رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 أيلول 2015

الثلاثاء | 29/09/2015 - 01:24 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 أيلول 2015

مع بدء اعمال الجمعية العامة: الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني يغيب، تقريبا، عن خطابات الزعماء

في وقت تتطلع فيه الأنظار الى ما سيقوله الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال خطابه المرتقب امام المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء غد الاربعاء، وما سيقوله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال خطابه يوم الخميس، لوحظ خلال خطابات الزعماء الذين شاركوا في الجلسة الافتتاحية، امس، تجاهل او تهميش الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني حسب ما نشرته صحيفة "هآرتس". وقالت "ان الموضوع الفلسطيني احتل جانبا هامشيا في خطابات الزعماء المختلفين، وغاب عن خطابات البعض تماما، كما في خطاب الرئيس اوباما.

واعرب امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن خيبة امله من خطاب اوباما، وتساءل: "هل يعتقد اوباما انه يمكنه هزم داعش او تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط من دون انهاء الاحتلال الاسرائيلي؟"

وسمع الامر نفسه في ختام اللقاء الذي عقده الرئيس محمود عباس مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ليلة السبات/الاحد. فكيري لم يعرض أي خطوط سياسية جديدة، وخرج المشاركون في اللقاء بانطباع يرى بأن الادارة لا تنوي المبادرة الى حل ملموس في الشأن الفلسطيني او ممارسة الضغط على اسرائيل.

وتطرق الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قليلا في خطابه الى الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، وقال انه في ضوء تدهور الأوضاع يجب على المجتمع الدولي الضغط على الأطراف من اجل استئناف المفاوضات بين الجانبين.

كما تطرقت رئيسة البرازيل ديلما روسيف باختصار الى الموضوع وقالت انه "لا يمكن تأجيل اقامة دولة فلسطينية ولا يمكن تحمل توسيع المستوطنات". كما تطرق الملك الاردني عبدالله الى عملية السلام باختصار، من خلال تصريح حول التصعيد في الحرم القدسي، قال فيه "اننا نرفض تهديد الاماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين وللطابع العربي للقدس".

الى ذلك تنشر صحيفة "يديعوت احرونوت" تصريحا لمحمود هباش، وزير الأوقاف السابق في السلطة الفلسطينية، قال فيه "ان الرئيس الفلسطيني لن يفاجئ احد في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، غدا الاربعاء". واوضح: "لن تكون هناك مفاجأة لم تسمعها الجهات العربية والدولية من قبل".

وسيلقي ابو مازن خطابه في الامم المتحدة الساعة السابعة من مساء يوم غد الأربعاء (حسب توقيت فلسطين). ومنذ وصوله الى نيويورك في نهاية الأسبوع الماضي، التقى ابو مازن بوزير الخارجية الامريكي جون كيري، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقال هباش ان لقاء ابو مازن وكيري كان صعبا، وقد اوضح ابو مازن خلاله استعداده للعودة الى مفاوضات حقيقية مع إسرائيل اذا تم خلالها تجميد الاستيطان وقامت إسرائيل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من اسرى ما قبل اوسلو.

وادعى مصدر فلسطيني رفيع ان كيري طلب من ابو مازن عدم اتخاذ قرارات كبيرة كوقف الالتزام الفلسطيني بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وعدم تقديم استقالته خلال النصف سنة القريبة. وقال كيري لعباس ان الادارة الامريكية تحتاج الى نصف سنة لإنهاء الاتفاق النووي مع ايران، ومن ثم ستكرس الوقت لدفع العملية السلمية الإسرائيلية – الفلسطينية. وحسب المصدر فان ابو مازن لم يرفض او يعلن قبوله لطلب كيري، ولكن قبول الاقتراح سيكون منوطا بضمانات امريكية تلتزم الادارة من خلالها بانه في حال فشل جولة المفاوضات القادمة، ستعترف بالدولة الفلسطينية ولن تعارض تقديم مسودة قرار الى مجلس الأمن يطرح خطة لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي.

يشار الى أنه ستسبق خطاب ابو مازن في الأمم المتحدة، مراسم رسمية امام مقر الجمعية العامة سيتم خلالها رفع العلم الفلسطيني لأول مرة في تاريخ الامم المتحدة.

وقال ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية ان نتنياهو "سيحاول التعبير امام المجتمع الدولي عن مشاعر المواطنين الإسرائيليين بعد توقيع الاتفاق النووي وتوقعات إسرائيل من المجتمع الدولي". كما سيتطرق خطاب نتنياهو الى العملية السلمية مع الفلسطينيين وسيطالب بوقف التحريض الفلسطيني في موضوع الحرم القدسي.

صراع بين اوباما وبوتين حول سوريا

وكتبت "هآرتس" ان اعمال مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، افتتحت امس، في نيويورك بخطابين للرئيسين الامريكي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، برزت فيهما الخلافات الشديدة، خاصة في مسألة الحرب الأهلية السورية. فبينما اكد اوباما أن أي اتفاق مستقبلي في سوريا يجب ان يشمل "استبدال منظم" للرئيس بشار الأسد، أعلن بوتين أن الأسد يجب ان يشكل جزء من كل حل. وتطرق اوباما وبوتين في خطابيهما الى الخلافات السياسية كالأزمتين في سوريا واوكرانيا، وكذلك الى الفجوات الأيديولوجية بشأن مسألتي الديموقراطية وحقوق الانسان. وبعد الخطابين التقى اوباما وبوتين حول مائدة الغذاء التي أعدها الأمين العام للأمم المتحدة للزعماء المشاركين. ومن ثم عقدا اجتماعا في مقر الأمم المتحدة لمناقشة الخلافات بينهما. وهذا هو اول لقاء بين الزعيمين بعد عامين رفض خلالهما اوباما التقاء بوتين بسبب الاجتياح الروسي لاوكرانيا.

واعرب اوباما في خطابه عن استعداده للتعاون مع روسيا ومع ايران من اجل التوصل الى اتفاق ينهي الحرب في سوريا، لكنه اكد ان الاتفاق يجب ان يقود الى تغيير سياسي، معتبرا ان الاستقرار الطويل الأمد سيتحقق فقط عندما يبلور الشعب السوري اتفاقا حول كيفية العيش بسلام، وانه يجب الاعتراف بأنه بعد الكثير من سفك الدماء لا يمكن العودة الى الوضع الراهن الذي ساد قبل الحرب. وحمل الأسد المسؤولية عن الوضع في سوريا وصعود داعش "لأنه رد على التظاهرات بالقمع والقتل المتزايد، وقال ان "الاسد وحلفائه لا يمكنهم مصالحة غالبية سكان سوريا الذين هوجموا بوحشية بواسطة الاسلحة الكيماوية والقذائف بدون تمييز. صحيح ان الواقعية تملي الحاجة الى التسوية من اجل انهاء الحرب، لكنها تملي نقل السلطة بشكل منظم من الأسد الى زعيم جديد".

ودعم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطابه موقف الرئيس اوباما، وقال ان الأسد لا يمكنه ان يشكل جزء من الحل. وقد وصل بوتين الى مؤتمر الجمعية العامة بعد غياب عشر سنوات عن اهم المؤتمرات الدولية، والقى خطابه على خلفية الانتشار الواسع للقوات الروسية في سوريا، في محاولة لتعزيز سلطة الأسد. واعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة ودول اخرى بشأن الوضع السوري، وتشكيل تحالف دولي ضد داعش، "على غرار التحالف ضد هتلر" في الحرب العالمية الثانية. لكن بوتين هاجم الولايات المتحدة بشدة وحملها المسؤولية عن ظهور تنظيم داعش الذي "اقيم من قبل جنود سابقين في الجيش الامريكي، الذين ألقي بهم الى الشوارع بعد الاجتياح الأمريكي" على حد تعبيره.

واتهم بوتين الولايات المتحدة بالمساهمة في التدهور في سوريا لأنها تزود السلاح لتنظيمات المتمردين "الأمر الذي يمكن ان يدعم الارهاب في كل العالم". واوضح بوتين ان كل حل في سوريا يجب ان يطبق بالتعاون مع الأسد والجيش السوري. وقال: "علينا الاعتراف بأنه باستثناء قوات الرئيس الأسد لا احد يحارب داعش والتنظيمات المتطرفة الاخرى في سوريا". وتطرق اوباما في خطابه، ايضا، الى الاتفاق النووي مع ايران، وقال ان العقوبات الدولية لم تهدف الى معاقبة طهران وانما لفحص ما اذا كانت مستعدة لتغيير توجهها في المشروع النووي، والنتيجة "هي اتفاق شامل يمنع ايران من الحصول على سلاح نووي ويسمح لها بانتاج الطاقة النووية لأغراض السلام". وحسب رأيه فان تطبيق هذا الاتفاق سيضمن منع وقوع حرب وسيكون العالم اكثر آمنا".

وحاول الرئيس الايراني حسن روحاني، الذي القى خطابه في الجلسة الافتتاحية، ايضا، بث التفاؤل بشأن نتائج الاتفاق النووي، وقال: لقد بدأ فصل جديد في علاقات ايران مع العالم". نحن نقول للمجتمع الدولي اننا لا ننسى الماضي ولكننا لا نريد مواصلة البقاء فيه". واوضح بأن ايران لم تسع ابدا الى انتاج سلاح نووي ودعا الى تطبيق الاتفاق النووي بحذافيره. وطالب بتحويل الاتفاق الى رافعة دولية للضغط في موضوع النووي الاسرائيلي، وقال: "نتوقع الان بأن تعمل القوى العظمى لخلق منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط. النظام الصهيوني هو العقبة الوحيدة امام هذه الخطوة".

اسرائيل تهدد باللجوء الى الاعتقالات الادارية ضد "قادة الاضطرابات في القدس"

تواصلت المواجهات في الحرم القدسي للأسبوع الثالث على التوالي، في وقت تتزايد فيه حملة التحريض على الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، الذي تتهمه إسرائيل بالوقوف وراء "الاضطرابات" في الحرم القدسي، وتهدد باللجوء الى سياسة الاعتقالات الادارية ضد قادته، حسب ما ذكرته القناة الثانية، امس.

وقالت انه حسب المعلومات المتوفرة لدى الشاباك وشرطة القدس، فان النواة القاسية للمشاغبين تضم ما بين 30 و50 شابا عربيا. وان التحريض والتوجيه في كل ما يتعلق بما يحدث في الحرم القدسي يصل من جهة الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، مشيرة الى ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيعقد قريبا، جلسة خاصة للتداول في سبل مواجهة الحركة.

وكتبت "هآرتس" ان الشبان الفلسطينيين قاموا ليلة الاحد/ الاثنين، بالتحصن داخل المسجد الاقصى وخاضوا مواجهات مع قوات الشرطة. وابلغ الجانب الفلسطيني عن وقوع 15 اصابة، فيما لم تبلغ الشرطة عن وقوع اصابات في صفوفها. وقال عدد من الصحفيين ان الشرطة مارست العنف ضدهم في شوارع البلدة القديمة بحيث اطلقت قنابل الصدمات بين اقدامهم وعيارات مطاطية على سيارة احد المصورين. كما ابلغ احد الصحفيين عن تعرضه للضرب.

وتم يوم امس فرض قيود على دخول المصلين الى الحرم القدسي، بحيث سمح بدخول الرجال والنساء من سن 50 عاما وما فوق، وهو أشد خطوة تتخذها قوات الأمن منذ بدء التصعيد الحالي.  وكانت قوة كبيرة من الشرطة قد اجتاحت الحرم صبيحة يوم امس بقيادة قائد اللواء موشيه ادري، بعد ان فشلت محاولات الحوار مع ادارة الوقف حسب ادعاء الشرطة. وحاولت قوات الشرطة ازالة التحصينات التي اقامها الشبان على ابواب المسجد كي تقوم باغلاقه ومحاصرتهم في داخله، ورشقت الشبان بوسائل تفريق المظاهرات.

واستخدمت الشرطة لأول مرة حاجزا تم بناؤه حسب مقاييس ابواب المسجد لمنع المتحصنين في الداخل من رشق الحجارة والزجاجات نحو الخارج. وتم في ساعات الصباح فتح ابواب الحرم امام اليهود فدخله حوالي 730 منهم. ومساء امس، عاد الفلسطينيون الى رشق الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه قوات الشرطة في البلدة القديمة. وابلغ الفلسطينيون عن فرض قيود على حرية الحركة في الحي الاسلامي طوال ساعات النهار. كما اندلعت مواجهات في العيسوية.

الشرطة تشطب عن خارطتها الوجود الفلسطيني في منطقة الخليل

كتبت عميره هس في صحيفة "هآرتس" ان الشرطة الاسرائيلية في لواء الخليل شطبت عن خارطة اللواء اسماء كل القرى والبلدات الفلسطينية في اللواء، ولا تظهر على الخارطة الا اسماء المدن الفلسطينية الكبرى الثلاث في اللواء. كما لا تشمل المعلومات العامة المرفقة بالخارطة حول سكان المنطقة أي ذكر للجمهور الفلسطيني. وفي تصنيف المناطق المبنية وغير المبنية (المسماة مناطق مفتوحة)، تم تصنيف المناطق المبنية الفلسطينية ضمن التصنيف الثاني – المناطق المفتوحة، بمعنى انها خالية من البناء.

وتم طبع هذه الخارطة في عام 2014 من قبل قسم التخطيط في الشرطة وتحمل توقيع مفوض الشرطة داني حين، رئيس القسم.

ويشار الى ان لواء شرطة "شاي" يغطي كامل منطقة جنوب الضفة بل يشمل منطقة بيت لحم في الشمال، ويستثنى منه منطقة صحراء يهودا. ويتبين من الخارطة التي وصلت نسخة منها الى "هآرتس" انه لا تظهر عليها من اسماء المدن والقرى الفلسطينية الا بيت لحم وحلحول والخليل، بينما تضم كافة المستوطنات الاسرائيلية باستثناء البؤر غير المرخصة. وتم تغييب اكثر من 200 قرية فلسطينية، بما في ذلك مجمعات الرعاة، عن الخارطة.

وفي اطار المعلومات المرفقة بالخارطة كتب ان عدد السكان يبلغ 81 الف نسمة. وتشير نجمة تم رسمها الى جانب هذا الرقم، الى ملاحظة كتب فيها ان الرقم "لا يأخذ في الاعتبار الجمهور الفلسطيني". وفي المعلومات حول الانتماء الديني للسكان، كتب: 99.6% يهود، و0.4% آخرين. كما تشمل خانة المعلومات احصائيات حول وتيرة الزيادة السكانية (6%)، وعدد البلدات (28) وتوزيع السكان (82.9 في المدن والبقية في القرى).

يشار الى ان لواء شرطة الخليل يتاخم محافظتين فلسطينيتين: الخليل التي تصل مساحتها الى 1.060 كلم مربع، وبيت لحم التي تصل مساحتها الى 608 كلم مربع. وحسب معلومات خارطة الشرطة فان المساحة التي تسيطر عليها الشرطة، من دون الفصل بين مناطق (أ) و(ب) و(ج)، تصل الى 1473 كلم مربع، من بينها، حسب الخارطة، 0.7% مناطق مبنية و99.3% مناطق مفتوحة، أي غير مبنية! ولكن في الواقع تصل مساحة المناطق الفلسطينية المبنية في محافظة الخليل الى 6.5% أي 104 كلم مربع، حسب معطيات 2011.

كما يشار الى ان المعطيات المتوفرة في الموقع الالكتروني لشرطة لواء "شاي" تختلف عما ورد في الخارطة بشأن المساحة التي تسيطر عليها شرطة لواء الخليل، حيث كتب هناك ان المساحة هي 1600 كلم مربع، وليس 1470 كما في الخارطة. كما تختلف المعطيات بين الموقع والخارطة في عدد المستوطنات وسكانها: 32 مستوطنة حسب الموقع (مقابل 28 حسب الخارطة)، وعدد سكانها 62000. كما يذكر الموقع الالكتروني انه يعيش في منطقة اللواء 811 الف فلسطيني في 99 بلدة.

وفي تبريره لهذه الخارطة قال قسم الاعلام في الشرطة ان شرطة إسرائيل تعمل بشكل مهني ومتساوي دون أي علاقة بهوية المواطنين. والخرائط تشكل اداة لمساعدة الضباط وافراد الشرطة، ولا تعكس موقفا او طابع العمل او التعامل مع الجمهور داخل اللواء. والشرطة تعتمد في اعداد المعطيات على منشورات دائرة الاحصاء المركزية التي لا تنشر معلومات حول الجمهور في البلدات الفلسطينية، ولا تملك الشرطة صلاحية عرض احصائيات لا تعتمد على الاحصائيات الإسرائيلية. وادعت الشرطة ان الخارطة تظهر كل البلدات الواقعة داخل منطقة اللواء دون علاقة بهويتها.

الجيش: اطلاق النيران على المتسللين من الحدود المصرية لم يكن مبررا

كتبت "هآرتس" ان قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي الجنرال سامي ترجمان حدد بأن النيران التي اطلقها الجنود، الشهر الماضي، على طالبي اللجوء على الحدود المصرية – الإسرائيلية، والتي اسفرت عن اصابة ثلاثة، لم تكن مبررة وخرقت اوامر فتح النيران. وتفحص النيابة العسكرية حاليا، ما اذا انطوى سلوك الجنود على شبهات جنائية، تحتم اجراء تحقيق من قبل الشرطة العسكرية.

وكان الجنود قد غيروا روايتهم بشأن ما حدث اثناء محاولة طالبي اللجوء اجتياز الحدود. فقد تم الادعاء في البداية بأن طالبي اللجوء اصيبوا أثناء اجتيازهم للسياج الحدودي، وبعد ذلك ادعى الجنود ان طالبي اللجوء اصيبوا جراء نيران مصرية. وبعد التحقيق الذي اجرته الكتيبة 80 تبين ان الثلاثة اصيبوا بنيران اسرائيلية. وتوصل التحقيق الداخلي في الكتيبة الى أن القوة الإسرائيلية فتحت النار بعد ان شخصت مسلحا تواجد مع طالبي اللجوء على مقربة من الحدود. كما تبين ان المسلح فتح النار باتجاه الجنود المصريين، ولكن ليس باتجاه الحدود الإسرائيلية. كما يستدل ان المسلح لم يحاول اجتياز الحدود الى اسرائيل ولم يصب بالنيران.

15 فلسطينيا اجتازوا السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل

كتب موقع "واللا" ان 15 فلسطينيا اجتازوا، امس الاثنين، السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل، على ست موجات. والحديث عن اكبر عدد من المتسللين الذين يجتازون السياج خلال يوم واحد، منذ انتهاء عملية الجرف الصامد. وتمكن الجيش في احدى الحالات من اعتقال اربعة فلسطينيين اجتازوا الحدود في جنوب القطاع، وتم تسليمهم لقوات الأمن. وفي ساعات المساء تم اعتقال ثلاثة فلسطينيين آخرين، اجتازوا الحدود في منطقة المجلس الاقليمي اشكول، وتم تسليمهم ايضا للتحقيق. وكما ورد اعلاه فقد تم توثيق عمليات تسلل اخرى.

ويلاحظ في الاسابيع الأخيرة ازدياد عمليات التسلل من القطاع الى اسرائيل على خلفية الاوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع. وغالبية هؤلاء هم في جيل يتراوح بين 15 و30 عاما. وقد تسلل الى إسرائيل منذ بداية العام اكثر من 200 فلسطيني. ويقوم الشاباك باحتجاز البالغين للتحقيق واعتقالهم، بينما يتم اعادة القاصرين غير المسلحين الى القطاع.

روني الشيخ هو المرشح لقيادة الشرطة

ذكرت الصحف الاسرائيلية ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سمح يوم الاحد، بنشر اسم المرشح لمنصب القائد العام للشرطة، وهو نائب رئيس الشاباك حاليا روني الشيخ. وصادق نتنياهو على نشر اسم الشيخ وفقا لصلاحياته حسب المادة 19 من قانون الشاباك. وكان وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان قد اعلن يوم الجمعة انه سيوصي الحكومة بتعيين الشيخ لمنصب القائد العام للشرطة.

وسيتم طرح الترشيح للتصويت في الحكومة بعد مصادقة لجنة تيركل للتعيينات الرسمية الرفيعة على التعيين. ويسود التقدير بأنه سيتم التصديق على التعيين خلال اسبوعين. وكان المستشار القانوني للحكومة قد فحص التعيين وحدد عدم وجود ما يمنعه. وتم الاعلان عن ترشيح الشيخ لهذا المنصب، بعد يومين من الاعلان عن الغاء تعيين غال هيرش.

وفد برلماني اجنبي يؤيد إسرائيل ضد مقاطعة منتجات مستوطناتها

كتبت "يسرائيل هيوم" انه وصل الى اسرائيل وفد يضم 26 برلمانيا من اوروبا وامريكا الجنوبية وافريقيا لإعلان رفضهم القاطع لتطبيق قرار الاتحاد الاوروبي وسم منتجات المستوطنات الاسرائيلية. وتأتي هذه الزيارة في اطار المؤتمر السنوي للوبي البرلماني الدولي من اجل اسرائيل (Israel Allies Foundation). وسيتجول اعضاء الوفد غدا في المستوطنات وسيلتقون وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، المسؤول من قبل الحكومة عن محاربة المقاطعة. كما سيجتمعون بوزيرة المساواة الاجتماعية غيلا جملئيل، ورئيس بلدية القدس نير بركات. كما سيلتقي الوفد بوالدي الفتى غيل عاد شاعر، احد الفتية الثلاثة الذين اختطفوا وقتلوا في العام الماضي.

وسيقام الحدث المركزي الذي سيشارك فيه الوفد، مساء اليوم، في القدس، بمشاركة اكثر من 5000 مسيحي من 90 دولة. ويوم غد سيعقد الوفد مؤتمرا صحفيا يعرض فيه موقف اللوبي الدولي ضد المقاطعة ووسم منتجات المستوطنات. وسيلتقي الوفد اليوم مع ثلاثة نواب إسرائيليين اعضاء في اللوبي، هم رئيس اللوبي روبرت اليطوف (يسرائيل بيتينو) ونائبه يوئيل سحون (المعسكر الصهيوني) والنائب عنات باركو (الليكود).

اسرائيل زودت الجيش البريطاني بصواريخ تموز لمحاربة القاعدة وطالبان في العراق وافغانستان

كتبت "هآرتس" ان اسرائيل زودت الجيش البريطاني بصواريخ "تموز" من مستودعات الاحتياط في الجيش، كي تساعد البريطانيين على مواجهة خلايا القاعدة وطالبان في العراق وافغانستان. وكانت اسرائيل قد ركبت صواريخ تموز على مدرعات للجيش تم اخراجها من مستودعات الاحتياط وارسلتها الى العراق وافغانستان. وبعد شعور البريطانيين بالرضا عن عمل هذه الصواريخ طلبوا كمية اخرى من شركة الصناعات الحربية رفائيل. لكن بريطانيا امتنعت حتى اليوم عن نشر أي معلومة حول استخدام الصواريخ الإسرائيلية.

وتم طلب صواريخ تموز خلال تواجد القوات البريطانية في العراق وافغانستان بعد ان تبين للبريطانيين بأنهم لا يملكون اسلحة يمكنها التسبب باصابة مباشرة وسريعة لاهداف العدو الصغيرة والمتنقلة. وحسب مجلة جينس للشؤون الامنية فقد اشترى الجيش البريطاني هذه الصواريخ لمواجهة الخلايا التي تزرع العبوات الناسفة وتطلق القذائف على الدوريات البريطانية في منطقة البصرة في العراق ومنطقة هلمند في افغانستان.

وكانت اسرائيل قد بدأت بتطوير صواريخ تموز منذ منتصف السبعينيات، في اطار العبر المستخلصة من حرب يوم الغفران، لصد اسراب المدرعات الكبيرة للجيشين المصري والسوري. ولاحقا تحولت هذه الصواريخ الى اسلحة لقصف خلايا المخربين.

وعلم ان الدفعة الاولى التي حصل عليها الجيش البريطاني من اسرائيل تم استخراجها من مستودعات الاحتياط في اطار رغبة إسرائيل مساعدة الحلفاء. وتم تركيب الصواريخ على 14 مصفحة اسرائيلية تم تغيير لونها وتسليمها لبريطانيا. وفي اعقاب رضا البريطانيين عن هذه الصواريخ تم طلب كمية اضافية منها، ما ساهم بفتح خط انتاج جديد في رفائيل. وعلى الرغم من قيام بريطانيا بسحب قواتها من افغانستان الا ان هذه الصواريخ لا تزال تشكل جزء من منظومتها المدفعية.

وتستخدم بريطانيا هذه الصواريخ بالدمج مع الطائرات بدون طيار "هرمس  450" من انتاج مصانع "ألبيت" الإسرائيلية. وعلى مدار العامين الاخيرين، تصل كل عدة اسابيع، وفود من ضباط سلاح المدفعية البريطاني الى اسرائيل للمشاركة في دورات استكمال تتعلم خلالها نظريات الحرب الاسرائيلية، وما يسميه الجيش الاسرائيلي "اغلاق دائرة النيران". وفي اطار هذه الدائرة تحدد "هرمس 450" الاهداف وتنقل المعلومات الى طواقم صواريخ تموز، كي تقصف الاهداف المحددة.

يشار الى ان صواريخ تموز كانت سرية في إسرائيل وتم الكشف عنها قبل اربع سنوات فقط. وتم استخدام هذه الصواريخ بشكل كبير من قبل إسرائيل خلال حرب لبنان الثانية، حيث تم اطلاق حوالي 500 منها على اهداف تابعة لحزب الله. وتستخدم صواريخ تموز اليوم، ايضا، لمهاجمة اهداف سورية اطلقت منها النيران على هضبة الجولان. ويسود التقدير بأنه اذا قررت بريطانيا توسيع عملياتها العسكرية ضد داعش في العراق وسوريا، ونشر قوات برية، كما يبدو في المناطق الكردية، فانها ستستخدم المنظومة الاسرائيلية.

ويشار الى ان طائرات تورنادو البريطانية مزودة ايضا بمنظومة "لايتنينج" الإسرائيلية، وهي من انتاج شركة رفائيل. وتساعد هذه المنظومة الطيارين على كشف الاهداف خلال التحليق ومهاجمتها بالصواريخ المتطورة.

مقالات
عقوبات الحد الأدنى لا توفر الحل

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان مشروع قانون فرض حد ادنى من العقوبات على راشقي الحجارة الذي نشرته وزارة القضاء في نهاية الأسبوع، هو مثل بقية مشاريع القوانين التي تتدخل في فرض العقوبات، سيء وسيسبب التشويه والظلم وانعدام الاتساق في إصدار الأحكام. كما انه مشروع قانون زائد لن يحقق التغيير على ارض الواقع، خاصة وان صندوق الأدوات القانوني يقترح امكانيات كافية حتى من دون هذا القانون.

القانون الجنائي في اسرائيل يعتمد على عقوبات الحد الأعلى التي يحددها القانون. ومنذ تم سن التعديل رقم 113، اضيف اليه "مجموع العقاب" الذي قلص الى حد ما رأي القضاة في تحديد العقوبة المناسبة في كل اجراء جنائي. وفي هذه الحالة لا حاجة الى املاء حد ادنى من العقوبات على القضاة، فهم يفعلون ذلك في كل الحالات في اطار مجموع العقاب. واذا قرر قاض تخفيف العقوبة في حالة معينة فانه يتحتم عليه تفسير قراره، تماما كما يتيح له ذلك مشروع القانون الجديد.

ان السماح للقضاة بتفعيل رأيهم في هذه الحالات يناقض ايضا الهدف المعلن لسن الحد الأدنى من العقوبة، وهو فرض عقوبات موحدة. ان المشكلة في فرض حد ادنى من العقوبة تكمن في تعسف المشرع. ففي مخالفات مثل القتل والاغتصاب والتجسس او تلقي الرشوة، لا تكلف الكنيست نفسها عناء تشريع حد ادنى من العقوبة، بينما تفعل ذلك بالنسبة لراشقي الحجارة.

التشويه الذي سيخلقه هذا الأمر ليس نظريا، وانما سينعكس في فرض عقوبات بالسجن المتواصل على متهمين ادينوا بمخالفات طفيفة نسبيا، بينما سيتم اطلاق سراح المجرمين الذين ارتكبوا مخالفات خطيرة قبلهم. حتى في الولايات المتحدة، التي ادى فيها فرض حد ادنى من العقوبات الى انفجار في عدد نزلاء السجون، يقومون تدريجيا بتفعيل رأي القضاة في فرض العقوبات. مشروع القانون هذا هو مشروع سياسي، ايضا، كونه يتحرك بدافع الحاجة الى اظهار العمل ولا يلبي حاجة حقيقية. وهو لا يعتمد على أي بحث يثبت ان العقوبات التي تفرضها المحاكم في مخالفات رشق الحجارة تحقق الردع.

على خلفية الوضع الحالي، الذي يسود فيه التمييز اليوم في العقوبات بين العرب واليهود (انظر هآرتس 27.9)، يسود التخوف من ان مشروع القانون هذا سيعمق التمييز. كما اشارت رئيسة المحكمة العليا مريم نؤور، فانه في حال تم في ملف معين فرض حكم لا تتقبله الدولة، يمكن للنيابة دائما الاستئناف على القرار. لقد اشار القاضي الراحل ميشيل حيشين الى "ان المحكمة ليست ماكينة اعدت من اجل استخراج عصير الجزر من الجزر". العقوبة الجنائية تعتبر نظرية مركبة وعلى السياسيين الامتناع عن استخدامها كأداة سياسية وشعبوية.

شخص محترم

يكتب الشاعر يتسحاق ليؤور في "هآرتس" ، ان داني ديان (المرشح لمنصب السفير في البرازيل) هو شخص محترم، وكذلك الآخرين، كلهم، اوري اريئيل ودانئيلا فايس ورفاقهم، شخصيات محترمة. الفوارق – هامشية. كلهم ممثلون نافعون لرأس الجسر الاستعماري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يعد بترسيخ الصراع، ويشمل ذلك الاعتقالات والاعتقالات الادارية والتعذيب واطلاق النار على المتظاهرين والتوسع المستمر.

مجلس المستوطنات، بكل مؤسساته، هو شظية كبيرة في مؤخراتنا جميعا، لسعادة الجيش، الذي يحتاج الى المستوطنين كي يسيطر على المناطق، ولسعادة من يؤمن حقا انه مع مرور الوقت سيتم تغميس رغبة الفلسطينيين بالحرية بالمزيد من الدماء. انين اليسار الراديكالي، يسار الرأفة، والحساسية "لاقصاء النساء والمتدينين واليهود الشرقيين والمستوطنين"، يمكن أن ينظر إليها على أنها انتصار نهائي للمستوطنين، والذي يعني أن يكونوا في السلطة، ويملون المناهج الدراسية، والتشريعات شديدة القسوة ضد الفلسطينيين، وتخصيص الميزانيات الضخمة، وأن ينظر اليهم من قبل المعارضة كفئة تعاني الاقصاء.

ولكن هذا هو الانحراف. الصيغة تتواجد في الوسط، الذي رأى في المستوطنين وعلى مدار سنوات ما رآه رابين (لكنه وبشكل مأساوي، لم يجرؤ على العمل). كون داني ديان شخص محترم ويتحدث بصوت كوجل موجل (مصطلح بولونيKogel mogel) بينما يطلق باروخ مارزل كلمات مؤلفة من مقطعين، يعتبر مهما فقط من ناحية موسيقية عندما نسمع تغريدهم يؤيد انتهاج القبضة القاسية ضد الأطفال.

المسألة التي تحدد الأمور هي المبدأ غير الديموقراطي في قاعدة عملهم: ارض إسرائيل – مهما كان هذا الكيان غير المتبلور، والتي تفتقد فعلا الى حدود جيوسياسية – تتبع لشعب إسرائيل، مهما كان تعريف الانتماء اليها في انحاء العالم. يحق للشعب اليهودي فقط ان يحسم مصير المناطق، وللدقة اكثر، يحق فقط للأوصياء من قبله، جيب ييشاع. هذا اخطر بكثير من دور شلدون ادلسون، وهو ايضا رجل محترم، في ديموقراطيتنا.

لقد حقق اول مستوطن في المناطق المحتلة، عمليا، لاهوت برنامج حركة الأرض الكاملة في عام 1967: "ارض اسرائيل الكاملة هي الآن في أيدي الشعب اليهودي، وكما اننا لا نملك صلاحية التخلي عن دولة اسرائيل، هكذا يفرض علينا احياء ما حصلنا عليه منها: ارض اسرائيل". هذا هو، طبعا، برنامج قتل رابين – "لا نملك صلاحية" – والقاعدة للتنكر الكامل لحياة وحرية ورفاهية الفلسطينيين في المناطق المحتلة. هذا هو "السرطان" في جسد الديموقراطية الإسرائيلية، مصادرة المناطق من أيدي السياسة وتسليمها ليد المسيح.

هناك هاوية عميقة بين مسؤولي ييشاع وحاخاماتهم، وكلهم شخصيات محترمة، يجمعهم نهب الأراضي والمياه، وبين من لا يزال يعتبر إسرائيل دولة ديمقراطية، أي قادرة على توسيع حرياتها، على الرغم من صعوبة الحديث، تحديدا في موضوع المستوطنين، عن الديمقراطية: صناديقهم تتواجد على بعد شارع فاصل، جدران واغلاق، عن المناطق الفلسطينية، التي لن تستطيع التصويت على مستقبلها، وحين تحاول الانتفاض، سيكون مجلس ييشاع، وكلهم شخصيات محترمة، اللوبي الرئيسي لقمعهم بعنف.

الواقع ان مجتمع المستوطنين هو مجتمع يحظى بالغزل. لا يمكن تفسير اخراج ستاف شبير من لجنة المالية، من قبل حزب العمل، دون ان نفهم عمق الغزل. هناك من يخطئون ويعتقدون انه في الديموقراطية تخلق البضاعة المسماة أصوات، فرصة متساوية لكل الفئات الاجتماعية، وليس فقط كي تحظى بالتمثيل في البرازيل، وانما ايضا كي تحصل على مخصصات المياه وغرف الحاسوب والارصفة والمجاري. ولكن الحقيقة هي ان الديموقراطية لا تغازل اصوات المستضعفين. فميري ريغف، مثلا، تدق العصي لـ"الاشكناز"، ولكنها ترقص فعلا "وتوسع" للمستوطنين. هكذا فعل ايضا داني دانون قبل ان يمثل إسرائيل في الأمم المتحدة، كون شيلي يحيموفيتش تدافع باسم الديموقراطية عن تعيين داني ديان في البرازيل لا يقول انها ستنشر غدا ملاحظة على صفحتها ضد شطب ترشيح حنين الزعبي. فالزعبي ليست سيدة محترمة ولم تكن ضابطة في الجيش.

اوباما يتحدث وبوتين يعمل.

يكتب بن درور يميني في "يديعوت احرونوت" ان اوباما القى امس، خطابا مثيرا في الجمعية العامة. انه قوي في الكلمات. لقد قال بأن القوة العسكرية فقط لن تحل المشكلة في سوريا، وعرض رؤية للمصالحة والاخوة. لقد طلب بشكل جيد من ايران عدم الصراخ "الموت لأمريكا"، لأن هذا لن يحقق لهم أماكن عمل، واعرب عن أمله بأن يحافظ من يتمنون موت امريكا على الاتفاق ويجعلوا العالم مكانا اكثر آمنا. هكذا بالضبط. لا شك ان المقصود انسان مؤمن.

في الوقت الذي يتحدث فيه اوباما، يقوم بوتين بالعمل. بعد شبه جزيرة القرم واوكرانيا، وصلت روسيا الى سوريا. الرئيس الروسي يقيم مسارا يضم ايران ونظام الأسد وحزب الله، والعالم الحر يقف على الحياد. في الواقع، هناك حتى بوادر دعم لبوتين. ربما ينجح بعمل شيء ضد الدولة الاسلامية لا يحلم العالم الحر حتى بعمله.

روسيا تعتبر قزم امام الولايات المتحدة. الناتج القومي للقوة العظمى سابقا يصل الى 2.1 تريليون دولار مقابل 2.6 لدى بريطانيا، و17.4 لدى الولايات المتحدة. لكنه لا يوجد أي معنى للقوة عندما لا تتوفر النية بتفعيلها. ليس المقصود التدخل العسكري فقط. عندما واجه حسني مبارك، احد الاصدقاء الراسخين للولايات المتحدة، ازمة داخلية، سارع اوباما للوقوف بالذات الى جانب المعارضين للنظام. وفي المواجهة بين الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي والاخوان المسلمين، وقف اوباما في الأساس الى جانب الاخوان، طبعا باسم الديموقراطية. لقد كانت رسالته الى زعماء العالم الثالث عامة، والعالم العربي خاصة، هي: لا تتوقعوا دعم الولايات المتحدة. بوتين يقف في هذا المكان كي يبث العكس الى العالم الثالث: انا ادعم حلفائي، وليس مهما ما الذي يفعلونه. التدقيق في الديموقراطية وحقوق الانسان تناسب الاتحاد الاوروبي والادارة الامريكية. لدي مصالح. وبعبارة اخرى، استخدام القوة القليلة يساوي اكثر بكثير من القوة الكبيرة التي لا ينوي احد استخدامها. ما هي قيمة بلطجي الحي اذا تبنى دور الشرنقة في الحي؟

معايير الولايات المتحدة مفهومة. بعد التورط في العراق وافغانستان، لا توجد لديها أي رغبة بدخول الوحل السوري. بوتين يستغل الفراغ، ولديه طموحات طويلة الأمد. دعمه لسوريا لا ينجم عن محبته للأسد وانما لأن جزء من الجمهورية الروسية، بما في ذلك داغستان والشيشان، يزود داعش بالمحاربين. بوتين يفهم ما لا يفهمه العالم الحر: من لا يحارب الجهاد خارج بيته، سيضطر الى محاربته داخل بيته. لن ينتظرهم، بل يخرج اليهم. هل ستنجح روسيا حيث فشلت الولايات المتحدة؟ هذا ستقرره الأيام.

بوتين يبث رسائل الى العالم كله. القضية في اوكرانيا لم تنته بعد ودول البلطيك ترتجف. انها لا تريد الانضمام بأي شكل الى التأثير الروسي. لكن قائد الناتو السابق، اندريس بوغراسموسين، سبق وحذر من ان روسيا قد تهاجمها. هذا كابوس بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي لا يستطيع الاتحاد حتى امام ازمة اللاجئين. وهذا الضعف من شأنه تشجيع بوتين.

بالنسبة لإسرائيل تعتبر ايران وداعش وجهين لقطعة عملة واحدة. ولذلك فان التدخل الروسي يثير علامات استفهام. طالما كان بوتين يقف في منتصف المسار، سيتم توجيه غالبية الجهود ضد داعش، ولكن بالنسبة لإيران وحزب الله فان إسرائيل كانت ولا تزال الهاجس. كان من المفضل ان يسود السلام والهدوء والتعايش في العراق وسوريا، لكن الطوباوية هي مسألة تخص البيت البيض. حاليا، الحرب لا تتوقف، وكل الضالعين فيها يستنزفون انفسهم، وحقنة القوة الروسية ستساهم فقط في صب الزيت على النار. ليس من الواضح ما اذا كان مسار بوتين سينجح على المدى الطويل بهزم الجهاد، لكن الواضح هو ان بوتين اوضح لقادة العالم بأنه لا يزال هناك زعيم قوي في المنطقة، واسمه ليس اوباما.

الشرق الاوسط: مطلوب اعادة التفكير

يكتب د. صليبا سرسر، وهو من مواليد القدس ونائب رئيس جامعة مونموث في نيوجرسي، في "يسرائيل هيوم" ان الشرق الاوسط المنهار، الذي يواجه المأساة والألم والتعاسة، هو نتاج مباشر للسيادة المفرطة، والتعصب الديني، والصراع بين السنة والشيعة والذي لا يعرف احد نهايته، والطائفية والقبلية والإرهاب. فرواسب الماضي التاريخية بين اللاعبين في المنطقة - على سبيل المثال، الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية وإيران وإسرائيل والفلسطينيين – تجد التعبير عن نفسها في الغزوات والحروب وغياب الأمن، وتدمير الحياة والممتلكات، فيما يتحول الملايين الى لاجئين ومشردين ويفقدون إنسانيتهم كما يحدث في هذه الأيام بالذات.

جميع هذه الأمور، التي لا يمكن العثور على العلاقة بينها، تحدث في وقت يتكامل فيه الاتفاق النووي مع إيران أمام أعيننا. يخطئ من يعتقد ان الحديث عن موضوعين مختلفين ومنفصلين عن بعضهما. في المنطقة كلها يديرون على ظهر دولة إسرائيل لعبة محصلتها صفر، في وقت يتم التعامل فيه مع انتصار احد الاطراف كهزيمة للطرف الآخر. لقد اختفت تماما الدبلوماسية والنوايا الحسنة والثقة المطلوبة جدا لصياغة حلول عملية لهذه القضايا التي يصعب حلها، ولخلق النظام والاستقرار والامن الاقليمي الدائم.

الصور القاسية للهاربين من ميادين القتل في العراق وافغانستان والباكستان واريتريا ونيجيريا – الدول التي يحكم فيها على الاطفال بحياة الرعب والملاحقة والقتل – تلاحق العالم الغربي الذي يدفع ضريبة شفوية. في سوريا قتل حتى اليوم اكثر من 220 الف شخص، نصفهم من المدنيين، وترك 11 مليون شخص بيوتهم وغادر اربعة ملايين منهم البلاد. لا تزال تترد في اذني كلمات لاجئ سوري صرخ امام كاميرا التلفزيون التركي: "انا مخلوق بشري، لست حيوانا"!

الرد العالمي على اعمال الذبح من قبل الجانبين – النظام السوري من جهة، وداعش والمتمردين من جهة اخرى، والذين اجتازوا منذ زمن كل الحدود الحمراء، خاصة عندما قاموا بتفعيل السلاح غير التقليدي – هو رد ضعيف وواهن حتى هذا اليوم. الأنظمة التي تعاني الفساد في سوريا والعراق لا تؤدي مهامها، والقوى العظمى، الاقليمية والعالمية، منشغلة في المشاحنات مع بعضها البعض، فيما يتدفق اللاجئون، الضحايا، على أبواب أوروبا في محاولة لإيجاد حياة طبيعية مع حد أدنى من الكرامة.

دور الولايات المتحدة في هذه المعادلة اكبر مما تنسبه الى نفسها. الاتفاق مع ايران الذي سيصبح حقيقة واقعة، هو حجر الاختبار لسلوك اكبر قوة عظمى في العالم حاليا. يمكنه ان يقربها من دول المنطقة وتحقيق تعاون افضل بينها وبين الدول المعتدلة كالسعودية او دول الخليج، بل وفتح ابواب ايران على العالم بشكل ينجح فيه مواطنوها بتغيير طابع النظام. عيون العالم تتطلع اليها.

ومن اجل تحقيق ذلك يجب على الولايات المتحدة ان توضح بشكل حاد للايرانيين بأنهم اذا لم ينفذوا المطلوب منهم في الاتفاق، فان القوى العظمى ستعمل ضدهم، سواء بتشديد العقوبات اكثر من الماضي، او بشن هجوم عسكري. وبعبارة اخرى: اذا لم تغير ايران من سلوكها ازاء إسرائيل والغرب، فستجد نفسها في المكان الذي تتواجد فيه سوريا او اليمن حاليا، ومصير مواطنيها سيكون مشابها.

شعوب الشرق الأوسط، مثل غيرهم من الشعوب، يستحقون سلطة تجيد العمل في اطار القانون والنظام. انهم يستحقون بيئة نقية من الارهاب والحرب وتسمح لهم بتحقيق ذاتهم واعالة اسرهم. انهم يستحقون بيئة خالية من النووي، تضمن امنهم وسلامتهم. في العالم الحديث لا وجود للمتطرفين من أي جانب، ولا للعسكرة والتعصب القومي والتدخل في شؤون دول اخرى. ربما تكون السياسة التي تعتمد على القوة العسكرية حيوية، ولكن السياسية التي تقوم على القيم الانسانية تعتبر اكثر حيوية. يجب على العاب النتيجة صفر ان تخلي مكانها لألعاب  win-winالتي تنتصر فيها كل الاطراف. ومن اجل تحقيق ذلك هناك حاجة الى خطوات لبناء الثقة. السلام العالمي سيتحقق فقط اذا اعدننا انفسنا لاستقباله.

التعليـــقات