رئيس التحرير: طلعت علوي

الفدائي خسر قبل ان يلعب

الأربعاء | 04/11/2015 - 07:49 مساءاً
الفدائي خسر قبل ان يلعب

خالد سليم

في داخل كل منا شك، وقد يرقى إلى اليقين، أننا لسنا أصحاب سيادة. لا نملك الماء ولا الهواء ولا الأرض. لا نملك شيئًا. حتى جثامين أبنائنا ليست لنا.
نحن نهبٌ لعابر السبيل.
نحن مرتع لكل ذي مأرب.
نحن من نحن، إلا أن نكون أصحاب سيادة.
هذه كذبتنا الكبرى.
"هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟". (درويش)
أحمق من يظن أن شيئًا في هذا الكون يخصنا، يمكن أن يفلت من السياسة. حياتنا مركبة هكذا. هذا قدرنا. ومؤسف أن تُعلل النفوس بالآمال وترقبها، بعبارات القرار المستقل والحر! أتذكر، بمرارة، الأحداث التي وقعت بين مصر والجزائر عام 2009، على خلفية تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم. وأخشى أن تتحول المباراة العتيدة بيننا وبين السعودية إلى ساحة حرب لتفريغ التوتر الذي تعبّأ به الطرفان خلال الفترة الماضية. وسيكون المستطيل الأخضر مكانًا لتفريغ القهر الفلسطيني، وإظهار علو الكعب السعودي، الذي "انتصر" دون أن يلعب، شئنا أم أبينا.
تجاوزنا اليوم مرحلة نقاش حكاية التطبيع. ثمة كسر في النفوس. بكاء مكتوم. حرقة وغصة.
لم نكن بحاجة إلى انتصار وهمي، حتى تُكسر المعنويات مرة أخرى. كان يمكن للرئيس من البداية أن يتدخل، دون أن تصل النشوة الشعبية إلى منتهاها، ويعلن المتاح والممكن، وقد يسكت الناس وينامون على ضيم قليل.
أقترح أن نمنح السعودية النقاط الثلاث، ولا نلعب. القرار في يد اللاعبين فقط.
لن نذهب لنخوض معركة خسرنا الإحماء فيها.
ستكون التحية بين الفريقين هكذا:
السعودية: فزنا عليكم ولو خسرنا.
نحن: خسرنا ولو فزنا.
"أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك!" (درويش)

©24 اف ام

التعليـــقات