شهد الشهر الاول من عام 2016 تراجعا ملحوظا على عدد الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين مقارنة بتلك التي سجلت خلال الشهر الذي سبقه (كانون اول 2015) وخاصة الإسرائيلية منها، حيث رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" خلال كانون ثاني 2016 ما مجموعه 26 انتهاكا، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 13 منها في وارتكبت جهات فلسطينية 13 انتهاكا، وهو رقم ادنى بكثير مما سجل خلال الشهر الاخير من العام 2015 (63 اعتداء).
ارتبكت قوات الاحتلال خلال كانون ثاني 2016 ما مجموعه 13 اعتداءا ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية تمحور معظمها ضمن الانتهاكات الخطيرة ومن ابرزها اصابة اثنين من الصحافيين بالرصاص اثناء تغطيتهم احداثا في الضفة واعتقال اثنين اخرين.
واصيب مراسل تلفزيون فلسطين في قلقيلية انال باسم الجدع برصاصة معدنية اطلقها جنود الاحتلال اثناء تغطيته المسيرة الاسبوعية في بلدة كفر قدوم يوم 1/1، واستهدف جنود الاحتلال المصور الحر محمود ابو يوسف بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز بينما كان يغطي تظاهرة في سعير بمحافظة الخليل يوم 9/1، ودهمت قوة من جيش الاحتلال منزل مراسل شبكة "قدس الاخبارية" مصعب تميمي في الخليل يوم 11/1 وحققوا معه واستدعوه وهددوه بدعوى نقله اخبارا غير صحيحة، ويوم 12/1 اعتقل جيش الاحتلال الاسرائيلي مراسل قناة "فلسطين اليوم" في جنين الصحافي مجاهد السعدي بعد اقتحام منزله، فيما اعتدى جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز عسكري على مدخل قرية الجيب شمال غربي القدس يوم 13/1 على الصحفي امجد حسين معد برنامج مع الناس الذي تبثه اذاعة "راية اف ام".
واصيبت مراسلة شبكة "فلسطين بوست" صفية قوار بعيار ناري في قدمها اطلقه جنود الاحتلال بينما كانت تغطي احداثا في بيت لحم يوم 15/1، فيما منعت سلطات الاحتلال يوم 22/1 الصحفي في مجلة "افاق البيئة والتنمية" انس علي دار عابد من السفر الى الاردن، واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي يوم 31/1 مقدم البرامج الرياضية في راديو الخليل محمود القواسمي من منزله بمدينة الخليل.
سجل خلال كانون ثاني 2016 ما مجموعه 13 انتهاكا فلسطينيا ضد الحريات الاعلامية وقع 9 منها في الضفة و4 في قطاع غزة، حيث اعتقل جهاز الامن الداخلي يوم 2/1 في غزة الصحفي ايمن عالول مراسل قناة الفرات العراقية و DW من منزله.
واعتقل جهاز الامن الوقائي الصحفي الحر عبد الله محمود بني عودة وهو من بلدة طمون بمحافظة طوباس يوم 4/1 وحقق معه واحتجزه حتى اليوم التالي كما واعاد جهاز المخابرات اعتقال بني عودة يوم 24/1 لمدة ثلاثة ايام، كما واعتقل جهاز الامن الوقائي يوم 8/1 مدير تلفزيون نابلس وعضو مجلس ادارة وكالة "معا" الصحافي سليم سويدان من نابلس، ورفض جهاز المخابرات الفلسطينية منح مديرة تحرير اذاعة "احلى اف ام" الصحافية ريم العمري "الموافقة الامنية"، ما يحول دون تجديد رخصة الاذاعة، واعتدى عناصر امن فلسطينيون يوم 27/1 اكثر من مرة على الصحافي في تلفزيون الفجر الجديد سامي سعيد الساعي اثناء تغطيته احداثا في مخيم نور شمس في طولكرم واحتجزوه بعد ان اقتادوه الى مركز الشرطة.
ان مركز مدى ينظر بخطورة الى محاولات سلطات الاحتلال اسكات الصحافة الدولية خاصة قناتي الجزيرة و CBSNEWS من خلال التهديد، بحجة "قلب الحقائق، ونقل الأخبار بشكل معاكس للواقع" اثناء تغطيتها للعملية في باب العامود، بالإضافة الى مواصلة التحريض ضد بعض وسائل الاعلام المحلية خاصة تلفزيون فلسطين.
هذا الى جانب شكل جديد من الضغوط التي استهدفت الصحفيين الفلسطينيين تمثل بإنشاء صفحة على الانترنت حملت اسم "تحريض" تبين أنها صادرة عن "المعهد الأوروبي لمكافحة التحريض" بهدف "التحذير من الارهابيين" تقوم (الصفحة) على التشهير بمن تصفهم او يصنفهم القائمون على هذه الصفحة بانهم /يمارسون التحريض او المحرضين/ حيث اقدم هذا الموقع على نشر أسماء 14 صحافيا واعلاميا فلسطينيا ومعلومات شخصية خاصة عنهم تتضمن اسماء زوجاتهم وارقام هواتفهم متهما اياهم بانهم يمارسون التحريض، ما يعرض حياتهم واسرهم للخطر ويشكل عنصر ضغط عليهم.
كما ان مركز مدى ينظر بخطورة الى تعذيب الصحفيين اثناء اعتقالهم كما حدث مع العالول ووضعهم في ظروف سيئة كما حدث مع سويدان.
كما ان منع الصحافية ريم العمري من تقلد منصب مديرة التحرير في اذاعة "احلى اف ام" يتعارض مع قرار الحكومة الفلسطينية الذي صدر في نيسان 2012 ونص على إلغاء شرط "السلامة الامنية" لتقلد الوظائف العمومية، كما قضت محكمة العدل العليا في ايلول من نفس العام بعدم قانونية هذا الامر فضلا عن انه يساهم في الحد من تبوء الصحفية الفلسطينية مواقع قيادية في الاعلام المحلي.
كما ويؤكد "مدى" على ضرورة وقف انتهاك خصوصية الصحفيين من خلال اجبارهم على الكشف عن كلمات السر الخاصة بحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي او اجهزة حاسوبهم.
ان مركز "مدى" واذ يرحب بالانخفاض الملحوظ في عدد الانتهاكات قياسا بالأشهر القليلة الماضية، فانه يدين كافة الانتهاكات ويطالب بوقفها واحترام حرية التعبير، كما ويطالب كل المؤسسات الدولية بالتدخل السريع لإنقاذ حياة الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ اكثر من سبعين يوما.
©مركز مدى