رئيس التحرير: طلعت علوي

مليار دولار ارباح تجار مكة والمدينة في موسم الحج

السبت | 03/10/2015 - 01:27 مساءاً
مليار دولار ارباح تجار مكة والمدينة في موسم الحج

 

أنعش موسم الحج جميع القطاعات الاقتصادية، خاصة في مكة والمدينة، ويأتي ذلك على الرغم من تراجع أرباح الموسم الحالي للعام الثالث على التوالي، جراء تقليص عدد الحجاج بسبب أعمال التوسعة القائمة في الحرمين، وتوقع خبراء اقتصاديون أن تبدأ مداخيل الحج في العودة للارتفاع بدءاً من العام المقبل مع دخول التوسعات الجديدة حيز العمل.


وعلى الرغم من غياب إحصاءات دقيقة لما ينفقه الحجاج سنوياً، فإن الاقتصاديين يتفقون على أنه يعد بمليارات الدولارات، خاصة أن موسم الحج يعتبر الفرصة الأكثر تحقيقاً للأرباح لتجار مكة يليه موسم رمضان، ويبلغ متوسط إنفاق الحاج الواحد نحو 2.3 ألف دولار، علماً بأن متوسط إنفاق الحاج القادم من الخارج يفوق نظيره من الداخل، بحسب دراسات.


غير أنه في السنوات الثلاث الماضية تراجعت تلك الأرباح من ثمانية مليارات دولار، إلى أقل من 3.42 مليارات في موسم 2013، قبل أن ترتفع هذا العام إلى نحو 4.2 مليارات دولار، بحسب إحصاءات رسمية.

أرباح مكة والمدينة

من جهته، قدّر رئيس لجنة المراكز التجارية بالغرفة التجارية الصناعية في جدة محمد العلوي، العائدات المالية للمراكز والمجمعات التجارية في مكة والمدينة خلال موسم حج هذا العام بأكثر من مليار دولار، مشدّداً على تجاوز دخل الحج 4.2 مليارات دولار، وتشكل ذلك أرباح الفنادق والباعة في أنحاء مكة المكرمة والمدينة المنورة.

ويقول العلوي لـ"العربي الجديد"، "تشير التوقعات إلى أن زيادة هامش ربح في المراكز التجارية خلال موسم الحج"، ويضيف، "كانت هناك حركة شرائية قوية الأيام الماضية وصلت لأكثر من 40%، مقارنة بالفترة التي سبقت موسم الحج"، موضحاً أن الحجاج تتجه رغباتهم إلى سلع محدّدة تصلح كهدايا مثل السبح والسجاجيد أو الأشياء التذكارية ومنها مجسمات الآثار الإسلامية والأجهزة الكهربائية والتمور.

وتوقع خبراء اقتصاديون ارتفاع معدلات حجم عوائد الحج والعمرة خلال 2017، بعد اكتمال منظومة المشروعات التوسعية في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة إلى أكثر من 13 مليار دولار، مع مؤشرات في بدء الارتفاع التدريجي العام المقبل.

وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير الاقتصادي محمد المرشدي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على أن متوسط التكلفة التي ينفقها الحاج في بلده وقبل وصوله إلى السعودية لا تجاوز 30% فقط من مصاريف الحج، بينما متوسط ما ينفقه داخل أراضي السعودية يبلغ 70% من إجمالي تكلفة الحج، ويمثل الإنفاق على السكن نسبة 40% من إنفاق الحجاج، فيما ينفقون 15% على الهدايا و15% على الأغذية والمصاريف الأخرى.

ويقول إنه "في العام الحالي انخفضت عوائد الحج نتيجة انخفاض أعداد الحجاج نظراً لاستمرار أعمال مشاريع التوسعة في الحرم المكي الشريف، ولكن بعد انتهاء أعمال التوسعة والسماح للحجاج يتوقع أن تقفز بنسبة 130%، بسبب ارتفاع عدد الحجاج إلى خمسة ملايين حاج، ما سيرفع عوائد الحج لأكثر من 13 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة".

من جهته، يؤكد المستشار الاقتصادي، بدر الراجحي، أن الحج يعطي للتجارة زخماً في المشاعر المقدَّسة، ويقول لـ"العربي الجديد"، "إن زيادة عدد الحجاج تؤدي إلى زيادة الطلب، ما يرفع الأسعار"، ويتابع "في عام 2012 وهي السنة الأخيرة قبل بدء تخفيض عدد الحجاج لنحو 40% بلغت

إيرادات السعودية من موسم الحج والعمرة أكثر من 16.5 مليار دولار مع زيارة أكثر من 12 مليون حاج ومعتمر للسعودية، ويتوقع أن يعود الرقم للارتفاع مع عودة الحج بكامل طاقته".

الريال ينتعش

ولا يقتصر الأمر على حركة البيع والشراء، والسكن، إذ ارتفع الطلب على الريال السعودي خلال الأسبوعين الماضيين بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما أسهم بشكل كبير في ارتفاع سعر صرفه مقابل العملات الأجنبية، وبحسب خبراء ماليين عمد أكثر من 80% من الحجاج إلى تبديل العملات في بلدانهم بالدولار الأميركي لثبات سعر الصرف وارتباط الدولار بالريال السعودي.

ولكن في المقابل اشتكى تجار الذهب والحلي الثمينة من تراجع واضح في أرباحهم هذا العام، بعدما انخفضت مبيعات الذهب إلى أكثر من النصف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وعادة ما يشتري الزائرون من الدول العربية خلال الحج القلائد والخواتم والأساور كهدايا لذويهم، ويؤكد كبير تجار الذهب في مكة، فارس قرشي، أن مبيعات الذهب تأثرت بالفعل، وهبطت بشكل كبير هذا الموسم، وبشكل أكبر من المواسم الماضية.

فرص عمل مؤقتة

ويمثل موسم الحج الذي لا يستمر أكثر من 20 يوماً، فرصة كبيرة لعشرات الآلاف من السعوديين للعمل في وظائف مؤقتة، واستغل أكثر من 200 ألف شاب سعودي موسم الحج للعمل في وظائف مؤقتة لزيادة إيرادهم المالي، وقد نشطوا في مهنة التطويف، والتنظيم، والبيع والشراء، خاصة بيع الهواتف الذكية، والتذكارات، ويقول الراجحي: "يترك الحج آثاراً اقتصادية على مختلف القطاعات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مثل التوظيف والنقل والمواصلات والمواد التموينية والكماليات كالهدايا والتحف".

وكشفت دراسة نشرتها جامعة (أم القرى) السعودية أن الحج يترك آثاراً كبيرة على صعيد الإنفاق الكلي، خاصة لمؤسسات النقل والمواصلات والمحلات تجارية، وبحسب الدراسة، ينعكس الأثر الأكبر للحج على قطاع العقارات، خاصة أنه يستحوذ على أكثر من 40% من إجمالي ميزانية الحاج.

كذلك انعكس الحج بشكل إيجابي على قطاع المواصلات، خاصة (الكدادة)، وهم الذين يمارسون التوصيل بسيارتهم الخاصة، فنشطت الحركة في سوق نقل الركاب لإيصال الحجاج إلى المسجد الحرام والأسواق التجارية والأماكن التاريخية، وكشف
نائب رئيس لجنة النقل بالغرفة التجارية والصناعية سابقاً محمد القرشي، عن أن هناك أكثر من 45 شركة سيارة أجرة في مكة المكرمة تقوم بإيصال الحجاج عبر مركباتها، وتقدّر أرباحها بأكثر من 47 مليون ريال خلال الموسم.

©العربي الجديد
-

التعليـــقات