رئيس التحرير: طلعت علوي

مبيعات التمور في السعودية تتجاوز مليار دولار خلال 2015

السبت | 26/09/2015 - 12:17 مساءاً
مبيعات التمور في السعودية تتجاوز مليار دولار خلال 2015

 

حققت مهرجانات التمور في السوق السعودي نجاحا كبيرا هذا العام، فاق كل السنوات الماضية، خاصة في بريدة وعنيزة والإحساء، وتجاوزت مبيعاتها 3.73 مليارات ريال في أقل من شهرين (نحو 1 مليار دولار)، حسب إحصائيات المسؤولين في المهرجانات.

وكان الأكثر نجاحا مهرجان بريدة، الذي يعد أكبر سوق للتمور حول العالم، بعد أن حقق أرقاماً قياسية في حجم المبيعات، وبلغ حجم التداولات والصفقات التي نفذت بين المزارعين وتجار التمور والمستهلكين نحو مليارَي ريال (533 مليون دولار)، داخل ساحات البيع في (مدينة التمور) ونوافذ التسويق المحيطة بها.

وكشف الرئيس التنفيذي للمهرجان، عبدالعزيز المهوس، أن سوق تمور بريدة حقق مبيعات تقدر بملياري ريال منها 1.2 مليار داخل المهرجان خلال الـ40 يوماً من انطلاق موسم جني التمور وبيعه في صفقات تجارية بين المزارعين والتجار والمستهلكين داخل مدينة التمور، وأوضح في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن ذلك خلاف ما يباع خارج أسوار المدينة من المزارع إلى التجار أو المصانع مباشرة، وقال المهوس:"انتهت فعاليات المهرجان، ولكن مبيعات التمور ما زالت مستمرة، والمستهلك والمزارع والتجار يتداولون أصنافها في الأسواق".

قنوات تسويقية

وشدّد المهوس على أهمية مثل هذه المهرجانات اقتصاديا، معتبرا أن تلك الأهمية :"لا تنتهي بانتهاء المهرجان أو اختتام فعالياته، لكونه يعد سوقاً اقتصادياً ورافداً مهماً في السعودية، كما يهيئ قنوات تسويقية متميزة لعدد من المزارعين وتجار التمور والشباب، لتحقيق عوائد مالية ضخمة لهم".

وأكد المهوس أن هناك زيادة في الإشغالات في الشقق المفروشة والفنادق من زائري المهرجان من المناطق البعيدة، وتم بيع أكثر من 50 ألف طن من التمور (السكري) نقلت بـ69.917 سيارة، داخل 14.869.212 عبوة كرتونية.

ولا يقتصر مهرجان التمور في بريدة، التي تعتبر عاصمة التمور في الخليج، على البيع فقط، بل يمثل المهرجان حدثا اقتصادية واجتماعيا مُهمّاً يستقطب آلافا من المتسوقين والزوار من داخل السعودية ودول الخليج، ويصل للسوق نحو 40%، من إجمالي الإنتاج وهو يعتبر المهرجان الأكبر في الخليج، ويوفر فرص عمل لأكثر من 2000 وظيفة.

ويؤكد رئيس اللجنة الاستشارية للمهرجان، إبراهيم الربدي، لـ"العربي الجديد"، على أن المهرجان أصبح كرنفالا سياحيا اجتماعيا يخدم جميع فئات المجتمع بكل أطيافه، ويقول: "في كل عام، يخرج لنا سنويا جيل من الشباب الواعي والمنتج والمتفاعل مع بيئته المحلية بتجارته في التمور".

وخلافاً لبيع التمور، ضم المهرجان متحفاً ضخماً احتوى على أكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية من المنطقة، إضافة لمتجر للهدايا، وخيمة ضخمة للزوار.

ونجحت إدارة المهرجان في تعزيز تصديرها لدول العالم، كأوروبا وآسيا وأفريقيا، وأكد المستثمر في مجال التمور، عمر الحمدو، لـ"العربي الجديد"، على أن مدينة التمور ببريدة مثالية ومتكاملة وتمتاز بوفرة التمور وجودتها وتنوعها، كاشفا عن أن :"تمور بريدة يزداد الطلب عليها في الدول الأوروبية بشكل لافت، كونها ذات جودة عالية ، وأنه يتم التصدير لأكثر من 23 دولة حول العالم في أوروبا وآسيا وأفريقيا والمنطقة العربية".

أكثر من مهرجان

على بعد أقل من عشرين كيلومتراً من موقع مهرجان بريدة، تتواصل فعاليات مهرجان عنيزة للتمور، في دورته الحادية عشرة، وهو المنافس الأول لمهرجان بريدة، خاصة وأنهما يقدمان النوع ذاته من التمور، وهو أيضا يحظى بمتابعة كبيرة من التجار، ويضم أيضا مَعارضَ مصاحبة وفعاليات كثيرة.

وأكدت لجنة الإحصاء في مهرجان تمور عنيزة العاشر على أن مبيعات التمور في السوق ارتفعت بشكل سريع، وبلغت كمية المبيعات اليومية 400 طن، فيما بلغ عدد زوار السوق أكثر من 270 زائرا في الفترة الصباحية فقط، وبلغ متوسط البيع للكيلو غرام الواحد 19 ريالا لصنف (السكري)، و13ريالا لـ (الخلاص) و(الصقعي)، و 6 ريالات للأنواع الأخرى، وبحسب لجنة الإحصاء بلغت حركة البيع والشراء يوميا معدل 31 عملية بيع في الدقيقة الواحدة، يقوم بها 53 دلاّلاً (وسيطاً)، و61 تاجرَ تجزئة يعملون في سوق عنيزة للتمور.

وكشف مدير المهرجان التنفيذي، هزاع الثبيتي، عن أنه تم بيع أكثر من 128 مليون عبوة زنة 448 مليون كيلو، ويقول لـ"العربي الجديد": "يتم يوميا بيع 320 ألف عبوة من مختلف أنواع التمور، يأتي في مقدمتها نوع (السكري) بمختلف أنواعه ودرجاته الذي نسبته 80% من الحجم الكلي من السوق، بينما يأتي نوعا (البرحي) و(الخلاص) ثانياً".

وتجاوزت مبيعات المهرجان أكثر من 1.1 مليار ريال منها 900 مليار داخل أسوار المهرجان، وكان يمكن أن يحقق أرقاما أكبر، لولا أنه كان يقام في ذات توقيت مهرجان بريدة الأكبر.


وليس ببعيد عن عنيزة وبريدة، يواصل مهرجان تمور محافظة الرياض، انتعاشه بمبيعاتٍ تجاوزت 20 مليون ريال (5.3 ملايين دولار )، وعددٍ كبيرٍ من البرامج الشاملة والمتنوعة، وفي مقدمتها الأسر المنتجة والسواني ومسرح الطفل والديوانية والحِرف اليدوية.

وفي البكيرية بلغت حجم المبيعات بمهرجان تمور البكيرية الصغير الـ36، الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية وبلدية البكيرية، أكثر من 15 مليون ريال.

تمور الإحساء

في الإحساء، حقق مهرجان الإحساء للنخيل والتمور، الذي كان تحت مسمى (للتمور وطن 2015) أعلى قيمة شرائية لصنف (الشيسي) بـ 5 آلاف ريال للمنّ (240 كليوغراماً) ، فيما وصلت صفقة أخرى لصنف (الخلاص) 9200 ريال، ولكن الصفقة القياسية كانت بيع صنف (منّ) فاخر بسعر 22 ألف ريال (بسعر 91 ريالاً للكيلو الواحد)، وقال شيخ الدلالين، عبدالله المكينة، إن أهم ما ميز المهرجان هذا العام جذب الكثير من الشباب والدلالين.

وتجاوزت مبيعات المهرجان أكثر من 800 ألف ريال يوميا، في أيامه الأولى (232 ألف دولار)، وتضاعفت في الأيام الأخيرة، بقيمة إجمالية أكثر 60 مليون ريال.

وأكد المكينة على أن المبيعات المتوقعة للمهرجان ستتجاوز الـ 600 مليون ريال، وأضاف :"عادة ما يكون السوق أكبر بعد العيد، خاصة وأن المهرجان يعتبر الأطول في السعودية ويستمر لثلاثة أشهر"، وتابع :"ترتفع المبيعات بعد توقف مهرجانات التمور في القصيم، وتتجه الأنظار للأحساء".

©مباشر

التعليـــقات