رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاربعاء

الأربعاء | 13/01/2016 - 01:40 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الاربعاء

"السفير الامريكي السابق عرض على كلينتون حث الفلسطينيين والاسرائيليين على التظاهر للضغط على نتنياهو كي يرجع للمفاوضات"!

تكتب "يسرائيل هيوم" ان السفير الامريكي السابق لدى اسرائيل، توماس بيكرينج، عرض في نهاية 2011، على وزيرة الخارجية في حينه، هيلاري كلينتون، خطة لإشعال التظاهرات الفلسطينية في سبيل اجبار حكومة نتنياهو على العودة الى المفاوضات، حسب ما تبين من خلال التحقيق الجاري حول الملقم الخاص الذي استخدمته مرشحة الحزب الديموقراطي، خلال شغلها لمنصب وزيرة الخارجية.

ففي رسالة الكترونية بعث بها بيكرينج الى كلينتون في 18 كانون الأول 2011، دعاها الى التفكير بخطة جديدة لاستئناف العملية السياسية، في مركزها تشجيع الفلسطينيين سرا على التظاهر الاحتجاجي ضد اسرائيل. ويصف الدبلوماسي الذي خدم في إسرائيل بين سنوات 1985 -1988، ايام حكم ريغن، تلك الخطة بأنها "خطوة ستغير اللعب في المنطقة". وكتب "ان ما سيغير الوضع هو جهد مركز لاستخدام المظاهرات غير العنيفة والاحتجاج من اجل اعادة السلام الى مركز طموح وافكار الناس، واستغلال ذلك من اجل التأثير على القيادة السياسية".

ويؤكد السفير السابق انه "يمكن للنساء، ويجب ان تقفن في مركز التظاهرات. لماذا؟ في الجانب الفلسطيني تتميز الثقافة الرجولية بالقوة. الرجال الفلسطينيون لن يظهروا الصبر خلال التظاهرات لفترة طويلة.. المظاهرات يجب ان تتسع، تماما كما في ميدان التحرير (في مصر).

وفي تطرقه الى الجانب الاسرائيلي، يدعي السفير السابق ان نتنياهو "يشعر بالرضا ازاء الواضع الراهن، اكثر من المخاطر الكامنة في التغيير". كما دعا الى تنظيم مظاهرات إسرائيلية وكتب: "يجب ان يكون احتجاج شعبي يظهر كأنه يتسع". كما اقترح اماكن لهذه التظاهرات: "خارج ديوان رئيس الحكومة، الساحات المركزية والحدائق في القدس، وساحة رابين ستكون مكانا جيدا".

ولا تفصل رسالة السفير السابق طرق المبادرة الى المظاهرات الشعبية الواسعة، لكن هناك مسألة واحدة واضحة بالنسبة له وهي "ان الولايات المتحدة لا يمكنها، حسب رأيي، ان تظهر كمن شجعت او اثارت او تقف وراء الاحتجاج، لأسباب ستفهمينها انت بشكل افضل من أي شخص آخر. انا اؤمن ان جهات من طرف ثالث، وعدة تنظيمات غير حكومية في الجانبين يمكنها أن تساعد".

وليس من الواضح ما اذا كانت كلينتون قد ردت على هذا الاقتراح او كيف فعلت ذلك.

اسبانيا تلغي اوامر اعتقال ضد نتنياهو وستة قادة اخرين

كتبت "يسرائيل هيوم" ان المحكمة الاسبانية الغت اوامر اعتقال اصدرتها هيئة قضائية صغرى ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان، ووزير الأمن السابق ايهود براك، ووزير الأمن الحالي موشيه يعلون، ووزير الداخلية السابق ايلي يشاي، ووزير الاستخبارات السابق دان مريدور، والوزير السابق بيني بيغن، في موضوع اسطول مرمرة التركي. كما تم الغاء اجراءات مشابهة في اليونان والمانيا.

مع ذلك تتواصل في الولايات المتحدة وفي المحكمة الدولية للجنايات في لاهاي، مداولات قضائية في هذا الموضوع، بعد مرور خمس سنوات ونصف على الاسطول. كما تجري اجراءات قضائية في تركيا ضد رئيس الأركان السابق غابي اشكنازي، ورئيس شعبة الاستخبارات السابق عاموس يادلين، وقائد سلاح البحرية السابق اليعزر ماروم، ورئيس الاستخبارات السابق في سلاح الجو ابيشاي ليفي.

ضابط يوقظ جنوده بواسطة قنبلة غاز!

كتبت "يسرائيل هيوم" ان قائد فصيل في لواء المظليين اقدم على القاء قنبلة غاز داخل خيمة كان ينام فيها جنوده ، عقابا لهم على عدم استيقاظهم في الوقت المحدد. وتسببت القنبلة بحروق في عيون الجنود وحالات غثيان.

وقد وقع الحادث صباح امس في قاعدة "تسئليم" في الجنوب، حيث غضب القائد لتأخر جنوده في النوم فقرر تلقينهم درسا، وقام باللقاء القنبلة داخل خيمتهم.

وقال الناطق العسكري ان الجيش ينظر بعين الخطورة الى هذ السلوك الذي يتناقض مع قيم الجيش والمتوقع من قادته. وسيتم التحقيق في الحادث ومعالجته.

الاعتداء على مصلى في كلية هداسا

كتب موقع "واللا" ان مجهولين اقتحموا المصلى الخاص بالطلاب المسلمين في كلية هداسا في القدس، وقاموا بتدمير المكان والقاء المصاحف على الأرض. وكان طلاب من الجامعة قد اكتشفوا هذا الاعتداء لدى حضورهم للصلاة صباح امس، وقاموا بتبليغ ادارة الكلية التي سارعت لتقديم شكوى في الشرطة. وقال مصدر في الادارة لموقع "واللا" ان "بعض الاشخاص قاموا بأعمال تخريب في المكان حيث القوا بالمصاحف على الأرض ووسخوا المكان".

ونشرت الكلية امس بيانا شجبت فيه هذا الاعتداء واعربت عن أسفها للعمل التخريبي. وقالت الادارة ان "كلية هداسا تشجب كل عنف اينما كان، وتعالج الاحداث بنزاهة وحسب القانون. وقد توجهنا الى الشرطة في الموضوع وسنفعل ما يجب وطوال الوقت في حالات معكوسة".

وكتب رئيس الكلية البروفيسور برتولد فريدلاندر في رسالة وجهها الى الطلاب، انه يشعر بالخجل لما حدث في الكلية، مضيفا ان الكلية تضم طلابا من مختلف اطياف المجتمع الاسرائيلي، ويحق لكل واحد منهم نيل الحق بالسلوك حسب نمط حياته ومعتقداته".

قتل ثلاثة فلسطينيين

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الجيش قتل امس ثلاثة فلسطينيين في بيت عانون وبيت جالا. فقد حاول مخرب ظهر امس، طعن جنود من لواء جبعاتي بالقرب من مفترق بيت عانون، القريب من مستوطنة كريات اربع. ولم يسفر الحادث عن وقوع اصابات بين الجنود بينما تم اطلاق النار على المخرب وقتله. كما تم قتل مخرب اخر تواجد داخل السيارة التي نزل منها المهاجم.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان احد القتيلين هم محمد كوازبة (23) من قرية سعير. وهذا هو القتيل الخامس من هذه العائلة خلال الموجة الحالية. وحسب معطيات الوزارة فقد قتل منذ بدء موجة الارهاب 156 فلسطينيا.

كما قتل، امس، فلسطيني آخر خلال خرق للنظام في بيت جالا. وحسب الجيش فقد جرى في المكان نشاط لقوة من الاحتياط، وقام حوالي 50 فلسطينيا برشق الحجارة وزجاجات حارقة على الجنود، فردت القوة باستخدام وسائل تفريق المظاهرات ومن ثم السلاح.

وحسب الفلسطينيين فان القتيل هو سرور احمد سرور (21) من مخيم عايدة في بيت لحم.

وزيرة خارجية السويد تطالب بالتحقيق بجرائم اسرائيل

تكتب "يديعوت احرونوت" ان وزيرة خارجية السويد مارغوت وولستروم دعت الى فتح تحقيق دولي لتحديد ما اذا كانت اسرائيل تعدم الفلسطينيين بدون محاكمة خلال الأشهر الأخيرة. وقالت خلال نقاش في البرلمان في ستوكهولم، امس، انه "يجب اجراء تحقيق عميق وموثوق حول الاعدام بدون محاكمة من قبل اسرائيل خلال الاحداث العنيفة  وهجمات السكاكين في الشهرين الاخيرين بين اسرائيل والفلسطينيين".

وهذه ليست المرة الاولى التي تتهم فيها وولستروم إسرائيل بإعدام الفلسطينيين الضالعين في العمليات. فخلال نقاش جرى في البرلمان، قبل شهر، سأل عضو البرلمان متياس سوندين الوزيرة لماذا لا تشجب العمليات الارهابية ضد الإسرائيليين، فقالت انها لا توافق على عمليات الطعن ضد الإسرائيليين بل اعترفت بأن إسرائيل تملك حق الدفاع عن النفس، لكنها اوضحت ان "الرد يجب ان لا يكون الاعدام بدون محاكمة وبدون اي تناسق".

تصريحات نائب بريطانية تثير زوبعة بين اليهود

كتبت "يديعوت احرونوت" ان عضو البرلمان البريطاني ناسيم ناز شاه، أثارت عاصفة في اوساط الجالية اليهودية البريطانية، بعد تصريحها خلال نقاش حول تعامل اسرائيل مع الفلسطينيين، بانه "لا يوجد ما يثبت مقتل اي إسرائيلي جراء حجر يلقيه قاصر فلسطيني".

وبعث نائب السفير الاسرائيلي لدى لندن، ايتان نئيه، برسالة الى ناز شاه، فصل فيها الاحداث العنيفة التي قتل خلالها اسرائيليون جراء رشق الحجارة.

وكتب نئيه ان "الحقائق تثبت بأن القاصرين الفلسطينيين كانوا ضالعين في اكثر من مرة في جرائم قتل ضد مدنيين اسرائيليين بواسطة رشق الحجارة والصخور. احد الحوادث المأساوية هو مقتل اديل بيطون ابنة الرابعة، في العام الماضي، بعد اصابتها بجراح يائسة جراء قيام خمسة قاصرين فلسطينيين برشق الحجارة على سيارة عائلتها".

كما كتب ان رشق الصخور والحجارة هو جريمة عنيفة يمكن ان تؤدي، وأدت الى القتل في حالات كثيرة. "في 2001 قتل طفل ابن خمسة اشهر، يدعى يهودا شوهام، بعد قيام فلسطينيين بإلقاء صخرة على السيارة التي سافر فيها، وفي 2011 اصابت الحجارة التي رشقها فلسطينيين اشير بالمر وطفله يونتان وتسببت بقتلهما. هذه الصخور سواء كانت في ايدي البالغين والقاصرين هي سلاح قاتل".

تمديد اعتقال ناشط "تعايش" بشبهة تسليم معلومات لعميل اجنبي

كتبت الصحف الاسرائيلية ان محكمة الصلح في القدس، مددت امس الثلاثاء، اعتقال الناشط اليساري الذي اشتبه بالاتصال مع عميل اجنبي، لمدة اسبوع. وحسب ما تنشره "هآرتس" فانه يجري التحقيق مع المشبوه، ايضا، بشبهة المساعدة على القتل والتآمر على محاولة القتل وتسليم معلومات لعميل اجنبي ونقل ماكث غير قانوني وتعاطي السموم. وبسبب امر منع النشر ليس من المعروف ما هي البنود التي تم عرضها امام القاضي، لكنه من المعروف ان احدها هو الاتصال بعميل اجنبي.

وصادقت المحكمة على طلب الشرطة منع المشبوه من التقاء محاميه، كما منعت المحكمة نشر تفاصيل الناشط بادعاء التخوف من تشويش التحقيق. وطلبت الشرطة قبل ذلك اجراء النظر في طلب تمديد اعتقاله في جلسة مغلقة. (الناشط هو عزرا ناوي من حركة تعايش والذي اعتقل في المطار امس الاول اثناء محاولته السفر الى الخارج. ورغم كشف اسمه وصورته قبل اعتقاله، يجري الان التكتم على تفاصيله وفق امر قضائي – المترجم).

وعلم ان الشرطة ركزت في الأيام الأخيرة الشكاوى التي تم تقديمها ضد المعتقل. وتم تحويل الشكاوى الى لواء شاي، حيث كلف قائد اللواء شلومي ميخائيل، الوحدة المركزية في اللواء بالتحقيق في الملف.

وتم اعتقال المشبوه، امس الاول، في مطار بن غوريون، رغم انه لم يسبق دعوته للتحقيق ولم يمنع من مغادرة البلاد. وقالت محاميته ليئة تسيمل لصحيفة "هآرتس" ان التهم الموجهة الى موكلها واهية في جوهرها. "الشرطة تريد خلق توازن مع التحقيق في عملية القتل في دوما. بسبب نشاطه كان ضحية للاعتداءات العنيفة من جانب المستوطنين ولسلسلة من عمليات التنكيل من قبل السلطات، شملت الكثير من الاعتقالات الواهية والدعاوى الساخرة. ومؤخرا  تعرض الى سلسلة طويلة من التهديدات، وبعد قيام نشطاء اليمين بنشر عنوانه الشخصي، تم الاعتداء عليه امام بيته، فشعر بالخطر على حياته وتدهورت حالته الصحية".

اريئيل يحول ميزانيات التطوير القروي لمستوطنات لا علاقة لها بالزراعة

كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزارة الزراعة حولت، في الأسبوع الماضي، 70 مليون شيكل لتطوير بنى تحتية في المستوطنات تتعلق بالتطوير القروي. لكنه تبين ان ملايين الشواقل من هذه الميزانية تم تحويلها الى مستوطنات لا تعمل بتاتا في الزراعة. واثار هذا القرار انتقادات بين المزارعين في المستوطنات، بسبب تحويل الميزانيات الى السلطات المحلية لاستغلالها لأغراض ليست زراعية، ومن بينها شق شوارع وترميم قاعات ومشاريع سياحية وتحسين مداخل المستوطنات.

ويأتي تحويل هذه الميزانيات وفق قرار اتخذته الحكومة في آب الماضي، بناء على اتفاقيات الائتلاف مع البيت اليهودي. وتم في 2015 تحويل 240 مليون شيكل للمستوطنات وفقا لهذا القرار، فيما سيتم تحويل 100 مليون شيكل هذه السنة "لإنشاء بنى تحتية ومباني عامة وهبات بلدية امنية". وقامت لجنة المدراء العامين بتقسيم المبلغ بين الوزارات المختلفة، لكن القسم الاكبر منها، 70 مليون شيكل، تم تحويله الى وزارة الزراعة.

وكانت وزارة الزراعة قد نشرت في ايلول الماضي المعايير التي سيتم بموجبها توزيع الميزانية، حيث كتبت ان التمويل يهدف الى تشجيع الارتباط بالأراضي الزراعية وتأكيد المساهمة في تطوير واستقرار الفرع الزراعي والحفاظ على الأراضي الزراعية والمناطق المفتوحة، وتدعيم المجتمعات القروية الى جانب الحفاظ على الميراث الزراعي والقروي وتطوير المناطق القروية في إسرائيل على مختلف اشكالها".

لكن الوزارة عادت ووسعت هذه المعايير بحيث تمنح الهبات المالية لكل بلدة يقوم فيها اي نشاط زراعي، ويسكنها حتى عشرة آلاف نسمة. واتاح هذا التغيير انضمام مستوطنات غير زراعية الى قائمة المستوطنات التي سيتم دعمها، ومن بينها، على سبيل المثال مستوطنات كريات اربع وبيت ايل وكدوميم وعمانوئيل، والتي حصلت على ميزانيات لمشاريع ليس لها علاقة بالزراعة.

لوائح اتهام ضد اربعة من قتلة المواطن الأريتيري

كتبت "هآرتس" ان النيابة العامة، قدمت امس، لوائح اتهام الى المحكمة المركزية في بئر السبع ضد اربعة مواطنين شاركوا في عملية التنكيل وقتل المواطن الأريتيري هبطوم زرهوم في المحطة المركزية في بئر السبع في شهر اكتوبر الماضي، لاعتقادهم بأنه "مخرب". وحدث ذلك خلال عملية اطلاق النار التي وقعت في المحطة.

والمتهمون هم الجندي يعقوب شامبا، والضابط رونين كوهين من سلطة السجون، والمواطنين دافيد مويال وابيتار دماري. واتهم الاربعة بالتسبب بأضرار جسيمة تصل العقوبة عليها الى السجن لمدة 20 سنة. وتم تقديم لائحة الاتهام بعد تحقيق رافقه المستشار القانوني للحكومة، وبتصديق من النائب العام للدولة. وقررت النيابة بعد التحقيق وسماع افادات المشبوهين عدم تقديم لائحة اتهام ضد المشبوه الخامس حين شبات، السجان الذي شارك في الحادث.

يشار الى ان الخمسة شاركوا ضمن حشد آخر من الجمهور الذي تواجد في المحطة في الهجوم على المواطن الأريتيري والتنكيل به حتى بعد ان سقط ارضا وكان ينزف. وقاموا بركله على رأسه وضربه بمقعد للمسافرين حتى قتلوه.

ويتبين من لائحة الاتهام ايضا، انه على الرغم من كون زرهوم أحد المصابين بجراح بالغة خلال الحادث الا انه تم نقله الى المستشفى فقط بعد نقل بقية المصابين.

دفن نشأت ملحم وتمديد اعتقال سبعة من اهالي قريته بادعاء مساعدته او عدم التبليغ عنه!

كتب موقع "واللا" انه تم في قرية عرعرة، الليلة الماضية، تشييع جثمان نشأت ملحم، منفذ عملية تل ابيب، في جنازة متواضعة شارك فيها عشرات الاشخاص فقط. وكانت العائلة قد تسلمت بلاغا بقرار تسليمها الجثة قبل فترة وجيزة جدا من احضارها.

وكان وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، قد اعلن امس، بأنه لن يتم تسليم الجثة الا اذا التزمت العائلة بدفنه في جنازة صغيرة بمشاركة ابناء العائلة فقط.

الى ذلك مددت محكمة الصلح في حيفا منذ بداية الأسبوع، اعتقال سبعة مواطنين من قرية عرعرة بشبهة تقديم المساعدة لنشأت او معرفتهم بوجوده في القرية وعدم تبليغ الشرطة! ومنع السبعة من التقاء محاميهم.

وحسب "هآرتس" فقد تم تمديد اعتقال ثلاثة منهم لأنهم سمعوا بان ملحم يتجول في القرية ولم يقوموا بتبليغ الشرطة، فيما تم تمديد اعتقال مواطنين آخرين لأنهما تأخرا في تبليغ الشرطة!. وقال المحامي جميل خطيب انه "يجب تقديم جائزة لهذين المواطنين لأنهما توجها الى مركز الشرطة للتبليغ، وليس اعتقالهما. طوال الوقت يقولون ان الوسط العربي لا يتعاون، ولكن في اللحظة التي يفعل فيها الناس ذلك يتحولون الى مشبوهين". اما المواطنين الآخرين فتشتبه الشرطة بأنهما قدما المساعدة لملحم خلال اختبائه في المنزل المجاور لبيتيهما في القرية.

المستشار المقبل ينوي مواصلة العمل لتشريع البؤر الاستيطانية

يستدل من تقرير تنشره "هآرتس" ان المستشار القانوني المقبل للحكومة، ابيحاي مندلبليت، ينوي كما يبدو مواصلة العمل لتشريع البؤر الاستيطانية، رغم موقف المستشار الحالي، فاينشتاين، الذي رفض توصية قدمها الطاقم المهني المكلف تنظيم مسألة البناء غير المرخص في المستوطنات، والذي يترأسه مندلبليت، بشأن اجبار الفلسطينيين الذين بنيت البؤر الاستيطانية على أراضيهم بالحصول على اراضي بديلة!.

فقد قال الطاقم، انه سيواصل فحص تشريع البناء في بؤرة "نتيف أبوت" في غوش عتصيون. وجاء هذا الرد على ما نشرته "هآرتس" امس، حول قرار المستشار القانوني الحالي يهودا فاينشتاين، رفض توصيات اللجنة التي تنص على اجبار اصحاب الأراضي الفلسطينية الخاصة التي اقيم عليها جانب من المستوطنة، على تلقي اراضي بديلة مقابل تشريع بيوت البؤرة.

وجاء في رد الطاقم انه قام بتحويل التوصيات الأولية الى المستشار القانوني لكي يدرسها، ومن ثم في حال مصادقته عليها كان سيتم تحويلها الى الحكومة. ولكن في ضوء معارضة المستشار لإجبار الفلسطينيين على استبدال اراضيهم، تم الغاء مسودة التوصية ولا توجد نية لاستكمالها وتقديمها كتوصية للحكومة". مع ذلك كتب الطاقم انه قد "يفحص مستقبلا بدائل اخرى".

يشار الى ان 17 بيتا من بيوت البؤرة، والتي تشكل ثلث بيوتها، اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة. ويقيم في احد هذه البيوت الامين العام لحركة "امناه" زئيف حفير (زامبيش). وقد اقترح طاقم مندلبليت توحيد واعادة تقسيم الأراضي التي تقوم عليها البؤرة، واعطاء الفلسطينيين اراضي بديلة خارج البؤرة. وحسب الطاقم فقد اعتمدت توصيته على وجهة نظر اعدها المستشار القانوني للجهاز الأمني، المحامي احاز بن أري، وعلى قوانين التقسيم المتعارف عليها. كما جاء ان الطاقم اقترح على الفلسطينيين 24 دونم من الاراضي الزراعية خارج المستوطنة، مقابل اربع دونمات يملكونها داخل المستوطنة وموزعة في عدة اماكن ولا يمكنهم استخدامها. وادعى الطاقم ايضا، ان مسودة الاقتراحات التي قدمها لا تهدف الى تشريع المباني، بل ان اربعة من هذه المباني معدة للهدم، ومن بينها البيت الذي اقام فيه بشكل مؤقت، مدير عام "امناه" زئيف حفير.

نتنياهو: "اسطول غواصاتنا يشكل رادعا للأعداء الذين يطمحون الى ابادتنا"

كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تطرق خلال حفل استقبال الغواصة الجديدة "احي راهف" في قاعدة سلاح البحرية في حيفا، امس، الى مهام اسطول الغواصات الاسرائيلية، وقال ان "اسطولنا يشكل رادعا للأعداء الذين يطمحون الى ابادتنا. انهم لن يحققوا مطلبهم، وعليهم ان يعرفوا بأن اسرائيل تستطيع اصابة كل من يحاول الحاق الضرر بها، بكل قوة".

وقال نتنياهو انه سيتم تزويد الغواصة الجديدة بوسائل اسرائيلية الصنع والتي "ستساعدنا في الدفاع والهجوم كقبضة ملاكمة بحرية".

يشار الى ان إسرائيل تنتظر وصول غواصة اخرى من المانيا في العام 2019، وقال قائد سلاح البحرية انها ستحمل اسم "احي دكار" على اسم الغواصة الاسرائيلية التي غرقت في كانون الثاني 1968.

مصدر امني: "جيشنا اصبح اكثر قاتلا ولدينا الرد على داعش"

تكتب "يديعوت احرونوت" انه في ضوء تعزز قوة داعش على امتداد الحدود الجنوبية لإسرائيل، قام الجيش الإسرائيلي بسلسلة من التدابير بعيدة المدى. وقال مصدر امني رفيع للصحيفة ان "المفهوم الأمني على الحدود تغير كليا. والجيش الاسرائيلي اصبح اكثر تحسنا وقاتلا وبات لدينا الرد على التهديد قبل وصوله الينا".

الهدوء الذي يميز الحدود الإسرائيلية – المصرية في العام الأخير مضلل. سكان البلدات المجاورة للحدود يسمعون جيدا التفجيرات القوية واصوات اطلاق النيران في الجانب الثاني من الحدود – الحرب اليومية التي يديرها الجيش المصري ضد داعش في سيناء. في اسرائيل يعرفون ان قيام التنظيم بتحويل نيرانه الى اسرائيل هو مجرد مسألة وقت، وأن رجاله سيحاولون اجتياز السياج لتنفيذ عمليات.

وفي ضوء هذا التخوف غيرت قيادة الجنوب خطتها العسكرية ثلاث مرات، وقامت بملاءمتها للتهديد المتطور. وتم زيادة عدد القوات بشكل كبير، ونشر دبابات على مقربة من الحدود، كما تم تحصين سيارات الجيب التي تستخدمها قوات المشاة في دورياتها وتركيب رشاشات على اسقفها. وبين الحين والآخر تجري تدريبات مشتركة مع سلاح الجو.

من بين السيناريوهات التي تقض مضجع القيادة العسكرية هو تسلل خلية من داعش الى بلدة مجاورة للحدود. ولهذا تم تعزيز قوات الحراسة في بلدات كديش برنياع ونيتسانا وبئير مالكا وكمهين، وتم تزويدها ببدلات واقية تلائم التهديد. ويقوم الجنود بإجراء تدريبات على المحاربة داخل مناطق مأهولة ومواجهة احتمال تسلل خلايا مخربين الى الدفيئات الزراعية في هذه البلدات.

كما أن كتيبة "كركل" بقيادة العقيد العاد كوهين، المسؤولة عن توفير الأمن الجاري في منطقة نيتسانا، كرست كل تدريباتها خلال السنة الماضية لمواجهة تهديدات داعش. ويقول المسؤول الامني الكبير ان "داعش لا يتواجد حتى الآن على السياج، فهو يركز قواه على محاربة المصريين، ولكن على خلفية الحرب في سيناء، قمنا في الجيش بتحسين قوتنا القاتلة، وتعزيز القوات على الحدود التي يصل طولها الى 220 كلم، وتحسين منظومتنا الدفاعية قبل وصول العدو الينا. لقد تم تغيير الأوامر، وتغيير حجم القوات، وتعزيز حماية البلدات. كما ان السيناريوهات والتحديات التي نضعها امام القادة والجنود باتت تختلف تماما عن السابق. الان يجري التركيز على تحسين جاهزية المحاربين، وفي اطار ذلك استخدام اسلحة اكثر دقة امام خلايا المخربين والرد بسرعة اكبر على محاولات التسلل. وعلى التنظيمات الارهابية ان تعرف بأنها اذا وجهت نيرانها الينا فسيكون ردنا قاتلا اكثر مما يعرفون".

مقالات

العربي الجيد، غير قائم.

يكتب تسفي برئيل، في مقالة ساخرة، في "هآرتس" انه ليس مهما ما هو اسم والد نشأت ملحم، سواء كان احمد او محمود او محمد، ويكفي ان نتذكر بأنه الأب الذي وشى بابنه القاتل للشرطة. متعاون عربي، متطوع في الشرطة الصهيونية، ابدى استعداده حتى لبيع ابنه. وهذا ليس مفاجئا. هكذا هم العرب. ثقافة أخرى. العربي الجيد غير قائم. اليهودي ما كان سيقوم ابدا بتسليم ابنه. هل كان سيقوم مستوطن بتبليغ الشاباك بأن ابنه احرق عائلة أو مسجد؟

أي خيبة هذه. لقد توقعنا جدا ان تقوم عرعرة كلها، مع كل سكان وادي عارة بالوقوف كصخرة صامدة وراء نشأت ملحم ودعم عملية القتل التي نفذها في تل ابيب. توقعنا ان يهاجموا الشرطة التي جاءت لاعتقاله، ان يطلقوا عليها النار من السلاح غير القانوني المتواجد في أقبيتهم، أن يغلقوا شارع وادي عارة. باختصار أن يكون عربا. سيما ان هذا هو ما يجب ان يفعله الجمهور المعادي. من حظنا أننا عثرنا في القرية على مشبوهين تأخرا في تبليغ الشرطة طوال يوم ونصف، 36 ساعة كاملة، عن وجود القاتل في القرية. بطلان انقذا كرامة الوسط العربي. ونضيف اليهما ايضا الـ40 عربيا الذين انضموا الى داعش، والبدوي مهند العقبي الذي نفذ في اكتوبر الماضي عملية القتل في المحطة المركزية في بئر السبع، وسيكون كل شيء على ما يرام. العرب لدينا لم يتغيروا.

صحيح اننا، كالعادة، نشعر بحساسية كبيرة. يجب أن لا نعمم. فالمقصود حفنة، فاصلة غير ذات اهمية، لا تمثل مواطني اسرائيل العرب. ومع ذلك، يجب التيقظ، لا يمكن تجاهل المحفزات. فمليون ونصف مليون عربي، غالبيتهم مسلمون، ليسوا مقطوعين عن محيطهم. أما نحن فمتنورين، ومنفتحين، ولذلك فإننا نفهم بأنه لا يمكن للعربي أن لا يتأثر من الاحتلال، من هدم منازل الفلسطينيين في الضفة، وكمسلم يجب عليه دعم رؤية الدولة الإسلامية لداعش. نحن نعلم بأنه يخاف من أن يتحول الحرم القدسي الى هيكل أو أن تقوم الأحزاب السياسية اليهودية بضمه الى الضفة الغربية. نحن نتماثل مع مشاعر العرب الإسرائيليين، فهذه هي ذات المشاعر التي توحد الشعب اليهودي في كل مكان، عندما تواجه دولة إسرائيل الخطر.

وبسبب هذا الفهم العميق، نحن نعرف انه لا يمكن مطالبة العرب بالولاء، وبأننا سنضطر دوما الى النظر بخوف عبر اكتافنا. هم سيبقون الى الأبد قطاعا خائنا، وليس مهما كم من المليارات سنستثمر لديهم، كم من المباني سنقيم لهم، وكم كلية سنبني من اجلهم. ونحن نعرف ان المسألة ليست المال. فليقولوا من فضلهم كم يريدون من المال كي ينسوا النكبة، كم فيلا يطلبون كي يوافقوا على الوقوف صامتين اثناء سماع "هتكفا"، وكم قطعة ذهبية يريدون مقابل رقص "الهورا" في يوم الاستقلال.

ها قد قررت الحكومة تحويل 15 مليار شيكل لهم خلال خمس سنوات دون ان نطلب منهم حتى التوقيع على تعهد. الشرط الوحيد هو ان يحافظوا على القانون، ان يوقفوا البناء غير القانوني ويجمعوا السلاح من بيوتهم. انها ذات المطالب التي تطرحها الحكومة على سكان المستوطنات. هذان قطاعان توأمان. وكما في الوسط العربي هكذا في المستوطنات لا تدل الحفنة المتوحشة على المجموع العام، في المستوطنات ايضا هناك من يعتبر الحكومة معادية ورئيس الحكومة خائن، وكما في الوسط العربي، ليس مهما كم ستستثمر الدولة لديهم، سيبقى ولاءهم غير مضمون. أولا الله، وبعد ذلك الحاخام، وفي النهاية، ربما تأتي الدولة. مسألة ثقافة. تماما كما لدى العرب.

آن الأوان كي نتوقف عن التأثر حتى البكاء كلما قام عربي بالتصرف كمواطن مخلص، يشجب اعمال القتل او يسلم ابنه القاتل للسلطات. لا يجب التأثر من "العربي الجيد" كما لو أنه يمثل كل الطائفة. يكفي تعميما. من يصدق مثل هذا العربي، نهايته ان يصدق ايضا المستوطن الذي يقلب عينيه.

هذا ليس زمن التظاهر كضحية.

يكتب عوزي برعام في "هآرتس" ان بنيامين نتنياهو حول الشعور بأننا ضحية الى سلاحه الرئيسي. اسرائيل هي ضحية، ضحية للعالم الذي نسي الكارثة، ضحية لأوروبا التي تجري فيها حملة تحريض لاسامي، وضحية للعرب والفلسطينيين الذين يكنون لها الكراهية.

ولكن يتضح ان هذا الشعور بالأضحية ينطوي على قصور خاص. حتى اولئك الذين ملت نفوسهم استخدام نتنياهو لهذا المصطلح بدأوا بتبني هذا المصطلح الساخر، المصطنع والمتظاهر بالبراءة، وعرض انفسهم كضحايا. وهكذا نجد لدى كتاب الأعمدة اليساريين مقالات تعج بالشفقة على الذات والاستياء العارم ازاء كل من يجعلهم ضحية. وهكذا وصلنا الى وضع اصبحت فيه حتى ايلانا ديان التي ادارت صراعا قضائيا ضد اليمين الاستيطاني، تتعرض للهجوم غير المبرر.

هذا لا يعني ان كل انصار الديموقراطية لا يملكون مسببات جدية تدعو الى القلق. ففي الأفق تلوح بوادر الأبرتهايد المبني والمؤسس، والذي لا يتم الاعتراف به طبعا، لأن ممثلي السلطة على ثقة بأن الواقع يفرض عليهم التصرف كما يتصرفون. انهم لن يسموا هذا أبرتهايد، لأن الأبرتهايد، كما سيقولون، يعكس ايديولوجية يعارضونها. وهكذا يتبنون قسما من الرموز التي كانت متبعة في جنوب افريقيا. من الواضح، ايضا، انه تولدت في البلاد أجواء تحريض موجه فقط ضد جانب واحد تقريبا.

ولكن الجواب على هذه المخاطر يجب أن لا يكون الشعور بأننا ضحية، وانما الاستعداد للقتال. الرأي العام الاسرائيلي لا ينعكس فقط في فترة الانتخابات. انه مسالة سائلة ومتغيرة، وهذا التغيير يحدث بين فترات الانتخابات ويتم التعبير عنه بعد ذلك، في صناديق الاقتراع.

اليمين الجامد يفضل النظر الى اليسار ككتلة واحدة، ظاهرة شاملة وموحدة. بالنسبة لبتسلئيل سموطريتش، يعتبر يتسحاق هرتسوغ وموشيه كحلون ويئير لبيد وزهافا غلؤون يسارا بكل ما يعنيه الأمر. لماذا بالذات أشرنا الى سموطريتش؟ لأنه يمثل الخطر الحقيقي المتربص بنا، وجهة النظر الدينية – القومية التي تصورنا وكأننا نتواجد في خضم عملية خلاص تبشيرية، ستقود الى تحرير البلاد كلها من الأغيار. ومقابل هذه النظرة هناك نظرة اليسار التي ترفض المفاهيم الدينية التبشيرية وتدعم الديموقراطية.

المستوطنون ورفاقهم فهموا صورة المعركة وفضلوا الانضمام الى الليكود وقاموا بخطوة كبيرة من اجل دفع ايمانهم. هذا التسلل الديني الى الليكود يناقض مفاهيم قادة الليكود على مختلف أجيالهم. وعلى الرغم من ذلك فقد فضل نواب الليكود الخنوع امام يهودا غليك وبنتسي غوفشطاين.

كما توحد اليمين المؤمن وغير المؤمن حول العداء لقيم التسامح والديموقراطية وحقوق الفرد، هكذا يجب أن يتوحد المعسكر المضاد حول دعم القيم ذاتها. الشعور بالضائقة الذي يبثه الجمهور في لحظات معينة – كما بعد عملية ديزنغوف مثلا – لا يعكس الرأي العام الحقيقي. الجمهور الذي يقف الى يسار الليكود يؤمن بأن الاحتلال يسيء الى اسرائيل، وان التسوية مع الفلسطينيين حتمية من وجهة نظر اسرائيلية، وان نتنياهو يثير الفتنة ويمزق المجتمع الاسرائيلي.

ملامح الشرخ السياسي في اسرائيل يجب ان تقود اليسار الى الاستنتاج بأن عليه التمسك بالنضال والطموح الى خلق معسكر مشترك وواسع قدر الامكان مع المعارضين للحكومة؟ هذا ليس وقت التخلي عن الجمهور، السلوك كالقنفذ والتظاهر كضحية.

الصمت هو قذارة

يكتب الياكيم هعتسني، في "يديعوت احرونوت" انه في الوقت الذي يتواصل فيه تراكض حملة السكاكين الجنوني، قررت الحكومة زيادة عدد العمال العرب من الضفة. خطوة للثقة في بحر من الشكوك والاشتباه. قبل عدة أيام من ذلك، اعلن ابو مازن بحدة بأنه لا ينوي تفكيك السلطة الفلسطينية، التي يعتبرها انجازا هاما لشعبه. وبذلك تم تفكيك معسكر السلام من احد اسلحته، التهديد بأن ابو مازن سيعيد المفاتيح ويحول الى اسرائيل المسؤولية الثقيلة عن ادارة حياة الملايين.

ليس الجميع يشاركون في التخوف من تسلم المفاتيح. ولكن في كل الأحوال، لقد حسم أبو مازن الأمر: انه لن يفكك السلطة من اجل انهاء "الاحتلال" كما هدد اليسار، وبذلك منح نفسا طويلا للوضع الراهن، الذي يكرهه معسكر السلام. كما منيت فرصة القضاء على الوضع الراهن بواسطة المفاوضات، بضربة يائسة في خطاب أبو مازن، عندما هدم العامود الفقري لكل مخططات الانسحاب، "الكتل"، حين حسم قائلا انهم جميعا سيضطرون الى الخروج - من الكتل كما خرجوا من غزة.

منذ الآن، سيكون على من اوهم نفسه بأن "السلام" سيحتم طرد 100 الف "فقط" (بتكلفة حوالي 150 مليار شيكل، والتي تضاعف بعشر مرات تكلفة خطة الانفصال)، سيضطر الى اعادة حساب تكاليف طرد 400 الف، وسيصل الى رقم سيكسر ظهر الدولة.

ابو مازن لا يزال بحاجة الى السلطة كسلم الى ان يتم استكمال بناء الدولة الفلسطينية التي ستقوم بقوة الأمم المتحدة والقوى العظمى، وليس نتيجة لاتفاق مع اسرائيل. لكن العالم ينشغل في اعماله ولن يتفرغ لفرض "الحل" على اسرائيل طالما لم يرجع "الصراع" الى العناوين على شكل انتفاضة – خاضعة للسيطرة، مدروسة، "شعبية". وعلى غرار جابوتنسكي، يعتقدون في رام الله ايضا بأن "الصمت هو قذارة".

الوضع الراهن والتعايش يعتبران شوكة في عيونهم، ولذلك دعوا الى المقاطعة. لكن الجماهير واصلت الذهاب الى كانيون المالحة وسوق رامي ليفي، والآلاف يعتاشون من العمل داخل الخط الأخضر وفي المستوطنات. وعرب اسرائيل يواصلون الاندماج في المنظومات المهنية اليهودية، من الطب وحتى الهايتك، وفي القدس تتغلغل هذه الظاهرة بين عرب 67 – والطريق من هناك الى الضفة قصير. لقد تم استلال السكاكين ضد هذا الأمر، والحكومة التي تنمي التعايش رغم كل شيء، تتصرف بحكمة.

هل سيتجاوز الوضع الراهن الانتفاضة الجديدة؟ اذا طالت واذا تدهورت الى استخدام السلاح الناري، لا يوجد أمل بذلك. في نهاية الأمر سنجد أنفسنا في وضع جديد. مسألة ملامحه هي: اكثر من 400 الف مستوطن لن يوافقوا على البقاء تحت سلطة الحكم العسكري وقوانينه التي أعدت من اجل الجمهور الخاضع للاحتلال والذي تحرر منها. كما سيرفضون العيش في نظام تجميد، بينما يبني العرب بجنون، ايضا بمساعدة حكومة إسرائيل. السلطة الفلسطينية ستتفكك ، وفي كل الأحوال لن تبقى بقيادة فتح ومنظمة التحرير.

قد يرجع الحكم العسكري لفترة انتقالية، وسيتم اقتراح حكم ذاتي سخي على السكان تديره قوى محلية. وسيضطر هذا الحكم الذاتي الى تطهير وتنقية جهاز التعليم من المعلمين ومواد التعليم المعادية لليهود، وسيتم تطهير المالية من السرقات والفساد، واخيرا ستقام منظومات تطهير مياه الصرف الصحي والشوارع والمعابر التي يخنق غيابها المستوطنات اليهودية.

ربما تقضي هذه الانتفاضة على الوضع الراهن، ولكن ليس على التعايش. فهو، كالمستوطنات اليهودية، اصبح جزء من نسيج الحياة.

بين السويد وفرنسا: اللاسامية تتعاظم

يسأل دان مرجليت، في مقالة مسمومة بالتحريض ينشرها في "يسرائيل هيوم"، كم من الوقت يجب ان تبقى وزيرة الخارجية السويدية مارغوت وولستروم في منصبها حتى تستبدل مطلبها بالتحقيق في قتل الفلسطينيين بدون محاكمة من قبل إسرائيل، بمطلب فحص ما اذا كان اليهود يستخدمون دم النصارى لخبز المصة؟

وولستروم تعتقد كما يبدو ان التصريحات اللاسامية الشديدة ستعجب حشود المسلمين الذين تسللوا الى بلادها، وليس من المستبعد انهم يقيمون هناك خلايا لدعم داعش في مالما والمدن الأخرى التي يتركزون فيها. لكنها فوتت القطار. حتى الجهود الأخيرة التي تبذلها حكومتها لتقييد قوانين الهجرة لن تنجح. فالتسلل العربي وصل حد الوباء.

وولستروم كجزء من الحكومة السويدية تعرف ذلك، ولذلك حدث في الديموقراطية الاسكندنافية شيء لم تعرف مثله في السابق: لقد اخفت الحكومة عن مواطنيها ان المتسللين المسلمين كانوا ضالعين باعتداءات جنسية مرعبة. السويد تحتاج الى نوع من "يكسرون الصمت"، كي يحكوا لسكان ستوكهولم بأن حكومتهم تخفي عنهم النتائج الحابلة بالمخاطر لسياسة الهجرة الجامحة.

لكن وولستروم ليست لوحدها في بلاد راؤول فلينبرغ واينغريد بيرغمان. هناك، كما يبدو دعم للهجمة اللاسامية الواضحة. والا لكان قد تم فصلها من منصبها او استبداله بمنصب آخر. لأن اللاسامية ترفع رأسها مجددا، والمتسللين المسلمين هم ذراعها الطويلة فقط، وتأثيرهم السياسي لا يتوقف على السويد وحدها.

من كان يفكر في كوابيسه بأن رئيس الجالية اليهودية في مرسي، تسفي عمار، سيدعو اليهود الى ازالة الكيباه عن رؤوسهم؟ هل من اجل زيادة امنهم سيقترح عليهم ايضا حمل الصلبان على اعناقهم؟ او لف انفسهم بالكوفية؟ لقد نشأ خلاف بين يهود فرنسا، فهؤلاء يزيلون الكيباه، واولئك يدعون الى التمسك بها ومحاربة اللاسامية المتجددة.

لقد حدث هذا، من جملة اسباب اخرى، لأن يهود اوروبا غضوا الأنظار وغاصوا في حياتهم البرجوازية وتأملوا بأن لا تصل اصوات الشارع الذي يسيطر عليه المسلمون الى بيوتهم، لكن الأمر ليس كذلك. كان عليهم التظاهر (فقط حسب القانون)، قوة أمام قوة، تظاهرة أمام تظاهرة، هؤلاء مقابل اولئك، وليس الانغلاق والتواضع والظهور في نظر اللاساميين كجبناء.

هذه هي الحقيقة الآنية. ولكن هناك ايضا الحقيقة التاريخية. دولة اليهود تنتظرهم بأذرع مفتوحة. وقد وعد د. ابراهام ناغوسا، امس، بانه تم اعداد القوانين المناسبة لاستيعاب يهود فرنسا. اوروبا فشلت في الدفاع عن يهودها. هذا محزن، ولكن ليس رهيبا. في الشرق الأوسط تنتظرهم دولة صعبة واستيعاب مؤلم، ولكنها دولة محبة.

بيان صحفي 

التعليـــقات