رئيس التحرير: طلعت علوي

إسرائيل تبدأ بإنشاء جدران الفصل داخل القدس وخطة لعزل العيسوية

الإثنين | 19/10/2015 - 02:21 مساءاً
إسرائيل تبدأ بإنشاء جدران الفصل داخل القدس وخطة لعزل العيسوية

 

كتبت "هآرتس" ان الشرطة الاسرائيلية، بدأت امس، بإنشاء جدار من الاسمنت في شارع ابو ربيع في جبل المكبر، الذي يفصل بين الحي الفلسطيني وحي قصر المندوب السامي اليهودي. وحسب بيان الشرطة فان هذا الجدار يهدف الى منع رشق الحجارة والزجاجات الحارقة والمفرقعات على السيارات والبيوت الاسرائيلية في شارع "مئير نكار" في حي قصر المندوب السامي.

واوضحت الشرطة ان هذا الجدار متحرك وسيتم تحريكه حسب الاحتياجات العملية. وبرأيها فانه "يوفر ردا على التهديدات الفورية القائمة في هذه المناطق، بهدف السيطرة على المشاغبين الذين يصلون من الوديان والأزقة الى الشارع وبيوت حي قصر المندوب السامي".

وتكتب الصحيفة انه كان يبدو حتى يوم امس ان الطرفان لم يفهما المعنى الرمزي لإقامة جدار فاصل بين اثنين من احياء القدس، لكنه بات جدار كهذا يفصل اليوم بين اثنين من الاحياء،  احدهما فلسطيني والآخر يهودي. والرسالة التي يبثها هذا الجدار هو أن تقسيم المدينة بات أقرب من أي وقت سابق، او انه مسألة قابلة للتحقق على الأقل.

وبالفعل فان انشاء هذا الجدار في جبل المكبر هو رمزي فقط، اما التأثير الحقيقي على حياة السكان في القدس الشرقية فقد حققه 11 حاجزا ثابتا – الكتل الاسمنتية التي تمنع المرور في الشارع – وعدد آخر من الحواجز المماثلة التي يرابط عندها الجنود والشرطة لتفتيش العابرين. وقد اقيمت هذه الحواجز من اجل منع العبور من الاحياء الفلسطينية الى الاحياء اليهودية، علما ان بعض هذه الحواجز تفصل ايضا بين البلدات الفلسطينية نفسها. وفي كثير من الاحياء ابقت قوات الأمن على شارع واحد يمكن عبوره ويتم هناك تفتيش السيارات والمارة.

اما اكثر الناس الذين يعانون من هذه الحواجز فهم سكان البلدات الجنوبية، مثل صور باهر وام طوبا، حيث منع الخروج منها الا عبر طريق واحد يقود الى حي قصر المندوب السامي. وقالت حانا براغ، من منظمة "محسوم ووتش" ان خروجها من الحصار المفروض على صور باهر استغرق ساعتين، امضت منهما ساعة وعشرين دقيقة في الانتظار على الحاجز ، فيما ابلغ سكان من الحي انهم يقفون هناك لساعتين واكثر.

وترابط عند هذا الحاجز قوة من الشرطة تقوم بتفتيش السيارات واوراق السائقين والركاب، فيما ترابط هناك ايضا قوة من وزارة المواصلات، لفحص السيارات الخارجة من البلدة.

وقام الصحفي اليعزر يعاري الذي سبق وكتب كتابا عن صور باهر، بتوثيق حافلة لنقل طلاب التعليم الخاص، وكانت تحمل 20 طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة، واضطرت الى الانتظار حوالي ثلاث ساعات حتى سمح لها بالمرور. ولم يصل قسم من عمال البلدة الى اماكن عملهم في الجانب الغربي من المدينة.

وعلم ان انشاء هذا المقطع من الجدار اثار خلافا كبيرا خلال الجلسة التي عقدها المجلس الوزاري امس لمناقشة محاربة التحريض ومسألة حظر الحركة الاسلامية. فبعد اطلاع رئيس الحكومة والوزراء على اقامة الجدار في جبل المكبر بدأت مواجهة عاصفة في الجلسة. وقالت بعض المصادر التي اطلعت على تفاصيل الجلسة ان الوزراء يسرائيل كاتس ونفتالي بينت وزئيف الكين انتقدوا الشرطة بشدة وادعوا ان هذه الخطوة ستسبب ضررا كبيرا لإسرائيل وتثير الانطباع بأن الحكومة تتخلى عن سيادتها على الاحياء الفلسطينية للقدس، وتقوم عمليا بتقسيم المدينة.

وطالب الوزراء الثلاثة بمعرفة كيف لم يتم اطلاع المجلس الوزاري على هذه الخطوة مسبقا. وقال الوزير غلعاد اردان ان الشرطة لم تتخذ هذا القرار وانما تلقت طلبا من البلدية وصودق عليه مبدئيا قبل فترة طويلة من بدء احداث العنف. وبعد عدة دقائق من النقاش، طلب نتنياهو احضار صورة جوية للمكان الذي بدء فيه بإنشاء الجدار، فقرر الأمر بوقف العمل وفحص بدائل اخرى. وقال الصحفي يعاري، امس: تذكروا، هذا هو اليوم الذي بدأ فيه تقسيم القدس.

مخطط لعزل العيسوية

وتكتب "يديعوت احرونوت" انه يستدل بان اقامة الجدار المتحرك في جبل المكبر، ليس الا البداية. فقد وصلت الى "يديعوت احرونوت" معلومات تفيد بأن القيادة السياسية صادقت على خطة فصل اخرى ستحول حي العيسوية المجاور الى جيب بكل ما يعنيه ذلك، وستفصله عمليا عن العاصمة. وحسب الخطة التي تنتظر الضوء الاخضر من رئيس الحكومة، سيتم تطويق العيسوية بجدار اسمنتي يصل ارتفاعه الى تسعة أمتار، وطوله الى كيلومتر ونصف، على غرار الجدار الذي اقيم حول الضفة. وسيتم بناء الجدار على منحدرات العيسوية في الجهة الشمالية – الشرقية، لمنع رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على السيارات المسافرة على شارع القدس – معاليه ادوميم القديم.

وفي الجهة الغربية للعيسوية – التي تتاخم حي التلة الفرنسية، سيتم إنشاء حاجز من مكعبات الاسمنت والاسلاك الشائكة وشبكة انارة على امتداد كيلومترين. وتعتبر هذه الخطوة ذات مغزى سياسي بعيد المدى: بما ان العيسوية تتواجد داخل مسار الجدار الفاصل المحيط بالقدس، فان تطويقها بجدار وبعراقيل متحركة، سيجعلها معزولة بشكل مطلق. وعلم ان هذه الخطة كانت موجودة في ادراج قسم التخطيط منذ فترة طويلة، وتم اخراجها مع اندلاع موجة العنف الاخيرة.

بالإضافة الى ذلك هناك خطة اخرى مكتوبة تتحدث عن انشاء حاجز متواصل على امتداد ثلاثة كيلومترات على طول الشارع الممتد من حي قصر المندوب السامي وحتى بلدة صور باهر، ومن هناك الى المنطقة الفاصلة بين حي قصر المندوب السامي وجبل المكبر. وسيتركب هذا الحاجز ايضا من مكعبات اسمنتية واسلاك شائكة وشبكة انارة. وقالت مصادر سياسية، امس، انها لا توافق على مقولة ان انشاء هذه الحواجز يعني تقسيم القدس. واوضحت: "لا يوجد هنا فصل كامل بين الاحياء. والجدار في جبل المكبر لا يتجاوز طوله عشرة امتار ويهدف الى منع رشق الحجارة".

 

ترجمات الصحافة الاسرائيلية - وزارة الاعلام 

التعليـــقات