رئيس التحرير: طلعت علوي

نكسة.. أوسلو

السبت | 17/10/2015 - 12:47 مساءاً
نكسة.. أوسلو

 

 هيام سليمان

 

الأمور دائما تقاس بمعطياتها، والاتفاقات بين الشعوب والدول لا يعترف بها الا بمقدار تنفيذها على ارض الواقع، والسنوات التي تلت اتفاق أوسلو المبرم بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي في عام 1993 تشهد بأنه كان كارثياً على الشعب الفلسطيني ومسار النضال الفلسطيني، إن اتفاق أوسلو مسئول عن كل ما حدث بعده من استشراء للاستيطان وتهويد للقدس وتنكيل بالأسرى وأهاليهم،، كما أن اتفاق أوسلو مسئول عما وصل إليه الوضع الفلسطيني من انقسام حاد بين ابناء النضال.

واتفاق أوسلو يتحمل ايضا المسئولية عن تراجع الكثير من المواقف الدولية عن مقاطعتها لدولة اسرائيل، أو اعترافها بها، أو إعادة العلاقات معه، مثل الصين والهند وعشرات الدول من مجموعة عدم الانحياز. أما الأخطر فكان انفتاح أبواب التطبيع العربي الرسمي وغير الرسمي، وصولاً إلى قرار قمة بيروت العربية في 2002، بتبني ما أسموه «مبادرة السلام العربية». فاتفاق أوسلو مسئول عنه بصورة خاصة.


أما ما يجب أن يرى بأم العين في هذا الأسبوع في العام الثاني والعشرين على اتفاق أوسلو، فيتمثل في المعركة المفتوحة الآن في المسجد الأقصى وباحاته. وهو ما يجب أن يرى باعتباره واحداً من نتاج اتفاق أوسلو. فمن جهة ما كان لنتنياهو وحكومته ومستوطنيه أن يتجرأوا على المباشرة بتنفيذ مخطط الاقتسام الزماني والمكاني للصلاة في المسجد الاقصى، بين المسلمين والمستوطنين اليهود.


أما من الجهة الأخرى، فما كان لنتنياهو وحكومته ومستوطنيه أن يفتحوا معركة المسجد الأقصى لولا التنسيق الأمني والأجهزة الأمنية ومحمود عباس، هذا الثلاثي النكد الذي ارتفع باتفاق أوسلو إلى ذروة الحيلولة دون اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، تنضم إلى انتفاضة القدس لتشتعل الحرب من أجل القدس والمسجد الأقصى، بل من أجل دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من الضفة والقدس وإطلاق الأسرى، بلا قيد أو شرط.


صحيح أن المتغيرات العالمية والإقليمية والعربية الراهنة شغلت أقطاراً عربية عدة بقضايا تمسّ مستقبلها، الأمر الذي بدا، ولو من حيث الظاهر أو مؤقتاً، ابتعاداً عن قضية فلسطين، أو تأجيلاً لجعلها قضية القضايا. ولكن السياسات التي أرساها اتفاق أوسلو لعبت دوراً أساسياً في هذا ال.ابتعاد.. باختصار تحول اتفاق السلام الى «نكسة» للقضية الفلسطينية في نفس يوم رفع العلم الفلسطيني فوق الأمم المتحدة، اي ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي فرغت القضية الفلسطينية من مضمونها ولم يتبق منها سوى الرمز المتمثل في العلم الذي يرفرف فوق مقار المنظمة الدولية.

 

 

بوابة الوفد

 

 

التعليـــقات