رئيس التحرير: طلعت علوي

للعام الثالث على التوالي.. ورود غزة لا تصل أسواق أوروبا

الأحد | 20/12/2015 - 12:39 مساءاً
للعام الثالث على التوالي.. ورود غزة لا تصل أسواق أوروبا

منذ أن توقف الدعم الهولندي لمزارعي غزة عام 2012، تقلصت المساحات المزرعة بالورد على مدار العام، والذي كانت تفوح رائحته في الأسواق المحلية والأوروبية بمواسم أعياد الميلاد، والحب والأم، ويُدرّ دخلاً وفيرًا على المزارعين.

ولم تزد المساحة المزرعة هذا العام عن 15 دونمًا، بعد إحجام كثير من المزارعين عن زراعة الورد بعد منع تصديره، وتلقيه "ضربة قاصمة" بتوقف الدعم الهولندي قبل ثلاث سنوات، وكان قبلها يزرع على مساحة 150 دونمًا.

إبراهيم صيام (50عامًا) أحد مزارعي الزهور بغزة، كان يزرع أكثر من 13 دونمًا، لكنها تقلصت تدريجيًا منذ فرض الحصار الإسرائيلي، قبل نحو تسع سنوات إلى أن وصلت لثلاثة دونمات، وتُزرع بأصناف تُباع محليًا فقط.

ويزرع الفلسطيني أنواعًا مختلفة من ورود "الجوري"، وزهور "الخرسيوت"، و"الألمنيوم"، و"لواندا"، و"الجربيرا"، وتباع جميعها في السوق المحلي، "وبأسعار أقل مما كانت تباع به عند تصديرها"، وفق ما يقول.

وكانت الزهرة الواحدة تُباع في السوق الأوروبية بـ"1 يورو" (4 شيكل)، لكنها تُباع في السوق المحلية بـ"1 شيكل"، وتمنى المزارع أن يعيد الاحتلال السماح بتصديره، وأن تستأنف هولندا دعمها لزراعته.

من جانبه، يقول مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة في غزة تحسين السقا إنّ تصدير الزهور لخارج القطاع متوقف للعام الثالث على التوالي، بعد رفع الدعم الهولندي لمزارعيه، وهي الخطوة التي مثلت ضربة قوية لزراعته.

ويوضح السقا أن زهور غزة كانت تُعاني من المنافسة الشديدة مع المُنتجات الأخرى في الأسواق الأوروبية، والتي تُباع بثمن أقل، لأن تكلفة زراعتها في الخارج أقل منها بغزة.

ويبين المسئول بالوزارة أن زراعة الدونم الواحد من الورود في غزة تبلغ نحو 10 ألاف دولار أمريكي، عدا عن تكاليف تصديره للسوق الأوروبية.

وكان قطاع غزة يصدر نحو 50 مليون زهرة سنويًا إلى أوروبا حتى عام 2004؛ لكن المزارعين في عام 2012م لم يتمكنوا إلا من تصدير خمسة ملايين فقط؛ بسبب الإغلاقات والمعوقات الإسرائيلية المتكررة على المعابر، ووقف الدعم الهولندي.

وعرفت زراعة الزهور في فلسطين منذ القدم، إلا أنها اقتصرت على الزراعة المنزلية، وفي الحدائق العامة؛ أما زراعة الزهور لأغراض تجارية، فعرفت في غزة على وجه الخصوص عام 1991، واتسع نطاقها في عام 1998؛ إذ وصلت إلى أكثر من 100 مشروع على ما مساحة نحو 1200 دونم، معظمها يتركز في بيت لاهيا في أقصى الشمال، وكذلك في رفح أقصى الجنوب.

وتراجعت زراعة الزهور بعد عام 2000؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وإغلاق المعابر أمام عمليات التصدير أو تعقيدها، بالإضافة إلى عمليات تجريف وقصف الأراضي الزراعية؛ ما أدى إلى خسائر فادحة للمزارعين.

©صفا

التعليـــقات