رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 28 تشرين اول 2015

الخميس | 29/10/2015 - 12:44 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 28 تشرين اول 2015

 

مبادرة نيوزيلاندية في مجلس الأمن لتحريك المفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية

كتبت صحيفة "هآرتس" ان نيوزيلاندا تعمل على دفع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يطالب اسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات ووقف هدم البيوت الفلسطينية فيما تطالب الفلسطينيين بالامتناع عن خطوات ضد اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، وذلك في اطار سلسلة من خطوات بناء الثقة بين الجانبين تمهيدا لاستئناف المفاوضات السلمية.

وكانت نيوزيلاندا، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، تنوي تقديم هذا الاقتراح قبل عدة أشهر، عشية الانتخابات البرلمانية في اسرائيل، ولكنها تراجعت عن ذلك بطلب امريكي. وعلى خلفية التصعيد الأمني في الشهر الأخير، حول موضوع الحرم القدسي، قررت الحكومة النيوزيلاندية استئناف المبادرة وقامت بنشر مسودتها بين اعضاء مجلس الأمن. ووصلت نسخة منها الى صحيفة "هآرتس".

وتحدد الوثيقة ان مجلس الأمن يعتقد بأن استمرار جمود المفاوضات ليس مقبولا وتدعو الجانبين الى "اتخاذ الخطوات المطلوبة لإعادة بناء الثقة والاستعداد لاستئناف المفاوضات". كما جاء في المسودة ان على اعضاء الرباعي الدولي - الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي – والدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي، والدول العربية الداعمة لمبادرة السلام العربية، مساعدة اسرائيل والفلسطينيين على الاستعداد لاستئناف المفاوضات.

وتُعرف المسودة جانبا من الخطوات المطلوبة من الجانبين كجزء من تمهيد الأرض لاستئناف المفاوضات: الامتناع عن اطلاق تصريحات او القيام بنشاطات من شأنها المس بالثقة او تحديد نتائج المفاوضات مسبقا، بما في ذلك مواصلة توسيع المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين وكذلك الامتناع عن اعمال استفزازية، خاصة تلك التي تهدد الوضع الراهن في الحرم القدسي، والامتناع عن تقديم دعاوى ضد اسرائيل حول الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، والامتناع عن التشكيك بمصداقية نوايا او التزامات الجانب الثاني وقادته بالعملية السلمية.

وحاء في الوثيقة ان "مجلس الأمن يعرب عن قلقه البالغ ازاء تعليق المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين حول رؤية حل الدولتين منذ 17 شهرا.. السلام القابل للوجود، والقائم على رؤية الدولتين يمكن تحقيقه فقط اذا داخل الطرفان عملية تفاوض جدية. وسيكون لدعم اللاعبين المهتمين، خاصة الرباعي الدولي والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس الأمن، دور  حيوي. كما توجد اهمية لمبادرة السلام العربية في هذا السياق".

وتحدد مسودة الوثيقة، ايضا، ان مجلس الأمن سيفحص لاحقا اتخاذ قرار آخر يعرف مبادئ حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وجاء في المسودة، ايضا، ان على الامين العام للأمم المتحدة تبليغ مجلس الأمن بما يطرأ من تطور على تنفيذ القرار خلال ثلاثة أشهر. ويقف وراء هذه المبادرة وزير خارجية نيوزيلاندا موري مكولي، الذي وضع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في مرتبة عالية في جدول اعماله، رغم المسافة البعيدة بين بلاده والشرق الاوسط.

ويشار الى ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري ذكر مرارا في السنوات الأخيرة اسم مكولي في خطاباته كمثال للاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال مكولي خلال جلسة مجلس الأمن، يوم الخميس الماضي، انه مضت ست سنوات على آخر قرار اتخذه مجلس الأمن بشأن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال ان احد اهداف القرار الذي تسعى بلاده الى دفعه هو تعريف مسار عمل يمكن من خلاله ان تنضج الظروف  التي تتيح استئناف المفاوضات "داخل اطار زمني واقعي ولكن قصير".

وليس من الواضح حتى الآن ما هي فرص مبادرة مكولي. ومع ذلك تعتقد الصحيفة ان هذه المسودة تختلف عن المبادرة التي حاولت فرنسا دفعها في مجلس الأمن خلال الاشهر الاخيرة، وانها اكثر توازنا منها، ولا تقترح مبادئ لحل أي من القضايا الجوهرية كالحدود او القدس وتركز على خلق الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات.

وعلم ان مكولي طرح امام رئيس الحكومة نتنياهو، لدى زيارته الى القدس قبل عدة اشهر، امكانية دفع مشروع قرار في مجلس الأمن في مسألة استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع، مطلع على تفاصيل اللقاء، ان نتنياهو لم يرفض الفكرة نهائيا. وفي الايام الاخيرة اطلعت نيوزيلاندا إسرائيل على تفاصيل المسودة، وخلافا لحالات اخرى في السابق، لم تظهر اسرائيل معارضة مطلقة لها.

موغريني تطلب من عباس ونتنياهو الموافقة على ارسال وفد الرباعي الى المنطقة

وتنضم المبادرة النيوزيلندية الى الاتصالات التي يجريها الرباعي الدولي مع إسرائيل والفلسطينيين. وقد تطرقت الى ذلك وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني، خلال خطابها امس امام البرلمان الأوروبي. وقالت موغريني، بعد لقائها بنتنياهو يوم الخميس في برلين وبمحمود عباس في بروكسل، امس الاول، انها طلبت موافقتهما على وصول وفد الرباعي الدولي الى المنطقة قريبا من اجل مناقشة تنفيذ خطوات تعيد بناء الثقة في المنطقة. وقالت ان لدى الرباعي عدة اقتراحات لخطوات كهذه، ستسمح، من جهة، للفلسطينيين بالسيطرة بشكل اكبر على حياتهم، والحفاظ من جهة اخرى على امن اسرائيل.

وحسب اقوالها فان هذه الخطوات يجب ان تنعكس في "تغيير ملموس للسياسة على الأرض، بما يتفق مع الاتفاقات السابقة الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين والتي يجب تطبيقها". وقالت ان "المحادثات من اجل المحادثات، والمفاوضات من اجل المفاوضات لن تحقق شيئا على الارض إلا اذا خلقنا الظروف التي تسمح للناس بالعيش والعيش بشكل افضل".

وقالت موغريني فان على عباس ونتنياهو الاظهار من خلال خطوات بأن الالتزام بحل  الدولتين "هو حقيقي وليس مجرد تزييف لشعار فارغ". وقالت ان التصعيد الأخير هو دليل على ان جمود العملية السلمية يقود الى العنف. وحسب اقوالها فان اسباب التصعيد هي الاحباط وغياب الامل وغياب الافق السياسي. واوضحت "بدون افق سياسي ستتواصل كل تهدئة نتوصل اليها لفترة زمنية محدودة فقط وعندها سنرجع مرة تلو اخرى الى دائرة العنف".

وحسب موغريني فانه اذا لم يعمل عباس ونتنياهو الان على وقف العنف وبناء العملية السياسية مجددا، فان وضع شعبيهما سيصبح اكثر سيئا. العنف الاخير يجب ان يشكل تحذيرا. اذا كان هناك من لا يزال يؤمن بأنه يمكن ادارة الصراع واحتوائه فسيكتشف ان كل جولة من العنف ستكون اسوأ من سابقتها".

فابيوس يحاول تنظيم لقاء بين عباس ونتنياهو في باريس

لكنه يبدو حاليا ان نتنياهو وعباس لا يزالان بعيدا عن استئناف المفاوضات, وقد حاول وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الأسبوع الماضي، تنظيم لقاء بين الزعيمين في باريس، كجزء من محاولة وقف التصعيد في الحرم القدسي. وطرح فابيوس هذه الامكانية خلال اجتماعه بوزير الداخلية الاسرائيلي سيلفان شالوم في باريس يوم الخميس الماضي.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان فابيوس طرح امام شالوم، المسؤول عن المفاوضات مع الفلسطينيين في الحكومة، فكرة عقد قمة اسرائيلية – فرنسية – فلسطينية، وسأل شالوم عما اذا كان نتنياهو وعباس سيلبيان دعوة للحضور الى باريس، فرد شالوم بحذر: "يمكنني ان اتحدث باسم نتنياهو فقط واعتقد انه سيسره القدوم". وعليه قرر فابيوس محاولة دحرجة الفكرة. وبعد عدة ساعات من اجتماعه بشالوم اجرى فابيوس محادثة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واطلعه على الاقتراح. وفي المقابل طلب مكتب فابيوس من سفارة فرنسا في تل ابيب التأكد من ديوان نتنياهو في القدس بأن جواب شالوم يمثل موقف نتنياهو فعلا. واجرى مسؤولون من السفارة عدة اتصالات مع القدس وتلقوا توضيحا بأن نتنياهو على استعداد للقاء عباس في باريس دون شروط مسبقة.

وقال المسؤول الاسرائيلي ان الخارجية الفرنسية توجهت مرة اخرى الى ديوان عباس واطلعته على موافقة نتنياهو على الحضور الى باريس. وحسب اقواله فقد وعد الفلسطينيين بالرد على التوجه، لكنهم لم يفعلوا ذلك حتى ظهر يوم امس. وحسب المسؤول الاسرائيلي فانه "اما ان الفلسطينيين لا يزالون يتمسكون برفضهم وغير مستعدين لإجراء لقاء بين عباس ونتنياهو، او انهم لا يريدون عقد لقاء كهذا برعاية فرنسية".

وكانت "هآرتس" قد نشرت قبل عدة اسابيع ان الوزير السابق مئير شطريت التقى سرا مع عباس وحاول تنظيم لقاء سري بينه وبين نتنياهو في منزله في "يبنه"، على ان يتم تعريفه كلقاء خاص وليس كلقاء مفاوضات. وقد رد نتنياهو بالإيجاب لكن عباس لم يرد على الاقتراح. وخلال اللقاء الذي عقده عباس بعد عدة أيام من ذلك مع اربعة سفراء اسرائيل السابقين في باريس، قال ان "طرفا ثالثا" منع اللقاء. وكان ذلك الطرف هو وزير الخارجية الامريكي جون كيري.

فقد اطلع عباس الوزير كيري هاتفيا على اقتراح شطريت، لكن كيري تخوف من تحول اللقاء الى مواجهة تنتهي بتهديد عباس بتفكيك السلطة وتسليم المفاتيح لإسرائيل، ولذلك طلب من عباس الانتظار الى ما بعد اللقاء بينهما على هامش اعمال الجمعية العامة في نهاية الشهر الماضي.

تدريبات مشتركة للجيشين الاسرائيلي والالماني في إسرائيل

كشفت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي والجيش الالماني اجريا خلال الأسابيع الأخيرة، تدريبا مشتركا على الحرب داخل المناطق المأهولة. وعلم ان هذا التدريب الذي جرى في معسكر تسئليم في اسرائيل هو اكبر تدريب يجري بين الجيشين. وشارك فيه اكثر من 100 جندي الماني. كما ارسلت المانيا خمس معدات عسكرية ثقيلة للمشاركة في التدريب الذي جرى في مكان بني على شاكلة بلدة فلسطينية.

وقد حاولت المانيا الحفاظ على تعتيم بشأن اجراء التدريب خلال الفترة الحالية ولذلك لم يتم تصويره. ويجري التدريب المشترك كجزء من منظومة العلاقات الامنية بين البلدين. وكجزء من هذا التعاون حصلت اسرائيل من المانيا على خمس غواصات، فيما ينتظر وصول السادسة قريبا. مع ذلك فان وصول اكثر من 100 جندي الماني لتدريب متواصل في إسرائيل يشكل معلما جديدا في العلاقات الامنية بين البلدين.

بعد تصريحها بشأن حلمها: نتنياهو يمنع حوطوبيلي من التقاء الصحفيين الأجانب

كتبت الصحف ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمر نائبته في وزارة الخارجية تسيبي حوطوبيلي، امس، بإلغاء اللقاء الذي كان مقررا لها مع الصحفيين الاجانب، غدا، في نادي الصحفيين في القدس. وجاء قرار نتنياهو في اعقاب العاصفة التي اثارها تصريح حوطوبيلي حول الحرم القدسي، خلال لقاء منحته لقنال الكنيست، حيث قالت ان حلمها هو رؤية علم اسرائيل يرتفع فوق الحرم القدسي.

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول رفيع قوله ان نتنياهو اجرى اتصالات مع حوطوبيلي حدد خلالها الرسائل التي يرغب منها التعبير عنها في تصريحاتها، وفي مقدمتها التزام اسرائيل بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي. وطلب نتنياهو من حوطوبيلي اطلاع مكتبه مسبقا على أي لقاء او ظهور علني لها كي يتم تنسيق الرسائل.

واكد مكتب حوطوبيلي اجراء المحادثة بين نتنياهو ونائبته في وزارة الخارجية، لكنهم قالوا انها جرت في اجواء طيبة، ولم تكن محادثة توبيخ. وقالوا انها "اكدت لنتنياهو ما الذي قصدته في اللقاء وان رئيس الحكومة اكد لها ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي والامتناع عن خطوات او تصريحات يمكنها ان تشعل الارض".

ورفضوا في مكتب حوطوبيلي تلقي توجيه من مكتب نتنياهو بعدم اجراء لقاءات صحفية معها، وقالوا ان المقصود هو طلب اذن مسبق فقط، لكنهم اعترفوا بأنه طلب اليهم الغاء لقاء حوطوبيلي مع الصحفيين الاجانب بسبب حساسية الموضوع في الحرم القدسي. يشار الى ان ديوان نتنياهو سارع بعد تصريحات حوطوبيلي لقنال الكنيست الى اصدار بيان يتحفظ من اقوالها، ويؤكد ان موقف الحكومة هو ما عبر عنه نتنياهو في البيان الذي صدر مساء السبت الماضي بشأن الحفاظ على الوضع الراهن وعدم اجراء أي تغيير.

الأردن: "تركيب الكاميرات هو من اختصاص الوقف فقط"

ذكرت "هآرتس" ان وزير الأوقاف والمقدسات الاردني هايل عبد الحفيظ داوود، اعلن بان تركيب الكاميرات في الحرم القدسي سيكون بمسؤولية دائرة الاوقاف الاسلامية الاردنية في القدس، ولن يكون لإسرائيل أي صلة بالموضوع. واكد لصحيفة "الدستور" الاردنية ان وزارته هي المسؤولة عن تركيب الكاميرات وان المقصود خطوة معقدة لا يمكن استكمالها خلال يوم واحد. وقال ان ادارة المشروع والاشراف عليه سيكون بمسؤولية الوقف فقط. وحسب اقواله فان الكاميرات ستصور على مدار الساعة وسيتم بث الصور عبر موقع انترنت الى كل انحاء العالم، على غرار البث السعودي من الكعبة في مكة والمسجد النبوي في المدينة.

وقال مصدر فلسطيني رفيع لصحيفة "هآرتس"، امس، ان الاردن شديد الغضب على نتنياهو وحكومته لأنهم يضطرون الملك عبدالله ورجاله الى العمل واتخاذ خطوات لتهدئة الاوضاع في الاردن. وقال المصدر ان الاردن ليس معتادا على اتخاذ خطوات دبلوماسية بعيدة المدى، ولكن اذا واصلت حكومة نتنياهو تجاهل الحساسية الفلسطينية والإسلامية لما يحدث في الحرم القدسي، فسيضطر القصر الملكي الى العمل في عدة مسارات، داخلية وخارجية، من اجل تهدئة الاوضاع.

استشهاد ثلاثة فلسطينيين بنيران الجيش الاسرائيلي

كتبت صحيفة "هآرتس" ان جنديا اصيب بجراح متوسطة مساء امس، في عملية طعن وقعت عند مفترق غوش عتصيون. واطلق الجنود النار على شابين شاركا في الهجوم وقتلوهما. وكان الجنود قد قتلوا فلسطينيا آخر بعد محاولته طعن جندي آخر قرب الحاجز العسكري تل رميضة في الخليل.

ويستدل من التحقيق في الحادث الاول ان قوة من الجنود شاهدت فلسطينيين مشبوهين قرب مفترق غوش عتصيون واقتربت منهما لاستجوابهما، فاستل احدهما سكينا وطعن احد الجنود، فرد جندي اخر بإطلاق النار على الاثنين وقتلهما.

اما في الحادث الثاني، وحسب موقع المستوطنين (القناة السابعة) فقد اقترب شاب عربي من القوة العسكرية المرابطة على حاجز جيلبر بالقرب من تل رميضة في الخليل، وكان يحمل سكينا، كما يبدو لتنفيذ عملية. وحسب التقرير الاولي فقد فتح الجنود النار عليه وقتلوه خلال فترة قصيرة. وجاء من الناطق العسكري انه "جرت محاولة للطعن خلال فحص اعتيادي على حاجز جيلبر، وحاول مخرب وصل الى هناك طعن جندي فتم اطلاق النار عليه وقتله. ولم تقع اصابات بين الجنود".

الجنود في الخليل يتجولون مع "رصاصة في الفوهة"

نشر موقع "واللا" ان الجنود الذين يتواجدون في احتكاك قريب مع الجمهور الفلسطيني في الخليل، قالوا بانهم متيقظين جدا لعمليات الدهس بسبب اكتظاظ المباني في المدينة، لكنهم متأهبون بشكل اكبر لعمليات الطعن. وقد ادى التخوف من هذه العمليات الى رفع مستوى التشكك بالرجال والنساء ولكن بشكل خاص بالاولاد من جيل 13 عاما وما فوق، والذين يتجولون في شوارع المدينة.

ونتيجة لذلك قرر جنود "جبعاتي" شحذ اسلحتهم مع بدء وردياتهم، وتجهيز رصاصة في فوهة البندقية، كما يفعل رجال الشاباك، الامر الذي يسرع اطلاق النار اذا الح الأمر. وقد قرر الجنود اللجوء الى هذا الاجراء "رصاصة في الفوهة" بمحض ارادتهم تخوفا من عمليات الطعن، ولكي يتمكنوا من الرد بالسرعة القصوى.

وقال جندي من "جبعاتي" ان الاوامر تقول ان علينا ان نكون في حالة "ادخل" مع اصبع على الزناد، بحيث يقوم احد الجنود بالفحص والاخر بتوفير الحماية، واذا حدث شيء، يجب عليك فقط سحب الزناد واطلاق النار. وعندما تكون الرصاصة في الفوهة فان كل ما يحتاجه الجندي هو تحرير الزناد واطلاق انار لاصابة "المخرب"، وهذه عملية يمكن ان تتم بالسرعة القصوى في هذا الزمن المصيري.

راجمة لقنابل الغاز

الى ذلك وفي ضوء ازدياد اعمال خرق النظام في الضفة، خلال الأسابيع الأخيرة، عزز الجيش قطاع الخليل بوسائل حربية غير قاتلة لتفريق المظاهرات. وشوهدت كتيبة قرب حاجز الشرطي في الخليل وهي تقوم بتفعيل راجمة لقنابل الغاز يمكنها اطلاق القنابل في عدة اتجاهات في وقت واحد.

ويمكن من خلال شريط تم تصويره هناك مشاهدة فاعلية هذه الراجمة الجديدة التي يتم تركيبها على متن سيارة عسكرية. وتقوم هذه الراجمة بتفريق مئات المتظاهرين خلال دقيقة واحدة. وقال الجيش ان هدف هذه الراجمة هو تقليص عدد الاصابات. بالإضافة الى ذلك تم تزويد القوات بسيارات لرش المياه المتعفنة على المتظاهرين.

اعتقال ناشطين في مخيم جنين

ذكرت القناة السابعة ان قوات من الشاباك والمستعربين في حرس الحدود، قامت الليلة الماضية، باعتقال مطلوبين في مخيم اللاجئين في جنين، بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات الإسرائيلية. والمعتقلان هما قيس سعدي (24 عاما) من حماس، وثائر جرادات (29 عاما) من الجهاد الإسلامي.

اسرائيل تطالب العليا برفض الالتماسات ضد هدم بيوت عائلات منفذي العمليات

كتبت "يسرائيل هيوم" ان إسرائيل طلبت من المحكمة العليا، امس، رفض الإلتماسات التي قدمتها عائلات "المخربين" وجيرانهم ضد اوامر المصادرة والهدم التي اصدرها القائد العسكري بحق ست عائلات "لمخربين" قتلوا الزوجين نعمى وايتان هانكين، وملاخي روزنفيلد وداني غانون. وادعت النيابة انه لا يوجد مبرر قانوني للتدخل في هذا القرار.

ويشار الى ان قاضي المحكمة العليا عوزي فوغلمان، اصدر الاسبوع الماضي امرا يمنع الهدم حتى النظر في الالتماسات، غدا، برئاسة القاضية مريام نؤور رئيسة المحكمة العليا. وقالت النيابة ان موقف الجهات الامنية هو ان الهدم حيوي من اجل خلق اقصى حد من الردع لمنع عمليات اخرى، خاصة خلال موجة الارهاب الحالي.

وقالت النيابة في ردها ان إسرائيل تواجه منذ بداية 2013 ارتفاعا متواصلا في النشاط الارهابي ضدها وضد سكانها ومواطنيها. وتم في 2013 تسجيل 1414 عملية، وفي 2014 وقعت 1650 عملية وخلال العام الجاري وقعت حتى 18 تشرين الاول 1703 عمليات. كما طرأ في 2013 ارتفاع في عدد القتلى الاسرائيليين، حيث قتل 35 إسرائيليا مقابل صفر من القتلى في 2012.

ويعتبر مركز الدفاع عن الفرد الذي قدم الالتماسات، ان هدم البيوت هو عقاب جماعي يتعارض مع القانون الدولي ومبدأ القانون الاسرائيلي الذي يرفض معاقبة شخص بجريرة عمل نفذه شخص آخر. ويشار الى ان المحكمة العليا اختارت في غالبية الالتماسات المشابهة عدم التدخل وسمحت للجيش بهدم البيوت كوسيلة ردع.

الى ذلك جمدت قاضية المحكمة العليا دفنا براك ايرز، امس، بشكل مؤقت امر هدم منزل علاء ابو جمل من حي جبل المكبر في القدس، والذي نفذ في 13 اكتوبر عملية الدهس والطعن في شارع ملوك إسرائيل في حي غؤولا في القدس، ما اسفر عن قتل مواطن إسرائيلي.

لوائح اتهام ضد 3 مواطنين عرب بتهم التخطيط لعمليات

كتبت "يسرائيل هيوم" ان نيابة لواء الشمال، قدمت امس، لائحة اتهام ضد شابين (16 و17 عاما) من يافة الناصرة بشبهة ارتكاب مخالفة خطيرة، وهي محاولة القتل وحيازة سكين والتآمر لتنفيذ جريمة. وكانت الشرطة قد اعتقلتهما في 13 اكتوبر في "مغدال هعيمق". وبعد تفتيشهما عثر على سكين في حوزتهما.

وقال الشاباك انه تبين من خلال التحقيق بأنهما شاهدا خلال تواجدهما في "مغدال هعيمق" يهوديا يضع "كيباه" على رأسه وكانا ينويان المس به، لكنهما لم يستطيعا ذلك بسبب وصول عائلته. وقالا انهما تأثرا من الاحداث العنيفة في الأيام الأخيرة والتحريض بشأن نشاط إسرائيل في الحرم القدسي.

وفي المحكمة المركزية في بئر السبع تم تقديم لائحة اتهام ضد فاطمة ابو صبيح، وهي ام لاربعة اولاد، وعمرها 34 عاما، ومن سكان قرية عرعرة النقب. وتتهم بحيازة سكين وتبليغ اختها بواسطة رسالة نصية بأنها ترغيب بتنفيذ عملية طعن والاستشهاد ضد اليهود. وتتهم ابو صبيح بارتكاب مخالفة حيازة سكين في ظروف خطيرة وغيرها. وطلبت النيابة من المحكمة تمديد اعتقالها حتى انتهاء الاجراءات ضدها.

قوة كبيرة من الشرطة تقتحم مستشفى المقاصد

الى ذلك تنقل "هآرتس" عن مصادر فلسطينية قولها بان قوات كبيرة من شرطة القدس  اقتحمت امس، مستشفى المقاصد في حي الطور في القدس. وقال احد افراد الطاقم الطبي ان عشرات افراد الشرطة الملثمين دخلوا الى المستشفى وبحثوا عن ملف طبي يخص جريحا عولج في المستشفى قبل عدة ايام.

وقال رئيس لجنة الاطباء الدكتور علي الحسيني ان اكثر من اربعين شرطيا مسلحا دخلوا الى عدة مباني واقسام بادعاء ان الملف الطبي المطلوب يهمهم بشكل كبير، وغادروا المستشفى بعد عدة ساعات دون ان يعتقلوا احد.

واشاروا في المشفى الى ان هذه هي المرة الاولى التي تداهم فيها قوات الشرطة المشفى في الأسابيع الأخيرة، لكنها كانت تفعل ذلك في مرات عديدة لتنفيذ اعتقالات، كون المستشفى عالج مئات المصابين في المواجهات مؤخرا. ورفضت الشرطة كشف سبب الهجوم على المستشفى وقالت انه تم في اطار عمليات تحقيق لا ترغب في الكشف عنها.

وفي الخليل تظاهر عدة مئات من الشبان الفلسطينيين، امس، مطالبين إسرائيل بتسليم جثث الفلسطينيين الذين شاركوا في العمليات. وقالت مصادر فلسطينية ان إسرائيل تحتجز جثث 14 فلسطينيا بينهم جثتين لشابتين. وقد وقعت مواجهات مع قوات الجيش اصيب خلالها عشرات الفلسطينيين، بعضهم بالرصاص الحي. ولكن الجيش اعترف باصابة 13 فقط وقال انهم اصيبوا بالرصاص المطاط في اقدامهم.

رفض التماس الشيخ رائد صلاح ضد قرار سجنه

كتبت "يسرائيل هيوم" انه تم ارسال رئيس الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، الشيخ رائد صلاح الى السجن لمدة 11 شهرا. وبذلك رفضت المحكمة المركزية في القدس الاستئناف الذي قدمه ضد العقوبة التي اعتبرها صارمة وكذلك الاستئناف الذي قدمته النيابة ضد العقوبة التي اعتبرتها خفيفة. وسيبدأ صلاح الذي ادين بتهم التحريض على العنف والارهاب والتحريض العنصري، بتنفيذ فترة الاعتقال ابتداء من 15 تشرين الثاني المقبل.

وكتب القضاة في قرارهم رفض التماس الشيخ "ان ماضيه الجنائي، والمخالفات الخطيرة التي ارتكبها وظروف تنفيذها، تحتم فرض عقوبة ملموسة وملائمة، تنطوي ايضا على تطبيق مصلحة الردع". ورفضت المحكمة المقارنة التي اجراها محاميه مع شخصيات اخرى اشتبهت بالتحريض، وحدد القضاة بأن صلاح هو "زعيم يمضي خلفه جمهور كبير ينفذ اقواله، ومحفزات كلماته تقل بكثير عن اولئك الذين تطرق اليهم في الالتماس". وفي الوقت ذاته رفضت المحكمة استئناف النيابة على قرار الحكم  والذي اعتبرته حكما مخففا.

وقالت النيابة ان "تحدي واستفزاز صلاح لسلطة القانون يمر كخيط الحرير في كل سلوكياته الرسمية والخاصة". وادعت الدولة انه يجب في حالة صلاح ان تتراوح العقوبة بين 16 و42 شهرا من السجن الفعلي. لكن المحكمة رفضت ذلك.

وخرج صلاح من قاعة المحكمة وهو يبتسم، وكان في استقباله عشرات النشطاء الذين هتفوا "بالروح والدم نفديك يا اقصى" و"دوما سنكون معك يا شيخ رائد صلاح". وقال صلاح في تعقيبه على القرار انه مصر على مواصلة كفاحه من اجل المسجد حتى من داخل السجن. واضاف: "الاحتلال الصهيوني لن يسكتني ونحن لا نخاف من السجن. النضال على فلسطين والقدس سيتواصل في كل وقت ومن كل مكان".

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة معقبا: "ان هذا القرار لا يستهدف الشيخ رائد وحده وانما كل الجمهور العربي في إسرائيل". وقال النائب جمال زحالقة: "سنواصل نضالنا العادل، وسندافع عن المسجد الاقصى مهما حدث. الاقصى هو مسجد. نقطة". وتهجم عليه الناشط اليميني ايتمار بن غفير مرددا: "انت مخرب، في كل دولة طبيعية كانوا سيحكمون عليك بالسجن".

وقد ادين الشيخ رائد في 2013 بالتحريض على العنف او الارهاب خلال الخطبة التي القاها في وادي الجوز في القدس، وفرضت عليه قاضية محكمة الصلح في القدس السجن لمدة ثمانية اشهر، وفترة سجن اخرى مع وقف التنفيذ. وفي اعقاب ذلك قدمت النيابة استئنافا وطالبت بادانة الشيخ بالتحريض على العنصرية. ووافقت المحكمة على الالتماس واعادت الملف الى محكمة الصلح فأدانته وفرضت عليه السجن لمدة 11 شهرا وثمانية اشهر مع وقف التنفيذ. واعلن محاميه افيغدور فالدمان في حينه بأنه سيستأنف على القرار، وكذلك فعلت النيابة. ويوم امس قررت المحكمة المركزية رفض الالتماسين وثبتت قرار محكمة الصلح.

شقيق قاتل رابين يهدد رئيس الدولة ريفلين

كتبت "يديعوت احرونوت" انه في يوم الذكرى العشرين لقتل رابين بالذات، اطلق شقيق قاتل رابين، حجاي عمير، رسالة تهديد لرئيس الدولة وكتب على صفحته في الفيسبوك: "آن الأوان كي يختفي ريفلين من العالم". وبعد فترة وجيزة طرقت الشرطة باب بيته واعتقلته للتحقيق.

واضافت الصحيفة ان ما كتبه عمير جاء في اعقاب تصريح رئيس الدولة خلال مراسم لإحياء ذكرى رابين هذا الأسبوع، بأنه طالما كان رئيسا للدولة لن يتم اطلاق سراح القاتل يغئال عمير. ولم يتأخر رد عائلة عمير. فقد كتب حجاي على صفحته ان "ريفلين هو سياسي متملق. ليس هو من سيحدد ما اذا سيتم اطلاق سراح اخي، فالله وحده هو الذي سيحدد كما حدد بأن رابين سيموت رغم ان ريفلين ورفاقه لم يوافقوا تماما على ذلك. والله هو الذي حدد بأن يصبح ريفلين رئيسا، وسيحين الوقت الذي يحدد فيه بأن ريفلين والدولة الصهيونية يجب ان يختفوا من الوجود كما اختفت سدوم بسبب الجرائم التي نفذوها في اطار القانون ضد ابناء شعبهم، وهذا اليوم ليس بعيدا."

وقد بدأ التحقيق مع حجاي بعد ظهر امس في اعقاب معلومات وصلت الى شرطة غليلوت وليس بسبب شكوى من الرئيس. ووصل المحققون الى بيت عائلة عمير في هرتسليا واعتقلوه للتحقيق بشبهة تهديد الرئيس ريفلين. كما اجرت الشرطة تفتيشا في بيته وصادرت حاسوبه. واعترف حجاي بأنه كتب الملاحظة لكنه لم يعتبرها تهديدا. وتم بعد التحقيق معه احتجازه لمواصلة التحقيق، وسيتم اليوم تقديمه الى محكمة الصلح في تل ابيب لطلب تمديد اعتقاله.

يشار الى ان حجاي عمير خرج من السجن في ايار 2012، بعد ان امضى 16 سنة ونصف اثر ادانته بالضلوع في قتل رابين ومخالفات التآمر على تنفيذ جريمة وحيازة سلاح والتهديد. ورفض ديوان رئيس الحكومة التطرق الى تهديد عمير لرئيس الدولة، بل رفض اصدار بيان شجب.

اسرائيل تحول دبابات قديمة الى مصفحات

كتبت "يديعوت احرونوت" انه في ظل ازمة النقص بالمصفحات، قرر الجيش الاسرائيلي تحويل دبابات "مركباه سيمان 2" التي تم اخراجها من الخدمة، الى مصفحات لنقل الجنود بشكل آمن اكثر من مصفحات M113، من طراز برادلس، القابلة للإصابة والتسبب بأضرار كبيرة للجيش، كما حدث في حي الشجاعية في غزة، خلال عملية الجرف الصامد، حين قتل سبعة جنود دخلوا الى غزة على متن احدى هذه المصفحات القديمة.

وفي حينه قرر الجيش اضافة عدة مئات الى عدد المصفحات من طراز "نمير" المتطورة التي سيقتنيها، لكن هذا الرقم يبقى صغيرا مقارنة بآلاف مصفحات M113 المستخدمة حاليا. وبما ان ثمن المصفحة الواحدة من طراز "نمير" يصل الى 10 ملايين شيكل، فان استبدال كل المصفحات القديمة سيكلف الجيش عشرات مليارات الدولارات، وهي مسالة ليست مطروحة على الجدول.

وخلال ثلاثة اشهر عملوا في ذراع اليابسة ودائرة الدبابات في وزارة الأمن على انتاج اول مصفحة "مركباه 2"، بل وشاركت هذه المصفحة حتى الان في عدة تدريبات، وحظيت بالثناء بفضل قدرتها على العمل. وتستطيع هذه المركبة، الدبابة اصلا، حمل عشرة جنود او طاقم طبي وجرحى. وفي اعقاب نجاح التجربة تقرر فتح خط انتاج خاص في مصنع الدبابات في تل هشومير، لتحويل الدبابات القديمة الى مصفحات. وفي اطار هذا التحويل، سيتم ازالة فوهة الدبابة، ورفع سقفها، وملاءمتها لحمل الجنود، بتكلفة مليون شيكل فقط لكل مصفحة، أي عشر ما تكلفه مصفحة نمير.

وقال مصدر عسكري ان هذه المصفحات لا تشكل بديلا لمصفحات نمير وليست مدرعة مثلها، ولكنها توفر مستوى من الحماية اكبر بكثير مما توفره مصفحات برادلس M113. هذه المصفحات لن تتقدم القوات الى غزة او لبنان ولكنه يمكنها نقل الطواقم الطبية والامدادات بمستوى حماية اعلى من المتوفر حاليا. وفي المستقبل، اذا سمحت الميزانية سنتمكن من تزويدها بالجيل الجديد من منظومة الدفاع المضادة للصواريخ".

مقالات

عاملوه كما عومل كهانا

يكتب سيفي راخيلبسكي، في "هآرتس" انه يجب وقف كل الساعات واطفاء كل النجوم، لأنه عندما يحدد من يسمى رئيس حكومة إسرائيل بأن "هتلر لم يشأ ابادة اليهود" فهذا يعني اننا انتقلنا الى كوكب آخر، ولا يمكن لهذا ان يستمر.

في الفترة التي تطرق اليها نتنياهو، نهاية 1941 كان قرابة مليون يهودي قد ذبحوا، ومرت عدة أشهر على ابادتهم المنهجية في مناطق كبيرة تم احتلالها في بربروسا، بأوامر مباشرة من مبيدة الشعوب. وكان من بينهم ليبلي وتيملي وشالوم اشقاء جدتي، ووالديها حافا واهران. لقد ذهبت كل ليلة الى النوم وهي تحمل صورهم. لكن هتلر لم يشأ ابادتهم. النازيون الجدد في العالم فقط يطرحون مثل هذا التحديد.

الشخص الذي يحدد بأن هتلر لم يشأ ابادة اليهود لا يستطيع شغل أي منصب للحظة واحدة. وحقيقة مرور مثل هذه الاعمال والتحديدات من قبل رئيس الحكومة، وكأنها لم تكن – تحطم المفهوم ضمنا في إسرائيل. ضرر الصمت امام غير الممكن هو مسألة غير محتملة.

كان يمكن رؤية حجم العبثية في يوم ذكرى قتل رابين. الشخص ذاته الذي كرر كثيرا صراخ "بالدم والنار سنطرد رابين"، الشخص ذاته الذي أجج الحشود التي زأرت بنشوة "رابين خائن"، الشخص ذاته الذي يحرض ضد حق التصويت لعرب اسرائيل الذين اعتمد عليهم ائتلاف الـ61 عضوا في حكومة رابين، ذات الشخص الذي يحرض بشكل منهجي ضد اليسار، وذات الشخص الذي يحتضن مغنيه القومي عمير بنيون (مغني "اليسار هو الشيطان، سكين في الظهر")، وذات الشخص الذي يحدد في يوم ذكرى القتل ان إسرائيل يجب ان تسيطر على الأرض كلها، وانها سنعيش الى الابد على حافة سيفها، وذات الشخص الذي يدوس ويحطم كل ما كان يعينه رابين – هو الشخص الذي "يرثيه". وايضا كرئيس حكومة.

يجب وقف دوامة الصمت. وطالما لم يتم ذلك فان إسرائيل لن تعود لتصبح دولة. لقد تم تجاوز المزيد من الحدود لأن الجهاز اصبح مشلولا امام نتنياهو. في كل قطاع يتم قلب المفهوم ضمنا على رأسه. كل انسان في إسرائيل كان سيحدد بأن هتلر لم يشأ ابادة اليهود كان سيقال من منصبه فورا. لأنه هكذا يتم تحديد انكار الكارثة. حقيقة الصمت في السابق امام تجاوز نتنياهو للحدود لا تعني انه يمكن مواصلة الصمت. لا يمكن طلب شيء من نتنياهو، ولكنه يمكن عمل ذلك من الـ61 نائبا، ليس الطلب منهم، وانما مطالبتهم.

هناك 60 نائبا في الائتلاف يحافظون عليه في السلطة، ويكفي غياب واحد منهم كي لا يتمتع بالغالبية، ولذلك فان الأمر في يد كل واحد منهم شخصيا، وفي يد الرئيس رؤوبين ريفلين. ما كان يفترض بنتنياهو البقاء في السياسة بعد التحريض الذي سبق قتل رابين. وبالتأكيد لا يمكنه البقاء بعد تحديده بأن "هتلر لم يشأ ابادة اليهود". كل شيء يناسب استبداله. اردان، يعلون او شكيد. انتخابات. كل شيء.

من ينكر بأن هتلر اراد ابادة عائلتي، لا يمكنه ان يكون رئيس حكومة. كل واحد من اعضاء الائتلاف لا يعمل ويدعم استمرار اجتياز كل حدود، فانه يتحمل دماء ليبلي وتيملي وشالوم. هذه العبرة الأساسية من التحريض الذي سبق قتل رابين وعدم التحقيق مع المحرضين. الصمت امام ما لا يمكن الصفح عنه يجعل إسرائيل كلها تغرق في وادي الجريمة.

حتى يفهم احد اعضاء الائتلاف واجبه يجب على المعارضة التعامل معه كما عومل كهانا. وبالتأكيد في ايام ذكرى قتل رابين ولكن ليس هذا فقط. يجب الخروج من القاعة عندما يتحدث. لا يمكن التصرف بشكل آخر. اوقفوا الساعات. تم نقلنا الى كوكب آخر.

بدون ولاء، لا وجود للقدس

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان تنظيمات حقوق الإنسان اطلقت صرخة كبيرة في ضوء خطة بنيامين نتنياهو لسحب الاقامة من الفلسطينيين المقيمين في الأحياء المقدسية الواقعة وراء الجدار الفاصل. واطلقوا صرخة اقل حدة قبل سنة عندما أمر نتنياهو وزير الداخلية، غلعاد اردان في حينه، بفحص امكانية سحب الاقامة من الفلسطينيين الذين ادينوا في نشاطات ارهابية او بالتحريض على الارهاب – ومن ابناء عائلاتهم.

تاريخ سحب الاقامة لا يبدأ هنا. ففي 2006 سحب وزير الداخلية روني بار اون الاقامة من ثلاثة اعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني ومن احد الوزراء الفلسطينيين، من سكان القدس الشرقية، بعد رفضهم الاستقالة من مناصبهم، ولأن قادة حماس لم يشجبوا عملية وقعت في تل ابيب قبل فترة وجيزة من ذلك، لا بل برروها.

في حينه لم تكن صرخة المعارضة في إسرائيل لسحب اقامتهم اكثر من ثغاء. هكذا هو الامر في فرع دوس الحقوق. يبدأ بأمور صغيرة، ثم يُعودون الرعايا، وعندها يمكن الانتقال الى المرحلة الجماعية. ولكن ما سبب الصراخ اصلا؟ فاذا كانت المناطق التي تم ضمها الى القدس هي مناطق محتلة، كما يعرفها القانون الدولي، يجب المطالبة بإلغاء مواطنة كل الـ400 الف فلسطيني الذين يعيشون في القدس الشرقية، والموافقة على اعادة المنطقة التي تم ضمها في اطار اتفاق سلام. فمن يطلب تقسيم القدس لا يمكنه ان يمسك بالعصا من جانبيها. وفي المقابل فان القدس الشرقية هي مدينة مصطنعة تعتمد عليها الاكذوبة المسماة "القدس الموحدة"، وكل من يعيش فيها، اليهود والعرب، يجب ان يخضعوا للقانون وللأوامر الاسرائيلية.

هذا الأمر، حسب نتنياهو، يحدد انه "لا يمكن اتخاذ هذا الاجراء (سحب الاقامة) الا اذا شكل الشخص الذي تم اتخاذ هذا الاجراء ضده، خطرا امنيا مباشرا، يمكن ازالته من خلال هذا الاجراء. في كل الاحوال يمنع تحديد مكان اقامة شخص كوسيلة عقابية، وانما كوسيلة مانعة فقط".

سيكون من شبه المستحيل، تقريبا، الاثبات بأن سحب الاقامة من فلسطيني، والذي يعني طرده الى الضفة، سيمنعه من تنفيذ عملية، اذا كان يطمح الى ذلك. ولكن قلب الحماقة لا يكمن في الفائدة العملية التي ستنجم عن سحب الاقامة، ولا من الردع ايضا، غير المثبت، المتوقع منه. اذا تجاهلنا للحظة المس الانساني والاخلاقي الكامن في سحب الاقامة، التي تجعل ضحيتها يفتقد الى الهوية والحقوق في المجال الاقليمي الذي يعيش فيه، فان هذه الخطوة، اذا تم تطبيقها، تنطوي على تهديد مزدوج. ليس فقط على سكان القدس الشرقية وانما على كل مواطن في الدولة. لأن نتنياهو يحاول الان ترجمة سحب الاقامة الخاصة، الفردية، التي الحقت الضرر بالافراد، الى خطوة جماعية.

عشرات آلاف السكان سيتحولون في افضل الحالات الى لاجئين في بيوتهم، وفي اسوأ الحالات، وهي مسألة غير واقعية، سيتم طردهم من المدينة اليهودية، التي سيتحولون فيها، في يوم من الايام، الى ضيوف يفتقدون الى الحقوق، كما لو كانوا سائحين انتهت تأشيرة زيارتهم. منذ زمن بعيد لم تعد العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين تهز النفس اليهودية التواقة، ولكن ماذا سيكون بشأن سحب الاقامة بشكل مطلق؟

اذا كان رئيس الحكومة يستطيع بهراء فمه دوس حقوق اساسية، او حتى فحص امكانية التلاعب بالفكرة، لن يعد بامكان أي شخص في إسرائيل، مواطن او مقيم، عربي او يهودي، الشعور بأمان لمكانته المدنية. لأنه عندما تشمل المبررات الهامة لسحب المواطنة "التحريض" او "عدم الولاء للدولة" فلماذا يتم الاكتفاء بسكان القدس الشرقية فقط؟ يمكن ايضا فحص ولاء الفلسطينيين الاسرائيليين واليساريين اليهود والمحامين الذين يمثلون ارهابيين او القبائل البدوية التي يخرج منها مخرب، من اجل سحب مواطنتهم. مبالغ فيه؟ تذكرون الشعار "بدون ولاء لا توجد مواطنة"؟ لقد تحول الان الى مشروع قانون ينتظر التصديق عليه.

الروس على الجدران.

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان التنسيق بين الجيش الاسرائيلي والجيش الروسي دخل مرحلة عالية. فمنذ بداية الاسبوع تقوم طائرات روسية بقصف اهداف في هضبة الجولان السورية، على مسافة قصيرة جدا من الحدود الاسرائيلية. وهذه هي المرة الاولى منذ سنوات السبعين التي تعمل فيها طائرات حربية روسية بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ولكن هذه المرة لا يتم تعريفها كطائرات معادية.

حتى الان لم يفاجئ أي هجوم من هذه الهجمات سلاح الجو الاسرائيلي او قسم العمليات، المسؤولين عن منع الاحتكاك بين الجيشين اللذين يتقاسمان مصالح مشتركة في الاجواء السورية – بما في ذلك قطاع البحر المتوسط قبالة الشواطئ السورية. ولكن رغم التنسيق تم في إسرائيل رفع حالة التأهب، هذا الأسبوع في سبيل منع اخفاقات وعدم تفاهم يمكن ان يصيب الطائرات الروسية او العكس. وباستثناء التنسيق بين الجيشين، تملك اسرائيل قدرة على كشف وتعقب كل طائرة روسية في سماء سوريا.

لقد خلق الجهد الروسي في سوريا سلسلة من الصدامات مع تركيا في اعقاب تسلل الطائرات الروسية الى اجوائها. وتقدر إسرائيل بأن هذا هو جزء من الخصام المتسع بين اردوغان وبوتين حول المسالة السورية. اما العلاقات مع إسرائيل، فانها لا تحتم القيام برد عدواني في حال دخول طائرة روسية نتيجة خطأ الى الاجواء الاسرائيلية.

لقد سبق الهجمات في الجولان التوصل الى اتفاق روسي – اردني، يهدف الى منع الاحتكاك بين الجيشين. فقد اجبر النشاط العسكري الاردني ضد داعش، في اطار التحالف، روسيا على طلب مصادقة الاردنيين على العمل في القطاع الجنوبي لهضبة الجولان. لقد بدأت الهجمات الروسية في الجولان السوري على منحدرات جبل الشيخ كجزء من محاولة تقديم المساعدة لقوات الأسد التي تحاول مرارا وتكرارا احتلال القنيطرة والمناطق الشمالية لها. كما يهاجم الروس في وسط الهضبة، ويوم امس اعلنت وكالة الأنباء الايرانية عن شن هجمات روسية على منطقة درعا في جنوب الجولان السوري.

في إسرائيل يقدرون بأن الجهد الجوي الروسي في هضبة الجولان هو جزء من خطة اوسع، تهدف الى اعادة الجيش السوري الى مناطق حيوية تضمن بقاء سلطة الأسد. وقال الناطق بلسان الوفد الروسي في سوريا، انه تم حتى اليوم شن 950 هجوما، ضد 45-50 هدفا يوميا. ويجري بذل الجهد الأساسي في مناطق القلمون وحلب، حيث تعمل على الارض هناك قوات حزب الله والحرس الثوري الايراني وجيش الاسد. واما الجهد الثاني والذي يشهد اتساعا فهو في الجولان السوري. وتقوم قيادة مشتركة تجلس في بغداد بتنسيق عمل هذه القوى الأربع. وتخشى إسرائيل ان يؤدي نجاح الروس في هضبة الجولان الى تمكين الاسد من اعادة السيطرة على اجزاء من الهضبة، ما سيسمح بالتالي بموطئ قدم لإيران وحزب الله على الحدود الشمالية.

خلال المحادثات التي اجراها نتنياهو ورئيس الاركان ايزنكوت مع بوتين في موسكو، تم التوضيح لروسيا بأن إسرائيل ستحافظ على الخطوط الحمراء التي وضعتها، ولن تسمح بنقل اسلحة من سوريا الى حزب الله، ولن تسمح بالمس بسيادتها حتى ولو جراء خطأ. وسيتم الرد العسكري على كل خطوة كهذه. وطولبت روسيا بعدم التدخل. هذه المسألة لم تطرح للاختبار بعد: اذا قررت إسرائيل، مثلا، مهاجمة قافلة اسلحة موجهة من سوريا الى حزب الله، فهل سيخلي الروس الأجواء كي لا تعرقل العملية؟

داعش في طبريا؟

يكتب ايتان هابر في "يديعوت احرونوت" ان الواقع حاليا لا يسمح كثيرا بالضحك، ولكن مثل هذه الفرصة توفرت قبل عدة اسابيع، عندما طرح من هنا وهناك، خاصة من قبل الذين صرخوا في حينه ضد امكانية الانسحاب من الجولان، السؤال حول ما كنا سنفعله في هذه الأيام لو وقعنا اتفاق سلام مع سوريا، وكان السوريون الأنذال يغمسون اقدامهم بمياه بحيرة طبريا؟ لقد صنع الله المعروف معنا وانقذنا من الاعداء في الشمال، والحمد لله لا يقوم رجال داعش المتوحشين بتهديدنا من الضفة السورية سابقا للبحيرة. أي حظ.

حسب البعض فان ذلك الاقتراح كان ينطوي على ضعف اسرائيلي ويدل على مرض التنازلات الذي اصابنا، وربما، ايضا، على نشوة القوة السورية في تلك الأيام. في هذه الأثناء تفككت سوريا، ورجال داعش وامثالهم يتواجدون في كل منطقة طيبة، وقريبا سيصلون الى حدودنا وعندها سينفذون تهديداتهم الرهيبة. أي حظ. رجال داعش لن يمسحوا اجسادهم بمناشف عيد جدي. كم هو جيد اننا لم نوافق ولم نتنازل في حينه.

اذن، هذا سؤال الى الذين يسألون عن غمس الأقدام في بحيرة طبريا. كيف وقع مناحيم بيغن على السلام مع المصريين وهم ليسوا حتى على حافة خرق الاتفاق وبنوده التي تثقل عليهم. وكيف لا يقوم الأردن، رغم المظاهرات الصعبة ضد إسرائيل في عمان، بقصف بلدات غور الأردن كما فعل في السابق؟ ومن يحرس حدودنا مع مصر والأردن هذه الأيام؟ من المناسب ان نعرف بأن المصريين والاردنيين هم الذين يحافظون علينا ويحررون الجيش الاسرائيلي من الحاجة الى حماية الحدود الطويلة والاكثر قابلة للتسلل في البلاد. ولو لم يفعلوا ذلك لكان الكثير من قراء هذه المقالة يخدمون الان في الاحتياط على هذه الحدود. لو عرف الاسرائيليون كم هو عدد الجنود الذين يرابطون على هذه الحدود الآن، لانفجروا من الغضب او الضحك. وبالمناسبة فان المصريين والاردنيين لم يركعوا امامنا وهم لا يحبوننا اكثر او اقل من السوريين. هم ايضا يكرهوننا.

صحيح انه ليس هذا هو الوضع في سوريا، ولكن فليتفضل رفاقنا الخبراء بتذك

التعليـــقات