رئيس التحرير: طلعت علوي

الذهب ... المرشح الأقوى للصعود وسط حالة عدم اليقين

الأربعاء | 04/11/2015 - 08:14 مساءاً
الذهب ... المرشح الأقوى للصعود وسط حالة عدم اليقين

عادت التساؤلات تطرح بقوة حول توجهات أسعار الذهب في السوق العالمية في غضون حالة عدم اليقين التي تسود الاقتصاد العالمي.

وبينما تعاني أكبر اقتصادات العالم ؛ أميركا والصين والاتحاد الأوروبي؛ تحت وطأة الركود أو التباطؤ بدأ الحديث عن توجهات أسعار الذهب ؛ هل ستشهد موجة صعودية حادة في ظل هذه الظروف أم أن تدخل بعض الدول في مواجهة الأزمة العالمية سيحول دون ذلك؟

ربما يستمد الذهب دعما كبيرا في حال فشلت الدول الكبرى في إيجاد مخرج من أزمة الاقتصاد العالمي وهو ما يرجحه مراقبون وخبراء محليون.

ويرى هؤلاء أن المعدن الأصفر سيتخذ طريقا تصاعديا على المديين القريب والمتوسط في ظل ترجيح استمرار تراجع أسعار العملات والنفط والأسهم أيضا.

يأتي ذلك في الوقت الذي ما تزال فيه الولايات المتحدة الأميركية عاجزة عن اتخاذ قرار رفع أسعار الفائدة على الدولار وهو الأمر الذي يبقي الدولار عملة غير مفضلة للاستثمار.
في الجهة المقابلة؛ هنالك الصين تشهد تباطؤا في النمو بينما الاتحاد الأوروبي يترنح تحت وطأة الديون ومشكلات التوافق بين أعضائه.

ويبين الخبراء ان الذهب سيكون على الأرجح ملاذا آمنا في محيط مليء بالاضطرابات رغم أنه انخفض إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع مواصلا الخسائر التي استمرت على مدار يومين لتتجه نحو تسجيل أكبر هبوط أسبوعي في تسعة أسابيع مع تجدد احتمالات رفع أسعار الفائدة الأميركية هذا العام.

وأشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بعد اجتماع استمر على مدى يومين الأسبوع الماضي إلى أن رفع أسعار الفائدة في كانون الأول (ديسمبر) ما يزال مطروحا على الطاولة مما حد من الحديث عن أن سلسلة البيانات الاقتصادية الضعيفة والمخاوف بشأن النمو العالمي ستؤدي إلى تأخير موعد رفع الفائدة إلى 2016.

الخبير في الأسواق العالمية سامر ارشيدات يتوقع أن تشهد أسعار الذهب عالميا صعودا ملحوظا حتى نهاية العام الحالي ليتراوح سعر الأونصة بين 1200 دولار و 1250 دولارا.
ويقول ارشيدات " في حال لامست أسعار الذهب مستوى 1290 دولارا للأونصة فمن المرجح أن تكمل صعودها حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل لتصل إلى مستوى 1500 دولار للأونصة".

وبنى ارشيدات توقعاته على مراقبته للأسواق المالية العالمية التي من المرجح أن تشهد هبوطا سيظهر بداية العام المقبل سواء على مستوى الأسهم أو النفط الأمر الذي سيزيد من بريق الذهب.

ويقول إن "الأوراق المالية ستتعرض لتراجع حاد إلى جانب العملات باستثناء عملات الدول التي لا تعاني من ديون".

وبين ارشيدات أنه يراقب الرسم البياني لأسعار الفضة التي تتخذ منحنى الصعود؛ مشيرا إلى أن هذا الرسم البياني يعطي تاريخيا مؤشرا على توجه أسعار الذهب.

بدوره؛ اتفق أمين سر نقابة تجار الحلي والمجوهرات ربحي علان مع ارشيدات؛ متوقعا أن يتراوح سعر الذهب على المدى القريب بين مستوى 1125 دولارا و 1225 دولارا للأونصة في ظل الإقبال عليه حتى نهاية العام الحالي.

ويرى علان أنه من المرجح أن لا يرفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة على الدولار لذلك سيلجأ المستثمرون إلى الذهب.

ويقول إن "الذهب هو الملاذ الآمن في ظل وجود بيانات اقتصادية عالمية سيئة."

ويشير علان إلى أنه من المتوقع أن يسجل الذهب أرقاما قياسية جديدة قد تصل إلى 1900 دولار خلال الربع الأول من العام المقبل.

ويرجع علان توقعاته تلك إلى أنه يوجد مخاوف من هبوط أسعار النفط والأسهم عالميا، لذلك فإن "الذهب سيكون سيد الموقف."

ويرى أن تراجع اقتصاد الصين مع البيانات السلبية حول النمو والانتاج وتخفيض عملته ستزيد من الطلب على الذهب.

ويقول علان "كلما زادت طباعة النقود كلما زاد الطلب على الذهب وهذا ما سنراه في الأسواق العالمية"ويتوقع أن يكون الطلب على الذهب لغايات اقتناءه كمادة وليس المضاربة عليه.

بدوره؛ يقول تاجر الذهب والمجوهرات أيمن عياد إن "الفترة الحالية تعتبر أكثر فترة حرجة لتوقع توجه أسعار الذهب عالميا".

ويرى عياد أن توقعات أسعار الذهب أصبحت مرتبطة أكثر بالسياسة منها بالاقتصاد، وتحديدا في ظل الحرب في الشرق الأوسط.

ويرجح أن يصل سعر الذهب إلى مستوى 1240 دولار للأونصة على المستوى القريب وأن يتراوح حاليا حول مستوى  1150 دولارا للأونصة.

ويقول عياد إن "زيادة الطلب على الذهب مرتبطة مع الأزمة في الشرق الأوسط."

وكان الذهب وصل أعلى مستوى له خلال العام 2011 حين لامس سعر الأونصة 1922 دولارا وشهد بعدها ضغوطا هائلة ادت إلى انزلاق سعر الأونصة بعد منتصف العام الحالي نحو 1084 دولارا أي بتراجع نسبته 43 % خلال اربعة أعوام لكنه ارتد اخيرا حول مستوى 1150 دولارا.

 

من اختيار المحرر

 

 


© Alghad 2015

التعليـــقات