رئيس التحرير: طلعت علوي

لرئيس بلدية غزة وبعدين…

الأربعاء | 26/08/2015 - 11:51 صباحاً
لرئيس بلدية غزة وبعدين…

محمد خالد أبوجياب

معالي رئيس بلدية غزة المحترم ، ان اصحاب “البسطة” او تجار الرصيف او الباعة المتجولين كلها أوصاف تدل على نفس الأشخاص ، هم مجموعة من المواطنين الذين ضاقت بهم الدنيا، فلا عمل ولا وظائف ولا امل، فأخذوا على عاتقهم افتراش الأرصفة والتجول في الشوارع او التواجد الدائم فيها لبيع مقتنيات عديدة بأسعار ذهيدة في الغالب، محاولين بذالك توفير ابسط سبل العيش الكريم بعيدا عن ظواهر التسول والاتجار بالمخدرات وامتهان مهن لا اخلاقية في مجتمعنا الفلسطيني المحافظ.

رئيس البلدية المحترم ان تاريخ تجارة الرصيف ليست مستحدثه او ظاهرة جديدة مشينة ومسيئة لغزة واهلها حتى نحاربها، انها ظاهرة عالمية فلا تكاد تزور أي مدينة حول العالم إلا وتجد لها شارعا معينا او تواجدا ملحوظا لهذه التجارة ولاصحابها، ويختلف المؤرخون في بداية ظهور هذا النوع من التجارة ، فالعديد منهم يؤكد ان بدايتهم في الولايات المتحدة كانت مع قدوم المهاجرين الاوائل من اوروبا والشرق الاقصى وامريكا الجنوبية الى امريكا، وتحديدا عندما كان هؤلاء الوافدون الجدد يمارسون عمليات البيع في الشوارع وامام البيوت والمقاهي وحتى المتاجر ، حتى أصبح من المألوف مشاهدة “تجار الأرصفة ” في شوارع الولايات المتحدة الامريكية.

هذه الظاهرة واهميتها بالنسبة للطبقة المسحوقة في امريكا أجبرتها على التعامل مع هذا النوع الجديد من التجارة فأصبحت عمليات البيع تدار تحت إشراف البلديات وغرف المدن التجارية وتعدى الأمر ذلك حيث يُمنح تاجر الرصيف ترخيصا يؤهله لممارسة عملية البيع، حتى أصبح الامر ظاهرة حضارية في امريكا وبات يشاهد هؤلاء الباعة في أكبر المدن كنيويورك وواشنطن ونيوجرسي بل وامام اشهر المتاحف الشهيرة ، فمتحف “توسو” الشهير ومدخل “امباير ستنيت” ناطحة السحاب العريقة مقصد دائم لهؤلاء الباعة ، الغريب في الأمر ان اصحاب المحال الكبرى لا يحق لهم الاعتراض او منع هؤلاء الباعة من التواجد أمام محلاتهم وفقا لقوانين البلديات الذي حماهم ونظم عملهم .

معالي رئيس البلدية المهندس نزار حجازي لقد حطمت بلدية غزة ” قسم المتابعة والتفتيش ” عددا قليلا من بسطات الشباب الغلابة الذين يبيعون الذرة على كورنيش بحر غزة ، المملوكة لبعض اصحاب البسطات المسحوقين في شوارع غزة !! هل المطلوب سيدي ان لا يكون هناك حتى امل لهؤلاء؟! هل المطلوب ان ندفع الناس دفعا للاجرام والسرقات والاتجار بالمخدرات والادمان والانتحار والفجور والكفر بكل ما هو فلسطيني، تحت باب الحفاظ على المظهر الحضاري لغزة؟؟!! عليك ان تتأكد سيدي ان ملايين السياح الاجانب المتوافدين على غزة لا يزعجهم هذا المشهد، ولا يمكن ان تعطي ظاهرة باعة الكورنيش او الشارع اي ضجة عالمية ضد غزة وامتيازاتها السياحية .

السؤال المهم الذي لابد ان نبحث معا عن اجابة دقيقة له، هل نسبة البطالة في غزة صفر ؟؟!! هل انهت بلدية غزة خطتها الاستراتيجية للنهوض باقتصاد المدينة وتوفير الاماكن والاسواق وطورت المرافق بما لا يدع مجالا لاحد بان يتجاوز هذه الاسس والبنية التحتية المخصصة لهذا الغرض؟؟!! ما بالكم بعائلات الذين صادرتم وحطمتم بسطاتهم المتواضعة ، هل ارسلت البلدية وجبة غذاء او كست اي من ابنائهم او سددت رسوم ابنائهم الجامعية ، وهل ..؟ وهل..؟؟ م.نزار المحترم وبعدين .. هل سنبقى نكتب ونتحدث دون ان تلقي لمعاناة الناس بالاً ؟، هل هكذا تدار متطلبات المواطنين والبسطاء من ابناء شعبنا ، وفروا من جهدكم شيء قليل والتفتوا لهؤلاء واعملوا بما يريح ضمائركم ويجنبكم غضب المظلوم ودعواته ، فلا حامي لكم يوم القيامة، فقد تدخلكم دمعة طفل محروم نارا تلظى.

اخيرا فليسمح لي احد الاصدقاء عبر الفيس بوك ان اقتبس منه ما كتب :” يا أصحاب البسطات .. أيها المعذبون والمضطهدون … لا باب أمامكم تقرعونه غير باب ربكم فادعوا الله في جوف الليل على من آذاكم ، فربكم لا ينسى أطفالكم ..”

©جريدة الاقتصادية 

التعليـــقات