رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية اليوم الاربعاء

الأربعاء | 25/11/2015 - 09:17 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية اليوم الاربعاء

واشنطن ترفض الاعتراف بالبناء في الكتل الاستيطانية ونتنياهو يشترط القيام بخطوات في الضفة بتخفيف العنف

كتبت "هآرتس" ان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رفض الولايات المتحدة الاعتراف بالبناء في الكتل الاستيطانية مقابل قيام إسرائيل بخطوات في الضفة الغربية. وقال نائب المتحدث بلسان الخارجية الأمريكية، مارك تونر، للصحفيين في البيت البيض، ان الرد الأمريكي على مطلب نتنياهو هو "لا كبيرة" (It's a big no). واضاف ان الولايات المتحدة لم تدافع ابدا عن المستوطنات ولم تدعمها، ولم تتخذ سياسة تمنح الشرعية لها. وأشار الى ان الادارات السابقة، الديموقراطية والجمهورية، على حد سواء، اعتبرت البناء في المستوطنات ومحاولة إسرائيل فرض حقائق على الأرض، خطوات تخرب على حل الدولتين.

وقال نتنياهو لكيري خلال اجتماعهما في القدس، امس، ان اسرائيل لن تقوم بالخطوات التي ترغب بها السلطة الفلسطينية في الضفة، طالما لم يتم تخفيض مستوى العنف الميداني. وقال مصدر إسرائيلي اطلع على تفاصيل اللقاء انه انتهى من دون نتائج، ومن دون الاتفاق على قيام إسرائيل بأي خطوة. وحسب المصدر، فقد رفض نتنياهو، بسبب سلسلة العمليات الأخيرة، القيام بالخطوات التي اقترحها على كيري خلال اجتماعه به في واشنطن قبل اسبوعين. وحسب مسؤول اسرائيلي رفيع فقد قال نتنياهو انه اذا اقدم على تنفيذ الخطوات التي يطلبها كيري، كالمصادقة على مشاريع كبيرة للفلسطينيين او بناء للفلسطينيين في المناطق ج، فانه يمكن لذلك ان يؤدي الى تفكيك الائتلاف. واضاف المصدر ان "نتنياهو صلّب من مواقفه وخرج كيري من اللقاء دون حدوث أي تقدم ملموس".

وقال نتنياهو لكيري "ان الشرط الأول لتغيير الشروط الأمنية والاقتصادية في المناطق هو اعادة الهدوء الى سابق عهده. ودفع المشاريع التي يعنى بها الفلسطينيون سيتم فقط اذا انخفض مستوى العنف وتم التجاوب مع الاحتياجات الامنية لإسرائيل. ان جوهر المشكلة هو التحريض الديني الفلسطيني في الشبكات الاجتماعية، خاصة حول الحرم القدسي والسلطة الفلسطينية تتعاون في التحريض".

واضاف المسؤول الرفيع ان نتنياهو قال لكيري انه لا يوجد تجميد للبناء في المستوطنات، ولن يتم تجميد البناء. واوضح نتنياهو لكيري انه اذا كان المجتمع الدولي يتوقع من إسرائيل منح الفلسطينيين تصاريح بالبناء في المنطقة ج ، فان إسرائيل تتوقع من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الاعتراف بالبناء في الكتل الاستيطانية.

وقال كيري في بداية الجلسة، انه وصل الى إسرائيل لكي يناقش "طرق العمل لصد الارهاب وتحديد طريق لإعادة الهدوء". واشار كيري الى ان "إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الارهابية،" واضاف انه يشجب سلسلة العمليات الاخيرة، وانه "لا يجب ان يعيش أي شعب مع العنف اليومي ومع الهجمات في الشوارع. اعمال الارهاب هذه تستحق كل الشجب وانا اريد بشكل مطلق شجب الاعمال الارهابية ضد الابرياء".

من جانبه قال نتنياهو في بداية الجلسة انه "لن يتحقق السلام ما دامت تجري هجمات الارهاب". واضاف بأن العالم عايش هجمة من جانب الاسلام المتزمت وان إسرائيل تحارب هذه القوى بشكل مباشر، وتحارب  مصادر التحريض بشكل غير مباشر. وقال: "نعتقد ان على المجتمع الدولي دعم إسرائيل في صراعها ضد الارهاب. فهذه ليست معركتنا لوحدنا وانما معركة الجميع".

وبعد اجتماعه بنتنياهو سافر كيري الى رام الله والتقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وبعد اللقاء الذي استغرق ساعتين، قال كيري للصحفيين "اننا ملتزمون بحل الدولتين لشعبين يعيشان جنبا الى جنب بسلام وأمن".

وشارك في اللقاء الامين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، الذي قال بأن عباس سلم كيري تقريرا مفصلا حول الاحداث الأخيرة، بما في ذلك ظروف موت 95 فلسطينيا. وجاء في التقرير ان إسرائيل تحتجز جثامين 36 فلسطينيا، وانه تم في الآونة الأخيرة تسجيل ارتفاع بنسبة 40% في البناء الاستيطاني. وحسب عريقات فان اعمال إسرائيل هذه هي التي تقود الى التصعيد الميداني.

اربع تنظيمات فلسطينية تطالب محكمة لاهاي بمحامي مرجمي الخرب الإسرائيليين

كتبت "هآرتس" ان اربعة تنظيمات فلسطينية لحقوق الانسان، قدمت امس الأول، تقريرا الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، يتضمن وثائق وافادات حول عملية "الجرف الصامد" في غزة خلال صيف 2014. وتطالب التنظيمات بفتح تحقيق في سلوك المسؤولين الإسرائيليين خلال العملية.

وقال مدير مؤسسة الحق لحقوق الإنسان، شعوان جبارين، في بيان لوسائل الاعلام ان "الحق" و"المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" والمركزين الفلسطينيين "الضمير" و"الميزان"، قدموا الى المدعي العام في المحكمة تقريرا مفصلا يتضمن الكثير من الافادات والمعلومات التي تدل على وجود قاعدة لاتهام مسؤولين إسرائيليين في القيادتين السياسية والعسكرية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ونحن نؤمن ان هذه الافادات ستشكل قاعدة لفتح تحقيق رسمي ونحن نحث المحكمة والنائب العام على الاعلان عن فتح التحقيق".

ويدعي التقرير انه قتل خلال العملية 1540 مدنيا فلسطينيا خلال 51 يوما، وفقد مئات الآلاف بيوتهم كنتيجة مباشرة لسلوك إسرائيل التي هاجمت المباني الاسكانية والمؤسسات التعليمية والمستشفيات والمباني المتعددة الطبقات.

ويعرض التقرير افادات وادلة تم جمعها من قبل الباحثين والنشطاء الميدانيين طوال سنة كاملة، ويشير الى ان هذه هي العملية الثالثة التي تبادر اليها اسرائيل في القطاع خلال السنوات الست الأخيرة.

وينضم هذا التقرير الى تقارير وافادات قدمتها السلطة بواسطة وزارة الخارجية الفلسطينية الى المحكمة، حول الجرف الصامد والآثار المترتبة عن المستوطنات على الفلسطينيين في الضفة، وكذلك وضع الأسرى الفلسطينيين.

اصابة اربعة جنود وحملة اعتقالات ليلية في الضفة

كتبت "هآرتس" ان اربعة جنود إسرائيليين اصيبوا بجراح بين متوسطة وطفيفة، خلال عملية دهس وقعت صباح امس، قرب مفترق "تفوح" في الضفة الغربية. وتم اطلاق النار على السائق الفلسطيني واصابته بجراح بالغة.

ويستدل من التحقيق في الحادث ان السائق، وهو من سكان جنين، اصاب عدة ضباط وجنود كانوا يقومون بجولة في المفترق، بينهم ضابطان برتبة عقيد ومقدم، وجندي وشرطي من حرس الحدود.

وكتب موقع "واللا" ان سيارة فلسطينية وصلت الليلة الماضية الى حاجز حزمة، بالقرب من بسغات زئيف، في شمال القدس، وحسب شهود عيان، فقد انحرفت عن مسارها، كما يبدو في محاولة لدهس الجنود والحراس الذين يرابطون هناك، لكنه لم يصب أحد.

وقد فر سائق السيارة من المكان، وقام الجيش بإرسال قوات الى الحاجز والبدء بعمليات تمشيط بحثا عن المشبوه. ولم يستبعد الجيش ان يكون السائق قد حاول تنفيذ عملية، لكنه لا يلغي ايضا امكانية انحراف السيارة لسبب آخر.

وفي ساعة مبكرة من مساء امس، تم اطلاق عيارات نارية على سيارة إسرائيلية بين "جبعات أساف" و"بيت ايل" في لواء بنيامين. وابلغت السائقة قوات الأمن بأنها سمعت دوي رصاص. وتبين للقوة العسكرية التي وصلت الى المكان ان السيارة اصيبت بعيارات نارية، لكن الحادث لم يسفر عن اصابات.

الى ذلك قال مصدر امني ان قوات من الجيش وحرس الحدود والشاباك وشرطة لواء شاي، قامت الليلة الماضية باعتقال 16 مطلوبا في الضفة، 12 منهم بشبهة الضلوع في عمليات الارهاب الشعبي وخرق النظام وممارسة العنف ضد المدنيين وقوات الأمن. وعلم ان خمسة من المعتقلين هم نشطاء في حركة حماس.

مطالبة المحكمة بالزام الشرطة على اعادة جثث منفذي العمليات

كتب موقع "واللا" ان عائلات منفذي العمليات المختلفة في القدس خلال موجة الارهاب، قدموا طلبا عاجلا الى المحكمة المركزية في القدس، الليلة الماضية، يطالبون فيه بإصدار امر يلزم الشرطة بإعادة جثث اولادهم التي تواصل الشرطة احتجازها. وعلم ان إسرائيل تواصل احتجاز 12 جثة بأمر من وزير الأمن الداخلي والقائم بأعمال قائد الشرطة بنتسي ساو. ومن بين الجثث التي تحتجزها إسرائيل، جثث بهاء عليان وعلاء ابو جمل والفتى حسن مناصرة وهديل عواد.

يشار الى انه خلافا لجثث "المخربين" الذين نفذوا عمليات وراء الخط الاخضر والتي قرر وزير الأمن موشيه يعلون اعادتها، الا ان الشرطة تواصل احتجاز جثث من نفذوا عمليات داخل الخط الاخضر.

وقال المحامي محمد محمود، الذي يمثل العائلات، انه يأمل بأن يؤدي تقديم الطلب الى نتائج بعد احتجاز هذه الجثث منذ اكثر من 40 يوما. وقال انه حان الوقت كي تتخذ الحكومة قرارا جريئا في موضوع اعادة الجثث.

اتهموه بتنفيذ عملية بئر السبع وحين توجه للشرطة لتقديم شكوى اعتقلته وقدمته للمحاكمة!!

كتبت "هآرتس" انه بعد عملية المحطة المركزية في بئر السبع، اكتشف الشاب الفلسطيني سام الأعرج (20 عاما) من مخيم شعفاط ان بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية نشرت بأنه احد المخربين الذين شاركوا في العملية. وتوجه الأعرج بمبادرة منه الى الشرطة لتقديم شكوى، لكنه تم اقتياده الى التحقيق الذي انتهى بتقديم لائحة اتهام ضده بزعم قيامه بالشغب واعاقة شرطي عن القيام بعمله ورشق الحجارة. ومنذ ذلك الوقت وهو معتقل. وادعت النيابة ان الأعرج اعترف بالتهم الموجهة اليه.

وتم تقديم لائحة الاتهام ضد الأعرج في الثامن من تشرين الثاني، بعد حوالي 20 يوما من اعتقاله. ويتهم بأنه في العاشر من تشرين الاول شارك مع مجموعة من شبان المخيم بالشغب قرب حاجز الشرطة ورشقوا الحجارة على قوات الشرطة. كما ادعت النيابة ان الاعرج شارك في حادث شغب اخر وهو ملثم ورشق ستة حجارة من مسافة حوالي 100 متر على قوات الشرطة.

وقال محامي الأعرج انه حتى بعد ان تبين اثر تحقيق امني مكثف دام 20 يوما بأن النشر حول موكله كان خاطئا، الا ان الشرطة واصلت احتجاز سام كمشبوه، وهكذا يبقى مشبوها طالما لم يثبت براءته خلافا لمبدأ البراءة الذي ينص على ان الانسان يبقى بريئا طالما لم تثبت الدولة ادانته.

وقالت والدة سام، كفاح، لصحيفة "هآرتس" ان هذا الاتهام يبدو لها مهووسا، وانه اذا اعترف ابنها بالتهم فهي لا تشك بأنه فعل ذلك تحت تأثير الضغط الكبير. واضافت ان "سام بعيد عن كل هذه الأمور، وكان يفترض ان يسافر في مطلع الشهر الى المانيا لاستكمال دراسته، والانضمام الى فريق كرة قدم الماني. وتم الان اجتثاث هذا الحلم". وذكرت الأم بأن ابنها لعب في السابق في فريق شبيبة بيتار القدس، لكنه قرر ترك الفريق في اعقاب مظاهر الكراهية والعنصرية التي لقيها من قبل المشجعين.

وقالت الام انه "بعد فترة وجيزة من عملية بئر السبع تجمع عدد من الشبان حول البيت وجاء صحفي وقال لي ان ابني نفذ العملية، فتحدثت اليه وفوجئ جدا، وطلبت منه ان يكتب في الفيسبوك تكذيبا للنشر بشأنه، لكن هذا لم يساعد. وامام قلقنا عليه قررنا ان يتوجه مع والده الى الشرطة وهذا ما حصل. لكن الشرطة طلبت وصوله الى حاجز قلنديا، وهناك احتجزوه وقالوا انهم سيحققون معه لعدة ساعات. وعند منتصف الليل اتضحت هوية منفذ العملية في بئر السبع، وكنا متأكدين من انه سيتم اطلاق سراح سام، لكن الامور تعقدت حين تم تسليمه للشاباك دون ان نعرف شيئا عما يحدث معه. وبعد عشرة ايام فقط ابلغونا بأنه مشبوه برشق الحجارة، ومن ثم تم بعد عدة ايام تقديم لائحة اتهام ضده. انا لا افهم كيف تتدحرج مسألة كهذه من التوجه الارادي الى الشرطة بسبب الخوف وأبعاد النشر الخاطئ، الى الاعتقال الامني ولائحة اتهام".

ووصلت قضية سام الى الكنيست حيث طرح النائب عيساوي فريج الموضوع في الهيئة العامة وتوجه الى وزير الأمن الداخلي طالبا منه فحص سلوك الشرطة في الموضوع. ورفضت الشرطة وحرس الحدود التعقيب على النبأ. كما رفضت النيابة التطرق الى توجه الاعرج بمبادرة منه الى الشرطة، وقالت انه "بعد فحص مواد الأدلة وظروف الحادث، وكذلك على خلفية اعتراف المتهم بارتكاب أعمال، قررت النيابة في لواء القدس تقديم لائحة اتهام ضده بشبهة الشغب في القدس الشرقية".

ترجمان: "الفترة الحالية هي الاكثر هدوء منذ 15 سنة"

كتبت "يسرائيل هيوم" ان قائد المنطقة الجنوبية، سابقا، الجنرال سامي ترجمان، يعتبر ان "الفترة الحالية تعتبر، نسبيا، اكثر الفترات هدوء منذ 15 سنة، لأن حماس تعرف بأنها اذا واصلت او شاركت في العمليات الارهابية الأخيرة في الضفة فإنها ستدفع ثمنا باهظا".

وكان ترجمان يتحدث في مؤتمر سديروت في كلية سبير في اطار ندوة بعنوان "سنة على الجرف الصامد". وأضاف: نحن ملتزمون في الجهاز الأمني بتوفير الرد الأفضل بين عملية واخرى، بين جولة واخرى. الجيش الاسرائيلي يعرف المخاطر ويعد نفسه لسيناريوهات كثيرة. حماس استثمرت موارد كثيرة ووقتا كبيرا في بناء الأنفاق، ولكن الضربة التي تلقتها كانت قوية لأننا خلقنا الردع".

المستوطنون يهاجمون نتنياهو بزعم انه يعود الى "سياسة التنازلات"!

كتب موقع "القناة السابعة" ان مجلس مستوطنات الضفة الغربية، شن مساء امس الثلاثاء، هجوما على رئيس الحكومة، في اعقاب بث تقرير على القناة الثانية، جاء فيه ان الادارة المدنية تفحص حسب اوامر القيادة السياسية، امكانية نقل عشرة الاف دونم في الضفة لسيطرة السلطة الفلسطينية.

وجاء في بيان المجلس انه "بدلا من ضرب السلطة الفلسطينية وقادتها، يعود رئيس الحكومة الى سياسة التنازلات". واضاف البيان: "ان نقل الارض من السيطرة الاسرائيلية الى أيدي السلطة الفلسطينية، كما حدث في اطار اتفاقيات اوسلو وخطة الانفصال، يعتبر جائزة للإرهاب ودعما للمخربين".

وحسب البيان فانه "في هذه الأيام التي تحدث فيها عمليات قاسية، يجب التركيز على الصراع ضد منفذي العمليات ومن يرسلهم، وليس على التنازلات التي ستزيد من محفزات المخربين على المس بإسرائيل".

وقال البيان "ان سياسة رئيس الحكومة يجب ان تكون معكوسة – لا للانسحاب والاستسلام للإرهاب، وانما السماح بالبناء وفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق الضفة".

حبس جندي زعم تعرضه للطعن

قالت القناة الثانية، مساء امس، انه تقرر تخفيض رتبة جندي إسرائيلي وحبسه لمدة شهرين، في اعقاب ادعائه الكاذب بأنه تعرض لعملية طعن. وكان هذا الجندي قد تأخر عن الوصول الى جلسة في المحكمة وتخوف من محاكمته بسبب ذلك فقام بجرح نفسه بسكين كانت بحوزته وادعى تعرضه للطعن.

ولدى وصوله الى قاعة المحكمة سأله افراد الشرطة عما اذا تعرض الى الطعن من قبل عربي فقال نعم. وعلى الفور تم ارسال قوات كبيرة من الشرطة والجنود الى المكان وفتح تحقيق. لكنه تبين للشرطة ان الجندي اختلق حكاية الطعن، فتم تسليمه للشرطة العسكرية التي استكملت التحقيق معه، ومددت اعتقاله لعدة ايام بشبهة دب الذعر وحيازة سكين.

ريفلين: غوش عتصيون تحولت من جبهة داخلية الى جبهة امامية

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، وصل امس، الى غوش عتصيون، لتقديم التعازي لعائلة يعقوب دون في مستوطنة الوت شبوت، والذي قتل الأسبوع الماضي عند مفترق غوش عتصيون.

وقال ريفلين امام العائلة ان "الجبهة الداخلية في واقعنا الحياتي تحولت الى جبهة امامية. هنا في غوش عتصيون، الواقع في القدس الكبرى، تلقيتم ضربات قاسية. لدينا صراع متواصل وسيفهم الاعداء بأننا لن نذهب الى أي مكان آخر".

والتقى الرئيس مع رؤساء المجالس المحلية في المستوطنات وسمع منهم عن التحديات القائمة في ضوء العمليات الأخيرة. وقال ان "غوش عتصيون، كتل ابيب وبئر السبع واللد والخليل، هي جبهات داخلية تحولت حاليا الى جبهات مواجهة. لن يتغلبوا علينا، ولن نستسلم ولن نسمح لهم بتشويش حياتنا".

منع "يكسرون الصمت" من تقديم محاضرة في ملهى في بئر السبع

كتبت "يسرائيل هيوم" ان محكمة الصلح في بئر السبع، اصدرت بناء على طلب من الشرطة، امرا يمنع حركة "يكسرون الصمت" من تقديم محاضرة في ملهى "دخان الزمن" في المدينة. وادعت الشرطة ان مرد طلبها هو عدم التزام صاحب الملهى بمتطلبات الحراسة وبالتالي التخوف على سلامة الجمهور وامنه. واثر ذلك تقرر تقديم المحاضرة في احد بيوت المدينة.

وكانت شرطة بئر السبع قد حققت مع شاب من المدينة يشتبه قيامه بتهديد صاحب الملهى بهدف منعه من استضافة المحاضرة.

النائب ميغل من البيت اليهودي يتهم بالتحرش الجنسي

كتبت "يديعوت احرونوت" ان رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، عقد في ساعة متأخرة من الليل، لقاء مع رئيس كتلة حزبه في الكنيست النائب يانون ميغل، للتداول في القضية التي احرجت الحزب المتدين. وكان بينت قد انهى جولته الطويلة في هضبة الجولان عند الساعة العاشرة ليلا، ولكي يتم تقصير الوقت اتفق مع ميغل على الالتقاء به في مكان سري في منتصف الطريق.

وجاء هذا اللقاء على خلفية قيام صحفيات عملن مع ميغل في موقع "واللا" العبري، بنشر ادعاءات تتهمه بالتحرش الجنسي بهن. وبعد نشر هذه الاتهامات في ساعات صباح امس، لم يقم احد من رفاقه بالكتلة بالدفاع عنه، او المطالبة بإقصائه او استقالته. وساد الاحراج والارتباك حزب البيت اليهودي. وكان من الصعب حتى على رجال الجناح غير المقرب من بينت، امثال اوري اريئيل وبتسلئيل سموطريتس، التعقيب على القضية المحرجة. ووجه نواب الحزب المراسلين الصحفيين الى الرد الذي نشره رئيس كتلة البيت اليهودي يانون ميغل نفسه، والذي لم ينف الادعاءات ضده.

ورفضت وزيرة القضاء، والشخصية الثانية في الحزب، اييلت شكيد، التعقيب علانية على هذا الاحراج، وقالت: "الحديث عن حالات اعدام للجانبين، ولا انوي الرد حتى ادرس الموضوع".

ولدى انتشار القضية، كان بينت يقوم بجولة في الجولان، وادعى هو ايضا، قبل اللقاء بميغل ان "المقصود حالة اعدام ولا انوي حسم مصيره قبل التقائه". ومن شاهد بينت امس، كان يمكنه وصفه بانه سياسي معذب. وقال مسؤول رفيع في حزبه انه "لو كان الحديث عن نائب آخر في الحزب لكان من الأسهل عليه مواجهة هذه القصة. لأن يانون هو صديقه العزيز".

بالنسبة لبينت تعتبر هذه القضية مثيرة للحرج الشديد. لقد حاول قبل الانتخابات ضم نجم بيتار القدس السابق ايلي اوحانا الى الحزب، ولكنه فشل. وكان يانون ميغل بالنسبة له بمثابة الواعد الكبير. وقال مسؤول في الحزب بسخرية امس: "بينت احضر الى البيت اليهودي نجمان: لاعب كرة القدم اوحانا والصحفي ميغل. كما يبدو فانه هو ايضا لا يعرف دائما كيف يختار الناس".

وصدر بالذات من داخل الائتلاف الحكومي، امس، صوت يدعو الى عدم تجاوز هذه المسألة، هو صوت وزيرة المساواة الاجتماعية جيلا جملئيل (ليكود) التي دعت الى التحقيق في الادعاءات ضد ميغل حتى العمق، "واذا كانت صادقة فيجب العمل على فتح تحقيق جنائي ضده وتعليق عضويته في الكنيست".

قلق اسرائيلي ازاء نية روسيا ادخال منظومة دفاعية متطورة الى سوريا

كتبت "يديعوت احرونوت" ان إسرائيل تشعر بالقلق ازاء نية روسيا ادخال منظومة دفاعية من طراز "اس 300"، او ما يشبهها، الى سوريا، حسب ما اعلنه مصدر رفيع في الجيش الروسي. وكانت روسيا قد قررت الرد بحدة على اسقاط احدى طائراتها الحربية في سماء تركيا. وعلم ان سلاح البحرية الروسي وجه الى منطقة اللاذقية سفينة صواريخ تحمل منظومة تصدي متطورة، تشبه منظومة "اس 300". ويمكن لإدخال هذه المنظومة الى المنطقة ان يقيد الى حد كبير سلاح الجو الاسرائيلي، الذي تفيد مصادر اجنبية بأنه يواصل مهاجمة قوافل الاسلحة التي تخرج من سوريا في طريقها الى حزب الله.

وكان سلاح الجو الروسي قد بدأ العمل، قبل شهرين، في سوريا، وعلى الفور تم تشكيل طاقم مشترك للجيشين الروسي والاسرائيلي، برئاسة نائبي رئيسي الاركان، وذلك بهدف تنسيق العمليات الجوية ومنع وضع يتم خلاله اصابة القوات الروسية بشكل خاطئ، وكذلك لتنسيق الهجمات الروسية على حدود هضبة الجولان. يشار الى ان إسرائيل لم تطلع روسيا على نيتها شن الهجمات التي تحدثت عنها المصادر الأجنبية، وانما عملت حسب المناطق والشروط التي تم تحديدها مسبقا.

لقد عملت إسرائيل حتى اليوم مع الروس من اجل منع دخول منظومة الدفاع الجوي المتطورة بسبب القيود التي تفرضها على طائرات سلاح الجو الاسرائيلي. واذا وصلت هذه المنظومة الى سوريا، فان من شأنها تقييد نشاط سلاح الجو الاسرائيلي، وسيسود القلق الاكبر اذا تقرر تركها لدى سوريا. النية تتجه الان الى الابقاء عليها لفترة قصيرة في المنطقة على ان تعمل إسرائيل عبر قنوات دبلوماسية مع موسكو من اجل منع خرق التوازن والحفاظ على الردع الاسرائيلي.

مقالات

اليهود لا يحتاجون الى الردع؟

يكتب عمير فوكس، في "هآرتس" انه على هامش النقاش الذي اجرته المحكمة العليا حول نظرية هدم البيوت، صدرت عن القاضي نوعام سولبرغ، مقولة مفاجئة، ردا على الادعاء بوجود تمييز في استخدام هدم البيوت ضد الفلسطينيين فقط وليس ضد اليهود. وكتب القاضي انه "في القطاع اليهودي لا حاجة الى هذا الردع الذي يعتبر جوهر هدم البيوت. فالجمهور اليهودي، بشكل عام، مرتدع ولا يتعرض للتحريض".  وأضاف القاضي: "صحيح ان هناك عمليات هجومية من قبل يهود ضد عرب ... لكن الفارق يتفوق على الخيال ... خاصة في المسألة المطروحة امامنا – بالنسبة للبيئة: شجب شديد وصارم من قبل الوسط اليهودي، بينما لا نجد مثله في الجانب الآخر".

كان يمكن للقاضي سولبرغ ان يتهرب بشكل أنيق من ادعاء التمييز والادعاء بأنه لم يثبت من ناحية الأدلة، لكنه اختار الرد عليه بشكل جوهري. عمليا، تبنى القاضي الادعاء الحقيقي بوجود تمييز بين اليهود والعرب، لكنه ادعى ان هذا ليس تمييزا بين متساوين وانما تمييز بين مختلفين.

مستهجن قرار القاضي تبرير التعامل المختلف في تطبيق وسيلة قاسية كهدم البيوت على أساس الانتماء العرقي، دون ان يحاول ترسيخ ذلك بناء على معطيات. كما يبدو يعتمد على "معرفة قضائية" بشأن "الحاجة" الى الردع لدى العرب والشجب من الحائط الى الحائط لدى اليهود.

ولكن حتى اذا كان هناك فارق واضح في المعطيات (ومن شبه المؤكد ان الأمر كذلك) بين دعم الفلسطينيين للإرهاب ودعم اليهود له، الا ان المسافة كبيرة بين هذا والادعاء بأنه لا وجود لدعم الارهاب لدى اليهود. حتى اذا كانت المسألة قليلة الا انه لا شك بوجود دعم لأعمال الارهاب اليهودي، حتى لو كان الامر ينحصر بأقلية متطرفة فقط. وكل من يعيش في هذه الدولة في السنوات الأخيرة يعرف ذلك. بل ان هناك دعم لقتل اليهود (اليساريين) وحتى لقتل رئيس الدولة.

تبرير هدم المنازل، حسب رواية الدولة، هو انه سيردع المخرب القادم، الذي سيتخوف من فقدان اسرته لمنزلها. أي ان المقصود ردع المخربين بالقوة ومنع محيطهم القريب من تشجيعهم، وليس ردع الجمهور. حسب ادعاء الدولة فان الأمر لا ينطوي على عقاب جماعي. ولذلك، حتى لو افترضنا وجود فارق بين دعم اليهود للإرهاب ودعم الفلسطينيين له، فانه يكفي وجود مخربين قلائل يدعمهم محيطهم، كي نفهم بأنهم هم ايضا "يحتاجون الى الردع".

هدم البيوت هو ليس النظرية القانونية الوحيدة التي تستهدف الردع. فمثل هذه النظريات تقوم في القانون الجنائي، ايضا. ولكن هل يمكن التفكير، مثلا، باتخاذ قرار يقول انه يجب انتهاج الردع بشكل اكبر ضد قطاعات تشير الاحصائيات المتعلقة بها الى كونها ضالعة اكثر في الجريمة، او تحترم القانون بشكل اقل؟

على مستوى المعلومات، يمكن لقرار القاضي سولبرغ، وبحق، ان يثير تساؤلات قاسية في العالم حول سياسة تطبيق القانون في اسرائيل – وما اذا كانت خطواتها ضد الارهاب والجريمة تشمل معايير الانتماء الجماعي.

ومع ذلك، لا اقترح الغاء صلاحيات المحكمة العليا، وتغيير طريقة تعيين القضاة، وبالتأكيد عدم تفعيل الجرافات ضد المحكمة او الامتناع عن تنفيذ قراراتها. يسمح انتقاد قرارات المحاكم، ولكن المحكمة العليا كانت وتبقى حارس البوابة الأساسي والأكثر اهمية للديموقراطية الإسرائيلية، ويجب الدفاع عنها وحمايتها بشكل تام.

آن الأوان لانتفاضة إسرائيلية

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" انه سقط قبل شهرين روتين جديد على مواطني اسرائيل. صحيفة الصباح وفنجان القهوة موضوعين على الطاولة، الأولاد يستعدون للروضة وللمدرسة، يجري فحص البريد الالكتروني عبر الهاتف الخليوي بسرعة، وفي الخلفية يبلغ البرنامج الصباحي في التلفزيون عن يوم اعتيادي آخر: "قتل مخرب ابن 16"؛ "احباط مخربة ابنة 18"؛ "مقتل جندي"؛ "اصابة جندية بجراح بالغة". ما هو الجديد في ذلك؟ لقد شاهدنا كل شيء. كان لدينا مخربون خطيرون ابناء 14، حاملة سكين ابنة 72، وواحدة لم ترغب بتاتا بالطعن، وايضا، وبالتأكيد، مواطن إسرائيل، وداهس من ابو ديس. نمط اعتيادي.

المشكلة الأخطر هي انه لا يوجد ما نتذمر منه. وضعنا ممتاز. مقياس الارهاب العالمي يقول انه في 2014، قتل 32.658 شخصا في عمليات ارهابية، ما يعني زيادة بنسبة 80% عن العام الذي سبقه. ولكن حوالي 80% من مجمل العمليات الارهابية تجري اصلا في العراق وافغانستان ونيجيريا والباكستان وسوريا. نحن لسنا هناك. حسب المقياس فان نسبة 3% فقط من حالات الموت جراء الارهاب وقعت في الدول الغربية. ونحن نعتبر دولة غربية، ولكن، لبالغ الحظ، اجتازتنا فرنسا بشكل كبير في احصائيات 2015.

مع ذلك، هناك ما يثير القلق في "موجة" السكاكين. فليس هناك من يمكن اتهامه. السلطة الفلسطينية تواصل التعاون الأمني، وحماس لا تطلق الصواريخ من غزة، صحيح انه تنشر على الشبكات الاجتماعية الفلسطينية رسوم كاريكاتير وافلام يسري عليها تعريف "التحريض"، ولكن اذا كانت فعلا تقنع الاف رواد الشبكة الذين يقرؤون هذه الرسائل، فلماذا يعتبر عدد العمليات صغير نسبيا؟

هذه فعلا احدى اكثر الهبات المثيرة للغضب والاحباط التي عرفتها إسرائيل. لا يوجد من خلفها أي تنظيم او قيادة، ولا يوجد نموذج محدد لمنفذي العمليات، ولا توجد وصفة ناجعة للعقاب، وحتى هدم البيوت لا يصد حملة السكاكين، ولا يمكن تهديد سكان الخليل بسحب الاقامة منهم كما تم تهديد سكان القدس الشرقية. لا يوجد حتى من ينتصر عليه الجيش، فهو، او الشرطة و/او المدنيين يقتلون المخربين على الفور.

ولكن، ربما توجد، رغم ذلك، طريقة لصد هذه الموجة التي يمكن ان تشير الى اقتراب التسونامي. من قال انه يسمح للفلسطينيين فقط بعمل انتفاضة. لقد تظاهر الآلاف في فرنسا في سنوات الخمسينيات ضد استمرار احتلال الجزائر. عشرات آلاف الامريكيين خرجوا الى الشوارع في سنوات الستينيات والسبعينيات ضد الحرب في فيتنام، اما في إسرائيل فتم توجيه الاحتجاج ضد اسعار اللبن والمساكن. متى كانت اخر مرة نفذ فيها اكاديميون تظاهرة احتجاج ضد سياسة الحكومة التي تغذي المقاطعة الاكاديمية الدولية للمؤسسات الإسرائيلية؟ اين اختفى رجال الأعمال الذين يجب ان يتخوفوا من اتساع المقاطعة التجارية الى ما بعد منتجات المستوطنات؟ وماذا مع تنظيمات الامهات والآباء الذين يتخوفون من ارسال اولادهم الى رياض الاطفال خشية ان تصيبهم السكين؟ وأين المواطنين الإسرائيليين العاديين الذين يسبب لهم كل خروج الى الشارع التوتر؟

الحصار داخل روتين الاحتلال لا ينحصر بسكان المناطق فقط. لقد تحولت دولة إسرائيل الى دولة احتلها الاحتلال. قوانينها وقيمها تتفق مع دولة خاضعة للحصار، وعلاقاتها مع العالم تمليها سياسة الاحتلال، وحكومتها تسلب مواطنيها أي أمل بأفق سياسي، وقريبا، بأفق اقتصادي. "العيش على حافة السيف" هو الأمر الوحيد الذي يتم اقتراحه على الإسرائيليين، كما لو انه لا يوجد بديل فعلا.

هذا خطأ. لقد حقق التمرد المدني، حتى في إسرائيل، متغيرات بعيدة المدى. "اربع امهات" سرعّت الانسحاب من لبنان، الاحتجاج المدني المترامي الاطراف طرد حكومة حرب يوم الغفران. من الجدير، على الأقل، محاولة اطلاق انتفاضة ضد الروتين القاتل الذي فرضته الحكومة علينا. فما الذي سنخسره؟ اقصى ما يمكن ان يحدث هو العودة الى الروتين اليومي العنيف والمعروف.

تخوفنا تحقق في سوريا

يكتب اهرون لبيدوت، في "يسرائيل هيوم" انه سيقال على الفور بأن ما حدث لم يكن معركة جوية في مفهومها الكلاسيكي. ولكن ما حدث كان اسقاط طائرة في الجو، حيث قامت طائرات F-16 التركية بإطلاق صاروخ جو – جو على طائرة حربية روسية من طراز سوخوي 24. طائرات سوخوي 24 هي طائرات أقدم (بحوالي عشر سنوات) واثقل وابطأ، وتناور بشكل أقل، مقارنة بطائرات F-16، السريعة واللاسعة، والملائمة بشكل اكبر للمواجهة الجوية. طائرات سوخوي معدة لمهاجمة اهداف ارضية، وهكذا هي الذخيرة التي تحملها: صواريخ جو – ارض، وقنابل موجهة (ويشمل ذلك حمل اسلحة نووية تكتيكية). صحيح انها مزودة بصاروخي جو – جو، ايضا، من طراز r-60 الخفيفة، وبمدفع، ولكنها اسلحة للحماية الشخصية، وليس لقصف طائرات. اما F-16 التركية فتحمل، ايضا صواريخ سيدفيندر وصواريخ AMRAAM متقدمة، ومهام اسقاط الطائرات قائمة في قلب المغلف التشغيلي للطائرة.

وهكذا، ولأول مرة منذ 50 سنة، تقوم طائرة تابعة لحلف شمال الأطلسي بإسقاط طائرة روسية. وهي حادثة تستحق بالتأكيد الاشارة اليها. من المشكوك فيه ان طائرة سوخوي حلقت بشكل يهدد، والاحتمال الأكبر هو انها دخلت الحدود التركية جراء خطأ. الأتراك يدعون انهم حاولوا تحذير الطيارين الروس عشر مرات خلال خمس دقائق، لكن عبثا. يوجد لدى المراقبين في برج المراقبة في مطار بن غوريون كيس مليء بالمعلومات حول طيارين (مدنيين) من شركات طيران الاتحاد السوفييتي سابقا، الذين لم يفهموا الأوامر وكادوا يتسببون بحوادث، كالهبوط على شارع "جيها" والهبوط اثناء اقلاع طائرة اخرى، وغيرها. ولن نفاجأ اذا كان هذا هو ما حدث في تركيا.

لا شك ان التواجد العسكري الروسي في سوريا يتسبب بحالة عصبية كبيرة لدى الأتراك. لقد حذروا في السابق، ايضا، من اجتياز الحدود وتسلل الطائرات الروسية الى مجالهم الجوي. اضف الى ذلك ان الحرب الاهلية الدائرة في سوريا للسنة الثالثة على التوالي جعلت اصابع جاراتها اكثر حساسة على الزناد. قبل سنة، في ايلول 2014، اسقطت إسرائيل طائرة سورية من النوع ذاته، سوخوي 24، بعد اجتيازها للحدود ودخولها لمسافة 800 متر في المجال الجوي لهضبة الجولان. وتم اسقاط الطائرة بواسطة صاروخ أرض – جو من طراز "بتريوت".

لقد حققت تركيا، عمليا، الكابوس الاسرائيلي من امكانية حدوث احتكاك مع النشاط الروسي في سماء سوريا يقود في نهاية الامر الى حادث مشابه. ولذلك سارعت إسرائيل الى استباق الأمر، وتقوم بتنسيق نشاطها الجوي على مستوى استراتيجي مع الروس. وقام نائب رئيس الاركان الروسي وقرينه الاسرائيلي بانشاء آلية تسمح بالنشاط المتزامن وتمنع وقوع حوادث من هذا النوع.

القيادة العربية ووهم العودة

يكتب د. يحيئيل شيبي، الناطق بلسان وزارة الاتصالات الإسرائيلية، في "يسرائيل هيوم" ان الأمم المتحدة اعلنت في 29 نوفمبر 1947 عن تقسيم ارض اسرائيل الى دولتين يهودية وعربية. وفي اعقاب هزيمة العرب ورثت اسرائيل مناطق الجليل المركزي والساحل الجنوبي والسهل الداخلي التي كانت معدة للدولة العربية. ولجأ حوالي 700 الف عربي الى الأردن ولبنان وسوريا ودول اخرى. وتم توطين غالبيتهم في مخيمات اللاجئين التي يعيشون فيها مع احفادهم حتى اليوم، و يعتبرون غرباء باستثناء وضعهم في الأردن.

بعد انتهاء حرب الاستقلال تم اقتلاع حوالي 20 الف عربي من بلداتهم وانتقلوا الى بلدات عربية اخرى داخل إسرائيل. عدد هؤلاء يصل اليوم الى اكثر من 300 الف شخص. وقبل عدة أشهر اجتمع آلاف المواطنين العرب في رمات يبنئيل وزاروا خرائب قرية الحدثة. وقامت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بتوزيع بطاقة على المشاركين تحمل اسم "قسم العودة"، وجاء فيها: "أقسم بالله العلي العظيم، ان اتمسك بتراب الوطن وأرض آبائي وأجدادي، وبحق العودة المقدس إلى دياري الأصليّة، وأن أرفض بالسّر والعلن كل البدائل، كانت تبديلا أو تعويضا، او توطينا، والله على ما أقول شهيد".

المقسمون على هذا القسم هم عرب اسرائيليون يطلبون العودة الى مناطق تقوم عليها الكيبوتسات والموشافيم ومدن مثل نتانيا ورعنانا ورمات هشارون. وأوضح النائب غطاس خلال المهرجان: "لن ننسى النكبة ولن نسامح ولا يوجد أي حل بدون حق العودة"!

رئيس لجنة المتابعة العليا لعرب اسرائيل، محمد بركة، الذي ولد في شفاعمرو، هو من أحفاد المهجرين من صفورية، التي اقيم على خرائبها موشاب تسبوري. وصرح بركة بأنه ينوي العودة الى القرية مع عائلات المهجرين الآخرين، ودعا الى السماح لبقية المهجرين بالعودة الى قراهم المهجرة واعادة احيائها. حقيقة انه تطورت هناك في هذه الأثناء مجتمعات يهودية وان هذه الخطوة ستغير تماما طابع المستوطنات لا تهمه.

يجند المهجرون الى جانبهم جهات دولية ويعتمدون على اتفاقيات دايتون (بوسنيا – ﻫﺭﺘﺴﻐﻭﻓﻴﻨﺎ – 1995) المتعلقة بحق كل لاجئ بالعودة الى بيته وبحقه باستبداله بالتعويضات. انهم يسعون الى اقامة دائرة تطبق مسألة العودة وتلغي قانون املاك الغائبين الذي صادر املاكهم. الرواية العربية تتحدث عن جمهور فلسطيني أصلي (Natives)، لكنها تتجاهل الواقع الذي يصفه حجاج مثل موشيه مباسولا، الذي زار البلاد في القرن السادس عشر ووجد في قرية علما في الجليل "حوالي 76 صاحب بيت (اسرة) يهود". لقد استوطن اليهود في صفد ونابلس وحتى في غزة. لكنه لا يجري الحديث عن ذلك. غني عن القول ان موجات الهجرة العربية من المنطقة اغرقت البلاد وان عائلات مصري ويمني والهندي والحلبي والمغربي هي احفاد لها.

عندما يطمحون الى تحويل إسرائيل الى دولة جميع مواطنيها، وتحقيق حقوق قومية لعرب إسرائيل واقامة دولة فلسطينية، يمكن لهذا الحلم الجنوني أن يتحقق. وبمساعدة جهات دولية سيتم اعلان المثلث والجليل العربي والتجمع البدوي في النقب، سلطة حكم ذاتي وطني ستطلب الانضمام الى الدولة الفلسطينية، وستفقد البلدات الزراعية والمدن طابعها اليهودي وستفقد إسرائيل هويتها اليهودية.

المواطنون العرب، خلافا لقيادتهم، لا يزالون يطمحون الى الاندماج. على الحكومة الإسرائيلية تطوير مناطق صناعية في الوسط العربي واقامة مجمعات للعلوم ومناطق تجارة ولهو. عليها حث قادة البلدات العربية على توجيه مدفوعات ضريبة الأرنونا من الصناعة الى الاستثمار في تحسين وجه المدينة، ودفع مشاريع الثقافة وتشجيع التعليم. التغيير الذي سيتولد سيحث السكان على دفع الأرنونا والمطالبة بخرائط هيكلية لبلداتهم تحسن من اوضاع الاسكان.

عندما يشعر المواطن العربي انهم يستثمرون فيه، سيشعر بالانتماء. آن الأوان لكي يتم دمجهم في الخدمة المدنية، كما هو الأمر بالنسبة للفتيات العربيات المتدينات اللواتي تلتحقن اليوم بالخدمة المدنية. يمكن بطريقة منهجية وبإصرار اعادة الثقة وتعزيز التماثل مع الدولة، والقضاء على الانعزالية واضفاء جوهر على شعار التعايش.

في المقابل، على إسرائيل مطالبة الدول العربية بوقف التمييز الطويل الأمد ضد اخوتهم اللاجئين العرب. في شرق اوسط يتألف كله من اللاجئين لم تعد هناك مكانة خاصة للاجئين الفلسطينيين.

الروس يتجهون نحو التصعيد.

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان الروس يتصرفون داخل سوريا كالفيل في متجر الفخار، وهم يديرون خطتهم الحربية دون أي اعتبار لمصلحة هذه الجهة او تلك في المنطقة. ويوم امس كلفهم ذلك طائرة حربية واحدة وطيارين.

في بداية الاسبوع توجهت تركيا الى موسكو وطلبت وحذرت علانية: توقفوا عن قصف جبل تركمان القائم على الحدود السورية – التركية. والحديث عن 24 قرية تركمانية قائمة على الأراضي السورية، خلت 16 منها من سكانها بسبب عمليات القصف الروسي. بالنسبة للروس ولنظام الأسد، يعتبر المتمردون التركمان "اشرار"، ولكن بالنسبة لتركيا، لا يجري الحديث فقط عن ابناء شعبها وانما عن متمردين وصفتهم دول الناتو في مؤتمر جنيف 2 بـ"المتمردين الأخيار"، أي انهم جهة تستحق الحصول على قطعة من كعكة السلطة السورية في حال تم التوصل الى اتفاق سياسي.

لكن الروس تجاهلوا المصلحة الاستراتيجية للغرب والمصلحة القومية لتركيا، وواصلوا مهاجمة التركمان بغضب شديد، في اطار الجهود المبذولة لتحرير منطقة اللاذقية من الضغط الذي يمارسه عليها المتمردون في الشمال. وعندما فهم الأتراك بأن روسيا تستهتر بهم، تم ببساطة ارسال طائراتهم لكي تكمن لطائرات القصف الروسية، وانتظروا فرصة اختراق طائرة روسية لحدودهم – ولو لثواني معدودة – لكي يقوموا بإسقاطها وبث رسالة للروس مفادها ان عليهم التوقف عما يعتبره الاتراك مذبحة ضد ابناء شعبهم.

لكن اسقاط الطائرة سيحث موسكو على تسريع مخططاتها الحربية وتعميق تدخل الجيش الروسي في سوريا. هكذا مثلا، قامت ناقلة تحمل مئات الجنود الروس، امس، بقطع مضيق البوسفور في طريقها لتعزيز القوات البرية الروسية التي تحارب على الأرض السورية.

الروس لن يتوقفوا عن قصف التركمانيين بسبب الخلل الذي وقع امس، سواء في مرحلة الهجوم او في مرحلة الانقاذ. في المرة القادمة عندما ستقترب طائرات تركية من الطائرات الروسية فإنها لن تحظى حتى بالتحذير، وسيتم اسقاطها على الفور، حتى لو قادت معركة جوية كهذه الى تصعيد الأزمة مع الحكومة التركية وتوتير العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

يجب على إسرائيل، ايضا، ان تتعلم استخلاص العبر من حادثة الأمس. هناك اتفاق بين موسكو والقدس يتيح لإسرائيل حرية العمل في سوريا بما يتفق مع مصالحها. إسرائيل ليست ملتزمة بتبليغ الروس مسبقا عن أي نشاط لها في سوريا. لقد حققت إسرائيل هذا الحق حتى اليوم بدون أي ازعاج، ولكن يمنع عليها الوقوع في الوهم: في اللحظة التي سيصطدم فيها النشاط الاسرائيلي باي مصلحة روسية، او بخطة الحرب الروسية، لن يكون لهذا الاتفاق أي قيمة.

التعليـــقات