رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 30 أيلول 2015

الأربعاء | 30/09/2015 - 09:22 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 30 أيلول 2015

 

العلم الفلسطيني سينتظر نتنياهو

وكتبت "يديعوت احرونوت" انه عندما يصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، غدا الخميس الى مقر الأمم المتحدة في نيويورك والذي يعرفه جيدا منذ كان سفيرا لإسرائيل هناك، سيصطدم بمشهد جديد، يعتبر مثيرا للقلق بالنسبة لإسرائيل. فعلى امتداد شارع الأعلام الذي يقود الى المدخل الرئيسي للبناية الواقعة على الضفة الشرقية من نهر منهاتن، سيرتفع العلم الفلسطيني.

يوم امس غادر نتنياهو الى نيويورك، في زيارة تستغرق اربعة ايام، في وقت يتوقع فيه ان تعود القضية الفلسطينية الى مقدمة جدول اعمال الكثير من اعضاء المنظمة الدولية، وذلك في اعقاب قرار الجمعية العامة، قبل اسبوعين، رفع العلم الفلسطيني، ابتداء من اليوم، الى جانب اعلام الدول الاعضاء. وسيتم رفع العلم مساء اليوم في مراسم احتفالية يشارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

والى جانب خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، الساعة السابعة من مساء غد الخميس (حسب توقيت اسرائيل)، من المتوقع ان يلتقي نتنياهو مع بان كي مون ووزير الخارجية الامريكي جون كيري، وقادة الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة. وسيرجع الى البلاد يوم الاحد القادم.

وعلى الرغم من ان الاتفاق النووي مع ايران حظي باهتمام قليل حتى الان في اجتماع المنظمة الدولية، الا ان نتنياهو ينوي مواصلة محاربته. وقال امس قبل مغادرته لمطار بن غوريون ان "على العالم ان يعرف كيف يشعر مواطنو اسرائيل بعد الاتفاق النووي مع ايران وما الذي نتوقعه من المجتمع الدولي في اعقاب ذلك". ومن المتوقع ان يتطرق نتنياهو في خطابه الى الوضع في سوريا و"المخاطر على حدودنا الشمالية" والتركيز على استئناف العملية السياسية.

وقال امس ان "إسرائيل ترغب بالسلام مع الفلسطينيين، ولأسفي فان الفلسطينيين يواصلون بث الاكاذيب الفظة حول سياستنا في الحرم القدسي. سأطلب وقف هذا التحريض الجامح". ويصر نتنياهو على التوضيح في خطابه بأن "الشرق الاوسط المنهار الذي تسيطر فيه الجماعات الاسلامية المتطرفة على قطعة بعد قطعة، تعتبر إسرائيل جزيرة من التقدم والاستقرار".

وسيأتي خطاب نتنياهو بعد يوم من خطاب الرئيس الفلسطيني ابو مازن، الذي قالت مصادر فلسطينية في رام الله بأن خطابه سيكون "أشد من السنوات السابقة"، لكنهم تكهنوا بأنه من غير المتوقع ان "يلقي بقنبلة خلاله". وقال الفلسطينيون الذين خاب املهم من خطاب اوباما امس الاول، انهم يأملون بأن يساهم رفع العلم الفلسطيني امام مقر الامم المتحدة في اعادة لفت الانظار الدولية الى قضيتهم. ووعد ابو مازن بأننا "سنرفع علمنا في لفتة سلمية ستذكر الجميع بأن تحقيق العدالة والاستقلال أمر ممكن في نهاية المطاف". وفي المقابل يخطط الفلسطينيون لتوزيع علمهم في انحاء العالم.

تقارير اقتصادية دولية: الفقر في صفوف الفلسطينيين تعمق للسنة الثالثة على التوالي

كتبت "هآرتس" ان تقريرا للبنك الدولي يحدد بأن الفقر في صفوف الفلسطينيين تعمق للسنة الثالثة على التوالي، في وقت توقع فيه صندوق النقد الدولي حدوث جمود اقتصادي لدى الفلسطينيين في غياب تغيير في الاوضاع السياسية الأمنية وفي ظل القيود التي تفرضها اسرائيل. وسيتم مناقشة هذين التقريرين في اطار "مؤتمر لجنة الاتصال المخصصة لمساعدة السلطة الفلسطينية اقتصاديا" التي ستنعقد في نيويورك اليوم.

وتنعقد هذه اللجنة، وهي على مستوى المسؤولين الكبار في وزارات خارجية الدول المانحة للسلطة الفلسطينية واسرائيل، مرتين كل عام، وتعمل كآلية لتنسيق اموال المساعدات للفلسطينيين. وحسب معطيات البنك الدولي فان نسبة النمو المتوقعة في اقتصاد الضفة الغربية ستصل الى 1.8% في العام الجاري 2015، مقابل ازدياد سكاني تصل نسبته الى 3%، ولذلك سيطرأ انخفاض كبير على الناتج القومي للفرد. ويحدد التقرير ان نسبة التراجع في الناتج القومي للفرد في غزة والضفة الغربية تتواصل منذ العام 2013. وبينما يتوقع ان تكون نسبة النمو في قطاع غزة اكبر من الضفة، وتصل الى 6.5%، الا انه يتم احتسابها من النقطة المنخفضة التي سببتها الحرب في العام الماضي، وقياسا بالركود الناجم عن انهيار اقتصاد الأنفاق في رفح.

وتشير المعطيات الى ان 25% من الفلسطينيين عاشوا في حالة فقر في العام 2014 ، 39% في غزة و14% في الضفة. ويعتاش حوالي 80% من سكان القطاع على المساعدات، بينما تصل نسبة البطالة بين الشبان الى 60%. ويؤكد البنك العالمي العلاقة بين التراجع الاقتصادي والقيود الإسرائيلية على حرية الحركة في القطاع والضفة الغربية، والسيطرة على المنطقة (ج). كما يربط بين الفقر والتقليص المتواصل منذ اتفاقيات اوسلو، في قطاعي الصناعة والزراعة، والذي يسبب انخفاضا في القدرة على التصدير.

ومن المتوقع ان يتراوح العجز المالي في 2015  بين 400 و500 مليون دولار، في اطار ميزانية شاملة تصل الى حوالي 4.1 مليار. وحسب البنك فان هذا الوضع غير قابل للوجود لفترة طويلة. ويكتفي التقريران بتقديم توصيات اقتصادية الى اسرائيل "برفع الحصار" وتحويل اموال الضرائب، بينما يطرحان توصيات عينية وشديدة بالنسبة للسلطة الفلسطينية. ويطالب صندوق النقد الدولي السلطة الفلسطينية بتفعيل "سياسة انضباط" امام العجز المالي. كما يقترح هو والبنك الدولي ايضا، مواصلة تقليص الرواتب في القطاع العام وتجميد عدد العاملين فيه، ومواصلة تحسين جباية الضرائب من الافراد ومن السلطات المحلية والغاء الدعم الحكومي لأسعار الوقود. كما تم انتقاد السلطة الفلسطينية على قرارها تخفيض نسبة الضرائب.

حالة تأهب قصوى في القدس اليوم

كتبت "هآرتس" ان اسرائيل تواصل اعلان حالة التأهب القصوى في القدس اليوم، ويشارك المئات من افراد الشرطة في تعزيز قوات الأمن المحلية بشكل خاص، حيث سيقام في ساحة حائط المبكى الحدث الرئيسي لعيد العرش الاسرائيلي، المسمى "بركة الكهنة". وتواصلت يوم امس المواجهات في القدس الشرقية. وحسب تقارير فلسطينية فقد اصيب خلال مواجهات وقعت في الضفة الغربية مع قوات الأمن، عشرات المتظاهرين الفلسطينيين.

واعتقلت شرطة القدس امرأتين فلسطينيتين بشبهة المشاركة في مهاجمة عائلة يهودية في الحي الإسلامي، يوم الاثنين الماضي. كما اعتقل شاب يهودي في الحي الإسلامي بشبهة رش الغاز المسيل للدموع في وجه فلسطينية رددت هتاف "الله اكبر". وفي شارع السلطان سليمان، خارج البلدة القديمة، تم اعتقال فتى (15 عاما) بشبهة رشق الحجارة على حافلة ركاب. وفي ساعات الظهر اصيب سائح بجراح طفيفة جراء رشق حجر على سيارة اجرة كان يستقلها قرب مستشفى اوغستا فيكتوريا على جبل الزيتون. واعتقلت قوات حرس الحدود طفلا (11 عاما) بشبهة رشق الحجر ومن ثم اطلقت سراحه.

وسبق ذلك قيام قوات الأمن باعتقال عدة شبان من العيسوية بشبهة رشق الحجارة، احدهم طفل عمره 14 عاما. وليلة امس الاول اعتقل سبعة فلسطينيين بشبهة المشاركة في تظاهرات عنيفة في الحرم القدسي. كما تم اعتقال فلسطينية بالقرب من باب السلسلة بشبهة خرق النظام.

ووصل الى الحرم القدسي، امس، النائب جمال زحالقه (القائمة المشتركة)، وهاجم لفظيا مجموعة من اليهود، ومن بين ما قاله لهم: "انصرفوا من هنا، هذا المكان ليس لكم، انتم غير مرغوب فيكم هنا، مجرمون ومجانين. ليس لكم مكان هنا. هذا لنا، هذا بيتي. كهانيون، فاشيون، عنصريون". وقال زحالقه انه تلقى امس عشرات البلاغات الهاتفية التي تضمنت شتائم وتهديدات وينوي تقديم شكوى في الشرطة.

وفي حديث لصحيفة "هآرتس" قال زحالقه انه يعرف بأنه ورفاقه يغضبون العنصريين، وان هذا يحثه على الاستمرار. وفي اعقاب الحادث نشر رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة بيانا دعم فيه زحالقه، وقال ان "التصريحات التي قالها اليوم تمثل موقف القائمة المشتركة كلها. من يحاول ويخرق الوضع الراهن في الاقصى هي حكومة إسرائيل التي تواصل العمل في خدمة المستوطنين، في ما يبدو كمحاولة مقصودة لتأجيج الاوضاع وقيادة المنطقة الى حرب دينية".

واضاف عودة "ان وفود المستوطنين التي لا تخفي نيتها الطويلة الأمد بالمس بالمسجد الاقصى تصل بمرافقة مسؤولين كبار في الحكومة بل ووزراء. وفي المقابل تلاحق الشرطة المصلين المسلمين وتفرض المزيد من القيود على دخولهم الى المسجد". يشار الى ان 729 زائرا دخلوا الى الحرم القدسي امس، كان من بينهم 592 سائحا والبقية من اليهود الإسرائيليين.

ووصفت "يسرائيل هيوم" ما فعله زحالقه بأنه عمل استفزازي وكتبت انه أثار ردود فعل غاضبة في الجهاز السياسي. فقد قالت وزيرة الثقافة ميري ريغف ان "زحالقه ورفاقه هم خبراء في الاستفزاز ورايتهم هي الكراهية. انهم لا يخدمون الجمهور الذي انتخبهم ويسببون له الضرر فقط". ووصف النائب ايتسيك شمولي (المعسكر الصهيوني) النائب زحالقه بأنه "رجل حرائق مهني لا يفوت فرصة للتحريض واثارة الاستفزاز العنيف والمحرض".

وطالب رئيس "يسرائيل بيتنا"، افيغدور ليبرمان، المستشار القضائي للحكومة بتقديم زحالقه الى المحاكمة، فيما قدمت عنات باركو (الليكود) شكوى ضد زحالقه الى لجنة الأخلاق البرلمانية.

وكتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان رئيس الكنيست يولي ادلشتاين تطرق الى الاستفزاز الذي قام به النائب جمال زحالقه في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، وقال: "ادعو الجميع الى الحذر في موضوع جبل الهيكل. كمن حارب اكثر من مرة من اجل حق النواب بالدخول الى هناك، سواء اليهود او العرب، فان اخر امر اتوقعه من النواب هو تأجيج النفوس والصراخ ومهاجمة الشرطة. وانا اعود واكرر انه اذا اراد النواب الدخول الى جبل الهيكل لأنه مكان مقدس، لليهود والمسلمين والمسيحيين، فانه لا توجد مشكلة في ذلك، وعلى من يذهب الى هناك للتحريض ان يبحث عن مكان آخر. هذا مكان مشحون اكثر من اللازم".

وتطرق ادلشتاين الى الوضع الامني في القدس كلها ودعم سياسة الحكومة، قائلا: "من الواضح تماما بأن التنظيمات الارهابية المختلفة تقف وراء هذا التحريض، كما انه من المريح للسلطة الفلسطينية في رام الله الحفاظ على لهيب معين، ليس مرتفعا، كي تشرح للعالم كم هم مساكين وكم هي إسرائيل قاسية، بدل الوصول الى المفاوضات. لذلك اعتقد ان الحكومة تتخذ الخطوات المناسبة. يجب عدم التسامح بتاتا ازاء المعتدين والمحرضين على مختلف انواعهم". وحسب اقواله "يجب ان نظهر بأننا اصحاب السيادة في القدس عاصمة اسرائيل".

ونقلت "يسرائيل هيوم" رد النائب حنين زعبي على التحريض ضد النواب العرب. وقالت في تصريح لراديو الجيش الاسرائيلي ان "الجميع يعرفون من هو اكثر قربا من النظام النازي، عضو الكنيست حنين زعبي او دولة إسرائيل". واضافت: "طالما كان اجتياح المستوطنين والمتطرفين والشرطة الى الحرم القدسي قائما، فستبقى المقاومة".

وحمل زحالقه المسؤولية الى الشرطة وقال ان "قوات الشرطة هي التي تصرفت بوحشية لأنها خرقت شروط الدخول الى المنطقة. لقد هاجموا الحرم القدسي، رغم انف الاوقاف وطلبت منهم مغادرة المكان. ان هدفهم هو المس بالمقدسات وهذا استفزاز. ليست لدي مشكلة بأن يدخل كل ابناء الديانات لزيارات سياحية، لكن المشكلة هي الزيارات الدينية. المسجد هو مسجد، والكنيسة هي كنيسة، والكنيس هو كنيس، وليتعبد كل واحد في معبده".

اسرائيل ستطلق سراح علان في تشرين الثاني

كتبت "هآرتس" ان نادي الأسير الفلسطيني اعلن امس، بأن النيابة العسكرية الإسرائيلية التزمت بعدم تمديد فترة اعتقال الأسير الاداري محمد علان، وانه سيتم اطلاق سراحه في الرابع من تشرين الثاني المقبل. واكد الجهاز الامني الاسرائيلي النبأ، وقال ان اطلاق سراح علان يشترط بعدم اقدامه على اعلان الاضراب عن الطعام.

وكانت إسرائيل قد اعادت اعتقال علان في اليوم الذي تقرر فيه تسريحه من مستشفى برزيلاي في اشكلون، قبل اسبوعين. وقد اعتقل علان قبل سنة، وفي الشهر الماضي جمدت المحكمة العليا امر الاعتقال الاداري اثر تدهور حالته الصحية نتيجة اضرابه عن الطعام لمدة 65 يوما. وساد الاشتباه بأنه اصيب بضرر دماغي. وفي اعقاب تجميد امر الاعتقال اوقف علان اضرابه وتحسنت حالته الصحية، وفي اليوم الذي كان يفترض فيه مغادرته للمستشفى اعيد اعتقاله. وعلى الفور اعلن علان نيته استئناف اضرابه عن الطعام، لكنه اوقفه بعد يومين في اعقاب الاتصالات التي جرت مع النيابة العسكرية لإطلاق سراحه.

وقال المستشار القانوني لنادي الأسير، المحامي جواد بولس، ان محمد علان لا يزال في وضع صحي غير مستقر ويتحتم اخضاعه للمراقبة الطبية، وهو يتناول الأدوية، ويتوقع ان تتحسن صحته عشية اطلاق سراحه في تشرين الثاني القادم".

قصف اسرائيلي لقطاع غزة ردا على اطلاق صاروخ غراد

كتب موقع "واللا" ان سلاح الجو الاسرائيلي قصف الليلة الماضية، اربع قواعد لحماس في قطاع غزة ردا على اطلاق صاروخ غراد من القطاع باتجاه اسرائيل. وكان تنظيم "فصائل عمر حديد" المتماثل مع "داعش"  قد اعلن مسؤوليته عن اطلاق الصاروخ الذي تم اسقاطه بوساطة منظومة القبة الحديدية، في منطقة كيبوتس نيتسانيم، بين اشدود واشكلون.

وجاء في بيان للناطق العسكري ان "الجيش الاسرائيلي لن يتحمل اطلاق النار من قبل التنظيمات الارهابية على إسرائيل وسيواصل العمل بشدة ضد أي محاولة لخرق الهدوء في البلدات الجنوبية. تنظيم حماس الارهابي هو العنوان وهو من يتحمل المسؤولية".

وكتبت "يديعوت احرونوت" ان تدمير الصاروخ الذي تم اطلاقه من غزة، لم يسفر عن وقوع اصابات او اضرار. وكانت صافرات الانذار قد انطلقت قرابة الساعة 23:00 ليلا في اشدود والبلدات المجاورة. وبعد عدة دقائق شخصت قوات الجيش انطلاق صاروخ غراد من شمال القطاع وقامت بتفجيره في سماء المدينة.

وتوجه النائب حاييم يلين (يوجد مستقبل) والمقيم في المنطقة الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس، قائلا: "سيدي رئيس الحكومة، في نيويورك لا يوجد "لون احمر" (رمز لصافرات الانذار)، والخطابات لا توقف القسام والحجارة. استخدام القوة العسكرية والحرب الشديدة ضد الارهاب هي فقط جزء من محاربة الارهاب. يجب ايضا اظهار الشجاعة السياسية. آن أوان العمل".

وجاء اطلاق الصاروخ امس، بعد اسبوع من سقوط صاروخ اخر في دفيئة لزرع الفلفل في المجلس الاقليمي اشكول، وبعد اسبوع ونصف من سقوط قذيفة بجوار منزل في سديروت، والتصدي لقذيفة اخرى تم اطلاقها بعد ساعة باتجاه اشكلون. وقام الجيش بعد ذلك بمهاجمة ثلاثة مواقع لحماس في شمال القطاع.

يعلون: "لا ننسق مع روسيا في سوريا ولن نتخلى عن مصالحنا"

كتبت "يسرائيل هيوم" بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اوضح بعد مغادرته الى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، امس، ان اسرائيل لن توافق على تحويل الاراضي السورية الى قاعدة ايرانية للهجوم على اسرائيل. ومن جهته قال الوزير يوفال شطاينتس لإذاعة الجيش الاسرائيلي، انه "لا يريد أي طرف من الأطراف رؤية قوات روسية في منطقة هضبة الجولان، ولكن من المؤكد اننا لا نريد رؤية قوات ايرانية قرب إسرائيل. علينا، من خلال كل اتصالاتنا، واولا مع الولايات المتحدة، ولكن ايضا مع روسيا وبقية القوى العظمى، ان نهتم بأن تبقى القوات الايرانية في ايران".

وقال وزير الأمن موشيه يعلون خلال جولة في بلدات غلاف قطاع غزة، امس، "لدينا مصالح وعندما تتعرض للتهديد فإننا نعمل وسنواصل العمل، وتم توضيح ذلك ايضا للرئيس الروسي" قال يعلون واضاف: "لا ننوي التخلي عن قدرتنا على الدفاع عن مصالحنا واقترح عدم اختبارنا." واضاف يعلون انه "على الحدود الشمالية، في سوريا، لا يسري الهدوء منذ اربع سنوات. اننا ننجح بإبعاد هذا التهديد عن سكان الهضبة والشمال، الا اننا ندير سياسة واضحة جدا. نحن لا نتسامح ازاء أي خرق لسيادتنا. هناك تطورات اخرى في سوريا، كالوجود الروسي والايراني. هذا لا يزال بعيدا عنا الآن. انه في شمال سوريا، لكننا اوضحنا للروس، خاصة خلال اللقاء بين نتنياهو والرئيس الروسي بوتين، اننا لا ننوي التخلي عن حماية مصالحنا واقترح بأن لا يختبروننا. اذا كان هناك من يعتقد انه يمكنه اختبارنا في العيد، وما اذا كنا سنرد فها قد قمنا بالرد وسنواصل الدفاع عن خطوطنا الحمراء".

وقال يعلون "اننا لا ننسق نشاطنا مع روسيا، ولكن وكما قلت، فقد اوضح رئيس الحكومة نتنياهو للرئيس بوتين اننا لا نتدخل في من سيحكم سوريا، الاسد او غير الأسد. نحن لا نناقش هذه المسالة بتاتا. ولكن لدينا مصالح وعندما تتعرض للتهديد فإننا نعمل وسنواصل العمل، وتم توضيح ذلك للرئيس الروسي."

اعتقال خلية تابعة للجبهة الشعبية

كتبت "يسرائيل هيوم" انه سمح يوم امس بنشر نبأ اعتقال خلية من الجبهة الشعبية اقدمت على احراق محطة الوقود في مستوطنة عيلي في الشهر الماضي. وتم العثور على الخلية في بلدة عورتا، قرب نابلس، واعترف عضويها بإشعال الحريق، وقالا انهما فعلا ذلك انتقاما لإحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما في تموز الماضي. وعلم ان المعتقلين هما مجدي جلال عزت كواريك (22 عاما) واحمد عاصم عطا عبدات (23). وتبين خلال التحقيق ان كواريك قاد السيارة بينما قام عبدات برشق الزجاجة الحارقة التي اشعلت محطة الوقود.

مقالات
بويتن يلمح الى احتمال تقييد روسيا للنشاط الاسرائيلي في الاجواء السورية

يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" ان الرئيس الروسي فلاديمير بوئتن، عبر خلال اجتماعه بالرئيس الامريكي براك اوباما، في نيويورك صباح امس الثلاثاء، عن قلقه ازاء الهجمات الاسرائيلية في سوريا. وكما يبدو فان الرئيس الروسي لم يقصد القصف الصاروخي الاسرائيلي لهضبة الجولان السورية في مطلع الأسبوع والذي استهدف موقعين للمدفعية السورية ردا على "تسلل" النيران من المعارك السورية الى الأراضي الإسرائيلية. فتصريح بوتين كان شموليا واستهدف سلسلة الهجمات التي نسبت الى إسرائيل في الأراضي السورية خلال العامين والنصف الأخيرين، والتي بلغ عددها اكثر من 10 هجمات. وهذا يدل على ان روسيا تنوي تحديد وقائع جديدة في سوريا وتقييد حرية العمل الاسرائيلي في سماء سوريا، على الرغم من  الجهود التي بذلها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع بوتين في موسكو، الأسبوع الماضي.

يوم امس قال وزير الأمن موشيه يعلون ان اسرائيل لا تنسق عملياتها في الشمال مع روسيا. "لدينا مصالح وعندما تتعرض للتهديد فإننا نعمل وسنواصل العمل، وتم توضيح ذلك ايضا للرئيس الروسي" قال يعلون واضاف: "لا ننوي التخلي عن قدرتنا على الدفاع عن مصالحنا واقترح عدم اختبارنا. سنواصل الدفاع عن خطوطنا الحمراء".

الطائرات الحربية الروسية التي تم نصبها في مطلع الشهر في غرب سوريا، لم تشارك حتى الان في هجمات جوية ملموسة ضد اهداف تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش). وتعمل طواقم الجو الروسية حاليا على دراسة الحلبة السورية وجمع معلومات والتدرب على منظومة القيادة والسيطرة التي اقيمت في القاعدة المجاورة للاذقية، في المنطقة الخاضعة لسيطرة نظام الأسد. وتدريجيا يتم نشر بطاريات الدفاع الجوي في القاعدة، لكنه لم يتم في هذه المرحلة تسجيل اي احتكاك روسي مع اسلحة الجو الأخرى الناشطة في المنطقة.

في بداية الاسبوع قال بوتين لشبكة التلفزة "سي. بي. اس" انه لا توجد حاليا نية لإشراك الجنود الروس في الحرب البرية في سوريا. وحسب التقارير المختلفة، فقد ارسل الروس الى اللاذقية حوالي 500 جندي، سيوفرون غطاء لوجستيا للنشاط الجوي وسيركزون على حماية القاعدة الجوية. وفي إسرائيل والدول الغربية التي تتعقب ما يحدث في سوريا، يسود الانطباع بأنه طالما كان النشاط الروسي يكتفي بالهجمات الجوية من دون ان يتم تفعيل القوات البرية، فانه ذلك سيحقق فائدة عسكرية محدودة في الحرب ضد داعش. فلقد تم تحقيق الانجازات ضد التنظيم في الاماكن التي تم فيها دمج العمليات الجوية والبرية، كما في الهجوم الذي شنه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شرق سوريا، حيث تم دمج العمليات البرية من قبل القوات الكردية مع الهجمات الجوية.

في مطلع الأسبوع سقطت قذائف الهاون التي يطلقها الجيش السوري مرتين في الجانب الاسرائيلي من هضبة الجولان، كما يبدو نتيجة خطأ. وقد استؤنفت الحرب بين الجيش السوري والمتمردين في الايام الأخيرة، شمال شرق مدينة القنيطرة، في المناطق التي لا يزال يسيطر عليها الجيش السوري قرب الحدود. وتدور المعارك حول خط المواقع العسكرية الفاصل بين منطقة القنيطرة وقرية الخضر وجبل الشيخ، المرتبطة برواق ضيق نسبيا مع العاصمة دمشق. ويتخوف النظام السوري من محاولة المتمردين قطع هذا الرواق، وبالتالي قطع التواصل بين العاصمة والحدود، وانشاء منطقة يسيطر عليها المتمردون جنوب العاصمة. وعلى هذه الخلفية يستعد الجيش السوري لمعارك التصدي في الايام الأخيرة، على امتداد خط المواقع العسكرية. ولا يستهدف نشاط الطرفين إسرائيل.

نلتقي على الجبل

تكتب رافيت هيخت، في "هآرتس" ان النائب جمال زحالقه انضم الى مهرجان جبل الهيكل (الحرم القدسي)، وتم تصويره خلال زيارته الى المكان، بعد عدة ايام من الاعياد والمواعيد المشبعة بأعمال الشغب والحجارة والمتحصنين والجرحى والمعتقلين، وهو يصرخ بتحمس بأعضاء الحركات المختلفة التي تصعد الى الجبل: "اخرجوا من هنا، مجرمون، مجانين، فاشيون، اذهبوا من هنا، هذا بيتي". ما الذي يجمع بين النائب زحالقه من التجمع الوطني، الحركة التي سمعت من اعضائها بأنهم يعملون من اجل دفع القيم العالمية، الديموقراطية والليبرالية، وبين عاصفة الحرم القدسي؟

كيف يمكن لموجة من الحجارة ان تخرج عن اطوارهم جهات علمانية تتحفظ من قدسية الاماكن والحجارة، وتعمل من اجل قدسية الحياة؛ اولئك الذين اختاروا العلمانية والتقدم والليبرالية الشخصية والاقتصادية والتحرر من التقاليد الدينية؟ كيف يوحد الأقصى ابناء تيارات مختلفة يؤمنون بوجهات نظر مختلفة، ولا يجدون ما يتفقون عليه، وكما كتبت عميرة هس في مقالتها "قدسية الاستفزاز" في 16 ايلول: "الاهمية الدينية للإسلام توحد وتمنح الفلسطينيين قوى مقاومة اكبر من أي منطقة مهددة أخرى (مثلا غزة). هنا كلهم – المتدينين والعلمانيين، المسيحيين والمسلمين، فتح وحماس – موحدون".

زحالقه والفلسطينيين لا يعملون في فراغ طبعا. في السنوات الأخيرة انضم الى النائب (الوزير) اوري اريئيل، الذي يحرص على الصعود الى الحرم القدسي عشية رأس السنة العبرية، سواء بشكل عملي او بالتشجيع، عدد آخر من السياسيين، بعضهم من العلمانيين او المتدينين، الذين يملكون معلومات ضئيلة حول الموضوع. هؤلاء لا يهمهم امر المنع الواضح للحاخامات بدخول الحرم، ولا حتى المنع الذي فرضه العديد من الحاخامات والمشرعين اليهود الكبار من امثال عوفاديا يوسف، ويوسف شالوم اليشيبي ومردخاي الياهو وابراهام شبيرا ومكملي دربهم، بل وحتى الحاخام كوك، المعلم الروحي لحركة الاستيطان غوش ايمونيم.

المتزمتون اليهود لا يصعدون الى الحرم، ولكن اريئيل شارون، الذي حتى وان حاول فما كان سينجح بإقناع احد بأنه يحافظ على الشرائع الدينية، صعد الى الحرم في ايلول 2000، واشعل الانتفاضة الثانية. مغامرة الصعود الى الحرم، والتي تم تقديسها وتمجيدها من قبل اليمينيين المتطرفين غير المتدينين، كقائد الليحي يئير شتيرن والشاعر اوري تسفي غرينبرغ، انتقلت كعصا الرسل الى مكملي دربهم التبشيريين الذين تتعزز قوتهم.

وفي اوساط الفلسطينيين، ايضا، المجتمع الديني او المؤمن بمعدلات عالية، لا يعتبر الحرم القدسي مسألة دينية فقط. بالنسبة للفلسطينيين يعتبر الحرم القدسي، بالإضافة الى كونه موقعا له اهميته الدينية، صورة مصغرة للاحتلال، وكل تغيير سيء – القيود التي يتم فرضها كل يوم والأوامر الجديدة، وبشكل خاص السماح بدخول اليهود الى المكان – يعتبر خطوة اخرى من السلب. انه ايضا وسيلة للفت انظار الملك عبدالله، مثلا، وجهات اخرى في العالم العربي، الى الضائقة الفلسطينية.

الحرم القدسي، ومساحاته الشاسعة حول المساجد هو ايضا مكان نادر جدا يتم فيه احترام حرية ما، حكم ذاتي ما، وهو شيء غير مألوف في الحياة تحت الاحتلال. الحرم القدسي ليس مجرد برميل بارود ديني، كما يتم عرض الأمر او رؤيته من النظرة الأولى، لأنه ربما كان عندها سيتم العثور على حل دولي معقول، بوساطة المؤسسات الدينية. انه شيء اسوا من ذلك بكثير: قالب ديني تصب فيه القومية، التي ترافقها، كالعادة، اختها القبيحة والحتمية - التطرف. والى حد معين، يمكن ان نرى في الحرم القدسي، ايضا، ترقية مركزة وموجزة لرؤية الدولة الثنائية القومية على شواطئ الشرق الأوسط، تلك الرؤية التي تحولت الى حل واقعي ومنطقي مع زوال رؤية الدولتين.

من الشاباك الى الشرطة

يكتب امنون ابراموفيتش، في "يديعوت احرونوت" انه في نهاية اجراء ما او دورة، فان القرار او التعيين لا يتم اختبارهما حسب طريقة عملهما وانما حسب التنفيذ، او ما يسمى "اختبار النتائج". انا على استعداد للتقييم، التكهن، بأن روني الشيخ سيكون قائدا ناجحا للشرطة. ففي مناصبه السابقة كانت له علاقة مباشرة بالشرطة، وهو يملك تجربة في العمل الميداني والاستخبارات والتحقيقات. لديه خلفية ادارية في التنظيم، قاعدة وقوى بشرية. من وجهة نظر ديموقراطية، نظرية، ليس من المفضل ان يصبح رجل الخدمات السرية قائدا للشرطة، ولكن الظروف الاسرائيلية، السيطرة القسرية على شعب آخر، ليست متحمسة لتحقيق المثاليات.

لقد حدد رئيس الحكومة اربعة اهداف للقائد العام الجديد للشرطة: ترميم الشرطة واجراء تغييرات في سلم القيادة، محاربة الارهاب في القدس الشرقية، تطبيق القانون في الوسط العربي، تحسين الخدمات للمواطن. لقد بحثت في قائمة الاهداف ولم اجد محاربة الفساد العام. وكل اولئك الذين بحثوا عن ذلك وفوجئوا، يعانون مثلي من رد الفعل المتأخر: حقيقة ان يوآب سغلوفيتش لم يكن من بين المرشحين لمنصب القائد العام، ولا حتى بين قائمة المدعوين للمشاورات، تدل بشكل مسبق على انه يمكن للفساد أن ينتظر. وربما يريدون له الانتظار.

وبما انه من الضروري وجود رجل شرطة في القيادة، فان الوزير اردان سيبذل جهدا عاليا لإقناع بنتسي ساو في البقاء. سيقترح عليه عدة صلاحيات ومجالات عمل تجعله شريكا كاملا وشبه مساو من حيث قيمته للقائد العام للشرطة. يبدو لي ان نتنياهو، ايضا، ينوي التحدث الى ساو، كما سيتم بذل جهد حقيقي من قبل الشيخ. ساو هو موظف جمهور ملتزم، تعتبر مصلحة التنظيم لديه اهم من مصلحته الشخصية. انه منضبط ومطيع ويمكن ان يتجاوب مع الطلبات. لقد شاهد اردان ونتنياهو عمل ساو خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة في الحرم القدسي والبلدة القديمة، ومن المؤكد انهما تحمسا. يوم الغفران الأخير كان من بين ايام الغفران الاكثر هدوء خلال العقد الأخير رغم محفزات الانفجار ودخان الوقود.

سيفهم الشيخ عاجلا الفرق بين الشرطة والشاباك. وسيصاب بإحباط شديد جراء الفجوة في الوسائل وصندوق الآليات، ورفع القدرات. المحاكم الجنائية توسع حقوق المتهم وتقلص شعور الضحية، بينما المحاكم العسكرية تعتبر ودية لمن يستخدمها. والشاباك يصنع العجائب هناك. المجرم الجنائي لا يشبه الأمني والمجرم ليس كالمخرب. قبل اكثر من عشر سنوات اتهم بارتكاب عملية قتل على خلفية جنائية شخص اسمه ابو سعدة. في حينه طلب الدفاع مواد الاستخبارات التي اعتمدت، حسب ادعائه، كجزء من مواد التحقيق. وامرت المحكمة العليا النيابة بتسليم المواد كلها للمدعي. وشعرت الشرطة والنيابة بالغضب فقررتا التراجع عن لائحة الاتهام، وتم ارسال المتهم فرحا ومبتهجا الى بيته.

وفي حالة اخرى تتعلق بمتهم بارتكاب عملية قتل على خلفية جنائية، واسمه حمدان درويش، طالب الدفاع بكشف مصادر الشرطة. فامرت المحكمة النيابة بالاستجابة للطلب وكشف مصادر الشرطة من خلف اقنعة وتشويه الاصوات. واعتقدت الشرطة بأن هذه الخديعة لن تمنع كشف المصادر فتخلت عن الملف، وتم اطلاق سراح متهم آخر بالقتل. لكن زبائن الشاباك لا يحظون بهذا الفخر.

بيئة عمل الشرطة والشاباك تختلف. الشرطة مكشوفة امام ضوء الشمس اللاهبة، والخوف من "ماحش" يرفع درجة الحرارة لديها. اما الشاباك فيعمل في ظروف الفينج شوي (فلسفة صينية تعني فن التناغم مع الفضاء المحيط). شعار الشاباك هو "يدافع ولا يُرى". عمل الشرطة يتم تحت شعار يدافع ويُرى، يتم تسجيله وتصويره. عندما يتم فصل مسؤولين كبار في الشاباك بسبب الاشتباه بارتكاب مخالفات جنسية، وكانت مثل هذه الحالات، فانهم يغادرون مع وسام، بدون وصمة عار. اسماؤهم وصورهم لا تنشر في وسائل الاعلام.

في القضية المسماة "قضية هربز" شاهد الشيخ الوثيقة قبل اسابيع كثيرة من نشرها واعتقد ان المقصود مسالة خطيرة تحتم القيام بعمل. غالبية المسؤولين الكبار في الجهاز الأمني يعتقدون انه لم يتم حل هذه القضية، ربما بسبب الجمود والاخفاقات، وربما لأنها قضية يجب التحقيق فيها من قبل لجنة تحقيق وليس من قبل الشرطة. لقد كان الشيخ في الجانب الصحيح للقضية، مثل غادي ايزنكوت وبيني غانتس، وتمير بدرو.

ربما تحبه الشرطة، لكنه من المعقول ان يحبها هو. يمكنني ان اتخيل الشيخ بعد عام او عامين وهو يثني على الشرطة ويقول انها تنظيم مهني وافضل بكثير مما اعتقد، ومما يعتقد الجمهور. الشاباك يتمتع بمخيلة زائدة، اما الشرطة فتعاني من صورة متدنية.

بوتين: هل توجد تغطية للعضلات؟

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل يهوم" ان اللقاء بين الرئيسين بوتين واوباما، وكما كان متوقعا، لم يسفر عن أي نتائج، ولكن بالنسبة لبوتين فان حقيقة اجراء اللقاء يعتبر انجازا، لأنه ينطوي على ما يكفي من الأدلة والاثبات، لكل من يحتاج الى ذلك، من هو الذي يفرض اللهجة على الحلبة الدولية.

لقد كان المحرك لهذا اللقاء هو التدخل الروسي في سوريا، وفي الواقع يجب ان نسمي الولد باسمه – فالحديث عن تدخل فظ في الحرب الأهلية الدائرة في هذه الدولة، بل واكثر من ذلك، يجري الحديث، كما في ايام الاتحاد السوفييتي، عن احتلال الشاطئ السوري من قبل الجنود الروس كجزء من التجند الروسي – الايراني لضمان سلطة بشار الأسد، دكتاتور دمشق.

لقد سعى بوتين الى تحديد الاقليم، من خلال استغلال ضعف الخصم الذي يبذل كل قوته في محاولة للتهرب من المواجهة والعودة الى البيت بسلام. لقد بث الرئيس الروسي عدة رسائل هامة:

اولا، بوتين، وخلافا لأوباما، يقف الى جانب حلفائه ولا يتخلى عنهم، ولذلك، فانه مهما كان بشار الأسد مصابا ومضروبا، فانه يبقى حليف روسيا ويحظى برعايتها. وبالتالي فانه وخلافا لسلوك الامريكيين، لا ينوي الروس القاء الاسد في حاوية النفايات عندما لا تبقى حاجة اليه او يتحول الى عبئ عليهم.

ونذكر ما فعلته الولايات المتحدة بالرئيس المصري حسني مبارك عندما اندلع الربيع العربي في مصر في يناير 2011. لا شك ان كل دكتاتور في انحاء العالم يجري حسابا حول من يمكنه الاعتماد عليه، على التزام بوتين بالتحالف الأبدي أو على منظومة الاعتبارات الأميركية، التي تقوم على المنطق الاقتصادي لتصفية الاستثمارات الفاشلة قبل فوات الأوان.

ثانيا، روسيا ليست معنية بالمعايير الاخلاقية او القيم من ذلك النوع الذي يوجه الرأي العام في الغرب. يمكن لبشار استخدام السلاح الكيماوي كما يرغب، وانزال كارثة ببلاده، لكن روسيا ستواصل دعمه، لأنه حليفها الذي يخدم مصالحها.

ثالثا، كما في ايام الاتحاد السوفييتي حين تدخلت موسكو في كوبا او افغانستان، وحتى في مصر، فان روسيا بقيادة بوتين، مستعدة لإظهار الجرأة والتحدي وكذلك ارسال قواتها لدفع مصالحها. سواء كان في اوكرانيا او سوريا، او في صراعاتها في الشرق الأقصى مع اليابان. اما اوباما فليس معنيا بالمواجهة، لا مع بوتين ولا في أي مكان آخر، وبقيادته تراجعت الولايات المتحدة عن القيام بدور فاعل في جزء كبير من الأزمات الدولية. وبوتين يستغل الفراغ الذي تتركه خلفها، اولا في اوروبا والان في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، فان التدخل الروسي في سوريا يمكن ان يتضح بأنه خطأ بالنسبة لبوتين، أولا، لن يحقق أي شيء ايجابي من التحالف المظلم مع الحرس الثوري الايراني، وحزب الله وبشار الأسد. هذا تحالف يقوم على التناقضات التي تركز على تهديدات داعش وضمان سلطة بشار، وفي الواقع على منع أي حل غربي للأزمة. ولكن على بوتين ان يعلم بأن من يذهب للنوم مع الكلاب يستيقظ في اليوم التالي ليكتشف ان الايرانيين وحزب الله يدفعون بمساعدة السلاح الروسي أجندة خاصة بهم في سوريا والشرق الأوسط.

ثانيا، لا يمكن لعدة طائرات روسية وحتى مئات او آلاف الجنود الروس احداث تغيير حقيقي للمعركة في سوريا، تماما كما لم ينجح الاف الجنود الروس في افغانستان عندما جاؤوا لتقديم المساعدة لحليفهم المحلي في صراعه ضد طالبان. كما يبدو نسي الروس معنى الحرب ضد العصابات الاسلامية ولم يتعلموا شيئا من درس الولايات المتحدة في العراق وافغانستان. بشار يطبق النظرية الروسية في حرب الشيشان، ولكنه لا يبدو ان مئات آلاف القتلى وملايين اللاجئين يحققون أي نتيجة.

وباستثناء ذلك، من المهم ان نتذكر ان بوتين في الاساس هو زعيم قوي يقف على رأس دولة متوسطة، ذات اقتصاد واسس متضعضعة. اما اوباما فيبدو كزعيم باهت حقا، ويتردد، ولكنه يقف على رأس قوة عظمى ذات مجتمع واقتصاد يقوم على اسس راسخة. في حساب تاريخي، نجد ان الولايات المتحدة عرفت دائما، عندما رغبت واظهرت اصرارها، كيف تخرج من كل مواجهة وهي منتصرة.

التعليـــقات