رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 أيلول 2015

الخميس | 10/09/2015 - 09:50 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 أيلول 2015

 

النائب العام يقرر توجيهات جديدة لتشديد العقوبة ضد راشقي الحجارة، في صلبها الاعتقال حتى انتهاء الاجراءات حتى ضد الاطفال!!

ذكرت صحيفة "هآرتس" ان النائب العام للدولة، شاي نيتسان، نشر صباح امس (الاربعاء) توجيهات جديدة لتطبيق القانون ضد راشقي الحجارة، في مقدمتها توجيه الشرطة الى طلب اعتقال المشبوه حتى انتهاء الاجراءات القانونية ضده، دون أي اعتبار لجيله. وتبنى نيتسان بذلك، بشكل رسمي، السياسة التي تتبناها نيابة لواء القدس، والتي تقوم في كل حالة يتم خلالها تقديم لائحة اتهام بطلب اعتقال المشبوه حتى انتهاء الاجراءات ضده.

ويسري هذا القانون ايضا على الاطفال من جيل 12 عاما وما فوق. كما حدد نيتسان انه يجب فحص امكانية طلب فرض الاعتقال الفعلي وفرض غرامات مالية حتى في الحالات التي امتنعت النيابة عن اللجوء الى ذلك سابقا. ووفقا للتوجيهات فانه في كل حالة يتم فيها رشق الحجارة على السيارات يجب طلب تمديد الاعتقال حتى انتهاء الاجراءات، وذلك بعد ان دخل حيز النفاذ قبل شهر ونصف قانون يعتبر رشق الحجارة على السيارات مخالفة جنائية.

ويميز النائب العام في التوجيهات التي نشرها بين درجتي عقوبة جديدة. الاولى فرض عقوبة السجن حتى عشر سنوات على من يرشق حجرا او اداة ما بشكل يمكن ان تسبب خطرا على السيارة او من يجاورها، ولكن ليس في ظروف تسبب الخطر الملموس للسيارة او ركابها. وتسري هذه العقوبة، مثلا، على رشق الحجارة على القطار الخفيف في القدس.

اما الدرجة الثانية والاشد خطورة والتي يمكن ان تصل العقوبة عليها الى 20 سنة سجن، فتتعلق بمن يرشق حجرا بهدف الاصابة وكان يمكنه التقدير بشكل عال بأنه سيتسبب بإصابة للبشر.

يشار الى ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعلن، قبل اسبوع، سياسة "صفر من التسامح ازاء راشقي الحجارة ومنفذي الارهاب". وحسب معطيات الشرطة فقد طرأ ارتفاع بعشرات النسب المئوية على رشق الحجارة خلال السنة والنصف سنة المنصرمتين. ويؤكد نيتسان في توجيهاته انه في فترات التوتر المتزايد يجب التشديد من سياسة الاعتقالات والعقاب.

الى ذلك مددت محكمة الصلح في القدس، امس، اعتقال قاصرين تقل اعمارهما عن 13 سنة، بشبهة رشق الحجارة الليلة قبل الماضية على سيارة. وكانت الشرطة قد اعتقلت القاصرين، وهما من العيسوية، مع طفل اخر تبين ان عمره 11 عاما. وحسب ادعاء الشرطة فقد تم اعتقالهم وهم يحملون الحجارة في ايديهم، وبعد ان تمكنوا من رشق حجارة على سيارات مسافرة على شارع القدس – معاليه أدوميم. وقرر القاضي التجاوب مع طلب الشرطة ومدد اعتقال القاصرين لمدة 12 ساعة لاستكمال التحقيق.

السجن المؤبد لمواطن من عبلين ادين بقتل اسرائيلية

ذكرت "هآرتس" ان المحكمة المركزية في الناصرة، أدانت امس (الاربعاء) بالإجماع، المواطن حسين خليفة، من قرية عبلين، بقتل الشابة شيلي دادون عمدا في ايار 2014. وحكم على حسين بالسجن المؤبد ودفع تعويضات قيمتها 258 الف شيكل لكل واحد من والدي الشابة.

يشار الى ان الناطقة بلسان المحكمة وزعت على الصحفيين قرار الحكم قبل انعقاد جلسة المحكمة، امس، وقبل سماع خليفة للقرار من القضاة. وكان خليفة قد نفى في بداية الجلسة انه قتل دادون او يعرفها، وكرر الادعاء بأنه تم انتزاع الاعتراف منه بالقوة.

ارتفاع كبير في عدد المواطنين الذين اعتقلهم الشاباك خلال النصف الاول من هذه السنة

كتبت "يديعوت احرونوت" ان جهاز الشاباك اعلن بأنه طرأ في النصف الاول من العام الجاري، 2015، ارتفاع كبير في عدد المواطنين الاسرائيليين، العرب واليهود، الذين اعتقلوا بشبهة ارتكاب مخالفات امنية. ومن بين كافة المعتقلين لم يتم عرض خمسة فقط امام المحكمة، خلال 48 ساعة.

يشار الى ان القانون يحدد بأنه يجب على الشرطة والشاباك احضار المعتقلين الى المحكمة خلال 48 ساعة منذ اعتقالهم، لكنه يمنح الشاباك امكانية عدم احضار معتقل ما الى المحكمة خلال هذه الفترة اذا كان التحقيق يحتم ذلك.

ويستدل من التقرير الذي قدمه الشاباك الى لجنة القانون في الكنيست انه اعتقل خلال النصف الاول من العام الجاري 165 اسرائيليا بشبهات الارهاب او تقديم المساعدة للإرهاب، وتم عرض 160 منهم امام قاض خلال 48 ساعة، بينما تم احضار ثلاثة الى المحكمة بعد يومين او ثلاثة، فيما تم عرض الآخرين امام القاضي خلال 30 -42 يوما.

ويتبين من المعطيات انه طرأ ارتفاع كبير في عدد المعتقلين على ايدي الشاباك مقارنة بالسنوات الماضية. ففي الفترة ذاتها من العام 2014 اعتقل الشاباك 58 شخصا، ولم يتم تقديم اثنين فقط الى المحكمة خلال 48 ساعة. واما في النصف الاول من عام 2013 فقد تم اعتقال 76 مواطنا، وتأخير تقديم ثلاثة منهم الى المحكمة خلال 48 ساعة، فيما تم تقديم اثنين اخرين الى المحكمة بعد 30 يوما، وآخر بعد 35 يوما. ويستخدم الشاباك تأخير احضار المعتقلين الى المحكمة لممارسة الضغط الجسدي عليهم او لمواصلة التحقيق واعتقال مشبوهين آخرين.

تدشين سفارة اسرائيل في القاهرة

كتبت "هآرتس" انه بعد اربع سنوات من مهاجمة الشبان المصريين للسفارة الاسرائيلية في القاهرة، تم يوم امس (الاربعاء) افتتاح السفارة من جديد، بحضور وفد منخفض المستوى من الخارجية المصرية. وكانت السفارة الإسرائيلية قد عملت في السنوات السابقة داخل بيت السفير الاسرائيلي، لأسباب أمنية، وكان النشاط الدبلوماسي الاسرائيلي مقلصا في العاصمة المصرية، بل تم شله خلال فترات معينة.

وعلى مدار عدة سنوات حاولت اسرائيل العثور على بناية بديلة للسفارة واجرت اتصالات بهذا الشأن مع الحكومة المصرية للعثور على مبنى واتخاذ تدابير امنية لحراسته، لكن المطالب الامنية المتشددة للشاباك تسببت بعدم ايجاد المبنى البديل. وخلال حفل تدشين السفارة في منزل السفير، امس، شارك وفد من الخارجية الإسرائيلية برئاسة المدير العام دوري غولد، والموظفين في السفارة والسفير كورن. لكن الحكومة المصرية لم ترسل مسؤولا كبيرا لحضور الحفل، ومثلها فيه نائب رئيس قسم المراسم في وزارة الخارجية المصرية.

ورحبت نائب وزير الخارجية الإسرائيلية تسيفي حوطوفيلي، بتدشين السفارة، وقالت: "توجد مصالح مشتركة بيننا وبين مصر خاصة في الوقت الذي تحمل فيه المتغيرات الاقليمية فرص توثيق العلاقات مع دول في المنطقة وفي مقدمتها مصر، وانا متأكدة من ان السفارة الجديدة ستعزز العلاقات بين البلدين واتمنى لها النجاح في مهامها الهامة".

يعلون: نعرف من قتل عائلة دوابشة ونمتنع عن تقديم لائحة اتهام!!

تكشف صحيفة "هآرتس" تصريحا بالغ الخطورة لوزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون، يعترف فيه بأن الجهاز الامني يعرف من هو المسؤول عن العملية التي تم خلالها احراق منزل عائلة دوابشة في دوما، لكنه يمتنع عن تقديمه الى المحاكمة، كي لا يكشف مصادر استخبارية في المحكمة! وقالت الصحيفة ان يعلون ادلى بهذا التصريح لقاء مغلق مع شبيبة الليكود في تل ابيب، امس.

وتم احراق منزل عائلة دوابشة في نهاية تموز الماضي، واسفر الحريق عن مقتل الرضيع علي (1.5 سنة) واصابة والديه وشقيقه بحروق بالغة، توفي على اثرها الوالد سعد، بعد اسبوع، ومن ثم الام ريهام، بعد خمسة أسابيع، فيما استيقظ الطفل احمد من غيبوبته وبدأ مؤخرا بالاتصال مع محيطه. وهو الناجي الوحيد من ابناء الأسرة.

وتم كتابة شعارات باللغة العبرية ورسم نجمة داوود الحمراء على منزل عائلة دوابشة ومنزل مجاور قبل احراقهما. وقال شاهد عيان انه شاهد اربعة اشخاص يهربون باتجاه مستوطنة "معالية افرايم". ووصف الجيش الحادث بأنه ارهاب يهودي. وبعد وفاة ريهام، هذا الأسبوع، قال ابناء عائلتها انهم لم يتسلموا أي معلومات حول تطورات التحقيق.

اخراج المرابطين والمرابطات في الاقصى عن القانون!

ذكرت "هآرتس" ان وزير الأمن موشيه يعلون، اعلن امس، عن اخراج مجموعتي "المرابطين" و"المرابطات" في الحرم القدسي عن القانون، واعتبارهما تنظيمين غير مشروعين. وقال مكتب يعلون ان القرار صدر بتوصية من جهاز الشاباك الاسرائيلي والشرطة، وصودق عليه من قبل المستشار القضائي للحكومة.

ويعني هذا القرار ان كل من سيشارك في أي نشاط لهاتين المجموعتين او يدعمهما او يقوم بتمويلهما فانه سيعرض نفسه للمحاكمة. يشار الى ان الجناح الشمالي للحركة الاسلامية قام بتشكيل هاتين المجموعتين للرباط في الحرم القدسي، ويقوم افرادهما بمضايقة اليهود الذين يدخلون الى الحرم.

وتدعي السلطات ان نشطاء هذين التنظيمين يحصلون على رواتب شهرية يصل جزء منها من دول الخليج. ويقوم التنظيمين بتفعيل سفريات لنقل المواطنين العرب من الجليل والمثلث والنقب الى الحرم القدسي، وينضم اليهم هناك نشطاء فلسطينيين من القدس الشرقية. ويقوم هؤلاء باعتراض دخول اليهود الى الحرم والدخول في مواجهات معهم.

وحسب ادعاء مكتب وزير الأمن فان "هذا الاجراء حيوي في سبيل حماية أمن الدولة وسلامة الجمهور والنظام العام"!

يشار الى ان الشاباك والشرطة اغلقا في كانون الثاني الماضي مكاتب جمعيات اقيمت لتمويل المرابطين في الحرم القدسي، وفي الشهر الماضي طلب وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، من وزير الأمن يعلون، اصدار امر بحظر هاتين المجموعتين. وبالإضافة الى ذلك بدأت الشرطة مؤخرا بمنع دخول النساء المسلمات الى الحرم القدسي قبل الساعة 11 صباحا. وبعد هذه الساعة يتم اجبارهن على ايداع بطاقات الهوية لدى الشرطة قبل الدخول.

المحكمة تمهل الدولة 90 يوما لتفسير سبب قرارها هدم قرية زنوطة دون توفير حل اسكاني بديل

كتبت صحيفة "هآرتس" انه ساد بين سكان خربة زنوطة في جنوب – غرب الضفة الغربية، الاسبوع الماضي، الأمل بأن لا يتم اقتلاعهم من قريتهم وهدمها، بعد تجاوب المحكمة العليا مع طلب جمعية حقوق المواطن التي تمثلهم، وقيامها بإصدار امر احترازي يمهل الدولة 90 يوما لتفسير سبب نيتها هدم القرية دون توفير حل اسكاني بديل لسكانها. ويعتبر موقف المحكمة هذا مثيرا للاهتمام خاصة في ضوء ارتفاع عدد اوامر الهدم التي نفذتها الادارة المدنية في البلدات الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة، دون ان يتم توفير مساكن بديلة للسكان.

وكانت الادارة المدنية قد اصدرت في 2007 اوامر بهدم 15 منزلا في القرية، بادعاء البناء غير القانوني. وترفض إسرائيل اعداد خرائط هيكلية للعديد من البلدات الفلسطينية، من امثال زنوطة، رغم انها قائمة قبل احتلال الضفة الغربية، واحيانا قبل قيام إسرائيل. ويمنع هذا الرفض السكان من الحصول على تراخيص بالبناء. وتعيش في قرية زنوطة 27 عائلة تعتمد في معيشتها على رعاية الاغنام والزراعة للاكتفاء الذاتي.

وكان السكان يعيشون حتى الثمانينيات داخل المغارات الطبيعية، لكن المغارات بدأت بالانهيار فاضطر السكان الى بناء خيام واكواخ بالقرب منها، فأصدرت اسرائيل اوامر بهدمها. وفي حينه التمست جمعية حقوق المواطن الى المحكمة العليا وطلبت وقف اوامر الهدم والزام الدولة على اعداد خارطة هيكلية للقرية التي تفتقد الى الكهرباء والماء ايضا. وصدر امر احترازي يجمد اوامر الهدم وبقي الملف مجمدا الى ما قبل ثلاث سنوات، حيث طلبت جمعية اليمين "رجابيم" الانضمام الى الملف كـ"صديقة" للمحكمة. وعندها قدمت الدولة ردها على الالتماس، وادعت ان السكان يعيشون في منطقة اثرية، رغم ان الادارة المدنية تقوم بإنشاء منطقة صناعية للمستوطنات على بعد عدة مئات من الامتار فقط.

وبأمر من المحكمة بدأت الاطراف بإجراء اتصالات بهدف التوصل الى حل، وقدمت الجمعية وثيقة لعلماء اثار تبين انه يمكن لسكان زنوطة، كما في مواقع اخرى، البقاء في المنطقة والحفاظ عليها. لكن الادارة المدنية تمسكت بموقفها الداعي الى اقتلاع السكان ونقلهم الى منطقة الظاهرية الواقعة في المنطقة A، لا بل الزامهم بتمويل المكان الجديد المعد لتوطينهم فيه.

وفي الشهر الماضي قدمت جمعية حقوق المواطن بلاغا الى المحكمة طلبت فيه اصدار امر احترازي، وقالت ان الدولة لم توفر ردا على مخاوف السكان من نقلهم. ويستدل من فحص اجرته جمعية "بمكوم" ان المنطقة التي تنوي السلطات نقل السكان اليها لا تلائم من ناحية طوبوغرافية. كما يعارض سكان الظاهرية اقامة حي لسكان زنوطة في بلدتهم.

واصدر القضاة حنان ميلتسر وعوزي فوغلمان ونوعام سولبرغ الامر الاحترازي الاخير. وقالت المحامية شارونا الياهو حاي من جمعية حقوق المواطن ان المحكمة العليا اكدت في قرارها هذا بأن الدولة لم ترد على مسائل جوهرية، منها مثلا لماذا لا تعد خارطة هيكلية للقرية في موقعها الحالي، ولماذا تصر على نقل السكان الى مكان لا يتجاوب مع احتياجاتهم الاساسية. واعربت عن املها بأن تلزم المحكمة الدولة على تقديم اجابات واضحة تزيل مخاوف السكان.

يشار الى ان اوامر الهدم في زنوطة هي جزء من 14 الف امر هدم اصدرتها الادارة المدنية للمباني الفلسطينية منذ 1988 وحتى نهاية 2014، وهناك 2454 امرا تم تجميد تنفيذها بفعل الاجراءات القضائية. كما تسعى الادارة المدنية الى نقل مجمعات سكنية اخرى الى المنطقة A او بمحاذاتها، ومن بينها: سوسيا، دكيكة، جنبة، عقبة، عرب الرمادين والخان الأحمر.

اطلاق نيران على سيارة اسرائيلية قرب حوارة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان سيارة اسرائيلية تعرضت الى النيران بالقرب من قرية حوارة القريبة من نابلس، امس. وكانت السيارة تقل ممرضتان من مستشفى "معياني هيشوعاة". وواصلت السائقة، وهي من مستوطنة "يتسهار"، السفر حتى مفترق "تفوح" حتى كانت بانتظارهما سيارة اسعاف تابعة لمجلس "شومرون". وتم تقديم العلاج للمصابة.

وقالت السائقة "هيلا" انها تعرضت قبل سنة الى محاولة تنكيل في المنطقة نفسها، ونجت منها بأعجوبة. وقالت هيلا، امس: "لقد شعرنا فجأة بتلقي ضربة، وبدأت صديقتي الجالسة الى جانبي الصراخ بأنها اصيبت في ظهرها. في البداية اعتقدنا اننا اصبنا بحجر، ولكن في اللحظة التي قالت فيها انها تشعر بألم سافرت بسرعة باتجاه مفترق تفوح، وقمت خلال ذلك بالتبليغ عن الحادث. وقد امسكتها طوال الطريق، ولكن تبين لي انه لا يوجد دم فعرفت بأن الرصاصة لم تصبها".

واتهم رئيس المجلس الاقليمي "شومرون" الحكومة وقال ان "العملية هي نتاج واضح للعجز ولسياسة الاهمال الامني الحكومية". وقال ان على رئيس الحكومة الأمر فورا ببدء العمل على شق طريق يلتف على حوارة.

جمعية اسرائيلية تنشر تطبيقا يسهل محاولة الضغط على نواب الكونغرس

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان جمعية "شورات هدين" اليمينية الإسرائيلية نشرت تطبيقا جديدا للهواتف الخليوية، يتيح للإسرائيليين التواصل بضغطة زر واحدة مع اعضاء الكونغرس الامريكي، عبر مواقع "واتس أب" و"فيسبوك" و"تويتر"، بهدف مطالبتهم بوقف تحويل الاموال الى طهران، في حال تمت المصادقة على الاتفاق النووي.

والحديث عن 100 مليار دولار مستحقة لإيران سيتم تحريرها في حال المصادقة على الاتفاق. وينضم هذا التطبيق الى حملة اطلقتها "شورات هدين" في الاسبوع الماضي، في فيسبوك وتويتر، والتي تشمل عرض شريط حول "تحويل الاموال الى المخربين"!

ضريبة الاملاك ترفض تعويض كنيسة الطابغة عن اضرار العملية الارهابية

كتبت "يسرائيل هيوم" ان ضريبة الاملاك في إسرائيل رفضت دفع تعويضات لكنيسة الطابغة عن الاضرار التي سببها احراق الكنيسة من قبل الارهابيين اليهود. وتدعي دائرة الاملاك انها لم تقتنع حتى الان بأنه تم تنفيذ العملية على خلفية قومية.

وكانت الكنيسة قد تعرضت في 18 حزيران الى عملية احراق وكتابة شعار بالعبرية يشرع "اجتثاث عبدة الأصنام" والمشتق من صلاة يهودية. وتسبب الحريق باضرار كبيرة لقاعة مجاورة للكنيسة. وتم في اعقاب ذلك اعتقال شابين يهوديين من شبيبة "بطاقة الثمن" وتقديم لائحة اتهام ضدهما.

الجبهة الداخلية ليست جاهزة لحالات الطوارئ

كتبت "يسرائيل هيوم" ان مراقب الدولة انتقد الجهات المسؤولة عن حماية الجبهة الداخلية، وكتب في تقرير له انه على الرغم من كل ما تم عمله في مسـألة تجهيز الجبهة الداخلية منذ حرب لبنان الثانية، الا انه لا تزال هناك الكثير من النواقص والفجوات في قدرة الجهات المعنية على اعداد الجبهة لحالات الطوارئ.

وكان المراقب قد قرر اجراء هذا الفحص في اعقاب العاصفة الثلجية التي ضربت اسرائيل في كانون الأول 2013. وركز على نشاط وزارات الأمن والدفاع عن الجبهة الداخلية، والامن الداخلي، ومقر الأمن القومي، والجيش والشرطة. ويستدل من التقرير ان احدى الشوائب الرئيسية تنعكس في عدم وجود نظام قانوني شامل بشأن الجبهة الداخلية. وحسب المراقب فان هذا "يصعب منذ سنوات على عمل الجهات المعنية التي تعالج الجبهة الداخلية في ساعات الطوارئ، ويمنع التنسيق بينها".

واشار المراقب الى قرار الحكومة في 2014 اعادة سلطة الطوارئ القومية الى وزارة الأمن وتسليم وزير الأمن الصلاحيات المتعلقة بالموضوع. وحسب اقواله فان هذا القرار لا يلبي كافة متطلبات معالجة الشوائب والفجوات الرئيسية في البنى التحتية. كما اشار المراقب الى ان قرار الحكومة شمل تكليف وزير الأمن ووزير الأمن الداخلي اعداد اقتراح لترتيب الصلاحيات بينهما، لكنه لم يتم تقديم اقتراح كهذا حتى اليوم.

كما وجد المراقب شوائب في استعداد السلطات المحلية لمواجهة الحرائق والكوارث الطبيعية الشاذة. وينتقد المراقب ايضا عدم استعداد منظومة المواصلات العامة لحالات الطوارئ. ويشمل التقرير انتقادات ايضا لشركة الكهرباء القطرية بسبب عدم استعدادها لمواجهة حالات الطوارئ، بل عدم استخلاصها للعبر مما حدث خلال العاصفة الثلجية.

المئات يتظاهرون في بريطانيا ضد زيارة نتيناهو

كتب موقع "واللا" ان قرابة 300 ناشط مناصر للفلسطينيين، تظاهروا امس امام مقر اقامة رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كميرون، احتجاجا على زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو  التي بدأت امس. ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "الحرية لفلسطين"، وطالبوا باعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ودخل عدد من المتظاهرين في مواجهة مع الشرطة وتم اعتقال عدد منهم بعد قيامهم بسد الطريق، او  التسبب بأضرار.

ونظم هذه التظاهرة، تنظيم التضامن الفلسطيني (PSC)، بدعم من تنظيمات مؤيدة للفلسطينيين. وفي المقابل تظاهر حوالي 50 ناشطا من تنظيمات مؤيدة لإسرائيل، وقامت الشرطة بالفصل بين الطرفين.

ولدى هبوطه في لندن رد نتنياهو على التصريح الذي ادلى به الزعيم الروحي في ايران علي خامنئي، والذي قال ان إسرائيل لن تكون قائمة بعد 25 سنة. وقال نتنياهو: "ان خامنئي لا يترك حتى مجالا للوهم لانصار الاتفاق النووي. انه يوضح بأن الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر وان ايران تنوي تدمير إسرائيل. لكن هذا لن يحدث". واضاف نتنياهو: "إسرائيل هي دولة قوية وستتعزز قوتها بشكل اكبر، ولكن الاستنتاج من كلمات الطاغية في طهران هو ان على كل الدول المسؤولة التعاون من اجل صد العدوان الايراني، والذي سيتزايد للأسف بفضل الاتفاق".

اسرائيل تدافع عن قانون التغذية القسرية امام المحكمة العليا

كتب موقع "واللا" ان الدولة ادعت في ردها على الالتماس الذي قدمته نقابة الاطباء ضد قانون التغذية القسرية، انه "لا يرغب كل اسير يضرب عن الطعام بالموت، ولا يرى في الموت نتيجة مطلوبة لنضاله". وتدعي نقابة الاطباء ان القانون يتعارض مع قانون كرامة وحرية الانسان ومع قانون حقوق المريض، ومع القيم الاخلاقية. لكن الدولة تدعي في ردها ان "نضال الاسير المضرب عن الطعام لا يعكس دوما قرارا ذاتيا للأسير نفسه، الذي يتأثر احيانا بالضغوط الخارجية".

ويعني ادعاء النيابة الإسرائيلية هذا، ان الاسير يحتاج احيانا الى التغذية القسرية كي لا يموت. وحسب ادعاء الدولة فانه "يتم احيانا اعلان الاضراب عن الطعام تجاوبا مع قرار التنظيم الارهابي الذي ينتمي اليه الأسير، بهدف ممارسة الضغط على السلطات من خلال استغلال جسد الاسير كوسيلة لتحقيق اهدافها". كما ادعت الدولة ان الاضراب عن الطعام هو اداة نضال سياسي "يمكنها ان تصعد الاوضاع مع تدهور حالة الأسير المضرب عن الطعام الى حد الموت، وبذلك يمكن للاضراب عن الطعام ان يؤدي الى المساس بأمن الدولة".

وحسب ادعاء الدولة فان قانون التغذية القسرية يعتبر قانونيا ومعقولا، بما يتضمنه من شروط تحدد متى وكيف يتم اتخاذ القرار بتغذية الأسير قسرا. كما ادعت الدولة انه يجب عدم التدخل في القانون الذي سنته الكنيست خلافا لموقف الاطباء، وان المقصود ليس تعذيبا وانما "تدابير طبية".

فتح تحقيق ضد مستوطنة بررت جريمة دوما

كتب موقع "واللا" ان الشرطة قررت فتح تحقيق بشبهة التحريض ضد الناشطة اليمينية اليراز فين من مستوطنة يتسهار، والتي بررت على صفحتها في الفيسبوك احراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما.

وكانت الشرطة قد حققت في السابق مع فين بعد كتابتها على صفحة منتدى داخلي في المستوطنة، بأنها "تؤيد رشق المستوطنين للحجارة على اليهود في حالات معينة، حتى ان ادى ذلك الى موت جندي". كما اعربت في السابق عن دعمها للمتهمين بإحراق كنيسة الطابغة في طبريا.

يشار الى ان ملف التحقيق مع فين بشأن رشق الحجارة على الجنود وصل الى مرحلة اتخاذ القرار بشأن تقديم لائحة اتهام او اغلاق الملف، وعندها جاءت الملاحظة التي كتبتها فين حول تأييد العملية في دوما، فقررت النيابة تأخير قرارها الى ما بعد الانتهاء من التحقيق في مسألة دوما.

وكانت فين قد ردت على ملاحظة كتبها صديق لها، وادعى فيها ان دلائل العملية في دوما تشير الى ان العرب هم الذين نفذوها، فردت عليه انه في حالة احراق كنيسة الطابغة ايضا تم طرح مثل هذا الادعاء، لكنه في نهاية الامر "تم اعتقال اصدقاء يهود، اصدقاء وابطال" حسب تعبيرها. ودعت اليهود الى التوقف عن الاعتذار. وعندما سئلت عن سبب مفاخرتها بالعملية في دوما، كتبت فين: "انا ارى في ذلك عملا صحيحا ومناسبا. واجهوا الحقيقة واسألوا انفسكم ما هي مصلحة اليهود في العمل بهذا الشكل؟ وفي ردها على ملاحظة اخرى كتبت: "من المناسب والمحترم جدا بالنسبة لي المس باملاك العربي". واضافت: "التوجه الانهزامي في شجب العملية سيقود الى مزيد من اعمال القتل. لدى العرب تعبر هذه الاعمال عن مقولة مفادها ان الجانب الثاني يستطيع السلوك بوحشية لا يمكن وصفها. وهذه هي الطريق لوقفهم او ردعهم".

اعتقال فلسطينيين بعد ضبط سلاح معهما

كتب موقع القناة السابعة ان قوة من حرس الحدود، ضبطت عند حاجز "تفوح" قبل منتصف الليلة الماضية، قطعة سلاح من نوع "كارل غوستاف" داخل سيارة فلسطينية. واعتقل الجنود راكبي السيارة، وهما من طولكرم، وتم تسليمهما لقوات الأمن.

مقالات

الكارثة العربية

يكتب اري شبيط في "هآرتس" ان الكارثة الإنسانية العربية تهاجر الآن من الشرق الأوسط الى مركز اوروبا. ملايين اللاجئين يبحثون عن مأوى. مئات آلاف اليائسين يسيرون على الطرقات، الآلاف يغرقون في البحر. جثة طفل قذفها البحر الى الشاطئ أثارت الضمير النائم للعالم القاسي القلب. ولكن في خضم هذا الاضطراب الانساني المفزع – سفن متهالكة، قطارات مكتظة، مخيمات للمهجرين – ليس هناك من يجب بصراحة وبجدية على السؤال: ما الذي يحدث هنا. لماذا الآن. ما هو السبب الذي يجعلنا نشهد حدثا مروعا من الهجرة الجماعية المغمورة بالعذاب.

السبب الأول للكارثة الانسانية العربية هو الفشل السياسي العربي. فما هي الامكانيات السياسية التي يقترحها العالم العربي على شبانه؟ ملكية رجعية، دكتاتورية عسكرية، ثيوقراطيا اسلامية، او فوضى قاتلة. صحيح انه لا يزال بعض الأمل يلمع في تونس، وان الوضع يختلف قليلا في بيروت، لكن الامر الأساسي هو ان المنطقة التي نعيش فيها تزرع اليأس ولا يعلو منها أي أمل. لا وجود لحقوق الإنسان ولا لكرامة الانسان، ولا وجود للفصل بين السلطات. وعندما تثبت العولمة الاعلامية لفاقدي الأمل، الفجوة بين العالم العربي الذي يعيشون فيه وبين العالم الاوروبي المجاور، فانهم ينهضون ويغادرون. ملايين البشر يصوتون الان بأقدامهم ضد الفشل الهائل للمشروع القومي العربي الذي لم ينجح بخلق ولو دولة واحدة تدمج بين النمو والحرية.

السبب الثاني للكارثة العربية هو الفشل الاستراتيجي الغربي. الولايات المتحدة واوروبا ساهمتا في تثبيت نظام فوق استعماري في الشرق الاوسط. نظام كان متعفنا وفاسدا، يقوم على صفقة مظلمة تقضي بدعم الانظمة الظلامية مقابل التزود بالنفط. وقد عمل هذا النظام المتعفن والفاسد بطريقته المشوهة، وقلص عدد الحروب في المنطقة وقيد حجم المعاناة الإنسانية. الا ان الولايات المتحدة واوروبا دمرتا النظام الشرق اوسطي القديم في الحرب الجنونية في العراق، والحرب الغبية في ليبيا، والدعم غير المباشر للإخوان المسلمين في مصر، والنتيجة لم تكن توفير نظام جديد، يحقق الاستقرار لأنظمة مستنيرة ويدفع القيم الديموقراطية، وانما ولد عدم النظام المطلق، والحروب الاهلية والحروب المتزمتة والحروب القبلية. الطموح المثالي، والبعيد عن الواقع للقوى الغربية عاث الفساد في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

السبب الثالث للكارثة الانسانية العربية هو اللياقة السياسية. لقد تسبب البروفيسور إدوارد سعيد وأتباعه بضرر لا يمكن وصفه للقدرة على التفكير الحقيقي أو قول الحقيقة في كل ما يتعلق بالعالم العربي. فتراثهم الفكري المسرنم لم يسمح بالتحدث عن سكان المنطقة الا كضحايا. التطرق إلى الأمة العربية المجيدة، ذات التاريخ الغني والثقافة العميقة والقوة الاقتصادية، كان مثل قاصر غير مسئول عن أفعاله. ولذلك تم نسب جميع العلل السياسية العربية للآخرين - الإمبريالية، الاستعمار والصهيونية. ولهذا  لم يسمح بالانتقاد الحقيقي للعالم العربي ولم يعرض عليه تصحيح نفسه.

الاختلال الوظيفي الذي جعل سوريا تختلف كثيرا عن إندونيسيا والعراق يختلف كثيرا عن كوريا الجنوبية، لم يتم أبدا الاعتراف به او تشخيصه أو معالجته. وهكذا، في أعقاب اللقاء القاتل بين الفشل العربي، والفشل الغربي واللياقة السياسية - تفككت الدول، وقتل مئات الآلاف وفقد الملايين منازلهم.

لقد حان الوقت كي نصحو. لن يكون هناك حل موضعي لمأساة النازحين الذين يغمرون الآن وسط أوروبا. الحل الوحيد هو الاعتراف بأن الشرق الأوسط هو منطقة منكوبة والشروع بطرح خطة مارشال شاملة لمعالجة المشاكل الكامنة فيه والتي تقضي على حياة سكانه ولاجئيه.

التعاطف لن يكفي هنا

تكتب ايريس لعال، في "هآرتس" ان مشاهدة صورة الرضيع الذي لفظه البحر الى الشاطئ، تحولت الى تجربة مشتركة على نطاق عالمي. لقد التصقت كل العيون به. وكان التضامن شديد القوة، الى حد كان يمكن الشعور بملوحة الماء في الحلق.

لقد فرض الانكشاف على هذا الطفل التعامل المتساوي بين الواقع والخيال: إذا لم تعقب على صورة الطفل، فأنت غير مبال لموته. واذا لم ترتدع ألما امام رؤيته، فانك تهمله في موته الأعزل.

على الرغم من السلوك الخاسر في عرض الرغبة بالنظر الى مشاهد الرعب كأمر فاحش، الا ان عرض صورة ايلان كردي كان عملا أخلاقيا لا مثيل له. لقد شكلت الصورة نافذة شاهد الكثير من الناس من خلالها، ولأول مرة، القضية برمتها. واثارت الصورة الأسف على موت هذا الرضيع المعين، والاعتراف بمعاناة جميع اللاجئين، وذكرت الجميع بالظروف التي لا يمكن تقبلها، والتي هرب منها الكثير إلى موتهم.

الى حد ما، وبفضل هذه الصورة، لم يعد ينظر الى اللاجئين كحشود ترتدي الخرق، وعديمة الوجه، وتحاول الرضاعة من صندوق الوفرة الأوروبي. وعلى الرغم من ذلك، فان هذه الصورة لم تهدف الى احداث صدمة. جسد الرضيع لم يصب؛ هناك شيء عميق وبدائي يستيقظ لمرأى الطفل الذي يغوص في عزلة الموت. كل ما نعرفه عن طبيعة الطفولة ينهار امامنا، وكما في صورة مريم (العذراء) التي تحمل ابنها بين ذراعيها، فان "التعاطف" كموضوع يمكن من خلاله فهم المعاناة، يندمج في الصورة عن طريق الغياب. اننا نصاب بالذعر لأن هذا الطفل ليس محمولا بين ذراعي امه او ابيه، وفي غيابهما، تصبح نظراتنا هي الأذرع، ونرفض تركه في عزلته، ونحتضنه في عيوننا.

"العين ترتبط بالدماغ، والدماغ يرتبط بجهاز الأعصاب" تكتب فيرجينيا وولف عن الصور التي التقطتها في الحروب. "هذه المنظومة تبث رسائلها اللاسلكية عبر ذكريات الماضي ومشاعر الحاضر". منذ عدة اسابيع يحمل ارشيف الصور العالمي بنقرة ميكانيكية الشرائح ويعرضها واحدة تلو الأخرى على الشاشة الجماعية: الطفل اليهودي من جيتو وارسو الذي يرفع يديه مستسلما وينبعث الرعب من عينيه. موت للطفل محمد الدرة في بث حي، بينما لم يستطع والده حمايته من الرصاص. الطفلة الفيتنامية العارية، الهاربة من قنابل النابالم الأمريكية. الطفلة أمل من غزة بعد القصف الاسرائيلي، والتي كانت عيناها مفتوحة على مصراعيها لكنها افتقدت الحياة.

لا احد يمكنه تركهم في عزلتهم. من يشاهدون صورهم يتحولون بفعل الظروف الى أهلهم، والظروف التي خلقت هذا الواقع تثير فيهم الغضب والعار. ولكن هل يتم تحويل ذلك كله الى عمل؟ هل تجعلنا هذه الصور نسعى الى حل معاناتهم، ام انها تبقيهم متحجرين للابد في خضم المسائل التكتيكية والاخلاقية، والتي نستنتج بعدها انه لا يمكننا وضع حد للمعاناة؟

ايلان كردي يملك القوة الكيميائية، على أن يصبح جميع هؤلاء الأطفال، بفضل الصورة. ولكن الرحمة وحدها لن تكون مجدية وستتركه ملقى على الرمال. عليه ادخال المشاهد الغربي في الصورة، واشعال أول بصيص من المسؤولية في داخله. ماذا فعلت وماذا لم أمنع، على المشاهد سؤال نفسه، ما هو نصيبي في عدم المبالاة ازاء هذا الرعب.

لا تخطئوا: خامنئي يقصد ما يقول

تكتب د. ناسيا شيمر، في "يسرائيل هيوم" ان كفاح اوباما من اجل التصديق على الاتفاق النووي مع ايران، لم يمنع الزعيم الروحي في ايران من مهاجمة الولايات المتحدة بشكل فظ، في خطابه، امس، حيث كرر وصف الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر"، واسرائيل "الشيطان الأصغر"، وقال انه "سيتم بعد 25 سنة شطب اسرائيل عن الخارطة، ولن نسمح بعد بأي محادثات مع الولايات المتحدة".

هذا التوقيت الإشكالي للخطاب، في خضم النقاش حول الاتفاق للتصديق عليه، يثير تساؤلات بالغة حول مصداقية السلوك الإيراني ومصير الاتفاق. ولكن، اذا قمنا عمليا، بفحص الخطابات السابقة لخامنئي والزعماء الايرانيين الآخرين، سنرى بأن مثل هذه التصريحات هي مسألة اعتيادية لديهم، وان الولايات المتحدة لا تتأثر منها.

سبب العناوين التي ولدها هذا الخطاب في الصحف الغربية هو الظروف المحيطة بالاتفاق، والتي تبرز هذه اللهجة. كيف يمكن فهم السلوك الايراني، الذي يوقع من جهة، على اتفاق مع الغرب، ومن جهة اخرى، يبصق في وجهه؟

البروفيسور زئيف مغين، رئيس قسم دراسات الشرق الاوسط في جامعة بار ايلان، والخبير في الشأن الايراني، يشرح بأن هناك فجوة ثقافية – نفسية تصعب على الغرب فهم كيفية عمل الرأس الايراني. هدف الايرانيين هو اهانة الولايات المتحدة، العدو الكريه، حتى التراب، وهذا هو سبب التوقيت غير التكتيكي لهذه التصريحات الفظة لقادتها.

بعد يوم من التوصل الى الاتفاق، اعلنوا في ايران ان الولايات المتحدة لا تزال "الشيطان الاكبر"، وهكذا يفعلون الان. الغرب، الذي تنازل المرة تلو المرة، كان يأمل تلقي كلمة شكر على الاقل او بعض الاحترام، لكنه يتلقى بصقة في الوجه. فالإيرانيين يسمحون لأنفسهم بهذه الصفاقة لأنهم يعرفون ان الامريكيين لن يتراجعوا عن الاتفاق. هذا الاتفاق بالغ الاهمية لاوباما، والتراجع عن "الانجاز" لا يشكل خيارا بالنسبة له. وسيبتلع الاهانة بصمت.

ان مشكلة الغرب هي انه تعود على هذه التصريحات ولذلك فانه لا يتأثر منها، ويعتبر "انه سيتم اختبار ايران بناء على اعمالها وليس بناء على تصريحات قادتها". وبالنسبة للغرب فانه اذا لم تترافق هذه اللهجة بخرق فظ، فان التصريح نفسه لا يهم. توجد هنا فجوة ثقافية نابعة من كون دول الشرق الاوسط تتحرك بفعل "ثقافة الاهانة والكرامة". القادة في العالم العربي – الإسلامي، لن يتجاوزوا بتاتا تصريحا يمس بكرامتهم. وللكرامة في العالم العربي حياة طويلة على الرف، وقادته سيستخدمون الاحداث التاريخية المرتبطة بالذاكرة الجماعية وبالرموز الدينية والثقافية التي توحد جمهور المستمعين.

توجد في العالم الاسلامي جذور عميقة للعداء لإسرائيل واليهود، ويتم استخدامها كعامل يوحد المجتمع الإسلامي الممزق، وهكذا الامر بالنسبة لأمريكا. العالم الغربي، في المقابل، يعيش في ثقافة "ما بعد الكرامة". فقادة الغرب في ايامنا هذه، لا يعتقدون ان هناك مكانة للمشاعر والاعتبارات المرتبطة بالكرامة، في العلاقات الدولية او في القرارات السياسية الرشيدة. المشكلة هي انه بالنسبة للإيرانيين فان تجاوز الغرب لا يتم التعامل معه كسلوك "بالغ ومسؤول"، وانما كدليل على عدم الثقة وغياب الكرامة. في الشرق الاوسط من لا كرامة له، لا يستحق الوجود.

هل تعتبر التصريحات الايرانية فارغة المضمون وتهدف الى الدعاية الداخلية والخارجية؟ بالتأكيد لا. الإيرانيون يقصدون كل ما يقولونه، وفي اللحظة التي ستحين لهم الفرصة والقوة المطلوبة، لن يترددوا في ترجمة تصريحاتهم الى عمل فعلي.

هناك خطوط لا يمكن تجاوزها

تكتب اريئيلا رينغل هوفمان، في "يديعوت احرونوت" ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما، ظهر في سلسلة من الصور التي نشرت امس، وهو يبتسم، بل يمكنني القول انه ظهر في بعضها الآخر شديد الفرح، ومن شبه المؤكد انه كان لديه سبب جيد. فاذا لم يطرأ ما يشوش الأمر، ويبدو انه لن يطرأ، فانه سيتم تمرير الاتفاق مع ايران دون ان يضطر الى استخدام الفيتو الرئاسي.

كما ظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فرحا، يوم امس، على الأقل في الصور. ولكن ذلك جاء، في حالته، في اعقاب التصويت على خطوط الغاز. كان يضحك لا بل يصفق. فقد حظي على الأقل بلحظة راحة، وان لم تكن طويلة. لأنه في المسألة الأمريكية لا يمكن معرفة كم من القش سيأكل رئيس حكومتنا مع انتهاء المهزلة التي سموها محاربة الاتفاق.

الاتفاق سيء، وعلى هذا يتفق الخبراء، كما يتفقون على ان النضال الذي خاضه نتنياهو كان مبررا. لكن هذا النضال، الذي انتهى كما انتهى، بابتسامة عريضة على وجه اوباما، يطرح جملة من التساؤلات التي تقلق الراحة، في أقل تقدير. والسؤال كيف فشل نتنياهو لا يعتبر احدها.

حتى يئير لبيد الذي يمكن مجادلة بعض قدراته، ولكن لا يمكن التشكيك بقدراته اللغوية، لم يكن سينجح بتجنيد العالم الغربي عامة، والامريكيين خاصة. ومطالبته بتشكيل لجنة تحقيق او لجنة لفحص سلوك نتنياهو في هذا الموضوع هو مسألة مبالغ فيها تماما. يجب ان يتوفر قدر كبير من جنون العظمة كي يعتقد بأنه يمكن تحييد رئيس امريكي حازم وملتزم بالاتفاق. قدر من جنون العظمة يقول انه من المحتمل جدا ان كلاهما على خطأ: لبيد الذي يعتقد انه كان يمكن الانتصار في المعركة لو تم ادارتها بشكل مختلف، ونتنياهو الذي قاد تلك المعركة.

وهذا هو ما يثير القلق. كان يجب على الاستراتيجي السياسي، كما يتوقع من نتنياهو ان يكون، ان يفهم أمرين: الأول، ان المعركة انتهت بعد لحظة واحدة من توقيع الاتفاق. وما كان يمكن قوله حتى تلك اللحظة لم يعد من الممكن قوله بعدها. وان الانجازات التي تم تسجيلها – وتم تسجيل انجازات – خلال المفاوضات هي اقصى ما يمكن التوصل اليه حتى هذه اللحظة. هذا لا يحتم رفع الراية البيضاء، ولا التراجع الى الوراء والاعتراف بوقوع خطأ. لم يتم ارتكاب خطأ، ولكن يجب الان الاستعداد على خط التحصين الجديد.

والامر الثاني، النابع من الاول، هو ان الانتصار الاسرائيلي في الكونغرس، في الظروف الناشئة، كان سيتم اعتباره، وبحق، نوعا من التمرد. ليس مجرد تدخل في المسائل الداخلية لدولة اخرى. تمرد لم تكن أي دولة، وبالتأكيد الولايات المتحدة، ستتجاوزه. كان سيتم شطب إسرائيل من دليل الهاتف لدى  الادارة الامريكية، وكان سيتحول كل رئيس حكومة اسرائيلي الى شخص غير مرغوب فيه في واشنطن، وبحق.

بحق كبير الى حد ان السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي فكر فيه نتنياهو تماما. ما الذي فكر فيه بشأن دولة تتوجه نحو الانتخابات، والتي وبسبب السيرك التي يديره الحزب الجمهوري، يمكن ان تدار لأربع سنوات اخرى من قبل الديموقراطيين. اذا كانت السياسة هي فن الممكن وليست لعبة اخلاق، فقد انهى نتنياهو هذه الجولة محطما. انه لم يكتشف في الوقت المناسب بأن المقصود معركة خاسرة، ولم يقم بتغيير التوجه، ولم يستغل الظروف الناشئة من اجل تقليص الضرر وزيادة فرص الحصول على تعويضات ملموسة.

المضي حتى النهاية يعلمنا انه تم فقدان الخطوط الحمراء. كل طالب في المدرسة، يعرف ذلك في اطار الصراع اليومي على مكان له في الهرم الصفي. هناك خطوط لا يمكن تجاوزها.

 

ترجمات الصحافة الاسرائيلية - الاعلام 

التعليـــقات