رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 22 كانون أول 2015

الثلاثاء | 22/12/2015 - 12:22 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 22 كانون أول 2015

"جواز السفر الفلسطيني سيحمل اسم دولة فلسطين"

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اعلن امس، بان جوازات السفر الفلسطينية الجديدة ستحمل اسم "دولة فلسطين". وكان وزير الداخلية الفلسطيني حسان حلاوي، قد اطلق مثل هذا التصريح في شهر ايار الماضي، لكنه اوضح ان تغيير الدمغة على الجواز لن يغير مكانة الوثيقة امام السلطات الاسرائيلية.

وتطرق ابو مازن الى هذه المسالة خلال زيارته الى اثينا، بعد اللقاء الذي عقده مع رئيس الحكومة اليوناني الكسيس تشبراس. ومن المنتظر ان يلقي ابو مازن خطابا امام البرلمان اليوناني، اليوم الثلاثاء، بعد الدعوة التي وجهتها وزارتي الخارجية والأمن في اليونان الى الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

اسرائيل تشترط اعادة الجثث بدفنها بهدوء

كتب موقع "واللا" ان اسرائيل أعادت في نهاية الأسبوع الماضي، ثلاث جثث "مخربين" الى عائلاتهم بعد التزامها بإجراء جنازات هادئة لا يتم خلالها خرق النظام والعنف. وحسب جهات امنية فقد التزمت العائلات وقامت بدفن ابنائها من دون احداث استثنائية، ولذلك يجري حاليا التفكير بتسليم عشرات الجثث التي لا تزال تحتفظ بها إسرائيل. وكما يبدو فان الجهاز الامني سيسرع تسليم الجثث خلال الأسبوع المقبل، شريطة ان تجري بهدوء وبدون تحريض واستفزاز.

وقال المصدر الامني انه لم تصل حاليا أي طلبات اخرى باعادة الجثث، ولكن في حال وصولها، سيتم فحصها ودراستها. ويسود التقدير بأن تسليم الجثث سيتم بشكل تدريجي، بما يتفق مع توصيات الجهاز الأمني.

يشار الى ان قادة الجهاز الأمني اوصوا في السابق ويواصلون التمسك برأيهم، بأن اسرائيل ليست بحاجة الى احتجاز الجثث، لكنهم يدعون انه يجب فحص كل حالة على انفراد وعدم اعادة الجثث مرة واحدة. واشار المصدر الى ان الجهاز الامني يعتبر الجثث عبئا وليست كنزا، وانه يجب تسليمها للعائلات لدفنها. وقال ان احتجاز الجثث حقق عكس المطلوب، وزاد من التوتر والتظاهرات العنيفة والتحريض.

شكيد: "نستغل الاحداث السياسية لدفع الاستيطان"

كتب موقع القناة السابعة، ان عشرات المسؤولين في مستوطنات الضفة الغربية، النشطاء في طاقم يطالب بإلغاء تجميد البناء، التقوا مع وزيرة القضاء اييلت شكيد، مساء امس، واستمعوا منها الى "النضال الذي يخوضه البيت اليهودي من اجل دفع البناء في الضفة الغربية في ظل التجميد الهادئ الذي يقوده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

وقالت شكيد: "نحن نبذل كل ما نستطيع من اجل الغاء التجميد والمصادقة على مخططات البناء. هناك امور ننجح فيها واخرى لا ننجح. نحن نستغل الحالات السياسية لدفع البناء. هذه الفترة تعتبر صعبة لأن الحكومة هي حكومة قومية وهذا يقلقني."

واضافت شكيد: "نحن نفعل كل شيء، وانا لا ارى فائدة في التوجه الى انتخابات الان بسبب تجميد البناء. البيت اليهودي كله  يستغل الفرص السياسية لدفع البناء في الضفة".

وفيما يتعلق بتشريع البيوت التي اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة، قالت شكيد: "انا اجلس منذ نصف سنة في الوزارة، وقد شكلنا حتى الان لجنة لترتيب الامر، واومن اننا سنبدأ قريبا برؤية الثمار والتغيير".

حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الجيش الاسرائيلي يحافظ على حالة التأهب قصوى على الحدود الشمالية، بعد اطلاق ثلاث قذائف على الجليل الغربي، اثر اغتيال المخرب سمير قنطار ليلة السبت/ الاحد. ورغم ان اسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال الا ان الجهاز الامني يستعد لاحتمال ان لا تكون هذه القذائف هي الرد الأخير على العملية المنسوبة لإسرائيل. وفي ضوء ذلك تم تصعيد اليقظة على امتداد الحدود الشمالية.

ويرتبط نوع الرد الى حد كبير بالإيرانيين وليس بتنظيم حزب الله بالذات. ويوم امس سمعت في لبنان أصوات تقول ان الرد على العملية الاسرائيلية لن يقود الى حرب مع اسرائيل. ويستدل على امور مشابهة من تقرير لبناني قال ان قائد اليونيفل في جنوب لبنان التقى في الناقورة مع ضباط من الجيشين الاسرائيلي واللبناني، وبعد اللقاء قال ان الرسالة التي تسلمها من الجانبين هي انهم ملتزمون بالحفاظ على الهدوء على الحدود.

غالبية السلطات المحلية غير جاهزة للحرب

في سياق متصل، تكتب الصحيفة انه تم يوم امس عرض معطيات مثيرة للقلق، حول جاهزية السلطات المحلية لمواجهة القصف الصاروخي من سوريا، لبنان او قطاع غزة.  فقد قال رئيس مقر قيادة الجبهة الداخلية، العميد دادي سمحي، امام اللجنة الخاصة بجاهزية الجبهة الداخلية، المتفرعة عن لجنة الخارجية والامن البرلمانية، ان 30% من الجمهور لا يملكون ملاجئ، ومستوى جاهزية 26 سلطة محلية في البلاد لمواجهة القصف الصاروخي في حالات الطوارئ سيئ جدا. وفي 162 سلطة محلية تسود اوضاع جيدة لكنها ستجد صعوبة في اداء مهامها في حالات الطوارئ، مقابل 69 سلطة محلية تتمتع بمستوى جاهزية عال لمواجهة حالات الطوارئ.

وقال سمحي ان الامر يحتاج الى 15 سنة كي يتم ضمان حماية كل الجمهور في بيوته في ساعات الطوارئ. وقال مندوب وزارة الداخلية خلال الجلسة، ان الوضع اشد خطورة خاصة في ما يتعلق بالاستعداد لمواجهة الهزات الأرضية.

نصرالله: سنرد في المكان والزمان المناسبين

وكرست "يديعوت احرونوت" تقريرها الرئيسي لخطاب زعيم حزب الله الشيخ حسن نصرالله، امس، وقالت ان داعش، جبهة النصرة وإسرائيل هم الاعداء الرئيسيين لتنظيم حزب الله، كما ادعى الامين العام للحزب حسن نصرالله، في خطاب ناري تم عرضه في الضاحية، امام الآلاف من انصاره. ورغم ان نصرالله كرس جزء ليس قليلا من خطابه لشجب الولايات المتحدة ومهاجمة الاسلاميين السنة في سوريا، الا انه لم ينس بث رسالة تحذير واضحة الى اسرائيل – والالتزام بالانتقام لموت سمير قنطار.

وقال نصرالله ان "دماء سمير القنطار ستنتقل من كتف الى كتف ومن جيل الى جيل"، مضيفا: " لا شكّ أن العدو الاسرائيلي هو الذي نفذ عملية اغتيال القنطار، عبر صواريخ دقيقة. وإسرائيل ستدفع الثمن غاليا: سنرد في المكان والزمن المناسبين لنا".

وخلال الخطاب الاستثنائي رفع نصرالله صوته واعلن: "صدقوني، نحن سننفذ حقنا في الرد على اغتيال القنطار والجنود والقادة الثمانية الاخرين في تنظيم حزب الله". وحاول تفنيد ما نشرته وسائل اعلام عربية حول قيام طائرات سلاح الجو الاسرائيلي بالتسلل الى الاراضي السورية من اجل اغتيال القنطار، ووجه اصبع الاتهام بالذات الى الاسلاميين السنة في سوريا قائلا: "طائرات العدو الصهيوني عملت من هضبة الجولان دون ان يزعجها المتمردون وعصابات الارهاب".

وقال نصرالله ان الدافع لاغتيال القنطار هو خطته لتنفيذ عملية كبيرة ضد إسرائيل. "لقد التقينا وابلغني قنطار انه يعد لعملية عسكرية كبيرة ضد العدو الاسرائيلي. قنطار كان مستعدا لضرب اسرائيل في كل مكان. لقد احب فلسطين وكرس كل حياته من اجل الشعب الفلسطيني والاسرى والمقاومة الفلسطينية. الجيل الذي يعيش في فلسطين اليوم هو الجيل الذي ولد بعد عودة قنطار الى لبنان بعد تحريره. الشبان والشابات في فلسطين يختارون اليوم طريق الموت ضد العدو. موت القنطار سيكون رمزا لهم جميعا".

وهاجم نصرالله رجال الاعلام في سوريا ولبنان الذين اصروا على ان المتمردين الذين يحاربون ضد الرئيس الاسد هم الذين قتلوا القنطار. وقال: "من يقتل بدم بارد انسانا مثل الشهيد القنطار، او يساعد على القتل كالمتمردين وتنظيمات الارهاب الاسلامية يخدم اسرائيل فقط".

وخلال خطابه اثبت نصرالله بأنه يتعقب تصريحات السياسيين الإسرائيليين. وقال: "سمير قنطار واحد منا ونحن ملتزمون له". "هناك من يعتقدون انه يسمح لهم بعمل كل ما يشاؤون، لكنهم في نهاية الامر سيتلقون الضربة الكبيرة".

عميدرور يهاجم دعم ليفين لحركة "يكسرون الصمت"

قال الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، رئيس مجلس الأمن القومي سابقا، لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان حركة "يكسرون الصمت" تعمل ضد دولة اسرائيل من خلال نشاطها في الخارج، ولا تسمح للجيش بفحص الشكاوى المتعلقة بسلوكيات غير مناسبة.

وتطرق عميدرور الى بيان دعم التنظيم الذي اصدره الجنرال السابق عميرام ليفين، وقال: "رأيي يشبه رأي الجنرال احتياط عميرام ليفين، لكن لدينا تحليلين مختلفين للمعنى: لو كانت "يكسرون الصمت" قد اقامت آلية لتحويل المعلومات الى الجيش، آلية تسمح للجنود بتقديم الشكاوى ولكن ليس عبر المنظومة، لأن الجنود يتخوفون احيانا من تقديم الشكوى عبر المنظومة، لكان الأمر مختلفا. المشكلة هنا انه بدل تحويل الافادات الى الجيش، يقومون بتحويلها الى العالم، ولا توجد طريقة لفحص ما يقولونه".

وقال عميدرور "انهم يتسببون بضرر للدولة دون تحقيق أي فائدة. لو كانوا مجرد "يكسرون الصمت" لما كانت ضدهم أي مشكلة. المشكلة هي ليس بكسر الصمت وانما بنشر القذف السيء". واضاف: "حقيقة ان بعض المال الذي يمول التنظيم يصل اليه عبر مركز فلسطيني في رام الله، تعني انه لا وجود هنا لمسألة كون صاحب المال لا يملك تأثيرا مباشرا او غير مباشر".

ونشرت "يكسرون الصمت" شريطا يرد على الادعاء بأنها تسبب ضررا في الخارج. ويشرح الشريط كيف يعمل مجلس المستوطنات في الخارج. وقال متان بيلغ، مدير عام حركة "ام ترتسو" ان "المجتمع استيقظ هذا الأسبوع وكسر الصمت على التحريض".

اعتقال خلية في القدس

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الشاباك والشرطة كشفا خلية تضم مواطنين من حي راس العامود في القدس، كانت مسؤولة عن عدد كبير من عمليات الارهاب الشعبي، كالقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الأمن والمدنيين اليهود.

وتم في شهر تشرين الاول الماضي، اعتقال اسلام نجار (18 عاما) وشقيقه حمزة نجار (22)، وتبين خلال التحقيق معهما، حسب الشاباك، بأنهما تورطا في كثير من مثل هذه العمليات. وخلال التحقيق تم الوصول ايضا الى نادر ناصر (22 عاما) وقاصرين آخرين. وتبين خلال التحقيق مع القاصرين انهما شاركا في 17 ايلول، بإحراق حافلة ركاب تابعة لشركة "ايجد" في راس العامود. وتم تقديم خمس لوائح اتهام ضد هؤلاء الخمسة فيما يقول الشاباك انه سيتم تقديم لوائح اتهام ضد آخرين.

إسرائيل تعلن اجراء تجربة ناجحة لمنظومة العصا السحرية المضادة للصواريخ
كتبت "هآرتس" ان الجهاز الأمني، أجرى امس، تجربة ناجحة لمنظومة "العصا السحرية" المضادة للصواريخ متوسطة المدى، والحاملة لرؤوس متفجرات ثقيلة، كتلك المتواجدة بشكل خاص لدى حزب الله. وقالت وزارة الأمن ان هذه التجربة هي الحجر الأخير على طريق تطوير هذه المنظومة تمهيدا لبدء استخدامها في 2016. وينوي الجهاز الأمني مواصلة تطويرها حتى تتمكن من اعتراض واسقاط الطائرات غير المأهولة. وحسب مصدر في الوزارة فانه يتوقع ان يتم ذلك خلال عامين.

وقال يئير رماتي، رئيس "حوماه"، انه لا توجد صلة بين التجربة والتوتر السائد على الحدود الشمالية.

يشار الى ان وزارة الأمن وشركة "رفائيل" فتحتا في حزيران الماضي، دورة لتأهيل اول طاقم سيتولى تفعيل هذه المنظومة التي يتم تطويرها بالتعاون مع شركة "ريتون" الامريكية. ومن المتوقع ان يتسلم سلاح الجو الإسرائيلي اول بطارية من هذه المنظومة خلال الأشهر القريبة، ومن ثم سيتم نصب اربع بطاريات كهذه في انحاء البلاد.

نتنياهو: " إسرائيل لن تنفذ الطلب التركي برفع الحصار عن قطاع غزة "

كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اوضح خلال اجتماع لكتلة الليكود البرلمانية، امس، انه لم يتم التوصل بعد الى اتفاق بين إسرائيل وتركيا بشأن المصالحة بينهما. وقال انه "توجد اتصالات مع تركيا لكنه لا توجد تفاهمات ولم نصل الى ذلك بعد". وحسب ما قاله مسؤول رفيع حضر الجلسة، فقد قال نتنياهو انه لا تزال هناك خلافات حول مستقبل نشاط حماس في تركيا وسياسة الاغلاق المفروضة على قطاع غزة. وقالت مصادر سياسية ان تصريح نتنياهو هذا يأتي على خلفية فهم القدس بأن الرسائل المتفائلة التي صدرت عن ديوان نتنياهو في هذا الموضوع مؤخرا، كان مبالغ فيها وسابقة لأوانها. وحسب مسؤول رفيع فان "هذا الاتفاق لم يصبح حتى نصف ناضج".

وابلغ نتنياهو اعضاء الكنيست بأن تركيا طردت من أراضيها المسؤول في الذراع العسكري لحركة حماس، صالح عاروري، الذي اقام قيادة للتنظيم في اسطنبول، وقام بتفعيل خلايا ارهابية في الضفة الغربية. وحسب نتنياهو فان القيادة في اسطنبول تواصل العمل حتى بعد طرد عاروري، مضيفا: "طرد العاروري لا يكفينا. نحن نريد ضمان عدم خروج نشاط ارهابي ضد إسرائيل  من تركيا". ويشار الى ان طرد العاروري لم ينجم عن الضغط الاسرائيلي فقط وانما عن ضغط امريكي، ايضا. فقد ضمت وزارة المالية الامريكية اسم العاروري الى القائمة السوداء للإرهابيين الذين يمنع التعامل الاقتصادي معهم ويجب تجميد املاكهم.

واعلن نتنياهو ان إسرائيل لن تنفذ الطلب التركي برفع الحصار عن قطاع غزة، وقال: "لن نغير سياسة الاغلاق البحري. نحن ننقل المعدات الى غزة ونساعد على ترميمها، لكننا لن نتنازل عن امننا". وبالنسبة لموضوع التعويضات اشار الى موافقة إسرائيل في السابق على دفع 20 مليون دولار لصندوق انساني يتولى دفعها للعائلات التركية.

يشار الى ان الرسائل المتفائلة بشأن الاتصالات مع تركيا اجبرت وزارة الخارجية وديوان نتنياهو، في الأسبوع الماضي، على اجراء محادثات طمأنة مع حكومتي اليونان وقبرص. فقد فوجئتا بالحديث عن اختراق في الاتصالات بين تركيا وإسرائيل، بينما قبل يوم واحد من ذلك عقد في القدس لقاء بين المدراء العامين لوزارات الخارجية الثلاث تمهيدا للقمة الثلاثية التي ستنعقد في نيقوسيا في 28 كانون الثاني المقبل. ولم تذكر إسرائيل خلال ذلك اللقاء أي تفاصيل حول تقدم المحادثات مع تركيا.

وعلم ان نتنياهو تحدث مع الرئيس القبرصي وابلغه بان العلاقات مع تركيا لن تمس بالعلاقات الوثيقة بين إسرائيل وقبرص.

"تركيا تريد الحصول على موطئ قدم في غزة"

في هذا السياق كتبت "يسرائيل هيوم" نقلا عن مصادر سياسية اسرائيلية، قولها امس، ان تركيا تريد الحصول على موطئ قدم في مسألة ادارة قطاع غزة، وان الاتراك طلبوا ذلك في السابق، بعد عملية الجرف الصامد، لكن رئيس الحكومة اتخذ قرارا استراتيجيا بتفضيل المسار المصري ورفض التركي. وفي هذه المرحلة لا تنوي إسرائيل التجاوب مع المطلب التركي.

في هذا السياق هاجم رئيس حزب "يسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان، رئيس الحكومة نتنياهو، امس، وقال: "من ناحية تقنية وجوهرية لا اعرف ان كان هذا الاتفاق مع تركيا سينفذ، ولكن الضرر بات واقعا، لأنه كان هناك من ركض لكي يحكي للأصدقاء قبل انتهاء الامور ونضجها".

نتنياهو: "التحقيق مع المعتقلين في ملف دوما يجري حسب القانون"

كتبت "هآرتس" انه على خلفية ادعاء المشبوهين في قضية احراق منزل عائلة دوابشة في دوما، بتعرضهم الى التعذيب من قبل الشاباك، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس، ان محققي الشاباك يتعاملون مع المشبوهين حسب القانون، هذا في وقت توجهت فيه وزيرة القضاء اييلت شكيد الى نتنياهو طالبة عقد اجتماع للجنة الوزارية لشؤون الشاباك لمناقشة الوسائل التي استخدمت خلال التحقيق.

وخلال جلسة كتلة الليكود، امس، توجه النائب ميكي زوهر الى نتنياهو وقال ان هناك افادات حول قيام الشاباك بتعذيب المعتقلين الاداريين اليهود. وطالبه بفحص الموضوع. فرد نتنياهو بأنه يمنع عليه التطرق الى تفاصيل التحقيق المقصود، لكنه اوضح ان "كل التحقيقات تجري حسب القانون، باشراف المستشار القانوني للحكومة والمحكمة. وخلافا للادعاءات لم يخرج احد عن المبادئ الخاضعة لمراقبة الجهاز القضائي".

وقال نتنياهو ان "القانون هو ذات القانون لليهود والعرب والمسيحيين والشركس، ومعاذ الله ان ننحرف عنه. نحن نريد منع تكرار هذه الاحداث ونفعل ذلك بشكل قانوني، مراقب بشكل تام".

يشار الى ان اللجنة التي طلبت شكيد عقد اجتماع لها لا تناقش عادة تحقيقات معينة، وجاء توجهها على خلفية الضغط الذي يمارس على نواب البيت اليهودي في اعقاب الادعاء بوجود تعذيب.

في السياق ذاته تطرقت شكيد امس الى مسألة التحقيق مع المشبوهين. وكتب موقع "القناة السابعة" ان شكيد كانت تتحدث خلال لقاء مع عشرات المسؤولين في مستوطنات الضفة الغربية، النشطاء في طاقم يطالب بإلغاء تجميد البناء، وقالت: "من صلاحيتي التأكد بأنه لا يتم اختراق القانون، وحقوق المعتقلين. توجهت بهذا الصدد الى المستشار القانوني ورئيس الشاباك عدة مرات، والتزما امامي بأن كل شيء يتم حسب القانون وباشراف المحكمة.

واضافت: "اعرف ان التحقيق ليس سهلا، وتستخدم هناك وسائل لم تستخدم من قبل في التحقيق. انهم يدعون بأن لديهم الاسباب الصحيحة وان المحكمة صادقت على ذلك. اعرف ان هذا صعب. لكن حسب كل المعلومات التي وصلت الي فان كل شيء يتم حسب القانون، وباستثناء ذلك لا استطيع اضافة شيء هنا".

اليمين يهدد القاضي نورئيل

في السياق نفسه، تكتب هآرتس" انه جرت امس مظاهرة امام منزل القاضي ايرز نورئيل في "روش هعاين" احتجاجا على عدم مطالبته للشاباك بتقديم توضيحات رغم ادعاء المشبوه القاصر في القضية امامه، بأنه تعرض الى التعذيب.

وكتبت "يديعوت احرونوت" في هذا الصدد ان ادارة المحاكم في اسرائيل، فرضت امس، حراسة على منزل القاضي ايرز نورئيل، من محكمة الصلح في بيتح تكفا، الذي ينظر في ملفات المعتقلين بقضية القتل الثلاثي في قرية دوما الفلسطينية، وذلك في اعقاب التهديد الذي نشر ضده على الشبكة.

ويشار الى ان القاضي نورئيل ليس الوحيد الذي يتعرض للتهديد على خلفية الاعتقالات في ملف قتل عائلة دوابشة. فقد تم في الأيام الأخيرة التحريض على الشبكة ضد وزير الأمن موشيه يعلون. وقام ضابط الأمن في الوزارة بتسليم الشاباك صورا عن التحريض على يعلون من قبل شخص يطلق على نفسه اسم "القابض" على شبكة تويتر، والذي نشر شتائم قاسية ضد يعلون ونعته "بالمعادي للسامية الذي ينكل باليهود الابرياء بدل معالجة العدو العربي".

وتواصلت في عدة اماكن في البلاد، امس، تظاهرات اليمين احتجاجا على معاملة المعتقلين المشبوهين بتنفيذ العملية في دوما. وتم في القدس الاعتداء على الشرطة وثقب اطارات احدى سياراتها.

وفي السياق نفسه رفضت المحكمة العليا، امس، التماسا قدمه المحامي ايتمار بن غفير، والذي طلب السماح له بالتقاء موكله، المشبوه الوحيد الذي منع حتى الان من التقاء محاميه.

غوفشتاين يدعو الى طرد المسيحيين من البلاد

كتبت "هآرتس" ان رئيس حركة "لهباه" بنتسي غوفشتاين، دعا في اطار مقالة نشرها، الأسبوع الماضي، الى منع احتفالات عيد الميلاد في إسرائيل، ووصف المسيحيين بأنهم "مصاصو دماء" وقال انه يجب طردهم من البلاد. وفي اعقاب ذلك توجهت تنظيمات مناهضة للعنصرية الى النيابة والشرطة وطالبت بفتح تحقيق ضده بشبهة التحريض على العنف والمس بالمشاعر الدينية.

وكان غوفشتاين قد نشر مقالته في الموقع المتدين "كوكر" تحت عنوان "لنجتث مصاصي الدماء"، وكتب فيه انه "لا يوجد مكان لعيد الميلاد في الأرض المقدسة، ويجب عدم السماح بموطئ قدم هنا للتبشيرية (المسيحية). لنطرد مصاصي الدماء من بلادنا قبل ان يمتصوا دمنا مرة اخرى. لقد شبعنا منهم بما يكفي".

وفي اعقاب ذلك توجه المركز الاصلاحي للدين والدولة ومقر مكافحة العنصرية الى نائب النائب العام للمهام الخاصة، المسؤول عن التحقيق في مخالفات التعبير، والى رئيس قسم التحقيق في وحدة السيبر في الشرطة، طالبين فتح تحقيق ضد غوفشتاين، لأن الدعوة الى طرد المسيحيين من البلاد تعني الدعوة الى ممارسة العنف ضدهم، وهذا يعني ارتكاب مخالفة التحريض على العنف. وكتب الملتمسون ان "هذه التصريحات تأتي على خلفية الكثير من اعمال العنف التي مورست ضد رجال الدين المسيحيين في السنوات الأخيرة".

يشار الى انه تم في السابق فتح ملف تحقيق ضد غوفشتاين بتهمة التحريض العنصري، كما انه تم اعتقاله في اعقاب قيام نشطاء من حركته بإحراق المدرسة الثنائية اللغة في القدس، لكنه لم يتم حتى اليوم تقديم لوائح اتهام ضده. وحسب ما نشرته القناة العاشرة فان النيابة تنوي كما يبدو اغلاق ملفاته.

فاينشتاين يدرس امكانية التحقيق مع عقيلة نتيناهو

كتبت "هآرتس" ان المستشار القانوني للحكومة، يهودا فاينشتاين يدرس امكانية التحقيق مع عقيلة رئيس الحكومة، سارة نتنياهو، في قضية منزل رئيس الحكومة. وعلم ان محامي رئيس الحكومة، يعقوب فاينروط، بعث مؤخرا برسالة الى فاينشتاين طلب فيها الاجتماع به لاقناعه بأنه يجب اغلاق الملف ضد سارة نتنياهو. ورد مكتب المستشار على الرسالة قائلا انه لا يرى حاجة الى عقد لقاء كهذا، وانه يكتفي بتسلم ادعاءات المحامي الخطية.

وحسب جهات مطلعة فقد ادعى فاينروط ان سارة نتنياهو لم تفعل ما يبرر الاشتباه بارتكاب مخالفات جنائية.  يشار الى ان الفحص الذي اجرته النيابة في اعقاب تقرير مراقب الدولة حول منزل رئيس الحكومة، تحول الى تحقيق جنائي في الوحدة القطرية لأعمال الغش والخداع. وبعد شهرين من بدء التحقيق امر فاينشتاين باستدعاء نائب المدير العام للممتلكات والموارد البشرية في ديوان رئيس الحكومة، عزرا سايدوف، للتحقيق معه في مكاتب "لاهب 433" في اللد حول قيامه بتشغيل الكهربائي افي فحيمة في بيت عائلة نتنياهو. وحسب الشبهات التي كشفها تقرير المراقب، فقد قام سايدوف بتشغيل فحيمة في منزل عائلة نتنياهو الشخصي في قيسارية وفي المنزل الرسمي لرئيس الحكومة في القدس، على الرغم من كونه ناشطا في الليكود، ورغم منع سايدوف من عمل ذلك.

وكان سايدوف قد نفى في تصريح قدمه للشرطة والمستشار القانوني للحكومة، الشبهات، وادعى انه قام بتشغيل فحيمة لكي يوفر في مصروفات صيانة المنزل. وبعد فحص التصريح من قبل فاينشتاين امر بفتح تحقيق جنائي في القضية واستدعاء الضالعين فيها للتحقيق.

وبالإضافة الى قضية تشغيل فحيمة، يجري فحص مسائل اخرى تم الكشف عنها من خلال المواد التي وصلت الى المراقب ولم يتضمنها تقريره، من قبل مدبر المنزل السابق ميني نفتالي الذي قدم دعوى ضد سارة نتنياهو وديوان رئيس الحكومة يدعي فيها المس به خلال فترة عمله.

مقالات

حين يهدد نصرالله بالرد، يجدر بنا تصديقه

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الجهاز الأمني الاسرائيلي انتظر طوال يوم امس (الاثنين) خطاب الامين العام لحزب الله، حسن نصرالله. فمنذ القصف الجوي الذي يُنسب الى إسرائيل، والذي قتل خلاله المخرب سمير قنطار قرب دمشق، نشرت وسائل الاعلام المتماثلة مع حزب الله اعلانات حداد وتضامن. وقد اكتفى نصرالله بمقولة عامة، مفادها ان المخرب الدرزي هو "احد رجالنا"، ووعد بالانتقام لموته في الوقت والمكان المناسبين للتنظيم.

ولم يوفر زعيم حزب الله تفاصيل أخرى، كما لم يُعرف ما هي الخطوط التي توجه العملية المخططة. هل سيكون ذلك انتقاما بحجم يمكنه اشعال حرب جديدة مع إسرائيل؟  يمكن الافتراض ان الجواب لا، وربما يأتي التلميح الى ذلك في وصية قنطار التي اختار التنظيم نشرها، والتي دعا من خلالها الى الانتقام لموته بحكمة ومن دون الانجرار الى حرب لا يمكن لحزب الله السيطرة عليها. ولكن يجدر بنا التعامل بجدية مع تصريح نصرالله: ففي غالبية الحالات التي هدد فيها إسرائيل، جاء الرد من قبل تنظيمه، حتى وان كان بقوة محدودة.

هذه هي المرة الثانية هذا العام، التي يسود فيها التوتر الكبير على الحدود الشمالية، على خلفية عملية اغتيال تنسب الى إسرائيل. في الجولة السابقة حدث ذلك بعد موت رجل حزب الله جهاد مغنية وجنرال ايراني وخمسة نشطاء عسكريين جراء تفجير وقع في الجانب السوري من هضبة الجولان، في كانون الثاني. في حينه امتنع نصرالله عن الظهور العلني على الفور، لكن تنظيمه هدد بتصفية الحساب مع إسرائيل ونفذ ذلك بعد عشرة ايام، في الكمين الصاروخي الذي نصبه للجيش وقتل خلاله ضابط وجندي من لواء جبعاتي.

قنطار ليس مغنية. وعلى الرغم من التمجيد الذي يغدقه حزب الله على بطله القتيل، يبدو ان قنطار لم يعمل حتى تحت مظلة حزب الله في السنة الأخيرة. فحسب مصادر مختلفة، فضل التنظيم الشيعي تقليص علاقاته مع المخرب الدرزي منذ سنة، بعد المصاعب التي واجهتها الشبكة التي ترأسها، في توفير نجاحات عسكرية في الجولان. ومنذ ذلك الوقت عمل قنطار برعاية الحرس الثوري الايراني في سوريا ولبنان، من خلال ضابط ايراني برتبة كولونيل. وادعت إسرائيل مؤخرا انه على خلفية مخططات الشبكة التي قادها قنطار، فقد اعتبر بمثابة "قنبلة موقوتة". واذا تمت تصفيته فعلا من قبل إسرائيل، فانه يبدو بأن هذه هي الخلفية لقتله.

في المقابل لا يتنكر حزب الله لتماثله مع قنطار. فاطلاق سراحه من السجن الاسرائيلي بعد 29 سنة، في صفقة تبادل الأسرى والجثث في اعقاب حرب لبنان الثانية، تم عرضه كإنجاز كبير للتنظيم، وتم الاحتفاء به بتحمس في بيروت. وتعلمنا تجربة الماضي بأن حزب الله يتعامل باحترام مع مسائل الاحترام والتقدير في ميزان الردع امام إسرائيل. ولذلك يصعب التصديق بأن التنظيم سيمتنع تماما عن الرد العسكري على القصف، حتى وان بدا نصرالله الان كما لو كان يتسحاق شمير لبناني، في تصريحاته بشأن "المكان والزمان".

من المشكوك فيه ان اطلاق القذائف الثلاث على الجليل، امس الاول، بعد مقتل قنطار، يلخص فصل الانتقام لدى حزب الله. لقد اعلن تنظيم فلسطيني مناصر لسوريا – الجبهة الشعبية ، القيادة العامة التي اسسها احمد جبريل، مسؤوليته عن اطلاق القذائف، علما ان سمير قنطار نفذ اول عملية له، والتي قتل خلالها ابناء عائلة هران وشرطي في نهاريا، في 1979، في اطار جبهة التحرير الفلسطينية التي انشقت عن تنظيم جبريل. وقد يكون اطلاق القذائف بمثابة تحية عسكرية تضامنا مع المخرب المخضرم. وليس من الواضح ما اذا تم تنفيذها بالتنسيق مع حزب الله.

الرد من قبل لبنان وسوريا يرتبط الآن، كما يبدو، بإيران. وسواء القيت مهمة الانتقام على حزب الله او على بقايا تنظيم قنطار في شمال هضبة الجولان، يمكن الافتراض بأن القرار النهائي سيأتي من ايران. اولا، لأن قنطار كان خلال الأشهر الأخيرة من حياته، عميلا لها. وثانيا، يوجد لإيران نسيج معقد من المصالح في المنطقة: العلاقات مع القوى العظمى على خلفية الاتفاق النووي، الجهود التي تبذلها للحفاظ على بقاء نظام الاسد في سوريا، والاتصالات الجارية لانتخاب رئيس لبناني جديد. هذه كلها كما يبدو تعتبر مسائل مهمة لإيران اكثر من قتل قنطار. وفي هذا السياق، يسود في اسرائيل الانطباع بعدم مصداقية التقارير التي تقول ان عملية القصف التي قتلت قنطار اسفرت عن قتل رجال من الحرس الثوري الايراني. وحسب المعلومات فان القتلى هم قنطار ونائبه والناطق بلسانه شعلان، وحارسه الشخصي.

على كل حال، يبدو ان الاستعداد الإسرائيلي يعتمد على فرضية عمل متشددة، وهي انه يمكن حدوث رد وربما يكون اخطر من المتوقع. خلال جولة قصيرة على امتداد مقطع من الحدود مع لبنان، امس، برزت قلة التواجد العسكري الاسرائيلي.  هذا لا يدل على مستوى تأهب الوحدات؛ بل ان الافتراض المعقول هو ان قلة السيارات العسكرية قرب السياج هدفه منع توفير اهداف لحزب الله.  في السابق تم وصف سلوك معكوس للجيش بأنه اخفاق عسكري قاد الى خسائر: في 2004 قتل بنيران القناصة تقنيا اتصالات تم ارسالهما لإصلاح هوائيات على سطح موقع "نوريت" العسكري على الحدود، رغم حالة التأهب التي سادت في المنطقة في اعقاب عملية اغتيال مسؤول في الجهاد الاسلامي في لبنان، والتي نسبت الى اسرائيل. وفي قضية كمين الصواريخ في مطلع السنة الجارية، تساءلوا في الجيش لاحقا، عما اذا كان خروج دورية قادة جبعاتي التي اصيبت في الهجوم، مبررا في ظل التوتر الذي ساد في المنطقة.

المستوطنات، مرة أخرى

يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" انه في الوقت الذي كان يمكن فيه الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تركز الاهتمام، اخيرا، على الحمام الدموي الدائر في سوريا، استغلت سمانثا باور، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، المنبر الذي وفره لها مؤتمر "هآرتس" في نيويورك، للحديث عن المستوطنات في الضفة مرة أخرى. واعلنت باور ان "حقيقة استمرار إسرائيل ببناء المستوطنات تثير تساؤلات حول اهدافها على المدى البعيد". وهي في ذلك تواصل مثل الكثيرين غيرها التمسك بيأس بخطوط 67.

ولكن خطوط 67 ليست الا خطوط وقف اطلاق النار التي نتجت عن الاتفاق مع الأردن في 1949، والتي احاطت بالمناطق التي احتلها الفيلق الأردني الذي هاجم اسرائيل في 15 ايار 1948.

ونتيجة لذلك الاتفاق واصل الأردن السيطرة على الضفة الغربية. وهو لم يحتل المنطقة فقط وانما قام بضمها اليه. لقد هدم الاردنيون البلدات اليهودية في المنطقة وقتلوا او طردوا سكانها، وفجروا الكنس في الحي اليهودي في القدس القديمة، ومنعوا اليهود من الوصول الى الحائط الغربي. ولم تشرح باور في مؤتمر "هآرتس" لماذا يجب ايلاء اهمية كبيرة الى هذه الخطوط والإصرار على ان اسرائيل التي دافعت عن نفسها في 1967، امام العدوان الأردني المتجدد، وخرق اتفاق وقف اطلاق النار لعام 1949، هي "محتل" في هذه المناطق، ولماذا يمنع اليهود من الاستيطان فيها.

من الحري بالمعارضين للاستيطان الاسرائيلي في الضفة ان يكونوا صادقين ويقولوا بأن الدولة الفلسطينية التي يطمحون الى قيامها في الضفة ستكون نقية من اليهود، وان اليهود الذين استوطنوا في هذه المناطق سيتم اخراجهم منها. طبعا لا يستطيع مندوب امريكي اعلان دعمه لسياسة التطهير العرقي، ولذلك تفضل باور الامتناع عن قول الأمور بشكل واضح. ولكن بعض المعارضين الآخرين للمستوطنات الإسرائيلية مستعدون لتسمية الامور باسمها: انهم يريدون طرد اليهود من هناك. فبطلهم هو اريئيل شارون الذي اقتلع بالقوة العائلات اليهودية من غوش قطيف.

احد الادعاءات التي يطرحها المعارضون للاستيطان في الضفة هو انها غير قانونية وانها ما كان يجب ان تكون هناك منذ البداية، ولذلك يجب اقتلاعها. من المناسب ان يقرأ هؤلاء مرة اخرى المادة السادسة من قرار الانتداب على فلسطين: "على ادارة فلسطين تشجيع ... الاستيطان اليهودي على الأراضي الاميرية والأراضي الموات غير المطلوبة لأهداف عامة". وفلسطين هنا تشمل الضفة الغربية.

من المناسب بمن يعتقدون ان الالتزام الدولي للاستيطان اليهودي في هذه المناطق فقد اهميته بعد قيام الأمم المتحدة – قراءة المادة 80 في الفصل الثاني عشر من ميثاق الأمم المتحدة: "لا يتم تغيير حقوق أية دول أو شعوب، أو تغيير شروط الاتفاقات الدولية القائمة التي قد يكون أعضاء الأمم المتحدة أطرافاً فيها". لقد اختارت الولايات المتحدة عدم الانضمام الى عصبة الشعوب، لكن مجلس الشيوخ صادق على صك الانتداب على فلسطين في عام 1925.

وبالنسبة للأهداف الإسرائيلية البعيدة المدى – فإنها تشمل طبعا الحفاظ على أمن دولة اسرائيل والشعب في اسرائيل. ليس من الواضح حاليا ما اذا كان قيام دولة فلسطينية في الضفة يتفق مع هذه الأهداف. ربما يكون انشاء دولة كهذه ممكن في المستقبل، لكن هذا ليس مؤكدا الان بتاتا؟ لا يمكن التوقع من الحكومة الإسرائيلية منع مواطني اسرائيل الذين يرغبون بالاستيطان في الضفة من عمل ذلك. على كل حال، اذا قامت الدولة الفلسطينية في المنطقة، فان وجود اقلية يهودية يجب ان لا يشكل عقبة، بل ربما يشكل كنزا للدولة الفلسطينية.

ليفين "يكسر الصمت": مخيب للأمل

يكتب اوري هاينتر، في "يسرائيل هيوم" ان الجنرال (احتياط) عميرام ليفين هو محارب وقائد يُشهد له، ومن افضل الجنرالات في تاريخ الجيش، ولا يمكن لأحد انتزاع هذا منه، ولا حتى هو نفسه. لكن هذه الحقيقة لا تضمن عدم وقوع الشخص في الخطأ في الدعم الذي عبر عنه لحركة "يكسرون الصمت" – في البيان الذي نشره في نهاية الاسبوع الاخير في صحيفة "هآرتس" تحت عنوان "انا ايضا اكسر الصمت" – اخطأ ليفين وضلل. مكانته وسيرته تحتمان عليه اظهار مسؤولية قومية اكبر من تلك التي اظهرها في خطوته هذه. مع ذلك، فان ليفين ليس طحلبا على هذا الحائط او ذاك في شارع شوكن. وبالذات في مثل هذه الحالات قيل "اذا كانت النار قد طالت اشجار الأرز فماذا تفعل طحالب الجدار".

بيان الدعم الذي نشره ليفين لحركة يكسرون الصمت، يثير الحرج. انه محرج لأنه قلص الرسالة الأهم الكامنة فيه الى اربع كلمات، حاصرها داخل اقواس. في قوله ان على الجيش تشجيع "يكسرون الصمت" على اسماع صوتهم في الجيش وفي المجتمع الاسرائيلي، اضاف داخل قوسين "وفقط في الجيش والمجتمع الاسرائيلي"، أي انه يعارض نشاطهم في الخارج. فلماذا اذن يدافع عنهم؟ سيما ان هذا هو محور الخلاف. ولهذا السبب بالذات يتم توجيه الانتقاد اليهم. اذا كان شريكا في هذا الانتقاد، فلماذا يقف الى جانبهم؟

إسرائيل تتعرض الى حملة منظمة ومنسقة جيدا لنزع شرعيتها، ويتم تمويلها بشكل جيد. في المؤتمر العنصري والمعادي للسامية في دربن، في 2001، تم تحديد الاستراتيجية، والتي انعكست في حملات المقاطعة وتشويه سمعة اسرائيل في العالم، وفي الجامعات وغيرها. وحركة يكسرون الصمت تشارك في هذه الحملة. انهم يتنقلون من مدينة الى اخرى، ومن دولة الى دولة، حاملين المعارض والأفلام التي تصور جنود الجيش الاسرائيلي كمجرمي حرب. الشبان في اوروبا والولايات المتحدة يتعرضون ال حملة غسيل للدماغ، معادية لإسرائيل ومتطرفة من قبل مختلف تنظيمات BDS، والإسرائيليين الوحيدين الذين يلتقون بهم "للموازنة" هم رجال "يكسرون الصمت" الذين يصبون الزيت على النار، وتحولوا الى رأس الحربة في هذه الحملة.

أنا متأكد من أن ليفين يعارض ذلك. فلماذا يقف الى جانبهم؟ لقد اصغيت الى مقابلة التأتأة التي اجراها معه كلمان ليبسكيند، بعد نشر البيان، والتي تعلمت منها انه ليس مطلعا على الموضوع ولا يعرف التنظيم ولا يدعمه تماما. وبالمناسبة، انا متأكد من ان غالبية الجنود الذين ادلوا بإفاداتهم بشكل بريء امام الحركة، يعارضون عملها، واشك انهم كانوا سيسلمونها افاداتهم لو عرفوا كيف يتم استخدامها.

طهارة السلاح ورسالة القتال تعتبر من القيم الاساسية في المجتمع الإسرائيلي والجيش الاسرائيلي. الجيش هو اكثر الجيوش اخلاقية في العالم – وهذا ليس شعارا. والجيش الاسرائيلي حاليا هو اكثر اخلاقية من أي وقت مضى، بما في ذلك الفترة التي خدم ليفين خلالها. توجد خروقات في عمل الجيش، وربما جرائم حرب تستحق محاربتها من اجل تعزيز اخلاقيات الجيش.

في حرب 48 نشر الترمان قصيدته "رغم هذا" التي كشف فيها جريمة الحرب المتمثلة بقتل مسن عربي بريء، وخرج بكل قواه ضد التساهل مع خطورة العمل. وقد هزت كلماته رؤوس الحراب، وامر بن غوريون بطباعة القصيدة وتوزيعها على كل الجنود. لقد نبع صدى الكلمات من حقيقة كتابتها من قبل الشاعر الاكثر تماثلا مع الرؤية الصهيونية، ورؤية النهضة، والجيل الذي حكم عليه بسفك دماء الانسان والدفاع عنه، كما كتب في قصيدة اخرى. تماثله مع الجيش، مع الدولة، مع الحرب، كان مطلقا، وجاءت قصيدته بهدف التصحيح وليس الكسر. اما يكسرون الصمت فانهم يتنكرون لدولتهم وللجيش، ويفترون عليه ويشوهون اسمه، ويخرجون ضد حق اسرائيل بالدفاع عن النفس. انهم لا يستحقون الدفاع عنهم من قبل عميرام ليفين.

لم احب، على أقل تقدير، الشريط الذي اصدرته "ام ترتسو" ضد "يكسرون الصمت" والذي يخدمهم فقط في حملة تباكي "المضطهدين". كالعادة يدعم المتطرفون بعضهم البعض. في اطار معهد الاستراتيجية الصهيونية، يعمل تنظيم "حقوق الإنسان ازرق – ابيض" – تنظيم صهيوني يعمل على دعم قيم اخلاق الحرب من خلال الايمان بعدالة إسرائيل وعدالة نضالها وحربها. هذه هي الطريق المناسبة لتصحيح الشوائب القائمة داخلنا.

الحكاية القديمة ذاتها

يكتب يارون لندون في "يديعوت احرونوت" متسائلا: "لماذا تثير جمعيات حقوق الانسان غضب الكثير من الناس؟ هل صحيح انه يتم تشويه صورة اسرائيل في العالم بسبب انتقادات هذه الجمعيات لها؟ هل سيؤدي اسكات هذه الجمعيات الى تجميل صورتنا؟ هل سيحسن كشف مصادرها المالية من قدرة قوات الأمن على توفير الحماية لنا؟

لقد اثنى ضباط القضاء العسكري بالذات على التأثير الجيد لهذه الجمعيات واعترفوا بأنها تسلمهم بين الحين والآخر معلومات تفيد في تطبيق القانون في المناطق المحتلة. الآراء مختلفة حتى بشأن "يكسرون الصمت"، الجمعية الاكثر مثيرة للغضب. وخلافا لوزير الأمن الذي ارغى وطالب نشطاء الحركة بتسليم المعلومات التي يملكونها للجيش بدل نشرها في العالم، قال الجنرال احتياط عيمرام ليفين، المحارب المشهود له، والذي كان نائبا لرئيس "الموساد" انه يجب عدم التنكيل بالحركة. ونشر اعلانا دافع من خلاله عن الحركة بكل قوة. تعادل.

حسب رأيي هناك مبالغة في خطورة اضرارها وحجم فائدتها. والمبالغة بحجم الضرر لصورتنا نابعة من حقيقة ان الحلبات الاساسية التي يجري عليها النقاش حول صورة إسرائيل هي الاكاديميات الغربية. هناك، على تلك الحلبات، يدخل المتحدثون باسم إسرائيل في مواجهات مع من يفترون على الدولة اليهودية. الكثير من رجالنا الذين يتم ارسالهم الى الغرب هم صحفيون وكتاب، رجال كلمات لديهم حساسية لمقولات المثقفين. انهم يضخمون ما يقال ضدنا ويزيدون من مشاعر الملاحقة التي تنتقص من امننا الذاتي.

لكن مشكلتنا ليست نابعة من الافادات التي توفرها الجمعيات، وانما من نقاط الضعف الثلاث الثابتة: اولا، معارضة العالم الجارفة لضم المناطق المحتلة. ربما يكون الجيش الاسرائيلي هو الاكثر اخلاقية في العالم، ولكن السؤال لا يتمحور حوله، وانما حول مستوى اخلاق الحكومة التي ترسله الى مهامه. الجيش المحترم يمكنه اداء المهام الضارة، بكياسة كبيرة. جرائم بعض الجنود، قطع اشجار الزيتون في الضفة، قتل طفل فلسطيني نتيجة خطأ او فرض حظر التجول على مخيم في بيت لحم، ليست احداثا تؤثر على المعايير السياسية للقادة في اوروبا وامريكا. انهم يشاهدون الصورة الشاملة المثيرة لليأس، التي رسمها جون كيري في "مؤتمر صبان".

نقطة الضعف الثانية هي المصالح السياسية والاقتصادية التي تجعل الدول تدعم الموقف العربي، والثالثة هي العداء للسامية الذي لا يحتاج الى أي مساعدة من اجل قذف اليهود.

اذا كان الأمر كذلك، فلماذا هذا النقاش الساخن جدا حول الجمعيات؟ اعتقد ان الامر ليس بسبب اهمية الموضوع في حد ذاته، وانما لأنه يجدد مخزون الذخيرة الكلامية الذي تراجع خلال السنوات الكثيرة التي تشاجرنا خلالها حول صورة الدولة. كل الادعاءات، في هذا الجانب او ذاك، سمعناها مرارا وتكرارا، حتى ملت الآذان عن سماعها.

ما الذي يمكن قوله ايضا عن الخطر الكامن في استمرار الاحتلال، ضد الخطر الكامن في التخلي عن مناطق مسيطرة؟ ما الذي يمكن قوله ايضا عن "لا يوجد شريك"، وعن الديموغرافية، وتطور نظام الأبرتهايد، والمبادرة السعودية؟ النقاش حول المواقف لن يفيد ولن ينقص، لكنه يخفف من الملل.

لقد تم حسم المعركة. اليمين حقق نجاحا ساحقا، لكنه لم يستوعب انتصاره بعد، ولا يزال مدمنا على الشعور المؤثر الذي تثيره سلسلة الأدرينالين، بينما يدمن اليسار على نص الاوبرا التراجيدية التي يقوم رجالها بدور المحاصرين في المعركة الاخيرة. النقاش حول الجمعيات يستدعي الفيالق الى خدمة العلم ويصنفهم حسب طوائفهم واحزابهم واصلهم واماكن سكناهم ومستوى ثقافتهم وعمق ايمانهم الديني. انها ذات الحكاية القديمة.

بيان صحفي 

التعليـــقات