برلمان اليونان يعترف بفلسطين
كتبت "يديعوت احرونوت" ان البرلمان اليوناني صادق امس على قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما حافظت إسرائيل الرسمية على صمت مطبق، لأن اليونانيين اوضحوا بأن المقصود خطوة غير ذات اهمية ولن تمس بالعلاقات مع اسرائيل.
وتم اتخذا هذا القرار بمناسبة زيارة الرئيس الفلسطيني ابو مازن الى اليونان. ودعمت كل كتل البرلمان هذا القرار الذي يدعو الحكومة اليونانية الى دفع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ووعد رئيس الحكومة اليونانية بأنه سيظهر في كل الوثائق الرسمية منذ الان اسم "دولة فلسطين" بدل "السلطة الفلسطينية"، ودعا إسرائيل الى وقف البناء في المستوطنات واحترام الوضع الراهن في الاماكن المقدس.
الجدير ذكره انه بينما لم تعقب اسرائيل على الأمر، اصدرت نائبة وزيرة الخارجية تسيبي حوطوفيلي بيانا في الموضوع، لكنها لم تهاجم اليونان، وانما بالذات الرئيس الفلسطيني، مدعية ان "الفلسطينيين وابو مازن يواصلون اختيار الطريق الاحادي الجانب من اجل نيل الاعتراف الذي يفتقد الى أي مضمون".
وزارة التعليم تصادق على كتاب مدنيات يقزم حقوق العرب ويبرز الجانب اليهودي لإسرائيل
كتبت "هآرتس" ان وزارة التعليم الإسرائيلية، صادقت امس (الثلاثاء) على كتاب تعليمي بعيد كتابة المدنيات، بحيث يبرز الجانب اليهودي على حساب الديموقراطي ويقزم حقوق المواطنين العرب، وهو ما دعا النواب العرب ونشطاء في الوسط العربي الى الاعلان بأنهم سيعملون من اجل مقاطعة هذا الكتاب واستبداله بآخر.
ونشرت وزارة التعليم بيانها بعد عدة ساعات من جلسة لجنة التعليم البرلمانية التي انتقد فيها العديد من النواب هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "ان نكون مواطنين في إسرائيل". وكان عضو اللجنة المهنية التي عينتها الوزارة لمناقشة الكتاب، عمر اغبارية قد استقال قبل اسبوع، احتجاجا على "تجاهل الطالب والمعلم العربي بشكل مستفز".
وادعت وزارة التعليم ان "الصيغة الجديدة" للكتاب "تناسب التعديلات التي اجريت على المنهاج التعليمي" في العام 2011، وان هذا المنهاج، وهذا الكتاب، "يهدفان الى اثارة نقاش معمق وملموس في الصفوف الدراسية ويوفران ارضا خصبة لكافة الآراء في المسائل المختلفة. وتوفر الخطة للطلاب فرصة لبلورة موقفهم الشخصي، من خلال التعرف على الاختلافات والوضع القائم في المجتمع الاسرائيلي".
لكن ممثلي وزارة التعليم اعترفوا خلال اجتماع لجنة التعليم البرلمانية، امس، بأنه لم يشارك أي عربي في كتابة الكتاب. وكما نشرت "هآرتس" في نهاية الأسبوع المنصرم، فقد قطعت الوزارة الاتصال مع البروفيسور تمار هرمان من الجامعة المفتوحة بعد قيامها بإرسال وجهة نظر انتقدت فيها مسودة الكتاب. وكتبت هيرمان ان هذا الكتاب "يعرض وجهة نظر اثنية وقطاعية ومكانه ليس على رفوف كتب التعليم في دولة ديموقراطية". كما علم ان الوزارة تعاملت بالمثل مع البروفيسور اسعد غانم من جامعة حيفا، والخبراء العرب الآخرين.
وقالت وزارة التعليم انه سيتم طباعة الكتاب قريبا وسيكون بإمكان طلاب الثانوية الاختيار بين ثلاثة كتب. كما جاء في البيان ان كتاب "ان نكون مواطنين في إسرائيل" هو الوحيد الذي تمت ترجمته الى العربية". لكنه خلافا لذلك علم انه لم يتم ترجمة الكتاب بعد. وقال عضو اللجنة المهنية اغبارية، ان هذا، ايضا، كان احد اسباب استقالته من اللجنة، الى جانب "التجاهل المتعمد لملاحظاتي الكثيرة.. هناك من يحاولون استغلالي كورقة تين لخطوة غير صائبة – ولدت منتوجا مشوها مهنيا، سياسيا وايديولوجيا".
نتنياهو يدافع عن الشاباك امام هجوم اليمين على خلفية التحقيق في ملف دوما
قالت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تطرق امس، الى الادعاءات بشأن قيام الشاباك باستخدام وسائل التعذيب ضد المشبوهين بقتل عائلة دوابشة في قرية دوما، وأوضح ان "نشاط الشاباك كله يتم حسب القانون وبإشراف المستشار القانوني للحكومة ووزارة القضاء، والمحاكم وبتصديق منهم". واضاف نتنياهو ان "رئيس الشاباك يورام كوهين ورجاله يقومون بعمل هام، والهجوم عليهم غير مقبول علي".
وقال نتنياهو في بداية اجتماعه مع الرئيس الاوكراني في القدس، امس، "نحن دولة قانون، يوجد ارهاب عربي نعالجه ونحاربه نهارا وليلا على كل الساحات، ولكن للأسف، بين الحين والآخر، يوجد ايضا نشاط ارهابي ينفذه يهود، ويقوم الجهاز الأمني بمعالجتهم ايضا. لن نتقبل الارهاب من أي جانب".
وكتب وزير التعليم نفتالي بينت على صفحته في الفيسبوك، امس: "يحظر علينا الاستهتار بما يحدث امام ناظرينا – ليس في حكايات بطاقة الثمن ولا بحكاية القتل في دوما ولا بقتل الولد في القدس. هذا لم يحدث من تلقاء نفسه". وحسب بينت "عندما يحرقون عائلة في نومها – فهذا عمل ارهابي. في الاعمال الارهابية يتم عمل كل شيء من اجل ضبط المسؤولين، وكل ذلك في اطار قيود القانون، وحسب الفحص الذي اجريته، فقد تمت الامور على هذا النحو. وكما اثق بالشاباك بأنه يلاحق قتلة اليهود فانا اثق به في هذه الحالة ايضا".
كما دعم وزير الأمن موشيه يعلون، جهاز الشاباك، امس، ووصف الادعاءات ضد محققي الشاباك بأنها "هجمات حقيرة". وحسب اقواله فان من منح سندا لمن يهاجمون الشاباك ورجاله، ينشر الأكاذيب ويحرض الجمهور ضد الجهاز الامني، المسؤول بشكل غير مباشر عن اعمال خرق القانون من جانب جهات هامشية".
واضاف يعلون ان "محاولات المس بالشاباك ورجاله، تقوم على اكاذيب فظة وتضليل الجمهور الواسع ومؤامرات خطيرة وغير مسؤولة. وهذه المحاولات تصل من قبل محامين وللأسف من قبل وزراء واعضاء كنيست ومنتخبين آخرين.
وكان المحامي ايتمار بن غفير (من حركة كهانا – المترجم) والذي يمثل المعتقل الرئيسي في ملف احراق عائلة دوابشة، قد ادعى في مؤتمر صحفي عقده امام بناية محكمة الصلح في بيتح تكفا، ان موكله تعرض الى التعذيب القاسي خلال التحقيق معه، وان المحقين نجحوا بكسر موكله بعد التحرش به جنسيا ومنعه من النوم طوال فترة كبيرة والمس بقيمه.
ووصف بن غفير ما سماه طريقة انتزاع اعتراف من موكله، حيث قال: "يدخل اربعة بلطجيين الى غرفته ويضربونه ويربطونه الى السرير، ويقلبونه بعدة اشكال ثم يسقطونه ويسقطونه المرة تلو الاخرى حتى يصرخ كفى، دعوني اذهب، لم افعل شيئا، لكنهم يقولون له انه اذا لم يعترف فسيواصلون".
وطالب بن غفير باطلاق سراح موكله مدعيا ان "ما ادلى به من اعترافات لا ينطوي على شيء، لأنه في مثل هذه الحالة يمكن للإنسان ان يعترف بكل ما يريدونه، وانا اعتقد انه توجد هنا قضية خط 300 جديدة (قتل رجال الشاباك لخاطفي الحافلة 300 بعد اعتقالهم احياء وتنسيق الافادات بين رجال الشاباك– المترجم)". وحسب بن غفير فانه يشك بما اذا كان يمكن استخدام افادة موكله.
عمل ارهابي يهودي جديد: القاء قنابل غاز داخل منزل فلسطيني في بيتلو
كتبت "هآرتس" ان تم الليلة قبل الماضية، القاء قنبلتي غاز داخل منزل في قرية بيتلو شمال غرب رام الله، وذلك خلال تواجد الوالدين وطفلهما ابن الأشهر التسع داخل المنزل. كما تم كتابة شعارات على جدران البيت من بينها "انتقام، تحية من معتقلي صهيون". وقد اصيب سكان المنزل بأضرار طفيفة جراء استنشاق الغاز. ووصلت قوات من الشرطة والادارة المدنية الى المكان وبدأت التحقيق.
وقال رب العائلة حسين النجار، لإذاعة الجيش، صباح امس، ان "مستوطنين وصلوا الينا الساعة الواحدة والنصف ليلا، وكتبوا شعارات على البيت من الخارج، وحطموا الزجاج ورشقوا قنابل الغاز". وأضاف ان سكان القرية التي يسكن فيها يعانون منذ فترة طويلة من تنكيل المستوطنين وطالب الحكومة العمل في هذا الشأن، مضيفا: "اريد العيش بهدوء".
وقال رئيس مجلس بيتلو المحلي، هشام البزار ان المعتدين وصلوا من جهة مستوطنة "نحلئيل" التي اقيمت على اراضي القرية، وان الدخان انتشر في كل المنزل وبأعجوبة لم يصب سكانه وطفلهم".
وقال محمد رضوان، من اللجنة الشعبة، ان الحادث لم يفاجئ الاهالي، لأن القرية شهدت في السنوات الاخيرة سلسلة من هجمات المستوطنين التي شملت الاعتداء على الممتلكات واحراق سيارات وكروم الزيتون. ولكن الاشهر الاخيرة كانت هادئة نسبيا بعد قيام الشبان بتنظيم دوريات حراسة ليلية. "كنا نشعل النيران في عدة اماكن فيعرف المستوطنون بأننا نتواجد في المكان. الان شاهدوا بأننا لم نعد نشعل النار منذ فترة، فكشفوا كما يبدو بأننا لم نعد نتواجد في المكان، وخرجوا لتنفيذ هذه الجريمة التي لم تنته، بأعجوبة، بموت احد، اذا اخذنا في الاعتبار ان العائلة كانت تنام وكان يمكنها ان تموت جراء استنشاق الغاز".
وقال رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة، صباح امس ان هذا "ليس حوضا ولا اعشاب ضارة. الاحتلال يولد من داخله الكراهية والشر الذي لا يتردد حتى عن اصابة الاولاد والرضع. الواقع الدامي من حولنا هو النتيجة المباشرة لسياسة ادارة الصراع التي يديرها نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة. علينا الوقوف معا، العرب واليهود وانصار السلام والمطالبة بإنهاء هذا الاحتلال اللعين".
وقال عضو قائمته النائب اسامة السعدي ان "التمساح خرج من الحوض ولا يوجد من يمكنه السيطرة عليه. هذه عملية دوما 2، وبأعجوبة لم تقع خسائر في الأرواح. هؤلاء حيوانات ليست الدولة معنية حتى باستيعابهم داخل حدودها، وكما يبدو فان لديها اسبابها، ولذلك ترسلهم الى الاراضي المحتلة تحت ستار الاستيطان الايديولوجي. التلكؤ في التحقيق مع قتلة عائلة دوابشة اعطى الضوء الاخضر لعملية قومية اخرى. المسؤولية تقع على كاهل الجهات الامنية والحكومة ورئيسها".
نتنياهو يحادث بوتين حول الوضع في الشمال بعد اغتيال القنطار
ذكرت "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اجرى امس، محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد ثلاثة ايام من اغتيال سمير القنطار في هجوم جوي في سوريا، تم نسبه الى إسرائيل. ونشر ديوان رئيس الحكومة والكرملين بيانين شبه متشابهين، جاء فيهما ان بوتين ونتنياهو اتفقا على مواصلة الحوار والتنسيق بين البلدين في مسألة محاربة الارهاب ومسائل اقليمية.
وحسب بيان الكرملين فقد قال بوتين لنتنياهو انه لا يوجد بديل للمفاوضات الجارية برعاية الامم المتحدة حول الحل السياسي للازمة السورية، وانه يجب خوض حرب لا هوادة فيها ضد داعش والتنظيمات المتطرفة الاخرى في سوريا.
يشار الى ان روسيا وإسرائيل تديران آلية لتنسيق نشاطهما العسكري في سوريا خاصة في المجال الجوي. وتهف هذه الآلية الى منع المواجهات بين الجانبين.
ضمن سياسة الانتقام: بلدية القدس تطبق قانون منع التدخين حتى في المقاهي المعدة لذلك
كتبت "هآرتس" ان بلدية القدس قامت مؤخرا بتشديد تطبيق قانون منع التدخين في الاماكن العامة في القدس الشرقية. وحسب اصحاب المصالح التجارية التي يعتبر التدخين فيها جزء من ثقافة الترفيه، فانه لم يطلب منهم ابدا تطبيق القانون. لكن اصحاب هذه المصالح يحذرون الان من ان تطبيق القانون عليهم يمس بمصالحهم ومن شأنه ان يتسبب بإغلاقها. وتنفي بلدية القدس ان المقصود انتهاج سياسة جديدة على خلفية الاحداث الامنية في المدينة وتدعي "ان البلدية ملزمة بتطبيق قانون منع التدخين في الاماكن العامة وهذا ما تفعله دائما".
من بين اصحاب المصالح التي تذمرت من هذه الاجراءات، عائلة محمد ابو غانم التي تدير مقهى في حي الطور منذ 55 سنة. فقد تسلم صاحب المقهى مؤخرا مخالفة يطالب فيها بدفع غرامة قيمتها 5000 شيكل، بينما تسلم الزبون الذي تم ضبطه وهو يدخن داخل المقهى مخالفة قيمتها 1000 شيكل. وقال العامل في المقهى خالد ابو سبيتان، والذي تم فصله امس الاول من العمل بسبب شحة الزبائن: "قبل عشرة ايام وصل مفتشو البلدية وامرونا بإدخال الكراسي التي تواجدت في الخارج. ولم يقولوا شيئا عن تدخين النرجيلة. الناس توقفوا عن المجيء الى هنا. ذات مرة كنا نربح 500 شيكل يوميا، بينما لا نصل اليوم حتى الى 200 شيكل".
كما تم تغريم امجد جولاني، صاحب محل لبيع الملابس في شارع الزهراء بمخالفة قيمتها 5000 شيكل. وقال انه لا يدخن ويمنع الزبائن من التدخين داخل المتجر، لكنه تم فرض الغرامة عليه عندما شاهد مفتش البلدية احد الزبائن وهو يشعل سيجارة لعابر سبيل على باب المحل!
وقال رائد سعدي، مدير فندق "القدس" انه لا يتذكر مرة واحدة واجه فيها مسألة منع التدخين رغم ان الفندق يعمل منذ 1950. ولكنه تسلم قبل اسبوعين مخالفة قيمتها الف شيكل بعد ضبط زبون يدخن في الحديقة.
ويقول سكان القدس الشرقية ان سياسة تطبيق هذا القانون بدأت بعد بدء موجة العمليات الحالية في تشرين الاول، وكان اول الناس الذين تسلموا شتى المخالفات هم اصحاب المحال التجارية في شارع الوادي، حيث وقعت عدة عمليات طعن. فقد بدأ مفتشو البلدية بتحرير مخالفات بسبب اللافتة او اخراج البضائع الى الرصيف او عدم وضع لافتات تمنع التدخين داخل المحل، وغيرها.
منع نشاط لجنة الاغاثة الانسانية يحرم حوالي 23 الف يتيم من المساعدة
كتب موقع "واللا" ان قرار وزير الأمن حظر الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، قاد الى منع نشاط لجنة الاغاثة الانسانية، وهي خطوة تثير غضبا كبيرا في صفوف الحركة الاسلامية التي ترعى الأيتام والمحتاجين، ولا علاقة لها بالسياسة.
ويتم تمويل اللجنة من تبرعات المواطنين العرب في إسرائيل وهي تساعد العائلات المحتاجة في مناطق السلطة الفلسطينية وقطاع غزة. والحديث عن مساعدة حوالي 23 الف يتيم، بينهم من قتل اباؤهم في العمليات الارهابية. وتقدم الجمعية مخصصات لكل ولد تصل الى 150 شيكل شهريا، وكذلك تساعد عائلات المرضى الذين يخضعون للعلاج في مستشفيات إسرائيل. وكما يدعي نشطاؤها فإنهم يساعدون اللاجئين السوريين.
ويقول المحامي عمر خمايسة، الذي يعرف عن نشاطات اللجنة ان "نتيجة هذه الخطوة هي المس بالجمهور الضعيف والمستضعف جدا في الضفة وغزة. نشاط هذه الجمعية علني وشفاف، ومصادر دعمها واسماء اليتامى تحول الى وزارة الأمن. هذا جسم له كيانه القانوني المستقل. المال يصل الى اليتيم او امه. ولذلك فان القرار مستهجن".
العليا ترفض الغاء امر هدم منزلين فلسطينيين
كتب موقع القناة السابعة ان المحكمة العليا رفضت ، مساء امس، التماسا بمنع هدم منزلي عائلتي بهاء عليان الذي نفذ عملية الباص في حي قصر المندوب السامي، وعلاء ابو جمل الموظف في شركة بيزك الذي نفذ عملية الدهس في شارع ملوك اسرائيل في القدس.
وحدد القاضيان يتسحاق عميت وتسفي زيلبرتال، خلافا لموقف القاضي ميني مزوز، بأنه يجب هدم المنزلين حسب امري الهدم الصادرين عن قائد المنطقة الوسطى وقائد الجبهة الداخلية.
رئيس بلدية القدس، نير بركات، يعلن انضمامه الى حزب الليكود
كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس بلدية القدس، نير بركات، اعلن امس، انضمامه الى حزب الليكود، وذلك بعد اشهر من الشائعات حول نيته المنافسة على رئاسة الحزب. واوضح بركات انه ينوي انهاء دورته الحالية في رئاسة بلدية القدس، "ما يعني انني لن انافس على رئاسة الليكود" على حد تعبيره. وقال "لدي صبر واذا جرت الانتخابات البرلمانية قبل انتهاء ولايتي للبلدية فان انافس عندها على عضوية الكنيست. اريد انهاء ولايتي بكاملها".
واعتبر بركات انضمامه الى الليكود يأتي "من منطلق مشاعر الرسالة والمسؤولية ازاء مستقبل اسرائيل" وقال ان هذه الخطوة مطلوبة منه لأنه يعتبر نفسه ينتمي الى المعسكر القومي".
وقال: "في الانتخابات الاخيرة وقفت ودعمت رئيس الحكومة والليكود. كشخص يؤمن بالحفاظ على ارض إسرائيل وعلى القدس الموحدة، وتدعيم الأمن وتقليص الفجوات الاجتماعية، لا يمكنني الوقوف على الحياد. الانضمام الى الليكود سيضخ دماء جديدة ورياح جديدة ويعزز القيادة التي جاءت لخدمة الجمهور من دون معايير غريبة. كما انه سيعزز القدس ويسمح لها بالحصول على المكانة المناسبة في توزيع الموارد القومية".
في هذا السياق وفي اطار امكانية منافسة بركات على رئاسة الليكود يستدل من استطلاع للرأي اجرته القناة العاشرة بين مصوتي الليكود ان نتنياهو يحظى بدعم 78% من المصوتين، مقابل 14% لبركات. وفي استطلاع اخر للقناة قال 47% من الجمهور انهم يعتبرون نتنياهو المرشح الامثل لرئاسة الحكومة، مقابل 16% ايدوا رئيس يوجد مستقبل يئير لبيد، و12% دعموا رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ.
اقصاء ضابط سرقت سيارته وفيها مستندات سرية
كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الأركان، غادي ايزنكوت، قرر امس، اقصاء قائد المدفعية في قيادة لواء الشمال العقيد ايلان ليفي، على خلفية ترك وثائق سرية في سيارته التي سرقت من امام منزله قبل اسبوع ونصف. مع ذلك لم يتم اقصاء ليفي نهائيا من الجيش وسيواصل خدمته العسكرية. وقالت مصادر عسكرية ان ايزنكوت اتخذ قراره بناء على "وقائع الحادث".
وكان الشاباك قد تمكن من العثور على السيارة في الضفة، وفيها الوثائق السرية. وتم في حينه اقصاء الضابط لمدة 14 يوما عن الخدمة الى ان يتم فحص القضية. وفي المقابل فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا مع الضابط. وقال محامي الضابط، العقيد اشير هلفرين ان العقيد ايلان اخذ المستندات السرية معه الى بيته بناء على اوامر قائده بهدف تنفيذ مهمة، وبسبب الارهاق المتراكم، الذي نجم عن اداء مهامه في قيادة الشمال، ترك المستندات في السيارة من دون ان ينتبه الى ذلك. وتمت سرقة السيارة لكنه تم العثور على كل الوثائق السرية ما يعني عمليا انه لم يقع أي ضرر امني". واعتبر قرار اقصاء الضابط ليفي "يمس بضابط ممتاز كرس حياته لأمن دولة اسرائيل".
مقالات
اذا شئتم، هذا ليس تحريضا
يكتب تسفي برئيل في "هآرتس" ان "هذه ليست المرة الاولى التي نواجه فيها مثل هذا الوضع. منذ 1948 ونحن نشهد كل يوم، وكل شهر، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، محاولات منهجية من قبل إسرائيل لإبادة شعب". ما هذا؟ تصريح محرض آخر لمحمود عباس. او ربما تصريح مسموم لخالد مشعل؟ هذه الكلمات قالها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تموز 2014، خلال لقاء مع رجال الشريعة من الدول الاسلامية. وقد نسب اردوغان نفسه الى اييلت شكيد "عقلية هتلر" ووصف بنيامين نتنياهو بالإرهابي.
في آذار الماضي، بثت شبكة "هابر" التركية، التي تدعم اردوغان، الفيلم الوثائقي "المؤامرة" الذي يصف طموح اليهود منذ 3500 سنة للسيطرة على العالم. ويعتمد الفيلم على خطاب الرئيس الذي المح الى وقوف اليهود وراء المؤامرة على ضرب تركيا واقتصادها وأمنها. في اعقاب ملاحظاته اللاسامية طلب الكونغرس اليهودي الامريكي من اردوغان اعادة ميدالية الشجاعة التي حصل عليها من الكونغرس في 2004، لقاء عمله من اجل السلام في الشرق الاوسط. واوضح سفير تركيا لدى الولايات المتحدة في حينه انه "سيسر اردوغان اعادة الميدالية".
ولكن الزعيم الذي لم يعد شريكا لإسرائيل منذ قضية سفينة مرمرة في 2010، والذي سمح لناشط حماس بالعمل في تركيا، وشجع التحريض على إسرائيل، يتبين بأنه شريك مناسب، وقريبا الحليف الجديد للدولة "التي تبيد شعبا". هذا الاسبوع صرح احد مساعديه الكبار، عمر تشيليك، الناطق بلسان "حزب العدالة والتطوير" ان "علاقات الصداقة مع إسرائيل وشعب إسرائيل لم تكن محل خلاف ابدا"، لكن المشكلة، كما اوضح تكمن "فقط" في سياسة الحكومة الإسرائيلية. الان، وبعد ان وافقت إسرائيل على زيادة حجم التعويضات لضحايا الاسطول، وتخفيف بعض الحصار على غزة، يبدو ان السياسية الإسرائيلية لم تعد تشكل عقبة.
وكما يتضح فان اردوغان هو زعيم براغماتي. عندما تهدد روسيا تزويد تركيا بالغاز، يجب العثور على البدائل، وإسرائيل هي احداها. يمكن التغاضي ايضا عن سياسة الحصار، سيما ان تركيا نفسها تبادر الى فرض حصار على مدن كردية في اراضيها، وتفجر مراكز سكانية كردية في العراق، وتقيم سياجا على حدودها الجنوبية، وترى في الاقلية الكردية عدوا خطيرا حتى اكثر مما يعتبر نتنياهو العرب في اسرائيل.
يبدو ان اردوغان فهم بأن كل ما في الامر هو ان تركيا لا تختلف كثيرا عن إسرائيل. المبادئ والايديولوجية ليست مقدسة. ويتضح انه يمكنها الانتظار حتى الفرص الاحتفالية. وهنا بالذات يكمن الفارق العميق بين اردوغان ونتنياهو، الذي لم يستوعب ما استوعبه الرئيس التركي: التصريحات والشتائم ليست بديلا للسياسة.
الآن تطرح على عتبة نتنياهو فرصة للمرحلة الثانية. مثلا، يمكنه ان يقرر ما اذا كان الزعيم التركي الذي تلامس تصريحاته اللاسامية، والذي قذف بسمعة اسرائيل في كل انحاء العالم، بشكل يزيد عن "يكسرون الصمت"، يستحق ان يكون شريكا، وبالتأكيد اكثر من رئيس فلسطيني يخضع شعبه للاحتلال المباشر. اذا كان اردوغان قد تجرأ قبل ثلاث سنوات على اطلاق حملة مصالحة قومية مع الاكراد، بعد اكثر من ثلاثة عقود من الحرب التي قتل خلالها اكثر من 40 الف شخص، يسمح لنتنياهو بأن يتلقن منه درسا او درسين في موضوع المصالحة.
بقي شرط تركي اخر واحد: استكمال المصالحة مع اسرائيل يرتبط الان بسعة قلبها ازاء مليون و800 الف مواطن فلسطيني يتم خنقهم في قطاع غزة، ولم يتم بعد ترميم عشرات الاف بيوتهم، ويتم تقييد قدرتهم على تلقي الخدمات الطبية، ويعانون من بطالة تزيد عن 50%. رفع الحصار لا يعتبر تنازلا لأردوغان، وانما مسألة حتمية تخدم امن اسرائيل، حتى من دون قول كلمة عن الواجب الاخلاقي والانساني الملقى على عاتقها. وفي الاساس سيمنحنا صديقا جديدا في الحي. هذه مسألة مستحقة.
قضية دوما تنتقل من غرف التحقيق الى الملعب السياسي
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان رئيس الحكومة اطلق، امس، بتأخير لا يعتبر غير مميز له، بيان دعم لجهاز الشاباك على خلفية الخلافات حول شكل التحقيق مع معتقلي الارهاب اليهودي، المشبوهين بالضلوع في عملية القتل في قرية دوما. القضية التي تعصف بأوساط اليمين المتطرف منذ اسبوعين، وتتسلل في الايام الأخيرة الى المؤسسة الاستيطانية، ومن خلالها الى مركز الليكود، تهدد بالتحول الى حدث سياسي. نتنياهو ينضم الان الى تصريحات سابقة للوزيرين يعلون وبينت، في محاولة لصد الانتقادات الموجهة الى الشاباك.
لقد تطرق نتنياهو الى الأمور، لأول مرة، امس الاول، عندما قال باقتضاب خلال جلسة لكتلة الليكود، "ان التحقيقات كلها تجري حسب القانون"، بعد شكوى النائب ميكي زوهر بشأن التعامل مع المعتقلين. ويوم امس وسع رئيس الحكومة في حديثه ودعم علانية رجال ورئيس الشاباك "الذين يقومون بعمل هام وممتاز من اجل شعب اسرائيل". واوضح مرة اخرى ان كل اعمال جهاز الشاباك في قضية دوما تتم حسب القانون وبمراقبة دائمة من قبل الجهاز القضائي.
الخلافات حول تفعيل الوسائل الاستثنائية خلال التحقيق (تعذيب حتى وان كان بقوة محدودة) يتجاوز هذه المرة الخطوط المعتادة لليمين واليسار السياسي. التقسيم ليس اوتوماتيكيا. نشطاء اليمين المتطرف الذين لا يكرسون عادة دقيقة تفكير واحدة لأساليب الشاباك في انتزاع الاعترافات من المشبوهين الفلسطينيين بالإرهاب، يخرجون عن اطوارهم الان في شجب التعذيب. واما تنظيمات حقوق الإنسان، ومن بينها لجنة مكافحة التعذيب – احد التنظيمات البارزة التي استهدفتها الحملة السامة التي دشنتها حركة اليمين المتطرف "ام ترتسو" في الأسبوع الماضي- فتشجب تفعيل هذه الوسائل دون أي علاقة بالهوية الايديولوجية للمعتقلين. اما التيار السياسي، فيقف حتى الان على الأقل، الى جانب الشاباك.
لقد سبقت تأخر تصريح نتنياهو، امس، تصريحات راسخة لرئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينت الذي لم يتحرك بين النقاط خلال لقاء اجرته معه اذاعة الجيش، وانما وصف قتل عائلة دوابشة بانه عمل ارهابي وحذر من مخاطر المخربين اليهود ودعم كل نشاطات الشاباك، رغم احتجاج المستوطنين وعلامات الاستفهام التي طرحها شريكاه في حزب تكوماه، الوزير اوري اريئيل، والنائب بتسلئيل سموطريتش. بينت الذي تساوق مع "ام ترتسو" وغيرها في الهجوم على حركات اليسار، اتخذ في قضية التحقيق موقفا مماثلا لموقف يعلون، الذي يتعرض منذ ايام للانتقاد البالغ، الذي يصل احيانا حد العنف، من قبل اليمين المتطرف، بسبب دعمه للشاباك.
وقبل بينت ونتنياهو، خرج عدد من قادة الشاباك السابقين ببيان دعم لرئيس الشاباك كوهين. وقد فعل ذلك يعقوب بيري وعامي ايالون وكرمي غيلون وابي ديختر من خلال لقاءات مع موقع ynet، واما آفي ديسكين، فكعادته، فعل ذلك عبر الفيسبوك. هذه جبهة موحدة تسمع رسائل متشابهة جدا ولن يكون من المفاجئ اذا اتضح ان بعض قادة الشاباك المتقاعدين استجابوا بذلك لطلب من الشاباك.
امر منع النشر الذي يسري على غالبية تفاصيل القضية لا يزال يصعب توفير تغطية وتحليل عميقين للأدلة المتوفرة لدى الشاباك، وبسبب حقيقة الشبهات ازاء المعتقلين. المؤتمر الصحفي الذي عقده المحامي ايتمار بن غفير امس، وفر معلومات جديدة امتنع الشاباك من الرد عليها، بادعاء انه لا يمكنه خرق الأمر. لقد طرح المحامي مثل رفاقه المحامين ادعاءات باستخدام التعذيب ضد المشبوهين.
لقد سمح لبن غفير بالتقاء المشبوه مساء امس الاول فقط، بعد ثلاثة اسابيع من منع التقائه بالزبون. ويتبين ان هناك سببين لاندلاع الاحتجاج في صفوف اليمين، الأسبوع الماضي. الاول، تسريب الادعاءات بشأن التعذيب، بعد السماح للمشبوهين بالتقاء المحامين، والثاني، السباق ضد الزمن بين المحققين والمشبوهين: محاولة صد استخدام الوسائل الشاذة، بواسطة التدخل القضائي واللقاء مع المحامي، قبل انتزاع الاعتراف. في محاكمات المشبوهين الفلسطينيين بالعمل الارهابي، تطرح في اكثر من مرة ادعاءات ثقيلة حول التعذيب خلال التحقيق، لكن المحاكم تميل، بشكل شبه مطلق، الى تقبل موقف الدولة والتصديق على الاعترافات.
فور قتل عائلة دوابشة في تموز، طلب نتنياهو ويعلون من الشاباك المسارعة الى حل القضية بكل الوسائل المطلوبة. رئيس الشاباك يورام كوهين، الذي ستنتهي ولايته في ايار القادم (اذا لم يتم تمديدها لسنة سادسة)، يحظى اليوم بدعم جارف من قبل القيادة السياسية العليا. لكن كوهين، ايضا، يعلم بأنه اذا تشوشت الامور، فانه سيكون الشخص الذي سيتحمل المسؤولية، ولن تكون لدى السياسيين مشكلة في تركه وحيدا على الجليد في ظروف كهذه، في مواجهة انتقادات اكبر من جهة اليمين.
الولايات المتحدة والسعودية: في كواليس برود العلاقات
يكتب زلمان شوفال، في "يسرائيل هيوم" ان التحالف كثير السنوات بين الولايات المتحدة والعربية السعودية لا يتفكك، لكن الزواج بين البلدين لم يعد رائعا كما كان، وتكثر، مؤخرا، التقارير التي تعرض السعودية بألوان متكدرة وتطرح تساؤلات حول الفائدة او المبرر الكامن في استمرار العلاقات الامريكية الخاصة معها.
التغيير هو في الخارطة السياسية العالمية. الولايات المتحدة حولت مركز سياستها الخارجية والامنية من الشرق الاوسط الى الشرق الاقصى، وتدريجيا يتزايد تخوف حلفائها التقليديين في المنطقة من التقارب بينها وبين ايران، خاصة بعد الاتفاق النووي. وهناك حلقة اخرى هامة في برود العلاقات تتعلق بالنفط. فعلى مدار السنوات الماضية، كانت الصيغة بسيطة وهي: "نفط عربي لأمريكا وامن امريكي للملكة السعودية وحكامها." هذه الصيغة لا تزال على حالها، ولا يريد أي طرف النيل منها لأسباب اقتصادية وسياسية.
ولكن، اذا كانت الولايات المتحدة في الماضي غير البعيد، متعلقة بالنفط العربي، فقد انقلبت الآية بعد ثورة الصخر النفطي التي حولتها في السنوات الأخيرة ليس فقط الى مزود رئيسي ذاتي للنفط، لا بل الى مصدرة محتملة للنفط، وكانت لذلك، ايضا، اثار سياسية واستراتيجية، بما في ذلك التحول نحو الشرق الاقصى، وتسخين العلاقات مع طهران. الا ان السعوديين وجدوا طريقة لرد الحرب الاقتصادية من خلال الحفاظ على المستوى العالي لانتاج النفط، ونتيجة لذلك تم تخفيض سعره، الى حد جعل النفط الامريكي المصنع من الصخر النفطي، غير مجد اقتصاديا. والنتيجة المحتملة: يمكن مرة اخرى ازدياد التعلق الامريكي بالنفط السعودي الامر الذي سيلزم واشنطن على اعادة تقييم الجوانب الاستراتيجية النابعة من ذلك (أثر رجعي اخر: المس باقتصاد روسيا. والامر الاكثر اهمية للرياض – هو التخريب على فرص ترميم ايران اقتصاديا في اعقاب رفع العقوبات).
إسرائيل ليست لاعبا مركزيا في كل هذا، لكنها، ايضا، ليست مراقبا من الجانب. صحيح ان علاقاتها مع الولايات المتحدة تنطوي على ميزات تختلف عن ميزات العلاقات الامريكية – السعودية، ولكن هناك معسكرات مشتركة بين المواقف السياسية للقدس والرياض، خاصة في الموضوع الايراني. صحيح انه يجب عدم توقع اقامة علاقات رسمية وعلنية بين الدولتين، ولو بسبب طابع السعودية المتزمت والمتطرف، ولكن العلاقات البراغماتية في مواضيع معينة هي مسألة ممكنة، الامر الذي يبرر، ايضا، قيام القدس بنشاط دبلوماسي مباشر ازاء الرياض. الموضوع الفلسطيني ليس مطروحا في مقدمة جدول اعمال السعودية، لكنه لا يمكنها تجاهله. مع ذلك، من المناسب ان نتذكر بأن بن سعود، ايضا، ورغم مواقفه اللاسامية وتصريحاته العلنية والخاصة ضد اليهود في اسرائيل، اوصى القيادة العربية في البلاد بالعمل بحذر واوضح لها بأنه لن ينضم الى حرب ضد اسرائيل الا بشكل رمزي. وهكذا تصرف فعلا.
فأر زأر – من لا يخاف
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه بعد يوم من اغتيال سمير القنطار، سارع حسن نصرالله للجلوس امام كاميرات التلفزيون وتوجيه كلمة الى نشطائه ومؤيديه في محاولة لترميم صورته المصابة. وكما كان متوقعا فقد وجه نصرالله كلماته الى اسرائيل، بعد قيام جهات اجنبية، وكذلك هو شخصيا، بنسب عملية قتل القاتل المقيت الى اسرائيل.
صحيح ان قنطار لم يكن رجل حزب الله، وانما درزي ينتمي الى تنظيم وبعمل باسمه، وتم اغتياله على الأرض السورية وليس على ارض لبنان. ورغم ذلك الا ان نصرالله حوله الى رمز له عندما جر قبل عقد زمني المنطقة كلها الى حرب لبنان الثانية من اجل اطلاق سراحه من السجن الاسرائيلي. والان يتضح ان نصرالله لا يستطيع حماية "ابنه الغالي".
لقد ضبطت عملية الاغتيال نصرالله وهو في لحظة تدني. فتنظيمه يغوص حتى العنق في الحرب الاهلية السورية، وينزف فيها دمه بثمن حياة مئات جنوده من اجل ضمان استمرار سلطة بشار الاسد. تدخل حزب الله في سوريا يجبي ثمنا اقتصاديا باهظا، في الوقت الذي اصبحت فيه قدرة ورغبة ايران على مواصلة مساعدة التنظيم بمليارات الدولارات كما في السابق، مسألة شك. وفوق هذا فقد وصلت الحرب منذ زمن الى لبنان، الى معاقل حزب الله، كما يستدل من العملية التي نفذها رجال داعش قبل شهر فقط في قلب الضاحية في جنوب بيروت، والتي قتل خلالها عشرات الشيعة وجرح المئات.
قدرة حزب الله العسكرية على اطلاق الصواريخ على إسرائيل لم تتعرض الى الضرر كما يبدو، رغم الجهود الاسرائيلية (حسب مصادر اجنبية) للمس بنقل سلاح متقدم من سوريا الى التنظيم. في نهاية المطاف، فقد حصل التنظيم على عشرات الاف الصواريخ التي يملكها فور انتهاء حرب لبنان الثانية. لكن قدرة حزب الله على الصمود ودفع ثمن الحرب التي يمكن اندلاعها في اعقاب اطلاق النار على اسرائيل، تضررت بلا شك، بسبب تورط التنظيم في سوريا.
نصرالله يعرف هذا كله، ومن هنا تنبع كلماته خلال الخطاب الذي القاه امس الاول في اعقاب تصفية قنطار. في خطابه الذي كرس غالبيته لمشاكل التنظيم في لبنان وخارجه، والذي انشغل في جزء منه فقط بقنطار، تحدث بمصطلحات اقتصادية وغير ملزمة عن انه في يوم من الأيام سيأتي الانتقام. في نهاية الأمر يعرف نصرالله ان الجمهور في لبنان، حتى جمهور انصاره، لن يتقبل فتح جبهة في جنوب لبنان مع اسرائيل، في الوقت الذي تم فيه اغتيال قنطار على اراضي سورية.
لقد عمل قنطار في السنوات الاخيرة، بتوجيه غير مباشر من قبل حزب الله وايران، على تجنيد نشطاء من الدروز في الجانب السوري من الهضبة، للعمل ضد إسرائيل. وفي السنوات الاخيرة تم تصفية بعض هؤلاء النشطاء، وفي غالبية الحالات لم يتم الرد على تصفيتهم، لأنه من المشكوك فيه ان بشار الاسد يعرف عن عملهم او يمكنه السيطرة عليهم، بينما لم تعتبرهم ايران وحزب الله لحما من لحمهم، وانما استغلوهم بشكل ساخر فقط. لكن هذا لا يسري على جهاد مغنية، المسؤول في حزب الله الذي اغتالته اسرائيل قبل سنة، والذي قام حزب الله بالرد على اغتياله من خلال العملية في جبل روس.
مع ذلك يتخوف نصرالله من انه اذا تجاهل اعمال إسرائيل فانه سيشجعها على تصعيد عملها ضد حزب الله، ولذلك ارسل إلينا تهديداته. ولكن الامر الاخير الذي يعني نصرالله هذه اللحظة هو المواجهة مع إسرائيل. فمثل هذه المواجهة ستحرفه عن اهدافه الحقيقية، ضمان سلطة الاسد، بل ربما ستشكل خطرا على هذا الهدف. في نهاية الامر، لا يوجد منطق في فقدان مئات محاربي حزب الله في معركة الدفاع عن كرسي الاسد، والمخاطرة بهذا الكرسي من خلال دهورة المنطقة كلها الى مواجهة غير محسوبة.
لكن اغتيال قنطار يقود الى نهاية فصل في حكاية طويلة لا تزال نهايتها بعيدة. نصرالله واسيده الايرانيين سيواصلون العمل من اجل ترسيخ سيطرتهم في الجولان السوري وسيواصلون محاولة تحويله الى منطقة للعمل ضد اسرائيل. ولذلك فان الحادث المقبل على الجبهة الشمالية هو مجرد مسألة وقت.
العنوان: بيروت
يكتب غيورا ايلاند، في "يديعوت احرونوت" ان اغتيال سمير قنطار واطلاق القذائف من لبنان في اليوم التالي، وخطاب التهديد الذي القاه نصرالله، زاد التخوف من اندلاع مواجهة جديدة في الشمال. وبعيدا عن تحليل احتمال وقوع مثل هذه المواجهة، من المهم التطرق الى سياستنا امام لبنان وسوريا، وبشكل غير مباشر، ايضا، ازاء تركيا وروسيا، المتنازعتين بسبب الوضع في سوريا.
يمكن القول بحذر ان اغتيال سمير قنطار لن يكون سببا للمواجهة في الشمال. هذا الشخص لم يكن مهما بما يكفي لحزب الله، وبشكل عام لا توجد لدى حزب الله مصلحة في فتح جبهة اخرى في اعقاب تورطه المتزايد في سوريا. لكن هذا الوضع يمكن ان يتغير نتيجة لحادث قد يقود الى رد ورد مضاد او في اعقاب تغير الواقع وتغير جدول اولويات حزب الله او سيده ايران.
بالنسبة لإسرائيل من المهم التمسك بمبدأ واحد: اذا بدأت اعمال العداء من لبنان يجب ان تقود الى حرب بين دولة إسرائيل ودولة لبنان. خلال حرب لبنان الثانية حاولنا الانتصار على حزب الله لوحده، فيما بقي لبنان وحكومته وجيشه وبناه التحتية "خارج اللعبة". اذا ادرنا حرب لبنان الثالثة هكذا فستكون النتائج اسوأ بكثير مقارنة بالحرب السابقة.
كيف؟ بما اننا تطورنا جدا منذ 2006، فان المشكلة تتعلق بالمسار التكتيكي، وخاصة في كل ما يتعلق بعدد الصواريخ، حجمها، مداها ومدى دقتها. لقد طور حزب الله قدراته بشكل اكبر منا، ولذلك فانه اذا وقعت مواجهة كهذه، واذا تواصلت لمدة 34 يوما (كحرب لبنان الثانية)، فان الضرر، الجرحى والدمار في اسرائيل سيكون غير محتمل.
الاستنتاج بسيط: الحرب القادمة سنخوضها ضد دولة لبنان. بالإضافة الى اهداف حزب الله سيكون من الصائب مهاجمة جيش لبنان والبنى التحتية في لبنان، المطارات والموانئ البحرية وممتلكات استراتيجية اخرى. وبما انه لا يوجد في العالم أي جهة معنية بدمار لبنان، وبما ان ذلك سيكون نتيجة حتمية لحرب شاملة بين اسرائيل ولبنان، سيتم ممارسة الضغط الدولي الكبير على الجانبين من اجل التوصل الى وقف لإطلاق النار بعد ثلاثة ايام وليس بعد 34 يوما. وهذا هو بالضبط ما تريده اسرائيل.
ظاهريا، يمكن تحديد الاستراتيجية الصحيحة، فقط عندما تبدأ المواجهة، ولكن هذا هو بالضبط الخطأ الكبير الذي حدث في 2006. من المفضل ان يتم شرح السياسة التي تنوي إسرائيل انتهاجها، لدول العالم، وبشكل خاص للولايات المتحدة، بشكل مسبق وواضح. النتيجة ستكون مضاعفة: اولا، لأنه يمكن منع الحرب، لأن العالم بغالبيته لا يبالي ازاء ضرب حزب الله (وضرب اسرائيل)، لكنه لن يظهر عدم مبالاة امام امكانية تدمير لبنان. ثانيا، عندما تندلع الحرب سيكون من المتأخر جدا اقناع العالم بعدالة الطريق التي اخرجتها للحرب.
سياسة اسرائيل بالنسبة لسوريا معقدة اكثر. حتى الان لا يزال يمكننا ان نكون سلبيين والتدخل فقط عندما تلح الحاجة لإحباط موضعي. تأثيرنا على ما يحدث في سوريا محدود جدا، ورغم ذلك من المناسب ان نقول بوضوح: من المحبذ لإسرائيل دعم التوجه الروسي الذي يتحدث عن التوصل الى اتفاق في سوريا، مع او بدون بشار الاسد، على دعم انهيار النظام القائم. صحيح ان انهيار النظام في سوريا سيمس بإيران وحزب الله، لكن ليس بالضرورة كل ما هو سيء لعدوي ان يكون جيدا لي. انهيار السلطة في سوريا سيوصل داعش الى حدودنا. ربما لن يكون ذلك رهيب جدا، لكن سيطرة داعش على سوريا ستقود بسرعة الى سيطرته على الأردن، ومثل هذا التطور سيجعل اوضاعنا اكثر سوء بشكل دراماتيكي.
بيان صحفي