مصادر لموقع "واللا": "اسرائيل رفضت مرارا طلب الفلسطينيين استئناف المفاوضات"
كتب موقع "واللا" العبري نقلا عن مصادر فلسطينية، "ان إسرائيل ترفض استئناف الاتصالات السياسية مع السلطة الفلسطينية قبل وقف "موجة الارهاب" وعودة الهدوء." وحسب المصادر فان مسؤولين أمنيين فلسطينيين طرحوا خلال لقاءات عديدة مع اقرانهم الإسرائيليين مطلب استئناف المحادثات في محاولة لإعادة الهدوء الى الضفة. لكن الرد الذي تلقوه من الاسرائيليين هو ان اسرائيل لن تدرس القيام بخطوات سياسية الا بعد عودة الهدوء ووقف العمليات.
وطرح الفلسطينيون عدة شروط سبق طرحها خلال محادثات سابقة بين الجانبين، ومن بينها تجميد البناء في المستوطنات، والموافقة على التفاوض على اساس حدود 1967، واطلاق سراح 36 اسيرا كان يفترض اطلاق سراحهم في اطار الدفعة الرابعة من الأسرى الذين اطلق سراحهم خلال المفاوضات التي جرت في 2013 – 2014.
واكد المسؤولون الفلسطينيون عدم وجود قنال اتصال بين السلطة الفلسطينية واسرائيل منذ وقف المحادثات التي اجراها الوزير السابق سيلفان شالوم مع مسؤول المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات، في تموز الماضي. واضافوا بأن إسرائيل اوضحت في حينه، ان المحادثات لا يمكن ان تقود الى نتائج سياسية ملموسة، ولذلك لم يتم ايلاء اهمية لها، ولا حتى في ديوان الرئيس ابو مازن. واضافت المصادر الفلسطينية انه على الرغم من غياب العملية السياسية، فان السلطة تحافظ على التنسيق الامني وتعمل بكامل قوتها من اجل احباط العمليات، سواء من قبل الافراد او التنظيمات، خاصة التي تخطط لها حماس.
ورغم تهديدات صائب عريقات المتكررة مؤخرا، بشأن التوجه الى المؤسسات الدولية، الا انه ليس من الواضح ما اذا كان الفلسطينيون يخططون لخطوة سياسية من جانب واحد. وكما يبدو ستعود اللجنة التحضيرية في المنظمة الى الاجتماع خلال الاسبوعين القادمين لفحص الخطوات المنوي اتخاذها ضد إسرائيل في ضوء التصعيد الحالي. وربما تقوم اللجنة بعرض توصياتها لكنه سيمر وقت آخر حتى يجتمع المجلس الوطني لمناقشتها. ويتوقع ان يتم ذلك في صيف 2016 فقط.
الخارجية الفلسطينية تشجب تصريحات نتنياهو بشأن الخليل
كتب موقع "القناة السابعة" ان وزارة الخارجية الفلسطينية شجبت ، امس، ما وصفته بالتصريح المتطرف لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول ارتباط اليهود بمدينة الخليل. وكان نتنياهو قد تطرق خلال جلسة الحكومة، امس الاربعاء، الى وفاة المستوطن غينادي كاوفمان متأثرا بالجراح التي اصيب بها خلال عملية طعن وقعت في الخليل، وقال: "لمن حاول اقتلاعنا من مغارة المكفيلاه – باستثناء عدة سنوات في القرن الماضي، نحن نتواجد هناك منذ قرابة 4000 سنة وسنبقى هناك الى الأبد. لن تتغلبوا علينا".
وجاء في بيان الخارجية الفلسطينية ان "تصريح نتنياهو يدل على الميل المطلق الى التطرف الديني في خطاباته ومواقفه وعلى التنسيق الكامل مع مواقف المستوطنين وقادتهم الروحانيين".
وادعت الوزارة ايضا، ان "التصعيد الديني في تصريحات نتنياهو السياسية يدفع الى صراع ديني شامل، يتحمل هو شخصيا المسؤولية عن نتائجه وابعاده".
وحذرت الوزارة الفلسطينية من "مخاطر هذه التصريحات التي تشجع المتطرفين على تنفيذ المزيد من العمليات الارهابية"، كما حذرت المجتمع الدولي من ان "أبعاد الحوار الديني السياسي المتطرف ستصل الى دوله اذا لم يتخذ التدابير الرادعة له".
المتهم الرئيسي في ملف دوما سيتهم بالقتل
كتبت صحيفة "هآرتس" انه من المتوقع قيام النيابة العامة، خلال عدة أيام، بتقديم لائحة اتهام ضد المشبوهين في قضية القتل في دوما. وسيتم اتهام المتهم الرئيسي بالقتل. ولا تزال النيابة تتخبط في مسألة ما اذا كانت ستتهم مشبوها آخر، وهو قاصر، بالمشاركة في التخطيط للقتل، لكنه يتزايد التكهن في النيابة بأنه سيتم اتهامه ايضا، بالقتل. وكانت النيابة قد قدمت الى محكمة الصلح في بيتح تكفا، امس، تصريحا للمدعي العام، لم يتضمن بنود الاتهام.
وقال نائب المستشار القانوني للحكومة، ران نزري، ردا على ادعاء طاقم المحامين الذي يترافع عن المعتقلين في قضية دوما ان "وضعهم الجسدي والنفسي اعتيادي، وهناك فجوة كبيرة بين ادعاءات المحامين وادعاءات المشبوهين". وجاء رد نزري هذا في رسالة جوابية بعث بها الى احد المحامين، عدي كيدار، الذي انتقد زيارته الى المعتقلين لدى الشاباك.
وقال نزري ان محادثاته مع المعتقلين جرت على انفراد وبدون حضور أي من السجانين او محققي الشاباك. "وقمنا خلال كل محادثة بعرض انفسنا كموظفين في وزارة القضاء وجئنا للوقوف على شروط اعتقالهم، وسألنا المعتقلين عما اذا كانت لديهم شكاوى او ادعاءات، او مسائل تحتاج الى الفحص. ويجب التوضيح بأننا في بداية كل محادثة مع المعتقلين كنا نوضح بأننا لا ننوي الحديث عن موضوع التحقيق ذاته او الادلة ودور المشبوهين، وانما عن ظروف اعتقالهم وشكاواهم".
والمح نزري الى رفضه لادعاءات المحامين بشأن استخدام وسائل غير معقولة خلال التحقيق مع المشبوهين او تعذيبهم، حيث كتب: "انطباعنا هو ان الوضع الجسماني والنفسي للمعتقلين هو عادي، وان هناك فجوة كبيرة بين الادعاءات التي سمعناها مباشرة منهم وبين قسم مما تم ادعاءه باسمهم على الملأ". وقال انه تم توثيق المحادثات وسيتم تحويل تقرير حول الزيارة الى الشاباك وسلطة السجون لطلب تعقيبهما.
وادعى المحامي كيدار انه تم تسريب رسالة نزري قبل وصولها اليه، وان للزيارة اهداف اخرى، وظهور نزري لدى المشبوهين من دون تنسيق، تم استمرارا "لتشريع المرفوض" في استخدام العنف".
النائب العام: "التحقيق في قضية دوما صعب"
الى ذلك وفي اطار لقاء موسع اجرته معه "يسرائيل هيوم" وسينشر في ملحقها الأسبوعي يوم غد الجمعة، قال النائب العام للدولة شاي نيتسان انه لا يهمه ما اذا استؤنفت مظاهرات الاحتجاج ضده، وانه لا يخشى احد، وقراراته بشأن ما اذا سيتم تقديم لوائح اتهام في قضية دوما (احراق عائلة دوابشة – المترجم) وسلسلة عمليات الارهاب اليهودي، التي تعتبر جزء منها، لا تتأثر بتاتا بالتصريحات ضده.
ويقول في اللقاء انه "تم حل قضية قتل الفتى محمد ابو خضير فورا، لأن المجرمين ارتكبوا فعلتهم بشكل مهمل جدا. اما في قصة دوما فالوضع يختلف. التحقيق صعب جدا واستثمرت فيه الكثير من الموارد. والادعاء بأنه لم يتم استثمار ما يكفي من الجهود لأن المقصود الارهاب اليهودي وليس العربي، هو ادعاء كاذب تماما".
وحسب نيتسان فان "شريط عرس الكراهية ايقظ الكثيرين. في هذه القضية ارى فارقا بين مجموعة صغيرة نسبيا من اليمين المتطرف والغالبية اليمينية التي تفهم انه حدثت هنا اعمال قاسية لخرق القانون".
اطلاق سراح ثلاثة من معتقلي "العرس الدموي"
كتبت "هآرتس" انه تم يوم امس اطلاق سراح ثلاثة من المعتقلين على خلفية "العرس الدامي"، الذين قاموا خلاله بطعن صورة الطفل علي دوابشة. وقررت القاضية جويا سفكا اطلاق سراح العريس يكير اشبال ودانئيل فاينر وقاصر آخر تم اعتقاله. ورغم انتقادها الشديد اللهجة لسلوكياتهم غير الاخلاقية وغير اليهودية في العرس، امرت القاضية باطلاق سراحهم مقابل ايداع مبلغ مالي لضمان مثولهم للتحقيق. وقد استأنفت الشرطة على القرار، ولذلك تم الابقاء عليهم في المعتقل الى ان يتم النظر في الاستئناف، اليوم. وعلم ان الشرطة لم تعتقل حتى الان مشبوها آخر كان له دور مركزي في الحادث.
الشرطة تكشف وجهها الحقيقي كجهة عسكرية لا هم لها الا محاربة العرب
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الشرطة تعرض نفسها في شريط دعائي، كجهة عسكرية لا هدف لها الا محاربة المجتمع العربي. وهذا ما يستدل من الشريط المصور الذي تم نشره على الشبكة في اطار حملة لتجنيد المتدينين الصهاينة لصفوفها. فالشريط لا يتحدث بتاتا عن المهام التقليدية للشرطة، كمحاربة الجريمة ومكافحة العنف، وانما يركز على مسائل تتعلق بمحاربة المواطنين العرب.
وفي الشريط الذي تم نشره الشهر الماضي، يتم على مدار 45 ثانية عرض مضامين امنية، على خلفية موسيقية صاخبة، وتتضمن المشاهد: عمليات في القدس، هدم بيوت العرب في النقب، اقتحام الحرم القدسي، وفحص هويات خضراء (يحملها سكان الضفة والقطاع). وكتبت الشرطة في مقدمة الشريط ان " هذه هي الفترة الهامة. الان بالذات نتجند للمهام القومية". ومن ثم تظهر كلمات: "رسالة، رؤية، صهيونية". وينتهي الشريط بعبارة "نثق بالشرطة".
ولا يتضمن الشريط أي ذكر للعلاقة بين الشرطة والمواطنين، وهو العنصر الذي تدعي الشرطة انها ترغب بتعزيزه لزيادة ثقة الجمهور. بل يجري التركيز على اظهار الشرطة كتنظيم عسكري لا هدف له الا محاربة العرب.
وقال مصدر في الشرطة معقبا على مضمون الشريط، "ان هذا هو (المضمون) المعروف، وهذا ما يثير الاهتمام والحضور للتجند. نحن لا نتحفظ من هذا المضمون وهو مهم للشرطة".
وفي تعقيبها على توجه "هآرتس" بهذا الشأن، قالت الشرطة ان "مشروع نثق بالشرطة بدأ في سنة 2011 كجزء من جهود التجنيد المتعدد الثقافات، وهدفه تقريب الشرطة من قطاع المتدينين القوميين، من خلال دمج افراد منهم في الشرطة. والشريط تم اعداده من قبل جمعية "نثق بالشرطة" كجزء من حملة دعائية لتشجيع تجند المتدينين للشرطة".
سموطريتش يزعم عدم وجود شعب فلسطيني ويعلن: "سنضم المناطق سواء شئتم ام ابيتم"
كتبت "يسرائيل هيوم" ان النائب بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) اثار عاصفة في الكنيست، امس، خلال نقاش حول مشروع قانون اصحاب ملكية الاراضي المنقولة، والذي صودق عليه في القراءة التمهيدية. فعندما صعد سموطريتش الى المنبر لعرض القانون الذي اعده مع النائب دافيد امسلم من الليكود، قال ان "اتفاقيات اوسلو كانت ظلما كبيرا ترافق بأعمال ظلم اصغر نحظى اليوم بتصحيح احداها". ومن ثم قال: "لا يوجد ولم يكن هنا شعب فلسطيني. عليكم الفهم بأننا لا نريد فقط الغاء اتفاقيات اوسلو وانما فرض قانون وسيادة الدولة والشعب اليهودي في الضفة وغزة. رفاقي اعضاء المعارضة نحن سنضم (المناطق) سواء شئتم ام ابيتم. هذه ارض اسرائيل لنا، لقد منحنا اياها الله. نحن سنضم كل اجزاء الوطن الى أرض إسرائيل".
واحتج اعضاء المعارضة بشدة على اقواله. وقال له النائب اسامة سعدي (القائمة المشتركة): "اذا شئتم الغاء اتفاقيات اوسلو فلماذا تختبؤون"؟ وقال له النائب يوئيل حسون (المعسكر الصهيوني): "انت مجرد كلام فقط"، فيما قال النائب حيلك بار (المعسكر الصهيوني): "حتى اليسار المتطرف لا يحقق للإعلام ما تفعلونه انتم، اخجلوا من انفسكم".
اعتقال صبيين من القدس بادعاء تخطيطهما لتنفيذ عملية
كتبت "يسرائيل هيوم" ان شرطة القدس اعتقلت، امس، صبيين فلسطينيين (12.5 و13 عاما) بشبهة التخطيط لتنفيذ عملية. وتم اقتياد الصبيين، وهما من سكان كفر عقب، الى التحقيق وسيتم احضارهما الى المحكمة اليوم لتمديد اعتقالهما. وكان مواطنون وافراد شرطة قد شاهدوا الصبيين يسيران عند مفترق طرق "السور الثالث وسلاح الهندسة، واثارا الشبهات. وتوجهت قوة من الشرطة نحوهما وقامت بتفتيشهما فوجدت سكينيين. وتحقق الشرطة لمعرفة كيف تمكنا من الدخول الى القدس، علما ان كفر عقب تقع وراء الجدار الفاصل.
الجيش لا يستبعد عملية استراتيجية تنفذها داعش
تكتب "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي يستعد لاحتمال قيام داعش بتنفيذ عملية كبيرة على الحدود مع سوريا، بواسطة جهات جهادية متطرفة. وحسب تقييمات الاستخبارات العسكرية، فان تنظيم "شهداء اليرموك" يسيطر اليوم على منطقة المثلث الحدودي في جنوب هضبة الجولان السورية، والتي تصل مساحتها الى اكثر من عشرة كيلومترات. ويعتبر الجيش هذا التنظيم ذراعا لداعش. وتخشى الاستخبارات قيام احدى التنظيمات التابعة لداعش بتنفيذ عملية استراتيجية على الحدود. لكن مصادر في الجهاز الامني تشكك بأن ذلك سيتم قريبا، رغم عدم استبعادها لحدوثه.
ويعتقد الجيش ان سلسلة العمليات التي نفذها نشطاء داعش في انحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، ومن بينها في فرنسا والولايات المتحدة وسيناء، يمكن ان تدل على حدوث تغيير استراتيجي في طرق العمل – التركيز على اهداف غربية.
ومن بين السيناريوهات التي يتخوف منها الجيش، تسلل سيارات محملة بالمتفجرات الى اسرائيل وتفجيرها بعد اجتيازها للحدود. وتشير الجهات الامنية الى معبر القنيطرة كنقطة ضعيفة يمكن استهدافها. ويفصل المستوى القيادي في هضبة الجولان بين تعامله مع "العملية التكتيكية" وعمليات داعش، والتي يمكن ان تشمل ارسال قوات برية الى إسرائيل. واعتمادا على طرق نشاط جبهة النصرة وشهداء اليرموك، المتحاربين، قام الجيش بتحليل عدة طرق عمل ممكنة لتنفيذ عملية استراتيجية، يسود التقدير بأنه يمكن ان تشمل اطلاق صواريخ مضادة للدبابات وزرع عبوات ناسفة واطلاق قذائف.
في المقابل يتعامل الجيش بكامل الجدية مع تهديدات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، بشأن الرد على اغتيال سمير القنطار، المنسوب لإسرائيل. ويوم امس قام رئيس الأركان غادي ايزنكوت، وقائد اللواء الشمالي الجنرال افيف كوخابي، بجولة في قطاع الجولان والجليل.
وزارة التعليم الاسرائيلي ترفض تدريس رواية لأنها تحكي قصة حب بين فلسطيني واسرائيلية
كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزارة التعليم الإسرائيلية رفضت السماح بتدريس رواية "جدار حي" للكاتبة دوريت ربينيان، والذي يروي قصة حب بين اسرائيلية وفلسطيني. ومن بين الحجج التي جاءت لتبرير الرفض: الحاجة الى الحفاظ على "هوية وميراث طلاب القطاعات"؛ مفهوم "العلاقات الحميمة بين اليهود وغير اليهود تهدد الهوية المنفردة"؛ والتخوف "من أن الشبيبة في سن البلوغ لا يتمتعون برؤية منهجية تشمل معايير الحفاظ على هوية الشعب ومعنى الاختلاط".
وتم رفض الكتاب على الرغم من كون المسؤول عن تدريس الأدب في جهاز التعليم الرسمي، وكذلك "اللجنة المهنية" المؤلفة من اكاديميين ومعلمين، اوصوا بشمل هذه الرواية في اطار تدريس الأدب على مستوى عالي، اعتمادا على طلب الكثير من المعلمين.
وجاء من مكتب وزير التعليم انه يدعم القرار، فيما قالت الكاتبة ربينيان لصحيفة "هآرتس" ان "هناك شيء ساخر في حقيقة ان رواية تواجه الرعب اليهودي من الاختلاط في منطقة الشرق الأوسط يحكم عليها بالرفض بالذات بسبب ذلك الرعب".
وتحكي الرواية قصة حب نشأت بين ليئات، المترجمة الإسرائيلية، وحلمي الرسام الفلسطيني، في نيويورك، واضطرارهما الى الانفصال خلال عودتهما، هي الى تل ابيب وهو الى رام الله. وصدرت الرواية قبل سنة ونصف عن دار النشر الإسرائيلية "عام عوفيد"، وفازت الكاتبة بجائزة برنشتاين للكتاب الشبان عن هذه الرواية. ويشار الى ان روايتين سابقتين لها "اعراسنا" و"زقاق اللوز في عمريجان" يتم تدريسهما في المدارس.
وقالت مصادر مطلعة على التفاصيل ان الكثير من مدرسي الأدب طلبوا دمج رواية "جدار حي" في تدريس الأدب الموسع (خمس وحدات) لطلاب الثانوية، لاعتقادهم بأنه يلائم هذا الجيل من الطلاب، من ناحية ادبية وفنية وكذلك من ناحية الموضوع الذي تطرحه الرواية. وقال مسؤول في وزارة التعليم ان الاجراء كله، منذ لحظة التوصية بتدريس الرواية وحتى رفضها استغرق اسابيع قليلة، مضيفا: "يصعب التصديق بأننا وصلنا الى وضع يجب الاعتذار فيه عن الرغبة بدمج كتاب جديد وممتاز في المنهاج التعليمي".
وأثار فض الكتاب انتقادات شديدة من قبل عشرات الأدباء والساسة الاسرائيليين. وقال الاديب سامي ميخائيل ان هذا القرار هو "يوم اسود للأدب العبري"، فيما قال حاييم بئير ان "هذا ليس شأن نفتالي بينت، فغدا سيلغي تدريس "من وراء السياج" لأن بطل مؤلف الرواية بياليك، أحب مسيحية، وسيقيم لجنة لفحص العلاقة الزوجية في الأدب. هذا عمل خطير يقوم به لاسترضاء جمهوره، بعد ان قام بتمجيد الشاباك وانخفاض اسهمه نتيجة لذلك".
وانضم الأديب مئير شليف الى المنتقدين وقال ان رواية "جدار حي" هي كتاب جيد ولا حاجة لانتظار وزارة التعليم من اجل تطوير مذاق جيد، وبالتأكيد ليست وزارة بينت. وبهذه المناسبة اوصي بينت باخراج موضوع الملك سليمان والملك داوود من تدريس التوراة، لأنهما تزوجا من اغيار، وكذلك اخراج بوعاز من بيت لحم لأنه تزوج من روت الموآبية، وانجبا الملك داوود، وكذلك امنا سارة التي كانت لها علاقة ما مع فرعون".
ووصف الأديب أ. ب يهوشواع الكتاب بأنه "رائع وعميق" وقال ان "من رفض دمجه في المنهاج التعليمي لا يدلل فقط على نفسه كشخص لا يفهم ما هو الأدب الحقيقي، وانما يلغي بقراره هذا عشرات الكتب والحكايات والافلام والمسرحيات التي حاول كل منها، بطريقته، وبشكل واقعي، مواجهة منظومة العلاقات مع الاقلية التي تعيش بيننا وتحت احتلالنا".
وقالت عضو الكنيست تمار زاندبرغ من حركة ميرتس ان "الرقابة اختفت منذ زمن من هنا، والآن تتجند لرقابة عنصرية هدفها كما يبدو تنشئة جيل عنصري ومنغلق لا يرى العرب كبشر، او لا يراهم بتاتا". وفي اعقاب هذا القرار قررت ميرتس تنظيم مظاهرة امام وزارة التعليم في تل ابيب.
وقالت النائب ميراف ميخائيلي (المعسكر الصهيوني) ان "مقولة "العرب يسارعون الى صناديق الاقتراع (كقول نتنياهو – المترجم)، ومقولة "العرب يأخذون بناتنا" – هما وجهان لعملة واحدة. بقيادة الوزير بينت تتحول وزارة التعليم الى مكتب لحركة "لهباه"، لمنع التعليم باسم العنصرية".
سارة نتنياهو تخضع للتحقيق اليوم
اشارت الصحف الإسرائيلية الى ان عقيلة رئيس الحكومة الإسرائيلية، سارة نتنياهو، ستخضع اليوم الخميس، للتحقيق في الوحدة القطرية للغش والخداع "لاهب 433"، في قضية مقر الاقامة الرئيس لرئيس الحكومة. وطلب محاميها يعقوب فاينروت اجراء التحقيق في ساعات بعد الظهر، الأمر الذي يعني انه يمكن دعوتها ثانية الى التحقيق، اذا لم تتمكن الشرطة من انهاء التحقيق اليوم. وسيطلب من السيدة نتنياهو الرد على تساؤلات المحققين في عدة قضايا، من بينها شكل ادارتها لميزانية مقر اقامة عائلة رئيس الحكومة في شارع بلفور في القدس، ودعوة المهنيين لعمل، وما اذا تم استغلال اموال دافع الضرائب ايضا لترميم المنزل الخاص بالعائلة في مدينة قيسارية.
وستدلي نتنياهو بافادتها حول تشغيل الكهربائي ابي فحيمة في منزلها الخاص في قيسارية، ومسألة أثاث الحديقة اضافة الى مشتريات اخرى التي تم شراؤها لمقر الاقامة الرسمي ويثور الاشتباه بنقلها الى المنزل الخاص.
مقالات
فلتبقى الوصمة
تكتب طال نيف، في "هآرتس" ان روغل الفير دعا الى العمل من اجل ازالة – تمزيق، الاعلان المحرض والقبيح ضد تنظيمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، الذي علقته "ام ترتسو" على بناية في شارع روتشيلد في تل ابيب (هآرتس 27.12). لكنني اعتقد انه لا حاجة الى ازالة الاعلان. فالأثر الكامن في الدعوة الى ازالته يقل عن الأثر الكامن في بقائه هناك.
فليكن هذا الاعلان – مثل خارطة المستوطنات في المناطق A، ومثل سجن عوفر، ومثل كتاب القوانين الذي تجري كتابته بأيدي اييلت شكيد وبنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموطريتش – مادة لرواية التاريخ القبيح لدولة اسرائيل. هذا الاعلان المخجل يمثل الجمهور، الكسوف؛ وهو لا يحجب بناية فقط وانما العين الإسرائيلية عامة.
وفي كل الأحوال، لماذا يجب، ظاهرا، احترام يسارية سكان شدروت روتشيلد؟ اما ان يتم احترام الانسانية وكرامة الناس في كل مكان، او لا. "ام ترتسو" لا تحترم شيئا - ولا حتى "اليهود"، الذين يحبهم قادتها – ولذلك فان حقيقة استثمار اموالها (الاجنبية) في تغطية عمارة في مكان مركزي ورمزي هو مجرد استفزاز آخر لا فائدة من التطرق اليه في التاريخ.
قبل ست سنوات شاهد روعي يلين لافتة لحركة "ام ترتسو" عرضت نعمي حزان (نائب سابق) كصاحبة صندوق دعم – طرفة كلامية لطيفة ولكن فاعلة – وانشأ مجموعة على الفيسبوك، "ام ترتسو حركة فاشية – نعم". وردا على ذلك بعث اليه رونين شوفال – الذي هدد المحررين في ويكبيديا بعدم نعت تنظيمه باليميني ونجح بهزمهم – برسالة يطالبه فيها بشطب الصفحة.
وعندما تطوع المحامون ميخال سفراد ويشاي شنايدور وشلومي زخاريا للمساعدة، كان من الواضح انهم لن يحاربوا فقط من اجل حرية الرأي، وانما سيثبتون مصداقية النص. وهكذا حدث. ومنذ ذلك الوقت تحولت عبارة "تسلمت رسالتك الساخرة" الى رمز للشجاعة. فكيف نرد على تغطية عمارة في تل ابيب برسالة محرضة وكاذبة؟ - "تلقينا رسالتكم الساخرة".
ولماذا العمل أصلا لإزالة اللافتة؟ سيما ان الفاشية الإسرائيلية بدأت بالنضوج، ومن بين ميزات هذا السلوك العدواني، هو انه يمكن لكل واحد ان يتحول بشكل اعتباطي الى غير مخلص للنظام. صحيح ان اللافتة تشير الى "المزروعين" (بل وتدعو الى التنكيل بتنظيم يمول المساواة الاجتماعية للمجموعات الضعيفة، كصندوق إسرائيل الجديد)، لكنه شمولي بما يكفي من اجل تمرير رسالة الى كل مواطن اسرائيلي لا يزال يستمتع بثمار الديموقراطية: الشعب ضد المزروعين. احذروا لئلا يتحول الشعب ضدكم.
وهكذا فان هذه اللافتة هي شهادة، شارة تحذير: هكذا ستبدو الفاشية بصورتها الكاملة. اليوم يوجهون (الاتهام) الى من يحتجون على احتلال المناطق واستيطانها، من خلال سلب سكانها وقمع مقاومتهم، والجرح والقتل، دون جدوى، وغدا سيوجهون السهام اليكم. الى من ربما قال شيئا عن قائده في الجيش، او من قال طرفة في مكتب ما عن رئيس الحكومة، او من يصاحب فلسطينيا.
لماذا التوجه الى المحكمة؟ لماذا العمل لإزالة اللافتة؟ فلتبقى الوصمة. كي لا يمكن القول: "لم نشاهد".
ترويض الحمار
يكتب اوري مسغاف في "هآرتس" انه في الوقت الذي يرقص فيه رئيس الأركان تانغو خطوة واحدة الى الأمام – خطوتان الى الوراء، مع التدابير الحيوية لإغلاق قسم الوعي اليهودي في الحاخامية العسكرية، من المناسب التذكير بأن الحديث عن حرب التراجع (الحرب التي يديرها الجيش ضد قوات العدو التي تلاحقه اثناء الانسحاب – المترجم). شبه نقطة في بحر. خلال العقدين الأخيرين أخرج الجيش من اطاره ليس فقط اعداد الطعام لجنوده، وانما قسما كبيرا من نشاطه التثقيفي. وتم اهمال مواضيع مثل "القيم"، "الهوية" و"الصهيونية" وتركها لجمعيات تبشيرية.
احدى هذه الجمعيات البارزة هي "براشيت" (في البدء)، التي تستتر وراء لقب "حركة اجتماعية روحانية". لقد ترأس هذه الجمعية في الماضي الحاخام موطي الون وآبي فارتسمان، الذي كان عضو كنيست ونائبا لوزير التعليم من قبل حزب البيت اليهودي. المشروع البارز لهذه الجمعية هو برنامج "رحلة اسرائيلية" – خمسة أيام من التلقين العقائدي بروح اليمين الديني الاستيطاني. ويرسل الجيش الى هذه الرحلة طلاب دورات القيادة العليا والصغيرة من اسلحة الجو، البر واليابسة. وتفاخر الجمعية بأكثر من 20 الف ضابط وجندي مروا حتى الآن تحت آليات ضغطها.
من بين الاهداف المعلنة للجمعية: "فحص وتعزيز الهوية اليهودية – الإسرائيلية"، و"تعزيز شعور الانتماء" والالتزام للشعب اليهودي، لأرض إسرائيل ولدولة اسرائيل". ولهذا يقوم الطلاب بالتجوال في المستوطنات، ومواقع مدينة داود التي تديرها جمعية "العاد" المتزمتة، ويستمعون من قبل المرشدات الى ان العلاقة القوية فقط بتراب الوطن المقدس ستسمح بالهجوم بلا خوف على العدو في اللحظة الحاسمة. وتصل هذه الرحلة الى قمتها في يوم السبت الذي يكرس لموضوع "اليهودية الان وهنا – فحص العلاقة الشخصية لكل جندي باليهودية". وبعد خروج السبت تجري المقارنة ومن ثم يقام حفل الاختتام.
والجيش ليس لوحده في هذا. ومن المعروف انه يعكس وجه المجتمع والدولة. ذلك ان وزارة التعليم ايضا، ترسل طلابها الثانويين الى "رحلة اسرائيلية". وحتى الآن شارك اكثر من 130 الف طالب فيها. كما تدعم الوزارة بأكثر من عشرة ملايين شيكل هذا المشروع سنويا. لقد بدأ هذا في فترة وزير التعليم جدعون ساعر، وتواصل في فترة شاي فيرون ونفتالي بينت. وتستغرق رحلة الطلاب ستة ايام، وتشمل حلقات رقص امام حائط المبكى ومرشدين ينفخون في الشوفار (قرن كبش يعتبر من الأدوات الطقسية في المعبد اليهودي – المترجم).
وينضم التمويل الحكومي الى الملايين التي تتبرع بها جهات يهودية امريكية ومسيحية انجيلية. ويسمح هذا التمويل للجمعية باقتراح برنامج على الجيش والمدارس الثانوية، يشمل اسبوعا من النشاط التثقيفي خارج القواعد العسكرية والمدارس، بسعر مدعوم. والاغواء كبير. و"العجلة فارغة" ليس فقط من المال من اجل خلق حوار الهوية والقيم للجيل الشاب – خارج حركات الشبيبة والعمل المقدس الذي لا تستطيع إسرائيل العلمانية القيام به.
ويدخل الى هذا الفراغ، اليمين القومي – الديني، بسرعة، ولكن بحكمة. وبلسان معسول، وغلاف حلو يسمون ذلك "رحلة اسرائيلية". لو كانت تسمى "رحلة لغسل الدماغ"، أو "رحلة فاشية" او حتى "رحلة يهودية"، لكان يمكن ان يسبب ذلك الاحتجاج، ولهذا فانهم يسمونها "إسرائيلية". ومن هو الاسرائيلي العاقل الذي سيعارض الاسرائيلية؟ تماما كما في حكاية "يوم جمعة اسرائيلي" (الذي يهدف الى تشجيع التقديس)، او "سبت اسرائيلي" (الذي يهدف الى الحفاظ على السبت كيوم مقدس).
هذه حركة كماشة، فهكذا يحققون صفرا من المعارضة، وايضا الاحتكاك المطلق بين الاسرائيلية واليهودية الدينية واليمينية – كما لو أنه بين نهر الأردن والبحر لا يعيش مليون عربي اسرائيلي ومليونين ونصف مليون فلسطيني تحت الاحتلال والحصار، وايضا عدة علمانيين ويساريين. والى ان يتم هزم حمار المسيح نهائيا، من المفضل الاهتمام بضمان بقائه اعورا ومروضا".
رد الناطق العسكري: "برنامج رحلة اسرائيلية يقوده في الجيش سلاح التثقيف الذي يراقب ويتأكد من الحفاظ على ملاءمة البرنامج لروح الجيش ولمفاهيم الجيش كجيش رسمي. ويتم ملاءمة البرنامج مع احتياجات الجيش ويعمل كجزء من تأهيل القيادة الصغيرة في الجيش والتثقيف على القيادة. معرفة البلاد والارتباط بالمجتمع الاسرائيلي. في سنة 2015 شارك في البرنامج حوالي الف ضابط من مختلف الوحدات".
ومن الشمال سيأتي الشرين
يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت احرونوت" ان مصادر في الجيش الاسرائيلي، اعلنت، امس، "اننا نتعامل بحدية فائقة مع تصريحات الامين العام لحزب الله، حسن نصرالله ونستعد للرد". وجاء ذلك على خلفية حالة التأهب العالي التي يحافظ عليها الجيش الاسرائيلي على الجبهة الشمالية وتخوفه من عمليات قصف صاروخي او عملية اخرى تسفر عن عدد كبير من الضحايا.
وقام رئيس الاركان، غادي ايزنكوت، امس، بجولة على الحدود الشمالية، بمرافقة قائد المنطقة الجنرال افيف كوخابي، وقائد عصبة الجليل العميد امير برعام، وقائد عصبة هبشان العميد يانيف عاشور، من اجل فحص حالة القوات وتوكيد طريقة الرد في حال حدوث عملية او هجوم. ويرجع سبب حالة التأهب في الشمال الى التهديد المزدوج الذي يواجه إسرائيل: فمن جهة، وعد نصرالله بالانتقام لمقتل سمير القنطار، ومن جهة ثانية، تضخم القوات المنتمية الى داعش في الجانب الجنوبي من هضبة الجولان السورية، وتهديد زعيم داعش بمهاجمة اليهود وامكانية التخطيط لعملية ضد إسرائيل. ومن بين القرارات التي تم اتخاذها في اطار التأهب: تقييد تحركات الجيش على امتداد الحدود الشمالية، وتقييد تحركات المزارعين.
وكان نصرالله قد بث في بداية الاسبوع رسالة الى اسرائيل حين اعلن ان "الانتقام لاغتيال سمير القنطار قادم". وفي رده على ذلك قال رئيس الأركان غادي ايزنكوت: "نحن ننظر الى الشمال ونسمع كلمات التبجح ونشاهد الرياح التي تهب من لبنان، ونرى التهديدات من قبل داعش". واضاف ان إسرائيل ليست وحدها التي تتعامل بجدية مع تهديدات نصرالله، وانما يتعامل نصرالله ايضا بجدية مع ما نقول."
الوضع الحالي يختبر عمليا حدود الردع الاسرائيلي امام التنظيم الشيعي ويطرح تساؤلات حول ما اذا كان نصرالله ورجاله سيختارون فعلا الانتقام لقنطار، وإذا فعلوا ذلك فكيف سيرد الجيش الاسرائيلي.
التهديد الآخر الذي يواجه إسرائيل من الشمال، هو تهديد داعش، خاصة تنظيم "شهداء اليرموك" الذي يعتقد جهاز الاستخبارات بأنه يسيطر اليوم على مثلث الحدود السورية – الأردنية – الإسرائيلية، في جنوب هضبة الجولان السورية، ويسيطر على مساحة تقارب 15 كلم مربع، ويضم ما لا يقل عن 600 محارب ويملك صواريخ مضادة للدبابات وسيارات مفخخة ورشاشات، بل وعدة دبابات ومصفحات.
في الجهاز الأمني يعتبرون "شهداء اليرموك" ذراعا لداعش، يركز حاليا على محاربة قوات نظام الأسد، لكنه يمكن له، حسب تقديرات الجيش الاسرائيلي، ان يحاول تنفيذ عملية استراتيجية. يوم السبت بث زعيم داعش ابو بكر البغدادي، رسالة تهديد قال فيها "لا تعتقدوا اننا نسيناكم في فلسطين. نحن نقترب منكم كل يوم يا يهود، وقريبا ستسمعون منا، وستكون فلسطين مقبرة لكم. قريبا ستسمعون اصوات محاربينا". هذه الرسالة تحدد التخوف من امكانية قيام احدى التنظيمات المتماثلة مع داعش بمحاولة تسخين الحدود، الى جانب الأذرع الاخرة للدولة الاسلامية، على الحدود الجنوبية مع مصر، والتي تهدد هي ايضا امن سكان إسرائيل. مع ذلك، تعتقد جهات في الجهاز الامني انه على الرغم من امكانية وقوع هجوم من قبل داعش، الا انه من المشكوك حدوث ذلك قريبا.
اوباما وإسرائيل: تعاون يخضع للتعقب
يكتب البروفيسور ابراهام بن تسفي، في "يسرائيل هيوم" انه قبل حوالي شهر فقط، وصلت قضية جونثان بولارد، اخيرا، الى نهايتها، عندما تم بعد ثلاثة عقود في السجن "اطلاق سراحه" بشروط شديدة القسوة، مسيئة ومهينة، كما لو ان المقصود خطر فوري وملموس على الأمن القومي الأمريكي. وها هو، في الوقت الذي عادت فيه الادارة الحالية – كسابقاتها- الى التوضيح بأنها لم تنس ولم تصفح لإسرائيل على تفعيل محلل الاسطول اليهودي داخل اجهزة الاستخبارات الامريكية، يتضح مدى نفاق توجه البيت الابيض والمنظومة البيروقراطية.
ففي حين كان لا يزال بولارد يقبع في سجنه، انشغلت وكالة الأمن القومي، بالتنصت على محادثات رئيس الحكومة نتنياهو ومساعديه ومستشاريه واعضاء الكونغرس وشخصيات من الجالية اليهودية الامريكية. وقبل تبخر صدى "قضية سنودان"، الذي كشف الحجم الذي لا يمكن تصديقه من برامج التعقب الامريكي، والذي شمل التنصت على المحادثات الشخصية حتى لحلفاء مثل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل – يتضح انه على الرغم من الاعتذار والاحراج، يواصل الرئيس انتهاج سياسة المعيارين، وبالذات داخل صندوق "العلاقات الخاصة" مع القدس.
بدل انتهاج استراتيجية اكثر ما يمكن من التعاون مع إسرائيل، في كل ما يتعلق بتقدم المفاوضات مع ايران، والتي تعتبر ابعادها على امنها وحقيقة وجودها مسائل ذات اهمية عالية، فضل اوباما اقصاء نتنياهو بشكل شبه مطلق عن هذه الحلبة. وبدعم متحمس من قبل مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، اختارت واشنطن ترك اسرائيل في الظلام في كل ما يتعلق بطابع وحجم التنازلات التي بادرت اليها الولايات المتحدة خلال المحادثات بين القوى العظمى الست وطهران، خلال الأشهر التي سبقت "اتفاق فيينا". وبدلا من ذلك، اختار "كل رجال اوباما" – بواسطة تكنولوجيا التنصت المتقدمة - محاولة كشف المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل من مصادر اوروبية حول الديناميكية التي تطورت خلال المفاوضات وحول الخطوط الحمراء التي تم اجتيازها المرة تلو الاخرى من قبل الادارة في كل ما يتعلق بالمنشآت النووية الايرانية.
هذه هي، اذن، خلفية "سياسة التعقب" التي هدفت الى استكمال استراتيجية الاقصاء والتستر الامريكي. ومن المفارقات انه كلما اشتد الانتقاد الاسرائيلي امام الاسراع الامريكي نحو الاتفاق، هكذا زادت الادارة من جهود التنصت على مستودعات المعلومات الاسرائيلية، وذلك من اجل الاستعداد الجيد للصراع الذي انتظرها على حلبة الكونغرس في المسألة النووية، بدل ان تعمل على تطوير الحوار الامني مع اسرائيل وتحاول تقليص المس المتوقع بأمنها.
هذه السياسة التي تتعارض في جوهرها مع حقيقة وجوهر "العلاقات الخاصة" لم تعكس فقط أولويات الرئيس نفسه، وانما ايضا، تعزز قوة القسم المعادي لإسرائيل في الادارة الامريكية، الذي تقف على رأسه اليوم سوزان رايس. وهذا على حساب القسم الذي يناصر الحوار العلني والمنفتح والمتواصل مع اسرائيل، من خلال محاولة ايلاء الاعتبار لمواقفها المتعلقة في المسائل الجوهرية الرئيسية المطروحة على الجدول، وفي مقدمتها الموضوع النووي الايراني. لم يتبق الا ان ننتظر لرؤية ما اذا كان هذا العهد الخريفي، الذي لا يميز العلاقات بين شريكين، سيتواصل حتى موعد انتخاب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.
بيان صحفي