رئيس التحرير: طلعت علوي

34 ميلون دولار خسائر قطاع الزيتون في 5 سنوات

الأربعاء | 21/10/2015 - 11:25 صباحاً
34 ميلون دولار خسائر قطاع الزيتون في 5 سنوات

 


هو موسم استثنائي بلا منازع،أحداثه تتجدد كل عام، وهو رمز للصمود والمقاومة، إنه موسم قطف ثمار الزيتون، ليس فقط لقيمته الاقتصادية فحسب، وإنما لما يرتبط به من حرب يشنها الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنون على المواطنين واشجارهم المباركة  اثناء قطاف ثمارها.

وسنوياً يرتكب المستوطنون عشرات الاعتداءات بحق المواطنين اثناء قطفهم ثمار الزيتون وخاصة في المناطق القريبة من المستوطنات، مما يجعل من هذا الموسم تحدياً بالنسبة للفلسطينيين الذين ينظمون حملات مساعدة للمزراعين في أراضيهم.

غير أن هذه الاعتداءات ليست المعيقات الوحيدة التي تواجه موسم قطف ثمار الزيتون، والذي يعتبر زيته من أجود أنواع الزيوت في العالم حسبما يؤكد رئيس مجلس زيت الزيتون الفلسطيني فياض فياض لـ"الحدث".

ورغم ان السبب في هذه المعيقات واحد وهو الاحتلال الاسرائيلي، يقول فياض: "إن هناك تحديات كبيرة تواجه انتاج زيت الزيتون الفلسطيني من ضمنها تهريب حب الزيتون الى الضفة عبر اسرائيل".

ويشير فياض ان ثمار الزيتون تهرب سنويا بالأطنان الى اراضي الضفة  من اسرائيل بعد استيرادها من تركيا والأردن ويتم عصرها في المعاصر الفلسطينية، مضيفا أن القوانين الاسرائيلية تسمح باستيراد زيت الزيتون وزيتون المائدة، وتتقاضى اسرائيل جمارك انخفضت 4 شواقل للكيلو الواحد بعد أن كانت 7 شواقل.

وأضاف فياض إن عملية التهريب هذه تؤثر سلبا على الانتاج الفلسطيني لزيت الزيتون، مما يؤثر على الاسعار في الضفة لفروق الاسعار بين السوقين العالمي والمحلي، مبينا أن هناك بؤرتين اساسيتين لتهريب الزيتون وزيته الى الاراضي الفلسطينية وهما مدينتا جنين والخليل لقربهما من خطوط التماس مع دولة الاحتلال.


غش زيت الزيتون

ويشير رئيس مجلس زيت الزيتون الفلسطيني إلى أن هناك معيقات أخرى تواجه زيت الزيتون الفلسطيني وهي عملية غشه عن طريق خلطه بزيوت قديمة او زيوت يسمح اكلها.

"زيت الزيتون المغشوش له سوقه " هذا ما يؤكد عليه فياض فياض، ويضيف: "سوقه الضفة وتحديدا المناطق التي تضعف فيها ثقافة زيت الزيتون الجيد."

وشدد فياض أن أهم بؤرة لغش زيت الزيتون هو اسرائيل، مشيرا الى أن مركز هذا الغش هو قرية المغار قرب طبريا اذ  يجري فيها عملية خلط وانتاج زيت زيتون مغشوش أو مخلوط أو زيت غير معد للاستهلاك.

واشار فياض ان عملية غش الزيتون وخلطه يقوم بها مختصون ويتحكمون بنسبة حموضتها، حتى ان المختبرات الدقيقة لا تستطيع ان تكتشفها.


18 الف طن توقعات الانتاج للعام 2015

وحول توقعات الانتاج لهذا العام من زيت الزيتون قال رئيس مجلس زيت الزيتون الفلسطيني إن توقعاتهم تشير الى نحو 16 إلى 18 الف طن وهي تشكل المعدل النسبي لما تنتجه  فلسطين في العشرين سنة الماضية، لكنه مقارنة بالعام الماضي فان الانتاج يعتبر سيئاَ اذ تم انتاج نحو 24 الف طن.

واشار فياض فياض الى ان هناك عوامل اثرت في نسبة الانتاج لهذا العام من اهمها اهما موجة الحر التي اثرت على سيولة حب الزيتون" نتيجة لصغر ثمارها.

واشار فياض ان نسبة الاستهلاك الفلسطيني لزيت الزيتون سنويا تقدر بـ15 الف طن، مؤكدا ان فلسطين لا تستورد من الخارج أي كيلو من الزيت.

وفيما يتعلق بالتصدير قال رئيس مجلس زيت الزيتون ان الفلسطينيين يصدرون سنويا ما يقدر بـ5 الاف طن 80% منها تذهب امانات لدول الخليج وما تبقى إما هدايا إلى الاردن او تصديره للتجارة الى 37 دولة اجنبية عبر 15 شركة مختصة في هذا المجال.


" السوق عرض وطلب"

وحول تحديد اسعار زيت الزيتون يقول رئيس مجلس زيت الزيتون الفلسطيني إن " السوق عرض وطلب" لذلك لا يمكن تحديد سعره، وأن هناك عوامل تساعد على ذلك من أهمها حاجة المواطن لتخزين  احتياجاته، إضافة الى الفلسطينيين من مناطق الـ48 والذين يتم بيعمهم زيت الزيتون بسعر أغلى بـ20% عن المعدل العام في الضفة، وكذلك من يقومون بشراء الزيت للتجارة او تصديره للخارج

 


وزارة الزراعة: نكافح من اجل الحد من ظاهرة التهريب

بدوره، يقول رامز عبيد مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة، إن الوزارة تكافح من اجل الحد من ظاهرة التهريب بالتعاون مع مختلف جهات الاختصاص وخاصة الضابطة الجمركية.

وأشار ان الوزارة تفعل دوريات الرقابة لان عميلات التهريب تشكل خطرا حقيقياً على هذا الموسم الهام والذي يستفيد منه ربع الشعب الفلسطيني بصورة مباشرة او غير مباشرة.

وشدد عبيد أن عميلة التهريب تتم برعاية جيش الاحتلال وهم من يقوم بحمايتهم اثناء عميلة التهريب بهدف القضاء على هذه الشجرة التي يعتبرها شعبنا رمزا للصمود.

وأشار مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة أن فلسطين يوجد بها 11 مليون شجرة زيتون مزروعة على مساحة 800 الف دونم.

وبين عبيد أن عدد اشجار الزيتون المثمرة  تقدر بـ8.5 مليون شجرة من اصل 11 مليون.


حرب على الزيتون

وبين مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة أن جيش الاحتلال ومستوطنيه يشنونا حربا شرسة على المزارعين وشجرة الزيتون في محاولة لإجبارهم على ترك أراضيهم.

ويقول عبيد: 34 مليون دولار خسائر قطاع الزيتون خلال السنوات الخمس الماضية، مشيراً الى أن الوزارة وثقت حرق أو قطع أو اقتلاع نحو 72 الف شجرة زيتون، فيما وثقت المؤسسات الاهلية والمجالس القروية نحو 100 شجرة زيتون.

© الحدث

التعليـــقات