رئيس التحرير: طلعت علوي

اضواء على الصحافة الاسرائيلية لليوم الخميس

الخميس | 07/01/2016 - 02:06 مساءاً
اضواء على الصحافة الاسرائيلية لليوم الخميس

عباس: "يحلمون بانهيار السلطة"

كتبت "هآرتس" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اوضح امس، ان مكانة السلطة الفلسطينية راسخة، وقال خلال مراسم الاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم، "سمعت في الأيام الأخيرة كثيرا من الأقوال حول السلطة وهدم السلطة وتدمير السلطة وسحب السلطة. السلطة انجاز من انجازاتنا لن نتخلى عنه". وأردف قائلا "لا يحلموا بانهيارها، لا يحلموا".

وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد تحدث في جلسة المجلس الوزاري المصغر، هذا الاسبوع، عن ضرورة العمل لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، والاستعداد في المقابل لاحتمال حدوث ذلك. كما عقد المجلس الوزاري المصغر جلستين على الأقل لمناقشة هذا الموضوع، خلال الاسبوعين الاخيرين.

وقالت مصادر في فتح لصحيفة "هآرتس" ان عباس القى خطابه، اولا، من اجل تفنيد الشائعات حول تدهور حالته الصحية. وسعى الى تأكيد الحاجة الى تدويل القضية الفلسطينية من خلال الفهم بأن الولايات المتحدة لن تعرض أي خطة جديدة خلال السنة الأخيرة لولاية الرئيس اوباما

ودعا عباس الى تشكيل لجنة دولية لصياغة خطوط متفق عليها لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني "كما اهتم العالم بحل مسألة النووي الايراني ويعمل بالنسبة للمسألتين السورية والليبية". وحسب اقواله فان الرباعي الدولي مني بالفشل، ولذلك، اذا كان العالم يريد فعلا انهاء الصراع، عليه قيادة خطوة من قلب القوى العظمى او حسب صيغة اخرى".

وقال عباس ان القيادة الفلسطينية ستجتمع في الاسبوع القادم من اجل طرح خطة عمل بشأن العلاقات مع اسرائيل. واضاف ان الفلسطينيين سيواصلون التوجه الى مجلس الأمن الدولي بطلب حمايتهم والعمل ضد المستوطنات. واعتبر عباس موجة المواجهات الاخيرة بأنها "تظاهرات غير عنيفة"، واتهم إسرائيل بأنها تطلق النار من مسافة 100 متر على الشبان حتى اذا رشقوا حجرا لمسافة عشرين مترا. وقال: "نحن لا نريد لأولادنا الموت، نريد لهم الحياة، وسندعم دائما النضال غير العنيف".

الشرطة تقدر: "منفذ عملية تل ابيب هرب الى الضفة"

كتبت الصحف الاسرائيلية ان الشرطة والشاباك يعتقدان بأن نشأت ملحم، منفذ عملية ديزنغوف، يوم الجمعة، تمكن من الهرب الى الضفة. وقالت الصحف ان الشرطة والشاباك ركزا عمليات البحث عن ملحم، امس، في منطقة الخط الفاصل والمثلث. ويسود التكهن بأن ملحم تمكن من الهرب الى اراضي السلطة الفلسطينية. ويتعزز ذلك بعد العثور على ادلة خلال عمليات التمشيط تشير الى هذه الامكانية. الى ذلك سمح بالنشر امس بأنه يسود الاشتباه بأن ملحم قام، ايضا، بقتل السائق امين شعبان من اللد، الذي عثر على جثته في شمال تل ابيب، بعد فترة وجيزة من قتل المواطنين الاسرائيليين.

ويسود الاشتباه بأن ملحم التقى بشعبان اثناء هربه من مكان تنفيذ العملية، وقام بقتله بعد حدوث مواجهة بينهما، ومن ثم قاد سيارة شعبان باتجاه مفترق غليلوت. وحسب تقدير الشرطة فقد رغب بمواصلة الهرب الى الشمال لكنه اخطأ في الطريق فعاد الى تل ابيب، حيث ترك السيارة في شارع نمير وواصل الهرب سيرا على الأقدام.

وقلصت الشرطة في الايام الأخيرة من عمليات البحث عن ملحم في منطقة تل ابيب، وركزت على المنطقة الشمالية. وقال مواطنون من قرية عارة، حيث تقيم عائلة ملحم، ان المنطقة تشهد تحركات كبيرة وناشطة لقوات الشرطة. ودعا القائد العام للشرطة روني الشيخ، امس الأول، الى تخفيض التوتر في منطقة غوش دان، فيما قال محامي عائلة ملحم، ان العائلة تقدر ايضا بان ابنها هرب الى الضفة. وتم يوم امس اطلاق سراح جودت ملحم، شقيق نشأت، والذي قال انه لا علاقة له بالحادث، وشجبه ودعا شقيقه لتسليم نفسه، فيمما سيتم، اليوم، طلب تمديد اعتقال الأب محمد، الذي اعتقل امس الأول، بشبهة مساعدة ابنه على القتل والتآمر لارتكاب جريمة، والعضوية في تنظيم غير قانوني! ومنع الاب من التقاء محاميه لثلاثة ايام. كما يتوقع ان تطلب الشرطة من المحكمة اليوم، تمديد اعتقال ايمن شرقية، صديق العائلة، وقريب نشأت، بدر ملحم، وجعفر حمدي من القدس الشرقية، الذين اعتقلوا كمشبوهين بالمخالفات ذاتها، ومنعوا، ايضا، من التقاء المحامين.

وبالإضافة الى ذلك سبق ومددت المحكمة اعتقال قريب آخر لنشأت، هو امين ملحم، واشرف خضر من القدس، حتى يوم الأحد، علما ان الشرطة طلبت تمديد اعتقال كل المشبوهين لمدة 12 يوما، الا ان المحكمة اكتفت بيومين، باستثناء المشبوهين الأخيرين. ويدعي المحامون وعائلة ملحم ان الهدف من هذه الاعتقالات هو ممارسة الضغط على نشأت كي يسلم نفسه، خاصة وانه لا توجد أدلة تثبت الشبهات ضدهم.
مواجهة بين النواب العرب والوزير اردان على خلفية "الأسلحة غير المرخصة"

كتبت "هآرتس" ان لجنة الداخلية البرلمانية، ناقشت امس، مسألة السلاح غير المرخص، وقال وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، امام اللجنة، ان الشرطة تفتح سنويا حوالي 2500 ملف بشبهة حيازة اسلحة غير مرخصة، مضيفا ان غالبية هذه الأسلحة تصل من الجيش الاسرائيلي ولذلك وافق الجهاز الأمني على وسم القنابل بعلامة فارقة، لكي يتم معرفة مصدرها.

وخلال الجلسة تبادل اردان واعضاء كنيست اخرين، اتهامات مع اعضاء القائمة المشتركة، على خلفية ادعاء الوزير بعدم حصول الشرطة على دعم من المجتمع العربي  لحملات جمع الأسلحة. واتهم النواب العرب السلطات بتجاهل ظاهرة انتشار الاسلحة غير المرخصة في الوسط العربي. وقال النائب احمد الطيبي انه "يمكن لطالب في الثانوية الحصول بسهولة على مسدس. منذ سنة 2000 سقط حوالي 1100 ضحية في الوسط العربي". ورد اردان على الطيبي مدعيا انه "عندما تدخل الشرطة وتقع مواجهة، تقومون انتم بدعم السكان. القانون هو ليس ما يعتبر مريحا لكم". وقال النائب اسامة السعدي: "لقد حذرنا طوال الوقت، لكن حين يوجه السلاح الى تل ابيب فقط تصرخون". واضاف النائب طلب ابو عرار: "توسلنا امام الشرطة كي تعمل، لكن في الامور التي تقوض وجودنا انتم تمنحوننا الحكم الذاتي". وقال النائب باسل غطاس: "الشرطة تتعامل مع العربي كعدو، ونحن نتعامل مع الشرطة كجهة معادية وهذا يؤثر على كل شيء".

وزارة القضاء مارست الضغط لصالح مشروع لجمعية العاد الاستيطانية في القدس

كتبت "هآرتس" ان وزارة القضاء الاسرائيلية مارست الضغط على المجلس القطري للتخطيط والبناء كي يعيد مناقشة المشروع الرئيسي لجمعية "العاد" الاستيطانية، والذي تم في السابق رفض غالبيته. فقد وصلت المديرة العامة للوزارة، بشكل استثنائي الى جلسة للمجلس، وقلبت قرارا سابقا للقيادة المهنية.

وكانت لجنة الاستئناف في المجلس القطري للتخطيط والبناء قد ناقشت قبل نحو نصف سنة الاعتراضات التي تم تقديمها على مخطط "العاد" لانشاء مركز سياحي كبير يحمل اسم "كيدم"، في اعالي حي سلوان في القدس الشرقية، على مسافة قريبة من الحرم القدسي. ويشمل المشروع بناء عمارة كبيرة يتم الوصول منها الى الحديقة القومية "عير دافيد" (مدينة داود)، وتضم مركز زوار ومكاتب ومتحف. ويفترض انشاء المبنى فوق الحفريات الأثرية التي أجريت في المكان. وحسب الخطة الاصلية كان يفترض انشاء المبنى على مساحة 16 الف متر مربع، الا ان لجنة الاستئناف قررت تقليص المبنى لمساحة 10 الاف متر مربع فقط.

لكن جمعية "العاد" رفضت تقبل هذا القرار، وطلبت في البداية الغائه من خلال التماس اداري ادعت فيه ان احد اعضاء لجنة الاستئناف، ممثل دائرة التخطيط يارون طال، يملك مصلحة في رفض الخطة لأنه وقع على عريضة تعارض البناء في المستوطنات. وقبل ثلاثة اسابيع رفضت المحكمة المركزية هذا الاستئناف، والزمت الجمعية بدفع رسوم المحكمة.

وفي الأيام الأخيرة قدم عضو آخر في لجنة الاستئناف، ممثل المجلس الاقليمي ورئيس المجلس الاقليمي مروم هجليل، عميت سوفر، طلبا باعادة مناقشة الخطة. وقالت مصادر في مجلس التخطيط ان تقديم مثل هذا الطلب لا يعتبر مسالة استثنائية، لكن الاستثنائي في الأمر هو حضور المديرة العامة لوزارة القضاء المحامية ايمي بلومر للجلسة. وخلافا للمتعارف عليه، حيث يقوم ممثل وزارة القضاء عادة بدعم قرارات لجنة الاستئناف، قامت بلومر بمهاجمة القرار الذي اتخذته اللجنة وطالبت بإعادة مناقشة المخطط. وفي ختام الجلسة صوت 18 عضوا الى جانب اعادة مناقشة الخطة، مقابل معارضة عضوين فقط. ومن المتوقع ان يتم في الجلسة القادمة اعادة التصديق على توسيع حجم المبنى.

وقالت وزارة القضاء ان موقف بلومر لا يعكس موقفا تخطيطيا تقنيا، وانما سياسة الحكومة المتعلقة بتدعيم القدس والسياحة فيها، ولذلك فقد رأت من المناسب المشاركة في الجلسة والاعراب عن موقف مبدئي، يقول انه من المناسب اعادة النظر في القرار السابق.
انديك: "نتنياهو شعر بالخيبة لتحول رابين الى بطل بعد قتله"

تناولت الصحف المواجهة التي وقعت امس، بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والموفد الامريكي لعملية السلام والسفير السابق لدى إسرائيل مارتين انديك. وجاءت هذه المواجهة على خلفية محادثة جرت بين الاثنين قبل اكثر من 20 سنة، بعد قتل رئيس الحكومة الاسبق يتسحاق رابين.

وحسب الصحف فانه في فيلم وثائقي تم عرضه على شاشة PBS الامريكية، فجر امس، حول نتنياهو، قال انديك خلال تطرقه الى حادث مقتل رابين، ان نتنياهو الذي كان رئيسا للمعارضة في حينه، شعر بالخيبة لأن عملية القتل حولت رابين الى بطل. وقال: خلال جنازة رابين جلس نتنياهو الى جانبي، واتذكر انه قال لي انظر الى هذا. لقد اصبح (رابين) بطلا الآن. ولكن لو لم يتم قتله لكنت سأهزمه في الانتخابات وعندها كان سيدخل التاريخ كسياسي فاشل". كما قال انديك انه "حتى في لحظة الدعم الكبيرة تلك، لحظة مأساوية حظي فيها رابين بالدعم، اعتقد نتنياهو ان رابين كان محطما من ناحية سياسية قبل قتله".

وسارع ديوان نتنياهو الى نشر نفي جارف لتصريح انديك، وقال ان المحادثة التي وصفها لم تكن بتاتا. كما نشر الناطق بلسان الليكود بيانا شديد اللهجة ادعى فيه ان "انديك يطلق تصريحا كاذبا اخر، ولا يتوقف عن الافتراء والقذف ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو". في المقابل جاء من "المعسكر الصهيوني" انه "منذ قتل رابين وحتى اليوم، لم يتغير شيء – فما يهم نتنياهو هو نتنياهو فقط". وتطرق نجل رابين، يوفال، الى الموضوع وقال لإذاعة الجيش: "مكان ابي في التاريخ كان مضمونا حتى لو انتصر نتنياهو".

وردا على تصريح انديك، نشرت مصادر مقربة من نتنياهو صورا من جنازة رابين في السادس من تشرين الثاني 1995. وفي تلك الصور لا يظهر انديك، بل جلس الى جانبي نتنياهو الرئيس السابق موشيه كتساف، الذي كان نائبا عن الليكود، ورجل الاعمال اليهودي النمساوي مارتين شلاف. وفي اعقاب نشر الصور اوضح انديك على صفحته في تويتر ان الحدث الذي تحدث عنه في الشريط لم يكن مراسم دفن رابين على جبل هرتسل، وانما المراسم التي جرت قبل يوم من ذلك في ساحة الكنيست.

ورد ديوان نتنياهو على ملاحظة انديك هذه ببيان شديد اللهجة واصفا اياه بالكذب. وجاء في البيان انه "بعد تفنيد الرواية الكاذبة الاولى لانديك، اخترع رواية ثانية، كاذبة هي ايضا. نتنياهو لم يقل ما نسبه انديك له".

وتكتب "هآرتس" ان تصريح انديك هذا يحظى بدعم من برقية بعثت بها السفارة الامريكية في تل ابيب في صبيحة اليوم التالي لقتل رابين، والتي تم كشفها في 2011 من قبل ويكليكس. في البرقية السرية التي بعثها انديك عند الساعة العاشرة والربع من صباح الخامس من تشرين الثاني، الى البيت البيض ووزارة الخارجية، كتب عن محادثة جرت قبل عدة ساعات بين المستشار السياسي في السفارة ونتنياهو. وتم في البرقية اقتباس حديث نتنياهو الذي قال "ان اغتيال رابين هو كارثة للشعب اليهودي، كارثة لإسرائيل وكارثة لليمين. واذا جرت الانتخابات قريبا يمكن لليمين ان يختفي من الوجود". واضاف انديك ان رجال الليكود الذين تحدثوا مع طاقم السفارة اظهروا "حالة فزع" وذكّروا بقتل حاييم الروزوروف الذي تم تحميل مسؤوليته لكل الحركة الاصلاحية. "انهم يتخوفون من قيام اليسار بعمل ذلك لليكود واليمين مرة اخرى".
ويشار الى انه بعد ثلاثة أشهر من ارسال هذه البرقية، قرر رئيس الحكومة المؤقت شمعون بيرس تبكير موعد الانتخابات الى شهر ايار 1996. وخلافا لتوقعات نتنياهو فقد تغلب في الانتخابات بفارق ضئيل على شمعون بيرس.

الصحفي محمد القيق يضرب عن الطعام في السجن الاسرائيلي منذ 43 يوما

كتبت "هآرتس" ان تنظيمات لحقوق الإنسان ونشطاء من اجل الأسرى الفلسطينيين، حذروا من تدهور الحالة الصحية للصحفي الفلسطيني محمد القيق، من رام الله، المضرب عن الطعام منذ 43 يوما احتجاجا على اعتقاله الاداري في اسرائيل. ورفض القيق الذي تم اخضاعه للعلاج مؤخرا في مستشفى العفولة، الحصول على ادوية وسوائل.

وقال المحامي صالح ايوب، الذي يترافع عن القيق ان إسرائيل اعتقلته في 21 تشرين الثاني، وبعد اربعة ايام من ذلك بدأ اضرابا عن الطعام. وتدعي إسرائيل ان القيق مشبوها بالعمل ضد امن المنطقة، وتآمر على تنفيذ جريمة. لكن القيق ينفي هذه الاتهامات ويطالب بتقديمه الى المحاكمة. وقالت عائلته انها واثقة من انه تم اعتقاله بسبب مقالاته. وقالت زوجته فيحاء سلس لطاقم "امنستي" ان زوجها اتهم في البداية بالتحريض. وقالت مصادر امنية اسرائيلية انه تم اعتقال القيق "بسبب ضلوعه في نشاط امني وليس على خلفية التحريض". وعلم من زوجته ان القيق احتجز طوال ثلاثة اسابيع في العزل الانفرادي، وفي الأسبوع الماضي فقط سمح لمحاميه ولممثلي الصليب الاحمر بزيارته.
الى ذلك قالت مصادر فلسطينية ان السلطات الإسرائيلية عادت واعتقلت هذا الاسبوع الاسير السابق خضر عدنان.

يوسي كوهين يتسلم رئاسة الموساد

كتبت "يسرائيل هيوم" ان يوسي كوهين بدأ امس، بشغل منصبه الجديد كرئيس لجهاز الموساد الاسرائيلي، خلفا لتمير بدرو. واقيم بهذه المناسبة حفل في مقر الموساد شارك فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبدرو ورؤساء اقسام الموساد والموظفين والوكلاء.
وتحدث نتنياهو خلال الحفل عن عمل كوهين الى جانبه كمستشار للأمن القومي خلال العامين والنصف المنصرمين، واثنى على قدرته في التواصل "حتى مع البعيدين عن اسرائيل"، وسيطرته على مختلف القضايا ذات الصلة.

وقال كوهين، الذي بدأ حياته في الموساد، ان "العمل في اقسام الموساد المختلفة لا يقل حيوية، فكل واحد في الجهاز، سواء يعمل في المقر او في الميدان، يجب ان يكون حادا، مركزا، مصرا وملتزما بالهدف. ونجاح كل عملية، بلا استثناء، يرتبط بالتعاون الوثيق بين جهات الموساد، ويمكننا معا تحقيق الانجازات وتضخيم عمل الموساد وقيادته الى قمم جديدة".

واكد كوهين ان التحدي الرئيسي الذي يواجه الموساد هي ايران، "فعلى الرغم من الاتفاق النووي – وبالذات بسببه حسب رأيي- اصبح هذا التحدي اكثر ملموسا". وحسب ادعائه فان ايران تواصل الدعوة لتدمير اسرائيل، وتطور قدراتها العسكرية وتعمق من سيطرتها في المنطقة، من خلال اذرعها الارهابية".

وواصل كوهين استعراض التحديات التي سيكون على الموساد مواجهتها، وقال: "دولة اسرائيل تتواجد في مركز الزلزال الذي يضرب الشرق الاوسط في السنوات الأخيرة. التزمت الاسلامي المتطرف يجرف الدول ويسبب لها الانهيار. الحرب الدينية الداخلية في الاسلام، وتضخم تنظيمات الارهاب من حولنا، تحتم على الموساد دراسة التهديدات حتى العمق واحباطها والمساهمة بدعم الأمن القومي بسرية وبابداع".

الجيش يتخوف من عملية انتقام اخرى لحزب الله

كتب موقع "واللا" انه يسود في الجيش الاسرائيلي التخوف من محاولة تنظيم حزب الله تنفيذ عملية اخرى انتقاما لقتل سمير القنطار، بعد عملية زرع العبوة على الحدود، خلال هذا الأسبوع والتي لم تسبب وقوع اصابات. ولذلك يحافظ الجيش على حالة التأهب العالية على امتداد الحدود اللبنانية.

وعلى الرغم من الردع الاسرائيلي للتنظيم، الا ان جهات كثيرة في الجيش تدعي ان على القيادة الشمالية الاستعداد لإمكانية قيام حزب الله بعمل ما او محاولة اختطاف جنود، في أسوأ الحالات، وذلك على الرغم من وضعه السياسي – الأمني في اطار حربه ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). فأمام التوتر السائد بين ايران والسعودية ودول اخرى في المنطقة، ليس من المستبعد محاولة حزب الله لفت انظار المنطقة الى الحدود الاسرائيلية.

وكانت جهات رسمية رفيعة في حزب الله قد فاخرت في الأيام الأخيرة، في وسائل الاعلام اللبنانية، بأن محاربي التنظيم تمكنوا من خداع منظومة الدفاع الاسرائيلية واجهزة الاستخبارات وزرع عبوات ناسفة ذات قوة ضخمة بهدف اصابة "شخصية من الموساد" اثناء قيامه بجولة في المنطقة. وعلى الرغم من عدم توفر أي دليل على قيام شخصية امنية بالتجوال في المنطقة خلال تنفيذ العملية، الا ان الجهاز الامني يقدر بأنه يمنع الاستهتار بنوايا حزب الله، ويجب الاستعداد لكل طارئ.

مقالات

تحسن ملحوظ في التنسيق الامني مع الفلسطينيين
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الجهاز الأمني الاسرائيلي يلاحظ حدوث تغيير ملموس في تعامل السلطة الفلسطينية مع موجة الارهاب الحالية. ورغم ان العمليات تتواصل منذ اكثر من ثلاثة أشهر، بل طرأ ارتفاع على عمليات اطلاق النار في الضفة الغربية، الا ان اذرع الأمن تقدر بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتعامل بشكل آخر مع العنف.

وحسب هذا التحليل الذي تم عرضه مؤخرا امام القيادة السياسية، فقد اهتمت السلطة الفلسطينية بتقليص التحريض على الارهاب في وسائل الاعلام الرسمية الى حد كبير، وتقوم بنشر قواتها في نقاط الاحتكاك في الضفة من اجل منع المواجهات بين الشبان وقوات الجيش، بل قامت اجهزتها الأمنية بتجديد عمليات الاعتقال بين نشطاء الذراع العسكري لحماس في الضفة. وعلى خلفية هذه التغييرات، يبلور الجهاز الامني الآن، مقترحات تتعلق بلفتات ازاء السلطة، سيتم عرضها على القيادة السياسية، على أمل ان تساهم هذه اللفتات بتقليص العنف.

ولوحظت بداية التغيير في تعامل السلطة مع هذه المسألة قبل اكثر من شهر، في بداية شهر كانون الأول. فالى جانب انخفاض قوة التحريض في وسائل الاعلام الرسمية، تقلص الانشغال بالتوتر في الحرم القدسي (والذي تقلص كما يبدو، ايضا، بفعل قرار إسرائيل منع دخول السياسيين الى الحرم). مع ذلك، لا تزال تسمع في محطات الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية، احيانا، ادعاءات بشأن "اعدام" المخربين الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الشرطة والجنود الاسرائيليين اثناء محاولتهم تنفيذ عمليات.

مع اندلاع المواجهات التي بدأت في مطلع تشرين الثاني، حسب الجيش، اتهمت اسرائيل الرئيس عباس بانتهاج سياسة التلاعب المزدوج: شجب اعمال الارهاب كان ضعيفا، هذا اذا تم فعلا، بينما بث في المقابل رسائل متناقضة الى رجاله بشكل سمح لفترة قصيرة بخروج رجال تنظيم فتح، للتظاهر والصدام العنيف مع الجيش.

لكنه تم في الآونة الأخيرة وقف تدخل التنظيم في المظاهرات، وبعد فترة طويلة من امتناع قوات الأمن عن التدخل والوصول الى نقاط الاحتكاك، او الوقوف هناك على الحياد، واحيانا بلباس مدني، عادت هذه القوات الى الظهور بزيها الرسمي. كما يلاحظ الوجود الدائم للأجهزة الامنية الفلسطينية في نقاط الاحتكاك الثابتة، كقبر راحيل في بيت لحم، والمفترق الشمالي لرام الله، ومخرج طولكرم. وفي غالبية الحالات يساعد وجود القوات على منع المواجهات مع الجيش.

في الوقت نفسه، يلاحظون في الجهاز الامني الاسرائيلي حدوث تحسن كبير في التنسيق الامني مع اجهزة الأمن الفلسطينية، وهو ما وصفه احد المسؤولين مؤخرا بأنه يجري بشكل رائع. وحسب إسرائيل فان هذا يرجع، من بين اسباب اخرى، الى تخوف السلطة من محاولة حماس استغلال الاحداث العنيفة للقيام بخطوتين متقابلتين: تحويل النضال الحالي الى انتفاضة مسلحة، يتم خلالها استخدام السلاح الناري بشكل دائم، بل واستئناف العمليات الانتحارية؛ ومحاولة للتآمر على السلطة بهدف اسقاطها.

في الشهر الماضي، اعتقل الجيش الاسرائيلي والشاباك حوالي 25 ناشطا من حماس، بشبهة العضوية في شبكة ارهاب اقامتها الذراع العسكرية لحماس في القدس الشرقية وفي الضفة. وتم خلال ذلك كشف مختبر في ابو ديس عثر فيه على عبوات ناسفة. وتم اعتقال عدة شبان يشتبه تطوعهم لتنفيذ عمليات انتحارية. وكما يبدو فقد اثار كشف الشبكة قلقا معينا لدى القيادة الفلسطينية ايضا.

في المقابل اعتقلت اجهزة الأمن الفلسطينية اعضاء في خلايا "خامدة" تابعة لحماس، والتي يعتقد بأنها عادت الى تنظيم صفوفها استعدادا للعمل في الخليل ونابلس.

مع ذلك يعتقدون في الجهاز الامني الاسرائيلي بأن قدرة السلطة على التعامل مع نشاط المخربين الشبان الذين يواصل غالبيتهم العمل لوحدهم من دون أي انتماء تنظيمي، لا تزال محدودة، ولذلك فان انخفاض قوة التحريض واعتقال رجال حماس وزيادة تواجد قوات الأمن لا يقود حتى الان الى تقليص الارهاب الشعبي الذي تميزه في الأساس عمليات الطعن والدهس.  ويسود التقدير في إسرائيل، بأن عمليات اطلاق النار الأخيرة، التي تحدث غالبا في منطقة الخليل، هي نتاج عمل مخربين منفردين وليس تنظيمات ارهاب منظمة.

يوم امس، حذر عباس في خطاب القاه في بيت لحم من أن يحلم احد بانهيار السلطة. وسمع هذا التصريح وكأنه يأتي ردا على ما جاء في تقرير براك ربيد في "هآرتس" امس، حول الاجتماعات التي عقدها المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل لمناقشة سيناريو كهذا، وقول نتنياهو ان على اسرائيل الاستعداد لانهيار السلطة ومنع ذلك قدر الامكان.

ونتيجة لتفسيرات مختلفة، يتسع لدى كبار المسؤولين في الجهاز الامني الاسرائيلي، الاجماع على ضرورة القيام بلفتات محدودة ازاء السلطة خلال الفترة القريبة. وتدعي هذه الجهات ان تدعيم السلطة سيسمح لها بأداء مهامها بشكل افضل وفرض النظام على الشارع الفلسطيني، رغم انه ليس من الواضح ما اذا كان ذلك سيكفي لصد موجة العنف الحالي.

هذه المقترحات التي نوقشت في الأيام الأخيرة، لم يتم بلورتها بعد. ويدعم وزير الأمن موشيه يعلون تقديم تسهيلات، لكنه يعارض استبدال الاسلحة الخفيفة التي تملكها اجهزة الأمن الفلسطينية والسماح لها بالتزود بسيارات جيب مدرعة، خشية ان تستخدم مستقبلا ضد إسرائيل. في المقابل يعتقد نتنياهو بأن المطلوب شجب علني من قبل عباس للعمليات الأخيرة، كشرط للتقدم.

حكومة المستوطنين.

انشأت صحيفة "هآرتس" افتتاحية أشارت فيها الى قصتين نشرتهما الصحيفة أمس "(6.1) حول العلاقة التكافلية بين مؤسسات الدولة ومنظمات المستوطنين. وهي العلاقة التي لا تسمح فقط باستمرار مشروع الاستيطان وتوسيعه، وانما تسلط اضواء ساخرة على ادعاء إسرائيل بأن المقصود صفقات عقارية خاصة في السوق الحرة.

القصة الاولى التي نشرها حاييم ليفنسون، تتطرق الى قرار وزير الأمن موشيه يعلون، المصادقة على توسيع منطقة نفوذ المجلس الاقليمي غوش عتصيون، لتشمل منطقة "بيت البركة"، التي اشتراها نشطاء اليمين بواسطة جمعية امريكية يمولها راعي المستوطنين ايرفين موسكوفيتش. والقصة الثانية كتبها نير حسون حول العلاقات الوثيقة بين دائرة الوصي على الأملاك في وزارة القضاء وجمعية اليمين "عطيرت كوهانيم"، والتي اثمرت عن انشاء  المستوطنة اليهودية الصغيرة في قلب حي سلوان وتوسيعها.

ويكشف التحقيق ان الوصي على الاملاك دعم طلب رجال الجمعية التحول الى امناء للوقف التاريخي الذي ورث الاراضي في المكان، وقام ببيع اراضي اخرى للوقف، بدون مناقصة وبثمن مدهش، ووفر الدعم للدعاوى التي قدمتها الجمعية لإخلاء الفلسطينيين من البيوت هناك.

الغرض من الاستيطان هناك هو فرض مصاعب امام أي محاولة لتقسيم القدس وتقويض احتمالات التوصل إلى تسوية سياسية. وجاء في تقييمات للشرطة، بصراحة، أن الوجود اليهودي في الأحياء الفلسطينية هو أحد العوامل المساهمة في زيادة الاحتكاك والعنف. ويجب ان يعرف الجمهور، أيضا، أنه منذ اخلاء نتساريم في قطاع غزة، اصبح الاستيطان في سلوان هو على الارجح الأكثر تكلفة لدافع الضرائب الإسرائيلي. فكل خروج لأي من المستوطنين اليهود من المنزل، يتم بمرافقة الحراس المسلحين والعربات المدرعة. وقبل عام، قدرت وزارة المالية بأن تكلفة كل مستوطن يهودي يعيش في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية تبلغ 30 ألف شيكل في السنة.

يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في القدس الشرقية وفي بعض الأماكن في الضفة الغربية ليس بمسؤولية الحكومة لأنه يتم بشكل حر بين الأفراد، وانه قانونيا لا يمكن منع ذلك. ولكن يتضح مرارا وتكرارا أن هذا النشاط لا يتمتع فقط بمساندة من وزارات الحكومة، وانما يعتمد كليا على المسؤولين وصناع القرار، الذين يقومون المرة تلو المرة بتوفير رغبات المستوطنين.

الخنوع امام المستوطنين برعاية ظلام البيروقراطية يجب أن تتوقف. يجب على الحكومة أن تظهر الشفافية في مسألة نقل الأملاك الى جمعيات المستوطنين، وعلى المسؤولين الحكوميين العمل من أجل المصلحة العامة، وليس من أجل إرضاء القيادة السياسية المنحازة.
هزيمة المركز – اليسار

يكتب اري شبيط في "هآرتس" انني أرى الخنوع في كل مكان يتوجه اليه، بين الاصدقاء، في مكان العمل، وحتى داخل منزلي يربض أناس يتألمون ويشعرون بالخجل. بعد تسعة أشهر من تحول انتصار 2015 الى هزيمة، لم يستيقظ بعد ذلك المعسكر الكبير والواسع للمركز – اليسار. الشعور السائد هو ان الهزيمة في الانتخابات لم تكن صدفة: لقد غيرت إسرائيل وجهها.

الدولة المتنورة التي بناها اجدادنا واباؤنا اصبحت متطرفة، دينية ومظلمة. الصهيونية الدينية سيطرت على مؤسساتها. الديانة غير الصهيونية سيطرت على صفوف الأول. المفاهيم غير الديموقراطية والمصطلحات غير الليبرالية تترسخ بين الجمهور. انهم يرفضون دوريت رابينيان، يحرضون ضد الأقلية العربية، يغلقون تل ابيب ايام السبت. وفي الوقت الذي تحتل فيه الفيالق المنظمة والمنضبطة لليمين، تلة بعد تلة، تتراجع قواتنا الى الوراء. لم يتبق لنا الا قطاع شاطئ ضيق من الهايتك والمعارض وقاعات الكونسيرت وبات شيباع (فرقة رقص – المترجم)، لكن ظهرنا الى البحر. انتهينا.

جهات مختلفة في المركز – اليسار ترد بشكل غريب على مشاعر الهزيمة. اليسار المتطرف يفعل ما يحب عمله: مهاجمة اليسار المعتدل. المشكلة هي حزب العمل، المذنب هو يتسحاق هرتسوغ، العدو هي ستاف شفير. واليسار المعتدل يفعل ما يجيد عمله: التخبط والتأتأة. واما المركز فيحول نفسه الى مركز – يمين. بدون خجل تحدث ظاهرة مترامية الأطراف، من الخنوع امام الاجواء المتطرفة ومراكز القوة السلطوية.

لكن المشترك لشكل الرد هو الشعور بالسقوط. في المركز – اليسار، يتفشى مزاج يعتبر انه لم يعد أي امل بنهوض إسرائيل الديموقراطية لكي توقف المستوطنات وتنهي الاحتلال وتتوحد حول قيم ليبرالية. يمكن فهم مشاعر الخنوع. ففي إسرائيل يحدث فعلا تغير ديموغرافي. تحدث ظاهرة الميل الى اليمين وتحويل الدولة الى متدينة. ويتضح ان بنيامين نتنياهو هو عبقري سياسي يعرف كيف يستغل الخطوات الاجتماعية من اجل ترسيخ سلطته.

ولكن، هل اصبح فعلا كل شيء اكثر سوادا من السواد؟ هل اصبحت الغالبية في إسرائيل فاشية؟ هل تحول الجمهور المستنير الى اقلية مضطهدة، تتعرض للملاحقة وخائرة القوى؟ لا. الغالبية الإسرائيلية فقدت بكل بساطة الثقة بنخبة السلام التي اخطأت المرة تلو المرة ولم تعترف بأخطائها. الجمهور المستنير اصبح فوق السياسة، واختار عدم التحدث مع الغالبية والانغلاق داخل جيوب تل ابيب. المرارة التي يشعر بها اليسار المتطرف، وهن اليسار المعتدل وسطحية المركز الذي يتحول الى اليمين تتسبب بعدم وقوف أي بديل سياسي جدي امام المتطرفين القوميين والتبشيريين. الهزيمة تحقق ذاتها وتخلد نفسها، ومن شأنها أن تنزل بنا هزيمة اخرى نهائية.

ولذلك، يجب ان يبدأ التغيير من الداخل. اولا الايمان: بإسرائيل وبمواطنيها وأنفسنا. وبعد ذلك، الفهم، بأن التغيير ممكن، لكنه يتحتم ان يكون اسرائيليا خالصا (ازرق وابيض)، والاعتراف بأنه خلافا لاعتقادنا في السابق، لن يتحقق هنا قريبا السلام المثالي. والاعتراف بأنه رغم كل امنياتنا الا ان الشرق الاوسط رهيب. ولكن، ايضا، تذكير انفسنا واقناع الاخرين بأن الصهيونية الحقيقية يصنعونها في يروحام ومغدال هعيمق ومعهد فايتسمان، وليس في يتسهار وايتمار. وتذكير انفسنا، واقناع الآخرين، بأننا لا نحتج فقط، وانما نقود. والنهوض من الهزيمة والخروج من الانغلاق وتحمل المسؤولية. وطلب مساعدة اخوتنا واخواتنا – الاسرائيليين.

في سنوات السبعينيات تعلمت الصهيونية الدينية قصة نجاح حركة العمل واستخدمتها من اجل تغيير توجه الدولة. الآن انقلبت الآية. على الصهيونية المستنيرة ان تدرس قصة نجاح الصهيونية الدينية واستخدامها من اجل اعادة دولة إسرائيل الى مسارها الصحيح وتحقيق النصر.


الخطيئة والعقاب

يكتب غاي بيخور، في "يديعوت احرونوت" ان الولايات المتحدة تفاخر بفقدان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لنسبة 30% من الأراضي التي احتلها خلال العامين الأخيرين في ما كان يسمى سوريا والعراق، ولذلك فإنها تتوقع القضاء الكامل على التنظيم. هذه صورة جزئية للأوضاع، تبدو، تقريبا، وكأنها دعاية لتعزيز الثقة بالنفس.

لا شك ان الجيش العراقي، بمساعدة جوية امريكية مكثفة، بات اكثر جرأة، واعاد للشيعة مناطق في تكريت والرمادي السنية، شمال وغرب بغداد. لكن المسألة هي ليس ان المعارك في الرمادي وقعت في قسم من المدينة، فحسب، وانما لم تنته بعد، لا بل توقفت بالنسبة للجيش العراقي. لا يمر يوم لا يبادر فيه داعش هناك، وفي مناطق اخرى، الى عمليات انتحارية تسبب قتل عشرات الجنود العراقيين، وغالبيتهم من الشيعة.

عمليا، تجري هناك حرب استنزاف يومية، يحتل خلالها داعش مناطق معينة، لتعود وتسقط في ايدي الجيش العراقي، ثم يتكرر الأمر. كل شيء هناك سائل. الموصل والرقة لا تزالان تحت سيطرة التنظيم الجهادي بشكل كامل، حتى بعد سنة ونصف من القصف الأمريكي، واربعة اشهر من التدخل الجوي الروسي. الان، حين يتعزز التحالف السني الاقليمي، بقيادة السعودية، ضد الشيعة، لا شك ان داعش سيستفيد من ذلك.

لكن ما لا تذكره الولايات المتحدة هو أن داعش يسيطر في هذه الأيام على مناطق ضخمة جديدة في اماكن اخرى، خاصة في ليبيا واليمن وافغانستان. في ليبيا، يقوم التنظيم بضم المزيد من الاراضي على امتداد الساحل، على حافة اوروبا، وفي جنوب البلاد.

ويسيطر تنظيم داعش في ليبيا على قطاع ساحلي يمتد على 180 كلم، من سيرت وحتى سيدرا، ما يعني ملايين المهاجرين الآخرين الى اوروبا، لأن هذه الهجرة تحولت الى مصدر دخل بالنسبة لداعش. فهذا الأسبوع، مثلا، تقوم قوات التنظيم بمحاصرة وقصف سيدرا، التي يسعى التنظيم للسيطرة على منشآت النفط فيها، والتي تساوي مليارات. الان هذا هو الوقت المناسب لقصف تلك المنطقة قبل ان يتحصن فيها التنظيم.

في اللحظة التي سيتم فيها الترابط بين داعش، في جنوب ليبيا، مع تنظيم بوكو حرام في مركز افريقيا، سيتم الاتحاد بين مملكتي الجهاد لتخلقان معا كيانا جديدا وخطيرا بشكل خاص. تعزز قوة داعش في شرق ليبيا يهدد استقرار مصر مباشرة، خاصة عندما يسيطر التنظيم على مناطق في سيناء، بما في ذلك اذرع داخل غزة.

ومن "يحرر" الأراضي من أيدي داعش في العراق وسورية؟ المشاكل العرقية. الاكراد يسيطرون على اراضي تابعة للسنة وبذلك يصعدون الاشتعال مع تركيا، التي تواجه بنفسها ما يشبه الحرب الاهلية العرقية. والشيعة يسيطرون على مناطق سنية واضحة، مثل تكريت، الامر الذي يؤجج تصفية الحسابات على مدار أجيال.

ولكن حتى اذا فقد داعش المناطق التي سيطر عليها، فستحتل مكانه تنظيمات جهادية اكثر اصرارا وكراهية. والى أين سيذهب جنود داعش الذين يبلغ عددهم 80 الف محارب؟ حتى اذا تم قتل ربعهم، فان البقية سينتشرون في المنطقة وفي اوروبا، ما يعني ان الانتصار على التنظيم يشبه الهزيمة ويوسع الفوضى. في اليوم الذي سينتهي فيه وجود داعش،  ستتعزز نيران الطائفية والاثنية والقبلية والانتقام وتصل حتى السماء، وسيشعر الاوروبيون بهذا الحريق جيدا.

كان الامريكيون يأملون بأن يترافق هذا الضغط بمفاوضات بين السنة والشيعة وحلفائهم، في سوريا والعراق. لكنه لم يكن هناك أي امل لذلك منذ البداية. والان، مع الكشف عن الأسنان بين السعودية وايران، هناك الكثير من القوى في الشرق الاوسط التي تفضل بقاء داعش، لأن البديل سيكون أسوأ بكثير بالنسبة لها.

انها الخطيئة والعقاب. وداعش هي العقاب على الخطيئة التي انزلتها الولايات المتحدة بالشرق الاوسط من خلال تجارب الديموقراطية. الان أصبح الوقت متأخرا، سواء من حيث الخطيئة او من حيث العقاب.

السلاح في الوسط العربي: خطر النفاق

يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم" ان تصريحات النواب العرب في لجنة الداخلية البرلمانية، ومطالبتهم بجمع الأسلحة غير المرخصة من البلدات العربية، هي تصريحات أصيلة وتعكس ألما حقيقيا. فالمجتمع العربي يواجه فعلا تهديد العصابات المسلحة التي تفرض الرعب على الشارع، ورجال الوسط العربي هم اول من يتضرر من هذا الواقع. لكننا سنعاني كلنا من ذلك غدا.

من يعتقد ان الجريمة في الوسط العربي تبدأ وتنتهي في المدن والقرى العربية يخطئ. فعصابات الاجرام (المشتركة ايضا) لا تعرف الحدود البلدية وتهدد الشارع اليهودي، ايضا. هناك تباع وتنتشر السموم، وهناك يتم شراء السلاح المسروق من الجيش من ايدي الوسطاء والمستهلكين والتجار. منظومة الدوافع الاجرامية تتجاوز الشعوب والايديولوجيات. السلاح المسروق من الجيش، الذي يستخدم كثمن للمخدرات، يتحول خلال ثانية الى وسيلة لارتكاب جرائم ومخالفات امنية.

من يغض النظر عن تهريب السموم والزانيات عبر الحدود المصرية، سيضطر بعد ذلك الى مواجهة تسلح حماس ومجموعة البدو "الذين عادوا الى الدين" وتحولوا الى ارهابيين في خدمة داعش. ما يبدأ بضائقة اجتماعية، بالمخدرات، بالسلاح والزانيات، سينتهي بعمليات كتلك التي وقعت في نادي شارع ديزنغوف. لقد أجادت حماس والحركة الاسلامية بقيادة رائد صلاح، استغلال سر الضائقة والجريمة كأساس لتجنيد النشطاء.

هناك الكثير من الاسباب التي تحث على امتلاك السلاح في الوسط العربي. فبين العائلات العربية هناك حالات ثأر دموي، نسي مرتكبوها اليوم لماذا بدأت اصلا، وهم يتزودون بالسلاح سواء للهجوم او الاحتماء. أسس العنف والجريمة والمجون والاجرام تستلهم محفزاتها بتأثير من افلام العنف والتحريض المتصاعد على امواج التغرب والضائقة. الكثير من الشبان، حتى غير الجنائيين منهم، يبحثون عن الشعور بالقيمة ويتزودون بالسلاح من اجل الردع والدفاع عن النفس.

تنوع الجريمة في الوسط العربي يحتم التفكير والعلاج المنظم: المقصود اعمال عنف والقيادة المتهورة وبدون تراخيص، والبناء غير القانوني والمخدرات وعدم دفع الضرائب والسرقة والقاء النفايات ومخالفات الضجيج في المساجد وغير ذلك من اعمال الشر.
امام هذا كله، يطالب اعضاء الكنيست العرب بحلول، ولكن، كالعادة، يتحدثون بلسانين. من الواضح انه من اجل تصفية الجريمة والسلاح يجب على الشرطة الاستعانة بشرطيين عرب وبالجمهور نفسه. لكن الشارع العربي يتخوف من الانتقام او تصنيف من يقدمون المساعدة كمتعاونين.

الرسالة التي نقلتها حنين الزعبي عندما وصفت شرطيا عربيا بالمتعاون لا تساهم في هذا الجهد. وقول ايمن عودة "بأننا سنساعد على جمع الأسلحة ولكن اذا استغلوا ذلك من اجل قتل المواطنين فاننا سنعارض" ينطوي على تلميح شرير يقول ان افراد الشرطة يبحثون فقط عن فرصة لقتل العرب. فعلا سلاح النفاق اشد خطورة من الرشاش.

بيان صحفي 

التعليـــقات