كتبت "يديعوت احرونوت" انه مع وفاة ريهام دوابشة وتحولها الى الضحية الثالثة للعملية الارهابية في دوما، يمتزج الحزن بالغضب. ويعتقد حسين دوابشة، والد ريهام، ان الجهاز الامني الاسرائيلي لا يفعل ما يكفي من اجل التوصل الى الفاعلين. ويقول: "الشاباك الاسرائيلي يسمع ما اقوله لزوجتي في الليل في السرير، لكنه لا يستطيع الامساك بقتلة ابنتي. كيف يمكن انه بعد 40 يوما لم يتم التوصل الى طرف خيط، او ذرة معلومة؟ هل يمكن تصديق ذلك. لو كان الامر يتعلق بعملية نفذها فلسطينيون لكانوا قد قلبوا كل قريتنا وكانوا سيعثرون عيلهم. كل ما اريده هم ان يتم عقاب قتلة ابنتي وحفيدي ونسيبي".
كما سمعت امس، اصوات غاضبة خلال جنازة ريهام، التي دفنت بعد ان تم اخذ عينات طبية من جسدها لغرض تقديم الادلة الى المحكمة الدولية في لاهاي. وقال جمال، احد سكان القرية: "لقد مضت 40 يوما على القتل ولم تصل اسرائيل ولو الى مشبوه واحد. لماذا عندما يكون الامر معكوسا يتم خلال يوم او يومين اعتقال المشبوهين الفلسطينيين؟ يجب على الحكومة الإسرائيلية بذل الجهود نفسها من اجل القبض على القتلة المسؤولين عن قتل علي وسعد وريهام".
وقال منور دوابشة، احد ابناء العائلة امس، ان "ريهام كانت ام مميزة. عندما اندلع الحريق دخلت الى البيت من اجل انقاذ اولادها. لم تكن مستعدة لتركهم داخل النار ودفعت بحياتها اغلى ثمن. انها محاربة حقيقية، ورغم الجراح البالغة صمدت لخمسة اسابيع وصارعت بكل قواها". في هذه الاثناء ورغم انه لم يتم تبليغ الابن الوحيد المتبقي من العائلة، احمد، بما حدث لوالديه وشقيقة، فانه كما يبدو يشعر بما حدث، ويبكي طوال الوقت، كما يقول احد اعمامه. وستقرر العائلة بالتشاور مع الاطباء والخبراء النفسيين كيف ومتى سيتم تبليغه الخبر.
وكتبت "يسرائيل هيوم" في هذا الصدد ان حركة حماس اعلنت بأن ريهام كانت ناشطة في صفوفها خلال دراستها في جامعة نابلس، وتوعدت بالانتقام لموتها ولموت زوجها سعد وطفلها علي. وفي المقابل دعت تنظيمات فلسطينية الى اعلان يوم غضب، يوم الجمعة المقبل، والتظاهر الحاشد بعد صلاة الجمعة. واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد في اراضي السلطة لثلاثة ايام.
وقال ابناء عائلة دوابشة انهم لا يبحثون عن الانتقام لكنهم وجهوا اصابع اتهام شديدة الى قوات الأمن التي لم تقبض حتى الان على مرتكبي العملية التي مزقت العائلة. وقال حسين دوابشة، والد ريهام: "انا لا اعرف لماذا لم يتوصل الشاباك الى القتلة بعد، ربما لا يريدون اصلا اعتقالهم. هؤلاء المجرمين المتوحشين القتلة، مكانهم ليس بين البشر. آمل ان يستيقظ الشاباك ويصل الى هؤلاء المجرمين الذين قتلوا عائلتنا".
وبعث رئيس الحكومة نتنياهو بتعازيه الى العائلة، وقال ان قوات الأمن تبذل كل جهد من اجل القبض على منفذي العملية ومحاكمتهم. يشار الى ان الشرطة لم تتوصل الى طرف خيط بعد في التحقيق، وتم فرض حظر النشر على تفاصيل التحقيق.
إسرائيل تهاجم ابو مازن وتستخف بالتهديد بإلغاء اتفاقيات اوسلو
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان احد المسؤولين الاسرائيليين الكبار رد باستخفاف على تهديدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاعلان عن استقالته وعن الغاء اتفاقيات اوسلو، خلال خطابه المرتقب امام الامم المتحدة، وقال ان "الفلسطينيين ليسوا في الموضة الان في الأمم المتحدة وما يفعله ابو مازن هو مجرد استعراض. ففي كل مرة لا يحصلون فيها على ما يريدون يهددون بالقفز من أعلى الجرف". وقال هذا المسؤول انه "اذا الغى ابو مازن اتفاقيات اوسلو فانه سيسبب الضرر اولا للفلسطينيين، وسيعيدهم سنوات الى الوراء".
وحسب مسؤولين آخرين في القدس فان "لدى ابو مازن الكثير مما سيخسره، لان الفلسطينيين يتعلقون جدا بالتعاون الامني مع إسرائيل ويعرفون جيدا انه من دونه ستقوم حماس بإسقاطهم خلال عدة اسابيع، ولهذا فان ما يفعلونه هو استفزاز ولن يحسن من اوضاع الفلسطينيين بتاتا، تماما كما لم يساعدهم ترقية السلطة الى دولة مراقبة في الامم المتحدة قبل ثلاث سنوات. ابو مازن يبحث عبثا عن طريق للعودة الى الرأي العام الدولي لأن العالم كله ينشغل الان باللاجئين السوريين وبايران ولم يعد احد يهتم بالفلسطينيين".
وتدعي جهات اسرائيلية ان تهديدات ابو مازن بالاستقالة وبتفكيك السلطة الفلسطينية نابعة اولا من معايير سياسية داخلية، ومن الاحباط في اعقاب الجمود السياسي.
في هذا الموضوع كتبت "هآرتس" ان السلطة الفلسطينية تستعد لمعركة سياسية واسعة على الحلبة الدولية، استعدادا لخطاب الرئيس محمود عباس امام الهيئة العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الخطاب سيشكل مفترق طرق في العلاقات بين السلطة ومنظمة التحرير واسرائيل والمجتمع الدولي. وحسب التقديرات فان عباس سيعلن التحرر من اتفاقيات اوسلو وتفكيك السلطة الفلسطينية. لكن هناك من يعتقدون في رام الله ان هذا الحديث هو مجرد محاولة للضغط على المجتمع الدولي كي يتخذ تدابير من اجل تذويب الجمود السياسي.
مع ذلك، تضيف "هآرتس" فان عباس يسعى للوصول الى الامم المتحدة مزودا بسلسلة من القرارات التي سيتم الاجماع عليها بين كل الفصائل الفلسطينية، ولذلك فقد دعا الى عقد المجلس الوطني الفلسطيني في الاسبوع القادم. وتقدر جهات في رام الله ان سلسلة القرارات التي يريد عباس حملها الى الامم المتحدة تشمل خطوات دراماتيكية في كل ما يتعلق بمنظومة العلاقات مع اسرائيل، وليس مجرد تهديدات وتصريحات.
وحسب المصادر فان الرئيس عباس سيطلب مناقشة وقف التنسيق الامني مع اسرائيل والغاء اتفاقيات اوسلو وملاحقها، بما في ذلك اتفاقية باريس الخاصة بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين. وقال مسؤولون في منظمة التحرير وفي اللجنة المركزية لحركة فتح ان هذه الامكانية مطروحة على الطاولة، لكنه لم يتم اتخاذ قرارات بعد. وحسب اقوالهم فان عباس يحاول تمرير رسائل الى اسرائيل والمجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة واوروبا، مفادها انه لا يمكن مواصلة الجمود الى ما لا نهاية او حتى يتم استبدال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ولذلك لا مكان لمواصلة التمسك بالسلطة ويجب اعادة العجلة الى الايام التي كان المجلس الوطني ومؤسسات منظمة التحرير يتولون فيها مهام قيادة الشعب الفلسطيني.
وقال عضو اللجنة التنفيذية احمد مجدلاني ان إسرائيل خرقت التزاماتها في اتفاق اوسلو الذي يعتبر اصلا اتفاقا مرحليا كان يجب ان ينتهي منذ سنوات باعلان الدولة الفلسطينية على اساس حدود 67. واضاف في حديث لصحيفة "هآرتس": "اسرائيل خرقت سلسلة الالتزامات بشكل فظ، بدء من اتفاقيات اوسلو وحتى التفاهمات الاخيرة بشأن اطلاق سراح قدامى الأسرى، ووقف البناء في المستوطنات، ووقف الاعتداءات اليومية على الجمهور الفلسطيني. غياب الافق السياسي يقودنا الى اتخاذ قرار يحررنا من الالتزام بتلك الاتفاقيات".
مفاعل ديمونا يطور طائرة مايكرو مروحية للتجسس النووي
كتبت "هآرتس" ان قرية الأبحاث النووية في ديمونة، طورت سوية من حكومة الولايات المتحدة، طائرات صغيرة الحجم (مروحية مايكرو)، تستطيع جمع معلومات حول النشاطات النووية، حتى داخل مواقع طوبوغرافية معقدة، دون أن يتم اكتشافها. ويبلغ حجم "مروحية المايكرو" كحجم كف اليد، ويتم تطويرها في ديمونة كوسيلة لقياس الاشعاع في المواقع المشعة، دون المخاطرة بالتعرض للإشعاع او اكتشافها. وتم تمويل المشروع من قبل وزارة الطاقة الامريكية المسؤولة عن المسائل النووية، ايضا.
وفي مقال علمي نشر في مجمع معلومات رسمي على الشبكة، اوضحت قرية الابحاث النووية في ديمونة ان المعلومات التي يمكن لهذه الطائرة جمعها يمكن ان تستخدم لكشف الخروقات على الأرض وتعقب الاشعاعات. وتتيح هذه المعلومات التمييز بين الاشعاع الطبيعي والاشعاع الذي ينتجه الانسان، كما يمكنها تشخيص نظائر مشعة معينة، سواء كانت طبيعية او من صنيع الإنسان.
ويمكن لهذه الطائرة ان تحلق بسرعة 30 عقدة (حوالي 55 كلم في الساعة)، وطوال 20 دقيقة، وهي مزودة بثلاثة اذرع محركة ويمكنها حمل اليات قياس بوزن 300 غرام. وتواصل قرية الابحاث النووية تطوير عدة انواع من هذه الطائرات. وقال الخبراء في المفاعل النووي في ديمونة ان هذه الطائرات تهدف الى فحص مناطق مشعة وتعقب تسرب الاشعاعات، لكنه ليس من المستبعد انه يمكن استخدامها لنشاطات تجسس في المواقع المشبوهة بنشاط نووي.
لائحة اتهام ضد مستوطنين احرقا خيمة بدوية في الضفة
كتبت "هآرتس" ان المحكمة سمحت، امس، بنشر نبأ تقديم لائحة اتهام ضد مستوطنين قاما بإحراق خيمة لعائلة فلسطينية في الضفة الغربية قبل حوالي شهر. وكشف النقاب عن اسم احد المتهمين، وهو ابراهام غافني (18 عاما) من بؤرة "هبلاديم" فيما تم التكتم على اسم الثاني لأنه لا يزال قاصرا (16 عاما). وقد اعتقلهما الشاباك ومنعهما طوال فترة التحقيق من التقاء محام. وعلم انه تم اعتقال قاصر آخر معهما لكنه تم اطلاق سراحه دون تقديم لائحة اتهام ضده.
وحسب لائحة الاتهام التي قدمتها نيابة لواء القدس، فقد قرر غافني والقاصر احراق خيمة تابعة لعائلة عربية بالقرب من عين سامية، بدوافع عنصرية. وفي ليلة الحادث، 13 آب ، سافرا بسيارة بالقرب من بؤرة "هبلاديم" وكتبوا شعار "الانتقام" ورسموا نجمة داوود على مقربة من خيمة مصطفى كعابنة، ومن ثم سافرا باتجاه الخيمة وكتبوا كلمات "انتقام" و"اداري" ، كما رسموا نجمة داوود على صخرة بالقرب من الخيمة، ومن ثم احرقوا الخيمة التي كانت خالية من سكانها بالصدفة.
وقال الشاباك ان غافني هو في الاصل من مدينة بيت شيمش، وناشط في مجموعة شبيبة التلال العنيفة وعضو في تنظيم ارهابي يقف وراء عدة عمليات". وحسب بيان الشرطة فقد سكن غفني مؤخرا في بؤرة "هبلاديم" وتم ابعاده عدة مرات من الضفة بموجب اوامر ادارية، بعد تسلم معلومات اشارت الى مشاركته في تنفيذ العديد من عمليات احراق املاك ومقدسات فلسطينية في الضفة والقدس".
زحالقة والطيب لحزب العمل: "انتم اباء وامهات العنصرية"
كتبت "هآرتس" ان مواجهة شديدة اللهجة اندلعت في الكنيست امس بين نواب القائمة المشتركة ونواب من المعسكر الصهيوني، على خلفية محاولة رئيس الحكومة اقناع النواب العرب بدعم مخطط الغاز. فقد هاجم جمال زحالقة واحمد الطيبي اعضاء حزب العمل واتهموهم بالعنصرية، وذكرّوا بسلسلة من عمليات التصويت في الكنيست التي فضل فيها المعسكر الصهيوني دعم موقف الائتلاف بدل الوقوف الى جانب العرب في اسرائيل. وهاجم النائبان بشكل خاص النائبتين ستاف شفير وميخال بيران، بعد قيامهن في الأيام الأخيرة بالتلميح مرارا الى ان النواب العرب سينضمون الى نتنياهو في مشروع خطوط الغاز.
وقال زحالقة: "من مس بنا اكثر من الليكود؟ طبعا حزب العمل". واضاف: "الليكود بنى المستوطنات بجانب البلدات العربية وانتم بنيتم كيبوتساتكم واشتراكيتكم على خرائبنا واراضينا. هل تأتون انتم وتتحدثون عن العدالة الاجتماعية، باسم اليسار، انكم تقلبون حواجبكم وتتبولون علينا من الاعلى باسم العالمية وباسم الحفاظ على القيم". واتهم زحالقة شفير بالسلوك العنصري،
وقال: "لقد بزت الجميع سيدة العدالة الاجتماعية النائب ستاف شفير التي لم تتحدث معي ابدا ولو بكلمة، ولا حتى تطرح السلام. انا بالنسبة لها شفاف، العرب غير قائمين بالنسبة لها". ثم اضاف: "اليمين المتطرف على الاقل انساني، يطرح عليك السلام ويبتسم في وجهك. حتى رجال يسرائيل بيتينو يبتسمون في وجوهنا، لكن حزب العمل هو آباء وأمهات العنصرية. انتم الذين اخترعتم العنصرية. من سلب منا البلاد، ومن طردنا، ليسوا اولئك الذين يقولون "الموت للعرب" وانما انتم الذين قلتم لنا احضرنا لكم السلام. الخزي والعار لكم".
وهاجم النائب احمد الطيبي عضو الكنيست بيران ورفاقها في الحزب، واحصى العديد من عمليات التصويت التي فضل فيها الحزب عدم مساندة العرب. وقال: "انتم تتجرؤون على وعظنا اخلاقيا؟ اين كنتم خلال التصويت على قانون لم شمل العائلات؟ اين كنتم خلال التصويت على قضايا مهمة للوسط العربي؟ اين كنتم عندما هدمت بيوتنا؟ لم أشاهد أي نائب منكم يزور بيتا مهدوما. وعندما نطرح ذلك في الهيئة العامة تختفون لأنه يحرجكم الوقوف الى جانب النواب العرب في القضايا التي تهمنا. وانتم ترسلون لنا رسائل متعجرفة، متغطرسة".
وردت بيران قائلة: "لا اعتقد اننا نعظ او نتعالى. هذا حوار شرعي بين شركاء من اجل هدف يتعلق بكافة مواطني اسرائيل". اما عضو الكنيست تسيبي ليفني فردت على الانتقاد بشأن دعم كتلتها لقانون الارهاب وعدم دعم قانون لم شمل العائلات وقالت: "كوننا في المعارضة لا يعني اننا سنعقد معكم صفقات على حساب وجهات نظرنا. لقد احضرت قانون الارهاب واعارض لم شمل العائلات. لن اعقد صفقة معكم على قانون الارهاب مقابل خطوط الغاز".
سفيرة إسرائيل لدى الاردن تقدم اوراق اعتمادها
كتبت "يديعوت احرونوت" ان سفيرة اسرائيل الجديدة لدى الاردن، عنات شلاين، قدمت امس، اوراق اعتمادها الى الملك الاردني، عبدالله، لتكون بذلك اول امرأة اسرائيلية تتسلم هذا المنصب في بلد عربي. وكانت اسرائيل قد عينت شلاين لهذا المنصب قبل سنة تماما، سوية مع ست نساء اخريات تم تعيينهن لمناصب رفيعة، كجزء من الثورة النسائية في وزارة الخارجية التي اعلنها الوزير السابق افيغدور ليبرمان. وقدمت شلاين اوراق اعتمادها، امس، سوية مع سبعة سفراء جدد في الاردن.
وقد وصلت السفيرة الى القصر الملكي في قافلة سيارات تقدمتها دراجات نارية ورفعت عليها اعلام إسرائيلية صغيرة. لكن مراسم تقديم اوراق الاعتماد روفقت بحرج دبلوماسي. فقد نشر القصر الملكي فور انتهاء المراسم صور السفراء السبعة الذين قدموا اوراق اعتمادهم، واستثنى منها صورة السفيرة الإسرائيلية. وبعد عدة ساعات فقط قام القصر بنشر صورة شلاين والملك.
ترجمان: "لا يمكن تجاهل كون حماس تمثل السيادة في القطاع حاليا"!
كتبت "يديعوت احرونوت" ان قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان، تطرق امس الى الوضع على جبهة غزة، وقال: "صحيح ان حماس هي تنظيم ارهابي لها اهدافها المعلنة، وفي نهاية المطاف يجب ان نراها منهارة، ولكنها السلطة السيادية حاليا في غزة ولا يمكن عدم التطرق الى هذا الواقع". وكان ترجمان يتحدث خلال اعمال مؤتمر المركز بين المجالي في هرتسليا، وقال ان "المصلحة هي منع حدوث ازمة انسانية في القطاع، خاصة بعد الضربة التي تلقوها خلال الجرف الصامد، ولذلك فإننا نسمح بتوفير كل امكانيات العيش في القطاع. في غزة لا يريدون حملة اخرى مشابهة للجرف الصامد. القطاع هو عبء ثقيل جدا ولكي تتم مواجهة المشاكل هناك يجب بذل جهود دولية واسعة. ويجب التشكيك بقدرتنا على معالجتها لوحدنا".
الشرطة تدعي ازدياد الاسلحة في الضفة بعشرات النسب المئوية
كتبت "يديعوت احرونوت" ان رئيس قسم الاستخبارات في شرطة الخليل يوسي نزري، قال بان "المعلومات الاستخبارية تظهر ارتفاعا بعشرات النسب المئوية في كميات الاسلحة المتواجدة في الضفة الغربية". جاء تصريحه هذا بعد شهر تم خلاله تنفيذ بين ثلاث الى خمس عمليات تفتيش في بيوت الفلسطينيين كل ليلة. وقال: "كل هجوم يرتبط بالتعاون بين قوات الجيش وقوات الشرطة الخاصة، وينطوي على مخاطر وقوع خرق للنظام، وبالإضافة الى ذلك فانه بسبب تحسن القدرة على اخفاء الاسلحة فإننا نقدر بأننا لا ننجح بالعثور على كل ما يتم اخفائه".
وتم خلال شهر آب الماضي شن هجمات على بيوت كثيرة في منطقتي الخليل ونابلس وبلدتي يطا وحلحول، وتم خلالها العثور على 12 قطعة اسلحة – بنادق ومسدسات – وكمية كبيرة من امشاط الذخيرة والمفرقعات النارية، والمعدات العسكرية الإسرائيلية وبطاقات اسرائيلية تدل على نية اصحابها التحرك مع الاسلحة داخل اسرائيل. كما قامت الشرطة بتفعيل عميل سري نجح مؤخرا بالإيقاع بـ14 تاجر اسلحة في الضفة الغربية. ويسود الاعتقاد لدى الشرطة بأن مصدر غالبية الاسلحة هي عمليات تهريب ينفذها البدو الذين يتجولون بحرية داخل الخط الاخضر. كما يسود التقدير بأن جانبا من الاسلحة يصل الى ايدي الفلسطينيين في اعقاب عمليات سرقة.
اختفاء أثار مواطن يهودي في بلد اسلامي
كتب موقع "واللا" ان اسرائيل تفحص شبهات تفيد بأن المواطن الاسرائيلي من سكان اشكلون، الذي سافر الى دولة اسلامية قبل ثلاثة أشهر واختفت آثاره، تورط في عمل جنائي. وكان هذا المواطن قد سافر في السابق الى تلك الدولة الاسلامية، بل تم اعتقاله فيها، ونجح بالهرب والعودة الى البلاد. وتم في حينه تحذيره من العودة الى تلك الدولة. وقالت ابنته انه "سافر في حزيران الى الأردن، وبحث هناك عن رحلات طيران". واضافت ان والدها البالغ من العمر 65 عاما، اتصل بها من الأردن، وقال لها "ان ثلاثة عرب يسافرون معه" الامر الذي اشعل لديها ضوء أحمر. وحسب اقوالها فإنها سألته عن ثمن تذكرة السفر، فابلغها بأنهم سينقلونه مجانا. "قلت له ان هذا الأمر خطير، فقال لي لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام".
ومنذ تلك المحادثة انقطع الاتصال بينهما. وقالت: "اتصلت الى البلد الإسلامي لكن احدا لم يعرف ما اذا كان قد وصل الى هناك. لا يوجد لدينا أي اتصال معه، وهو لم يصل الى بيت شقيقه هناك، وهم لا يعرفون ما حدث له". وتخشى العائلة ان يكون قد وقع في اسر داعش. وقالت الابنة انها لم تجد جوابا لدى وزارة الخارجية "ففي كل مرة اتصل بهم اسمع الجواب نفسه". وفي اتصال مع وزارة الخارجية قالوا انهم يرفضون التطرق الى الموضوع.
"جندي من بين كل خمسة جنود يحتاج الى مساعدات اقتصادية"
كتب موقع "واللا" انه يستدل من بيانات لقسم القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي، ان جنديا من بين كل خمسة جنود يحتاج الى مساعدات اقتصادية. وحسب البيانات التي نشرت امس (الاثنين) يخدم في الجيش 6200 جنديا وحيدا، وبالإضافة اليهم هناك 2500 جندي يستحقون المدفوعات العائلية التي تساعدهم على توفير احتياجاتهم الاسرية، وهناك 30 الف جندي يحصلون على مساعدات اقتصادية متنوعة لكن ليست ثابتة. كما يستدل من البيانات ان 20 الف جندي يعملون بعد ساعات النشاط العسكري وفق تصاريح من الجيش، بسبب اوضاعهم الاقتصادية. وقام الجيش الاسرائيلي في السنوات الأخيرة بزيادة المساعدات الاقتصادية للجنود المحتاجين. لكن هناك الكثير من الجنود الذين يتذمرون من الإجراء البيروقراطي الطويل للحصول على التأشيرات المطلوبة لتلقي المساعدات.
سويسرا تشتري ست طائرات إسرائيلية بدون يطار
كتب موقع القناة السابعة ان البرلمان السويسري صادق مساء امس (الاثنين) على صفقة عسكرية كبيرة سيتم في اطارها شراء ست طائرات اسرائيلية بدون طيار، من شركة "البيت معراخوت" بتكلفة 256 مليون يورو. وقالت وكالة الانباء الفرنسية انه خلال التصويت تظاهر خارج البرلمان المعارضون للصفقة الذين يدعون انه يمنع الاستثمار في الصناعات العسكرية الإسرائيلية بسبب الخرق المنهجي لحقوق الإنسان الفلسطيني. وادعى ممثل الحزب الاشتراكي جيرالدين سواريس، ان إسرائيل استخدمت الطائرات بدون طيار من طراز "هرمس 900" خلال عملية الجرف الصامد. وقال متظاهر آخر ان "اسرائيل لا تحترم حقوق المدنيين واحيانا تستخدم وسائل العنف ضدهم". واوضح وزير الدفاع السويسري ان بلاده لا تشتري الطائرات من إسرائيل نفسها وانما من شركة خاصة، وان الطائرات لن تكون مسلحة.
يعلون يعد بقلب كل حجر لإعادة غولدين واورون
كتب موقع المستوطنين ان وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون، قال خلال مشاركته في مراسم احياء قتلى لواء جبعاتي ان الجهاز الامني "يقلب كل حجر ويبذل كل جهد من اجل اعادة هدار غولدين واورون شاؤول الى إسرائيل". واضاف ان لواء جبعاتي كان خلال الصيف الماضي، احد الاعمدة الأساسية في عملية الجرف الصامد، وخرج جنوده وقادته للدفاع عن بلدات الجنوب في مواجهة حماس والتنظيمات الارهابية الاخرى التي كانت ولا تزال تطمح الى تشويش حياتنا في هذه البلاد".
واكد وزير الأمن ان جنود وقادة اللواء عملوا خلال "الجرف الصامد" بإصرار وبشجاعة وبزمالة، وهم يعرفون حجم المهمة وينفذونها بشكل مهني يثير التقدير. واوضح يعلون بأن اسرائيل تعمل بإصرار وبقوة، ولكن ايضا بمسؤولية وبوعي، من اجل قطع ايدي المخربين وقادتهم، ولن تتردد في الوصول اليهم في كل زمان ومكان، ولن تتحمل محاولات اطلاق النار من القطاع، وستحارب بقبضة حديدية قواعد الارهاب ومنفذي العمليات الفردية في الضفة، ولن تسمح لإيران او لأي جهة اخرى بفتح جبهة على الحدود الشمالية، ولا تنوي التسوية على ذلك.
مقالات
يصعب ردعهم، لا يبالون بالنتائج
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان وفاة ريهام دوابشة، بعد أكثر من شهر على الهجوم الذي قتل طفلها الرضيع علي وزوجها سعد، لم يتعامل معه الجمهور الإسرائيلي بنفس الصدمة التي سببها الهجوم على منزل العائلة في قرية دوما في نهاية تموز. والآن ايضا، في الوقت الذي تبقى فيه فرد واحد فقط من الأسرة، الطفل أحمد، يتم نشر سلسلة جديدة من الإدانات من قبل القادة الإسرائيليين لما يبدو حسب جميع المؤشرات، كعملية ارهابية يهودية. ولكن في الوقت الحالي لم يتم التبليغ عن أي تقدم في التحقيق نفسه، الذي يجريه اللواء اليهودي في الشاباك بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية. ويبدو أن القتلة لا يزالون طلقاء.
في نفس الوقت، سمح بالنشر امس – عن تقديم لائحة اتهام ضد شابين قاما بتنفيذ عملية احراق مشابهة إلى حد كبير في تجمع بدوي، ليس بعيدا عن موقع القتل الى الشمال الشرقي لرام الله. لقد تم تقديم لائحة اتهام ضد هذين الناشطين، إبراهام غافني (18) وقاصر (16) عاما، وهما من سكان البؤرة الاستيطانية "هبلاديم". وتم تحديد هذه البؤرة من قبل الشاباك كمكان مركزي للتنظيم اليميني المتطرف المسؤول عن اعمال العنف اليهودي في المنطقة. وحسب لائحة الاتهام فقد قام المتهمان بإحراق خيمة كانت تضم الكثير من المعدات، لكن اصحابها لم يتواجدوا فيها في تلك الليلة. وحسب اقوال ابناء العائلة البدوية التي كانت تسكن الخيمة، فانها كانت تقيم فيها الى ما قبل اسبوع من اشعال الحريق.
وتنسب لائحة الاتهام الى الشابين تهم اشعال الحريق، التهديد وتشويش الاجراءات القضائية، لكنها لا تنسب اليهما محاولة القتل. حاليا، وبما أنه لم يتم تحقيق تقدم في التحقيق المتعلق بقتل ابناء عائلة دوابشة، ليس من الواضح ما اذا كان القتلة في دوما يعرفون بالتأكيد بأنه تقيم عائلة في البيت الذي احرقوه، ولكن حسب الشاباك، فان هذا التنظيم الذي يتركز في البؤر في منطقة غور شيلو والى الجنوب منه قليلا، لا يبالي تقريبا بالنتائج المحتملة لأفعاله.
مستوى العنف الذي تمارسه هذه المجموعة التي بدأت العمل في اواخر 2014، اعلى بكثير مما كان معروفا لدى غالبية نشطاء الارهاب اليهودي في السنوات السابقة. فهناك يتم التعامل مع المساس بحياة الفلسطينيين كنتيجة منطقية، بل ومرغوبة، لما يقومون به. العامل الايديولوجي المشترك في عمليتي دوما والخيمة البدوية، تماما مثل العملية نفسها، يذكر الى حد بعيد بالأمور التي كتبت في وثيقة "ملكوت الشر" التي كتبها احد المشبوهين الرئيسيين في المجموعة، موشيه اورباخ. لقد تم اتهام اورباخ نفسه بالتحريض على التمرد على خلفية كتابة الوثيقة، وتم اعتقاله حتى انتهاء الاجراءات ضده. ومنذ عملية القتل في دوما تم فرض الاعتقال الاداري على ثلاثة، بينهم مئير اتينغر، حفيد الراب مئير كهانا، والذي يوصف بأنه احد النشطاء المركزيين ان لم يكن رئيس التنظيم. كما تم اصدار اوامر ابعاد من الضفة او اوامر بالحبس المنزلي في ساعات الليل ضد 18 ناشطا اخر من اليمين المتطرف. ومع ذلك، من المشكوك فيه ان ردع الدولة ازاء هؤلاء النشطاء كاملا.
غافني والقاصر احرقا الخيمة، حسب الشاباك والنيابة، في 13 آب، بعد حوالي اسبوعين من عملية القتل في دوما. لقد هدفت العملية كما يبدو الى ردع الجهاز الامني والنيابة بالذات عن اصدار اوامر الاعتقال الاداري. وحقيقة اعتقالهما العاجل نسبيا، يدل كما يبدو، على ان السلطات شددت من تعقبها لهذه المجموعة في اعقاب عملية القتل. لقد تم فرض حظر النشر على كثير من تفاصيل العملية، رغم تقديم لائحة الاتهام. وما يظهر هنا بوضوح هو انه تم تفعيل وسائل اكثر تقدما نسبيا من اجل القبض على الفاعلين. كما تم بذل جهد كبير في عملية القبض على من احرقوا كنيسة الطابغة، قبل فترة وجيزة من القتل في دوما. ومن المؤكد انه يجري بذل جهود مشابهة الآن للقبض على القتلة في دوما، ولكنه في هذه الحالة وقع الضرر ويمكن الافتراض بأن المشبوهين ينتهجون الحذر الان بهدف التهرب من ملاحقتهم.
لا تنسوا اللاجئين اليهود
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" ان الصورة الممزقة للقلب، لجثة الطفل السوري على شاطئ تركيا، الذي غرق اثناء محاولة عائلته الهرب من سوريا، تعكس بشكل دراماتيكي مأساة ملايين البشر، فضحايا سفك الدماء الذي يقضي على الشرق الاوسط متقاربين جدا لكنهم لا يزالون بعيدا عن وجهتهم. في محاولتهم الهرب من الموت المتفشي في موطنهم والعثور على ملاذ في اوروبا الهادئة والمزدهرة، يخاطرون بحياتهم وحياة اولادهم.
هذه القضية المحزنة تعيد الى الذاكرة ضائقة لاجئين آخرين، في زمان آخر، ليس بعيدا. قبل 70 سنة، عندما ازداد تشديد طوق الاضطهاد على اليهود الألمان، بدأ البحث عن مأوى. عندما احتلت ألمانيا النمسا ومن ثم بوهيميا ومورافيا في جمهورية التشيك، تضخم عدد اليهود الذين بحثوا عن ملجأ، واكتشفوا ان حدود معظم البلدان مغلقة في وجوههم. وفي حينه لم يكن الألمان قد تحدثوا عن الابادة، وانما فقط عن طريقة للتخلص من اليهود. لكن أحدا لم يرغب باليهود. وتلخصت الجهود الدولية لمساعدة اللاجئين في مؤتمر إيفيان، الذي دعا اليه الرئيس فرانكلين روزفلت في عام 1938، والذي لم يكن الا خديعة، لأن الأبواب بقيت مغلقة.
بعد الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي في عام 1941، وجدت ألمانيا أن الطريقة الوحيدة للتخلص من اليهود هي ابادتهم، وبدأت عمليات القتل الجماعي. وانحصرت الجهود الدولية لمعالجة ضائقة اليهود في مؤتمر برمودا، الذي دعت اليه الولايات المتحدة وبريطانيا في عام 1943، والذي كان هو أيضا مجرد عملية احتيال، لأنه لم يتم خلاله اتخاذ أي قرار يمكن أن يؤدي إلى إنقاذ اليهود. لقد كان المجتمع الوحيد الذي ابدى استعداده لاستقبال اللاجئين اليهود هو مجتمع اليهود في ارض إسرائيل، ولكن بريطانيا سدت الطريق امامهم.
وكما هو الحال بالنسبة للاجئين السوريين والليبيين اليوم، فقد ابحر اليهود الفارين من أوروبا في قوارب متهالكة ، في محاولة للوصول إلى شواطئ إسرائيل. وقد اعترضت البحرية البريطانية هذه السفن، بل قامت في بعض الأحيان بفتح النار عليها. وكانت السفينة الأخيرة التي غادرت أوروبا هي "ستروما" التي أبحرت من رومانيا في ديسمبر 1941 عندما كانت المحرقة في خضمها. وعندما وصلت إلى تركيا، منع الأتراك اللاجئين من مواصلة الطريق برا، إلا اذا اصدرت لهم بريطانيا تأشيرات دخول إلى أرض اسرائيل. لكن بريطانيا رفضت، بسبب تخوفها المهووس من هرب المزيد من اليهود من أوروبا الذين رغبوا بالوصول الى ارض اسرائيل. وتم قطر السفينة إلى البحر الأسود في فبراير 1942 وغرقت هناك مع 768 شخصا من بينهم 103 اطفال. بعد "ستروما" لم تغادر المزيد من سفن اللاجئين اليهود من أوروبا حتى نهاية الحرب.
نتيجة للصراع بين اليهود والعرب في ارض إسرائيل، والذي بلغت ذروته في غزو الجيوش العربية في 15 مايو 1948، فر 625 الف عربي من منازلهم وأصبحوا لاجئين. وسمحت لهم عدة دول عربية بدخول حدودها، لكنها لم تسمح لهم بالاندماج في حياة المجتمع والاقتصاد. لم يرغب بهم احد، وقررت الأمم المتحدة رعايتهم. وفي ديسمبر 1949 أنشأت الأمم المتحدة وكالة الأونروا للاجئين الفلسطينيين. لقد مددت الأمم المتحدة ولاية الوكالة حتى عام 2017، وهي تعالج حاليا خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وأحفادهم، وتصل ميزانيتها الى أكثر من ملياري دولار سنويا. لكن الأونروا لم تفعل شيئا لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. بل على العكس من ذلك، لقد قامت بترسيخها. ويتم تكريس 57٪ من ميزانيتها للتعليم في مدارسها، حيث يتم تعليم الأطفال كراهية إسرائيل والحلم بتدميرها والعودة إلى بيوت أجدادهم التي تركوها في عام 1948. مشكلة هؤلاء اللاجئين هي أبعد ما تكون عن الحل اليوم بشكل يفوق ما كان عليه في عام 1948.
والان تملك البلدان الأوروبية فرصة رعاية اللاجئين من الشرق الأوسط الذين يأتون إلى شواطئها. فهل سيصمد الاتحاد الأوروبي امام هذا التحدي الإنساني الكبير؟
لاجئون الى اسرائيل؟ والعالم العربي يقف على الحياد
يكتب د. اودي بلانغا، في "يسرائيل هيوم" ان دعوة شخصيات عامة في اسرائيل، وعلى رأسها رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، الى استيعاب لاجئين من الدول العربية في اسرائيل، لا تأخذ في الاعتبار النتائج الوخيمة التي قد تسفر عنها خطوة كهذه. استيعاب المهاجرين الذين سيصلون من الموجة الحالية للاجئين ستخلق فرصة ذهبية، وستفتح نافذة من الفرص الحالمة، امام الفلسطينيين. فإذا فتحت إسرائيل أبوابها أمام اللاجئين السوريين، فلماذا لا تفتح أبوابها امام اللاجئين من عام 1948 و 1967؟ فهذه هي ارضهم ، كما يدعون، وهذا هو وطنهم، وعلى هذه المسألة يتوقف الحل السلمي. وإذا كانوا يعرضون على السوريين الدخول الحر إلى ارض العدو، فلماذا ليس للفلسطينيين؟
ربما يلمح النائب هرتسوغ لنا، بشكل غير مباشر، انه مستعد لقبول الطلب الفلسطيني بالحصول على حق العودة؟ وماذا سيكون مصير جمهور اللاجئين السوريين الذين سيرغبون في يوم ما بالعودة إلى وطنهم؟ إسرائيل، كما ذكرنا، هي دولة معادية والتثقيف المعادي للسامية الذي تعلمه السوريون في الجهاز التعليمي لحزب البعث لن يغير وعيهم بسرعة. وكل اتصال مع إسرائيل سيعتبر خيانة يعاقب عليها بالسجن بل حتى بالموت. ولذلك فان استيعاب مجموعات كاملة من اللاجئين سيفرض عليهم وصمة العار، وسيتم نبذهم في وطنهم بل أسوأ من ذلك.
وبشكل لا يقل عن ذلك من المثير سماع رد فعل زعيم المعارضة في ضوء عدم الاكتراث العربي. توجد في الشرق الأوسط 22 دولة عربية تتحمل ثلاثة منها فقط العبء الرئيسي لللاجئين السوريين: العراق والأردن ولبنان، وغني عن القول بأنها ليست الدول الغنية والاكثر استقرارا في الشرق الاوسط. لقد ادخلت العراق إلى أراضيها ما يقرب من 300 ألف لاجئ، والأردن 600 ألف، ولبنان أكثر من مليون. والمخاطرة التي تأخذها هذه الدول على عاتقها هائلة: فأوضاعها الاقتصادية صعبة، ولكن الأكثر اهمية من ذلك – هو ان اللاجئين قد يزعزعون استقرارها الديموغرافي. في لبنان أو في العراق يمكن لأي زيادة من البشر لصالح احدى الطوائف (السنة أو الشيعة) أن تغير تماما التوازن الاجتماعي الحساس وتؤدي إلى نزاعات داخلية وربما الى حرب أهلية.
ولكن يسأل السؤال – اين هي الدول العربية الغنية في المنطقة؟ اين السعودية وقطر والكويت ودبي او البحرين؟ ربما بدل الاستثمار في الرحلات الفخمة في اوروبا، يتكرم القصر الملكي السعودي بالتبرع بالمال للاجئين المساكين، او بدل بناء منتجعات التزلج والمراكز التجارية الضخمة، تستوعب دبي عدة مئات من الاف اللاجئين، وما هو رأي القطريين - الذين شجعوا بمساعدة محطة البث الخاصة بهم "الجزيرة"، المدنيين السوريين على التمرد على نظام الأسد – بأن يقدموا المساعدة الفعلية وليس بالتعاطف من بعيد فقط. وفوقهم جميعا تقف الكويت، التي هرب قادتها قبل 24 سنة فقط امام جيوش حاكم العراق صدام حسين. من يعرف ما معنى اللجوء مثلهم.
على إسرائيل مواصلة انتهاج الخط السياسي الحالي: التدخل الصغير في الحرب الاهلية السورية، وعدم دعم أي طرف من الاطراف في الحرب. نعم لتقديم المساعدات الفردية لمن يطلبون العلاج الطبي (دون أي علاقة بالمعسكر الذي ينتمون اليه)، ولكن لا لاستيعاب اللاجئين. قبل إسرائيل هناك ملايين العرب والمسلمين الذين يجب عليهم ويمكنهم تقديم المساعدة لأخوتهم السوريين، فلمنحهم حق الاولوية.
غض النظر
تكتب تامي أراد، في "يديعوت احرونوت" انه لا يوجد أي مكان للقلق، فإسرائيل لن تعيد فتح "الجدار الطيب"، ولن تستوعب الاف اللاجئين السوريين. فالدولة لم تنجح بمواجهة استيعاب الهجرة من اثيوبيا، ولم تعرف الى اين ستدفع برجال جيش جنوب لبنان بعد استخدامهم، ونحن نرفض التعامل مع طالبي اللجوء الافريقيين كلاجئين، وبالنسبة للمشرع الاسرائيلي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معهم هي جعلهم يتبخرون تحت الشمس. فهل نستقبل لاجئين سوريين؟
ومن ذا الذي كان اول من قفز على هرتسوغ ان لم يكن وزير المواصلات الذي كشف، وليس لأول مرة، عبر صفحته في الفيسبوك، الوجه الفظ والساخر الذي يضطر الى احتلاله وهو يرتدي بدلة – ومن ثم انضم اليه عدد كبير من نواب الليكود في الكنيست. على الاقل نجحت الوزيرة اييلت شكيد، صاحبة الموقف المعروف من اللاجئين، بالعثور على صيغة دبلوماسية لتفسير سبب عدم قدرة إسرائيل على استيعاب لاجئين سوريين.
لقد تم التعامل مع اقتراح النائب اليعزر شتيرن، والذي انضم اليه هرتسوغ، على انه اقتراح شعبوي. ولنفرض انه كذلك، اليس من المطلوب ان تعرب اسرائيل الرسمية عن تعاطفها على الاقل مع البشر الذين يقذفهم البحر الى الشاطئ كالطحالب؟ سيما ان هذا هو ما تفعله الدولة: فمنذ فترة طويلة يعالج الجيش الجرحى السوريين، ويقوم بتحويل الحالات الصعبة الى مستشفيات الشمال. فلماذا الفزع اذن؟ هل اشتبه كاتس وليفين بأن نتنياهو يطمح الى ان يصبح انجيلا ميركل؟ الجواب هو بالطبع لا. خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، اطلق نتنياهو، اخيرا، تصريحا لا يرتبط بإيران، وقال ما رغب كاتس وليفين بسماعه.
يمكن الخروج من الملاجئ، فاللاجئين السوريين لم يصلوا الى السياج بعد، واذا وصلوا، فانه يمكن الافتراض بأن الجيش الاسرائيلي سيطالب بإثبات قدرات "الحساسية المطلوبة"، التي تم ادخالها الى "الاوامر الثابتة للجنود" قبل عقد زمني، وستصبح تصريحات رئيس الحكومة الهنغارية شاحبة امام تصريحات كاتس ورفاقه.
باستثناء ذلك، لقد جربنا الاستيعاب. ويمكن القول ان النتيجة كانت واضحة. اخلاصنا للمجتمع الاسرائيلي اليهودي كان مطلقا. والمثال الأوضح على ذلك هو التجنيد المثير للفخر خلال الحرب. لكننا أقل تميزا في استيعاب غير اليهود، بل أقل من ذلك بكثير عندما يكون المقصود اناس من ذوي البشرة الداكنة. واستيعاب يهود اثيوبيا هو المثال على التناقض الاسرائيلي. من جهة هم يهود، لكن اهليتهم ليست متكاملة حسب اليهودية الارثوذكسية، ولون بشرتهم كلون بشرة اللاجئين/المهاجرين من افريقيا.
ابناء الجيل الذين ولدوا هنا يساوون انفسهم بأبناء جيلهم الاسرائيليين ويفهمون ما لم يفهمه ذويهم او تقبلوه من خلال التوجه السلبي لمن يشعر بأنهم "صنعوا المعروف معه". اذا صغنا الامر بشكل لطيف فان إسرائيل في سنة 2015 ليست دولة عنصرية، ولكن لون البشرة الأبيض يعتبر امتيازا. اللاجئون/المهاجرون بحثا عن عمل الذين تم اطلاق سراحهم من معسكر "حولوت" حسب قرار المحكمة العليا، يتم دفعهم الى داخل الحافلات مع عشرات الشواقل التي حصلوا عليها والتي يفترض بها ان تساعدهم على الوصول الى مكان غير تل ابيب، وترتيب امورهم حتى يعثرون على عمل، رغم انه لا يسمح لهم رسميا بالعمل. حقيقة عدم امتلاكهم لمأوى او للقمة خبز لا تعني السياسيين الذين ينظر غالبيتهم اليهم كأناس شفافين ، فيما تقوم القلة المتطرفة منهم بمهاجمة الشرائح الضعيفة.
مقابل بناء الجدار، كان يمكن للدولة ان تقيم مراكز استيعاب انسانية بدل انشاء معسكر اعتقال في النقب، وتفعيلها بواسطة المتطوعين. كما كان من واجبها ان توجههم الى اماكن العمل بشكل منظم وليس تركهم يواجهون مصيرهم في جنوب تل ابيب. اسرائيل ليست المانيا. ليس لديها عمق ديموغرافي او جغرافي، كما قال نتنياهو، وبالتأكيد لا تملك قدرات اقتصادية تساعد على فتح ابوابها للاجئين. ولكن عندما تريد دولة اسرائيل التجند من اجل هدف انساني فإنها تعرف كيف تفعل ذلك.
©وزارة الاعلام