدف من هذه الحملة هو ان يفهم ابناء عائلات الشهداء بأنهم ليسوا لوحدهم، وتعويض الظلم الذي سببه هدم البيوت وعدوان الاحتلال".

سبعة ينافسون على منصب السفير في مصر

تكتب "يديعوت احرونوت" انه رغم كون منصب السفير الاسرائيلي في مصير صعبا ومحبطا، الا ان سبعة اشخاص ينافسون عليه، بينهم مستشار نتنياهو الخاص للاعلام العربي، اوفير غندلمان. ومن المتوقع اتخاذ القرار في لجنة التعيينات بوزارة الخارجية، يوم الاحد المقبل، علما ان السفير الجديد سيبدأ بشغل منصبه في الصيف القادم خلفا للسفير الحالي د. حاييم كورن.

وكانت وزارة الخارجية قد نشرت مناقصة تقدم لها ستة دبلوماسيين يخدمون في الوزارة، بينهم امرأة واحدة، هي اييلت يحياب، الخبيرة في الشؤون المصرية في مركز الابحاث. لكن المرشح البارز هو اوفير غندلمان، مستشار رئيس الحكومة لوسائل الاعلام العربية. وبما ان نتنياهو يشغل ايضا منصب وزير الخارجية، فان فرص غندلمان تعتبر الافضل. ويجيد غندلمان اللغة العربية جيدا وكثيرا ما يتم اجراء لقاءات معه في وسائل الاعلام العربية. وقد سبق وخدم في وزارة الخارجية.

يشار الى ان منصب السفير في مصر ليس سهلا. فهو ولأسباب امنية يكاد لا يحظى بالخصوصية بسبب الحراسة الدائمة التي يخضع لها. كما ان الطاقم الدبلوماسي في الوزارة يرجع في نهاية كل اسبوع الى اسرائيل لأسباب امنية ايضا. وقالوا في وزارة الخارجية انهم يستعدون الآن لتغيير هذا السلوك، ليبقى الطاقم هناك في نهاية الأسبوع . اضف الى ذلك ان السفير الإسرائيلي وطاقمه يضطرون الى مواجهة التعامل المعادي في مصر لكونهم اسرائيليين، وكذلك الى مواجهة آثار السلام البارد السائد بين البلدين.

اضف الى ذلك انه بسبب حساسية العلاقات بين مصر وإسرائيل فان كل الاتصالات السرية تجري من فوق رأس السفير، بواسطة المبعوث الخاص لرئيس الحكومة المحامي يتسحاق مولخو والضباط الكبار في الجيش وممثلي الجهاز الأمني والموساد.

وفي رد على سؤال حول سبب التنافس على هذا المنصب ما دام الامر كذلك، قال احد المنافسين ان السبب هو الراتب المضاعف والترقية المهنية.

 

مقالات

اقتران ليس من السماء

يهاجم موشيه ارنس، في مقالته في "هآرتس" حزب التجمع، خاصة، والقائمة المشتركة عامة، ويكتب ان الخليط الذي تتركب منه القائمة العربية المشتركة يضم الناصريين والشيوعيين والاسلاميين، الذين اضطروا جميعا، وبدون مفر، الى التكاثف بسبب قانون رفع نسبة الحسم لانتخابات الكنيست. يجب ان نتخيل قائمة يهودية  تضم ميرتس ويسرائيل بيتينو وشاس، كي نبدأ بفهم كيف تعمل القائمة التي يترأسها ايمن عودة.

لقد حدثت الأزمة الأخيرة عندما دعي اعضاء القائمة المشتركة لزيارة عائلة بهاء عليان، احد مُخربين قَتلا الون اندري غوببرغ ويتشارد لايكين وحبيب حاييم في حافلة ركاب في القدس، في شهر اكتوبر الماضي. واستجاب نواب التجمع، المركب الناصري في القائمة، للدعوة، بينما لم يتجاوب البقية. النواب الثلاثة، جمال زحالقة وباسل غطاس وحنين زعبي، لا يفوتون فرصة للقيام باستفزاز يثبت كراهيتهم لإسرائيل، ويثير غضب غالبية مواطني اسرائيل، اليهود والعرب على حد سواء. يبدو انه لا حدود لما يوافقون على عمله وهم يلوحون بحصانتهم كأعضاء كنيست. مؤسس التجمع وقائده السابق عزمي بشارة، هرب من إسرائيل كمشبوه بالخيانة والتجسس، ويتواجد الآن في قطر. ربما يكون المثال الذي يحاول الثلاثة تقليده.

زحالقة الذي يرفض شجب اعمال القتل يحول القاتل الى ضحية ويصر على ان القتلة هم "ضحايا الاحتلال". اي ان "الاحتلال هو الذي قتل حبيب وغوببرغ ولايكين، وليس المخربين الفلسطينيين. يبدو ان هذا هو الأمر بالنسبة له ايضا في مسألة نشأت ملحم، الذي لا يعيش تحت "الاحتلال"، وكذلك بالنسبة للفتاتين البالغتين 13 عاما من الرملة، اللتان طعنتا حارسا يوم الخميس الماضي.

القائمة المشتركة هي مثال توضيحي لقانون النتائج غير المتوقعة. من خلال الرغبة بتحسين الحكم في اسرائيل دفع افيغدور ليبرمان رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست. وتسبب هذا القانون بجعل الاحزاب العربية في الكنيست تقف امام خيار الوحدة او الاختفاء. التحالف بين ثلاثتهم يشبه الزواج تحت تهديد المسدس.

الحكم، أي استقرار الحكومة، لم يتعزز بعد الانتخابات، بل على العكس، اصيب بالضعف. النتيجة المباشرة لهذا القانون هو تحالف يضم 61 نائبا – احد الائتلافات المقلصة جدا في التاريخ السياسي لإسرائيل، في الوقت الذي يجلس فيه ليبرمان في المعارضة مع القائمة المشتركة.

لكن الضرر لم ينته هنا. لعبة ثلاثي التجمع اثارت غضب الكثير من المواطنين اليهود، والأخطر من ذلك – خلقت الانطباع بأنها تعكس موقف القائمة المشتركة كلها، ومشاعر الكثير من المواطنين العرب. هذا كله لن يساهم في تحسين العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل. من الواضح ان مثل هذا التحسين هو ليس احد اهداف زحالقة وزعبي وغطاس. من المهم ازالة الانطباع الذي خلقه هؤلاء الثلاثة – وهو ان رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة سيبعد نفسه عنهم على الملأ، ويوضح انهم يمثلون انفسهم فقط.

لقد جاء استفزاز زحالقة وزعبي وغطاس في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة قرارا تاريخيا بتخصيص 15 مليار شيكل لقطاع الاقليات خلال السنوات الخمس القادمة من اجل تحسين جودة حياتهم ودفع المساواة في المجتمع الاسرائيلي. من الواضح ان هذا ايضا لا يهم نواب التجمع. لا يهمهم كون ممثليهم سيخربون على القرار. وهذا دليل آخر، اذا كانت هناك حاجة له، على ان هدفهم هو ليس دفع مصالح العرب في اسرائيل. نأمل ان يستخلص من انتخبوهم للكنيست العبر المطلوبة من هذه القضية.

فليحبنا الفلسطينيون على الأقل

يكتب نحاميا شتراسلر،في "هآرتس"  ان صاحب الدكان في مستوطنة بيت حورون قال "رأيت الكراهية في عيونهم" بعد نجاحه، بمساعدة عربة المشتريات، بصد قاصرين حاولا طعنه، كأنه أراد القول: أنا لا افهم ما الذي يريدانه مني، ما الذي فعلته لهما؟ من أين جاءت هذه الكراهية؟

المسافرة على شارع 443، ايضا، لم تفهم ما الذي يريدونه منها. لقد قالت باستغراب: "هذا شارع قمنا نحن بشقه، ومن الجنون انهم يرشقون علينا الحجارة ويحاولون طعننا على شارع يشكل احد شارعين يقودان الى عاصمتنا، القدس".

هل سيتغير شيء اذا ذكرنا بأن بيت حورون اقيمت على اراضي محتلة في المناطق، وان شارع 443 يمر في المناطق وتم شقه على اراضي صودرت من الفلسطينيين؟ من الواضح ان الجواب لا.

المستوطنون وقيادة اليمين لا يفهمون من أين اندلعت فجأة انتفاضة الأفراد التي مضى عليها اربعة اشهر. فنحن، المستوطنون، نبحث بشكل عام عن الهدوء وجودة الحياة، وهم، في المقابل، يريدون قتلنا. ماذا اذا كنا قد قمعنا وقتلنا وهدمنا واصبنا. وماذا اذا صادرنا لهم بعض الأرض وبنينا عليها الفيلات مع اسطح القرميد، وبنينا ايضا برك السباحة، في الوقت الذي يفتقدون فيه هم لمياه الشرب. سيما اننا نحن، الأخيار، سمحنا لهم ببناء هذه الفيلات. كيف كانوا سيعيشون من دوننا؟ انهم بكل بساطة ليسوا بشرا.

لقد مرت عملية نزع انسانية الفلسطينيين في عدة مراحل. في بداية سنوات السبعينيات قال اليمين بأنهم مجموعة من الجبناء، غير المستعدين للمحاربة والموت. ولذلك فانهم يحتاجون الى كوزو اوكوموتو من "الجيش الأحمر الياباني" كي ينفذ باسمهم هجمات الارهاب في مطار اللد. بعد ذلك بدأوا باختطاف الطائرات بل وتفجيرها، لكن هذا اعتبر ايضا عمل جبان. وفي المرحلة القادمة فجروا انفسهم في ساحات المدن، في عمليات انتحارية، لكننا وجدنا تفسيرا لذلك: انهم بكل بساطة يؤمنون بأن 72 حورية تنتظرهم في الجنة. انهم نوع من المنتفعين.

ولكن الان، عندما تقوم فتاة في الخامسة عشرة من عمرها بتنفيذ عملية انتحارية، فان هذا لا يتفق مع هذا الادعاء. من المؤكد انها لم تفكر بالـ72 حورية. لكنه هنا ايضا تم العثور على حل: هذا تحريض. يدخلون كل انواع الهراء الى رؤوسهم، ويسقطون ضحايا للمحرضين. فهم ليسوا اساسا بشر لهم طموحات ورغبات. انهم لا يريدون حقا الاستقلال والسيادة والتحكم بمصيرهم، مثل كل مجموعة قومية اخرى. ما يهمهم هو فقط الرغيف والحمص وبعض حبات الزيتون. "الفلسطينيون لا يريدون بناء دولة.. انهم يريدون قتل اليهود"، قال نتنياهو مؤخرا. لكن رفول (رفائيل ايتان) قالها بشكل افضل منه "صراصير مسمومة داخل قنينة".

في اليمين لا يفهمون لماذا يتهمون نتنياهو والليكود بالفشل. ما هي علاقتهم بفقدان الأمن الشخصي واستمرار حملة الطعن والدهس؟ فالليكود والمستوطنين ليسوا في السلطة، ولم يكونوا هناك ابدا. اليسار لا يزال يحكم، والدليل على ذلك ان الفنانين هم يسار، ووسائل الاعلام يسار، والاكاديمية يسار، والمحكمة العليا يسار، ولذلك فان نتنياهو لا يسيطر حقا. الحكومة والكنيست لا تساويان اي شيء. فقط عندما تنتقل السلطة في نهاية الأمر الى اليمين سيتحقق النظام هنا. عندها فقط سنفعل للفلسطينيين ما يجب عمله، ولن يتجرؤوا على رفع رؤوسهم. فهم ليسوا بشرا.

حتى استخدام كلمة "الاحتلال" ليس مفهوما لليمين وللمستوطنين. ما فجأة احتلال؟ هذا ميراث اباؤنا الذي انتزع منا، ونحن المالكين الحقيقيين، وكل ما في الأمر أننا عدنا الى وطننا اليهودي. والفلسطينيين؟ ربما يتمتعون ببعض حقوق الملكية، ولكنهم لا يتمتعون بأي حق تاريخي. جذورهم سطحية وجذورنا قديمة وعميقة. عدنا الى ارضنا، ارض الآباء. وهذا مكتوب في التوراة.

اذن، اذا كانوا لا يريدون دولة مستقلة، وانما الحمص والزيتون فقط، والمناطق هي لنا، وهم مجموعة من الجبناء والصراصير المسمومة، فليحبوننا على الأقل، بدل ان يكرهوننا.

حزب انخفضت حرارته

يكتب امنون ابراموفيتش، في "يديعوت احرونوت" ان حزب العمل الذي يعاني من انخفاض متواصل في درجة حرارته، حاول استعادة درجة الحرارة بواسطة المؤتمر السياسي. وسبق ذلك دينامية جماعية. لقد سعى الى تعديل سياسته بشكل يتفق مع الواقع، وفحص كيف يحدث وانه يتفجر المرة تلو الاخرى امام سور بطاقات الاقتراع. كيف تبدأ كل معركة انتخابية مع استطلاعات واعدة، وتنتهي بأغاني النحيب.

البرنامج السياسي لحزب العمل لا يطمح الى عرض حلول ساحرة للوضع المخجل للدولة، وانما لتوفير اداة مساعدة للعودة الى السلطة. ربما يجب عليه، بدلا من الحلم بالعودة الى السلطة، تقليص طموحاته والاكتفاء بهدف اكثر تواضعا: كيف يتحول الى كفة الميزان الراجحة، الى الحزب الثالث من حيث حجمه ولكنه الحزب الذي لا يمكن من دونه تشكيل حكومة.

يجب عليه التركيز على الاحتلال وليس على السلام، على انهاء او تقلص السيطرة على الفلسطينيين وليس على الاتفاق الدائم، تمهيد الأرض للأيام القادمة من اجل تأسيس الدولتين. باختصار، ليس بديلا لليكود وانما البيت الإسرائيلي، خلافا للبيت اليهودي.

الجمهور يتخوف من الدولة ثنائية القومية، لكنه لا يصدق الفلسطينيين. انه يعرف بأن إسرائيل تنقطع عن حليفاتها وتصبح منبوذة، وانها لا تملك فرص الحياة هكذا، لكنه مقتنع بأن الدولة الفلسطينية ستكون دكتاتورية اخرى عنيفة، ذات توجه اسلامي، تحكمها حماس. انه يتخوف من احتمال عدم تمكنه من السفر الى اوروبا التي ستغلق ابوابها في وجهه، لكنه فزع بشكل اكبر من ان لا يتمكن من السفر بتاتا لأن الصواريخ ستسقط على مطار بن غوريون.

يتسحاق هرتسوغ يصغي الى عواطف الجمهور ويشخصها جيدا. انه يسير، بشكل عام، على المسار الصحيح. انه يريد وقف الاستيطان خارج الجدار، واستكمال بناء الجدار، وازالة البؤر غير القانونية وعدم تشريعها، والانفصال عن القرى العربية في القدس الشرقية وعن مناطق اخرى محتلة. ايتان كابل، مثلا، اقترح بأن يلتزم الحزب في حال وصوله الى السلطة، بالتوصل الى اتفاق ما، حتى اذا كان أقل من اتفاق السلام، ومن ثم التوجه الى الجمهور وطلب رأيه في استفتاء عام او انتخابات. ويؤمن كابل ان مثل هذا الالتزام، سيزيل تشكك نسبة كبيرة من الجمهور الذي يجلس مع قدم في المركز واخرى في اليمين، جمهور شارك في انتصار الليكود من دون ان يكون شريكا في مفاهيم الليكود.

لقد انتظر هرتسوغ حكومة الوحدة، على مدار ايام كثيرة، لكن نتنياهو كان مستعدا لإلقاء الفضلات له وضم المعسكر الصهيوني في مكان ما بين البيت اليهودي وشاس. وليس اكثر من ذلك. قادة الليكود اداروا دائما بعد انتخابهم ظهرهم لحزبهم ووجههم للدولة. مناحيم بيغن اخذ موشيه ديان ووقع على اتفاق سلام مع مصر بمساعدة حزب العمل. يتسحاق شمير التزم خطيا لحزب "هتحياه" المتطرف بتشكيل الحكومة معه بعد الانتخابات، وفي اليوم التالي للانتخابات تحالف مع العمل. اريئيل شارون اسس حزب كاديما ونفذ الانفصال. اما لدى نتنياهو الذي صادف هذا الشهر مرور عشر سنوات على رئاسته للحكومة، فهناك جدول اولويات خاص. بالنسبة له يهمه اكثر مواصلة السكن في شارع بلفور على ترسيخ وعد بلفور. سابقوه كانوا وطنيين من اجل شعبهم، اما هو فوطني من اجل عائلته.

هرتسوغ لا يواجه حاليا منافسين داخليين يملكون ادعاءات سارية المفعول. عمير بيرتس جلب للحزب 19 مقعدا امام كاديما برئاسة اولمرت. شيلي يحيموفيتش لم تحقق الا 15 مقعدا في ظروف رائعة من ناحيتها ومع دعم الاحتجاج الاجتماعي لها. ولا يبدو ايضا ان هناك منافسين لهرتسوغ من الخارج. بالنسبة لغابي اشكنازي وبيني غانتس لا توجد لديهما الان شهية سياسية. ولا يسعيان للاتصال مع حزب العمل. وسيكون هناك من سيطبق عليهما المقولة التي تم تطبيقها في حينه على ديان ويغئال ألون: الموهوب غير مناسب والمناسب غير موهوب.

في المقابل يوجد لحزب العمل نفسه منافس في السوق. الاستطلاعات تقول انه اذا شكل يئير لبيد قائمة لا تقوم عليه هو فقط وانما تكون لها قيادة جماعية، حكومة ظل، مع اشكنازي موشيه كحلون وغدعون ساعر، فسيكون هذا هو الحزب الأكبر في المركز، وسيترك اليسار الحلال لميرتس واليسار الأملس للجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة. وعندها، ربما بفعل خطأ ما، سيصل الى السلطة.

مؤتمر للسلام: ضرر اكبر من الفائدة.

يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان التهديدات الفرنسية الجديدة بعقد مؤتمر سلام دولي بهدف دفع حل للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، حرفت الانظار عن مؤتمر سلام آخر، سعى الفرنسيون ايضا الى تحريكه، مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. والحديث طبعا عن مؤتمر السلام لإنهاء الحرب السورية، الذي انفجر مدويا في وجوه الفرنسيين وشركائهم، والاخطر من ذلك كله – في وجوه ملايين السوريين الذين يحاولون الهرب الان تماما خارج سورية، خوفا من القصف الجوي الروسي وجنود بشار الأسد المعززين بقوات ايرانية.

يمكن لنا ان نتعلم من فشل مؤتمر السلام بشأن سورية، ما الذي ينتظرنا في مؤتمرات السلام التي تسعى دول مختلفة لعقدها في الموضوع الفلسطيني، وخاصة الى اين يمكن للسذاجة، او السخرية التي يظهرها المجتمع الدولي، ان تقود من يفترض فيهم دفع ثمن مؤتمر كهذا.

منذ البداية لم يكن الأسد جديا في نواياه بشأن التوصل الى اتفاق ما مع معارضيه. وفي نهاية الأمر، على ماذا يمكن التوصل الى اتفاق حين يطالب هؤلاء برأسه، بينما يطلب هو مواصلة السيطرة الوحيدة على ما تبقى من الدولة السورية. ولكن في الأشهر الأخيرة، ينجح الأسد، او بشكل خاص الروس والايرانيين بتغيير اتجاه الحرب السورية بشكل اعاد طرح امكانية خروج الدكتاتور السوري منتصرا من المواجهة وعودته للسيطرة على غالبية الاراضي السورية، بما في ذلك هضبة الجولان.

في ظل هذا الوضع من المؤكد ان بشار لا يملك مصلحة في التوصل الى تسوية مع خصومه. فالحل الوحيد بالنسبة له ولشركائه الروس والايرانيين، هو الدم والنار، اخضاع المعارضين وتنظيف سورية من المتمردين، ولكن ايضا من الجمهور الذي يؤيدهم. هذا يعني طرد ثمانية ملايين لاجئ خارج سورية، والان، مع نجاحات الجيش السوري الأخيرة، سيضاف اليهم بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ، وهكذا سيبقى بشار حاكما على دولة تركها اكثر من نصف سكانها.

لكن هذا كان يمكن فهمه من قبل كل شخص يبدي استعداده للاعتراف بالواقع. لكنه لا يمكن ارباك دول الغرب. التدخل العسكري بهدف انقاذ ابناء الشعب السوري ليس واردا في الاعتبار كما هو معروف. انه لم يطرح على جدول الاعمال في المراحل المتقدمة من الصراع، عندما كان الأمر اكثر سهولة وقابلا للنجاح، حتى وان كان قليلا. لكن الامريكيين ليسوا معنيين بمواجهة القوات الروسية ايضا. وفي المقابل يجب ارضاء عدد من الحلفاء العرب لواشنطن، وخاصة البث للرأي العام بأنه يتم عمل شيء ما في مسألة التراجيديا الدائرة في سورية.

اضف الى ذلك ان اوروبا يائسة اليوم امام ازمة اللاجئين التي ستحتدم خلال السنوات القريبة، سيما انه سينضم الى ملايين اللاجئين السوريين ملايين السنة العراقيين الذين ستكنسهم حكومة بغداد الشيعية خلال محاربتها لداعش. ومن داخل اليأس الأوروبي تندفع افكار وهمية، منها مثلا ان حل الصراع الاسرائيلي – العربي سيحمل، بفعل العصا السحرية،  الهدوء الى المنطقة وسيحل مشكلة داعش ويعيد اللاجئين من اروبا الى الشرق الاوسط.

هذه الأمور كلها انضمت الى السياق السوري في الجهود المبذولة لعقد مؤتمر دولي يقوم على خارطة طرق مفصلة، تبناها مجلس الأمن كقرار ملزم. ولكن ما العمل اذا كان الرابط بين خرائط الطرق والواقع هو من قبيل الصدفة البحتة فقط. وما العمل اذا كان وزير الخارجية الروسي يرسم الخرائط، بينما تقوم الطائرات الروسية بمئات الطلعات الجوية يوميا، وتتسبب بهرب ملايين السوريين من بيوتهم من اجل اخلاء الطريق لجيش الأسد.

في نظرة الى الوراء، نجد ان هراء الحديث عن السلام في الاشهر الأخيرة لم يوقف الحرب في سورياـ لا بل زادها تعقيدا ومنح الشرعية والوقت لنظام الأسد وحلفائه كي يستكملوا حرب الابادة التي يديرونها ضد المعارضين لهم، وايضا، يجب الاعتراف، من اجل تحقيق نتائج على الأرض.

ولكن بعد فشل جهود السلام الأساسية منذ البداية في سورية، وامام الانجاز المثبت في وجود عشرة ملايين لاجئ ومئات آلاف القتلى، يتوجهون في الغرب الان نحو الهدف التالي – مؤتمر سلام اسرائيلي – فلسطيني.

بيان صحفي

التعليـــقات