كتب موقع "واللا"، ان قوات الجيش الاسرائيلي واصلت صباح اليوم تمشيط مستوطنة عتنئيل، خشية ان يكون منفذ عملية القتل في المستوطنة مساء امس، لا يزال فيها، حيث لم يتم ملاحظة خروجه من المستوطنة بعد العملية. وتقوم قوات الأمن بتمشيط البيوت كلها بحثا عنه، علما انها اطلقت الكثير من القنابل الضوئية في ساعات الليل في سماء المنطقة لمساعدة القوات في عمليات التمشيط. وحتى صباح اليوم لم تتمكن القوات من تقصي أثر المهاجم. وطلب الجيش من سكان عتنئيل عدم مغادرة بيوتهم، وقام بإغلاق شارع المستوطنة ومنع دخولها الا من قبل سكانها.
وكانت المستوطنة الاسرائيلية دفناه مئير (39 عاما) قد لقيت مصرعها، مساء امس، في عملية طعن تعرضت لها أمام بيتها في مستوطنة عتنئيل، جنوب جبل الخليل. وتمكن المهاجم من الهرب. وقام الجيش طوال ساعات الليل بالتفتيش عنه في المنطقة.
وكتبت صحيفة "هآرتس" انه حسب تقديرات الجيش فقد هرب المهاجم من عتنئيل باتجاه القرية المجاورة خربة كرامة. وأقام الجيش حواجز في المنطقة ودخلت قواته الى القرية للبحث عن المهاجم، بمرافقة كلاب من وحدة "عوكتس". كما تم تفعيل طائرات غير مأهولة ومروحيات لتمشيط المنطقة. وحسب المضمد من طاقم نجمة داوود الحمراء فقد اصيبت مئير بجراح بالغة في القسم العلوي من جسمها، ولم يتمكن الطاقم الطبي من انقاذها.
وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الحادث على صفحته في الفيسبوك ووعد "بالعثور على المخرب وبأنه سيدفع كامل الثمن عن هذا القتل الشائن". وقال وزير الأمن موشيه يعلون ان "عملية القتل في عتنئيل تعلمنا مرة أخرى أننا نواجه عدوا عديم الرحمة، ولا يعرف الحدود. قوات الأمن ستضع يدها عليه وعلى من أرسله، اذا كان أحد من خلفه. لن نهدأ حتى نصفي الحساب مع المخرب اينما كان".
واتهم الوزير السابق ايلي يشاي تنظيمات اليسار بالمسؤولية عن القتل، وقال من كان عضوا في المجلس الوزاري السياسي الامني السابق، وفشل في دخول الكنيست في الانتخابات الأخيرة، ان "بتسيلم ويكسرون الصمت هم المسؤولين عن القتل الشائن". وزعم يشاي ان "التحريض الفلسطيني الى جانب التحريض الاسرائيلي الذي تديره تنظيمات اليسار هو المسؤول عن عملية قتل شائنة اخرى".
وسبق العملية، نهار امس، محاولة فلسطيني تنفيذ عملية طعن بالقرب من حوارة في منطقة نابلس. وقام جندي بإطلاق النار عليه وقتله، دون وقوع اصابات اخرى في الحادث. وحسب الجنود فقد اقترب الفلسطيني من نقطة حراسة عسكرية في ساحة اللواء الاقليمي وحاول طعن جندي، فقام جندي آخر باطلاق النار عليه وقتله.
كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي يقوم بإجراء تغيير في انتشار قواته في الضفة الغربية، واعادة تفعيل مواقع وحواجز سبق تركها، "وذلك في اعقاب موجة الارهاب المتواصلة منذ اربعة أشهر". ومن بين المواقع التي اعيد تفعيلها، موقع "شدما" بالقرب من بلدة بيت ساحور، في محافظة بيت لحم، التي تم هجرها في 2006. وكانت بلدية بيت ساحور قد خططت لانشاء مستشفى في المكان بعد انسحاب الجيش منه، لكن حركة "نساء بالأخضر" الاستيطانية ضغطت من اجل تحويل الموقع الى بؤرة استيطانية. وبعد اربع سنوات اعاد الجيش انشاء نقطة حراسة هناك، لكنه سمح منذ ثلاث سنوات للمستوطنين بترميم المكان واحياء مناسبات فيه. ومنذ عدة اسابيع ارسل الجيش قوات هندسية الى المكان وقام بتوسيعه وتسييجه وتسليمه لإحدى كتائب الاحتياط التي تم تجنيدها لتدعيم قوات الجيش في الضفة منذ بداية الأحداث. كما تم انشاء عدة نقاط مراقبة عسكرية في منطقة محافظة بيت لحم.
كما قام الجيش بنصب حواجز ونقاط تفتيش على مداخل ومخارج العديد من المدن والقرى الفلسطينية، خاصة تلك التي خرج منها مهاجمون لتنفيذ عمليات. كما تم اغلاق عدة شوارع توصل الى هذه البلدات، كما حصل في قرية سعير في قضاء الخليل.
وقال الجيش انه اعاد تفعيل مواقع عسكرية ونقاط مراقبة وتفتيش على خلفية موجة الارهاب. وبناء على قرار رئيس الأركان غادي ايزنكوت، تم اضافة اربعة فصائل الى القوات في الضفة هذا الشهر. وقامت جهات اسرائيلية بتبليغ الجانب الفلسطيني بقرار انشاء عدة ابراج للمراقبة في منطقة شمال الضفة، خاصة في محيط نابلس. وقال الجيش انه سيقيم عدة مواقع جديدة للحراسة في مختلف انحاء الضفة.
وقال الباحث في شؤون الاستيطان، درور اتاكس، ان قرار اعادة انتشار قوات الجيش في الضفة يترافق بتكثيف البناء في المستوطنات، والذي قد يضاعف من عدد المستوطنين، بل يزيد عن ذلك، في عدد من المستوطنات، خلال السنوات القريبة.
كتبت "هآرتس" نقلا عن ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي تخوف اسرائيل من التجربة التي سيكتسبها حزب الله من عمله الى جانب الجيش الروسي في سورية. وقال إن حزب الله سيحسن من قدراته العسكرية، خاصة في المجال الهجومي، بفضل التدخل الروسي المتزايد في الحرب الاهلية السورية.
وهذا هو اول تصريح من نوعه يصدر عن مسؤول رفيع في الجيش الاسرائيلي بشأن التواجد الروسي في سورية، وهي مسألة قللت اسرائيل من التطرق اليها علنا، في ظل السعي الى الامتناع عن توتير العلاقات مع روسيا.
وجاء تصريح هذا الضابط في اطار مقالة نشرت، الشهر الماضي، على الموقع الالكتروني لمعهد واشنطن للدراسات الشرق اوسطية. وحملت المقالة توقيع الباحثين الاسرائيليين نداف بولك والعميد موني كاتس. وكان كاتس قد شغل العديد من المناصب الرفيعة في الجيش الاسرائيلي، وكان حتى الصيف الماضي، قائدا لعصبة الجليل الناشطة على الحدود اللبنانية، والتي ستقف في مقدمة الجبهة في حال اندلاع حرب اخرى مع حزب الله. ويتواجد كاتس في واشنطن، في اطار بعثة دراسية. ويكتب كاتس وبولك انه لأول مرة في تاريخه يقوم حزب الله بمناورات هجومية كبيرة في اطار مشاركته في الحرب السورية. وحسب اقوالهما فان التواجد العسكري الروسي المتزايد الذي بدأ بنشر طائرات حربية في شمال سوريا، في نهاية آب الماضي، واتسع لاحقا، ليشمل ارسال عدد كبير من المستشارين لقوات الأسد البرية، سيضخم من تجربة حزب الله ويزوده بدروس قيمة تساعده في الاستعداد للمواجهات القادمة.
وحسب بولك وكاتس، فان الاستراتيجية العسكرية لحزب الله قامت حتى اليوم على الدفاع والاستنزاف في حالات الاحتكاك مع اسرائيل، الى حد جعل قادة كبار في الجيش يميلون الى وصف الهدف الأساسي للتنظيم بـ"عدم الخسارة". ففي ظل التفوق الاسرائيلي في التكنولوجيا والقوى البشرية، اعتمدت هذه الاستراتيجية على تمديد المواجهة العسكرية لأطول فترة ممكنة، واستنزاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال اطلاق الصواريخ والقذائف بشكل مكثف ومتواصل، وتعزيز حماية منظومات حزب الله بشكل يجبي من إسرائيل ثمنا باهظا في جنوب لبنان.
ويكتب الباحثان ان حزب الله كان يؤمن بأنه طالما لم ينهار تحت الضغط العسكري الاسرائيلي فانه يمكنه الادعاء بأنه انتصر، ولكن الحرب في سوريا غيرت نظرية الدفاع لدى حزب الله.
فلقد اضطر حزب الله في سوريا الى تغيير اهدافه بحيث تقوم الان على السيطرة على مناطق لفترات طويلة، ومحاربة تنظيمات الارهاب والعصابات المنافسة. ويقوم الان بتفعيل وحدات تضم مئات الجنود لشن هجمات على مناطق لا يعرفها جيدا. وتستعين قواته بتشكيلة منوعة من الوسائل الحربية. وحسب بولك وكاتس فانه "بالنسبة لقادة حزب الله يمكن لهذه التجربة ان تغير رأيهم بشأن الطريقة الناجحة للانتصار في المعارك، والتواجد الروسي هناك يعني ان قوات حزب الله تتعلم الدروس من احد افضل الجيوش في العالم".
ويقتبس الكاتبان تقارير تحدثت عن انشاء غرف عمليات مشتركة للجيش الروسي وحزب الله في دمشق واللاذقية، وعن مشاركة قوة من حزب الله في عملية انقاذ طيار روسي تم اسقاط طائرته في نوفمبر الماضي.
وحسب اقوالهما فان حزب الله سيتعلم طرق التفكير والتجربة العسكرية للضباط الروس، كما تبلورت خلال الحرب في الشيشان، وسيتمكن من دراسة كيفية تفعيل قواته بشكل فاعل في الهجمات التي يشنها على مناطق اسكانية مكتظة. كما يمكن للتنظيم مراكمة تجربة ومعرفة كبيرة في تفعيل الوسائل القتالية التي لم يملكها من قبل. حزب الله سيتمتع بأول فرصة لمشاهدة كيفية استعداد وتخطيط قوة عسكرية من الدرجة الأولى للعمليات".
ويكتب الباحثان ان مشاركة سوريا في التحاف الذي قادته الولايات المتحدة خلال حرب الخليج الاولى ضد العراق في 1991، ادى الى تغيير بعيد المدى في الفهم الاستراتيجي لدمشق وصياغة طريقة حرب مختلفة ضد إسرائيل. ومن المتوقع ان يحصل حزب الله على معلومات استخبارية من روسيا ويتعلم منها طرق تسلم المعلومات من المصادر المختلفة وتحليلها.
ويكتبان ان حزب الله لم يعد يبدو ملتزما بمفهوم "عدم الخسارة" الذي وجهه طوال سنوات بشأن المواجهات المحتملة مع إسرائيل. ويذكران بتهديدات الامين العام حسن نصرالله بقيام قواته باحتلال بلدات اسرائيلية قريبة من الحدود، في حال اندلاع حرب في المستقبل.
وحسب رأيهما فان القدرات الجديدة التي يمتلكها حزب الله في سوريا الان، والتي ستتعاظم في ظل المحاربة المشتركة الى جانب الروس، ستخدم التنظيم في توازن القوى داخل لبنان. فمستوى محاربة التنظيم سيتعاظم خاصة بالمقارنة مع الجيش اللبناني الذي لا يراكم تجربة ومفاهيم مشابهة.
مع ذلك يكتب كاتس وبولك ان الخصوم الذين يحاربهم حزب الله في سورية، كجبهة النصرة وداعش، لا يتمتعان بمستوى عسكري يشبه المستوى الاسرائيلي.
نتنياهو يطلب اجراء تعديل على قانون الجمعيات، يتفق مع القانون الامريكي المشابه، لكنه يتمسك به بزعم الشفافية
كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قال خلال جلسة الحكومة، امس، انه يجب اجراء تعديل في قانون الجمعيات الذي صودق عليه في اللجنة الوزارية لشؤون القانون قبل ثلاثة اسابيع. واعلن نتنياهو مجددا دعمه للقانون لكنه اكد عدم وجود حاجة لإجبار ممثلي هذه الجمعيات على حمل بطاقة تدل على هوية جمعياتهم.
وقال نتنياهو: "انا لا افهم كيف تصبح المطالبة بالشفافية غير ديموقراطية. فالعكس هو الصحيح. في النظام الديموقراطي يجب علينا معرفة من يمول هذه الجمعيات، من اليمين ومن اليسار، من الاعلى ومن الاسفل، ومن حق الجمهور معرفة من هي الحكومات الاجنبية التي تمول الجمعيات".
وقال ان ما يجب عمله هو تبني معايير صودق عليها في الكونغرس الامريكي. وحسب رأيه، هناك حاجة لإجراء تعديلين في القانون، اولا الغاء مطلب تعليق بطاقات على صدور ممثلي هذه الجمعيات خلال تواجدهم في الكنيست، والثاني المطالبة بتقرير حول كل شيكل وكل دولار يصل من حكومات اجنبية، كي يتفق القانون مع القانون المعمول به في الولايات المتحدة". وردا على ذلك قالت وزيرة القضاء اييلت شكيد، صاحبة القانون بأنها ستدرس بالايجاب مقترحات نتنياهو.
يشار الى ان مشروع القانون يفرض على الجمعيات التي تصل نسبة اكثر من 50% من ميزانيتها من دول اجنبية، الاشارة الى ذلك بالتفصيل في منشوراتها الرسمية، وتفصيل هوية الدول التي تمول نشاطاتها في كل توجه الى الجمهور. وكل من يخرق ذلك يدفع غرامة قيمتها 29 الف شيكل.
كما طالب القانون ممثلي الجمعيات الذين يصلون للمشاركة في لقاءات في الكنيست بتعليق بطاقات على صدروهم توضح هوية تنظيماتهم، ومن يخالف ذلك يمنع من دخول الكنيست.
كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة نتنياهو، اجرى امس، سلسلة من المحادثات الهاتفية مع زعماء ووزراء خارجية العديد من دول اوروبا الشرقية والبلقان في محاولة لإقناعهم بمعارضة القرار المرتقب في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، اليوم، والذي يعمق التمييز بين اسرائيل والمستوطنات.
وحسب مسؤول حكومي رفيع فقد تحدث نتنياهو مع قادة ووزراء خارجية اليونان وقبرص وبلغاريا وهنغاريا والتشيك، وطلب منهم معارضة النص الحالي للقرار، وادعى ان النص غير متوازن وينحاز ضد اسرائيل. وقال مسؤول رفيع ان نتنياهو ركز جهوده على هذه الدول، ليس فقط بسبب توجهها المؤيد لإسرائيل بشكل اكبر، وانما لأن وزراء خارجيتها سيعقدون اجتماعا منفردا قبل اجتماع وزراء خارجية كافة دول الاتحاد.
ولا يتعلق اجتماع هؤلاء الوزراء بالمسألة الإسرائيلية – الفلسطينية لكن نتنياهو يأمل ان يتم التوصل الى اتفاق بين ممثلي الدول الخمس على معارضة القرار الاوروبي المرتقب ككتلة واحدة. وحسب المسؤول الاسرائيلي فان قرارات مجلس وزراء الخارجية يجب ان تتم بالإجماع، ومعارضة بعض الدول قد تؤدي الى تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر على الأقل، أي حتى انعقاد الاجتماع القادم لمجلس وزراء الخارجية، وهو ما سيمنح إسرائيل فرصة اخرى لمحاولة تعديل النص وتخفيف حدته او اسقاطه عن جدول الاعمال.
وقال المسؤول الاسرائيلي ان مدير عام وزارة الخارجية ورجال الطاقم السياسي في الوزارة يعملون من اجل احباط القرار، وتم توجيه سفراء إسرائيل لكي يواصلوا اتصالاتهم مع المسؤولين الاوروبيين في الدول التي يخدمون فيها.
وتطرق نتنياهو الى الموضوع خلال جلسة الحكومة، امس الاحد، وقال: "آمل ان لا تواصل نقاشات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي النهج المزدوج ازاء اسرائيل. الهجوم على اسرائيل لن يساعد الاتحاد الاوروبي على ان يصبح شريكا في النقاش حول الشرق الاوسط. هذا ليس عادلا ولن نتقبله".
وجاء في مسودة القرار أن "الاتحاد الاوروبي سيواصل بشكل واضح، لا يمكن تأويله، التمييز بين اسرائيل والأراضي التي احتلتها عام 1967. الاتفاقيات بين اسرائيل والاتحاد الأوروبي تسري فقط على اسرائيل. الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، موحدون في التزامهم بضمان تطبيق كامل للقانون الأوروبي وللاتفاقيات بشأن منتجات المستوطنات. الاتحاد الأوروبي يعزز قراره (وسم منتجات المستوطنات) ولا يرى فيه مقاطعة لإسرائيل، وهو أمر يرفضه الاتحاد".
كتبت "يديعوت احرونوت" انه سيتم صباح اليوم طرح اكبر وأغلى مشروع يتعلق بمنطقة قطاع غزة، على طاولة وزير المالية موشيه كحلون، الذي سيضطر الى اتخاذ قرار يحدد ما اذا كان سيصادق على ميزانية بقيمة 2.6 مليار شيكل لإنشاء "السياج الذكي" حول القطاع.
مشروع "العائق"، السياج الالكتروني المخطط انشاؤه من كرم ابو سالم في جنوب القطاع، وحتى شاطئ البحر، يشمل انشاء سياج طوله 65 كلم، على غرار السياج الذي اقيم على الحدود الاسرائيلية – المصرية. لكن المشروع الحالي اكثر تعقيدا، لأنه يتوقع ان يشمل السياج الجديد وسائل تكنولوجية متطورة جدا تشمل تشخيص واحباط التهديدات بنجاح نسبته 100% تقريبا. وبالإضافة الى ذلك، يشمل المشروع الجانب الأهم وهو منظومة لكشف الأنفاق.
مؤخرا تم الانتهاء من اعداد الخطة التي عمل عليها خبراء من قيادة المنطقة الجنوبية بالتعاون مع شركات امنية، والتكلفة النهائية قد تصل الى 2.6 مليار شيكل. لقد اطلع وزير الأمن موشيه يعلون على الخطة وصادق عليها، والتزم خلال محادثة مع قادة مستوطنات غلاف غزة بالاهتمام بتوفير تمويل لها. في السابق وصف قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان الخطة بأنها "قبة حديدية على الأرض". كما أشارت كتيبة غزة التي شارك ضباطها بوضع الخطة الى اهميتها وحتميتها، خاصة في ضوء الوضع الناشئ بعد انتهاء حملة الجرف الصامد، واستعداد حماس للمواجهة القادمة مع إسرائيل.
لقد خرج قادة مستوطنات غلاف غزة، مع النائب حاييم يلين (يوجد مستقبل) لدفع هذا المشروع. وسيجتمعون اليوم مع الوزير كحلون ويطلبون معرفة ما اذا تتوفر الميزانية لتنفيذه. وقال رئيس المجلس الاقليمي "اشكول"، غادي يركوني: "لا يوجد أي تساؤل حول ضرورة هذا السياج، من الواضح للجميع ان هذا المشروع سيغير الواقع".
ذكرت "يديعوت احرونوت" ان الاعتداء التخريبي على مكان مقدس للمسيحيين تكرر مرة اخرى هذا الاسبوع. ففي ليلة السبت/الاحد، تمت كتابات شعارات عنصرية على جدران كنيسة نياحة العذراء على جبل صهيون في القدس، من بينها: "الموت للمسيحيين الكفار اعداء اسرائيل"، و"انتقام ابناء إسرائيل سيأتي". وقد فتحت الشرطة تحقيقا في الحادث.
بالإضافة الى ذلك عثرت الشرطة على شعارات عنصرية على جدار مشفى للعجزة في شارع الواد في البلدة القديمة.
وقال مسؤولون في كنيسة "نياحة العذراء" التي تعرضت في السابق، ايضا، الى اعتداء مشابه، ان "هذه الكتابات لا تستهدف يسوع المسيح فقط، وانما تدعو الى ذبح المسيحيين وارسالهم للجحيم. حتى متى ستتواصل هذه الاعمال التخريبية؟".
وشجب رئيس الحكومة نتنياهو هذه الاعمال، وقال ان "إسرائيل هي مكان تسود فيه حرية العبادة للمسيحيين ولكل الديانات، والمكان الوحيد في الشرق الاوسط الذي تتزايد فيه الطائفة المسيحية". كما شجب وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان الاعتداء ووجه الشرطة لإيلاء الاهمية للتحقيق في هذا الحادث.
كتبت "يسرائيل هيوم" ان وزير الأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية، غلعاد أردان، اقترح خلال جلسة الحكومة، امس، سن قانون في اسرائيل يحمل الشبكات الاجتماعية، كالفيسبوك، المسؤولية عن شطب المنشورات التي تنطوي على تحريض مباشر على القتل والعنف. وحسب رأيه، يجب العمل على سن قانون كهذا مع دول غربية اخرى.
وقد طرح هذا الموضوع مع العديد من الوزراء الأجانب الذين زاروا اسرائيل، وابدوا اهتماما بالموضوع. وقال اردان انه ينوي الكشف بشكل منهجي عن التحريض الفلسطيني امام الجهات ذات الصلة في العالم.
وقال رئيس الحكومة نتنياهو انه يجب ارسال المواد الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي موغريني، ووزراء خارجية الاتحاد الاوروبي وكل السفارات الاسرائيلية في العالم.
كتبت "يسرائيل هيوم" ان لجنة القانون البرلمانية، ستبدأ اليوم، بالتصويت على قانون "التحسس" تمهيدا لطرحه للتصويت عليه في الكنيست. ويثير هذا القانون معارضة شديدة من قبل كتل المعارضة وتنظيمات حقوق الانسان. ويسمح هذا القانون للشرطة بإجراء تفتيش على اجساد الناس حتى من دون وجود شبهات "في المكان الذي يسود فيه الاشتباه بأنه يمكن تنفيذ عمل تخريبي". ويحدد القانون المقترح فرض هذا القانون كأمر طارئ لمدة عامين.
ويملك قائد اللواء في الشرطة صلاحية تحديد مكان كهذا لمدة شهرين، واذا طلب التمديد فانه يجب الحصول على تصريح من القائد العام للشرطة، على ان لا تزيد الفترة عن 21 يوما.
كتب موقع واللا" ان ضابطا رفيعا في مقر القيادة العامة للجيش قال بأن سلاح الجو الاسرائيلي لم يحلم حتى في كوابيسه بأنه سيعمل في الساحة الخلفية للدولة جيش روسي يتسلح بأفضل الطائرات والصواريخ. ويأتي ذلك في ظل الكشف عن الاتفاق الروسي- السوري الذي يسمح لروسيا بالتواجد العسكري غير المحدود على الأراضي السورية. واذا كانت القدس تعتقد ان هذا التواجد سيكون مؤقتا، وسيتبخر مع استقرار النظام في سورية والمنطقة، فقد اثبت الرئيس فلاديمير بوتين انه مصر بشكل اكبر.
هذا الاتفاق الذي نتج عن ضغوطات سياسة طويلة مارسها الروس طوال عشرات السنوات يرفع وتيرة القلق لدى الجيش الاسرائيلي الذي يتخوف من تقويض تفوقه الجوي في المنطقة.
لقد عمل الكرملين من خلف الكواليس ومارس الضغوط الشديدة على الاسد وقادة النظام السوري كي يصادقوا على الحلم العسكري الروسي: انشاء قاعدة دائمة لسلاح الجو الروسي في الشرق الاوسط. وهكذا في الوقت الذي انشغلت فيه اجهزة الاستخبارات الغربية في مسألة ما اذا ستتحول شواطئ اللاذقية الى ميناء منزلي للأسطول الروسي، نجح بوتين بتمرير خطوة سترسخ قوته في المنطقة وتضخم القوة السياسية للكرملين، وتقلص من تفوق سلاح الجو الاسرائيلي.
وعلى الرغم من ان جهات في الجهاز الامني تقول ان الجيش الاسرائيلي يطبق خطوطه الحمراء بدون أي ازعاج، بشكل خاص في مسألة ارساليات الاسلحة من ايران الى حزب الله، عبر سورية، الا ان اعلان الكرملين عن تجديد الاتفاق مع سوريا، وما حققه الكرملين ترك أفواه المسؤولين في الجيش الاسرائيلي فاغرة. ويسود التقدير بأن انشاء قاعدة سيشمل اقامة برج رقابة كبير يساعد على استيعاب طائرات واجهزة رادار روسية مختلفة. وسيكون اول معيار اسرائيلي سيتضرر من هذا التوسع الروسي، هو السرية، اذ يسود التخوف الان من تسرب معلومات استخبارية حول إسرائيل، قامت بجمعها المنظومات الروسية، ويمكن ان تصل الى ايران وحزب الله وحلفاء موسكو في الحرب ضد الجهاديين في سورية. كما تتخوف إسرائيل من تقييد مسارات عملها خلال العمليات المترامية الاطراف وذات الحساسية الاستخبارية العالية.
وقال خبير امني ان المقصود ليس ضربة يائسة لإسرائيل، لكنه يجب على الجيش الاستعداد كما يجب، مضيفا: "لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة لسلاح الجو، لكن عملية التعود على الواقع ستكلف ثمنا، يتمثل في الأساس بالوقت والموارد".
كتب موقع المستوطنين، القناة السابعة،ان حركة "ام ترتسو" طالبت وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغف، واعضاء بلدية القدس بإلغاء مهرجان "افلام النكبة" الذي ستنظمه جمعية "ذاكرات" غدا الثلاثاء في سينماتيك القدس.
وادعت "ام ترتسو" انه "بما ان السينماتيك يحظى بتمويل من الوزارة والبلدية فانه من الخطر السماح بعرض افلام لا هدف لها الا شطب والغاء حق الشعب اليهودي في ارض اسرائيل وحق إسرائيل بالوجود كدولة يهودية وديموقراطية.
وحسب الحركة فان "غمر اسرائيل بملايين الفلسطينيين يعني ليس فقط تحويلها الى دولة عربية وانما الى ساحة قتل بين ابناء الطوائف المختلفة كما يحدث في الشرق الاوسط، ولذلك من الواضح ان رؤية الجمعية المناهضة لإسرائيل "ذاكرات" ليست طبيعية ولا تستحق التطرق اليها".
أنشأت صحيفة "هآرتس" افتتاحية حول القرارات المرتقب صدورها عن مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم، بهدف ترسيم الحدود المعروفة لإسرائيل. وتكتب "هآرتس" ان هذه القرارات تشمل توضيحا لا لبس فيه وثاقبا، يحدد بأن إسرائيل والمستوطنات ليست كيانا واحدا، وان الاتحاد الأوروبي "سيواصل بشكل واضح، لا يمكن تأويله، التمييز بين اسرائيل والأراضي التي احتلتها عام 1967."
ظاهريا، هذا ليس اكثر من اعادة تصديق على قرارات الامم المتحدة وجوهر الاعتراف الدولي بإسرائيل. ويمكن لإسرائيل، كعادتها، الاحتجاج على "نفاق" الدول الأوروبية التي تلاحقها ولا تلاحق غيرها من دول العالم. كما يمكنها رفض الجانب الاقتصادي للقرار، لأن دولا مثل الهند والصين وكويا الجنوبية ليست شريكة في هذه القرارات. ولكن هذه التوجهات واهية، فأوروبا لا تقاطع إسرائيل داخل حدودها المعروفة، وشركات الاتحاد الاوروبي ستواصل شراء المنتجات الاسرائيلية طالما تم انتاجها داخل الحدود المعروفة. كما ان الضرر الاقتصادي ليس كبيرا، خاصة وان الكثير من المصانع التي عملت في الضفة نقلت مراكز نشاطها الى إسرائيل.
المسألة هي انه يمكن للقرار الاوروبي ان يؤثر بشكل واسع على علاقات إسرائيل مع صديقاتها، بما في ذلك الاكثر اهمية، الولايات المتحدة. فهذا القرار يسعى الى وضع حد لتمويه الحدود بين إسرائيل والمستوطنات، والذي عززته حكومات إسرائيل، خاصة اليمينية منها. انه يذكر إسرائيل بأن هضبة الجولان والقدس الشرقية هي ايضا مناطق محتلة، وان أي محاولة اسرائيلية لادعاء عكس ذلك لن تحظى بآذان صاغية في اوروبا، لأن تمويه الحدود يهدف الى عرقلة امكانية تطبيق حل الدولتين الذي تبنته دول العالم بما في ذلك اسرائيل.
يمكن السؤال لماذا قرر الاتحاد الاوروبي الفصل بين اسرائيل والمستوطنات، سيما ان سياسة الاحتلال لم تخترعها المستوطنات، وانما حكومات اسرائيل، ومن يسعى الى حث إسرائيل الى الانفصال عن المستوطنات لا يمكنه تجاهل الدعم الذي تمنحه الحكومة لها. ولكن اذا أجاد الاتحاد الاوروبي، الى جانب هذه القرارات، صياغة مقترح واقعي لدفع حل الدولتين، يترافق بخطوات عملية، فانه قد تكون فائدة سياسية من هذه القرارات، اكثر من اعتبارها مجرد تصريحات.
يجب على الحكومة الإسرائيلية الفهم بأن موقف الاتحاد الاوروبي يعبر عن الاشمئزاز المتزايد من سياستها، وان هذا الموقف ينطوي على محفزات دفع دول اخرى، ربما تكون الولايات المتحدة من بينها، على تبني السياسة الأوروبية. هذا هو التهديد المطروح الان على طاولة الحكومة وكل مواطني الدولة.
يكتب عمري بن يهودا، في "هآرتس" انه في الاسبوع الذي اختفى خلاله نشأت ملحم، قبل قتله، حدث شيء في السلوك الاسرائيلي. فخلافا لمصطلح "المفقود" المتعلق بالشخص الذي يريده المجتمع في صفوفه، يتركنا مصطلح "المختفي" مع الفراغ وغياب السر كما لو كان معادلة رياضية: ما لم يتم العثور على المختفي، تبقى المعادلة مسألة مشكوك فيها، ويبقى المختفي كمتغير. ربما لم تنشغل اسرائيل طوال سبعة عقود تقريبا، بمصير الفلسطيني المجهول، كما انشغلت بنشأت ملحم. الانشغال الخاص، من قبل اولاد رياض الاطفال في شمال تل ابيب والصحفيين والسياسيين، حمل الى الوعي، هوية "العربي الاسرائيلي" التي ترافق الإسرائيليين منذ ولادتهم. غياب ملحم تسبب له بعدم الحصول على أي عنوان، وبالتالي استأنف على النظام القائم وفتح مكانا للعصيان.
مصير الفلسطينيين في اسرائيل هو أن يكونوا حاضرين غائبين. السلوك الذي تحتمه الدولة يظهر في العنوان الذي تحول الى أسلوب خلال الأشهر الأخيرة: "(محاولة) تنفيذ عملية: اطلاق النار على المخرب وقتله". متى كانت آخر مرة كلفت فيها الصحف الاسرائيلية نفسها كتابة اسماء القتلى الفلسطينيين (سواء كانوا "مخربين" او "مقاتلون من أجل الحرية")، ونشر صورهم؟ قبل عدة أشهر كان فلسطيني آخر – محمد علان، الذي اخترق النظام القائم للحاضر – غائب، عندما أضرب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله بدون محاكمة. لقد اجبرته الدولة على البقاء حيا، وقامت بتغذيته قسرا واعلنت انه سيتم اطلاق سراحه فقط اذا حصل له ضرر دماغي، أي فقط اذا بقي حاضرا – غائبا.
لا يوجد ما يميزنا في هذه الأيام اكثر من الترتيب الذي يسمح بالسيطرة، وليس مفاجئا ان سلطة نتنياهو غير المتنازع عليها، كتطبيق واضح للسيادة، تجري في عهد الشبكات الاجتماعية. فالشبكة مصنوعة من الحضور والغياب والنظام: في كل صباح ينهض احدنا ويصادق على اسمه ووجهه وميوله، واحيانا على طموحاته الدفينة. هذه منظومة تأكيد – أمس كنت لوطيا يساريا اصوت لميرتس، او متدينا قوميا اصوت لبينت، وهكذا أنا اليوم ايضا. فور وقوع الهجوم الارهابي الاخير في باريس، فتحت الفيسبوك وانتقلت من مرحلة عدم اليقين، والغياب، الى وضع المبالاة المطلق: كل شخص عرفته ذات مرة في باريس ظهر امامي في قائمة حضور كامل. رقصة متكاملة من وجهة نظر السيادة: لقد علمنا علماء القومية ان القومية تحتاج الى أزمات، وفي الوقت نفسه يتحتم عليها اعادة النظام الى سابق عهده.
لقد تمكن نتنياهو من سلب عملية ديزنغوف في تل ابيب من طابعها القومي، وفي الوقت نفسه وسم منفذها كعدو للدولة. بالنسبة له، لقد اقدم المخرب على فعلته لأنه "خارج عن القانون"، وليس لأنه حاول الاستئناف على النظام القائم، وقف الاحتلال، وجعل نتنياهو يجلس حول طاولة المفاوضات وما اشبه. وفي الوقت نفسه يحدد نتنياهو ان من يخرج عن القانون هو مسلم يصغي للتحريض في المساجد ويطلق النار في كل اتجاه في الأعراس. المفكر الألماني كارل شميت لم يكن يحلم بمثل هذا التطبيق لتحديده بأن أهم اختيار سياسي هو تمييز طابع العدو. وفي هذا امتاز نتنياهو دائما. ويحدد شميت بأنه يجب عمل ذلك بواسطة حالات طوارئ يحصل خلالها القانون على قوته بالذات من فرضه بشكل مفاجئ. هكذا يتحتم على السيادة ترسيخ اعدائها بأوصاف مختلفة، من بينها: "اعداء"، "مجرمون" و"متمردون". والآن بشرنا نتنياهو بأن صوت المؤذن، الذي يرافق هذه البلاد منذ مئات السنين، اصبح بمثابة تهديد. هل سيصف رئيس الحكومة سكان "المناطق" ايضا، بأنهم "مجرمون" بسبب انتمائهم القطاعي؟
لكن المتغير يبقى خافيا: من جهة قامت السلطة بوسم ملحم كمجرم غير سياسي، ولكنها من جهة ثانية لم تستطع تحمل التفكير بأنه مجرد غير طبيعي، وهكذا من فئة الى اخرى يتحول الحضور الغائب للعربي الى متغير يرسخ حضوره في غيابه. كما سبق وأظهر أحد الأصوات البارزة بين المعارضين للأبرتهايد والجينوسايد في افريقيا، الاديب جون ماكسويل كويتزي، فان الامبراطورية تنشغل طوال الوقت في البحث عن الأعداء لأنها هكذا تنجح بالحفاظ على الزمن الخطي الذي يركض دائما نحو الأمام: التضخم والنمو والتفسير. اسبوع الغياب فتح بابا في النظام الخطي وسمح بالتفكير: من هو العربي؟ من هو العدو؟ من هو اليهودي؟ ملحم ليس ارهابيا؛ انه غائب: قاتل ليس عدوا.
النقطة المثيرة للقشعريرة هي انه تم تمييز صورة العربي الاسرائيلي بالاختفاء منذ بدايتها. لقد كان اميل حبيبي في روايته "المتشائل" من تحدث عن اختفاء شاب صغير حاول مواجهة حقيقة وجود السلطة الإسرائيلية في 1948. في الرواية، يرد المختفي على الصدمة التي انزلها بأمثاله قيام الدولة اليهودية الجديدة: في كل مرة يلتقي فيها بأسماء القرى التي كانت واختفت، بأسماء اقربائه الذين اصبحوا لاجئين او طردوا، يبدأ بتخيل اختطافه من قبل مخلوقات فضائية ويختفي عن عيون السلطات. في حينه ايضا، في 1948، قال له المحقق اليهودي "لدينا وسائل عصرية يمكنها ان تتعقب اعمالك في كل مكان، بل تتعقب الكلمات التي تقولها في احلامك". بالنسبة للعربي، كان التحول التاريخي في اسرائيل – فلسطين شديد الصدمة، الى حد وجد ملاذه فقط في التقاء مخلوقات فضائية لم يعرف عنها المحقق الذي تحدث في الرواية.
في هذا المفهوم، يطرح مصير الغائبين السؤال التالي: ألا يعتبر العرب في إسرائيل، اصحاب المواطنة، وفق هذا المفهوم، لاجئين مثل العرب في اطراف إسرائيل وعلى حدودها؟
يكتب المؤرخ يحيعام فايتس، في "هآرتس" انه في كل ما يتعلق بالطابع ونمط الحياة والسيرة السياسية او التعامل مع الزملاء والمساعدين، يصعب جدا المقارنة بين مناحيم بيغن وبنيامين نتنياهو. ولكن يمكن اجراء مقارنة – ولو كانت عامة وليست دقيقة – بين سلوكهما كرئيسين للحكومة. لقد شغل بيغن المنصب خلال دورتين، الاولى كانت طويلة (1977 -1981)، والثانية قصيرة جدا. فبعد عامين من مرضه، اضطر للاستقالة في 1983. نتنياهو يتواجد في دورته الرابعة – بعد دورة اولى في التسعينيات، ومن ثم عودته بعد عشر سنوات لشغل دورتين بين 2009 و2015. الدورة الحالية تشبه الدروة الأخيرة لبيغن، من عدة نواحي.
رغم كل التوقعات، انتصر نتنياهو في الانتخابات الأخيرة. وكما نذكر فقد تحدثت غالبية التكهنات عشية الانتخابات عن حصول الليكود على اكثر بقليل من 20 مقعدا، وأقل مما سيحصل عليه المعسكر الصهيوني، بل ساد الشعور بأن يتسحاق هرتسوغ يتمتع بفرص معقولة لتشكيل الحكومة، وان نتنياهو سيكون رئيسا للمعارضة. لكن نجاح الليكود وحصوله على 30 مقعدا، وتركيبه للحكومة مرة اخرى، كان مفاجأة كبيرة.
لقد ساد شعور مماثل عشية الدورة الأخيرة لبيغن، عندما بدأت الحملة الانتخابية في 1981، كان من الواضح ان المعراخ سيعود الى مكانه الطبيعي – الى دفة الحكم – وان الليكود سيرجع الى مقاعد المعارضة. لقد تم وصف سلطة الليكود بأنها فترة عابرة - حكومة غير كفؤة، وزراء هواة ورئيسها ليس قائدا. ولكن بعد الانتخابات الصاخبة والعنيفة فاز الليكود.
شخص واحد حقق الانتصار هو مناحيم بيغن. لقد سافر من ساحة الى ساحة، جمع آلاف المحتشدين واسمعهم عبر وشعارات شككت بخطورة بمعاييره. وكان من ابرزها "يا أسد، رفول ويانوش ينتظرانك!". وهاجم بيغن رئيس قوة عظمى صديقة وحدد ان هلموت شميدت، المستشار في المانيا الغربية آنذاك، هو "جشع" لأن "مسألتان تقفان نصب عينيه – شراء النفط بسعر رخيص وبيع الأسلحة بسعر باهظ". ورد الجمهور بتحمس بالغ. لقد اجتاز بيغن عدة خطوط حمراء كي يفوز في الانتخابات.
وقد شهدنا مثل هذه الظاهرة في الانتخابات الأخيرة. لقد فاز الليكود بفضل شخص واحد – نتنياهو. لقد حدد التكتيك وكان مستعد للتضحية بالعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة والمس بالعلاقات مع رئيسها مقابل الانتصار. وفي يوم الانتخابات نشر رئيس الحكومة تصريحا عنصريا واضحا ضد جمهور بأكمله لكي يحصل على نصف مقعد.
كما يوجد تشابه بين تركيبة الحكومة في زمن بيغن ونتنياهو. حكومة بيغن كانت ضيقة جدا، حيث دعمها 61 نائبا فقط، ولم تكن فيها أي جهات معتدلة وموازنة. افتقدت الى وزراء معتدلين مثل يغئال يدين وعيزر فايتسمان وموشيه ديان، وفقدت الكوابح التي تمنعها من الاقدام على خطوات غير اخلاقية. وهذا هو احد اسباب اندلاع حرب لبنان الأولى. والحكومة الحالية، ايضا، ضيقة جدا وتفتقد الى شخصيات يمكنها وضع قدمها على الكابح. في حكومة نتنياهو الثانية كانت شخصيات مثل دان مريدور وبيني بيغن، وفي الثالثة كانت تسيبي ليفني التي احتلت مكانها في وزارة القضاء اييلت شكيد.
بعد تركيب الحكومة الثانية اقدم بيغن على خطوات غريبة، مثل تشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص قتل حاييم ارلوزوروف. وواصل التحريض. وفي تلك الفترة قال العبارة التي لا تنسى عن عضو كيبوتس منارة "الذي يجلس في بركة السباحة كما لو أنه مليونير امريكي". الى حد كبير لا يوجد فارق عميق بين هذا التصريح المتعجرف واعترافه الموجع "لم يعد بإمكاني اداء هذا المنصب".
نتنياهو يطلق الآن الرسن ويرشق مواطني الدولة بالروث، كما يستدل على ذلك من تصريحاته بعد عملية تل ابيب. الوصف الذي التصق بأريئيل شارون "لا يعرف خطا احمر" يناسب نتنياهو. من المناسب جدا أن يتمعن رئيس الحكومة بالنهاية المأساوية لرئيس الحكومة السادس.
يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت احرونوت" ان العملية القاسية في عتنئيل ترمز الى نقطتين هامتين في موجة الارهاب الحالية: ارتقاء خطورتها والتركيز على مدينة الخليل.
النقطة الاولى – ارتقاء خطورة العمليات وانتقال المخربين من الطعن على مفارق الطرق والشوارع التي انتهت في غالبية الحالات بتصفيتهم، الى الارهاب على عتبة البيت، والذي يعتبر اكثر تركيزا واكثر قاتلا.
النقطة الثانية هي تحول الخليل رسميا الى "عاصمة للارهاب" واكبر مصدر للعمليات في الانتفاضة الحالية. وحسب الشاباك فانه من بين 150 مخربا نفذوا عمليات حتى اليوم، كان 55 من قطاع الخليل، بل كان هؤلاء هم الذين نفذوا اقسى عمليات الارهاب الحالي التي قتلت حتى الآن 29 إسرائيليا.
يستدل من التحقيق الاولي للواء الخليل ان المخرب تسلل الى مستوطنة غير محوطة بسياج الكتروني، ووصل الى منزل العائلة وطعن دفناه مئير امام ابنتها. وكما يبدو فان صراخها هو الذي جعل المخرب يهرب من المستوطنة قبل ان تلتقطه كاميرات الحراسة. لقد تم البحث عنه في بلدة يطا وقرية كرامة المجاورتين، وهناك امضى جنود الجيش ورجال الشاباك غالبية الليلة الماضية.
في الانتفاضة الثانية في عام 2002، كانت العملية التي وقعت في مستوطنة عتنئيل، ايضا، هي الحادث الذي اشار الى ارتقاء طابع العمليات. في حينه لم يكن هناك سياج حول المستوطنة، وتمكن مخربان يرتديان الزي العسكري الاسرائيلي ويحملان السلاح والقنابل اليدوية من التسلل الى المستوطنة، ودخلا الى مطبخ المعهد الديني وفتحا النيران فقتلا اربعة طلاب واصابا عددا آخر من الطلاب والجنود الذين وصلوا الى المكان. وتحول المعهد الديني والمستوطنة الى رمز.
ولنعد الى الموجة الحالية. لقد استيقظ قطاع الخليل متأخرا بعد القدس الشرقية ونابلس ورام الله. وبسرعة تحولت المدينة ومحيطها الى قاعدة اساسية للمخربين، ولا يملك الشاباك والجيش حتى الآن أي حل يعيد الهدوء.
ربما تكون بيانات الشاباك التي تشير الى حدوث انخفاض في حجم العمليات في الشهر الأخير، صحيحة. ولكن من المؤكد ان الأمر لا يسري على خطورة العمليات. في كل يوم يتم تسجيل حادث هناك، في وقت يأتي فيه التهديد الرئيسي من قبل القناص الخليلي الذي عمل حتى الآن عدة مرات وجرح الجنود من مسافة بعيدة في ساحة الحرم الابراهيمي، ولم يتم حتى الآن القبض عليه.
القلق الان في الجهاز الأمني هو من ظهور "المقلدين"، في اعقاب نجاح عملية امس، تماما كما حدث في بداية موجة الارهاب الحالية- ولذلك تنص توجيهات قيادة المنطقة الوسطى على الحرص على نظم حراسة المستوطنات في الضفة، والتي تم تعزيز الحراسة فيها مؤخرا.
أنا خاسر؟
بيان صحفي