رئيس التحرير: طلعت علوي

غرفة نابلس وجامعة النجاح تنظمان ورشة عمل مشتركة

الأحد | 20/12/2015 - 10:44 صباحاً
غرفة نابلس وجامعة النجاح تنظمان ورشة عمل مشتركة

اكد رجال اعمال واكاديميون ومختصون على اهمية التعاون بين القطاع الخاص والقطاع الاكاديمي لسد الفجوات بين احتياجات سوق العمل ومخرجات التعليم الاكاديمي وغيره لتتلاءم ومتطلبات السوق المحلي المتنامية في فلسطين. جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة نابلس وجامعة النجاح الوطنية اليوم في قاعة الغرفة بحضور ممثلين عن القطاع الخاص في نابلس وكوكبة من اساتذة جامعة النجاح الوطنية في اطار تنفيذ مشروع Erasmus+Higher Education Reform Experts – Palestine الممول من الاتحاد الاوروبي.

وتمحور الحديث حول ايجاد سبل وقنوات للتعاون بين القطاع الخاص والقطاع الاكاديمي ، علاوة على بحث مشاكل وفجوات التواصل بين القطاعين ، وصولا الى طرق التغلب على تلك المشاكل.

وافتتح الورشة رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس عمر هاشم بكلمة رحب فيها بالحضور ، وشكرهم على تلبية الدعوة للمشاركة في هذه الورشة الهامة التي تعقدها الغرفة والجامعة اليوم حول موضوع التعاون المشترك بين القطاع الخاص والقطاع الاكاديمي بما يعمل على تلبية احتياجات الطرفين. واشار هاشم الى الشراكة التي تجمع الغرفة وجامعة النجاح على مدى السنوات الماضية انطلاقا من دورهما المحوري في المحافظة. وحيّا هاشم أُسرة الجامعة ودورها في تخريج الكفاءات العلمية البشرية الفلسطينية على مر السنوات الاخيرة ، ومدى التطور الذي وصلت اليه ، مؤكدا ان الورشة حرصت على وجود نخبة من المختصين من ذوي العلاقة في القطاعين الخاص والاكاديمي للتداول حول ذلك من اجل وضع الحلول والتوصيات المناسبة امام صناع القرار.

وتحدث منسق مشاريع الاتحاد الاوروبي ومدير مركز بحوث الطاقة في جامعة النجاح الوطنية الدكتور عماد بريك في مداخلته عن اهمية تعزيز العلاقة بين القطاع الخاص والقطاع الاكاديمي في فلسطين ، مشيرا الى الخدمات التي تقدمها الجامعة ، وانشاء المراكز العلمية الخمسة التي تهدف الى تعزيز وتطوير العلاقات مع المجتمع المحلي. ونوه الى اهمية تعزيز قدرات العاملين في سوق العمل موضحا ان انشاء الشركة الفلسطينية لدعم المعرفة جاء لتقديم خدمات استشارية بالشراكة مع غرفتي نابلس وغزة. وبيّن بريك ان الورشة اليوم تهدف الى الخروج بتوصيات وتحويلها الى سياسات من اجل بناء استراتيجيات للتدخل لحل المشكلات القائمة. وبين ان المراكز العلمية في الجامعة هي نواة لتعزيز العلاقة المشتركة والمتبادلة ، بالاضافة الى احتضان الطلبة وافكارهم من اجل تحويلها الى مشاريع ذات جدوى اقتصادية. واختتم بالقول ان هدفنا اليوم هو مناقشة وجهتا نظر القطاعين الخاص والاكاديمي ومفهوم كلا الطرفين لاحداث عملية التعاون المطلوبة ، وبالتالي وضع ذلك امام واضعي السياسات وصناع القرار.
وتحدث عضو مجلس ادارة الغرفة ياسين دويكات عن احتياجات سوق العمل ومدى ارتباطه بالتعليم العالي في فلسطين ، مؤكدا ان سوق العمل في فلسطين يعاني من عدم وجود توليد فرص عمل كافية لاحداث التنمية المستدامة. ودعا دويكات الجهات ذات العلاقة الى ترشيد منح رخص للتخصصات العلمية والمهنية الجديدة ، علاوة على تشجيع المستثمرين لفتح منشآت اقتصادية جديدة من اجل استيعاب العدد الكبير من الخريجين من الجامعات المحلية. وطالب بتوجيه رسالة توعية الى الاهالي واولياء الامور لحث ابنائهم للالتحاق بتخصصات يحتاجها فعليا سوق العمل المحلي داعيا الى التركيز على التعليم المهني والتقني باعتباره احد ادوات التنمية.
وتناول مدير مركز النجاح للابتكار والشراكة الصناعية في الجامعة د. يحيى صالح من خلال عرض تقديمي مفصل رؤيا وفلسفة ومهام المركز والخطوات والمحطات والانجازات التي عمل عليها باعتباره احد الادوات التي اوجدتها الجامعة من اجل مأسسة التعاون مع القطاع الخاص الفلسطيني منذ عام 2012. وقال ان الجامعة تحرص على زيادة الثقة مع القطاع الخاص من اجل العمل لتحقيق شراكة مستدامة وترسيخ العمل الجامعي للمجتمع وللقطاعين الصناعي والخدماتي من اجل احداث التطوير المطلوب.
من جهته ، عبّر مدير عام الغرفة وممثلها في المشروع عصام ابو زيد عن سعادته بعقد الورشة التي تحتضنها الغرفة اليوم بالتعاون مع جامعة النجاح. وقال ان الغرفة تسعى الى افادة سوق العمل ومنشآته في نابلس من خلال المشاريع التي تشارك فيها باعتبارها مظلة القطاع الخاص. ودعا القطاع الخاص الى الاستفادة من المراكز التي انشأتها جامعة النجاح من اجل مزيد من الابحاث التي تفيد القطاعين الصناعي والخدماتي على حد سواء. واضاف ان الغرفة تعمل في الآونة الاخيرة على سلسلة من مذكرات التفاهم مع عدة جهات من اجل تدريب الطلبة في سوق العمل ، ايمانا منها بان الطالب والخريج الجامعي بحاجة الى الانخراط الفعلي في المنشآت الاقتصادية من اجل اكتساب المهارات المطلوبة قبل عملية التوظيف.
بعد ذلك ، دار نقاش موسع في الورشة شارك فيه كل من مهند هيجاوي ، طارق سقف الحيط ، د. احمد الرمحي ، د. خالد برهم ، حسام دويكات ، ايمن صبوح ، د. اديب الصيفي ، غسان عنبتاوي ، معاذ ابراهيم ، نغم ابو ارميلة ، وعصام القدع ، الذين اكدوا على اهمية عقد الورشة والتكرار الحاصل حول موضوعها بحيث انه اشبع بحثا لكن النتائج لم تصل حتى الآن الى المستوى المطلوب. كما نوهوا الى اهمية ايجاد رؤية استراتيجية لضبط الواقع الحالي الذي يعاني من انجازات مبعثرة. كما عبروا عن جاهزية القطاعين الخاص والاكاديمي للعمل على مزيد من التعاون لايجاد لغة متكاملة. وطالب المتحدثون بدور تكاملي في مجال تدريب الطلبة والخريجين بموازاة تدريب كوادر القطاع الخاص في دورات التعليم المستمر ، واجراء دراسات مستمرة لتلمس احتياجات سوق العمل المتنامية والمتغيرة سنويا ، اضافة الى تغيير سياسة التدريب الخارجي للطلبة ، واجراء زيارات ميدانية لمنشآت القطاع الخاص وبناء علاقات شخصية مع مسؤوليها ، والعمل على تخصصات جديدة مثل دبلوم تأمين او محامي تخصص تأمين ، وتحميل كافة الجهات مسؤولياتها من ناحية العائلة والمجتمع والجامعة والحكومة ، وعمل اتفاقيات بين الجامعة وبين المنشآت الاقتصادية ، وتغيير ثقافة الاهالي والطلبة ، ودعوة الشركات وممثليها الى الجامعة ضمن منهجية مناسبة ، والعمل على اطالة عمر فترة تدريب الطالب والخريج والاحتكاك في سوق العمل طيلة الفصول الدراسية ، وعدم تحول الجامعات الى جهات منافسة لمنشآت القطاع الخاص ، مع العمل على ايجاد ديناميكية في التخصصات في الجامعات ، وتطوير مهارات وقدرات الطالب الجامعي الاساسية في قضايا التواصل والاتصال ، والتعبير عن الذات ، والتفكير الناقد وغيرها ، والترويج لجامعة النجاح وامكانياتها.
وقدّم ممثلو القطاع الخاص في مداخلاتهم في الورشة نماذج من عمليات التدريب التي يقومون بها للطلبة والخريجين اثناء وبعد الدراسة ، الامر الذي يؤكد ضعف مخرجات التعليم بشكل عام والحاجة الماسة للعمل على تحسين الصورة بكل السبل الممكنة.
وفي ختام الورشة ، عبّر عماد بريك ويحيى صالح وعصام ابو زيد عن شكرهم لكل المداخلات التي كانت ثرية ، واغنت موضوع الحديث في الورشة ، باعتبارها نابعة من ذوي الاختصاص ، معبرين عن الامل في ان تكون هذه الورشة قاعدة للانطلاق الفعلي والعمل على متابعة بعض الافكار التي يمكن تطبيقها فعليا من خلال لجنة مصغرة في اطار الشراكة القائمة بين الغرفة والجامعة لتلبية متطلبات الطرفين في القطاعين الخاص والاكاديمي.

بيان صحفي 

التعليـــقات