رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الخميس

الخميس | 28/01/2016 - 02:53 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الخميس

اتهام ثلاثة مواطنين من عرعرة بمساعدة منفذ عملية تل ابيب نشأت ملحم

كتبت  الصحف الاسرائيلية انه يستدل من تفاصيل نشرت أمس، حول هرب نشأت ملحم من تل ابيب، بعد تنفيذ عملية ديزنغوف، ان الشرطة اهملت معلومات وصلت اليها من شقيقتين سافرتا في حافلة ركاب باتجاه الشمال، حول تواجد ملحم على متن الحافلة. وجاء في الخبر الذي نقلته الاذاعة العبرية الثانية ان الشقيقتين انتبهتا الى النظارة الغريبة التي كان يضعها على عينيه، وبقع الدم على ملابسه. كما انه كان يشعر بالضغط، وسمعتا السائق وهو يشرح له اين ينزل ويستقل حافلة أخرى مسافرة الى وادي عارة. وفي المساء عندما نشرت صورة ملحم اتصلت الشقيقتان ومشغل احداهن عدة مرات بمقر الطوارئ في الشرطة ومقر التوجهات العاجلة، دون ان يحظوا بأي رد. وبعد يومين فقط، يوم الأحد، توجهت احداهن الى محطة الشرطة في زبولون فقالوا لها: "اذا لم يرجعوا اليك حتى الآن فهذا دليل على أن معلوماتك غير ذات صلة".

وقالوا في الشرطة انه يجري فحص الموضوع، فيما وصف رئيس قسم الأمن في الشرطة، اهارون اكسويل، الادعاءات بفشل الشرطة بأنها "عاصفة في كأس ماء". وقال: "لو قمنا بالتحقيق مع البنتين في المساء نفسه لما كان ذلك سيغير من النشاط العملي. امكانية وجود نشأت في الشمال لم تغب عن اعيننا".

الى ذلك تكتب الصحف انه تم يوم امس، اتهام ثلاثة من سكان قرية عرعرة بمساعدة ملحم. ويدعي الشاباك في لوائح الاتهام التي تم تقديمها الى المحكمة المركزية في حيفا ان ملحم خطط لتنفيذ عمليات اخرى، وانه خطط ونفذ العملية لوحدة بدون مساعدة من احد.

وتتهم الشرطة امين ملحم وايوب رشيد بالتستر على مخالفات ومحاولة مساعدة العدو في ساعة حرب، وهي تهمة تصل العقوبة عليها الى الاعدام او السجن المؤبد. كما يتهم رشيد بحيازة اسلحة والتهديد. وحسب ادعاء النيابة فقد وفر امين وايوب المال والسجائر والمخدرات لنشأت ملحم. اما الثالث، محمد ملحم فيتهم بتزويده بهاتف خليوي.

ويسود التقدير في الجهاز الأمني بأن نشأت استلهم العملية من تنظيم الدولة الاسلامية داعش، وانه قام قبل مغادرته لتل ابيب بتعليق علم داعش على بناية في حي "رمات افيف". وقال الشاباك انه عثر في جهاز الهاتف الخليوي التابع لملحم على اشرطة يوثق فيها عدائه لأعداء الاسلام، اليهود والمسيحيين والشيعة، حسب تعبيره. وقال الشاباك ان مضامين اخرى عثر عليها في الهاتف ساعدت ملحم على "الاستعداد النفسي لتنفيذ العملية". ويصف ملحم في الأشرطة التي تم نشرها امس، استخدامه للمخدرات.

وتدعي لائحة الاتهام ان نشأت ملحم اختبأ بعد وصوله الى عرعرة في مخزن تابع لامين ملحم، والتقى الاثنان هناك وروى نشأت لأمين عن العملية التي نفذها في تل ابيب، وانه يرغب بالاستشهاد من اجل التكفير عن سلوكياته السابقة التي تعارضت مع الشريعة الاسلامية. وخلال تواجد نشأت في المخزن زوده امين بالطعام وقرآن واقترح عليه الاختباء في البيت المهجور الذي قتل الى جانبه لاحقا. كما تتهم النيابة محمد ملحم بالوصول الى المخزن والتقاء نشأت وشراء جهاز هاتف خليوي له.

وتدعي لائحة الاتهام ان نشأت ابلغ امين نيته تنفيذ عملية اخرى في العفولة وقتل اكثر ما يمكن من الناس، وقال انه تبقت في حوزته 32 رصاصة، وطلب من قريبه الحصول على ذخيرة اخرى. واقترح عليه امين تنفيذ عملية في معسكر 80، القاعدة العسكرية قرب برديس حنا، لكن نشأت عاد وقال لاحقا انه ينوي تنفيذ عملية اخرى في تل ابيب.

وفي مساء السادس من كانون الثاني، حسب لائحة الاتهام، وصل نشأت وهو يحمل السلاح وكان ملثما الى الدكان الذي يعمل فيه رشيد في عرعرة وطلب منه 2000 شيكل وسجائر، وابلغه انه ينوي تنفيذ عملية اخرى في 8 كانون الثاني، وطلب منه تزويده بذخيرة. ووعده رشيد بفحص الموضوع، واقترح عليه تنفيذ عملية في احدى مدن الشمال وليس في تل ابيب. وتشير لوائح الاتهام الى ثلاثة مواطنين اخرين كانوا معتقلين في القضية، وتم اطلاق سراحهم، حيث تدعي النيابة ان رشيد توجه اليهم طالبا مساعدتهم لتزويد نشأت بالذخيرة لكنهم رفضوا. وفي نهاية الامر تمكن رشيد من توفير طلب ملحم. وعندما علم والد رشيد بأن ابنه ساعد نشأت قام بتسليمه لشرطة عارة، فتم التحقيق معه واعتقاله.

وقال محامي امين ملحم، علي سعدي، ان نشأت هدد موكله بقتل زوجته وابنه اذا لم يساعده، فيما قال محامي رشيد، جميل خطيب، ان موكله ابلغ الشرطة بمكان وجود نشأت وساعدها بالوصول اليه. وقال انه ذهل حين تبين له بأن موكله يتهم بمساعدة عدو في ساعة الحرب.

 

اصابة اسرائيلي بجراح بالغة قرب مستوطنة غبعات زئيف

كتبت "هآرتس" ان مستوطنا اسرائيليا (40 عاما)، اصيب امس، بجراح بالغة في عملية طعن وقعت في محطة للوقود عند مدخل مستوطنة غبعات زئيف شمال القدس. وتم القاء القبض على الفاعل، فيما تم تحويل المصاب بجراح بالغة في القسم العلوي من جسده الى مستشفى شعاري تصيدق. وجاء من الشرطة ان منفذ الهجوم (18 عاما)، دخل الى المحطة وطعن الشخص الذي وقف عند مدخلها، ومن ثم القى بالسكين وحاول الهرب، لكنه تم اعتقاله من قبل مواطنين تواجدوا في المنطقة، وتسليمه للشرطة.

وكانت قوات الأمن قد اعلنت قبل ذلك بأنها احبطت عملية طعن قرب حاجز قلنديا، شمال القدس. وقالت الشرطة ان رجال الأمن قاموا بتمشيط حافلة ركاب وصلت الى الحاجز واثار شاب (17 عاما) من نابلس الشبهات، خاصة وانه لم يحمل معه أي وثيقة شخصية. وحاولت القوة تفتيشه، فقاومها ثم استل سكينا، فتم اعتقاله.

الى ذلك تواصل قوات الأمن فرض الطوق على قرية بيت عور التحتا ومنع الدخول والخروج منها، منذ مشاركة احد ابنائها في العملية التي قتلت خلالها مستوطنة اسرائيلية في بيت حورون، قبل ثلاثة ايام. وتوجه مركز الدفاع عن الفرد الى قائد المنطقة الوسطى روني نوما، امس، مطالبا برفع الطوق الذي اعتبره عقابا جماعيا للسكان.

وكانت قوات الأمن قد فرضت الطوق على القرية بعد قيام ابنها ابراهيم علان (22 عاما)، سوية مع حسين ابو غوش (17) من مخيم قلنديا، بتنفيذ العملية في بيت حورون. وقامت قوات الأمن ليلة امس الاول بمسح منزلي عائلتيهما تمهيدا لهدمهما.

حماس تعلن فقدان ثمانية نشطاء جراء انهيار نفق

كتبت "هآرتس" ان قيادة الذراع العسكري لحركة حماس في غزة، اعلنت بان ثمانية من محاربي وحدة الانفاق فقدوا داخل نفق انهار في مدينة غزة، ليلة امس الاول. ويدل هذا الحادث على قيام حماس بترميم انفاقها الهجومية، كما استدل قبل ذلك من موت احد نشطاء التنظيم الشهر الماضي، جراء انهيار نفق بالقرب من الحدود مع اسرائيل.

وتتفق هذه التقارير مع التقييمات الإسرائيلية التي نشرت في الاسابيع الأخيرة، والتي تحدثت عن قيام حماس باستثمار جهود عسكرية كبيرة في حفر الانفاق باتجاه إسرائيل، وتجديد مخزونها من الصواريخ، الأمر الذي يثير التخوف من حدوث تصعيد جديد. وحسب التقييمات فان عدد الانفاق التي تم حفرها حتى الآن، يقترب من عدد الانفاق التي كانت قائمة عشية عملية الجرف الصامد في صيف 2014.

العليا ترفض النظر في قرار اعتقال القيق اداريا

كتبت "هآرتس" ان المحكمة العليا، قررت امس، عدم البت في الالتماس الذي قدمه الأسير الاداري، الصحفي محمد القيق، المضرب عن الطعام منذ اكثر من شهرين في السجن الاسرائيلي. وحدد القضاة انهم سيبقون على الالتماس مفتوحا وانه يجب تزويدهم بمعلومات يومية حول حالة القيق الصحية، وفي حال تدهور حالته الصحية، ستطالب الدولة بتقديم موقفها بشأن مواصلة اعتقاله.

وناقش الالتماس القضاة الياكيم روبنشطاين ونسفي زيلبرطال ودفنا براك ايرز. ويتعلق الالتماس بمسألتين: سبب الاعتقال الاداري والاضراب عن الطعام. وفي مسألة سبب الاعتقال حدد القضاة بأنه بعد اطلاعهم على مواد التحقيق السرية توصلوا الى وجود ادلة ترسخ ادعاء الدولة بأن القيق ضالع في عمليات عسكرية والنشاط في الكتلة الاسلامية في جامعة بير زيت، والاتصال مع نشطاء حماس في غزة. ولذلك كتبوا في قرارهم انهم لم يجدوا قاعدة للتدخل في قرارات المحكمة العسكرية. وبالنسبة للإضراب عن الطعام، حدد القضاة بأن الوثائق الطبية التي عرضت امامهم، توضح بأن حالة القيق لا تزال مستقرة رغم وضعه الصعب.

ووصف محامي نادي الاسير، جواد بولس، قرار المحكمة بأنه مستهجن وبعيد عن تحقيق العدالة، فيما اتهمت منظمة "اطباء لحقوق الانسان" مستشفى العفولة الذي يرقد فيه القيق، بمنع طبيب مستقل من قبل المنظمة بزيارة الأسير. وقالت المنظمة ان المستشفى رفض السماح بالزيارة، فتوجهت المنظمة وعائلة القيق الى سلطة السجون بطلب الموافقة على ذلك، وعلى الرغم من موافقة السلطة الا ان المستشفى رفض السماح بالزيارة بادعاء انه لا يوجد لديه طبيب متفرغ لمرافقة طبيب المنظمة خلال الزيارة، وهذا على الرغم من ان وجود طبيب من قبل المستشفى ليس مسألة مطلوبة لا بل تتعارض مع واجب الخصوصية. وادعى المستشفى انه وافق على الزيارة لكنه طلب ترتيب الموعد مسبقا كي يستعد الطاقم المعالج للرد على الاسئلة بشأن العلاج.

هجوم "ام ترتسو" اليمينية يشمل الكتاب والمبدعين

تكتب "يديعوت احرونوت" انه تحت عنوان "المزروعين في الثقافة"، تنشر حركة "ام ترتسو" اليمينية، تقريرا حول المبدعين الاسرائيليين الذين يرتبطون بالحركات اليسارية. وفي اطار الاعلان الاول للحملة الذي نشر امس، تظهر الفنانة غيلا الماغور والأديب عاموس عوز، وهما عضوان في المجلس الشعبي لمركز "بتسيلم"، والكاتب المسرحي يهوشواع سوبول، عضو المجلس الشعبي لحركة "يش دين"، والمغني شانان ستريت، عضو المجلس الدولي لـ"الصندوق الجديد لاسرائيل".

وتدعي حركة "ام ترتسو" ان طاقمها عمل على اعداد التقرير بعد ان اكتشف بأن نشاط رجال الثقافة في التنظيمات اليسارية يتزايد. ووصفوا ذلك بأنه جزء من الهجوم على ميري ريغف منذ تعيينها وزيرة للثقافة. وجاء في الاعلان انه "مللنا تمويل فنانين يدعمون تنظيمات المزروعين". وبالإضافة الى الاسماء الوارد ذكرها تشمل القائمة الفنانين والادباء ريبكا ميخائيلي، ديفيد غروسمان، أ. ب يهوشواع، حافا البرشتاين، عدنا مدائي، سارة فون شفارتسا، رونا كينان وحتى المرحومة عنات غوب.

وقال المدير العام لحركة "ام ترتسو" متان بيلغ، انه "في كل مرة يحاول فيها منتخبو الجمهور في إسرائيل تطبيق المهمة التي القيت على عاتقهم من قبل الشعب بشكل ديموقراطي وشرعي، نصطدم بحملة تشهير من جانب "رجال الثقافة" الذين يحاولون اظهار انفسهم كمتنورين وتقدميين ويعرفون اكثر من بقية الجمهور. مرة يكون عاموس عوز، واخرى غيلا الماغور، او دافيد غروسمان. المشكلة ان هؤلاء يخفون نشاطهم وعضويتهم في تنظيمات المزروعين الذين يعملون بتمويل من حكومات اجنبية ومن الصندوق الجديد لإسرائيل.

وجاء من حركة "يكسرون الصمت" انها ترحب بالمبدعين الذين تم ضمهم الى القائمة السوداء للحركة الفاشية. "يشرفنا التواجد مع المبدعين والفنانين الذين قدموا مساهمة كبيرة للمجتمع والثقافة الإسرائيلية اكثر مما ساهمت او يمكن ان تساهم ام ترتسو في تاريخها".

الادارة المدنية: المستوطنون لم يقدموا حتى الان ما يثبت ادعاءاتهم بشراء البيوت في الخليل

علمت "هآرتس" ان رجال الادارة المدنية المسؤولين عن فحص صفقة شراء العمارتين اللتين يدعي المستوطنون امتلاكهما في الخليل، طلبوا تحويل وثائق الشراء الى لجنة التسجيل الأول، ما يعني ان مسألة الفحص ستستغرق وقتا طويلا.

وتقوم الادارة المدنية بفحص "صفقة الشراء" بشكل محموم بعد العاصفة السياسية التي سببها اخلاء المستوطنين من العمارتين يوم الجمعة الماضية، بعد اقتحامهم لهما يوم الخميس بادعاء ان شركة "العائدون للارث" التي يملكها أساف نحماد قامت بشراء البيوت. وكان وزير الأمن موشيه يعلون قد أمر بإخلاء المستوطنين بعد ان تبين عدم حصولهم على تصديق للصفقة، كما يحدد الأمر العسكري المعمول به في المناطق. وساند رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو موقف يعلون، لكنه قال انه يمكن للمستوطنين العودة الى العمارتين بعد ترتيب التصاريح المطلوبة.

ويدعي المستوطنون في وثائق قدموها الى الادارة المدنية انه تم شراء العمارتين من اصحابهما في عام 2008، من قبل "صندوق انقاذ اراضي أرض اسرائيل" وهو صندوق معروف بشراء الأراضي من العرب. وفي 2012 تم تحويل ملكية العمارتين الى شركة "العائدون للارث" التي يملكها أساف نحماد، رجل الشاباك السابق الذي يعمل على شراء الأراضي. وكانت هذه الشركة قد ادعت في السنة ذاتها بأنها اشترت "بيت همخفلاه" في الخليل، وهو ادعاء تم رفضه تماما.

وستعقد جلسة لدى وزير الأمن اليوم لمناقشة هذا الموضوع. وحسب موقف الادارة المدنية فانه لم يتم حتى الان توفير الوثائق المطلوبة، ولذلك لا يمكن الحسم في الموضوع. ويعتقد الطاقم المهني في الادارة المدنية بأنه حتى اذا تم تقديم كل الوثائق ويتضح بأنها صحيحة، فستبقى هناك حاجة الى مناقشة الموضوع في لجنة التسجيل الأول من اجل نقل ملكية البيوت، وذلك لأن البيوت ليست مسجلة في الطابو، وادعاء الملكية لها يعتمد حاليا على دفع رسوم الاملاك. ويشار الى ان لجنة التسجيل الاول هي جسم قانوني في الادارة المدنية يسمح بتسجيل الاملاك في الطابو. وتحتاج خطوة كهذه الى اجراءات طويلة يمكن ان تمتد على مدار سنوات. وعلى سبيل المثال نوقشت قضية "بيت همخفلاه" طوال ثلاث سنوات ونصف حتى تقرر نهائيا عد ثبوت صحة الصفقة.

الى ذلك قرر اورن حزان (الليكود) وبتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) العودة للتصويت الى جانئب الائتلاف بعد مقاطعتهما للتصويت احتجاجا على اخلاء المستوطنين من العمارتين. وجاء قرارهما بالعودة للتصويت بعد قيام رئيس الحكومة ووزير الأمن بتشكيل لجنة لشؤون الاستيطان، بناء على اتفاق مع البيت اليهودي، ووعدهما بإنهاء فحص وثائق المستوطنين خلال عدة ايام، وهي خطوة من شأنها اعادة المستوطنين الى العمارتين.

إسرائيل تطرح خطة لمحاربة BDS بالسيبر

تكتب "يسرائيل هيوم" انه في الوقت الذي تبدو فيه حملة نزع شرعية إسرائيل تتغلغل الى حد معين وتصل حتى الى الامين العام للأمم المتحدة، تقوم إسرائيل بإعداد خطة جديدة لمحاربة حركة BDS، في ملعبها البيتي: السيبر. ويتوقع ان تشمل الخطة، ادوات للرصد والتعقب واحباط نشاط BDS على الشبكة، وكذلك مهاجمتها بأدوات متطورة بشكل خاص.

يوم امس، قال وزير الشؤون الاستراتيجية غلعاد أردان، ان "تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، تدل اكثر من أي امر آخر على شكل عرض اسرائيل بشكل مشوه في العالم". واضاف اردان خلال مؤتمر "سيبرتك 2016" المنعقد في تل ابيب انه يجب التسبب لحركة BDS باستثمار الجهد والوقت من اجل الدفاع عن نفسها وليس مهاجمتنا فقط. وكشف مصدر من وزارة الخارجية شارك في المؤتمر، ان الوزارة تقوم منذ عدة سنوات بتفعيل وسائل هجومية كثيرة ضد نشطاء BDS "لا يمكن تفصيلها"!

وكشف الوزير اردان انه تم تخصيص اكثر من 100 مليون شيكل لاقامة ذراعين: واحدة تختص باحباط الهجمات ضد اسرائيل ودراستها وتعقبها على الشبكة وكشف الجهات التي تقف خلفها، والثانية هي ذراع للتحويل الايجابي.

وقال المبادر الى المؤتمر، أدم ميلشتاين، اننا "نرى بأن حركة BDS وضعت نصب اعينها هدف تدمير اسرائيل. خلال العامين الأخيرين حاول حوالي 40 تنظيما جامعيا في مختلف انواع الجامعات الامريكية تمرير قرارات بمقاطعة اسرائيل، وجرت محاولات كهذه في 400 جامعة. وقال رئيس معهد دراسات الأمن القومي، الجنرال (احتياط) عاموس يدلين، ان "اخطر دولة في الشرق الاوسط هي دولة الفيسبوك. من سيقودون الولايات المتحدة بعد 20 سنة يتعلمون اليوم في الجامعات التي تدور فيها دعاية معادية لإسرائيل وهذه مسلة مهمة".

وقال اردان بصفته وزيرا للأمن الداخلي، ايضا، انه ينوي تطوير قدرات السيبر في الشرطة، مضيفا ان "المخربين في العمليات الأخيرة اعترفوا بأنه تم تحريضهم بواسطة الرسائل التي تسلموها عبر الشبكات الاجتماعية. نحن ننوي الاستثمار اكثر في احباط هذ الموضوع".

"المصالحة بين إسرائيل وتركيا لن تكون على حساب العلاقات الاسرائيلية – اليونانية"

اتفق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة اليونانية تشيفارس، خلال لقاء بين الحكومتين في إسرائيل، امس، على ان العلاقات بين إسرائيل واليونان ستبقى قائمة في حد ذاتها، واذا تحققت المصالحة بين إسرائيل وتركيا فان ذلك لن يكون على حساب العلاقات الاسرائيلية – اليونانية.

وقد وصل رئيس الحكومة اليونانية الى اسرائيل مع ستة من وزرائه، لعقد جلسة رمزية مشتركة للحكومتين، تم خلالها التوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون في مجالات السياحة والعلوم والمواصلات والامن الداخلي. وسيزور نتنياهو قبرص، اليوم، للمشاركة في لقاء ثلاثي مع الرئيسين القبرصي واليوناني.

وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني امس، انه يأمل بأن تؤثر العلاقات الراسخة بين إسرائيل والدول الاوروبية على العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي. وحسب رأيه "هناك فجوة بين علاقاتنا الجيدة مع دول اوروبا مقارنة بعلاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي. نحن نعمل على تغيير ذلك". وبشأن المصالحة مع تركيا، ذكر رئيس الحكومة بأن إسرائيل لم تكن الجهة التي قادت الى تبريد العلاقات، وقال انه اذا طرأ تحول في السياسة التركية، فسنرحب بذلك.

غلؤون لهرتسوغ: "انت كاريكاتير المعارضة"

كتبت "هآرتس" ان النقاش الذي اجرته الكنيست امس حول اقتراح بحلها، تحول الى تبادل اتهامات بين قادة المعارضة، حيث هاجمت رئيسة حركة "ميرتس" زهافا غلؤون، رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ (المعسكر الصهيوني) ووصفته بأنه "كاريكاتير المعارضة" في اعقاب دعوته الى التخلي حاليا عن المفاوضات السياسية والسعي الى الانفصال عن الفلسطينيين.

وقالت غلؤون لهرتسوغ: "لقد نسيت ما تعنيه المعارضة. انت تنشغل في ارتداء قناع اليمين ولا يهمك الدمار الذي تتركه من خلفك. الجمهور ليس بحاجة لك لكي يصوت لبيبي، انه بكل بساطة يستطيع مواصلة التصويت لبيبي".

ولدى تطرقها الى قول هرتسوغ بـ"اننا لسنا يمين متطرف ولسنا ميرتس"، قالت غلؤون: "لن اسمح لك بالتشهير بميرتس في حملتك التعيسة نحو فقدان القيم والتوجه. لا يوجد تناسق بين حارقي الاطفال وبين ميرتس، او التنظيمات التي تقدس حقوق الانسان. انا اذكرك بأن القتلة الايديولوجيين نشأوا في إسرائيل في مسطح معين، في الساحة الخلفية لليمين وليس في ساحة اليسار. لا اصدق انه يجب علي قول ذلك لك".

وانضم رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة الى الانتقاد وقال لهرتسوغ ان "الشعب سيفضل التصويت لليمين وليس لظل اليمين".

وقال هرتسوغ في خطاب القاه بعد غلؤون انه "يجب مكاتبة الواقع، والواقع هو انه طالما تواجد نتنياهو وابو مازن في السلطة فانهما لا يستطيعان التوصل الى اتفاق. انت تعرضين حلما وبينت يعرض جهنم".

يشار الى ان الكنيست رفضت في ختام النقاش مقترحات نزع الثقة عن الحكومة.

ايلاند: "الحرب القادمة في الشمال يجب ان تكون بين اسرائيل ولبنان"

قال رئيس قسم العمليات السابق في الجيش الاسرائيلي، الجنرال (احتياط) غيورا ايلاند، ان "الحرب القادمة في الشمال يجب ان تكون بين اسرائيل ولبنان، لأن حزب الله هو جزء من المنظومة اللبنانية". وتطرق ايلاند في لقاء مع قناة موقع "واللا" الى التقييمات الاخيرة للجيش التي تقول ان احتمالات اندلاع حرب مع حزب الله منخفضة، لكنها اذا وقعت فستكون قاسية بشكل خاص.

وقال ايلاند انه يتفق مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو على ان حزب الله عالق في الحرب الاهلية السورية وان قوته تتآكل، "لكنه منذ حرب لبنان الثانية ازدادت قوته وليس فقد بالكم والقدرات الاعلامية، وانما بإطلاق الصواريخ ودقة الاصابة وقوتها، وهذه هي المشكلة الحقيقية لإسرائيل. الخطأ الاسرائيلي الأكبر بالنسبة لحزب الله يرتبط بالاستراتيجية الخاطئة".

وحسب تقييمات الجيش التي نشرت امس الاول، فان الجيش يستعد لامكانية قيام التنظيمات الارهابية في هضبة الجولان بالعمل ضد إسرائيل بواسطة العبوات الناسفة او الصواريخ المضادة للدبابات. وفي كل ما يتعلق بحزب الله، يسود التقدير بـأنه في حال وقوع مواجهة بينه وبين اسرائيل، فسيتم اسقاط طائرات اسرائيلية وسيقع الكثير من الجنود في الأسر، وسيتم اغلاق المطار ولن تنتهي الحرب بعد ايام قليلة. وفي المقابل ستتحول الكثير من المواقع التي اقيمت فيها مستودعات اسلحة لحزب الله في حوالي اكثر من 200 قرية شيعية لبنانية الى اهداف عسكرية لإسرائيل.

مع ذلك يسود التقدير في الجيش الى وجود احتمال ضئيل لاندلاع مواجهة مع حزب الله، لكن الدينامية التي قد تقود الى ذلك اصبحت اكثر حساسة. ويقدر الجيش الاسرائيلي بأن حزب الله مستعد للمخاطرة رغم وضعه. وفي هذه الاثناء تتولى روسيا تهدئة التوتر بين اسرائيل وحزب الله وتهتم بعدم نقل اسلحة من سورية الى حزب الله.

ويقول ايلاند انه يجب خوض الحرب القادمة ضد لبنان وليس ضد حزب الله لوحده، والا، كما يدعي، فان "نتائج حرب لبنان الثالثة ستكون اشد خطورة. الحرب المعلنة بين إسرائيل ولبنان، لأن حزب الله هو جزء من التنظيم السياسي في الدولة، ستؤدي الى دمار كبير في لبنان، ولا احد يريد ذلك، لا لبنان ولا الولايات المتحدة ولا اوروبا ولا حتى سوريا وايران، ولذلك فان الطريق الوحيدة هي جعل العالم يعمل على وقف اطلاق النار بعد ثلاثة ايام. هذه هي السياسة التي يجب ان تسود اليوم".

اما بالنسبة لغزة فيرفض ايلاند تقديرات الجيش بأن حماس ليست معنية بتصعيد الاوضاع مع اسرائيل، ويقول: "اننا نخطئ بشكل كبير. آمل بأن لا نكون قد فوتنا الموعد. الجرف الصامد انتهت بوقف اطلاق النار وتحدد بأنه خلال شهر سيتم عقد مؤتمر لترميم غزة. سمحنا لمصر بقيادة العملية وللسلطة بتسلم وتحويل الاموال، لكنهما ليستا معنيتان بترميم غزة".

مقالات

حاكموه أو اطلقوا سراحه

كتبت "هآرتس" في افتتاحيتها ان الاسير الاداري، محمد القيق، 33 عاما، يضرب عن الطعام منذ 65 يوما، مطالبا السلطات الإسرائيلية بإطلاق سراحه او محاكمته. القيق يخضع للعلاج في مستشفى "هعيمق" في العفولة، منذ شهر، والمحامين يقولون ان حياته في خطر. حتى الآن لم يتم تغذية القيق قسرا، رغم ان القانون الجديد يسمح بذلك، لكنه تم تقديم العلاج له خلافا لإرادته.

القيق، صحفي في قناة التلفزيون السعودية "المجد" واب لولدين، اعتقل في 21 نوفمبر الماضي في بيته في قرية القش، شمال رام الله. وحسب اقوال زوجته، فقد اضرب عن الطعام احتجاجا على طرق التحقيق التي وصفها بالتعذيب وبعد ان فهم بأنهم يريدون منه الاعتراف بالتحريض.

وبعد التحقيق معه فرض على القيق في 20 ديسمبر الاعتقال الاداري لمدة ستة أشهر، ولا تسمح سلطات السجن لعائلته بزيارته، عقابا له على الاضراب عن الطعام. وكانت السلطات قد اطلقت في تموز 2015 سراح والد محمد، احمد القيق بعد اعتقال اداري لمدة 13 شهرا. وحسب منشورات فلسطينية فان القيق ووالده يتماثلان مع حركة حماس.

القيق هو احد 660 اسيرا اداريا فلسطينيا تحتجزهم اسرائيل بدون محاكمة لمدة ستة اشهر واكثر (حسب معلومات متوفرة لدى التنظيم الفلسطيني الضمير لحقوق الانسان). القانون الدولي يسمح بالاعتقال الاداري في حالات متطرفة فقط، من اجل احباط التهديد الامني الملموس والفوري. ولكن الاعتقال الاداري تحول في إسرائيل الى سلوك منهجي ومريح للإسكات.

اضراب القيق المتواصل عن الطعام يذكرنا بإضراب الاسير الاداري السابق محمد علان الذي اضرب طوال اكثر من 60 يوما، احتجاجا على اعتقاله بدون محاكمة. لقد تم ارسال علان الى المستشفى، وتم اخضاعه للتنفس الاصطناعي لفترة زمنية وتهدد الخطر حياته، وفي نهاية الامر علقت المحكمة العليا امر الاعتقال الاداري ضده بسبب وضعه الصحي.

القيق، مثل علان، يتحدى الطريقة، من خلال المخاطرة بصحته وحياته. الادعاء بأن اطلاق سراح اسرى من نوعه يمكن ان يشكل سابقة لأسرى آخرين، ليس ذي صلة. فتطبيق الاجراءات القانونية العادلة ازاء هؤلاء الأسرى هو الذي سيمنع سوابق اخرى من الإضراب حتى الموت تقريبا.

قضاة المحكمة العليا الذين ناقشوا الالتماس بشأن القيق، امس، علقوا القرار بناء على وضعه الصحي. صحيح انه يجب اخذ حالته الصحية في الاعتبار، لكن الأهم من ذلك، انه اذا كانت الدولة تملك فعلا مواد ملموسة حول ارتكابه لمخالفات امنية، فمن المستغرب انه لا يتم مواجهته بها. على الدولة محاكمته حسب مبادئ سلطة القانون او اطلاق سراحه فورا.

هرتسوغ، تكتيكي او استراتيجي؟

يكتب أري شبيط، في "هآرتس" ان يتسحاق هرتسوغ ليس رجلا بمعني الرجل. انه ليس مفتول العضلات الاسرائيلي المتوفر، ولذلك، فان الشجاعة ليست من الصفات الرئيسية التي يتحلى بها. لكن الخطوة التي بدأ رئيس المعارضة بدفعها في الأسبوع الماضي، هي خطوة بالغة الشجاعة. هرتسوغ يحاول اعادة تعريف مفهوم السلام، بل حتى العملية السلمية ومعسكر السلام. اذا فشلت هذه الخطوة، سيضطر زعيم العمل الى البحث عن عمل آخر. ولكن إذا نجح – يمكنه ان يعيد الحياة لحزب العمل ولرئيسه. والاهم من ذلك: يمكنه ان يحقق اكبر انقلاب فكري مطلوب من اجل تحقيق الانقلاب السياسي الحيوي في إسرائيل.

نموذج السلام القديم كان ذلك الذي حدث في 1977: مصر الصلبة واسرائيل السخية، انور السادات ومناحيم بيغن وزيارة تاريخية. قمة السلام التاريخية، وهذا هو – سلام شامل ونهائي. خلال 20 سنة قال العمل وميرتس وحركات السلام للجمهور الاسرائيلي، انه يمكن تكرار قصة النجاح الكبير لقمة كامب ديفيد الامريكية – الاسرائيلية – المصرية، من خلال مؤتمر سلام امريكي – اسرائيلي – فلسطيني، ينهي الصراع نهائيا.

لكن الجمهور الاسرائيلي ليس غبيا، انه يفهم بأن فلسطين ليست مصر، ومحمود عباس ليس السادات، وان أي قمة سياسية لن تحل خلال اسبوعين مشكلة اللاجئين وقضية القدس وقضية الدولة اليهودية وقضية حماس. حتى اذا تم العثور على مناحيم بيغن اسرائيلي (مفاجئ) وحتى اذا توفر السخاء الاسرائيلي (الصارخ)، فانه لن تتواجد قيادة فلسطينية وجهاز سياسي فلسطيني يستطيع عمل ما فعلته مصر في 1977.

ولهذا، فقد كان من الواضح منذ زمن ان هناك حاجة الى نموذج جديد: نموذج 1975. ليس اتفاقا نهائيا كاتفاق بيغن والسادات، وانما اتفاقيات مرحلية كاتفاقيات يتسحاق رابين والسادات. ليس عملا حادا لإنهاء الصراع بروح جيمي كارتر، وانما خطوة تدريجية وخلاقة لتخفيف الصراع بروح هنري كيسنجر. لكنه لم يتم حتى الاسبوع الأخير العثور على راع سياسي للنموذج الجديد. ايهود براك، ايهود اولمرت، تسيبي ليفني، زهافا غلؤون وحتى يئير لبيد، واصلوا الحديث عن رؤية الاتفاق الدائم بهذا الشكل او ذاك. مرة تلو اخرى سافر من سافر الى رام الله لالتقاط الصور، ومرة تلو اخرى لعبت هذه الصور في ايدي المستوطنين. وبما أن الوسط – اليسار لم يعرض أي فكرة سياسية جديدة، واقعية وذات صلة، فقد انجرفت الغالبية الإسرائيلية نحو اليمين.

هذا الأسبوع تم فتح صفحة جديدة. لقد بدأ هرتسوغ بالحديث عن تقسيم البلاد بلغة اخرى. لقد عاد الى الواقعية الرصينة لبن غوريون ورابين. لقد اعترف بشكل مفهوم ضمنا: لن يتحقق السلام النهائي والمثالي خلال العقد القريب. وبدأ برسم طريق بديل: الانفصال عن الفلسطينيين. الانطواء داخل خط الفصل وخلق واقع جديد من خلال الحفاظ على الأردن كحدود امنية لدولة اسرائيل.

لأول مرة في القرن الحالي، يتخلى زعيم لحزب العمل عن لهجة السلام على بعد خطوة، وعباس غدا، وتناول الحمص بعد غد في جنين. هرتسوغ تخلى عن توجه كل شيء او لا شيء. يكفي انتظار غودو الفلسطيني، ويقترح على اسرائيل ترسيم حدودها وتحمل مصيرها.

لكن هرتسوغ يعاني من ضعف: انه يجد صعوبة في طرح علامات التعجب. حتى عندما يقوم بالخطوة الصحيحة فانه لا يعرف كيف يحدد ويعزز ويثير الالهام. وهكذا فان التحدي الفوري بالنسبة له هو تحويل الرسالة الجديدة الى مقولة واضحة وموجهة. خلق حدث مبلور، يحقق له ما حقق خطاب بار ايلان لبنيامين نتنياهو. عليه عدم المضي على صغائر الأمور وانما الكبيرة منها. ان لا يكون تكتيكيا حزبيا وانما استراتيجيا وسياسيا.

هل يتمتع هرتسوغ بالعظمة المطلوبة لعمل ذلك؟ الايام القادمة ستحسم ذلك، وهي التي ستحدد ما اذا كان لا يزال في حزب العمل الحيوية المطلوبة لإعادة نفسه الى مركز الخارطة والبدء بالسلام من جديد.

من "الحشاشين" وحتى داعش: سموم، جنس وجنون قاتل

يكتب رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم" ان الصور الشخصية التي التقطها نشأت ملحم، القاتل في شارع ديزنغوف، سمحت لليهود، حسب قوله، "بفهم مع من تورطوا". وفي الوقت الذي كان يحتسي فيه البيرة (المحرمة في الاسلام)، صرح القاتل بأنه جرب كل انواع السموم، بالحقن، والاستنشاق والتدخين. لقد اعادنا البطل الاسلامي بضربة واحدة الى حضارة السموم والقتل والجنون التي مارسها قتلة حركة "الحشاشين" الاسلامية في القرنين 11-13 والذين قاموا بتصفية "الكفار" المسلمين والصليبيين بوحشية.

وبالفعل، لقد تم العثور في حلبات الارهاب التي عمل فيها رجال داعش في فرنسا وانجلترا وافريقيا وافغانستان، وطبعا في العراق وسورية، على حقن وكبسولات وحبوب هذيان وسموم استخدمها ابطال الإسلام في حفلات المجون وقاموا بعدها بقطع الرؤوس واحراق الكنائس والمساجد واغتصاب النساء والقتل وطرح الالاف من بيوتهم وتفجير مواقع تاريخية نادرة.

ويتضح انه في اطار المزج بين القتل والسموم والجنون في "الطبق البتري" "للعائدين الى الدين"، هناك قائمة بأسماء مجرمين كبار من دول اوروبا وروسيا والدول العربية. لقد مر نزلاء السجون هؤلاء "بالتنوير" وتجندوا لمنظمة داعش وامثالها.

لقد بقيت ميول القتل والجريمة كما هي لكن "المؤمنين"، المخلوقات ذات الشعر الأشعث، واصحاب النظرات الجنونية والمسممين، يقطعون الآن رؤوس "الكفار" ويغتصبون ويقتلون – وهذه المرة بترخيص من الله، محمد والاسلام، ويتمنون مثل نشأت ملحم "عندنا" لقاء الله ومحمد ومضاجعة 72 عذراء في الجنة.

"اقتل ومت!" هكذا قال نشأت ملحم قاتل اليهود و"مدخن الحشيش" الذي دعا اوباما "الصليبي" الى دخول الاسلام، وشتم الشيعة واليهود وتحول بعد تصفيته الى جزء من معبد آلهة المرسلين الحاليين لله ونبيه. الحلبة الفلسطينية تطور اعراض مشابهة. الكثير من الشبان الهامشيين في المجتمع الذين كانت تحاصرهم كماشات التقاليد البطريركية انطلقوا الى الخارج بطفرة عنيفة من موجات السكاكين والدهس والقتل باسم الله ونبيه. وصولهم الى الحاسوب البيتي واطلاعهم على الحاسوب الذي لا يعرف الحدود، وعلى الحرية الإسرائيلية التي لا حدود لها، سرعت هذه العملية وخلقت علاقات رومانسية ممنوعة او صدام عنيف بين معايير المجتمع المحافظ والانفتاح الغربي المحبط والبعيد المنال.

ودخلت الى حيز الوعي الفوضوي رسائل التحريض الإسلامي على قتل اليهود والى جانبهم – من خلال لمسة للوحة المفاتيح - السطو والعنف وانحلال الغرائز والإباحية، كرموز لعالم المحتوى الغربي المحبط البعيد المنال، وكل ما تبقى هو تدميرها في عالمنا وتحقيقها في الجنة الإسلامية الموعودة فقط. هكذا ينتهي الشعور بالنقص، وعدم التوازن العاطفي، والهروب الى المخدرات، والشجار مع الوالدين أو الفشل الأخلاقي والرومانسي، بحملة إبادة إسلامية ضد الرموز التي تمثل الحرية الفردية الغربية: اليهود، الملهى، الشبان والفتيات الشقراوات. المسألة ليست فلسطين ولا الاقصى. نعم نشأت: بيرة ومخدرات وجنس. لقد فهمنا منذ زمن بعيد مع من تورطنا.

التحالف المتوسطي

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان الأتراك قد يتحدثون عن اعادة السفير، وعن تطبيع العلاقات، لكنهم فوتوا القطار. عندما رغبت اسرائيل بذلك، ركلهم اردوغان. والان عندما يُسمع أردوغان اصوات الراغب بذلك لا تسارع اسرائيل الى الانحناء عند اقدام السلطان من اسطنبول.

بصمت وهدوء، ومن دون طقوس وبدون بيانات دراماتيكية، يحاك من تحت الأنف، تحالف اقتصادي – امني على أساس مصالح استراتيجية راسخة بين اليونان وقبرص واسرائيل ومصر، وبشكل غير مباشر، مع الأردن ايضا. تحالف دول الحوض الشرقي للبحر المتوسط. واما تركيا، فقد بقيت في الخارج.

يوم امس وصل الى اسرائيل رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تشيباريس وبعض وزرائه- للمرة الثانية خلال الأشهر الثلاث الأخيرة – وسيتحدثون مع رئيس الحكومة نتنياهو ايضا عن التعاون الأمني بين البلدين، ومحاربة الارهاب والتعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد. وسيعقد المشاركون، اليوم، قمة في قبرص، ايضا بمشاركة الرئيس القبرصي، من اجل مناقشة الدفاع عن مصادر الطاقة – أي الغاز. ويوم امس، عاد وزير الأمن موشيه يعلون من زيارة عمل في اليونان، حيث اجرى لقاءات مع وزير الدفاع، ووزير الأمن الداخلي، ورئيس الأركان وقيادة الجيش اليوناني، ودعي لتكرار الزيارة خلال الأشهر القريبة. صحيح ان اليونانيين لا يملكون المال لشراء السلاح، لكنهم يملكون الكثير من الرغبة بالتعاون وتقاسم المعلومات وتنفيذ مناورات مشتركة. بالنسبة لإسرائيل، يجري الحديث عن علاقة بالغة الاهمية مع دولة عضو في الناتو – خاصة في ضوء حقيقة عدم قيام تركيا ببذل جهد حقيقي لتوثيق التعاون بين اسرائيل والناتو. كما زار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليونان في نهاية العام الماضي، وناقش هناك مسائل امنية.

لقد بدأ توثيق العلاقات مع اليونان في عام 2010، عندما حدثت فجوة بين اسرائيل وتركيا. وفي عام 2013 تم توقيع مذكرة التفاهم الامني بين اسرائيل واليونان، وبدأ الجيشان بالتدرب معا. وفي كانون الثاني 2015، مع استبدال السلطة في اليونان وفوز تشيباريس برئاسة الحكومة، تخوفت اسرائيل من جمود العلاقات مع اليونان. لكن هذا لم يحدث، بل على العكس، تم توثيق العلاقات.

الأتراك يشعرون بالقلق ازاء هذا المسار المتوسطي الذي يعزلهم ليس عسكريا فحسب، وانما اقتصاديا، ولذلك فانهم يسعون لفتح الباب على اسرائيل. لكن اسرائيل لا تملك أي سبب لتخفيف العلاقات مع اليونان من اجل تركيا، وفوق هذا ينظر المصريون بعين الشك الى كل تقارب بين إسرائيل وتركيا، المنبوذة في اعينهم – ومصر بالنسبة لإسرائيل هي المرساة الاستراتيجية الثانية من حيث اهميتها بعد الولايات المتحدة.

في المقابل ابرز التفكك الاقليمي في السنة الأخيرة قوة جديدة تغازلها الولايات المتحدة وروسيا: الاكراد في سوريا والعراق الذين اثبتوا قدرتهم على محاربة داعش. القوتان العظميان تتصارعان الآن على لفت انظار الأكراد اليهما، بل ان الولايات المتحدة تقوم سرا بإنزال مساعدات للأكراد في سوريا – من بينها صواريخ مضادة للدبابات ووسائل قتالية اخرى – وتتسبب بذلك بالجنون للأتراك، بينما يقدم الروس مساعدة للأكراد على الحدود السورية التركية، وهو ما شكل خلفية لإسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا.

يطمح الأكراد الى الاستقلال، والظروف تنضج تباعا لتحقيق ذلك، رغم الفوارق السياسية بين الأكراد في العراق وسوريا وتركيا. هذا هو كابوس الأتراك: 40 مليون كردي يقيمون دولة مستقلة، او أي كيان معاد آخر، يجلس على اعناقهم. العلاقات الكردية – الاسرائيلية شهدت ارتفاعا وهبوطا، ولكن لا شك بأنه اذا اضطرت اسرائيل الى الاختيار بين القيادة الكردية وبين اردوغان – الذي لا يخفي العداء لإسرائيل – فان التحالف مع الأكراد سيكون اكثر اهمية.

في المحادثات الجارية اليوم بين إسرائيل وتركيا، بقيادة المحامي يوسف تشاحنوبر، يسود الشعور بأن اسرائيل تتحدث مع تركيا بشكل منفصم: الشرطي الجيد، وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو، والشرطي السيء اردوغان. يتفقون على شيء مع وزير الخارجية، وعندما يصل الأمر الى اردوغان ينقلب كل شيء. لا يوجد أي امل بتحسن العلاقة مع رجل الاخوان المسلمين اردوغان، لكن المصالح الاسرائيلية المشتركة مع مصر واليونانيين والقبارصة والأكراد، وحتى السعوديين، تضمن منظومات علاقات اكثر استقرارا.

بيان صحفي 

التعليـــقات