رئيس التحرير: طلعت علوي

17 الف طن من زيت الزيتون هذا الموسم وعجز يقدر بالفي طن منتصف العام المقبل

الخميس | 22/10/2015 - 01:05 مساءاً
17 الف طن من زيت الزيتون هذا الموسم وعجز يقدر بالفي طن منتصف العام المقبل
خاص بالـ

 

العبوات البلاستيكية تحول الزيت الى مادة مضرة مسرطنة
يستهلك الفرد الفلسطيني سنويا 3 كيلو زيت
صدرت فلسطين العام الماضي 4 الاف طن من الزيت
جودة الزيت الفلسطني متدنية بسبب الممارسات الخاطئة اثناء مراحل الموسم
من المتوقع ان يصل العجز في الزيت هذا العام الى 2 طن

نور الدين مرزوق_السفيرالاقتصادي
يقدر معدل إنتاج فلسطين من زيت الزيتون في السنة الجيدة بحوالي 33 ألف طن والسنة غير الجيدة ب 7 الاف طن الا ان هذه التقديرات تراجعت في السنوات الاخيرة لاسباب جغرافية وجوية لتصل الى 22 طن في احسن السنوات، وتمثل حصة قطاع الزيتون من الناتج القومي الاجمال حوالي 2.14%، وتعد فلسطين من الدول الزيتونية الجيدة اذ تملك 10 مليون شجرة مزروعة بمساحة مليون دونم تقريبا.
الا انه ورغم اهمية هذا القطاع لا يلقى الاهتمام الذي يستحقه من الجهات المعنية ولا تعمل هذه الجهات الى تطويره وتنميته الى الحد المطلوب.

الانتاج منخفض والاسعار مرتفعة

هذا العام وعلى غير العادة لا يوجد لدى فلسطين  مخزون سابق من الزيت ، الا انه هناك زيت في السوق يعتقد انه مخزون، لكن هذا الزيت هو عبارة عن زيت جفت يستورد من تركيا الى اسرائيل باهداف صناعية ويتم تهريبه الى الضفة على انه زيت زيتون للغذاء.
ويتوقع فياض فياض رئيس مجلس الزيت والزيتون ان ينتج هذا العام 17 الف طن، بينما انتجنا العام الماضي نحو 24 الف طن زيت وخلال ال20 سنة الماضية لم يتجاوز متوسط الانتاج ال 18 الف طن في العام.   

ويضيف فياض "اسعار الزيت هذا العام وفي بداية الموسم ستكون 22_23 شيقل للكيلو بينما كانت العام الماضي 21 في نفس الفترة وعادة ما تكون اسعار الزيت في موسم القطاف والعصر هي الاعلى طوال العام  اي خلال اقل من شهر وبعد ذلك يبدا السعر بالاستقرار ان كان ارتفاعا او هبوطا بحسب احتياج السوق ومن المتوقع ان يصل هذا العام سعر كيلو الزيت العادي الى 25 شيكل للكيلو.
يؤكد فياض على وجوب التفريق بين الزيت العادي المتداول في السوق والزيت الفاخر الذي يقطف ويخزن ويعصر بالمعايير الصحيحة وبحسب القواعد العالمية ويصل سعر كلو الزيت الفاخر الى 30 ش على الاقل.


فلسطين الاقل استهلاكا لزيت الزيتون عالميا

سابقا كان يتم التعامل مع زيت الزيتون على انه غذاء بالدرجة الاولى ومن ثمة انه دواء  اما الان فيتم التعامل معه على انه دواء اولا وبعد ذلك تاتي وظائفه الاخرى، الدليل على ذلك انه في الستينات حاربت امريكا زيت الزيتون لصالح زيت الذرة الى ان اكتشفت قيمته ليصبح الان هو الزيت الاكثر استخداما واستهلاكا في الولايات المتحدة لفائدته في علاج امراض القلب والضغط.
وبحسب فياض فانه وبعكس دول العالم تراجع استهلاك الفلسطينيون من زيت الزيتون رغم انها من الدول الزيتونية المهمة اذا ان استهلاك الفرد قبل 50 عام كان يصل الى 17 كيلو سنويا ليتراجع في التسعينات ليصل الى حوالي 7 كيلو وليتراجع اكثر من ذلك الان ليصل الى 3.4 كيلو سنويا وهي النسبة الاكثر انخفاضا في العالم. فمثلا المستهلك في اليونان يستهلك حوالي 27 كيلو سنويا والتونسي يستهلك 17 كيلو.
ويرجع فياض هذا التراجع في الاستهلاك الى غلاء اسعار الزيت والاوضاع الاقتصادية للفلسطينين الى جانب التمسك ببعض الممارسات التي تسهم في خفض الاستهلاك كتداول الزيت بالعبوات الكبيرة باسعار عالية، مثل هذا السلوك يثني رب الاسرة عن شراء الزيت خوفا من سعره العالي بينما لو تم شرائه بعبوات صغيرة وبشكل متقطع سيرتفع معدل الاستهلاك .


جودة الزيت والفاقد

يوجد في فلسطيني حوالي 300 معصرة زيتون  نسبة الفاقد في هذه المعاصر سنويا تصل الى 40 مليون شيكل والمقصود بنسبة الفاقد هو الزيت الذي يهدر ويذهب مع الجفت نتيجة خلل في مرحلة العصر..
يقول زكريا سلاودة وكيل وزارة الزراعة "نعمل في الوزارة للتقليل  من نسبة الفاقد وذلك من خلال الرقابة على معاصر الزيتون من وزارة الاقتصاد ومنا، والمشكلة التي نواجهها حقا هي جهل بعض الناس بمراحل عصر الزيتون، ولكننا عملنا على تدريب وارشاد العاملين في هذه المعاصر للحصول على افضل زيت ولتقليل من نسبة الزيت المهدور اما في غزة فقد حاولنا ارسال مدربين الى هناك ولكننا لم ننجح، ونعمل الان الى استقدام بعض المهتمين من القطاع وتدريبهم ليعودوا وينقلو هذه الخبرة الى قطاع الزيتون هناك.
فياض من جانبه يؤكد على ان في فلسطين يوجد معادلة معقدة  اذ اننا نصدر الزيت وبنفس الوقت يدخل الزيت الينا بالتهريب والغش وهذا قاتل بالنسبة للقطاع، والمشكلة انه لا يمكن اكتشاف هذا الغش اذا كانت نسبة الخلط اقل من 12% وهذا ما يحصل حين يتم الغش في الزيت.


الانتاج قليل والتصدير يزيد العجز

فلسطين ليست من المصدرين الجيدين للزيت اذ ان الانتاج في السنوات الاخيرة بالكاد يكفي الاستهلاك المحلي وسيصل الاستهلاك المحلي العام الى 15 الف طن بينما يصل الانتاج الى 17 الف طن لهذا العام تقريبا.  ورغم ذلك فان هناك حركة تصدير ليست كبيرة تنقسم الى قسمين الاول كميات الزيت التي تصدر الى الخليج على شكل امانات والقسم الاخر على شكل هدايا الى الاردن ووصلت كمية الزيت المصدر العام الماضي الى 4 الاف طن، وهناك بعض الاجراءات التي قامت بها وزارة الزراعة ووزارة الاقتصاد تساهم بزيادة كميات الزيت المصدر كالسماح للفرد بنقل 4 عبوات زيت( 16 كيلو) عبر الاردن ما بين فترة 1 تشرين اول حتى نهاية تشرين ثاني اي فترة موسم الزيتون .
ومن المتوقع ان يتسبب التصدير هذا العام بعجز مقداره الفي طن في منتصف السنة القادمة يستمر حتى بداية الموسم الجديد

العبوات البلاستيكية تحول الزيت الى مادة مسرطنة

في تونس من يضع زيتونه في (شوالات) بلاستيك تقع عليه عقوبة السجن ليوم واحد ويدفع غرامة بحسب كمية الزيتون الذي اتلفه.
في فلسطين وعد وزير الزراعة السابق العام الماضي بمنع استخدام عبوات واكياس البلاستك  لتخزين الزيت والزيتون، الاان الوزير غادر دون ان ينفذ وعوده، ما يدل على تقصير الجهات الحكومية والمسؤولة عن قطاع الزيتون هو عدم ايصال الارشادات وعدم ايجاد الادوات لتطبيقها، فمثلا لا يوجد في مناطق الوسط والجنوب عبوات (الستانلس ستيل) اوالتنك التي تنصح بها وزارة الزراعة اذ انها موجودة فقط في منطقة الشمال ويجد مصنعين لها في نابلس وقلقيلية ولا تصل منتاجاتهم الى باقي مناطق الضفة المحتلة، ورغم ان منطقة انتشارهم محدودو الا انهم يبعون سنويا 500 الف عبوة في منطقة الشمال باغلب الاحيان.

نصائح

هناك بعض الممارسات الخاطئة التي تفسد الزيت وتذهب فائدته بل وتجعله مادة مسرطنة  هذا التصرف الخاطئ في مراحل عصر الزيتون ينتشر بين معظم العاملين في القطاع ويبدو ان حملات التوعية والميزانية المخصصة من الجهات المعنية غير كافية وغير منصفة لقطاع مهم وحيوي كقطاع الزيتون .
هناك بعض النصائح التي يجب على المزارع ان يتبعها ان اراد ان يحصل على زيت ذو جودة عالية يقول فياض فياض "اهم هذه الامور هي عدم حفظ الزيت وتعبئته بعبوات البلاستك التي تتفاعل مع الزيت وتحوله الى مادة مسرطنة ومضرة".
وهناك لوحة تعليمات في كل معصرة ويناشد فياض كل مزارع يذهب للعصر ان يطلع عليها ويطبق ما فيها اثناء عملية العصر. ومن الامور المهمة ايضا عدم شراء الزيت من الشارع لانه يكون معرض للشمس لساعات طويلة وهذا يفسده.

اما عن الارشادات اثناء عملية القطف فاهم شيء هو عدم تخزين الزيتون في الاكياس البلاستيكية لان هذا يزيد من حرارتها ويفسدها ويقلل من جودتها والصحيح ان يتم حفظها في اكياس خيش

ارقام ذات صلة
الرقم ماهيته
17 الف طنانتاج هذا العام من الزيت
18 الف طنمتوسط انتاج الزيت خلال ال20 سنة الماضية
3.4 كلغممعدل استهلاك الفرد الفلسطيني للزيت سنويا
17 كلغممعدل استهلاك الفرد الفلسطيني للزيت في العام فبل 50 عام
25 شتوقعات سعر كيلو الزيت العادي لهذا العام
30 شسعر كيلو الزيت الفاخر
40 مليون شخسائر قطاع الزيت العام الماضي من فاقد الزيت
300عدد المعاصر في الضفة المحتلة
%2.14حصة قطاع الزيتون في الناتج القومي الاجمالي
 4 الاف طن ما صدر من زيت العام الماضي
الفي طن نسبة العجز في الزيت في العام القادم

السفير الاقتصادي_ المقابلات من برنامج ملف الرقيب من اعداد وتقديم رئيس التحرير 

التعليـــقات