رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 2 كانون الأول 2015

الأربعاء | 02/12/2015 - 02:07 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 2 كانون الأول 2015

هل قررت واشنطن رفع اياديها نهائيا في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني؟

يكتب موقع "واللا" انه في الوقت الذي اتجهت فيه انظار العالم منذ بداية الأسبوع الى مؤتمر الاقليم العالمي في باريس، أعلن الرئيس الأمريكي براك اوباما، عن تعيين مستشاره الرفيع روب مالي، لمنصب جديد هو المنسق الرئيسي للعمليات ضد تنظيم داعش، علما ان مالي انشغل في العام الأخير في صياغة الاتفاق النووي مع ايران.

ويمكن لهذا التعيين ان يترك تأثيرا في إسرائيل. فمالي، من مواليد 1963، تم تعيينه في آذار الماضي، مستشارا خاصا لاوباما لشؤون الشرق الاوسط. وكشخص عمل خلال فترة الرئيس بيل كلينتون في موضوع المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، ساد في واشنطن والقدس الافتراض بأن هذا الموضوع سيحتل مركز الصدارة في جدول اعماله.

لكن مالي انشغل طوال الأشهر الماضية منذ تعيينه بشكل شبه حصري في المسائل المرتبطة بالاتفاق النووي مع ايران. وتم تسليمه ملف الاتصالات مع الدول العربية في موضوع الاتفاق، ومساعي الولايات المتحدة لإزالة تخوف العرب والاتفاق على صفقة تعويض امني لدول الخليج.
وبعد الانتهاء من معالجة الملف الايراني بنجاح، على الأقل من وجهة نظر البيت الابيض، كان يبدو لفترة قصيرة ان مالي سيركز على الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، على خلفية التصعيد الامني في المنطقة. لكن مالي نفسه سارع الى التوضيح بأن هذا لن يحدث. وقبل عدة ايام من زيارة نتنياهو الى واشنطن، شارك مالي في لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض، وسألت احدى الصحفيات عما اذا كانت الادارة لا تزال تعتقد بأنه يمكن التوصل الى اتفاق اسرائيلي – فلسطيني خلال الفترة المتبقية لأوباما في البيت الابيض. وكان مالي اول المسؤولين الذين ردوا على السؤال ووفر عنوانا بارزا حين قال ان ادارة اوباما تخلت عن فكرة الاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني.

واضاف مالي ان الادارة لا تعتقد ان هناك فائدة من المفاوضات في هذا الوقت، بعد فشل الجولتين السابقتين. وفسرت إسرائيل تصريحاته على انها تلميح امريكي للاتحاد الاوروبي. وحسب مسؤول إسرائيلي رفيع فقد "المح مالي للاتحاد الاوروبي بأن الولايات المتحدة تسحب ايديها من هذه القصة، وانه يمكنكم عمل ما تريدون لتفعيل الضغط على إسرائيل".

ومن وجهة نظر إسرائيل فان تعيين مالي لمتابعة ملف داعش، وتصريحاته الصادقة بشأن عدم اهتمام الادارة بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين تدل على اغلاق الباب نهائيا امام امكانية قيامه بتكريس وقت لمشكلة إسرائيل والفلسطينيين. فلدى البيت الابيض الان قلق أكبر ومشكلة التصعيد الامني في إسرائيل يمكنها الانتظار.

مسؤول رفيع في الشرطة: "قضية احراق عائلة دوابشة تحتل مكانة عالية في سلم اولويات الشرطة"

قال القائم بأعمال القائد العام للشرطة، بنتسي ساو، لصحيفة "هآرتس" ان التحقيق في احراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما، والذي اسفر عن قتل ثلاثة من أبناء العائلة، يتواجد في مكانة عالية جداً في سلم اولويات الشرطة.

وأضاف ان "هذا الملف لا ينزل عن طاولة محققي الوحدة المركزية للواء شاي ومحققي الشاباك. نحن نستخدم آليات كثيرة جداً في هذا التحقيق". وحسب أقواله فان "حل هذا الملف ووضع اليد على منفذي العملية، يجب ان يكون اكبر مصلحة لدولة اسرائيل. وكشخص يعرف تفاصيل الملف انا متفائل جداً بشأن التوصل الى حل لقضية القتل هذه".

ويشرح ساو ان الكثير من قوات الأمن تعمل في السنة الأخيرة من اجل منع الارهاب اليهودي، ومن بين ذلك فرض اعتقالات ادارية على يهود اشتبهوا بنشاطات بطاقة الثمن. وحسب ساو فان "شرطة اسرائيل تبذل الكثير من الجهود من اجل كشف ومنع عمليات الارهاب اليهودي. ومؤخرا راجعت تقرير فترة جني محصول الزيتون في لواء شاي، ووجدت انه طرأ خلال السنوات الثلاث الأخيرة، انخفاض بنسبة 72% في حجم الاعتداءات على املاك الفلسطينيين".

وجاءت تصريحات ساو خلال جولة قام بها في القدس الشرقية، شملت، ايضا، شارع الواد في البلدة القديمة. وحول الوضع الأمني قال ساو: "يوجد هنا وضع امني مختلف اليوم. الواقع في المنطقة التي نعيش فيها تغير، ليس فقط في إسرائيل وانما من حولنا، ايضا، وتوجد لذلك أبعاد على كل ما يحدث لدينا. لقد فهمنا بأن الحرم القدسي كان مصدر خرق للنظام، ولذلك تقرر عزله عن كل ما يمكن ان يسبب احداث العنف او التوتر. قرار منع اعضاء الكنيست من دخول الحرم تطلب شجاعة وكنا نعرف اننا سنسمع الكثير من الانتقاد بسبب ذلك، لكن هذا اثبت نفسه كخطوة اعادت الهدوء الى الحرم القدسي. لقد مر اكثر من شهر ونصف دون وقوع أي حادث خرق نظام استثنائي من تلك الاحداث التي اعتدناها في الأشهر الأخيرة. الحرم القدسي يمر الآن في اكثر فترة هدوء شهدها في السنوات الأخيرة".

وانضم قائد لواء القدس تشيكو ادري الى الجولة في وقت لاحق، وقال انه لا تزال تنقص بين 80 و100 كاميرا لاستكمال تشبيك البلدة القديمة في دائرة التصوير المغلق. "خلقنا حالة تمييز واضح بين الضالعين بالإرهاب وغير الضالعين. اعتقد ان الجمهور في القدس الشرقية فهم بسرعة ان من يمتنع عن العمل الارهابي وخرق النظام يعود بسرعة الى الحياة الاعتيادية.

لقد عملنا بإصرار وقمنا بتفعيل وحدات خاصة وفرضنا الضغط على المشاغبين وقمنا بتفعيل وسائل لم يسبق لنا استخدامها. اعتقد ان المشاغبين يفهمون بأن الشروط تغيرت وها نحن نرى بأنه تم صد موجة الارهاب في القدس بشكل ملموس. في قمة الاحداث قمنا بنصب 55 حاجزا في القدس الشرقية، واليوم توجد ستة حواجز تمنع المرور بشكل مطلق، وستة حواجز متنفسه".

ويتنقل ساو بين قوات الشرطة المنتشرة على طول شارع الواد لوداعها قبل تركه لسلك الشرطة في نهاية الشهر. ويحاول فحص ما حدث بالنسبة لمشروع طاقم السطوح الذي تم تشكيله في المدينة، وهو طاقم يضم العشرات من افراد الشرطة الذين يفترض فيهم العمل من على سطوح المنازل في البلدة القديمة كي يتم الوصول عاجلا الى الأحداث والسيطرة عليها من فوق.

ويقول: "لا يصل الناس الى هنا، ويوجد هنا تجار لا يبيعون شيئا حتى ساعات الظهر". ويتوجه احد التجار الى ساو ويقول: "نحن لم نقم بالمشاكل لكننا نحن الذين تضررنا. هذه الحواجز (بوابات الفحص الالكترونية) تردع السياح ولا يوجد هنا ناس. السوق فارغ". وأشار الى امرأة مرت لتوها عبر احدى البوابات الالكترونية وقال "نحن نريد اعادة الحياة الطبيعية الى البلدة القديمة، لكن ذلك سيتم فقط عندما يسود الأمن". ورد عليه ساو قائلا: "اذا وقعت هنا عمليات طعن وعنف فان السياح ايضا لن يصلوا الى هنا. نحن لن نزيل هذه البوابات في هذه المرحلة لأن النساء ايضا تصلن مع سكاكين وتنفذن عمليات طعن، وهذه هي طريقتنا لإجراء التفتيش بصورة محترمة".

مصادر امنية: الطريق لا تزال بعيدة عن تقديم لوائح اتهام في قضية الارهاب اليهودي

كتبت "يديعوت احرونوت"  انهبعد الكشف عن حدوث تقدم دراماتيكي في احدى قضايا الارهاب اليهودي الخطيرة التي وقعت في السنوات الأخيرة، ورغم حدوث تقدم آخر امس، الا انه علت اصوات تتكهن بأن الطريق لا تزال بعيدة عن تقديم لوائح اتهام ورفع امر منع النشر في القضية. كما يسود التكهن بأنه في هذه الحالة، ايضا، تكمن الصعوبة الرئيسية التي تواجه الشاباك في صمت نشطاء اليمين المتطرف خلال التحقيق معهم.

خلال السنة والنصف سنة الاخيرتين وقعت العديد من عمليات الارهاب اليهودي القاسية، والتي كان ابرزها كما يبدو، احراق عائلة دوابشة في منزلها في قرية دوما في 31 تموز 2015 – ما اسفر عن مقتل الطفل علي سعد دوابشة، ابن السنة والنصف، ووالديه سعد وريهام، واصابة الابن الآخر احمد، ابن الخامسة، بحروق بالغة. ولم يتم حتى اليوم حل هذه القضية، خلافا لانتهاء التحقيق في قضيتي ارهاب يهودي اخريين، بإدانة منفذيها، هذا الأسبوع: اختطاف وقتل الفتى محمد ابو خضير حرقا في ايلول 2014، واحراق المدرسة اليهودية العربية المشتركة في القدس، في تشرين الثاني 2014. كما تم في ايلول تقديم لائحة اتهام ضد ناشطين من اليمين بادعاء ضلوعهما في قضية خطيرة اخرى، هي احراق كنيسة الطابغة في طبريا في حزيران 2015.

 في المقابل تم يوم امس اغلاق ملف التحقيق في قضية احراق مماثلة لإحراق منزل عائلة دوابشة – وهو الحادث الذي وقع في الرابع من تشرين الاول الماضي، حين قام مجهولون بالقاء زجاجة حارقة على منزل فلسطيني قرب بيت لحم. ولسبب تقني لم تشتعل الزجاجة، فقررت شرطة شاي اغلاق الملف بادعاء عدم معرفة الجاني.

الى جانب هذه القضايا التي حظيت بتغطية واسعة في وسائل الاعلام، يجري التحقيق حاليا في الكثير من نشاطات بطاقة الثمن. ولكي يتم دفع التحقيق وتقديم المنفذين الى المحاكمة، بدأ الجهاز الامني في الآونة الأخيرة، بتنفيذ اعتقالات ادارية ضد نشطاء اليمين البارزين. لكن الاعتقال الاداري، ايضا، لا ينجح بالضرورة بتسريع التحقيق، بسبب تمسك نشطاء اليمين المعتقلين بالصمت.

يمكن العثور على تعبير لذلك، مثلا، في الشريط الذي يصف فيه ناشط اليمين المتطرف، القاصر (أ)، التحقيق معه في الشاباك. "اعتقلت مع ستة من رفاقي بشبهة احراق مباني للعرب في قرى عربية"، قال القاصر واكد في حديثه الشرخ القوي بين تلك المجموعات اليمينية المتطرفة والأذرع الامنية في الدولة، حيث اضاف: "لم اتعاون مع المحققين لأنني لا اتعاون مع اشخاص يحاربون الشعب اليهودي وارض إسرائيل، رسل السلطة الأجنبية في بلادنا. نحن عبيد للرب فقط – لن يخيفنا احد، وسنواصل العمل من اجل اقامة دولة يهودية وبناء الهيكل". وفي المقابل قرر شاب اخر، اعتقل قبل حوالي سنة بشبهة ارتكاب سلسلة من المخالفات القومية، البقاء في المعتقل على تنفيذ شروط اطلاق سراحه بكفالة – لأنه، حسب ادعائه، سيشكل ذلك اعترافا بصلاحيات المحكمة. وقال رفاقه "انه يمثل جمهورا كبيرا من اليهود الذين لا يعترفون بصلاحية قوانين غير قوانين التوراة المقدسة. القانون الوحيد الذي يلزمنا هو قانون التوراة".

ويمكن الوقوف، ايضا، على صراع قوات الأمن ضد نشطاء اليمين، من خلال لوائح الاتهام التي تم تقديمها الى محكمة الصلح في القدس في الشهر الماضي، ضد حانوخ غنيرام (19 عاما)، حفيد عضو التنظيم السري اليهودي الذي نفذ عمليات ارهابية ضد الفلسطينيين في الثمانينيات، يتسحاق غنيرام. وحسب لائحة الاتهام، خرق غنيرام شروط اعتقاله المنزلي الذي فرض عليه في اطار امر ابعاد عن الضفة الغربية، وقعه قائد المنطقة الوسطى روني نوما، في 19 اكتوبر.

وادعي بأنه تم اصدار الأمر بعد اطلاع الجنرال نوما على المواد الاستخبارية القوية التي تشير الى ضلوع غنيرام في نشاطات غير قانونية وعنيفة، تشكل خطرا على السكان الفلسطينيين واملاكهم، وبعد اقتناع نوما بأن اصدار الأمر ضروري للحفاظ على امن المنطقة وعلى النظام العام في مواجهة الخطر الكبير الكامن في نشاطه المحظور".

وحسب الأمر كان يفترض بغنيرام البقاء في بيته او في بيت والديه في ساعات الليل، وتبليغ الشرطة كل مساء بمكان تواجده. وسمح الامر لغنيرام بدخول مناطق الخط الأخضر والخروج منها فقط عبر شارع 60 ومعبر ميتار فقط. ورغم ذلك، فقد تواجد غنيرام الساعة العاشرة من ليلة 28 اكتوبر مع والده وشقيقه في سيارة سافرت على شارع 38. وتم اعتقاله ومن ثم اطلاق سراحه رغم طلب الدولة مواصلة اعتقاله حتى انتهاء الاجراءات ضده. وادعى محاميه دافيد هليفي ان المقصود "قيود فرضت عليه بواسطة اجراء غير ديموقراطي".

الحكم بالسجن عن حارق المدرسة اليهودية – العربية في القدس

كتبت "يديعوت احرونوت" ان المحكمة المركزية في القدس، فرضت امس، حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات على يتسحاق غباي، المتهم الثالث في قضية احراق المدرسة ثنائية اللغة في القدس، في نوفمبر من العام الماضي، ونشر مواد محرضة على الفيسبوك، وحيازة سكين. كما فرضت المحكمة على غباي دفع عشرات الاف الشواقل للمدرسة تعويضا عن الاضرار.

ويأتي قرار الحكم على غباي بعد خمسة اشهر من الحكم على شريكيه في جريمة الاحراق، الناشطين في تنظيم "لهباه" نحمان تويتو (18 عاما) والذي حكم عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف، وشقيقه شلومو تويتو (20 عاما) والذي  حكم عليه بالسجن لمدة عامين.

ارتفاع عمليات التنكيل بالمعتقلين الفلسطينيين

كتبت "هآرتس" انه منذ بداية التصعيد الأمني في مطلع تشرين الاول، مع قتل الزوجين هانكين في عملية اطلاق النار التي وقعت الى الشرق من نابلس، ارتفع عدد الاحداث التي اعتدى خلالها الجنود على المعتقلين الفلسطينيين وهم مقيدون ومعصوبي الأعين. واكد مصدر في الجيش حدوث ذلك. وعلم ان الجيش أجرى خلال الشهرين الأخيرين تحقيقا في اربع حالات كهذه، على الأقل.

ومن بين تلك الحالات قيام احد جنود كتيبة "نيتساح يهودا" بصعق معتقل فلسطيني بواسطة جهاز طبي كهربائي، فيما قام جندي آخر بتوثيق الحادث. كما وقع حادث آخر في كتيبة الجبهة الداخلية وآخر في كتيبة المدفعية. وتم في احد هذين الحدثين التنكيل بمعتقل فلسطيني، فيما قام جندي في حادث آخر بمهاجمة معتقل وضربه على رقبته والصراخ في وجهه "الموت للعرب".

ونوقش ازدياد احداث العنف والتنكيل خلال النقاشات التي جرت في الأسابيع الأخيرة في قيادة المنطقة الوسطى. وطرح قائد المنطقة الوسطى روني نوما هذه المسألة خلال محادثة اجراها مع قادة الكتائب خلال الأسبوع الماضي، وقال ان على الجنود التحلي بالأخلاق والتصرف حسب الشروط الملزمة. ويشير الجيش الى ان ازدياد القوات المنتشرة في المنطقة، حوالي 20 كتيبة، والارتفاع الكبير في عدد المعتقلين الفلسطينيين خلال هذه الفترة – حوالي الف خلال شهرين – يمكنه تفسير ارتفاع عدد حالات العنف التي تم تسجيلها مؤخرا.

العليا تلغي امرا بهدم منزل فلسطيني قتل جنديا وتصادق على هدم منزل فلسطيني اخر

كتبت "هآرتس" ان المحكمة العليا الغت، يوم امس، امر هدم منزل نور الدين ابو حايشة الذي قام بطعن الجندي الموغ شيلوني بالقرب من محطة القطار "الهاجناه" في تل ابيب في تشرين الثاني 2014. وفي الوقت ذاته صادقت المحكمة على هدم منزل عائلة راغب احمد عليوي، احد اعضاء الخلية التي قتلت الزوجين ايتام ونعمى هانكين في تشرين الاول 2015.

وتم اتخاذ قرار الغاء هدم منزل حايشة بغالبية صوتي القاضيين ميني مزوز وتسفي زيلبرطال، بعد انتقادهما لإصدار امر الهدم بعد سنة تقريبا من وقوع الحادث. اما القاضي الياكيم روبنشطاين فقد أيد هدم جزء من المنزل وليس كله، والموافقة على جزء من الالتماس الذي قدمته عائلة المخرب والتي ادعت انه يمنع هدم منزلها لأنه مرت حوالي 11 شهرا بين العملية وصدور امر الهدم.

ووافق القاضي مزوز على هذا الادعاء، وكتب ان تأجيل تفعيل صلاحية هدم بيت المخرب فور وقوع العملية يمس بشرعية تفعيل هذه الصلاحية لاحقا. وانضم القاضي زيلبرطال الى موقف مزوز واشار الى ان اصدار الأمر بعد اشهر طويلة من وقوع العملية، يمس بمصلحة ابناء العائلة.

وفي قرار آخر للمحكمة تمت المصادقة على هدم منزل عائلة راغب احمد عليوي. وكتب مزوز في قراره ان موضوع هدم بيوت المخربين يجب ان يطرح للنقاش الشامل في المحكمة العليا مرة أخرى، مضيفا: "ان استئناف هدم بيوت المخربين يطرح تساؤلات قانونية صعبة، لم يتم، حسب رأيي، تقديم رد كاف عليها من خلال قرار هذه المحكمة".

قتل فلسطينيين بنيران الجيش الاسرائيلي في الضفة

ذكرت "هآرتس" ان مواطنا إسرائيليا (40 عاما) اصيب بجراح طفيفة امس، خلال محاولة لطعنه عند مفترق غوش عتصيون. وقامت قوة من الجيش بإطلاق النار على المهاجم وقتله. وتبين ان المواطن الاسرائيلي اصيب بشظايا الرصاص الذي اطلقته قوات الجيش. وقالت وسائل اعلام فلسطينية ان القتيل هو مأمون الخطيب (16 عاما) من بيت لحم.

وفي وقت لاحق حاولت فلسطينية طعن ضابط بالقرب من مستوطنة عيناف في الضفة، وتم اطلاق النار عليها وقتلها. وفي حادث ثالث اعتقلت قوات الأمن فلسطينية اخرى بالقرب من مستوطنة افرات في الضفة بعد العثور على سكين في حقيبتها.

ما الذي يجعل حزب الله يواصل تخزين المزيد من الصواريخ والقذائف؟

هذا السؤال يطرحه موقع "واللا" ويكتب ان التنظيم الذي يغوص حتى رقبته في الحرب الى جانب الرئيس السوري، لا يتوقف عن بذل الجهود لزيادة مخزونه من الصواريخ، التي سيتم توجيهها حين يلح الامر الى اسرائيل. وحسب التقديرات الإسرائيلية فان حزب الله يملك اكثر من 120 الف صاروخ وقذيفة، من بينها صواريخ سكود D التي يمكنها الوصول الى كل نقطة في إسرائيل.

لقد قام حزب الله بتحليل تحديه امام إسرائيل واستنتج ان الحرب القادمة ستكون قصيرة اكثر من المتوقع، وان إسرائيل سترد خلاله بشكل اكثر وحشية من الماضي، حسب تصريحات قادة في الجيش على الاقل. ولذلك فهم قادة التنظيم بأن عليهم اعداد نظرية جديدة في جوهرها المس بمنشآت استراتيجية في إسرائيل وبقواعد الجيش ورموز السلطة. ولكي يفعل ذلك، عليه التزود بصواريخ وقذائف دقيقة.

وانضمت سوريا وايران الى جهود حزب الله، وتتولى الصناعات الامنية الايرانية مسؤولية انتاج الصواريخ والقذائف والطائرات غير المأهولة. وتصل الأسلحة الى سوريا، ومن هناك يتم نقلها بقوافل الى قواعد حزب الله في لبنان. وخلال العامين الأخيرين قال وزير الأمن موشيه يعلون من على كل منبر ممكن بان إسرائيل تطرح خطوط حمراء في مسألة نقل الصواريخ من سوريا الى لبنان، وحذر من ان إسرائيل لن تتردد بالهجوم. وحسب منشورات اجنبية فقد نفذت إسرائيل فعلا هذا التهديد.

وقالت ضابطة رفيعة في شعبة الابحاث في الاستخبارات العسكرية لموقع "واللا" ان حزب الله هو "تنظيم يتعلم ويتطور ويبني نفسه، واسرائيل لا تستهتر به، وتعتبره التهديد الرئيسي لها حاليا."

إسرائيل تطالب الامم المتحدة الاعتراف "باللاجئين اليهود"

كتب موقع القناة السابعة، ان الأمم المتحدة احيت الليلة الماضية ذكرى طرد 850 الف لاجئ يهودي من الدول العربية. وشارك في الحدث وفد إسرائيل في الامم المتحدة، برئاسة السفير داني دانون، والكونغرس اليهودي العالمي ومؤتمر رؤساء الجالية اليهودية، ووزيرة المساواة الاجتماعية جيلا جملئيل، وعدد من الدبلوماسيين من مختلف انحاء العالم.

وقال دانون ان البعثة الإسرائيلية في الامم المتحدة ستهتم باعلاء هذه القضية في الرأي العام الدولي، وستعمل على نيل الاعتراف الدولي باللاجئين اليهود من الدول العربية.

ودعت جملئيل الامم المتحدة الى "اخراج قصة اللاجئين اليهود الى النور" وقالت انه "آن الأوان كي تنتصر العدالة". مضيفة ان "الامم المتحدة صرفت طوال 65 عاما عشرات مليارات الدولارات على اللاجئين الفلسطينيين، ولم تستثمر قرشا واحدا في موضوع اللاجئين اليهود. ومنذ عام 1949 اتخذت الامم المتحدة اكثر من 100 قرار بشأن اللاجئين الفلسطينيين ولم تتخذ أي قرار بشأن اللاجئين اليهود من الدول العربية".

نتنياهو يؤكد قيام إسرائيل بقصف سوريا

كتبت الصحف الإسرائيلية ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اكد امس، بان إسرائيل تعمل بين الحين والآخر في سوريا، من اجل منع نقل اسلحة الى لبنان. وقال نتنياهو ان "النشاط الاسرائيلي في سوريا، يجري بين الحين والآخر من اجل منع تحويلها الى جبهة ارهاب ثانية ضدنا، تحاول ايران انشاؤها في الجولان".

وحسب اقوال نتنياهو فان إسرائيل "تعمل لمنع نقل سلاح قاتل، بشكل خاص، من سوريا الى لبنان، وسنواصل عمل ذلك". وفي هذا السياق، اضاف نتنياهو، ان التنسيق بين الجيش الاسرائيلي وقوات الجيش الروسي حيوي من اجل منع الصدام والاحتكاك بين الجيشين".
وكتبت "هآرتس" في هذا السياق ان النشاط الاسرائيلي في سوريا يبقى غامضا بشكل عام، وفي إسرائيل لا يتطرقون عادة الى التقارير الأجنبية حول هجمات سلاح الجو ونشاطاته وراء الحدود، كما حدث خلال الأسابيع الأخيرة، ايضا، حيث تم التبليغ عن هجومين نسبا الى إسرائيل في سوريا، وقع احدهما بالقرب من مطار دمشق.

وتم خلال السنة الأخيرة التبليغ عدة مرات عن قيام إسرائيل بمهاجمة سوريا من اجل احباط نقل الأسلحة الى حزب الله. ويؤكد الجهاز الامني بأن إسرائيل قامت بتحديد خطوط حمراء، لن تسمح بتجاوزها – كنقل اسلحة متطورة او اسلحة كيماوية لتنظيمات ارهابية مثل حزب الله.
وقال وزير الأمن موشيه يعلون، هذا الأسبوع، ان إسرائيل تملك حرية العمل في سوريا حتى بعد انتشار القوات الروسية هناك. واوضح: "سلاح الجو يعمل كما عمل قبل الوجود الروسي في سوريا، وبما يتفق مع مصالحنا. نحن نعمل حسب الحاجة"، قال يعلون، خلال محادثة مع المراسلين. "لدينا خطوط حمراء، واذا خرق احد سيادتنا فإننا نعمل ضده، واذا حاول احد نقل وسائل قتالية متطورة الى التنظيمات الارهابية، وخاصة حزب الله، فإننا لن نسمح بذلك وبالتأكيد نولي الاهتمام الى امكانية سيطرة احد على وسائل الحرب الكيماوية. من هذه الناحية لم تتضرر حريتنا في العمل".

اختارت مجلة "فورين بوليسي" الشهيرة، رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة، واحدا من بين 100 مفكر دولي شملتهم قائمتها للعام 2015. وتنشر المجلة هذه القائمة منذ سبع سنوات، وضمت في السابق شخصيات سياسية رفيعة من بينها براك اوباما وحسن روحاني وانجيلا ميركل، اضافة الى مفكرين وكتاب، كان من بينهم ايضا الكاتب الاسرائيلي دافيد غروسمان.

وجاء في التقرير الذي نشرته المجلة حول اختيار عودة ان "محادثات السلام في الشرق الاوسط على شفا الموت، لكن عودة لا يزال يحلم بحل احد اكثر الصراعات المعقدة في العالم". ويشير التقرير الى الرسم الكاريكاتوري الذي سبق ونشرته "هآرتس" للنائب عودة على صورة ميكي ماوس، كرمز الى محبة الجمهور له.

يشار الى ان عودة يتواجد حاليا في الولايات المتحدة في اطار جولة رسمية ستشمل لقاءات مع مسؤولين في البيت الابيض ووزارة الخارجية واعضاء في الكونغرس، وقادة حركات حقوق الإنسان ونشطاء من الجاليتين الفلسطينية واليهودية. كما سيشارك في حفل تقيمه المجلة بمناسبة نشر قائمتها، اضافة الى مشاركته في المؤتمر الذي ستعقده "هآرتس" في نيويورك.

عائلات قتلى عملية ميونخ تدعي قيام الفدائيين بالتنكيل بالرياضيين

تنشر الصحف الإسرائيلية ادعاءات طرحتها عائلات اثنين من الرياضيين الإسرائيليين الذين قتلوا في اولمبياد ميونخ في 1972، ومفادها ان الفدائيين نكلوا بالرياضيين.

وتكتب "يسرائيل هيوم" ان "مذبحة ميونخ" هي احدى الاحداث المحفورة في الذاكرة القومية، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" تكشف الآن، بشكل كامل، "الوحشية التي مارسها المخربون الفلسطينيون ضد الرياضيين الإسرائيليين".

وتكتب ان النشر يعتمد على فيلم "ميونخ 1972 وما بعد" وعلى لقاءات مع ايلانا رومانو، ارملة رافع الأثقال يوسف رومانو، وانكي شفيتسر، ارملة مدرب لعبة السيف، اندريه شفيتسر. وتكشف رومانو وشفيتسر تفاصيل رهيبة لم تكن معروفة حتى الآن، حول ما حدث في القرية الأولمبية في ميونخ في الخامس من ايلول، قبل 43 عاما، عندما سيطر مخربون من تنظيم "ايلول الأسود" على مساكن البعثة الإسرائيلية. وقد انتهت عملية الاختطاف تلك، بعد 20 ساعة من محاولة التصفية الفاشلة التي قامت بها الشرطة الالمانية، بمقتل 11 رياضيا إسرائيليا.

وقالت ايلانا رومانو، عن التعذيب القاسي الذي تعرض له زوجها انهم "قطعوا عضوه التناسلي وهو يرتدي لباسه الداخلي ونكلوا به، ومن ثم تركوه ينزف حتى الموت". وسألت رومانو، حسب ما تنشره الصحيفة: "هل يمكنكم تخيل التسعة الآخرين وهم يجلسون هناك مكتوفين ويشاهدون هذا؟"

وفي حديث مع "يسرائيل هيوم" امس، قالت رومانو ان التنكيل بزوجها كشف لأول مرة بعد عشرين سنة على القتل. ففي سنة 1992 فقط وصل الى العائلة شخص مجهول اطلع على الوثائق، وكشف الصورة القاسية امام العائلة. "لقد قال لي محامينا، بنحاس زيلتسر، ان الصور قاسية، وأوصانا بعدم النظر اليها، لكنني أصررت وشاهدت كيف كسروا اياديهم وارجلهم وكيف نكلوا بيوسي جنسيا. وقررت بأن احكي لبناتي بعد مشاهدة الصور القاسية، لكنني لم اخض في التفاصيل".

لقد عاشت ايلانا رومانو وانكي شفيتسر مع هذا السر طوال اكثر من عشرين سنة اخرى، ومؤخرا فقط قررتا اطلاع العالم على ما حدث. ويشار الى ان العائلات تحارب منذ 43 سنة من اجل الوقوف دقيقة صمت حدادا على الرياضيين الإسرائيليين في افتتاح مباريات الأولمبياد، لكن اللجنة الأولمبية الدولية ترفض ذلك بادعاء الخلط بين الرياضة والسياسية وبين الفرح والحزن.


مقالات

مثل طفل يشكو لمعلمه.
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان الصفحات الرئيسية للصحف الإسرائيلية ازدانت، امس، بصورة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو يصافح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال مؤتمر الاقليم الدولي في باريس. وسارع رئيس الحكومة الى التوضيح بأن هذه اللفتة النادرة كانت فقط من باب المجاملة ("هذا هو البروتكول الدبلوماسي") واسفين اعلامي. فقد اوضح نتنياهو للمراسلين الصحفيين انه "من المهم ان يرى العالم بأننا على استعداد للتحدث مع الفلسطينيين، لكنه ليست لدي اوهام بشأن ابو مازن".

بعد التقاط الصورة، امسك نتنياهو بالرئيس الأمريكي براك اوباما في الرواق، كي يشكو له الزعيم الفلسطيني. وقال نتنياهو للصحفيين: "قلت لأوباما انظر كيف يواصل ابو مازن التحريض". وحسب اقواله فقد وعده أوباما بالتحدث مع عباس "ووافق على ان هذا يجب ان يتوقف".
ها هو تحليل لظهور رئيس الحكومة. لقد عرض نتنياهو نفسه امام الكاميرات كنصير للسلام "كي يرى العالم"، وعندها شرح بالعبرية وللاستهلاك الداخلي، بأن كل شيء كان مجرد تمثيل، كي لا يهدده نفتالي بينت بحل الائتلاف الحكومي. وعندما خرج المصورون من الغرفة، شرح لأوباما بأنه لا يوجد من يحاوره – تماما مثل الولد الذي يشكو صديقه لمعلمه، "ولكن هو الذي بدأ". لقد دأب قادة إسرائيل في السابق على اتهام اقرانهم – خصومهم العرب باللسان المزدوج، لكن نتنياهو طور هذه الدبلوماسية الى اللسان الثلاثي.

حين تكون هذه هي سياسة نتنياهو، يكون المهم هو تجاوز مؤتمر دولي آخر، ونشرة اخبار اخرى، ولقاء آخر مع اوباما، دون الدخول في نقاش جوهري حول مستقبل إسرائيل، وحول حل الصراع مع الفلسطينيين، وحول ترسيم حدود الدولة. كل شيء اعلام واسفين ومحاولات خرقاء لمراكمة النقاط الاعلامية في المواجهة مع "تحريض" عباس، من خلال الحفاظ على استقرار حكومة اليمين في إسرائيل.

نتنياهو لا ينجح بإقناع المجتمع الدولي، بأن الارهاب في فرنسا وعمليات الطعن في مفترق غوش عتصيون ينبعان من المصدر ذاته. قادة الغرب يحاربون داعش، الى جانب دعمهم لاستقلال الفلسطينيين ومعارضتهم للاستيطان. وبدل استغلال الفرصة والتكاتف مع اوباما والاتحاد الاوروبي والدول العربية السنية، من اجل تحقيق رؤية حل الدولتين التي يدعي نتنياهو التزامه بها، نراه يركز على تقريب النهاية.

موجة العنف الحالية يجب ان تشكل محفزا لجهود الحوار والتسوية وحل الصراع، وليس للتظاهر في صور تمثيلية. بدل قيامه بشرح خطايا عباس امام اوباما، كان يجب على نتنياهو الدخول مع قرينه الفلسطيني الى الغرفة المغلقة ومناقشته بجدية حول طرق دفع السلام. الوشي للمعلم والخوف من البلطجيين في الائتلاف ليس بديلا للسياسة المبادرة والساعية الى تحسين الوضع الامني والمكانة الدولية لإسرائيل.

يمكن لحزب الله الرد

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الحادث الموضوعي لتفجير جهاز التنصت الذي نسبته وسائل الاعلام اللبنانية الى إسرائيل (امس الثلاثاء)، وفر تذكيرا بسيولة وحساسية الواقع هناك. حسب التقارير اللبنانية فان جرافة كانت تعمل في تجريف التراب اصابت جهاز التنصت الذي زرعته الاستخبارات الإسرائيلية قرب بلدة مرجعيون، التي كانت تقوم فيها قيادة قوات الجيش في الحزام الامني، حتى الانسحاب الاسرائيلي في عام 2000. هذا ليس الحادث الاول من نوعه؛ لقد سبق وابلغت السلطات اللبنانية عدة مرات، عن كشف ما وصفوه بأجهزة تنصت إسرائيلية. في احدى الحالات، في ايلول الماضي، قتل خبير متفجرات من حزب الله خلال محاولة تفكيك جهاز كهذا، بفعل انفجار عبوة تم ربطها بالجهاز.

الظروف الاساسية على الحلبة اللبنانية لم تتغير خلال السنوات الثلاث الأخيرة: حزب الله يغوص حتى عنقه في الحرب الأهلية في سوريا، ويواصل ارسال المحاربين والأسلحة الى هناك في اطار صراع البقاء الذي يخوضه نظام الأسد، بأوامر من سادته الايرانيين. في هذه المرحلة، التي تطرح فيها معركة حياة او موت الطاغية السوري في مقدمة الأولويات، يصعب رؤية سبب يجعل التنظيم يبحث عن المواجهة العسكرية مع اسرائيل الان. ولا يلاحظ مؤخرا وجود مصلحة في الصدام العسكري مع حزب الله. ومع ذلك، يجري هنا صراع قوى هش ومعقد جدا. خلال العامين الاخيرين، يحاول حزب الله الحفاظ على ميزان ردع امام إسرائيل في ضوء ما يعتبره محاولات للتدخل الاسرائيلي في ساحته الخلفية في لبنان.

حزب الله ينسب الى إسرائيل ثلاث عمليات على الأقل في الأراضي اللبنانية، وعميلة اخرى ملموسة في الأراضي السورية ضده، منذ ديسمبر 2013: اغتيال الناشط العسكري الرفيع حسن اللقيس في بيروت؛ وتفجير قافلة الأسلحة في بلدة جنطا، بالقرب من الحدود السورية، وتفجير جهاز التنصت في ايلول 2014؛ واغتيال جهاد مغنية والجنرال الايراني في هضبة الجولان، في شهر شباط الماضي.

لقد حرص حزب الله في هذه الحالات على الرد المدروس في الأراضي الإسرائيلية. فقد رد على تفجير جهاز التنصت بعد عدة أيام بتفجير عبوات في منطقة جبل روس، ما اسفر عن اصابة جنود من وحدة اغوز. وهذا هو الخطر السائد الآن: ان يختار حزب الله الرد، على الرغم من الظروف الاقليمية وعدم تطرق إسرائيل الى الحادث في مرجعيون، علما ان وسائل اعلامه سارعت الى اتهام إسرائيل بالانفجار.

في هذه الأثناء، وبدون علاقة بالحادث الأخير، تم يوم امس، تسجيل تصريح استثنائي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي تطرق بشكل واضح نسبيا، الى حقيقة قيام إسرائيل بمهاجمة قوافل الاسلحة المعدة لحزب الله في سوريا، واعترف انها تعمل ايضا بشكل هجومي ضد محاولات حزب الله وايران تنفيذ عمليات في أراضيها عبر الحدود في هضبة الجولان.

لقد لجأت إسرائيل حتى اليوم الى سياسة التعتيم بشكل عام. حتى اذا ألمحت الى قيامها بالعمل او تحديد خطوط حمراء في سوريا – لا لمهاجمة اراضينا، ولا لتهريب الأسلحة المتطورة الى لبنان – الا انها حاولت عدم تحمل المسؤولية العلنية عن العمليات، كي لا تخرج عن السياسة الحالية التي اثبتت نفسها حتى الآن، بشكل عام، ومنعت تدهور الأمور الى حد التصعيد الزائد.

لقد خرج نتنياهو عن هذه السياسة هذه المرة ايضا، بشكل لا يميز سلوكه المسؤول والحذر بشكل عام، على الحلبة الشمالية، طوال سنوات الأزمة الأخيرة. ربما يكون ذلك مسألة تعود. لقد اتهم نتنياهو بكشف اسرار عسكرية، بشكل غير مراقب، منذ كان رئيسا للمعارضة، في قضية وثيقة شتاوبر قبل حوالي 20 سنة، وبعد ذلك، في ايلول 2007، تعثر خلال لقاء تلفزيوني بعد مهاجمة المفاعل السوري، حين قال ان رئيس الحكومة آنذاك، ايهود اولمرت، تشاور معه واطلعه قبل العملية؛ وهذا الأسبوع، فقط، نظرت المحكمة العليا في التماس يطالب بالتحقيق لمعرفة من قام بتسريب العرض السري المحوسب الذي عرضه الجيش امام المجلس الوزاري المصغر في آب الماضي، حين عارض رئيس الحكومة احتلال قطاع غزة، وقدر الجيش بأن العملية ستترافق بعدد كبر من القتلى.

وربما كانت هنا اسباب أخرى: نتنياهو يواجه منذ عدة أشهر موجة ارهاب قاتل على الحلبة الفلسطينية، والتي تواجه إسرائيل صعوبة في العثور على رد فاعل لها. ربما يكون تصريحه الزائد في الموضوع السوري، قد نبع عن الرغبة برفع مستوى مشاعر الأمن لدى المواطنين.
يصعب كسرهم.

يكتب يوسي يهوشواع في "يديعوت احرونوت"، ان وسائل الاعلام تتنافس في الأيام الأخيرة، في وصف تقدم التحقيق في القضية التي يمنع نشر تفاصيلها. ولكن اذا لم يتم تسجيل تقدم دراماتيكي في هذا التحقيق، فانه سيرافقنا لفترة طويلة.

يجب على الجمهور أن يتعود على ما فهمه الشاباك منذ زمن طويل: حل شيفرة الارهاب اليهودي لا يشبه التحقيق في الارهاب الفلسطيني. ولذلك سمعت يوم امس، ايضا، أصوات مسؤولين كبار في الشاباك خفضوا من سقف التوقعات وقالوا ان الطريق لحل القضية لا يزال طويلا.

لقد سبق واعلن وزير الأمن موشيه يعلون بأن إسرائيل تعرف من الذي نفذ العملية في قرية دوما، والتي تم خلالها احراق عائلة كاملة – أب وام وطفل. ولكن ترجمة المعلومات الاستخبارية الى أدلة في التحقيق مع نشطاء الارهاب اليهودي هي مسالة صعبة. هكذا حدث، ايضا، في قضية كنيسة الطابغة. في حينه توفرت لدى الشاباك معلومات استخبارية حول ضلوع خمسة شبان يهود في القضية، لكنه تم اطلاق سراح اثنين، وتم تقديم لوائح اتهام ضد ثلاثة فقط. التحدي الذي يواجه الشاباك هو الوصول مع أدلة، لكن الشبان يصلون الى اروقة التحقيق لدى الشاباك بعد ان حفظوا غيبا كراسة التوجيهات التي اعدها نوعام فدرمان، والتي تعلمهم كيف يتصرفون خلال التحقيق في الشرطة والشاباك، وتوصيهم بإقصاء انفسهم عن الأحداث. اما الفلسطينيين، فيتم كسرهم بسهولة اكبر في التحقيق – غالبا بسبب وسائل الضغط الخارجية، الوسائل القانونية والتكنولوجية التي تسمح بذلك.

منذ حادث احراق عائلة دوابشة المأساوي، حصل الشاباك على آليات جديدة لمعالجة الارهاب اليهودي، من بينها الاعتقال الاداري واوامر الابعاد. لقد اثبت ذلك نفسه حتى الآن: ثلاثة أشهر من الارهاب الفلسطيني تنتهي تقريبا من دون أي حادث استثنائي او عملية كراهية من النوع المسمى "بطاقة الثمن". لقد تم ابعاد نشطاء مشبوهين لا بل تم اعتقال بعضهم، وعلى الرغم من ارتفاع مستوى العنف والعداء اليهودي ضد العرب خلال موجة الارهاب الحالية، الا اننا لم نشاهد عمليات من جانب الجهات المستهدفة من قبل الشاباك. انها ذات الجهات التي اهتم الشاباك بتنفيذ اعتقالات واصدار اوامر ادارية ضدها في الاشهر الأخيرة.

وبالنسبة لأوامر حظر النشر: من الواضح ان القضية الحالية تفرض قيود، ولكن في زمن الووتس أب والشبكات الاجتماعية، يحتم الأمر على الشاباك انتهاج المسؤولية. امام رقصة الشياطين وجنون الشائعات التي تغمر الدولة، فان الخطوة الصحيحة هي السماح على الأقل بنشر التفاصيل الأساسية حول التحقيق الذي حقق التقدم. سيما ان كل المتورطين باتوا يعرفون عما يجري الحديث، وفي الأيام الأخيرة باتت إسرائيل كلها تعرف.

لقد خرج القطار من المحطة، ومن المناسب ان تعمل كل الجهات على ملاءمة نفسها لمنع طوفان محرج من الشائعات الواهية التي تم نشرها امس – من الادعاء بتورط حفيد الوزير اوري اريئيل (الذي يبلغ 12 سنة من العمر) وحتى الشائعات الواهية حول "اعتقال وزير رفيع سابق بشبهة تحويل مواد سرية الى دولة ثالثة".

"عزلة دولية؟" انظروا واستوعبوا: بالعكس

يكتب عومر دوستري، في "يسرائيل هيوم" ان مشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مؤتمر الاقليم في باريس، هذا الأسبوع، تثبت مدى استقرار مكانة إسرائيل في العالم. فخلافا للتهديدات بشأن "العزلة السياسية" المتواصلة منذ حوالي عقد زمني، والادعاءات بأن إسرائيل هي "دولة منبوذة" في ظل سلطة اليمين، يعرض الواقع، المرة تلو المرة، زاوية مختلفة تماما.

في المؤتمر الأخير في باريس فقط، التقى نتنياهو قادة وزعماء العالم، وبينهم قادة القوى الأعظم على الكرة الأرضية. ولم يكن ذلك مجرد مصافحة ايدي عابرة، وانما شملت لقاءات حقيقية ومحادثات حول التعاون المستقبلي.

هناك تفسير مريح بالتأكيد لمغازلة هذه الدول لبوابة إسرائيل. ففي مجالات الهايتك والزراعة والتكنولوجيا والعلوم ومحاولة محاربة ظاهرة التسلل المتزايدة تتميز إسرائيل وتشكل نموذجا للتقليد بالنسبة للعالم كله.

يمكن العثور على ما يدل على التميز الاسرائيلي في دخول اسرائيل الى الأسواق الجديدة والى قوى عظمى مستقبلية تمر الآن في مراحل التطور، كالصين والهند واليابان. في الهند والصين فقط تعيش نسبة 40% من سكان العالم، وهذه نسبة يصعب تصورها، وفي السنوات الأخيرة تعمل إسرائيل على تنمية وتعميق معاني التعاون مع هذه الدول.

اضف الى هذا كله، انه تم استقبال إسرائيل بتحمس في المؤتمر العالمي الأخير، خاصة بسبب خبرتها في المجال الأمني. صحيح ان الحديث عن مؤتمر يختص بالإقليم، لكن سلسلة العمليات الأخيرة في باريس هزت العالم كله وتسببت للقارة الاوروبية، في الأساس، باستيعاب هذه المشكلة الصعبة.  على خلفية الأحداث الأخيرة وبناء على خبرتها ومحاربتها الحازمة وكثيرة السنوات للإرهاب، تجد إسرائيل نفسها في مقدمة المسرح، كطليعية امام التطرف الإسلامي الذي يهدد بمواصلة اغراق الكرة الأرضية بأنهار من الدم.

في هذا السياق، فان اللقاء الأكثر اهمية لنتنياهو لم يكن مع الرئيس الامريكي براك اوباما، وانما بالذات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لقد خرج الرئيس الروسي عن طوره وهو يثني على الميكانيكية التي عرضها نتنياهو خلال اللقاء الأخير بينهما في موسكو، واضاف واثنى على التنسيق الأمني بين البلدين.

هذه المصطلحات الى جانب اللقاء بين الاثنين في باريس تدل على التعاون الاستراتيجي، الذي نشك بأننا سنراه. هذا التعاون يعتبر هاما بسبب كون روسيا قوة عظمى دولية، وبسبب تعاملها المعادي لإسرائيل طوال سنوات – الأمر الذي يشكل تحولا ملموسا – وكذلك بسبب الدور الفاعل الذي تلعبه روسيا في سوريا.

الغزل الدولي لإسرائيل في مؤتمر الاقليم في باريس ينضم الى فتح الممثلية الإسرائيلية في اتحاد الامارات، كعمل رسمي اول يعكس التعاون الكبير والعلاقات السياسية بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، خاصة في منطقة الخليج الفارسي، والتي تدور غالبا من وراء الكواليس.
مؤتمر الاقليم في باريس والتطورات الأخيرة في مجال سياسة الخارجية الإسرائيلية هي دليل آخر على ان استمرار وجود إسرائيل في الضفة الغربية لا يؤثر سلبا على علاقاتها الخارجية. رأس المال البشري الممتاز، قوتها الاقتصادية والعسكرية، صراعها المتعنت ضد الارهاب والمصالح المشتركة هي العوامل التي تجعل إسرائيل دولة يغازلها العالم، بل وتقبلها لدى العديد من الدول العربية.

بيان صحفي

التعليـــقات