رئيس التحرير: طلعت علوي

شبابنا ومشاريعهم وأحلامهم

السبت | 31/10/2015 - 09:00 صباحاً
شبابنا ومشاريعهم وأحلامهم

 

د. موضي عبدالعزيز الحمود

 

على مدى يومين حافلين، اجتمع عدد كبير من أصحاب العمل وأصحاب الرأي والباحثين ومتخذي القرار في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك المنظمات الداعمة والممولة من بنوك وصناديق وطنية ومنظمات محلية وإقليمية وعالمية، وذلك للتواصل والتداول والنقاش لواقع هذه المشاريع ومتطلبات دعمها وتمويلها وضمان مستقبلها في منطقتنا العربية... قدم هؤلاء من 14 دولة تتماثل أهدافها وتتباين التحديات التي تواجه مشروعاتها في هذا المجال.


نعلم تماماً أن اقتصاداتنا - خصوصا نحن في دولة الكويت - قامت ومنذ القدم على المشاريع الصغيرة والمتوسطة الفردية والعائلية... ولكن - وآه - من لكن... مع ظهور النفط وتدفق عوائده اتجهت الأغلبية إلى العمل في القطاع الحكومي «المُريح» في متطلباته و«المرتفع» في عوائده وأجوره وهجر معظم أصحاب الأعمال أعمالهم الخاصة فتضاءلت أو كادت مساحة العمل الحر سواءً كان صغيراً أو متوسطاً أن تغيب عن المساهمة في الدخل القومي.


ولكن الآن، ومع تزايد الشباب الداخلين لسوق العمل (3 ملايين ونصف المليون) كل سنة في البلاد العربية على امتدادها وما بين عشرين ألفا إلى خمسة وعشرين ألفَ طالب عمل في الكويت وحدها... ومع تناقص دخول الحكومات بانخفاض أسعار النفط، أو بما يحدث في الدول العربية الأخرى من صراع، أصبحت الحاجة ماسة لإعادة الحياة لهذا القطاع المهم والحيوي، الذي يمكن أن يكون رافداً أساسياً للاقتصاد، بل هو كذلك في الدول المتقدمة سواءً الأوروبية أو دول شرق آسيا، حيث تساهم هذه المشروعات ما بين 70 إلى 90 من الدخل القومي في كل من اليابان وتايوان وأخواتهما من الدول الآسيوية، وهي في معظمها لا تملك مواردَ طبيعية إلا البشر وعقولهم وجهودهم.


لا شك أن شباب اليوم المتعلم والمبدع قادر على إقامة معظم هذه المشروعات وتطويرها، وهو لا يحتاج فقط الى التمويل على أهميته، وإنما يحتاج إلى إزالة العقبات البيروقراطية التي تقابله في كل زاوية من زوايا الإدارات الحكومية من لحظة التقدم لاستخراج الرخص أو تحديد العمالة أو غيرها، فهذه الإدارات تجعله يدور حول نفسه وقد يصرف النظر تماماً عن مشروعه.


اخيراً أدركت الدول أهمية هذه المشروعات بأنواعها الإنتاجية - الصناعية أو الخدمية - في تعافي الاقتصاد ونموه وتطوير القوى البشرية واستثمار ابداعاتها، فأوجدت الصناديق الوطنية الداعمة لها في الكويت والسعودية وقبلها عُمان والبحرين والامارات وغيرها لتسهيل دعم انشاء وتطوير هذه المشروعات علَّها تعيد مكانتَها السابقة وتساهم بقدرٍ واضح ٍفي تنويع مداخلنا الوطنية... ورجاءً من كل مسؤول «بأن لا تكسر مجاديف الشباب» دعوهم يبدعون ودعونا نساعدهم.. كل من موقعه، فهم أمل الوطن، وهم من سيقودون سفينة المستقبل للأمام.

والله الموفق.

 

القبس. 
 

التعليـــقات