النيابة ستبدأ هذا الأسبوع بتقديم لوائح اتهام في جريمة دوما
كتبت "يديعوت احرونوت" انه من المتوقع ان تبدأ النيابة العامة منتصف هذا الأسبوع بتقديم لوائح اتهام ضد بعض المشبوهين بإحراق عائلة دوابشة في قرية دوما. وسيصادق المستشار القانوني للحكومة على طلب النيابة تمديد اعتقال قسم من المعتقلين الذين لم يتم استكمال لوائح الاتهام ضدهم خلال فترة الشهر المحددة لذلك. وفي بعض الحالات سيتم تقديم تصريح من النائب العام الى المحكمة يعلن فيه نيته تقديم لوائح اتهام ويطلب تمديد اعتقال المعنيين حتى انتهاء الاجراءات ضدهم.
وحسب تقديرات جهات ضالعة، فان المشبوهين في ملف دوما شاركوا ايضا في عدة عمليات ارهابية يهودية أخرى، وقد يتم لاحقا تقديم لوائح اتهام ضدهم بشأنها.
وكانت الشرطة قد داهمت خلال الاشهر الأخيرة العديد من البؤر الاستيطانية التي يسود الاشتباه بوجود تنظيمات ارهابية يهودية فيها، وقامت بمصادرة الكثير من المعدات واعتقلت عدة شبان.
يشار الى ان قضية احراق عائلة دوابشة شكلت نقطة فاصلة بالنسبة للشاباك وحربه ضد الارهاب اليهودي. ومنذ احراق منزل العائلة والذي اودى بحياة الطفل علي ووالديه سعد وريهام، يقوم الشاباك والشرطة بإجراء تحقيق مكثف في الحادث الذي اعتبروه مفصليا وخطيرا. وتركز الجهد على تفكيك التنظيم المسمى "التمرد" الذي يضم العشرات من شبيبة التلال الذين يمارسون الارهاب ويسعون من خلال ذلك الى المس بالسلطة الإسرائيلية والتسبب بانهيارها وتأسيس "حكومة ملكية".
وتبين من خلال التحقيق ان "التمرد" اعد خطة واضحة لإنشاء هذه الحكومة. وقال احد المقربين السابقين من مئير اتينغر قائد التمرد، ان "مئير كان يتجول هنا بين التلال والبؤر المختلفة حاملا كيس افكار وحاول غرسها لدى كل من ابدى استعداده لسماعه. وكان واضحا منذ البداية الى اين ستقود هذه الافكار".
مع ذلك فانه على الرغم من الاعتقالات والتحقيقات المكثفة الا ان خطر الارهاب اليهودي لا يزال قائما. فخلال الاسبوع الماضي فقط، تم القاء قنابل غاز داخل منزل في قرية بيتلو قرب رام الله، وكتابة شعار "انتقام، تحية من معتقلي صهيون".
هل سيتم استدعاء الحاخامات المحرضين الى التحقيق؟ من المتوقع قيام جهات تطبيق القانون بتخفيض المستوى المطلوب من اجل محاكمة حاخامات وجهات تملك صلاحيات روحانية في حال يمكن اثبات صلة بين تصريحاتها واعمال العنف. وقال مصدر قانوني رفيع لصحيفة "يديعوت احرونوت" في نهاية الأسبوع، انه "لا توجد حصانة للحاخامات. واذا ثبت وجود صلة مباشرة بين تحريضهم والنشاط الارهابي فلن نتردد في التحقيق والمحاكمة".
يشار الى ان هناك عدة حاخامات يتماثلون مع شبيبة التلال ويعتبرون "الآباء الروحيين" لشبيبة "بطاقة الثمن". ومن ابرزهم دوف ليؤور، يتسحاق شبيرا، يتسحاق غينزبورغ ودانئيل ستابسكي. وفي تعقيبه على ادعاء ستابسكي بأن الذين نفذوا عملية القتل في دوما هم عرب بمساعدة الشاباك، قال وزير الأمن موشيه يعلون، "للأسف، لقد فعل ذلك من يعتبرون انفسهم يهود. اقترح النظر الى عدة حاخامات تقود تصريحاتهم المحرضة ومواعظهم الشبان غير المسؤولين الى العمل. يجب التحقيق ايضا مع الحاخامات الذين تجعل تصريحاتهم على مدار فترة طويلة هؤلاء الشبان يقومون بهذا العمل".
يشار الى ان استدعاء الحاخامات الى التحقيق سيعني حدوث تغيير سياسي دراماتيكي مقارنة بالماضي. ففي قضية قتل رئيس الحكومة اسحق رابين قال القاتل يغئال عمير انه تأثر بفتوى "قانون الملاحقة" التي نشرها الحاخامات في حينه ضد رابين، لكنه لم يتم التحقيق مع أي حاخام. وكان من الواضح ان النيابة ليست معنية بالخروج ضد الحاخامات المؤثرين، الذين استتروا خلف اقتباسات من التوراة. كما ان المستشارين القانونيين للحكومات المتعاقبة اعتقدوا انه يجب اظهار النفس الطويل والتسامح ازاء الحاخامات المحرضين، بل فضلوا السماح لجهات في اليمين المتطرف "بتنفيس الضغط" بواسطة التصريحات، بدل اتخاذ تدابير قانونية ضدهم.
وقد جرت عدة محاولات لسن قوانين تتشدد مع المحرضين، لكنها جوبهت بمعارضة من قبل اوساط اليمين. وعندما اندلعت موجة الارهاب الحالية ونشرت وزيرة القضاء اييلت شكيد مذكرة تسمح بمحاكمة المحرضين دون ان يتم اثبات تسبب تصريحاتهم بالعنف، كانت تقصد الفلسطينيين.
يعلون: "على وزراء اليمين محاسبة النفس في قضية الارهاب اليهودي"
كتبت "هآرتس" ان رئيس البيت اليهودي الوزير نفتالي بينت، احتج على تصريح وزير الأمن موشيه يعلون (الليكود) الذي اتهم جهات في اليمين بتشجيع الارهاب اليهودي بشكل غير مباشر. ودعا يعلون في اطار برنامج "واجه الصحافة" التلفزيوني، امس السبت، ساسة اليمين الى "اجراء حساب مع النفس" في اعقاب ما تم كشفه من نشاطات الارهاب اليهودي في الاشهر الاخيرة. وفي تعقيبه على ذلك كتب بينت على صفحته في الفيسبوك ان وزير الأمن يستغل بشكل ساخر عملية القتل في دوما من اجل "اسكات او تشويه صورة المعسكر القومي كله".
وقال يعلون خلال اللقاء ان القتل في دوما، والاحداث التي تم توثيقها في شريط حفل زفاف ناشطين من اليمين نشأت في ظل "غض الانظار عن ظواهر اخرى اقل خطورة، ظاهرا". ومن بين تلك الظواهر التي اشار اليها يعلون، اقتلاع اشجار الزيتون واحراق ممتلكات فلسطينية والوقوف الى جانب منفذي العمليات "من خلال مهاجمة سلطات القانون".
واضاف يعلون ان تشجيع البناء غير القانوني والهجوم الشخصي على شخصيات رسمية، ومن بينها هو شخصيا، ساهم في خلق الاجواء التي عمل المخربون في ظلها في قرية دوما، وتصوروا في العرس. وقال ان تلك الهجمات جاءت من قبل وزراء ونواب قام بعضهم بإنشاء مكاتب لهم في مباني غير مرخصة، ويهددون المحكمة العليا".
وحسب يعلون فانه يحظر تلويث سمعة كل الصهيونية الدينية، لكن الاحداث الأخيرة تحتم اجراء حساب مع النفس والتثقيف، مضيفا ان "ما انعكس في العرس ليس يهوديا بل ابعد ما يكون عن اليهودية".
وكتب بينت في تعقيبه: "افاخر بكوني يمينيا وكنت اول من خرج ضد القتلة في دوما. المعسكر القومي واسع ومحصن وشجاع واخلاقي بما يكفي كي يجري حسابا داخليا مع الظواهر التي ولدت عملية دوما. من يحاول استغلا عملية دوما سياسيا سيجدني في مواجهته دون ان يرمش لي جفن".
في هذا السياق، تم تعيين حراسة شخصية لبينت ابتداء من يوم امس، على خلفية تصريحاته ضد نشطاء اليمين المتطرف بعد اعتقال المشبوهين بعملية دوما. كما تم تعزيز الحراسة على منزله في رعنانا.
وفي السياق نفسه رفضت وزيرة القضاء اييلت شكيد بشدة الانتقادات التي وجهها يعلون الى نواب ووزراء البيت.
واعربت شكيد عن اسفها "لمن يحاولون جرف مكاسب سياسية من قضية دوما"، مضيفة ان "بينت كان اول زعيم في اليمين وقف بشكل قاطع، وكتب في تموز 2013 بأن بطاقة الثمن ليست اخلاقية ولا يهودية".
كما رفضت شكيد في تصريح للقناة الثانية الانتقادات التي وجهت اليها بسبب التقائها مع عائلات المعتقلين في قضية دوما، وقالت انها كوزيرة للقضاء من واجبها سماع الشكاوى حول خرق حقوق الانسان وفحصها، وانها فحصت الموضوع مع المستشار القانوني للحكومة ورئيس الشاباك وتأكدت من تنفيذ كل شيء حسب القانون.
المبعوث الروسي الخاص للمسألة السورية يزور اسرائيل سراً
كتبت "هآرتس" ان المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية في سوريا، أليكسندر لافرينتييف، وصل يوم الخميس الماضي، سراً الى اسرائيل، واجرى محادثات مع مسؤولين كبار في ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية، حول الاتصالات الدولية لتحقيق تسوية سياسية تنهي الحرب الأهلية في سوريا.
وكان مجلس الأمن الدولي قد قرر قبل اسبوع، البدء بمفاوضات برعاية الأمم المتحدة، بين نظام الأسد وممثلي تنظيمات المعارضة والمتمردين. ويحدد القرار انه منذ بدء المحادثات يتوقف اطلاق النار بين الجانبين. ولم تعلن إسرائيل تحفظها العلني من القرار، لكن القدس تشعر بالقلق لكون الاتفاق السياسي الدولي سيعزز قوة ايران وحزب الله.
ويوم الثلاثاء الماضي، جرت محادثة هاتفية بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحسب بيان الكرملين فقد ابلغ بوتين رئيس الحكومة نتنياهو بأنه لا بديل عن المفاوضات برعاية الأمم المتحدة للتوصل الى حل سياسي في سوريا. وليس من الواضح ما اذا تم خلال المحادثة تنسيق وصول المبعوث الروسي الخاص الذي تكتمت إسرائيل بشدة على زيارته. ورفضت وزارة الخارجية الرد على سؤال "هآرتس" حول الموضوع، كما رفض ديوان نتنياهو كشف ما اذا التقى نتنياهو بالمبعوث الروسي.
يشار الى أن لافرينتييف دخل الى منصبه قبل عدة أسابيع فقط، بتعيين شخصي من قبل بوتين. ووصل الى اسرائيل على متن طائرة خاصة تابعة لسلاح الجو الروسي، على رأس وفد كبير ضم رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الروسية سرجي فرشنين، وممثلي جهاز الاستخبارات الروسي. وكان في استقبال الوفد الروسي رئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين، الذي سيتسلم رئاسة الموساد بعد اسبوع.
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان كوهين وبقية الجهات الإسرائيلية التي اجتمع بها الوفد الروسي عرضت المصالح الرئيسية لإسرائيل في سوريا، وفي مركزها الحفاظ على حرية عمل إسرائيل من اجل احباط العمليات ضدها من الجانب السوري للحدود ومنع نقل الأسلحة المتطورة من سوريا الى حزب الله. وخلال المحادثات اوضح الجانب الاسرائيلي ان إسرائيل تطالب بأن يشمل كل اتفاق سياسي بشأن سوريا وقف استخدام الأراضي السورية للهجمات على اسرائيل.
وجاءت زيارة لافرينتييف ضمن جولة شملت خمس عواصم في المنطقة، عرض خلالها الخطة الروسية للتسوية في سوريا. وبدأت الزيارة في بغداد ومن ثم عمان واسرائيل ومصر وأبو ظبي. ولوحظ بشكل استثنائي ان المبعوث الروسي لم يتوقف في الرياض خلال جولته. وقال دبلوماسيون غربيون ان برنامج الزيارة الأصلي كان يشمل الرياض، لكن ذلك لم يتم، ربما بسبب اغتيال قائد ميليشيات "جيش الاسلام" في سوريا زهران علوش، اثر قصف روسي وقع في نهاية الأسبوع. وقد حظي علوش وتنظيمه بدعم مطلق من قبل السعودية في اطار الحرب ضد نظام الأسد. وكانت السعودية قد تحفظت جدا من قرار مجلس الأمن في موضوع الاتفاق السياسي في سوريا، وتتخوف من ان يؤدي الاتفاق الى ترسيخ نظام الاسد.
داني ديان يعتب على نتنياهو لعدم بذله ما يكفي من اجل تغيير موقف البرازيل من تعيينه
قال الرئيس السابق لمجلس المستوطنات داني ديان، الذي تم تعيينه سفيرا لإسرائيل في البرازيل منذ شهر آب الماضي، وترفض السلطات البرازيلية التصديق على تعيينه، ان وزارة الخارجية ورئيس الحكومة نتنياهو لا يعملون ما يكفي من اجل الضغط على الحكومة البرازيلية، لتغيير قرارها. وقال ديان في لقاء منحه لصحيفة "هآرتس" بعد اربعة اشهر من الصمت، انه اذا لم تعمل الحكومة في هذا الموضوع فقد تتولد سابقة تمنع المستوطنين من تمثيل دولة اسرائيل في الخارج.
وأضاف ديان: "ان وزارة الخارجية بما في ذلك وزير الخارجية الذي هو رئيس الحكومة، ايضا، يعتقدون حتى الآن ان الطريقة لمواجهة الوضع الناشئ هي سياسية "اجلس ولا تعمل"، من خلال الافتراض بأنه في نهاية المطاف، وكما في الطرفة اليهودية المشهورة، إما يموت الكلب او يموت النبيل. ولا استبعد امكانية وجود جهات تأمل أن اكون الكلب او النبيل وبكل بساطة اعلن الغاء ترشيحي وحل المشكلة".
وقال ديان: "لا اعرف ما اذا سأكون سفيرا في البرازيل، وشخصيا هذا لا يهمني، بل انه كان سيسهل علي جدا إذا لم اصبح سفيرا هناك. لكنني احارب من اجل السفير المستوطن المقبل. من ناحية ايديولوجية وضميرية لست مستعدا للسماح لنفسي بأن اكون من يولد سابقة يمنع وفقها أي مستوطن او حتى رئيس مجلس المستوطنات من تمثيل إسرائيل في الخارج. الرد الاسرائيلي على المسالة الحالية سيحد تعامل الدولة المضيفة مع السفير المقبل من المستوطنات، او سيرسخ الواقع الذي يصبح فيه مئات الاف الإسرائيليين ممنوعين من العمل كسفراء بسبب مكان اقامتهم، وإسرائيل تسلم بذلك".
يشار الى ان ديان شغل بشكل غير رسمي منصب "وزير خارجية" مجلس المستوطنات، ولكن دخوله الى الجهاز الدبلوماسي بشكل رسمي بدأ قبل خمسة أشهر. ففي نهاية تموز سافر مع زوجته لزيارة ايطاليا، وفي اليوم الأخير تلقى محادثة هاتفية من وزير الخارجية الأسبق موشيه أرنس، سأله فيها ان كان معنيا بشغل منصب السفير في البرازيل. وابلغه أرنس بتفاصيل المحادثة التي جرت بينه وبين نتنياهو قبل عدة أيام في مسألة الحاجة الى توثيق العلاقات مع البرازيل وتعيين سفير فعال هناك. وبعد عدة ساعات من تلك المحادثة اتصل أرنس بديوان رئيس الحكومة واقترح تعيين ديان لهذا المنصب، فتحمس نتنياهو للفكرة.
وحسب ديان فانه لم يتحمس لفكرة الانتقال للعيش في الخارج، وابلغ أرنس بذلك، كما ابلغ زوجته خلال عودتهما من ايطاليا انه لا ينوي عمل ذلك، ايضا لأسباب شخصية وعائلية.
لكن نتنياهو اتصل بديان ودعاه للقاء شخصي في الاول من آب، ابلغه خلاله اهمية تعيينه هو لهذا المنصب، كونه شخصية يمكنها اجراء تغيير عميق في سياسة البرازيل ازاء إسرائيل. واتصل نتنياهو بديان في الأيام الثلاث التالية لتلقي جواب ايجابي حتى حصل عليه. ويقول ديان انه عندما تعمق في الموضوع فهم انه من المبرر والمهم السفر الى البرازيل لتمثيل إسرائيل. وبعد ساعتين من تبليغ ديان قراره لنتنياهو اصدر ديوان الأخير بيانا اعلن فيه قرار التعيين. وخلافا لحالات اخرى فقد استقبل قرار تعيين ديان بتحمس كبير من شقي الخارطة السياسية الاسرائيلية.
واعتقد ديان انه سيغادر الى البرازيل بعد الأعياد العبرية، لكن التصديق الرسمي من قبل البرازيل لم يأت، ذلك ان تماثل ديان مع المشروع الاستيطاني اضافة الى الازمة السياسية الداخلية في البرازيل جعل رئيسة البرازيل ديلما روسيف تؤخر التصديق على التعيين. ومع مرور الوقت تراكمت المزيد من الدلائل على تعمد البرازيل تأخير ردها. وقبل اسبوع سربت جهات برازيلية الى موقع Times of Israel بأن البرازيل تعارض التعيين، ولكنها تأمل بأن تفهم إسرائيل لوحدها هذا التلميح.
وهكذا يجد ديان نفسه واقعا في الفخ، فهو ليس موظفا في الخارجية حتى الان ولا يتلقى راتبا، ومن جهة ثانية وقع على تصريح يمنعه من العمل في عدة مجالات تنطوي على تناقض للمصالح، ومنذ لحظة التصديق على تعيينه في الحكومة، تلقى امرا بالتوقف عن العمل في اماكن اخرى، حتى في الاماكن التي تطوع فيها. وبالإضافة الى ذلك فرض عليه الصمت الاعلامي، ولم يصدر عنه أي تصريح ولا حتى على حسابه في تويتر. وبعد صمت طويل قرر ديان في نهاية الاسبوع كسر الصمت. وقال لصحيفة "هآرتس": "لم اتحرش جنسيا بأحد، ولم اسرق شيئا من السوق الحرة في المطار ولم اكتب هراء في الفيسبوك". وقال ذلك في تلميح الى تعيينات اخرى من قبل نتنياهو لشخصيات ارتكبت هذه الأفعال. واضاف: "اذا كان علي دفع الثمن فعلى الأقل سيكون ذلك بسبب كوني اعيش حسب معتقداتي. انا انام جيدا في الليل، حتى ان كان ذلك في معليه هشومرون وليس في بيت السفير في البرازيل".
ويشعر ديان بخيبة أمل ازاء طريقة عمل الحكومة الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة. فبينما ادار الفلسطينيون حملة مكثفة وناجعة ضده في البرازيل، وجندوا أعضاء البرلمان والسفراء العرب، وحولوا رسائل تحذير الى وزارة الخارجية وعملوا على الحلبة الاعلامية، لم تقم إسرائيل الرسمية باي خطوة. ويقول: "طبعا كان يمكن عمل امور اخرى، لا اريد التوسع ولكن لبالغ الأسف كان يمكن للبرازيليين الفهم من بعض الرسائل التي وصلتهم من جهات رسمية في القدس ان إسرائيل تتفهم معارضتهم للتعيين".
كما يشعر ديان بخيبة امل من قبل معسكره السياسي، ويقول انه عندما ادلى امين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قبل عدة ايام، بتصريح لصحيفة برازيلية قال فيه انه يمنع تعيين ديان سفيرا لأنه يمثل جرائم حرب، لم يخرج للدفاع عنه اعضاء لوبي ارض إسرائيل في الكنيست وانما بالذات نائبتين من المعسكر الصهيوني. ويقول ان الوزير الوحيد الذي حاول الضغط من اجل تنفيذ القرار كان وزير الأمن موشيه يعلون.
يشار الى ان جهات يسارية إسرائيلية حاولت ايضا عرقلة التعيين. فقد توجه المدير العام السابق لوزارة الخارجية الون ليئيل وبعض السفراء المتقاعدين مؤخرا الى الحكومة البرازيلية طالبين عدم التصديق على تعيين ديان. ويدعي ديان ان ليئيل ورفاقه جندوا اليهود في اليسار البرازيلي لكي يبعثوا برسائل الى وزارة الخارجية يحتجون فيها على تعيينه.
واوضح مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية انه في حال عدم قيام ديان بسحب ترشيحه فان الوزارة لا تنوي تعيين سفير بديل في البرازيل، لكنه في المقابل لا توجد نية لتحويل الموضوع الى ازمة سياسية مع البرازيل.
وحسب ديان "لا يزال من الممكن انقاذ التعيين، لكن هذا يتطلب من الحكومة العمل واتخاذ قرار حول ما اذا كان تأخير تعيين سفير بسبب كونه مستوطنا هو حدث سياسي يحتم العمل ام لا، وهذا قرار يجب ان يتخذه رئيس الحكومة. فرفض التعيين يعني ارتقاء درجة. الحديث لم يعد يتوقف على وسم المنتجات وانما وسم الناس ايضا، ويحظر على إسرائيل تجاوز ذلك وخلق سابقة. قلد ردت اسرائيل بشدة في موضوع وسم المنتجات، لكنها لم ترد في هذا الموضوع حتى الآن".
نتنياهو يناقش الرد الاسرائيلي اليوم
في هذا السياق تكتب صحيفة "يسرائيل هيوم" انه من المتوقع ان يناقش ديوان رئيس الحكومة، اليوم، مسألة الاستراتيجية الإسرائيلية في اعقاب مماطلة البرازيل بالمصادقة على تعيين داني ديان.
وعلم انه لم يتم، حتى يوم امس، دعوة ديان للمشاركة في الاجتماع، لكنه يتوقع ان يتم دعوته لمحادثة شخصية مع نتنياهو.
وتحث نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي، رئيس الحكومة نتنياهو، على ممارسة الضغط على البرازيل وحسم الموضوع، حتى لو كلف ذلك ازمة دبلوماسية بين البلدين. وسيناقش نتنياهو اليوم امكانية عدم التوجه الى البرازيل ومواصلة الانتظار، من خلال ايلاء الاعتبار للأوضاع الداخلية هناك، او المطالبة بالتصديق على التعيين وتفعيل الآليات المطلوبة.
تركيا تطالب بتسهيل وصول مساعداتها الى غزة ضمن الاتفاق مع اسرائيل
في اطار محادثات المصالحة بين إسرائيل وتركيا، طالبت الأخيرة بعدم تقييد وصول المساعدة التركية الى غزة، حسب ما كشفته صحيفة Hurriyet Daily News التركية، امس السبت، نقلا عن مسؤولين اتراك كبار ضالعين في المفاوضات. وحسب التقرير فانه اذا سمحت إسرائيل بذلك فسترى تركيا في الامر تطبيقا للشرط الذي طرحته بشأن رفع الحصار عن غزة.
وقالت "هآرتس" ان المصادر التركية نفت بان تكون إسرائيل قد طلبت وقف نشاط حماس في تركيا كشرط للاتفاق، وقالوا ان إسرائيل قامت بتسريب معلومات مشوهة في الموضوع الى وسائل الاعلام كي تفحص ردة فعل الرأي العام الاسرائيلي، والاظهار له بأنها فرضت على تركيا طرد مسؤول الذراع العسكري لحركة حماس صالح العاروري، رغم حقيقة قيام الاخير بمغادرة تركيا منذ فترة طويلة. واكد الاتراك ان المحادثات حول الاتفاق لا تشمل أي بند يتعلق بحماس.
كما قالت المصادر التركية انه خلافا للرسائل التي خرجت من إسرائيل فان شراء تركيا للغاز من إسرائيل او تمرير خط للغاز الاسرائيلي عبر الأراضي التركية الى اوروبا، ليس جزء من شروط الاتفاق. وقالوا انه تم الاتفاق على مناقشة هذه المسألة بعد توقيع اتفاق المصالحة.
كما نفى الاتراك ان تكون الزيارة التي قام بها خالد مشعل الى تركيا بعد النشر عن اتفاق المصالحة لها أي علاقة بالموضوع، وقالوا ان الزيارة كانت مخططة مسبقا وان مسألة المصالحة الاسرائيلية التركية طرحت امام مشعل ولم يصدر عنه أي رفض او تحفظ. وحسب المصادر فان حماس تعتقد بأنه اذا تم التوصل الى اتفاق فانه يمكن لتركيا نقل مساعدات الى غزة بشكل افضل واوسع. واتهم الاتراك اسرائيل بتأخير التوصل الى المصالحة منذ عام 2013.
اصابة جندي في القدس، اليوم، واخر في حوارة امس
ذكر موقع "واللا" ان جنديا (21 عاما) اصيب بجراح طفيفة، صباح اليوم الاحد، اثر تعرضه لعملية طعن في شارع "هتسفي" على مدخل القدس. وقام حارس تواجد في المكان باحباط المهاجم (30 عاما) والسيطرة عليه حتى وصول قوات الشرطة واعتقاله.
وقال قائد الشرطة في لواء القدس، موشيه ادري، انه كان يمكن لهذا الحادث ان ينتهي بكارثة أكبر، لكن يقظة الحارس وردة فعله العاجلة منعت عملية اكبر بالقرب من المحطة المركزية.
ويوم امس، السبت، اصيب جندي اسرائيلي بجراح طفيفة في عملية دهس وقعت في حوارة في محافظة نابلس. وتم اطلاق النار على المهاجم ماهر الجابي (56 عاما) وقتله. كما حاول فلسطيني صباح السبت، طعن شرطي بالقرب من البلدة القديمة في القدس، وتم قتله. وعلم ان القتيل هو مصعب محمود الغزالي (27 عاما) من سكان القدس الشرقية.
وتدعي الشرطة ان الغزالي تعقب يهوديين كانا في طريقهما الى "ساحة الجيش"، فاقترب منه شرطيان وطلبا ابراز بطاقة هويته، ففعل، ولكنه في هذه الأثناء ادخل يده في جيب معطفه فأثار شك احد الشرطيين الذي سارع الى الامساك بيده التي استلت سكينا من المعطف، ولما رفض الفلسطيني القاء السكين اطلق عليه الشرطي النار. وحاول الغزالي النهوض ومهاجمة الشرطة ثانية فتم اطلاق النار عليه مرة اخرى وقتله.
وقال عم القتيل، مفيد الغزالي ان مصعب كان يعاني من عجز ويتعلم في مدرسة النور للمعاقين. واتهم إسرائيل باغتياله.
اسرائيل تحذر حزب الله من الانتقام لمقتل قنطار
"اذا انتقمتم لمقتل القنطار فسيكون الرد موجعا" هذا هو نص الرسائل التي تحولها جهات اسرائيلية ودولية لحزب الله في الأيام الأخيرة. وحسب "يديعوت احرونوت" فقد جاء التحذير الاسرائيلي في وقت نشرت فيه وسائل الاعلام السورية، امس، ان دوي انفجارات سمع في اقليم القلمون على الحدود السورية اللبنانية. وقالت اذاعة "الكل" ان الانفجار نجم عن هجمات شنها سلاح الجو الاسرائيلي على سبعة اهداف لحزب الله. وحسب احد المصادر، فان احدى الاهداف على الاقل كانت قافلة اسلحة.
وكشفت مصادر امنية لبنانية رفيعة ان إسرائيل حولت في الايام الأخيرة تحذيرات شديدة اللهجة الى تنظيم حزب الله مفادها: "اذا قمتم بتنفيذ عملية انتقام فستندمون على الرد، تماما كما ندم الامين العام حسن نصرالله في اعقاب اختطاف الجنديين الإسرائيليين (ريغف وغولدفاسر) والذي قاد الى حرب لبنان الثانية".
كما نشرت جريدة "القبس" الكويتية، ان جهات غربية حذرت حزب الله باسم إسرائيل، من انه "اذا نفذ عمليات انتقام ضد اهداف ومؤسسات اسرائيلية في الخارج، فسيتلقى ضربة قاصمة ومؤلمة". وحسب القبس فقد تجندت ايران ايضا، لكبح حزب الله، بعد اعلان نصرالله بأنه سينتقم لمقتل القنطار.
اليوم: تأسيس اول لواء كوماندوس في الجيش الاسرائيلي
كتبت "يديعوت احرونوت" انه ستجري في بلدة "جدعونة" بالقرب من عين حارود، اليوم، مراسم الاعلان عن اقامة اول لواء للكوماندوس في الجيش الاسرائيلي، والذي سيضم اربع وحدات عسكرية منتخبة: "اغوز" (من جولاني) و"ريمون" (من جبعاتي)، و"ماجلان" (من الكتيبة 98)، و"دوفدوفان" (من كتيبة الضفة). وستولى قيادة اللواء الجديد العقيد دافيد زيني، القائد السابق لوحدة "اغوز"، وسيخضع للكتيبة 98 بقيادة العميد اوري غوردين.
وتكتب الصحيفة انه ليس صدفة اختيار "جدعونة" لإقامة هذه المراسم. ففي هذا المكان انتصر جدعون على قوم مدين بواسطة قوة نخبة ضمت 300 محارب فقط.
"السلطة تعتقل سلفيين خشية تنفيذ عمليات ضد المسيحيين"
ادعت "يسرائيل هيوم" ان اجهزة الأمن الفلسطينية، اعتقلت خلال الأسبوع الماضي، 16 سلفيا واسلاميا، بسبب التخوف من محاولة تنظيم داعش تنفيذ عمليات في بيت لحم خلال فترة اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. وتدعي الصحيفة ان مصدرا في الجهاز الأمني اكد النبأ، علما ان هذه الفترة تجذب سنويا عشرات الاف المسيحيين الى المدينة من مختلف انحاء العالم.
الى ذلك تعرضت سيارة البطريرك اللاتيني فؤاد الطوال، امس، الى الرشق بالحجارة خلال زيارته الى كنيسة المهد.
تدريب للجبهة الداخلية في منطقة حيفا
كتبت "يسرائيل هيوم" ان الجبهة الداخلية، ستجري خلال هذا الأسبوع تدريبا في منطقة حيفا، بمشاركة قوات الجبهة واجهزة الطوارئ وبلديات حيفا ونيشر وطيرة الكرمل. وجاء من الجيش انه تم التخطيط لهذا التدريب مسبقا، في سبيل الحفاظ على جاهزية القوات.
ميزانية الأمن تصل الى رقم قياسي: 79 مليار شيكل
كتبت "يسرائيل هيوم" ان ميزانية الأمن ستحقق رقما قياسيا في اسرائيل، حيث ستبلغ 79 مليار شيكل، ما يساوي حوالي 80% من الناتج الاقتصادي السنوي لإسرائيل، و20% من ميزانية الدولة. وعلم ان الجهاز الامني لا يكتفي بمبلغ 7.4 مليار شيكل التي اقرتها له لجنة المالية البرلمانية. فقد طرح يوم الجمعة طلب جديد على طاولة اللجنة باضافة مبلغ 2.5 مليار شيكل. ومن المتوقع ان تصادق اللجنة على هذا الطلب، وبذلك تصل الميزانية لعام 2015 الى 67.3 مليار شيكل. وبالإضافة الى ذلك يحصل الجهاز الامني على هبة امريكية قيمتها 3 مليارات دولار، تساوي 11.7 مليار شيكل، ما يعني ان الميزانية ستصل في نهاية الامر الى 79 مليار شيكل.
زعيم داعش يهدد اليهود "بتحويل فلسطين مقبرة لهم"
كتبت "هآرتس" ان منظمة داعش نشرت، امس، شريطا يحمل، حسب الادعاء، تسجيلا صوتيا لزعيم التنظيم ابو بكر البغدادي، يهدد فيه إسرائيل. وقال ان "الإسرائيليين سيشاهدوننا قريبا في فلسطين، وسيدفعون ثمنا كبيرا ويواجهون الرعب الذي سيحمله معهم جنودنا". واضاف: "لن ينعم اليهود بالهدوء، وستكون فلسطين قبرا لهم، وهذا سيحدث قريبا".
وتم نشر الشريط في مواقع الانترنت المتماثلة مع التنظيم وعلى حسابات شخصية في تويتر، لكنه لم يتأكد بعد من ان المتحدث في الشريط هو البغدادي نفسه.
وقال البغدادي ان "الإسرائيليين اعتقدوا بأننا نسينا فلسطين وانهم حرفوا انظارنا عنها، لكن الوضع ليس كذلك. لم ننس فلسطين للحظة". وأضاف ان "الله جمع اليهود من كل العالم في إسرائيل ليسهل علينا محاربتهم جميعا في آن واحد، وبعون الله نحن نقترب منكم كل يوم... اليهود في إسرائيل سيختبؤون وراء الاشجار والحجارة خوفا من قوات داعش".
وحسب البغدادي فان داعش لا تحارب الصليبيين فقط، وانما العالم كله الذي يحاربها الآن، مضيفا ان "الجهاد هو واجب كل مسلم، وادعو كل المسلمين للانضمام الى الحرب."
وفي اول تسجيل للبغدادي بعد سبعة شهر من الصمت، قال ان تنظيمه لم يتعرض الى الضرر من الهجمات الجوية لروسيا والتحالف الامريكي. وقال ان "الصليبيين واليهود لا يتجرؤون على المجيء لأنهم تلقنوا الدرس في العراق وافغانستان". وحسب رأيه فان هذه هي الحرب الاخيرة.
ويسود التقدير بأنه تم نشر شريط البغدادي هذا في سبيل تأجيج الأوضاع في الضفة، في ظل موجة الارهاب الحالية. وخلافا لتسجيلات سابقة لم يذكر فيها كلمة اليهود، فقد كررها في التسجيل الجديد اكثر من عشر مرات.
اسرائيل تؤخر دفع تعويضات لكنيسة الطابغة ليتم ترميم اثار جريمة حرقها
كتبت "هآرتس" انه لم يتم حتى الان ترميم الأضرار التي احدثها احراق كنيسة الطابغة في طبريا، منذ اكثر من نصف سنة، بسبب عدم حصولها حتى اليوم على تعويضات مالية من إسرائيل. وبسبب التأخير في تحويل التعويضات المستحقة، تم اجراء ترميمات طفيفة وطارئة فقط. وقالوا في الكنيسة ان آلاف السياح الذين يصلون اليها اسبوعيا، يشاهدون الأضرار في المكان.
وقال المتحدث باسم الرهبنة البندكتية في إسرائيل، الأب نيقوديموس شنابل، في حديث لصحيفة "هآرتس" ان سلطة الضرائب الإسرائيلية ابلغت قادة الكنيسة في البداية بانها لن تدفع تعويضات لها لأنه لم يثبت وقوع الحريق على خلفية ارهابية وانما على خلفية طائفية. وفي اعقاب تقديم طلب آخر من قبل الكنيسة تم تحويله الى المستشار القانوني للحكومة والذي حدد بأن على سلطة الضرائب دفع تعويضات للكنيسة لأن الحريق نجم عن عمل عدواني على خلفية ايديولوجية. وتم تسليم الرد الى سلطة الضرائب منذ ثلاثة أشهر، لكن معالجة الملف لم تستكمل، ولم يتم تحويل التعويض للكنيسة.
واضاف: "لا نعرف ان كنا سنحصل على تعويض بنسبة 100% او 10 او 50%. نحن ننتظر". وحسب شنابل فان الخسائر تقدر بحوالي 7.5 مليون شيكل. واضاف ان الكنيسة تنوي تجنيد تبرعات لترميم المكان، لكن التبرعات لن تكفي.
وفي تعقيبها ادعت سلطة الضرائب ان دفع التعويضات تأخر لأن القضية مركبة ومعالجتها لم تنته بعد.
مقالات
الارهاب اليهودي في 2015 لا يحدث بسبب الحاخامات وانما ضدهم
يكتب حاييم ليفنسون، في "هآرتس" انه يمكن الاعتقاد بعد سماع المحللين والسياسيين في نهاية الأسبوع، بأن القضاء على الارهاب اليهودي بات قوسين أو ادنى: لو كلفت الشرطة نفسها التحقيق مع الحاخامات المحرضين الذين يقفون وراء شبيبة التلال، فستنتهي كل العمليات اليهودية وسيعود النظام الى سابق عهده.
التحريض مع "الحاخامات المحرضين" هو شعار ضرب جذوره في سنوات التسعينيات بعد قتل اسحق رابين، لكنه ليست له صلة باليمين المتطرف في 2015. سريان مفعول هذا الادعاء يشبه صرخة "اخرجوا الحركة الاسلامية عن القانون"، كما لو أن الارهاب هو نتاج افكار زعيم ديني يستخدم اتباعه الجهلة من اجل تحقيق رؤيته، وليس شيئا ينمو على أرض دينية – اجتماعية – سياسية أوسع. لكن الطريق لمحاربة الارهاب اليهودي، امام الشعور بالحصانة التي حصل عليها نشطائه، ستبدأ في تصعيد تطبيق القانون ضده.
الارهاب اليهودي الحالي لا يحدث بسبب الحاخامات وانما هو رد مضاد لهم. شبيبة التلال والأشرار يتحدون الحاخامات. احتجاجهم ينعكس في لباسهم ولهجتهم وشعرهم المستعار وتعاملهم مع الواقع الحالي. انهم يعتبرون الحاخامات جهات معتدلة ومحافظة جدا.
أسماء مثل دوف ليؤور ويتسحاق غينزبورغ، التي يتم الهمس بها في استوديو التلفزيون كما لو انهم القادة الكبار للمخربين في عصرنا، تعتبر لديهم جهات معتدلة، لأنهم لا يدعمون العنف.
المشكلة مع شبيبة التلال هي ليست مكان تعليمهم، وانما حقيقة انهم لا يتعلمون بتاتا. لو كانوا يدرسون في المعد الديني لدى دوف ليؤور بدل التجوال على التلال، ليمكن الافتراض بأنهم ما كانوا سيخرجون لإحراق عائلة في الليل. والدليل واضح جدا. لم يتورط أي من رجال ليؤور في العمل الحالي. ولو كان يثقف على ذلك، لكان يمكن التكهن بأن طلابه سيسيرون على دربه. لكن هذه ليست طريقه. ليس حاليا.
موجة الارهاب اليهودي الحالية، بدأت بفكرة التمرد، التي وضعها مئير اتينغر، ليس بدعم من الحاخام غينزبورغ، وانما العكس. في السنوات الأخيرة غير غينزبورغ من توجهه. صحيح ان بطاقة الثمن هي فكرة خرجت من مدرسته في يتسهار، حيث نشر حاخاماتها الفكرة، بل دليلا مفصلا للتنفيذ، ولكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة يستثمر غينزبورغ كل جهوده لحركة "طريق حياة" التي تهدف الى تعيين ملك بطرق سلمية. لكن اتينغر يعتقد انه يجب تعيين ملك بواسطة العمليات التي تدمر السلطة في إسرائيل، ولذلك انسحب من يتسهار وانتقل لتشكيل خلايا على التلال. كما ان غينزبورغ وقف ضد الحريق في دوما، ونشر في مجلة "غال عيني" معارضته لمثل هذه الأعمال.
غينزبورغ وليؤور يملكان تاريخا طويلا في تشجيع الارهاب اليهودي. لكن هذا ينتمي الى الماضي، وليس للموجة الحالية. صحيح انهما يحملان الافكار العنصرية المثيرة للغثيان، لكن السهام الموجهة اليهما مبالغ فيها. لا يجب ان تكون حاخاما من الصهيونية الدينية كي تحمل الأفكار العنصرية ومشاعر تفوق اليهود على العرب. هذا توجه سائد في إسرائيل. يوسف حاييم دافيد، الذي احرق الطفل محمد ابو خضير حتى الموت في تموز 2014، لم ينشأ في احواض الصهيونية الدينية. ولا حتى القاصر الذي طعن فلسطينيين في ديمونا، ولا شلومو فينتو الذي طعن يهوديا في كريات آتا نتيجة اعتقاده بأنه عربي. اجواء الانتقام وكراهية العرب في المجتمع الاسرائيلي كانت كافية لهم كي ينطلقوا في طريقهم. طلاب ليؤور وغينزبورغ الذين يتشربون العنصرية منهما قد يكونوا شركاء في وجهات نظرهم، لكنهم يفهمون ان احراق وقتل العرب ليس الطريق. هناك رموز في الصهيونية الدينية لا يفهمها دائما من لا يعرف الفوارق الداخلية. تماما مثلما لا يفهم الكثير من المتدينين الرمز العلماني الذي لا يعتبر التنورة القصيرة بمثابة دعوة للجنس.
لكي تتم معالجة الارهاب اليهودي، يجب تحسين مستوى تطبيق القانون بشكل دراماتيكي. في الشرطة والشاباك يعرفون كل المشبوهين في دوما، من ملفات اخرى. يمكن الافتراض بأن بعض الشبهات السابقة ضدهم كانت مبررة. لو تم اعتقالهم في ملفات أصغر لربما كان ابناء عائلة دوابشة على قيد الحياة اليوم. من يبدأ طريقه في الإرهاب اليهودي، يبدأ بعمليات صغيرة. وحين لا يتم ضبطه، ويتمكن من اجتياز التحقيق في الشاباك، يبدأ بتطوير مهارات ومشاعر حصانة امام القانون. هذه حقيقة سيزيفية صعبة بدأت الشرطة بالتعامل معها بدون نجاح كاف. ربما يشكل حل ملف دوما آلية ردع. يصعب حتى الان الحكم على أثار تعذيب المشبوهين بملف دوما على محفزات الارهاب. طريقة معالجة الارهاب تكمن في وقف قادته. التحقيق مع الحاخامات قد يسبب السرور لزهافا غلؤون، لكنه لا توجد له أي علاقة مع واقع اليوم.
قانون الشارة.
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون ستناقش اليوم مشروع القانون الذي طرحته وزيرة القضاء اييلت شكيد – "قانون واجب الكشف عن الجهات التي تحصل على دعم من كيان سياسي اجنبي – زيادة الشفافية – الذي لا هدف له إلا وسم تنظيمات حقوق الإنسان في إسرائيل وتقييد خطواتها. وسيجبر هذا القانون ممثلي الجمعيات التي تعتمد على تمويل من دول مختلفة، من الامم المتحدة او الاتحاد الأوروبي، على تعليق شارات على صدورهم اثناء تواجدهم في الكنيست، والاشارة الى مصادر تمويلها في كل منتدى وكل منشور، اضافة الى فرض قيود مختلفة عليها.
الحديث هنا عن معلم يثر القلق في حملة نزع الشرعية والإسكات التي يطلقها اليمين ضد هذه المنظمات. لقد بدأت العملية عندما حاول أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية، تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في مصادر تمويل منظمات حقوق الإنسان. وبعد ذلك طرحت في الكنيست مشاريع قوانين خاصة تهدف الى منع تمويل بعض المنظمات غير الحكومية لأسباب سياسية – ورافقتها حملات الدعاية المشبعة بالتحريض مثل "حملة المغروسين" الأخيرة، والتي تهدف إلى تقويض الشرعية العامة وحرية عمل المنظمات، فقط لأن بعضها ينتقد تصرفات الحكومة.
اليوم، ولبالغ الخجل، سيتم للمرة الأولى طرح مشروع قانون حكومي، اجتاز مصافي وزارة القضاء. كل من يبحث في المذكرة التفسيرية للقانون - والتي تمتاز عادة بتفسير شامل مقارنة بالمقترحات الخاصة، ووصف للمشكلة التي يهدف القانون لحلها وأهدافه – لن يجد أي جدوى. على ما يبدو، فان الذين صاغوا المذكرة لا يدركون الغرض الحقيقي منها - "كشف الأسماء" والمس بشرعية الجمعيات. ولذلك فان الجوهر الوحيد المذكور جاء شموليا: قانون زيادة الشفافية "يهدف الى زيادة الشفافية."
لا يتطرق مشروع القانون الى حقيقة ان الجمعيات ملزمة اصلا بتقديم تقرير جاري وبشفافية عالية حول كل تبرع تحصل عليه من كيان اجنبي. وفي مشروع القانون المقترح لا يجري ذكر أي مشكلة شفافية او عرض كاذب في الوضع الحالي، يجب السعي الى حله. وباستثناء ذلك، لا يذكر المشروع حقيقة ان الكثير من الجمعيات، ومن بينها جمعيات اليمين تحصل على دعم من قبل متبرعين مستقلين اجانب، ولا تتوفر أي معلومات عن مصالحهم. فلماذا لا تطالب تلك الجمعيات بالشفافية نفسها تماما كما تطالب الجمعيات التي تحصل على تمويل من دول صديقة مثل المانيا والولايات المتحدة؟
مشروع شكيد يشكل مسا خطيرا بحرية التعبير وعمل الجمعيات الناشطة في مجالات مختلفة، والتي تحافظ على صورتها الاخلاقية وعلى صورة اسرائيل. من يطلبون تشويه صورة إسرائيل والذين يبحثون عن دلائل تثبت كون إسرائيل دولة تسكت الانتقاد وتتستر على الظلم، سيقفزون على هذا المشروع كما لو عثروا على كنز. فقط في دول مثل روسيا ومصر وفنزويلا تنشغل القيادة السياسية في سن قوانين ضد تنظيمات حقوق الانسان.
يحظر على اعضاء اللجنة الوزارية، المكلفين بحماية الديموقراطية الإسرائيلية دعم مشروع القانون هذا بأي شكل من الاشكال.
البعض بالسيف والبعض بالحجارة
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان 55 رجلا وامرأة، محليين وأجانب، يرتعدون الآن خوفا في السجون السعودية، ففي كل لحظة يمكن للجلاد ان يفتح باب غرفتهم في قسم المحكومين بالإعدام، وقيادتهم الى نهاية حياتهم. وهذه هي الطريقة: يأخذون التعيس او التعيسة الى ساحة المدينة، يعصبون عينيه، يقرؤون على الملأ قرار الحكم ويرفع الجلاد السيف، او يقومون بإدخال المحكوم عليها الى بئر تم حفره حسب مقاييس جسدها، فيما يبقى رأسها وعنقها في الخارج فقط، ويدعون الجمهور الى المشاركة في رجمها بالحجارة.
سعد الباشي، الجلاد الرئيسي في سجن الطائف، فاخر خلال لقاء تقشعر له الأبدان، اجرته معه قناة BBC، بأن "السيف المشحوذ يثبت في كل مرة من جديد نجاعته، والحادث ينتهي خلال ثواني معدودة". كما تحدث ذلك الجلاد عن الزيارة التي تحظى بها عائلة المحكوم بالموت لتشجيعها على الادلاء بإفادتها ضده، وينتزعون منها بلاغا يسامح المتهم. وغالبا ما تفعل العائلات ذلك.
السعودية تحتل المكان الثالث في العالم، بعد ايران والصين، وقبل كوريا الشمالية، في عدد حالات الاعدام. في تلخيص السنة الحالية سيتم تسجيل رقم قياسي: 179 شخص تم قطع رؤوسهم او رجمهم بالحجارة، فيما يتم في الحد المتوسط اعدام شخص كل يومين. والان هناك 55 ينتظرون دورهم.
لماذا يتم الاعدام؟ بسبب الكفر بالإسلام "الصحيح" (بشكل خاص ابناء الأقلية الشيعية)، القتل، الاتجار بالسموم، السطو المسلح، الزنى (عقوبة يحتفظ بها للنساء)، السحر، و"السعي الى تقويض الاستقرار الداخلي". عمليا، اذا قررت اجهزة السلطة ملاحقة شخص معين، محلي أو اجنبي، يمكنها بكل بساطة حياكة لائحة اتهام له تكلفه حياته.
في مملكة عرش الاسلام تدار الأمور تحت العنوان الذي يعود الى آلاف السنين "العين بالعين". واجب اثبات البراءة يقع على عاتق الضحية، امام قضاة يتلقون توجيهات واضحة من الشبابيك العالية. فمن دون مصادقة الملك لا يتم تنفيذ الاعدام.
رائف بدوي، المدون السعودي على الشبكة، ابن الثلاثين عاما، تأرجح قبل عامين بين السيف والسجن المؤبد. خطيئته الوحيدة هي جرأته على فتح مدونة باسم الجيل الشاب والغاضب في السعودية، ودعوته للملك الراحل عبدالله والى الأمراء، بأخذ حقوق المواطن الصغير في الاعتبار. لقد اوصى بوقف كم الأفواه والانفتاح على ما يحدث في العالم الكبير. وقد حذروا رائف، فأرسل زوجته واولاده الثلاثة الى خارج المملكة، وعندها اخذوه للمحاكمة وابتزوا منه "الاعتراف". وفي نهاية عملية ممزقة للأعصاب حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة، و1000 جلدة، نال منها 50 حتى اضطر الى تلقي العلاج، وكذلك حكم عليه بدفع غرامة قيمتها 325 الف دولار.
المستغرق في احلام اليقظة رائف بدوي وزوجته المخلصة انصاف، هما شخصيتا العام بالنسبة لي. قبل فترة وجيزة حاز رائف على جائزة "سخاروف" الثمينة لحقوق الإنسان وحرية التعبير، واضطرت زوجته للمثول في المراسم وتسلم الجائزة باسمه. لقد تم صد حملة الوساطة الدولية التي يشارك فيها قادة ورؤساء حكومات ووزراء خارجية، علانية ومن وراء الكواليس، بشكل صارم. فالقصر الملكي لا يتنازل. في اليوم الذي جرت فيه المراسم في برلين تم نقل رائف الى سجن معزول في الصحراء السعودية. هناك يجلس التعساء الذين لا يمكن الاستئناف على الأحكام ضدهم. بدوي يضرب عن الطعام منذ اسبوعين. زوجته تحذر من أن اجهزة النظام ستتركه يصوم حتى الموت، كي تتخلص من حملة الضغط.
بيان صحفي