رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاربعاء

الأربعاء | 27/01/2016 - 11:29 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاربعاء


مون: "من طبع البشر مقاومة الاحتلال"، ونتنياهو يرد: "هذا دعم للإرهاب"

كتبت "هآرتس" ان الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعا اسرائيل، امس، الى الامتناع عن البناء في المستوطنات، وقال انه "من الطبع البشري" مقاومة الاحتلال. ورد نتنياهو على ذلك متهما مون بأن تصريحاته "تساند الارهاب".

وجاء تصريح مون في اطار خطاب القاه في مجلس الأمن حول الشرق الاوسط، ودعا اسرائيل والفلسطينيين الى العمل نهائيا من اجل "منع اختفاء حل الدولتين" وقال انه يشعر بالقلق الشديد ازاء التقارير التي اشارت الى مصادقة اسرائيل على بناء اكثر من 150 وحدة اسكان جديدة في الضفة الغربية. واضاف: "هذه الخطوات الاستفزازية ستزيد من عدد المستوطنين وستعمق التوتر وتمس بفرص التوصل الى اتفاق سياسي".

وقال مون ان استمرار البناء في المستوطنات يشكل "اهانة للشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي" ويطرح تساؤلات حول مدى "التزام اسرائيل بحل الدولتين".

وشجب مون اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل ودعا الى وضع حد للتحريض، لكنه قال انه "كما اثبتت الشعوب المضطهدة على مدار التاريخ فانه من طبع الانسان مقاومة الاحتلال".

وقال نتنياهو في تعقيبه على تصريحات بان كي مون، انه "لا يوجد مبرر للإرهاب – القتلة الفلسطينيين لا يريدون بناء دولة وانما تدمير دولة وهم يقولون ذلك علانية. انهم يريدون قتل اليهود حيث كانوا ويقولون ذلك علانية. انهم لا يقتلون من اجل السلام ولا من اجل حقوق الإنسان". وحسب نتنياهو فان "الامم المتحدة فقدت منذ زمن حيادها وقوتها الاخلاقية وما قاله امينها العام لا يحسن من وضعها".

وقالت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي معقبة على اقوال مون ان "بين باريس وعتنئيل الارهاب هو ذات الارهاب، وهو لا يميز بين البشر. الامين العام الذي يحاول تطبيق فرق تسد يمس بالنضال العالمي الذي تقوده إسرائيل ضد الارهاب ويمنح شرعية للقتلة كي يواصلوا القتل".

الجيش الاسرائيلي يتوقع تصعيدا في الضفة ما لم تقم إسرائيل بخطوات للتهدئة

نشرت "هآرتس" و"يسرائيل هيوم" استعراضا للتقييمات الجديدة للجيش الاسرائيلي بعد مرور حوالي اربعة شهر على موجة العمليات، وفي مركزها اعتقاد الجيش الاسرائيلي بوجود محفزات كبيرة للتصعيد في الضفة الغربية، اذا لم يتم القيام بخطوات لتهدئة الاوضاع، بواسطة تحسين الاوضاع الاقتصادية او التعاون الوثيق مع اجهزة الأمن الفلسطينية. وكتبت "يسرائيل هيوم" ان سنة 2016 ستحتم على الجيش الاستعداد بشكل اكبر للحرب، وهذا لا يعني ازدياد محفزات الحرب وانما لأنه في ظل اوضاع معينة يمكن وقوع الحرب. هذا هو السطر اخير للتقييمات العسكرية الأخيرة.

وكتبت "هآرتس" ان الجيش يعتقد بأنه على الرغم من حدوث انخفاض في عدد العمليات، حتى تلك التي تعتبر قاسية، وكذلك انخفاض عدد التظاهرات التي تحدث في مراكز النشاط في الضفة، الا ان العمليات الأخيرة – في عتنئيل وتقوع وعناتوت وبيت حورون- تشير الى تغيير في التوجه، حيث بدأ "المخربون" بتنفيذ عملياتهم داخل المستوطنات. ويواصل الجيش الاعتقاد بأن المقصود ليست عمليات منظمة وانما شبان ينشطون بشكل غير ممأسس، بحيث يتم استلهام العمليات من سابقاتها، لكن سلسلة العمليات التي وقعت في المستوطنات تثير مخاوف في الجهاز الامني من محاولة المقلدين تنفيذ عمليات مشابهة.

وحسب التقييمات كما تنشرها "يسرائيل هيوم" بتوسع" فان الحرب ستختلف عما اعتدناه خلال العقدين او الثلاثة عقود الأخيرة. ففي هذه الحرب قد يتم اصابة السفن واسقاط طائرات وربما اغلاق مطار بن غوريون. ويوضح الجيش بأنه يتمتع بقوة "توجيه ضربة قوية" لكل من يمس بإسرائيل، لكنه يحظر الاعتقاد بأنه يمكن انهاء الحرب خلال 48 ساعة فقط.

وحسب الرأي السائد في الجيش، فان العوامل الخمس التي تبلور الأمور بشكل رئيسي في الشرق الاوسط خلال العام الجاري، هي التدخل الروسي في سوريا، الاتفاق النووي مع ايران، تنظيم داعش، المتغيرات في السعودية والتوتر على الحلبة الفلسطينية (التي لا تؤثر بشكل جوهري على الشرق الاوسط رغم اهمية الموضوع بالنسبة لإسرائيل).

التهديد الرئيسي الذي يستعد له الجيش الاسرائيلي هو حزب الله. حسب التقييم الجديد، فان احتمال مبادرة حزب الله الى حرب ضد إسرائيل منخفضة، لكنه يسود الاحتمال المتوسط بأن عود الثقاب الذي سيشتعل سيتحول الى مواجهة. ويعتقد الجيش انه على الرغم من كون إسرائيل تردع التنظيم، الا انه مستعد للمخاطرة من اجل الحفاظ على خطوطه الحمراء.

وحسب التقييمات فانه في كل لحظة يتواجد بين 6000 الى 7000 ناشط من حزب الله في سورية ويشاركون في الحرب ضد المعارضين للنظام السوري. ومنذ بداية الحرب فقد حزب الله حوالي 1300 جندي، واصيب حوالي 10 آلاف جندي.

وبالإضافة الى ذلك فان التنظيم يواجه ازمة اقتصادية صعبة، تنبع من تقليص الموارد التي تصل من ايران بسبب ضائقتها الاقتصادية. مع ذلك يشيرون في الجيش الى قيام التنظيم باستثمار ما يصله من اموال على الجبهة اللبنانية اولا، مقابل إسرائيل، اما الحرب السورية فتحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية.

في الجيش يقولون انهم لا يلاحظون نقل منظومات اسلحة روسية مباشرة الى حزب الله، رغم ان روسيا تتحمل المسؤولية عن الدول التي تشتري الأسلحة منها وتحولها الى حزب الله. روسيا ليست معنية بنقل اسلحتها الى التنظيم الارهابي ولا تغض النظر عن ذلك. وبشكل عام ينظر الجيش الاسرائيلي الى التواجد الروسي في سوريا كفرصة.

بالنسبة للاتفاق الايراني، يشير الجيش الى انه ينطوي على فوائد ايضا، وان حقيقة تقليص كمية اجهزة الطرد المركزي في ايران تعتبر انجازا كبيرا. وعلى الرغم من ذلك، يشير الجهاز الامني الى انه كان يمكن تحقيق اتفاق افضل، يتناول ايضا تدخل ايران في المنطقة وحقيقة تمويلها لحزب الله ودعمها لحماس.

في إسرائيل لا يتخوفون جدا من تحرير عشرات مليارات الدولارات لإيران بفعل الاتفاق، ويشيرون الى انه كلما كان النمو الاقتصادي بطيئا، كلما تقلصت قدرات ايران على دعم الارهاب.

في الموضوع السوري، يعتقد الجيش ان الاتفاق المتبلور هذه الأيام في فيينا سيتم توقيعه، لكن الاختبار الحقيقي يكمن في التطبيق. اسرائيل لن تخرج ضد قرار العالم محاربة التنظيم الجهادي، بل انها تساعد في ذلك. لكن التخوف هو ان يخرج المسار الراديكالي (سوريا، ايران وحزب الله) معززا من المواجهة مع داعش ويحظى بالأمان. في إسرائيل يريدون رؤية هذا المسار ينتصر في المواجهة، ولكن ان يبقى ايضا ضعيفا ومكبوحا.

في الجيش يتطرقون الى التهديد الذي يطرحه داعش امام العالم كـ"حرب عالمية ثالثة"، بمفهوم المس بالحضارة الغربية، كما انعكس الأمر في عمليات باريس واسقاط الطائرة الروسية في سيناء. بعد مرور 1000 سنة، يقولون في الجيش، تشكل عمليات داعش نوعا من الانتقام من الحملات الصليبية.

حسب الجيش فان ذراع داعش الاكثر نضجا للمس بإسرائيل هي "ولاية سيناء" التي تعمل في شبه جزيرة سيناء. التهديد الذي تتعرض له إسرائيل من قبل التنظيم اصبح اكثر معقولا، وخلال الفترة الأخيرة تسمع بشكل اكبر، اصوات في التنظيم تدعو لتوجيه الموارد ضد اسرائيل.
بالنسبة للحلبة الفلسطينية، يشيرون في الجهاز الامني الى التراجع الكبير في كمية العمليات العامة، والعمليات القاسية ايضا.

ورغم ذلك، يسود الاعتقاد في الجيش بأنه على الحلبة الفلسطينية يتزايد احتمال التصعيد، في حال عدم التدخل لتهدئة الاوضاع – سواء بواسطة تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين او من خلال التنسيق مع اجهزة الأمن الفلسطينية.

على جبهة غزة، يقول الجيش ان احتمال الوصول الى مواجهة اخرى اصبح قائما. فحماس تبني قوتها بشكل حثيث وتواصل ترميم قدراتها: تحت الأرض، بواسطة حفر الانفاق، وفوقها بواسطة انتاج الصواريخ. حاليا تخضع حماس للردع، لكن الردع لن يبقى طويلا. الذراع العسكري للتنظيم يريد الارتباط بإيران، بينما ترغب القيادة السياسية بدعم من السعودية التي تواجه ايران.

الى ذلك هدد منسق عمليات الحكومة في الضفة، يوآب مردخاي، امس، بإغلاق المعابر الحدودية بشكل مطلق مع قطاع غزة، لأن "حماس تجند التجار والعمال والمرضى الذين يدخلون الى اسرائيل في نشاطها الارهابي" على حد قوله.

وقال مردخاي لصحيفة "القدس" امس، ان حماس تحاول استغلال التصاريح التي تمنح للعمال الذين يخرجون الى الضفة، ويسبب ذلك لإسرائيل اعادة التفكير المرة تلو الأخرى بإصدار التصاريح لسكان غزة، وهذا الامر سيقود في النهاية الى اغلاق المعابر بشكل مطلق. وطرح مردخاي عدة امثلة على استغلال هذه التصاريح، منها الطلب من مريض من خانيونس دخل الى إسرائيل للعلاج، نقل معلومات الى ناشط ارهابي في نابلس، وضبط تاجر من مخيم الشاطئ وهو يحاول تهريب بضائع لحماس.

وقال مردخاي ان "حماس تخطط للمواجهة ولا تخدم جمهورها في القطاع. وفي اعقاب العملية الأخيرة تبنت إسرائيل خطة مساعدات اقتصادية للقطاع، واصدرت اكثر من 100 الف تصريح دخول الى اسرائيل في 2015. لكن حماس تفرض ضرائب على التحركات على المعابر وتحول الأموال لصالح بناء قوتها وليس لرفاهية السكان".


تقرير أممي: "اسرائيل تزود جنوب السودان بالأسلحة ووسائل للتصنت"

كتبت صحيفة "هآرتس" ان تقريرا أمميا يحدد بأن اسرائيل تزود جنوب السودان بوسائل استخبارية تستخدمها السلطات هناك للتصنت على معارضيها والناشطين ضدها. وقام بإعداد هذا التقرير طاقم من خبراء الأمم المتحدة من اجل فحص تطبيق العقوبات في جنوب السودان، وتم تقديمه في الأيام الأخيرة الى مجلس الأمن. كما يحدد التقرير بأن الجانبان المتصارعان في جنوب السودان يواصلان امتلاك الأسلحة والمعدات العسكرية رغم العقوبات المفروضة عليهما.

ويأتي هذا التقرير مكملا لتقرير مرحلي تم نشره في آب الماضي، وأشار في حينه الى ان قيام جيش جنوب السودان وكبار ضباطه باستخدام اسلحة اسرائيلية الصنع. وشمل التقرير المرحلي صورا للجنود المسلحين ببنادق ساعر من طراز "ACE"، وهي نسخة مطورة من بنادق "جليل". ويدعي طاقم الخبراء الان بأن بنادق "ACE"، واسلحة إسرائيلية اخرى، نماذج مصغرة من بنادق جليل، منتشرة في جنوب السودان، خاصة في مناطق المعارك بين النظام والمعارضة.

ويشير التقرير الى حيازة جيش النظام في جنوب السودان لبنادق "ACE" الإسرائيلية التي تم امتلاكها قبل الحرب الاهلية، وتم استخدامها خلال الهجوم على قبيلة النوير في كانون الاول 2013، والتي شكلت بداية للحرب الاهلية.

وتم خلال المعارك التي وقعت بعد عامين من استقلال جنوب السودان، ارتكاب الكثير من جرائم الحرب، من بينها اعمال ذبح واغتصاب. ويشير تقرير الامم المتحدة الصادر في تموز الماضي الى "وقوع تسع حالات على الاقل تم خلالها احراق النساء والبنات بعد اغتصابهن الجماعي من قبل عدة جنود".، كما اشار الى اعتداءات جنسية بالغة تم في بعضها اغتصاب امهات امام عيون اولادهن.

وفي شهر آب الماضي، بعد عشرين شهرا  من الحرب، تم توقيع اتفاق سلام تحت طائلة التهديد الدولي بفرض عقوبات عليهما. وبعد عدة اشهر قرر مجلس الأمن فرض عقوبات على الطرفين، وتم تشكيل طاقم الخبراء الذي يفترض فيه تعقب ما يحدث في البلاد.
نتنياهو يعلن رسميا تشكيل قوة السيبر في الجيش الاسرائيلي

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كشف خلال خطابه امام مؤتمر "سيبرتاك 2016" الذي افتتح في تل ابيب انه من اجل الاستعداد لمواجهة هجمات السيبر انشأ الجيش الاسرائيلي قوة سيبر تشبه في قوتها سلاح الجو، سلاح البحرية وسلاح اليابسة.

واضاف نتنياهو: "لقد اقمنا شبكة قومية للدفاع بواسطة السيبر وعينا رئيسا لها، اعتقد انه سيسهم في دفع الموضوع الى الامام بسرعة كبيرة. وهذا يعني اننا ننسق كل جهود الدفاع عن السيبر المدني مع عنوان واحد. واذا لم نفعل ذلك، فلن نتمكن من توفير الأمن الكبير في مجال السيبر للشركات، للبنى التحتية الحيوية وللمدنيين".

وتطرق نتنياهو الى تنظيم داعش الارهابي، وقال انه "احدى الحالات الفريدة في التاريخ التي تملك فيها القوى التي تسعى الى اعادة البشرية الى الوراء، وسائل تدفع البشرية الى الأمام. قوى العصور الوسطى تقاد من قبل تيارين من الإسلام المتطرف، الشيعة المتطرفين بقيادة ايران، والسنة المتطرفين في داعش، والمشكلة انهم يملكون تكنولوجيا متقدمة. يتحتم علينا ضمان انتصار قوى المستقبل على قوى عهد الظلام".

وقال نتنياهو: "لقد اعلنت في السابق بأننا ننوي ان نصبح احدى قوى السيبر الخمس الرائدة في العالم، واعتقد اننا حققنا ذلك. إسرائيل لن تكون مجرد قوة سيبر بقواها الذاتية وانما ستنتج هذه القدرات لكي يستخدمها العالم".

في هذا السياق حصلت شركات السيبر على ضوء اخضر من نتنياهو باختراق العالم مع التكنولوجيات التي طوروها. واوعز نتنياهو لمقر السيبر القومي ببلورة حد ادنى من التوجيهات، حتى من خلال المخاطرة بهدف دعم استمرارية نمو وازدهار هذه الصناعة. وحسب اقوال نتنياهو فقد "كان المبدأ حتى الآن هو ان كل شيء ممنوع وان ما نقوله نحن فقط هو المسموح به، والان نحن نريد الانتقال الى نمط السماح بكل شيء الا ما نقول بأنه ممنوع".
الى ذلك كشف وزير البنى التحتية القومية، الطاقة والمياه، يوفال شطاينتس، خلال المؤتمر، ان "إسرائيل تعرضت خلال اليوم الأخير الى عملية ارهابية استهدفت شبكة الكهرباء، وتم على الفور علاجها من قبل نائب المدير العام لطاقم الطوارئ والمعلومات والسيبر في وزارة الطاقة، تمير شنايدرمان، بمساعدة مقر السيبر القومي. ولكي نتمكن من الاحتماء اضطررنا الى اغلاق جزء من منظومة الحواسيب في شبكة الكهرباء، وهذه عينة طازجة وممتازة تثبت الحاجة الى الدفاع بواسطة السيبر". وقال شطاينتس انه تم العثور على الفيروس، وتفعيل برنامج احباطه في حواسيب شركة الكهرباء".

يعلون يتهم تركيا بدعم وتمويل داعش والارهاب

كتبت "هآرتس" ان وزير الأمن موشيه يعلون، اتهم خلال زيارة عمل قام بها الى اليونان، امس، تركيا بمساعدة داعش بدل محاربة الارهاب، وقال ان "داعش تستمتع بالمال التركي". وهاجم يعلون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني فانوس كمانوس، السياسة التركية ازاء داعش لكنه اعرب عن امله بأن تتحسن العلاقات بين انقرة والقدس.

وحسب يعلون فان التعاون بين تركيا والارهاب في الشرق الاوسط، ينعكس في ثلاثة طرق: انها تمتلك النفط من داعش "منذ زمن بعيد"، وتسمح لنشطاء الجهاد بالعبور في أراضيها من اوروبا الى سوريا والعراق وبالعكس، وتحتضن في اسطنبول مقر حماس الارهابي خارج القطاع.

وتطرق وزير الأمن الى علاقات اسرائيل - تركيا واعرب عن امله بحدوث تحسن في العلاقات اذا اوقفت تركيا دعمها لداعش، معتبرا ان الامر يعود لتركيا، "فاذا توقفت كل هذه الاعمال، وابدت استعدادها لترميم العلاقات معنا، فربما تصبح شريكا في العمل ضد الارهاب بدل ان تساعده".

وادعى يعلون ان تركيا هي التي اختارت دهورة العلاقات مع إسرائيل وان القمة انعكست في استفزاز اسطول مرمرة".
وحسب يعلون فانه يمكن هزم داعش في سورية، لكن الامر يحتاج الى وقت طويل. وقال: "داعش يتواجد في سورية والعراق وسيناء وليبيا وأيديولوجيته القاتلة تتواجد في كل مكان، بما في ذلك التسلل الى دول الغرب التي تنفذ فيها عمليات ارهابية من قبل مخربين يتأثرون بداعش، ولذلك يحتاج الامر الى وقت لهزم داعش لكنه يمكن عمل ذلك".

ريغف تطرح قانونا يخولها صلاحية منع تمويل مؤسسات ثقافية لا تكن الولاء لاسرائيل

كتبت "هآرتس" انه من المتوقع ان تطرح وزيرة الثقافة ميري ريغف، في الكنيست، اليوم، ما تسميه "قانون الولاء في الثقافة". وحسب المسودة التي وصلت الى "هآرتس" فان ريغف تسعى لتسليمها صلاحية منع تمويل المؤسسات الثقافية التي تمس بدولة اسرائيل ورموزها، وهي صلاحية تخضع حاليا لوزارة المالية.

كما تنوي الوزيرة زيادة الغرامة التي ستفرض على المؤسسات التي تخرق القانون (الذي حظي باسم "قانون النكبة") من خلال الدعوة الى رفض وجود اسرائيل كدولة للشعب اليهودي، ورفض طابعها الديموقراطي او الاعراب عن دعمها للإرهاب او الكفاح المسلح. وخلافا للوضع الحالي، فان القانون الجديد يقترح السماح للوزارة بمنع التمويل مسبقا، وليس بعد حدوث الخرق القانوني.

يشار الى ان توجيهات المستشار القانوني للحكومة، والمعمول وفقا لها حاليا، لا تخول وزارة الثقافة اشتراط دعم المؤسسات الثقافية بالبرامج التي تعرضها. ولكن ريغف تنوي تغيير ذلك، وقالت امس انها ترفض ان تكون "صراف آلي". مضيفة: "لدي مسؤولية عن المال العام وهذا القانون سيمنحني الصلاحية لتطبيق مسؤولياتي وسحب الدعم من مؤسسة تخرق القانون". وادعوا في مكتب الوزيرة ان النص القانوني المقترح سيحسن مراقبة المؤسسات الثقافية.

مقالات

الجيش الاسرائيلي لا يتماشى مع توجيهات نتنياهو.

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس"  ان تقييمات الجيش الاسرائيلي، كما نشرت، امس الثلاثاء، تحدد الفجوات بين الموقف الرسمي لإسرائيل، الذي ينعكس في تصريحات رئيس الحكومة وبعض الوزراء، وبين تحليل المهنيين للوضع على الساحة الفلسطينية. ففي الوقت الذي يختار فيه نتنياهو التركيز على التحريض الفلسطيني، ويواصل توجيه أصابع الاتهام الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يؤكد الجيش جوانب اخرى للواقع في المناطق.

في الجيش يقللون من التطرق الى التحريض، ويشخصون في المقابل محفزات عالية لتصعيد العنف في المناطق، إذا لم يتم اتخاذ تدابير للتدخل من اجل تهدئة الأوضاع. كيف سيحدث هذا؟ الجيش يمنع من التطرق لكل ما يرتبط بالأفق السياسي للفلسطينيين، ولكنه يوصي بشكل علني بالحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع السلطة وخاصة استمرار التنسيق الأمني مع اجهزتها الأمنية. ويعتبر الجيش هذين التوجهين كابحان أساسيان لحدوث تدهور آخر في الأوضاع.

هذه الأمور، بالإضافة الى التوصية الواضحة بمواصلة تشغيل حوالي 120 الف عامل فلسطيني في إسرائيل والمستوطنات، قيلت بعد أقل من يوم على العملية التي اسفرت عن قتل شلوميت كريغمان في بيت حورون. فردا على العملية أمر رئيس الحكومة الجيش بتنفيذ امر سابق له بتطويق القرية الفلسطينية المجاورة للمستوطنة، بيت عور التحتا، ومنع خروج العمال منها يوم امس. ومع ذلك، يكرر الجيش تحذيره من أن سحب تصاريح العمل بشكل شامل من الفلسطينيين، سيؤدي الى دفع الكثيرين الى دائرة الارهاب.

هل وصلت الفجوة بين نتنياهو والقيادات المهنية الخاضعة له الى حد كبير؟ ليس بالضرورة، ولكن رئيس الحكومة يتواجد في وضع غير محتمل. فعلى الرغم من لهجته المتشددة، لا ينجح نتنياهو بتوفير الأمن المعقول للمدنيين الإسرائيليين (خاصة للمستوطنين في الضفة)، في ظل استمرار هجمات الطعن والدهس. الدورة الجديدة من العمليات، والتي شملت ثلاث عمليات تسلل الى مستوطنات، انتهت بقتل امرأتين وجرح امرأتين أخريين خلال اسبوع، تقوض المشاعر الأمنية بشكل اكبر. وفي هذه الظروف، يضطر نتنياهو الى التلويح بخطوات علنية، كفرض الطوق على القرية، لكنه عمليا، هذا رد محدود في قوته ورئيس الحكومة لا يقوم حاليا بتطبيق توجيهاته الى الجيش بالعمل المتشدد بشكل اكبر، بينما يتفق وزير الأمن موشيه يعلون، مع موقف الجيش بشأن الامتناع عن خطوات عقاب جماعي. اللهجة الخطابية شيء، والتطبيق شيء آخر.

في الوقت الذي يبرز فيه نتنياهو وبعض الوزراء التحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية، يرسم الجيش صورة اكثر تعقيدا. رئيس الأركان غادي ايزنكوت، اعترف في الأسبوع الماضي، بأنه بعد اكثر من 100 عملية طعن، لم يتم تسجيل ولو حالة واحدة تلقت فيها قوات الأمن تحذيرا مسبقا حول نوايا المخربين. صورة المخرب في المواجهة الحالية، كما بلورها الجهاز الأمني، تبرز طابعا يختلف عن توجيهات رجال الاعلام المبسطة بعض الشيء. ولا يتوقف الأمر على كون الغالبية المطلقة من المخربين ليسوا اعضاء في تنظيمات ارهابية، وانما على كون السياق الايديولوجي لأعمالهم سطحي نسبيا (باستثناء الكراهية الأساسية لإسرائيل ومعارضة الاحتلال)، ومحفزات عملهم تتبلور، ضمن امور أخرى، في منتديات غير رسمية على شبكة الانترنت، ويبرز في الاسابيع الأخيرة ان المحرك المركزي لعملهم هو الرغبة بالانتقام لمقتل اقاربهم ومعارفهم، خلال محاولتهم او قيامهم بتنفيذ عمليات سابقة.

في مجالات أخرى، لا يحرص الجيش على رسم عملياته داخل الخطوط التي يمليها رجال الاعلام. لقد سبق وقال رئيس الأركان ان الاتفاق النووي مع ايران ينطوي على "تهديدات الى جانب فرص". والان يقولون في القيادة العامة انه كان يمكن للوضع ان يكون افضل لو عالج الاتفاق ايضا، التآمر الاقليمي لإيران ومؤامراتها ضد إسرائيل، ولكن لا يمكن  تجاهل انجازاته في مجال تفكيك البنى التحتية للتسلح النووي. وربما كانت التوقعات الإسرائيلية بشأن المكانة الاقتصادية التي ستمتلكها ايران بعد رفع العقوبات حازمة جدا. فانخفاض اسعار النفط في العالم سيقلص جزء من تأثير الغاء العزلة الدولية لإيران. ومنذ الآن، قامت ايران بإجراء تقليص كبير في المساعدات المالية لحزب الله، رغم انه يعاني من مشاكل اقتصادية ويجد صعوبة في تمويل قسم من نشاطاته الجارية، ناهيك عن الخسائر الكبيرة التي تكبدها في الحرب الأهلية السورية.

ولكن في المقياس نفسه، هناك اخبار (بل توقعات) سيئة. خطر مبادرة حزب الله الى حرب ضد إسرائيل بقي منخفضا، بفعل السببين الاعتياديين: انشغال التنظيم بشكل كبير في الحرب السورية، التي تمتص غالبية اهتماماته وموارده، وتخوفه من الضرر الذي ستسببه له جولة اخرى من الحرب مع الجيش الاسرائيلي. وفي المقابل، وبشكل استثنائي جدا، يقوم الجيش هذه السنة بتخفيض تقييماته الى مستوى "الاحتمال المتوسط" حول إمكانية أن تؤدي سلسلة من الحسابات الخاطئة إلى مواجهة بينه وبين حزب الله، حتى لو كان ذلك لا يخدم مصالح أي طرف.
في الفترة التي تنشغل فيها العناوين الرئيسية في الصحف والمواقع الالكترونية بمطالب وزيرة الثقافة بأداء الولاء وفي الخلافات حول فرض الرقابة التي يسعى اليها وزير المعارف، من المشجع ان نرى الجيش يواصل عرض مواقف مهنية، دون ان يتماشى مع توقعات الجهاز السياسي. الحاجة الى الحفاظ على استقلالية وجهات النظر المهنية للجهاز الأمني والجهات الأمنية عامة، هي درس ترسخ في اسرائيل بعد مرورها بتجارب قاسية في الماضي. السؤال هو اذا كان يمكن الحفاظ على هذه الاستقلالية لفترة طويلة حتى في الظروف الحالية.

الأمل حسب ايزنكوت

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" انه يصعب عدم التأثر من مصداقية واستقامة رئيس الأركان. لقد قال غادي ايزنكوت كلمات قوية للحكومة الإسرائيلية. وقال عن الاتفاق النووي مع ايران انه ينطوي على "كثير من المخاطر، وكذلك الفرص"، وقال عن سياسة الإغلاق والطوق انه: "سيكون من الخطأ الجسيم فرض الإغلاق والطوق – لأن ذلك سيعمل ضد المصالح الإسرائيلية"، وأكد على وجه الخصوص انه "من المهم الحفاظ على الأمل في عيون الجمهور الفلسطيني " و"الفصل بين مرتكبي الإرهاب والجمهور".

السند الأساسي لخطابه  المنير في مؤتمر معهد البحوث الاستراتيجية يعتمد على مرساتين منسوجتين كالجديلة، لا يجب الفصل بينهما: الأمل للفلسطينيين والشعور الآمن للمواطنين الإسرائيليين.

صحيح ان تحديد دور ايزنكوت لا يشمل المسؤولية عن الأمل للفلسطينيين، لكنه بالتأكيد مسؤول عن الشعور بالأمن لدى مواطني إسرائيل. وهنا تكمن المعضلة: كيف يمكن لرئيس الأركان توفير الشعور بالأمن عندما يحرم من المسؤولية عن احدى مكوناته الرئيسية، الأمل الذي يجب توفيره للفلسطينيين؟ كيف يمكنه الحصول على تحذير مركز حول هجمات السكاكين، في الوقت الذي لا يمكنه توفير رد على التحذير الواضح للجميع، الاحتلال الذي يخلق واقعا يخلو من الأمل بالنسبة للفلسطينيين؟

ايزنكوت، وخلافا لبعض سابقيه، لا ينتظر لحظة تسريحه من الجيش، كي يجري حسابا مع القيادة السياسية، ولا يوفر داء لإخفاقات المستقبل. انه يعرض، ظاهرا، سياسة حتمية في المكان الذي لا يستطيع فيه الساسة، او الأصح المأجورين، صياغة سياسة في افضل الحالات، او أن سياستهم تهدد دولة اسرائيل في ظل الواقع. ولكن من يعرض ببلاغة كبيرة العلاقة الوثيقة بين "أمل الفلسطينيين" وصناعة الارهاب، لا يمكنه الاكتفاء بخطاب فقط، والانتظار حتى يكشف احدهم في القدس النور. رئيس الأركان يتمتع بقوة كبيرة وبصلاحيات واسعة، تسمح له بمنح تفسير عملي لمبادئه على الأرض دون انتظار ايماءة من القيادة السياسية.

ايزنكوت ليس مسؤولا عن تحقيق السلام، ولكن بكونه صاحب السيادة على الأرض، يمكنه الاهتمام بأن تعمل المحاكم العسكرية بناء على مبادئ انسانية لائقة، مثلا، وان يحظى المزارعون الفلسطينيون بمرافقة امنية حين يتوجهون الى حقولهم، تماما كما يحظى بها اولاد المستوطنين. يمكنه منع بناء البؤر الاستيطانية غير القانونية فور الشروع بها، ووقف طرد البدو من غور الأردن، او هدم مغارات سكان جنوب جبل الخليل. وهو يملك صلاحية زيادة نوعية البضائع التي تصل الى غزة، وعدد تصاريح العمل التي تمنح لعمال الضفة.
ولكن هذا هو الجزء السهل والمضلل، لأن خلق واقع الاحتلال "اللطيف" لا يحقق الأمل ولا يصد عمليات الطعن.

لقد تمت تجربة "الاحتلال المستنير" خلال العقد الأول بعد حرب الأيام الستة، ومني بفشل كبير. لا يمكن للاحتلال ان يكون مستنيرا او محتملا. اذ انه سرعان ما سيتدهور ويتحول الى احتلال وحشي، انتقامي وعنيف. ومن هذا المنطلق فانه يعيد خلق الوهم بأنه لو كان اكثر انسانية، ولو تم منح الشعب الخاضع للاحتلال شكلا اكبر من الحقوق، ولو كان المحتل يطبق قوانين موطنه على الخاضع للاحتلال – لكان هذا سيرضى.

هذا هو الخطأ المشوه للواقع الذي يقع فيه من يرتبكون بين الاحتلال والأبرتهايد. ليست نوعية وطابع الاحتلال هي التي تثير المقاومة، وانما حقيقة وجوده. التخوف هو ان ايزنكوت وقع ايضا في وهم الاعتقاد بأن اماكن العمل والاقتصاد المزدهر هي جوهر الأمل بالنسبة للفلسطينيين. واذا كان الأمر كذلك، فمن المناسب تذكيره بأن النمو الاقتصادي في الضفة، قبل الانتفاضة الثانية وصل الى 9%.
اذا كان رئيس الأركان قد تحول فعلا الى داعم "للسلام الاقتصادي" – ذلك الاختراع المشوه الذي يهدف الى الالتفاف على المفاوضات السياسية – فانه يمكن لبنيامين نتنياهو ونفتالي بينت، الشعور بالرضا. واذا لم يكن هذا هو ما قصده بمقولة "الأمل للفلسطينيين"، وانما طموحهم الى اقامة دولة مستقلة، من المفضل ان يقول ذلك بملء الفم.

يجب الاصغاء للمخاوف

يكتب عوزي برعام، في "هآرتس"  انه يعترف، بأن روح الكآبة التي تسيطر على "البلاد" لا تروق له. فليست هذه هي روح النضال من أجل الرأي العام، بل هي روح انهزامية تفترض أننا نمر في عملية نهايتها واضحة. يوجد هنا تنازل علني عن الصراع على عقل الجمهور، الذي يمضي خلف المحرضين. ربما نواجه حالة من الكسوف السياسي. وقد يصبح اليمين أكثر ميلا الى خط سموطريتش بدل خط بيغن، لكني لا أعتقد أن هذه هي الحالة المزاجية الحقيقية للجمهور الإسرائيلي.

أنصار اليمين ليسوا كتلة واحدة. هناك نواة دينية تبشيرية متشددة، مصرة وخطيرة، لا تسمع أي اصداء اخلاقية. انها مقتنعة بتمثيلها "لحقيقة" تاريخية حصرية. لن يقنع احد اصحاب القلنسوات من الجناح الديني القومي بأن طريقهم خاطئة، ولا يردعه حتى دخان النيران الذي يحتمل اندلاعه من المسجد الاقصى. هذا اليمين لا يستطيع الانتصار في الانتخابات الاسرائيلية.

ولكن هناك نوع آخر من انصار اليمين، المصاب بالخوف، والمشبع بالقلق الوجودي. لقد نجح نتنياهو بتخويف الكثير من الجمهور، وجعله يصدق بأنه يمكنه وحده مواجهة الواقع الصعب الذي يرسمه. انت تلتقي اناس يئسوا من الاستقطاب الاجتماعي – الاقتصادي، بل ان بعضهم يعتقدون بأن مشروع خطوط الغاز منحاز واحتكاري، لكن هذا لا يجعلهم يصوتون بشكل مختلف.

المعسكر المضاد يواجه مشاعر الخوف وفقدان الأمن التي زرعتها أيدي عليا. بدل ذلك يرى امام عينيه عدوا سياسيا ذي بعد واحد، ملّ من الديموقراطية غير "اليهودية" ويعارض انتهاج سياسة اكثر تنورا وعدالة. انا اقترح تفهم دوافع الخوف، واستيعاب القيمة الانتخابية لهذا الخوف، في الحاضر والمستقبل. ربما كان هذا هو ما حسم الانتخابات الاخيرة، لأن الحديث عن العرب الذين "يهرعون الى الصناديق" مس بالمشاعر الامنية لذلك القطاع من الجمهور.

يمكن الافتراض الى حد كبير من التأكد ان اولئك الناس الذين يرغبون بالتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، على استعداد لتقبل حل الدولتين، إسرائيلية وفلسطينية، ويتمنون تمتع إسرائيل بمكانة مختلفة بين الدول الديموقراطية. وذلك خلافا لنفتالي بينت وبتسلئيل سموطريتش وزئيف الكين، مثلا. اولئك ليسوا من المتدينين التبشيريين، انهم يعيشون في مختلف انحاء البلاد ويصوتون بنسب عالية لليكود، ليس بسبب اليكن او ياريف ليفين، وانما على الرغم من وجودهما هناك.


الحنين الى غابي اشكنازي لا يعني الحنين لشخص معين، من غير الواضح ما هي كفاءاته كزعيم، وانما حنين الى شخص يوفر الشعور بالأمن؛ شخص يمكن الاعتماد عليه في يوم ماطر. سمعة الخريجين من جهاز الأمن قد تكون محدودة، ولكنها قائمة. وعلى أحزاب المعارضة الاستعداد وفقا لذلك. لا مفر من دمج العديد من رجال الأمن والعسكريين في قوائم المعارضة البرلمانية. لقد رأينا في الآونة الأخيرة أن العديد من رجال الأمن الكبار يعلنون دعمهم لحركة "يكسرون الصمت". وفي الوقت نفسه، يجب على قيادة المعارضة تعزيز المبادرات السياسية، والعمل باستمرار على شرح الكوارث الضخمة التي قد تجلبها علينا قيادة نتنياهو.

النضال السياسي يجب ان يتحرر من الغطرسة، ويصغي الى المزاج الحقيقي. على المعارضة طرح مخططات سياسية واجتماعية واضحة ومنظمة، الى جانب قيادة توفر ردا على مخاوف الجمهور، ولكن تزرع ايضا بوادر امل. ربما اذا فعلت ذلك فقط، فإنها ستتمكن اخيرا من تكنيس اليمين التبشيري من السلطة.

علامات الاستفهام تفوق علامات التعجب.

يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم" ان تقييمات الجيش تشبه لعبة شطرنج معقدة بشكل خاص. ولكن بدلا من لوحة بيضاء وسوداء مع لاعبين يتنافسان ضد بعضها، نجد هنا لوحة مستديرة، متعددة الخانات، متعددة الألوان ومتعددة المشاركين.

التشبيه واضح. الشرق الأوسط معقد، دينامي ومتغير. لم تعد المعارك تجري وجها لوجه (حزب الله- إسرائيل، أو سوريا - إسرائيل) وانما حلبات مختلطة، تؤثر وتتأثر ومتنوعة العوامل، بما في ذلك تلك التي تتعارض مع بعضها البعض. اذا كان من الممكن في الماضي تقدير الوقت المتواصل لفترة قادمة، فالتقديرات الآن يجري تحديثها بسرعة، بشكل فصلي واحيانا شهريا وأسبوعيا، وتشمل درجة كبيرة من عدم اليقين.

في هذا العالم اصبح وزن النبأ أصغر نسبيا، وارتفعت اهمية الفهم بما يتفق مع ذلك. في خطابه الأسبوع الماضي، اعترف قائد الجيش أنه لم يتم تلقي أي تحذير مسبق بشأن أكثر من 100 هجوم إرهابي وقعت في الموجة الحالية، ولكن البصيرة التي ينم عنها هذا التصريح واضحة جدا: يجب الحفاظ على عنصرين حاسمين – تصاريح العمل لحوالي 120 ألف فلسطيني، والتعاون مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية - لوقف التدهور نحو تصعيد واسع.

وترتبط هذه الامور مع مجمل تقدير الجيش الإسرائيلي، الذي يحرص على رؤية ليس فقط المخاطر ولكن أيضا الآفاق والفرص. لعل هذا لا يتفق مع روح القيادة السياسية، لكنه بالتأكيد بروح الجيش الإسرائيلي: الحفاظ على أخلاقيات المهنية العملية والنزيهة. وأبرز مثال على ذلك هي إيران. الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه كان من الممكن التوصل الى اتفاق أفضل (خاصة في الحد من المساعدات الإيرانية للإرهاب)، ولكنه يحدد أيضا وجود فوائد في الاتفاق القائم (في كل ما يتعلق بمعالجة البرنامج النووي).

    الجيش الإسرائيلي أكثر تواضعا، ايضا، في ما يتعلق بتقييم الناتج الاقتصادي الذي ستحققه إيران: ففي ظل انخفاض أسعار النفط لحق الضرر ايضا، ومن جملة أمور أخرى، بالدعم المالي لحزب الله.

الى جانب المخاطر، باستثناء استمرار موجة الارهاب الفلسطيني والانفجار المتواصل على طول الحدود مع قطاع غزة، يلاحظ الجيش الإسرائيلي التخوف من سوء تقدير قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه مع حزب الله – وضع متطرف، ولكن احتمالاته تتزايد هذا العام. إلى جنب الفرص، باستثناء المزايا الكابحة للتدخل المتزايد من قبل القوى الإقليمية، فان هناك تطابق المصالح أمام المملكة العربية السعودية ودول الخليج والذي يفتح فرصا جديدة لإسرائيل- وفقا لترتيب (أو على الأقل تهدئة) القضية الفلسطينية.

هذه الأمور كلها تتيح لإسرائيل مساحة ليست صغيرة للمناورة، مع الحفاظ على الجاهزية التشغيلية العالية. في السطر الأخير يكمن الفهم بأنه في العصر الحاضر للشرق الأوسط، تزيد علامات الاستفهام على علامات التعجب: ليس فقط بشأن مستقبل الحرب الأهلية السورية أو الصراع بين السنة والشيعة في العالم العربي، ولكن في مسائل أكثر دنيوية، ومنها على سبيل المثال - معنى تحول السكين الى السلاح الأكثر جاذبية في العالم في 2016.

يجب تغيير الأجواء بالقوة

يكتب نداف شرغاي، في يسرائيل هيوم" انه يمكن مواصلة عملية التحصن، لف انفسنا بمزيد من السياجات وبوابات الفحص الالكتروني، وصب قوالب الخرسانة على هوامش الشوارع امام السائقين الدهاسين، واقامة سور آخر، وبرج آخر، وسياج شائك آخر، وزيادة حزام امني آخر، لكن المسألة هي مسألة وقت حتى يكتشف الجانب الثاني، الذي يتعرض الى التحريض وتجرفه الكراهية، الطريق للتسلل والاصابة والتسبب بالألم. الارهاب، حتى ذلك البدائي، يظهر خلاقا بشكل لا يقل عن التحصين. لقد اغلقنا الكثير من الأبواب فعثر على الشبابيك المخترقة، قمنا بشق شوارع التفافية، فالتف عليها. التحصينات ليست زائدة، ولكن لها حدود.

يقولون لنا ان "السور الواقي 2" لا يشكل ردا على موجة الارهاب الحالي. هذا صحيح، لكنه جزئي. صحيح ان الحديث عن مهاجمين افراد، لا ينتمون الى أي تنظيم، وخرجوا لتنفيذ عمليات بقرار فوري، بين لحظة ولحظة. ورغم ذلك فان "السور الواقي 2" او مهما سموا المعركة الشاملة، ليست زائدة. صحيح ان المهاجمين هم افراد، لكنهم مهاجمو اجواء. كل "المهاجمين الأفراد" تقريبا، يتشربون من كأس السم التي تملأها السلطة الفلسطينية طوال الوقت بالتحريض وتمجيد الارهاب والشهداء والجهاد. يجب تركيز طاقتنا على تغيير هذه الأجواء. التحصين لن يفعل ذلك، بينما سيكون للعملية الشاملة مفعول نفسي، نحتاجه اليوم بشكل لا يقل عن المفعول العملي.

لا يكفي اعتقال المخربين، وصدهم وقتلهم او الاحتماء منهم. الاجواء والمزاج العام التي يعمل في ظلها هؤلاء المخربون هي التي يجب تغييرها. صحيح ان الجيش والشاباك يعملون كل ليلة تقريبا امام الاهداف والمشبوهين بالإرهاب في الضفة، ولكن هذا العمل المبارك هو موضعي ويقوم على استخبارات عينية. وهو ليس كافيا من اجل غرس تغيير الاجواء والوعي في صفوف الفلسطينيين.

بنك الاهداف الذي اعده الجيش في الضفة لا يرتبط بالطاعنين والدهاسين مباشرة، ومع ذلك، يجب العمل ضده. الفائدة ستكون مضاعفة، نفسيا عسكريا: سيتم كشف الاف قطع الأسلحة المخبأة في مخيمات اللاجئين والقرى وازقة المدن، وسيتم اغلاق ينابيع الكراهية – محطات التلفزة والاذاعة في السلطة. يجب نقل المبادرة الى ايدينا، والتوقف عن السلبية، حتى في مجال الاستيطان. يجب العودة للبناء في المستوطنات والقدس، والتوضيح للفلسطينيين بأن الضرر الذي سيصيبهم اكبر من الفائدة، واجبارهم على التفكير بمسار جديد.

لقد بدأنا نسمع منذ الآن في مناطق السلطة اول اصوات الاحباط والفهم بأنه لا فائدة من انتفاضة السكاكين، ولا فائدة وتبرير لمقتل الاولاد الذين يركضون الى موتهم وهم يحملون السكاكين. معهد "ميمري" اعد عن ذلك تقريرا مثيرا. وملحق "إسرائيل هذا الاسبوع" سيكرس مساحة كبيرة لهذه الاصوات في عدده يوم الجمعة القريب. في قرية سعير قرب الخليل، توجه الاهالي الى محافظ الخليل الفلسطيني وطالبوه بالعمل من اجل وقف العمليات التي يقتل فيها اولاد القرية. هذه اصوات قليلة وجديدة، ولكنها ستخمد عاجلا، اذا لم تعمل اسرائيل من اجل تحقيق تغيير شامل في الوعي، تغيير في الأجواء التي تخلق عمليات الأجواء.

بيان صحفي

التعليـــقات