رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 17 كانون الأول 2015

الخميس | 17/12/2015 - 10:44 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 17 كانون الأول 2015

وفد الرباعي الدولي يزور رام الله اليوم، بعد إسرائيل، في محاولة للحفاظ على حل الدولتين

كتبت صحيفة "هآرتس" ان وفد من الرباعي الدولي، الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وصل امس الاربعاء، الى القدس، واجتمع مع مسؤولين كبار في ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية. وقال دبلوماسيون غربيون ان زيارة الوفد، التي تأتي بعد تأجيلها ثلاث مرات خلال الأشهر الأخيرة، تركز على محاولة صياغة صفقة من الخطوات البناءة للثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين كجزء من خطوة واسعة للحفاظ على حل الدولتين.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط نيقولاي ملدانوف، خلال محادثة عبر الفيديو اجراها من القدس مع مجلس الأمن، ان "وفد الرباعي الدولي يواصل جهوده من اجل دفع خطوات عملية على الأرض، تتفق مع الاتفاقيات السابقة بين اسرائيل والفلسطينيين ويمكنها ان تعيد الأمل الى الشعب الفلسطيني والحفاظ على قدرة التوصل الى حل الدولتين بواسطة المفاوضات".

والتقى وفد الرباعي الدولي في ديوان رئيس الحكومة مع مبعوث نتيناهو الخاص لعملية السلام يتسحاق مولخو، ومدير عام وزارة الخارجية دوري غولد، ورئيس قسم التنظيمات الدولية في الوزارة روني لاشنو ياعر، ومع ممثل مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة عوديد يوسيف. وسيصل الوفد اليوم الى رام الله للاجتماع مع مسؤولين فلسطينيين.

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية، عمانوئيل نحشون، انه "جرى نقاش طويل، موضوعي وجدي حول طرق وقف العنف واعادة الأمن ووقف التحريض، وكذلك في مسألة الأفاق المستقبلية للعملية السياسية. وأقر الطرفان بأن استمرار العملية السياسية هو الضمانة الحقيقية للأمن والسلام".

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان المحاورين الاسرائيليين اكدوا للوفد ان إسرائيل تولي اهمية للحوار المتواصل مع الرباعي الدولي، بصفته جهة مسؤولة ومعتدلة. وقال ان ممثلي اسرائيل ذكرّوا الرباعي الدولي بالقرار الذي اتخذه في ايلول 2011، والذي اكد اهمية اجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين من دون شروط مسبقة.

يشار الى ان زيارة وفد الرباعي الدولي كان يجب ان تتم في تشرين الاول الماضي، بعد اللقاء الذي عقده وزراء خارجية الرباعي على هامش اعمال الأمم المتحدة في نهاية أيلول، لكن إسرائيل طلبت تأجيل زيارة الوفد على خلفية التصعيد الأمني في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي مرتين على الأقل تم تأجيل الزيارة بطلب من نتنياهو.

كما يشار الى ان الوفد ضم ممثل الاتحاد الاوروبي فرناندو جنتيليني، علما ان رئيس الحكومة اعلن قبل اسبوعين عن تعليق اللقاءات مع الاتحاد الاوروبي في موضوع العملية السلمية، بسبب وسم منتجات المستوطنات. لكن مسؤولا في القدس قال ان تعليق الاتصالات مع الاتحاد الاوروبي لا يسري على اللقاءات مع الرباعي الدولي.

كما يشار الى ان فرص نجاح الرباعي بصياغة صفقة ملموسة من الخطوات البناءة للثقة منخفضة جدا. فقبل اسبوعين فشلت محاولة مشابهة قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ورفض نتنياهو تطبيق غالبية الخطوات التي طالبه كيري بتنفيذها، وتراجع عمليا عن التزاماته السابقة للأمريكيين في هذا الموضوع. كما لم يظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي استعداد لتنفيذ الخطوات التي طلبها منه كيري ازاء اسرائيل.

نائب وزير الأمن: لن يتم تعويض عائلة دوابشة

كتبت "يديعوت احرونوت" انه فور احراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما، وعد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتقديم تعويضات الى العائلة التي فقدت الاب والام واحد ولديها في هجوم الكراهية. لكنه اتضح يوم امس ان الدولة لا تنوي تعويض العائلة.

وقد اتضح الامر بعد قيام النائب يوسف جبارين بتوجيه سؤال في الكنيست طلب من خلاله معرفة اين وصلت قضية تعويض العائلة. ورد عليه نائب وزير الأمن ايلي بن دهان، قائلا ان قانون تعويض العمليات العدائية يسري فقط على المواطنين الإسرائيليين ولذلك فان ابناء عائلة دوابشة لا يستحقون التعويض. واضاف بن دهان انه يمكن لعائلة دوابشة تقديم طلب الى اللجنة الخاصة في وزارة الأمن.

قصف خانيونس في اعقاب انفجار عبوة ناسفة قرب دورية اسرائيلية بمحاذاة السياج الحدودي

كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي قصف امس منطقة خانيونس في اعقاب انفجار عبوة ناسفة، قرب السياج الحدودي، عندما مرت قوة عسكرية إسرائيلية في المكان. ويعتبر هذا الحادث شاذا على حدود غزة، فعلى الرغم من حدوث بعض عمليات اطلاق النار من اسلحة خفيفة او اطلاق صواريخ من قطاع غزة، الا انه لم يتم زرع عبوات بهدف اصابة دوريات الجيش بالقرب من الحدود.

وكانت دورية من لواء جولاني قد سمعت بعد ظهر امس دوي انفجار بالقرب من السياج الحدودي، في منطقة خانيونس. واعتقد الجنود ان المقصود اطلاق نيران باتجاههم، لكنه اتضح لاحقا ان المقصود عبوة انفجرت على مقربة منهم. وبعد ذلك رد الجيش برشق قذائف باتجاه القطاع. وحسب مصادر فلسطينية فقد اسفر القصف الاسرائيلي عن اصابة ثلاثة مزارعين فلسطينيين في منطقة خانيونس.

اقصاء طيار حربي اردني بسبب رفضه القدوم الى اسرائيل

نقلت "هآرتس" عن وسائل اعلام اردنية ان طيارين اردنيين قاموا "بزيارة عمل" الى اسرائيل في اطار نشاطهم في سلاح الجو الملكي. وحسب المصادر فقد تم اقصاء طيار اردني من سلاح الجو بسبب رفضه الحضور الى اسرائيل، ما اثار نقاشا واسعا على الشبكة الاجتماعية.

وقالت التقارير ان الطيار مجدي الصمدي اوضح انه تجند لسلاح الجو الأردني كي يحارب إسرائيل وليس لكي يزورها او يتعاون معها. وجاء في التقارير انه تم اقصاء الصمدي دون دفع تعويضات له، ولم يتم التبليغ رسميا عن اقصائه، ولا عن زيارة الطيارين الى اسرائيل.

ويثير النشر عن هذا الموضوع نقاشا في الأردن حول التعاون مع الجيش الاسرائيلي، وتم من خلاله توجيه انتقادات لمشاركة الاردن في مناورات مع اسرائيل. وكتب ابن عم الصمدي، وهو صحفي في شبكة الجزيرة، عن الموضوع على صفحته في الفيسبوك، واعلن مستخدمون للشبكة عن تأييدهم للصمدي واثنوا على قراره.

ولم تتطرق إسرائيل للموضوع، علما ان احد الضباط الكبار في الجيش كان قد اعلن في السابق عن وجود علاقات جيدة بين قوات الأمن الإسرائيلية والاردنية. وشاركت طائرات من سلاحي الجو في البلدين، في آب الماضي، في تدريب مشترك مع سلاح الجو الامريكي في نيفادا. وحسب تقارير غربية فقد قام سلاح الجو الاسرائيلي خلال الرحلة الى نيفادا بتزويد الوقود للطائرات الأردنية.

المصادقة النهائية على توسيع مستوطنة جيلو

ذكرت "هآرتس" ان اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدس، صادقت امس الاربعاء، نهائيا على خطة لبناء 891 وحدة اسكان في حي غيلو وراء الخط الاخضر. وكانت هذه الخطة قد ازيلت عن جدول الاعمال في اللحظة الاخيرة قبل اسبوعين خشية ان تؤدي الى رد فعلي امريكي شديد خلال زيارة نتنياهو الى البيت الابيض. وسبق وصودق على هذه الخطة لأول مرة في نهاية 2012.

يشار الى انه يجري في غيلو دفع عدة مخططات كبيرة للبناء في المدينة. وفي الماضي تسببت هذه المخططات بازمات سياسية مع الولايات المتحدة. وقبل عامين، وبعد المصادقة على خطة بناء 708 وحدات اسكانية في غرب الحي، نقل عن وزير الخارجية جون كيري قوله ان التصديق على الخطة كان من مسببات انهيار المحادثات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.

يشار الى ان الخطة التي صودق عليها توسع الحي جنوبا باتجاه الوادي العميق الذي يفصل بين الحي ومدينة بيت جالا. وقال عوفر ايوبي، رئيس الادارة الجماهيرية في الحي انه يدعو من يعتقد بأن بيت جالا تابعة للضفة، لزيارة الحي كي يرى التواصل بين بيت جالا والقطمون وتلفيوت وجبل ابو غنيم والمالحة. واضاف: "لقد تم شطب الحدود هنا منذ زمن".

وقالت جمعية "مدينة الشعوب" ان سلوك نتنياهو وحكومته في موضوع المصادقة على الخطة هو مثال آخر على لعبة القط والفأر التي تلعبها الحكومة الإسرائيلية امام الامريكيين في موضوع البناء في القدس الشرقية. استمرار الخطوات الاحادية الجانب، كهذه الخطوة، سيعمق فقط الأزمة التي تتدهور اليها إسرائيل في غياب اتفاق سياسي وستخرب كل فرصة للتوصل الى اتفاق حقيقي وعادل في القدس.

لائحة اتهام ضد قاصر عربي طعن شرطيا من حرس الحدود واخرى ضد قاصر من الضفة

ذكرت "هآرتس" انه تم يوم امس تقديم لائحة اتهام ضد قاصر (16 عاما) من احدى قرى الجليل، على خلفية قيامه قبل ثلاثة اسابيع بطعن شرطي من حرس الحدود في نهاريا. واتهم القاصر بحيازة سكين ومحاولة القتل. وطلبت النيابة اعتقاله حتى انتهاء الاجراءات القضائية ضده.

ويتضح من لائحة الاتهام ان الشاب وصل الى نهاريا ظهر يوم الجمعة وبحوزته سكين. وقرابة الساعة السادسة والنصف مساء وصل الى المحطة المركزية وانتهز مرور الشرطي من امامه، لطعنه بالسكين عدة مرات في القسم العلوي من ظهره وفي رأسه. واصيب الشرطي بجراح بين طفيفة ومتوسطة، لكنه صارع المهاجم، وتمكن بمساعدة شخص اخر من السيطرة عليه، لكن المهاجم تمكن من الافلات وحاول طعنه مرة أخرى، فضربه الشرطي بسلاحه على رأسه، مما جعله يهرب من المكان.

وقال مقربون من الشاب ان صديقته ماتت قبل عدة اسابيع فأصيب بحالة نفسية صعبة. كما لم يتم العثور في صفحته على الفيسبوك على دلائل قومية، الا انه تم العثور على ملاحظات المح فيها الى رغبته بالموت. وقال محاميه حنا بولس ان لائحة الاتهام تثبت ان خلفية ما فعله موكله ليست قومية. واضاف: "ليس من المعقول ان من يحاول طعن شرطي يطلب منه اطلاق النار عليه. كما هو ظاهر فان الشاب كان يريد لاحد ان يطلق النار عليه".

الى ذلك قدمت نيابة لواء الجنوب، امس، لائحة اتهام الى المحكمة المركزية للشبيبة ضد فتى (14 عاما)، بعد محاولته تنفيذ عملية طعن. واتهم الفتي بمحاولة القتل وحيازة سكين بدوافع عنصرية والدخول الى إسرائيل بشكل غير قانوني.

وحسب لائحة الاتهام فقد غادر الفتي منزله في الضفة، قبل اسبوعين، وترك رسالة يطلب فيها من والديه واخوته مسامحته، ويودعهم. وتمكن من اجتياز السياج الحدودي وهو يحمل سكينا وسار على امتداد السياج قاصدا الوصول الى بلدة يهودية. ومرت في المكان دورية عسكرية فقامت باعتقاله.

يعلون: "خطر التنظيمات اليسارية اكبر من صواريخ حزب الله وعمليات الطعن والنووي الايراني"!

كرر وزير الأمن، موشيه يعلون، امس، هجومه على الحركات اليسارية، والتي وصفها بأقلية تحاول جر اسرائيل الى الهاوية. فقد قال في خطاب القاه امس خلال مراسم منح وسام عزيز السلطات المحلية انه "تجري معركة بين الغالبية المطلقة لمواطني اسرائيل التي تسعى الى حياة طبيعية وبين اقلية تحاول جرنا الى الهاوية". واضاف يعلون، حسب "هآرتس" ان "مواطني إسرائيل يحاربون اليوم على صورة الدولة وقيمها. هذا ليس نضالا بين اليمين واليسار، لأنه في هذه الحالة يجب على القوى المتعقلة في المجتمع الاسرائيلي، من كل جوانب الخارطة السياسية، ان تكون موحدة". وحسب اقواله فان هذا خطر ملموس اكثر من "شاحنة اخرى محملة بالصواريخ تسافر من سوريا الى لبنان. انه اصعب من ارهاب السكاكين والدهس، ويهددنا بشكل ليس اقل، لا بل اكثر من المشروع النووي الايراني".

ولدى تطرقه الى انتقاد اليمين لرئيس الدولة رؤوبين ريفلين، قال يعلون انه يجب شجب التحريض على منتخب جمهور او الجهاز القضائي، لأن من يقوض شرعية المحكمة ويسمح بالتحريض على القضاة وقراراتهم، يمس بسلطة القانون ويمكنه ان يقودنا الى حافة الفوضى".

وفيما يتعلق بالإرهاب اليهودي، قال يعلون: "في مثل هذه اللحظات والاوقات، التي يغلي فيها الدم احيانا، ويتعاظم الألم، علينا ألا ننسى قيمنا. في هذا الوقت بالذات من واجبنا منع أي مس او محاولة للمس بالأبرياء ومعاقبة من يسمح لنفسه بتفريغ غضبه على المدنيين او رجال الأمن، بكل قوة. يجب العمل بشدة ضد المتحمسين والمحرضين على انواعهم، واولئك الذين يأخذون القانون الى ايديهم باسم فكرة كهذه او تلك. يجب تحكيم الوعي والمسؤولية واظهار البلوغ وطول النفس وعدم المضي وراء انبياء الكذب وناشري الشعارات الفارغة المضمون".

نقاش عاصف بين نتنياهو وهرتسوغ حول الهجوم على يكسرون الصمت وريفلين

كتبت "يديعوت احرونوت" ان النقاش في الكنيست يوم امس، كان يفترض ان يكون حول تقرير الفقر، لكن رئيس الحكومة ورئيس المعارضة حولاه الى تبادل للاتهامات في موضوع التحريض على رئيس الدولة وتنظيم يكسرون الصمت، وجرا من خلفهما كل اعضاء الكنيست الذين تصرفوا كجمهور مشجع في حلبة المصارعة.

لقد تم اجراء النقاش بناء على طلب 40 نائبا من المعارضة الذين جمعوا ما يكفي من التواقيع لالزام رئيس الحكومة على التواجد طوال النقاش. وعندما صعد نتنياهو الى المنبر تحدث في البداية حول مسألة الفقر، ولكنه تحول عندها للحديث عن قضايا اخرى، من بينها الوضع الأمني، مخطط الغاز والعلاقات الخارجية لإسرائيل.

وجاءت الإشارة لبداية الصدام من قبل رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، الذي صعد الى المنبر بعد نتنياهو وبدأ بشن هجوم مباشر عليه، وقال: "سيدي رئيس الحكومة، انا اتوجه اليك. انا انظر مباشرة في عينيك، واطالبك بالصعود الى المنبر والتصريح بأن رؤوبين ريفلين هو رئيسك، وانه وطني اسرائيلي، وان من يشارك في التحريض عليه لن يعفى عنه. انصارك في شعب إسرائيل يجب ان يسمعوك تقول ذلك بملء فمك. اطالبك باستدعاء رئيس الشاباك واصدار اوامر اليه بتعزيز الحراسة على رئيسنا. اطالبك بدعوة القائد العام للشرطة وأمره باعتقال المحرضين كهدف اعلى. اطالبك بالقيام بعمل وانقاذ الديموقراطية الإسرائيلية. اطالبك رغم الخلافات الصعبة في الرأي، بالدفاع عن رئيسنا".

وأضاف هرتسوغ: "على مسافة غير بعيدة من هنا، في ساحة صهيون، قبل اكثر من 20 سنة، وقف حشد من الجمهور وردد "بالدم والنار سنطرد رابين". آنذاك لم تسمعوا ذلك، ولم تشاهدوا. حشود من الناس رفعت شعار "رابين خائن" وانت لم تسمع، لم تشاهد. اليوم نحن نسمع تلك الأصوات ذاتها. حشود من الناس تصرخ في الفيسبوك "روبي ريفلين هو ليس رئيسنا"، حشود من الناس تشارك في الفيسبوك شعارات تلون ريفلين بألوان فلسطين، وشعارات تدعو الى اسقاط ريفلين، والمس به جسديا. هذه المرة لن تستطيع الادعاء بأنك لم تسمع، وبأنك لم تشاهد".

وبعد انتهاء هرتسوغ من خطابه عاد نتنياهو الى المنبر وشجب التحريض على ريفلين بصوت شبه ضعيف، وقال: "انا اعارض أي حوار عنيف ضد الرئيس، ولكني في الوقت ذاته سأدافع عن حق كل واحد بالتعبير عن رأيه". ولم يكتف نتنياهو بذلك، بل رد على هرتسوغ بطلب مماثل: "اطلب منك ان تشجب بملء فمك منظمة "يكسرون الصمت" التي تشهر بجنود الجيش وتشوه سمعة إسرائيل". وقوبلت كلمات نتنياهو هذه بتصفيق من قبل اعضاء الائتلاف.

ولم يبق هرتسوغ مدينا لنتنياهو، فقد عاد الى المنبر وقال: "طلبت مني شجب منظمة يكسرون الصمت – انا احثك على شجب التحريض الخطير ضد الرئيس ريفلين". وهذه المرة كان دور رد اعضاء المعارضة بالتصفيق، الأمر الذي اثار غضب رئيس الكنيست يولي ادلشتين، فاعلن عن وقف الجلسة.

وبعد هدوء النفوس وبخ ادلشتين النواب، وقال: "كان هنا تصفيق من ذاك الجانب في القاعة بعد كلمات رئيس الحكومة، وتجاوزت ذلك لأنني اعتقدت انه مؤقت، ولكن بعد ذلك جاء التصفيق من الجانب الثاني، وكان يتحتم علي وقف ذلك".

وبعد التوبيخ دعي هرتسوغ الى المنصة لاستكمال كلمته، لكنه امتنع هو ايضا عن توفير شجب واضح، وعاد الى مهاجمة رئيس الحكومة قائلا: "لعبتك يا رئيس الحكومة واضحة جدا. كان يجب ان تقول بصوت واضح انا اشجب بشدة التحريض ضد ريفلين. ما هي العلاقة الان بيكسرون الصمت؟ طهارة السلاح هي قيمة عليا. كلنا نعرف ذلك ولا نعترض. يكسرون الصمت تجاوزوا الحدود في مفهوم معين، لكن يجب السماح للناس الذين حاربوا على الجبهة بالتعبير عن آرائهم في الاماكن الصحيحة".

واشنطن تحذر رعاياها من السفر الى إسرائيل

ذكرت "يديعوت احرونوت" ان وزارة الخارجية الامريكية نشرت امس، تحذيرا اوصت من خلاله رعاياها بالحذر من السفر الى إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. وجاء في البيان الامريكي ان "الاوضاع الأمنية هناك معقدة، وعلى المواطنين الامريكيين معرفة المخاطر الكامنة في رحلة كهذه، لأنه يسود في هذه الأماكن الخطر الأمني على خلفية التوتر السائد هناك".

وهذه ليست المرة الاولى التي تنشر فيها وزارة الخارجية الامريكية تحذيرا كهذا. فخلال العامين الماضيين نشر تصريح مشابه مرة كل عدة اشهر، لكن التحذير الذي نشر امس، كان اكثر تفصيلا. وحسب البيان تم نصح المسافرين الامريكيين الى إسرائيل بالبحث عن اقرب ملجأ الى المكان الذي يتواجدون فيه. كما طلب منهم دراسة الأمور التي يحظر على مستخدمي الدولة الأمريكية في إسرائيل القيام بها: عدم استخدام المواصلات العامة، عدم الانتظار في محطات الباصات وعدم السفر في القطار الخفيف في القدس. وركز البيان على منطقة القدس واشار الى ان المواجهات لا تقع في القدس الشرقية فقط وانما في الغربية ايضا.

اعتقال فلسطينيين في المانيا بشبهة التخطيط لتفجير السفارة الإسرائيلية

كتبت "يسرائيل هيوم" ان شابين فلسطينيين خططا لتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية ويهودية في المانيا، كما يبدو، بالهام من تنظيم داعش. وتم اعتقال المشبوهين محمد وعلي في شهر تموز وتجري حاليا محاكمتهما بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات والمس بأمن الدولة الالمانية.

وقال متحدث بلسان المحكمة الالمانية ان احد المعتقلين يحمل جنسية المانية، بينما يفتقد الآخر الى جنسية. وقال انه تم العثور في جهاز الهاتف الخليوي التابع لعلي على مواد دعائية لداعش، وان محمد يعمل خبازا. ولم يتم كشف اسمي عائلتي المشبوهين.

وكان من المفروض تنفيذ الهجوم بين كانون اول 2014 وتموز الماضي. وفي اطار استعداداتهما قام علي ومحمد بملء حاوية بمواد مشتعلة اشترياها من السوق السوداء. وليس من الواضح كيف خططا لتفجير العبوة، لكنه كانت لديهما خطة لاستخدام العبوة ضد السفارة الإسرائيلية في برلين او ضد اهداف إسرائيلية اخرى في المستقبل. لكنهما لم يعدا خطة عمل ملموسة، حسب الناطق الالماني.

مقالات

حملة تطهير

انشأت صحيفة "هآرتس" افتتاحية، جاء فيها ان منظمة "يكسرون الصمت" التي تجمع افادات من الجنود حول عملهم في المناطق، والتي خدم اعضاؤها ويخدمون في الجيش، تواجه الآن حملة لتعريفها كتنظيم ارهابي. وتنظيم "بتسيلم" الذي يوثق للاعتداءات على الفلسطينيين من قبل الإسرائيليين ولمخالفات السلطة ضد الجمهور الخاضع للاحتلال، بات يعتبر تنظيما "خائنا".  وحركات حقوق الانسان، الإسرائيلية والعربية، تعتبر زائدة في افضل الحالات، وتتآمر على قيام دولة اسرائيل في الحالات الاعتيادية.

الانتقادات التي يوجهها مسؤولون في القيادة الإسرائيلية، مثل وزير الأمن، الذي وصف نشاط "يكسرون الصمت" بأنه "شرير"، وقرار وزير التعليم منع نشاط التنظيم في المدارس، او سعي وزيرة القضاء اييلت شكيد الى سن قوانين تقيد خطوات جمعيات حقوق المواطن، كل هذه تحمل طابع الحملة الارهابية. هذه الحملة تترافق بالتشهير الذي يتم اشعاله في الشبكات الاجتماعية وينضم اليه المتسلقون مثل النائب يوآب كيش (ليكود) مع قانون "المزروعين" والتنظيم اليميني "ام ترتسو" الذي نشر اعلانا ليس الا مفخرة للتحريض.

لقد وصلت حملة التطهير الى قمتها في الهجوم البلطجي على رئيس الدولة الذي اعتبر الى ما قبل فترة وجيزة "ليس مهما بما يكفي ليتم قتله" كقول دانئيلا فايس، وتحول الى الشخص الذي يهدد امن واسم إسرائيل الجيد. وهذا كله بسبب ظهوره في مؤتمر "هآرتس" في نيويورك، الذي شارك فيه ممثل من "يكسرون الصمت". اذا تم هدر دم ريفلين، فكم بالحري دماء اعضاء التنظيمات التي تقف كالسور الأخير دفاعا عن القيم الاخلاقية للدولة.

إسرائيل تغوص بسرعة نحو قعر المستنقع الذي تغوص فيه الدول المظلمة. قادتها يتبنون  جنون الارتياب الذي يميز قادة الدول الطاغية. هؤلاء القادة، مثل اقرانهم الإسرائيليين، لا يخافون على حقوق الانسان وانما يؤمنون بأن اخفاء الحقيقة سيساعد في الحفاظ على الاسم الجيد لدولتهم. وحسب نهجهم فان ملاحقة التنظيمات وكم افواهها سيخفي موبقاتهم. هذا هو مفهوم "دولة القفص المحكوم الاغلاق"، والتي ترى انه لا يجب تحطيم الجمعيات والتنظيمات فحسب، وانما يجب ان تخرس وسائل الاعلام، او تتحول الى بوق للدولة.

امام القادة الإسرائيليين الذين يعززون بسياستهم الاسم السيء لإسرائيل في العالم، تنشر تنظيمات حقوق الانسان ضوء صغيرا لكنه هاما، يحافظ على جذوة الديموقراطية. يجب الحفاظ على هذه التنظيمات والتبرع لنشاطاتها والانضمام الى صفوفها. هذا نضال على صورة المواطنة الإسرائيلية امام قيادة اطلقت حملة صيد ضد من يحاولون الدفاع عن حقوق الجمهور.

كلنا سموطريتش

يكتب كوبي نيف في "هآرتس" ان عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش حدد بأن "القتل في قرية دوما، مع كل خطورته، هو ليس عملية ارهابية. نقطة"، فأثار ضده، ظاهرا، كل الشجب، بأن هذا غير مقبول، وما فجأة وحتى الرفض.

النائب سموطريتش فسر في مقالته هذا التحديد القاطع بالادعاء الذي يقول "ان الارهاب هو فقط العنف الذي يمارسه العدو في اطار الحرب ضدنا". اما العنف الذي نمارسه نحن ضد العدو في الحرب ضده فهو ليس ارهابا ويمنع تسميته بهذا الاسم الخسيس والصريح.

ولكن من نحن ومن العدو؟ على هذا يملك سموطريتش الجواب ايضا – "نحن لا نخوض الحرب ضد اليهود!" (علامة التعجب في المصدر)، ولذلك فإن "الجرائم التي ينفذها مواطنو الدولة لا يحولهم إلى أعداء".

عضو الكنيست المحترم يخلط بين المصطلحات كما لو انه لا يعرف ما الذي يقوله. لأنه اذا كان "الارهاب هو فقط العنف الذي يمارسه العدو في اطار الحرب ضدنا"، نحن اليهود، فكيف نسمي العملية في برجي التوأم؟ جدي في حليب أمه؟ وماذا نسمي عمليات داعش في باريس؟ دجاجة التكفير؟! وهل يعتبر اجتياز القنال من قبل العدو في حرب يوم الغفران، في كونه عملية عنيفة ضدنا، عملا ارهابيا؟

وهل تعتبر كل جريمة بمثابة عنف؟ ايهود اولمرت وارييه درعي، مثلا، هما مجرمان تمت ادانتهما، فهل هذا يعني انهما عنيفان؟ واذا سرق مواطن اسرائيلي من أصل عربي اموال المجلس المحلي، فهل هو مجرم او ارهابي؟ واذا قام عربي بطعن جندي درزي في حرس الحدود، وكلاهما من مواطني اسرائيل غير اليهود، فهل يعتبر هذا ارهابا ام غير ارهاب؟

ولكن هل يعتبر سموطريتش، في وجهة نظره هذه، عشبا ضارا ام منحرفا، او أننا جميعا في الواقع نعتقد مثله، وانه تحلى بما يكفي من الشجاعة او الغباء كي يقول الامور على رؤوس الأشهاد؟

ها قد وقع الحدث، الذي يجب القول بأنه شرير، وهو انه في الوقت الذي كان سموطريتش يطرح فيه تعاليمه، وخلال احدى العمليات الأخيرة اصيب بالنيران يهودي اسمه شاؤول نير. ولماذا يهمنا نير؟ لأن نير اياه كان في مطلع الثمانينيات من اعضاء التنظيم الارهابي الذي اطلق عليه الاسم المغسول "التنظيم السري اليهودي"، وقام مع عضو آخر في التنظيم الارهابي باجتياح الكلية الاسلامية في الخليل وقتل ثلاثة طلاب جامعيين، أبرياء، في عملية "انتقام".

وبسبب جرائمه حكم على نير بالسجن المؤبد، سيما اننا، اليهود، دولة قانون، ولدينا القتل هو القتل، حتى قتل العرب، ولكنه تم اطلاق سراحه بعد أقل من سبع سنوات لأننا "لسنا في حرب ضد اليهود" كقول سموطريتش، و"الجريمة التي ينفذها مواطنو  الدولة لا تجعلهم أعداء".

وما الذي كتبته وقالته وسائل الاعلام الآن عن الماضي الارهابي لذلك المخرب القاتل (حقير؟ خسيس؟) شاؤول نير الذي اصيب بنفسه ("كانتقام"؟) في عملية اطلاق نيران بعد اكثر من 30 سنة؟

لم يظهر في أي مكان، معاذ الله ان تذكر، كلمات "ارهاب" أو "مخرب" او ما يشتق منها. وما تم ذكره هو انه كان من "قادة التنظيم السري اليهودي" كما لو ان الحديث عن طابور شرف، وهنا وهناك تم التذكير بأنه "حكم عليه بالسجن المؤبد"، لكنهم لم يتم الاشارة الى السبب. في "يسرائيل هيوم" كتب انه امضى "محكومية بالسجن لمدة سبع سنوات بعد ان كان ضالعا بقتل عرب"، وحتى صحيفة "هآرتس" اخفقت في لسانها وكتبت ان نير "ادين في السابق بالقتل بسبب عضويته في التنظيم السري اليهودي".

اذن، اذا شئنا الحكم حسب "وسائل الاعلام اليسارية" لدينا، فنحن كلنا في الحقيقة نتقبل وننفذ عمليا تعاليم سموطريتش التي تعتبر قتل العرب بأيدي اليهود ليس ارهابا. وهذه حقيقة.

الثكل والرأي المرفوض

يكتب يونتان يفين، في "يديعوت احرونوت" ان هناك مسألة واحدة يتفق عليها الجميع وهي ان العائلات الثكلى تدفع الثمن الرهيب، فهي مثل غالبيتنا ودعت في صباح ما احد اولادها او بناتها في دائرة التجنيد، واعتقدت ان مثل هذه الأمور تحدث فقط للآخرين. كلنا ندين للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم، ولأبناء عائلاتهم معا، بدين لا يمكن سداده، ومع ذلك فانه يسهل دفعه: فقط مواصلة العيش بصورة اخلاقية تنعكس في صورة الدولة التي ضحوا بحياتهم من اجلها. هنا بالضبط تنتهي المثالية. في المكان الذي يبدأ فيه التعليق.

مع كل التعاطف والألم، لا يجعل الثكل الإنسان اكثر صادقا ومواقفه صحيحة – سواء كان يطالب الجيش بالتحطيم او يطالبه بالانسحاب. الثمن الذي تدفعه العائلات الثاكلة يمنحها منبرا في وسائل الاعلام واذان صاغية بين الجمهور، لكنه لا يضاعف من وزن بطاقاتهم خلال الاقتراع. وربما يجب ان يكون هذا هو القانون، مقابل سحب حق الاقتراع من الذين لم يتجندوا للجيش والخدمة الوطنية (ولكن هذا موضوع آخر).

امس الاول بعثت عدة عائلات ثاكلة برسالة الى وزير الأمن، تضمنت دعوة الى حظر تنظيم "يكسرون الصمت". مع كل الحساسية، يجب ان لا يكون للثكل الرهيب الذي كان من نصيب هذه العائلات أي تأثير على قرار كهذا، والذي يجب ان يعتمد على معايير قانونية فقط. هذا الطلب خاطئ لأن الجيش هو جيش قوي، وضخامته تقاس ليس فقط بسلاحه وبحجم قواته وانما، ايضا، بأخلاق جنوده وقادته. يمكنه استيعاب الانتقاد المبرر وتفنيده عندما يأتي من طرف الاصبع.

من المؤكد ايضا ان "يكسرون الصمت" هي موديل عابر من الجلد الذاتي بين من يبحثون بالشموع عن "جرائم حرب" حتى في العمليات المشروعة في ظروف الحرب. ولكن يجب عدم غض النظر عن كون جنود الجيش هم فتية تقل اعمارهم عن 20 سنة، يتمتعون بأخلاق نصف ناضجة في افضل الحالات، ويحصلون في صباح ما على قوة ضخمة: السيطرة على جمهور مدني يتعرض للاضطهاد منذ عدة عقود. اليد خفيفة على زناد الاهانة واحيانا ايضا على زناد البندقية.

قبل عدة اشهر تحدثت مع صديق، قائد دبابة في الاحتياط، والذي روى لي انطباعاته من احدى العمليات في غزة. وقال لي: "انت ترى بيتا يطلقون منه النار، فتأمر بإطلاق النار، لكن الدبابة ليست مدفعية، وانت تطلق النار عبر كل البيوت القائمة على الطريق." لقد خدمت بنفسي في المناطق قبل حوالي 25 سنة، وانا اتذكر الجنود وهم يقودون الأسرى المقيدين ومعصوبي الأعين ليصطدموا بأعمدة الكهرباء، ويقومون بصفعهم، ويدخلون في منتصف الليل الى منزل عائلة ويحطمون صحون المطبخ ذات اللون الأحمر والاخضر والأسود، لأن هذا هو القانون، ولأننا كنا اولاد، وكان قادتنا اولاد.

لو اضطررت الى التكهن بنوع الدولة التي اوصانا بها الشهداء، لكنت سأقول دولة لا تعلن فيها قناة تلفزيونية بصفاقة عن الرئيس كعدو للشعب. دولة لا ينشر فيها تنظيم مثل "ام ترتسو" شريطا يعرض فيه نشطاء اليسار كـ"مزروعين"، ويشجع تقريبا الاعتداء عليهم. دولة لا يتحول فيها خريجو الثانوية فورا الى افراد شرطة ينتظرهم الاغواء المظلم للاحتلال، وبالتأكيد دولة بدون المزيد من العائلات الثاكلة.

العدالة لا تقل عن الاخلاق الطبية

يكتب الحاخام يوفال شرلو، في "يسرائيل هيوم" ان المريض هو مريض – وهذا هو احد المبادئ الأساسية للأخلاق الطبية. وباسم هذا المبدأ يتوقع من الطبيب عدم التحول الى قاض او محاسب، وانما معالجة كل شخص، حتى وان كان مغتصبا او قاتلا او مخربا او مجنونا.

وباسم هذا المبدأ (وغيره) لا نُحمل من جلب على نفسه المرض، مشاركة ذاتية اكبر. وباسم هذا المبدأ يقسم الاطباء بالعمل في مهنتهم. هذا المبدأ يستحق التدعيم والترسيخ والمتوقع من كل المرتبطين بالجهاز الطبي العمل وفقا له.

ولكن، وكما في كل مبدأ اخلاقي، وفي الواقع كما في كل قيمة من أي نوع – يمكن لهذا المبدأ ان يتحول الى عمل وثني وخطأ خطير. لا يوجد مبدأ يحظى بمكانة المبدأ الوحيد، ولا توجد قيمة واحدة تبهر وتخفي وجود قيم اخرى.

مسألة اولوية العلاج الطبي تتم حين يكون الطاقم الطبي مقلصا ويمكنه معالجة اما الضحية او المعتدي، اما المواطن المصاب او المخرب المهاجم. وفي هذه الحالة تدخل الى جانب النقاش الاخلاقي مبادئ اخرى، وعلى رأسها مبدأ العدالة: "اطلب العدالة اولا".

المخرب المصاب تسبب بهذه الكارثة لنفسه ولمن اصابهم، وليس من العدل ومن الاستقامة ان يكون اول من يتلقى العلاج بسبب وضعه الخطير، بينما يتضرر الجرحى بسبب تأخير علاجهم.

الحسم الاخلاقي المبدئي في مثل هذه الحالات يجب ان يفضل معالجة المصابين على حساب معالجة المعتدي. الادعاء وكأنه يجب على الاطباء ان يصبحوا عبيدا لواجبهم المهني، بدون أي علاقة بالجوانب الاخلاقية الاخرى – ليس صحيحا بالنسبة للأطباء، كما انه ليس صحيحا بالنسبة للصحفيين والحاخامات والقضاة والسائقين.

من الواضح ان الاخلاق ليست مجرد مسألة نقاش نظري، وانما ايضا مبادئ سلوك عملي. وتصبح المسألة اكثر تعقيدا في ضباب المعركة، ويجب تمكين الطاقم الطبي من القيام بواجباته وعدم توريطه في مآزق معقدة. عندما يصل الطبيب الى حادث ما، نحن نتوقع منه ان لا يقوم بدور المحقق، او القاضي او الجندي، وانما معالجة المصابين. وعليه، من ناحية عملية، اذا شكك الطبيب بمن هو المعتدي ومن هو الضحية، فان الامر الصائب عمله هو البدء بتقديم العلاج من المصاب بجراح بالغة اكثر ومن ثم المصاب بجراح اقل منه. ولكن في غالبية الحالات يكون واضحا من هو الذي قاد سيارة مسرعة وحمل بلطة، ومن هو الذي فقد ساقه، ولذلك يجب على الطبيب معالجة المواطن قبل معالجة المخرب.

هناك تحفظ آخر وهو انه اذا كانت الفجوة بين مخرب يتهدد حياته الخطر، ومواطن اصيب بجراح طفيفة، وهذه هي الحالة الشاذة، يجب معالجة المخرب اولا، وترك معاقبته للمحكمة.

التلويح بحالة التنكيل المؤسفة التي وقعت في المحطة المركزية في بئر السبع، كدليل على الدخول الى هذه المعايير خاطئ جدا، لأن Bad cases make bad decisions والمس الاخلاقي بالمصابين الذي يتولد في غالبية الحالات هو خطأ اخطر بكثير.

حين تكون الصورة واضحة يتحتم على الطبيب معالجة المصاب اولا، حتى وان كانت حالته طفيفة، الا اذا كانت الفجوة كبيرة. وحين لا تكون الصورة واضحة، يجب معالجة المصاب بجراح بالغة اولا، وعدم الدخول في اجراءات التحقيق.

بيان صحفي

التعليـــقات