رئيس التحرير: طلعت علوي

تقرير الاقتصاد العالمي - الدولار يتراجع وسط توقعات بتأخر رفع أسعار الفائدة بسبب القلق حيال النمو العالمي

الإثنين | 14/09/2015 - 09:07 صباحاً
تقرير الاقتصاد العالمي - الدولار يتراجع وسط توقعات بتأخر رفع أسعار الفائدة بسبب القلق حيال النمو العالمي


الولايات المتحدة الأميركية
الدولار الأميركي يتراجع مقابل معظم العملات الرئيسية
تراجع الدولار الأميركي مقابل معظم العملات الرئيسية، إذ أدت بيانات التضخم الأميركية المخيبة للآمال، إضافة إلى القلق حيال النمو العالمي، إلى خفض توقعات السوق برفع أسعار الفائدة في سبتمبر.  وازداد عدم اليقين بشأن قرار مجلس الاحتياط الفدرالي رغم التقدم القوي الذي حققه الاقتصاد الأميركي، وذلك بسبب التقلبات الأخيرة في الأسهم العالمية، والقلق بشأن تباطؤ النمو في الصين، وإجراءات البنوك المركزية لدعم اقتصاداتها.

وارتفع الدولار الأميركي بداية مع إشارة تعليقات وزارة المالية الصينية إلى أنها ستطبق إجراءات جديدة لتحفيز النمو الاقتصادي.  ولكن ارتفاع الدولار لم يطل، إذ سجلت بيانات أسعار الواردات تراجعا هو الأكبر منذ 7 أشهر، ما يشير إلى أن التضخم تحت السيطرة.  وبدأ الدولار الأميركي الأسبوع عند 96.229، وانخفض إلى أدنى مستوى له عند 95.115 عقب صدور بيانات التضخم الضعيفة يوم الجمعة.  وأغلق الدولار الأسبوع عند 95.184.

واستمر اليورو بالاستفادة من وضعه المكتسب أخيرا كعملة آمنة، إذ دفع القلق حيال النمو العالمي المستثمرين لشراء اليورو.  وبدأ اليورو الأسبوع عند 1.1149، وبلغ أعلى مستوى له عند 1.1350وسط بيانات صينية مخيبة للآمال.  وأنهى اليورو الأسبوع عند مستوى 1.1338.

وكان أداء الجنيه الإسترليني في الأسبوع الماضي متقلبا مقابل الدولار.  فقد ارتفع الجنيه إلى أعلى مستوى له منذ أسبوعين بعد أن أبقى بنك إنكلترا سياسته النقدية على حالها وقال إن الاضطراب الأخير الذي شهده السوق فيما يتعلق بتباطؤ الصين لم يغير النظرة بأن الوقت لرفع أسعار الفائدة يقترب.  وساعدت هذه التعليقات على ارتفاع الجنيه حتى مع صدور بيانات مخيبة للآمال في الأسبوع الماضي من قطاعي التصنيع والتجارة.  وبدأ الجنيه الأسبوع عند 1.5170، ليصل إلى أعلى مستوى له عند 1.5476 وينهي الأسبوع عند مستوى 1.5429.

وانخفض الين الياباني بشكل كبير مقابل الدولار الأميركي في الأسبوع الماضي وسط تكهنات بأن بنك اليابان سيوسّع سياسته الخاصة بالتسهيل النقدي في بداية الشهر القادم.  وتراجع الين بعد أن قال عضو البرلمان كوزو ياماموتو، الذي كان مستشار رئيس الوزراء شينزو آبي للسياسة الاقتصادية، أن على بنك اليابان أن يزيد من شرائه السنوي للأصول بمقدار 10 تريليون ين على الأقل.  وسيكون اجتماع البنك المركزي في أكتوبر "فرصة جيدة" للمزيد من التسهيل.  وبدأ الدولار الأميركي الأسبوع مقابل الين عند 118.99، ليرتفع بعدها تدريجيا إلى أعلى مستوى له يوم الخميس عند 121.33.  وتمكن الين من تعويض بعض خسائره مع تراجع الدولار مقابل كافة العملات وسط انخفاض التوقعات برفع مجلس الاحتياط الفدرالي لأسعار الفائدة، ويغلق الأسبوع عند 120.59.


سوق العمل تواصل تحسنها
انخفض عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات أولية للبطالة في الأسبوع الماضي، تماشيا مع توقعات السوق ومع تحسن سوق العمل.  فقد انخفض عدد الأشخاص المتقدمين بطلبات أولية لإعانة البطالة في الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر بمقدار 6,000، لينخفض من 281,00 في الأسبوع الماضي إلى 275,000 بعد التعديل الموسمي.  وبقيت طلبات البطالة للمرة الأولى دون مستوى 300,000 لسبعة وعشرين أسبوعا على التوالي، وهو المستوى المرتبط بسوق عمل قوي.

وارتفع بشكل مماثل عدد الوظائف في يوليو، متجاوزا توقعات المحللين ليصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق.  وارتفع عدد الوظائف إلى 5.75 مليونا في يوليو، وذلك بحسب تقرير المكتب الأميركي لإحصاءات العمل، وهو مقياس للوظائف وحجم سوق العمل في الولايات المتحدة.  وكان السوق يتوقع أن يرتفع عدد الوظائف الجديدة من 5.32 في يونيو إلى 5.29 في يوليو.  وكان عدد الوظائف الجديدة في يوليو هو الأعلى منذ بدء صدور هذا التقرير في ديسمبر 2000، متجاوزا الرقم السابق البالغ 5.4 مليون وظيفة جديدة في مايو.


أكبر تراجع لأسعار الواردات منذ سبعة أشهر
سجلت أسعار الواردات الأميركية في أغسطس تراجعها الأكبر منذ سبعة أشهر، إذ انخفض سعر البترول ومجموعة من السلع، ما يشير إلى أن ارتفاع الدولار وتراجع الطلب العالمي استمرا في وضع ضعط لخفض التضخم المستورد.  وأفادت وزارة العمل  أن أسعار الواردات انخفضت بنسبة %1.8 الشهر الماضي، وهو الانخفاض الأكبر منذ يناير، بعد تراجع غير معدل في يوليو نسبته %0.9.  وقد تراجعت أسعار الواردات الآن في 12 من أصل 14 شهرا الأخيرة.


مؤشر سعر المنتج
بقيت أسعار الجملة الأميركية بحسب مؤشر سعر المنتج على حالها في أغسطس.  ولكن أسعار الوقود استمرت بالتراجع تماشيا مع ضعف أسعار النفط الخام.  وبقي مؤشر سعر المنتج في أغسطس على حاله بعد أن ارتفع بنسبة %0.2 في يوليو، فيما كانت الأسواق تتوقع أن تنكمش الأسعار بنسبة %0.1.  وارتفع سعر المواد الغذائية بنسبة %0.3، وانخفضت أسعار الطاقة بنسبة %3.3 والبنزين بنسبة %7.7، وهو الانخفاض الأكبر منذ يناير.  وارتفع مؤشر سعر المنتج الأساس، الذي يستثني سعر الغذاء والطاقة، بنسبة %0.3، متجاوزا التوقعات بارتفاع نسبته %0.1.


ثقة المستهلك بحسب مؤشر جامعة ميشيغان
تراجعت ثقة المستهلك في سبتمبر إلى أدنى مستوى لها منذ سنة مع توقع الأميركيين تراجع الاقتصاد في مواجهة تباطؤ عالمي وأسواق مالية مضطربة.  فقد تراجع المؤشر المبدئي لجامعة ميشيغان من 91.9 في أغسطس إلى 85.7، وهو التراجع الأكبر لشهر واحد منذ نهاية 2012.  وكان قطاع العائلات أقل حماسا بشأن النمو المستقبلي في التوظيف والأجور من أشهر قليلة مضت، إذ أفاد %73 من المستطلعين أنهم سمعوا أخبارا عن تطورات اقتصادية سلبية.


أوروبا والمملكة المتحدة
بنك إنكلترا يقرّ بالمخاطر ولكنه يتوقع استمرار الانتعاش
صوّت واضعو سياسة بنك إنكلترا 8 – 1 لصالح إبقاء أسعار الفائدة على حالها عند نسبة متدنية قياسية تبلغ %0.5 في الأسبوع الماضي، وقالوا إنه من المبكر تقرير ما إذا كان الاضطراب في الأسواق الذي سببته الصين سيؤثر على انتعاش الاقتصاد.  وقال البنك المركزي إنه يتوقع أن يحافظ الاقتصاد البريطاني على نموه الصحي.  ورأى بعض الأعضاء خطرا من ارتفاع التضخم بشكل أسرع من المتوقع، رغم أن تحسن الإنتاجية كان يعوض عن تأثير ارتفاع الأجور.  ويأتي قرار البنك بعد شهر من التراجع الحاد في أسواق الأسهم العالمية، بسبب الاضطراب المالي في الصين، وبعض الإشارات الأخيرة إلى تراجع الانتعاش الاقتصادي البريطاني.


تراجع التصنيع البريطاني
إنخفض الإنتاج التصنيعي البريطاني بشكل غير متوقع في يوليو، فيما انخفض الإنتاج الصناعي أيضا، ما أدى إلى تراجع التفاؤل حيال المستقبل الاقتصادي للبلاد.  وقال المكتب البريطاني للإحصاءات الوطنية في تقرير له إن الإنتاج التصنيعي انخفض في يوليو بنسبة معدلة موسميا تبلغ %0.8، مخيبا التوقعات بارتفاع نسبته %0.2، وبعد أن ارتفع بنسبة %0.2 في الشهر السابق.  وتراجع التصنيع مقارنة بسنة مضت بنسبة %0.5، أي أسوأ من التوقعات بارتفاع نسبته %0.5.  وأظهر التقرير أيضا أن الإنتاج الصناعي تراجع في يوليو بنسبة معدلة موسميا تبلغ %0.4، مقابل توقعات بارتفاع نسبته %0.1، بعد تراجع نسبته %0.4 في الشهر السابق.


ارتفاع العجز التجاري في السلع البريطانية
ارتفع العجز التجاري في السلع البريطانية بأكثر مما كان متوقعا في يوليو.  فقد قال المكتب البريطاني للإحصاءات الوطنية في تقرير له إن العجز التجاري في السلع ارتفع من 8.51 بليون جنيه في يونيو إلى 11.08 بليون جنيه بعد التعديل الموسمي.  وكان الاقتصاديون قد توقعوا أن يزداد العجز التجاري في السلع إلى 9.5 بليون جنيه في يوليو.  وانخفضت الصادرات بمقدار 2.3 بليون جنيه لتصل إلى 22.8 بليونا، وهو الرقم الأدنى منذ سبتمبر 2010.  وفي الوقت نفسه ازدادت واردات السلع بمقدار 0.3 بليون جنيه لتصل إلى 33.9 بليون جنيه في الفترة نفسها


الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو
نما اقتصاد منطقة اليورو بأكثر مما أفيد بداية في الربع الثاني، وذلك بسبب ارتفاع حاد في الصادرات والإنفاق الاستهلاكي.  فقد قال مكتب إحصاءات منطقة اليورو في لوكسمبرغ الأسبوع الماضي إن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة %0.4 في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو بعد أن ارتفع بنسبة %0.5 في الربع الأول بعد التعديل.  وارتفع استهلاك قطاع العائلات بنسبة %0.4


آسيا وأستراليا
الاقتصاد الياباني ينكمش بأقل مما كان متوقعا
أظهرت البيانات بعد المراجعة أن الاقتصاد الياباني انكمش بأقل مما كان متوقعا في الربع الثاني، رغم أن المصروفات الرأسمالية تراجعت بأكثر مما كان متوقعا أصلا، ليبقى واضعو السياسة تحت الضغط للقيام بالمزيد من أجل تنشيط الانتعاش الهش.  ويتوقع المحللون أن يكون أي انتعاش في نمو الفترة من يوليو إلى سبتمبر ضعيفا، إذ تراجع إنتاج المصانع بشكل غير متوقع في يوليو، وكان من نتيجة التباطؤ في الصين أن تراجعت احتمالات الانتعاش القوي في الصادرات.  وانكمش ثالث أكبر اقتصاد في العالم بنسبة معدلة سنويا بلغت %1.2 في الفترة من أبريل إلى يونيو، أي بأقل من التوقع الأولي بانكماش نسبته %1.6.


تراجع الواردات الصينية بأكثر من المتوقع
تراجعت الصادرات الصينية في أغسطس، ما يشير إلى طلب ضعيف في مناطق مثل أوروبا ويزيد من الضغوطات على النمو التي تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم.  فقد انخفضت الصادرات بنسبة %5.5 عن سنة مضت، أي أعلى بقليل من التوقع المتوسط للاقتصاديين البالغ تراجعه %6.6 وأفضل من التراجع السابق البالغة نسبته %8.3 في يوليو.   وتراجعت الواردات من %8.1 إلى %13.8، ليصل الفائض التجاري إلى 60.2 بليون جنيه.  وتشير البيانات إلى الطلب الفاتر حول العالم وتراجع الأسعار للمصانع الصينية وشحنها إلى الخارج.  وتتضمن الخطوات لتحفيز النمو خمس تخفيضات لأسعار الفائدة منذ نوفمبر وخفض البنك المركزي غير المتوقع لقيمة اليوان الشهر الماضي.


تباين سعر المستهلك وسعر المنتج يشكل تحديا للبنك المركزي الصيني
ارتفع مؤشر سعر المستهلك بنسبة %2 في أغسطس عن سنة مضت، مقارنة بالنسبة المتوقعة في السوق والبالغة %1.8.  وانخفض مؤشر سعر المنتج بنسبة %5.9، ليسجل الشهر 42 من الانخفاض.  ويعقّد التباين في السعر توقع السياسة بالنسبة للبنك المركزي الصيني.  ويعتبر مؤشر سعر المستهلك الآن أعلى من السعر الإسنادي على الودائع لمدة سنة، ما يضر بأسعار الفائدة الحقيقية بالنسبة للمدّخرين.  وفي الوقت نفسه، يرفع الانكماش في المصانع أسعار الاقتراض الحقيقي للقطاع الصناعي.


بيانات توظيف أقوى من المتوقع في أستراليا
أظهرت بيانات رسمية الأسبوع الماضي أن التغير في التوظيف الأسترالي ارتفع بأكثر مما كان متوقعا في الشهر الماضي.  وقال المكتب الأسترالي للإحصاءات إن التغير في التوظيف الأسترالي ارتفع بعد التعديل الموسمي إلى 17.4 ألفا.  وفي الوقت نفسه كان المحللون قد توقعوا أن يرتفع التغير في التوظيف الأسترالي بمقدار 5.0 ألفا.  وانخفض معدل البطالة بشكل مماثل من %6.3 إلى %6.2، متماشيا بذلك مع التوقعات.

التعليـــقات