رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 25 آب 2015

الثلاثاء | 25/08/2015 - 10:09 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 25 آب 2015


مطالبة المستشار القضائي باعادة فتح التحقيق في مقتل الاطفال الاربعة على شاطئ غزة
ذكرت صحيفة "هآرتس" ان مركز "عدالة" ومركز "الميزان"، توجها امس الاول الى المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، وقدما التماسا رسميا ضد قرار النائب العسكري الرئيسي اغلاق ملف التحقيق في قتل الاطفال الفلسطينيين الأربعة على شاطئ غزة خلال عملية "الجرف الصامد". وحسب التنظيمين فقد تم من خلال عملية القتل تلك خرق قوانين الحرب، ولذلك لم يكن هناك أي مكان لاغلاق ملف التحقيق دون اتخاذ اجراءات بحق المتورطين في الحادث.

وطلب التنظيمان من المستشار القضائي للحكومة الغاء قرار النائب العسكري الجنرال داني عفروني. كما طالبا بفتح تحقيق جنائي مستقل وفاعل ومحاكمة المسؤولين عن هذه الأعمال غير القانونية. يشار الى ان الاطفال اسماعيل بكر (9 سنوات) وعاهد بكر (10 سنوات)، وزكريا بكر (10 سنوات) ومحمد بكر (11 سنة)، قتلوا في شهر تموز جراء قصف جوي اسرائيلي اثناء تواجدهم على شاطئ غزة. وادعى الجيش ان سلاح الجو اعتقد بأن الاطفال هم رجال حماس!!.

وكتبت عدالة والميزان ان الاولاد الذين كانوا يلعبون على الشاطئ كانوا صغارا وكان يمكن للجيش تشخيصهم والتأكد من حقيقة كونهم مدنيين واطفال.

أردان يتعهد بمحاربة المرابطين والمرابطات في الحرم القدسي

كتبت "هآرتس" ان وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، يسعى الى استصدار قرار يقضي باخراج تنظيمي "المرابطون" و"المرابطات" الاسلاميين عن القانون، بسبب نشاطهما ضد الفئات اليمينية التي تعمل على فتح الحرم القدسي امام المصلين اليهود. وتأتي خطوة اردان هذه تجاوبا مع طلب الحركات اليمينية التي تشجع دخول اليهود الى الحرم القدسي والصلاة فيه. واعرب الشاباك والنيابة العامة عن دعمهما لخطوة اردان هذه. وعلم ان اردان طلب من وزير الأمن اصدار امر باخراج هذين التنظيمين عن القانون.

يشار الى ان الجناح الشمالي للحركة الاسلامية يقف وراء تأسيس هذين التنظيمين. وينشط الرجال والنساء الاعضاء في هذين التنظيمين بمضايقة اليهود الذين يدخلون الى الحرم القدسي. ويتم يوميا تسفير عشرات الرجال والنساء من المدن والبلدات العربية في الجليل والمثلث والنقب الى الحرم القدسي، وينضم اليهم مواطنون فلسطينيون من القدس الشرقية. وتنشط هذه المجموعات طوال ساعات النهار بسماع المواعظ والصلاة، ولكن عندما تدخل مجموعة من اليهود الى الحرم، يقتربون منها ويصرخون، ما يقود احيانا الى اعمال عنف.

وقال اردان امس ان "هذين التنظيمين يتعقبان زيارات اليهود الى الحرم ويصرخون ويحرضون ويسدون الطريق امام الزوار. ان هدفهم هو تضييق خطوات اليهود الذين يطلبون زيارة الحرم من خلال ممارسة العنف والتخويف، وانا سأبذل كل ما استطيع من اجل وقف نشاط هذين التنظيمين الخطيرين". ورحب نشطاء "جبل الهيكل" بقرار اردان، وقال يهودا غليك انهم يسعون الى صدور قرار كهذا منذ زمن، ويرغبون برؤيته يتحقق.

40 تنظيما برازيليا تعرض تعيين مستوطن سفيرا لإسرائيل

كتبت "يديعوت احرونوت" ان 40 تنظيما رائدا وقعت في البرازيل على عريضة تشجب قرار اسرائيل تعيين داني ديان، رئيس مجلس ييشاع، سابقا، سفيرا لإسرائيل لدى البرازيل. وتم وصف تعيين ديان في العريضة على انه "خرق للشرعية الدولية وتحد للسيادة البرازيلية". وتطالب التنظيمات البرازيلية الحكومة برفض تعيين ديان. وانضم عدد من اعضاء البرلمان البرازيلي الى الشجب ووصفوا القرار الاسرائيلي بأنه يتحدى سيادة البرازيل ومواقفها السياسية الرسمية التي تعتبر المستوطنات غير قانونية. ووصف النواب تعيين ديان بأنه "هجوم على الدبلوماسية البرازيلية". يشار الى انه حسب العرف الدبلوماسي فان الحكومة الإسرائيلية ستطلب من الحكومة البرازيلية المصادقة على التعيين. وتملك الحكومة البرازيلية، نظريا، امكانية رفض التعيين، لكن المقصود خطوة استثنائية لا يتم اللجوء اليها الا في الحالات المتطرفة عندما يمس التعيين بالمصالح المباشرة للدولة المضيفة. وقالت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، انها لا تشك بأنه بعد استكمال الاجراءات، سيقدم ديان مساهمة ملموسة للعلاقات بين البلدين.

رئيس بلدية اشكلون يرفض تعيين مديرة ايدت رفض الخدمة في المناطق

كتبت "هآرتس" ان رئيس بلدية اشكلون، ايتمار شمعوني، اعلن امس الاثنين، رفضه تعيين ابيطال بن شالوم مديرة لمدرسة الفنون في المدينة، لأنها وقعت في السابق على عريضة تؤيد رفض الخدمة العسكرية في المناطق. يشار الى ان بن شالوم كانت المرشحة الوحيدة التي صادقت عليها اللجنة المشتركة التي تضم ممثلين عن البلدية ووزارة التعليم. وكان بعض اولياء الامور الذين اكتشفوا توقيع بن شالوم سابقا على عريضة تؤيد نضال الجنود والضباط الذين يرفضون الخدمة في المناطق، قد توجهوا الى رئيس البلدية طالبين الغاء التعيين. وتطرق شمعوني الى الشكاوى على صفحته في الفيسبوك، وكتب: "لن اوافق بأي شكل من الأشكال على تعيين مديرة وقعت على عريضة تطالب الجنود والضباط بالامتناع عن الخدمة في المناطق. نحن نثقف الطلاب على خدمة الدولة ونشجع الخدمة العسكرية، ومن يعتقد غير ذلك، فان مكانه ليس معنا".

تحذير الإسرائيليين من السفر الى تركيا

كتبت الصحف الإسرائيلية ان مقر مكافحة الارهاب حذر السياح الإسرائيليين من زيارة تركيا، معتبرا انها ليست مستقرة من ناحية امنية، لكنه لا يوجد حاليا أي معلومات مركزة تشير الى عمليات تستهدف الاسرائيليين. ولذلك اوصى الطاقم بالامتناع عن الزيارات غير الحيوية. وجاء نشر هذا التحذير في اطار بيان عام يشمل تحذيرات للإسرائيليين الذين يخططون للسفر الى الخارج خلال فترات الأعياد العبرية. وحسب الطاقم فان جهات الإرهاب المحلية، ومن بينها داعش، تأخذ في الاعتبار استهداف الاماكن التي يصل اليها السياح الإسرائيليين، لكن  المعلومات ليست مبلورة بشكل يسمح بتشديد التحذير من السفر الى تركيا.

براك ينتقد سلوك نتنياهو في قضية شليط

ذكرت "يديعوت احرونوت" ان وزير الأمن السابق، ايهود براك، انتقد سلوك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في صفقة الأسير الاسرائيلي السابق لدى حماس، غلعاد شليط، وقال ان نتنياهو عارض اطلاق سراح شليط من خلال صفقة مع حماس، وانه، براك، ضغط عليه طوال اشهر لإنهاء الصفقة. وقال براك: "لدى نتنياهو شعور قوي بأن الصورة فعلا اهم بكثير من العمل ذاته". وحسب براك فان "بيبي انضم الى العملية واظهر خطوة أقل اناقة، وسيطرة أقل، وتصرفا أقل لطافة، عندما شعر بالضائقة الشخصية في الموضوع".

وقال ان "نتنياهو تعامل بشكل تافه ومحرج" اثناء التحضيرات لاتمام الصفقة. فالتحضيرات كان يجب ان يقوم بها تقني من القيادة العامة، كون مراسم الاستقبال جرت في قاعدة لسلاح الجو، لكن ديوان نتنياهو ارسل طواقمه لتنظيم المراسم، وكل ذلك بهدف واحد: ان تكون الصورة الاولى لشليط عندما يهبط في القاعدة هي له ولنتنياهو فقط، ولو كنت قد اصغيت لأوامر هذا الطاقم لربما ما كان بمقدوري كوزير للامن الوصول الى شليط قبل ان ينهي نتنياهو الحديث معه".

وجاءت تصريحات براك هذه في اطار تسجيلات جديدة نشرتها القناة الثانية، مساء امس، من ضمن التسجيلات التي اجريت معه اثناء الاعداد لكتاب يروي سيرته الذاتية "براك حروب حياتي" الذي صدر في نهاية الاسبوع الماضي. ووجه براك انتقادات شديدة الى سلوكيات نتنياهو كرئيس للحكومة، وقراره تعيين النائب العسكري خلال فترة قضية "هرباز" ابيحاي مندلبليت، سكرتيرا للحكومة.

تبرأة شابين من تهمة احراق سيارة عسكرية بعد تراجع "الشاهد" عن اقوله

كتب موقع "واللا" ان المحكمة المركزية في القدس، برأت يوم الخميس الماضي، شابين من سكان القدس الشرقية من تهمة رشق زجاجات حارقة على سيارة عسكرية لرش المياه على المتظاهرين في حي العيسوية في القدس، بعد تراجع الشاهد الرئيسي عن افادته التي ادلى بها امام محققي الشاباك. فقد ادعى الشاهد ان المحققين مارسوا عليه الكثير من الضغوط كي يجرم رفاقه، لكنه فعليا لم يتواجد في مكان الحادث بل كان يرقد خلال تلك الفترة في المستشفى. ومع ان المحكمة لم تتقبل روايته الا انها حددت بأنه لا يمكن تقبل افادته بتاتا، ولذلك برأت المتهمين، وتم اطلاق سراحهما بعد احتجازهما طوال ثمانية اشهر في السجن.

ويعود الحادث الى حزيران 2014 ، حيث وقعت مواجهات عنيفة في العيسوية، تم خلالها رشق الحجارة على قوات حرس الحدود. وتم اعتقال الشابين محمود محمود ومنصور محمود واتهامهما برشق زجاجة حارقة على سيارة عسكرية لرش المياه، واحراق جزء منها. كما اتهما بمحاولة مهاجمة افراد الشرطة. لكن الشابين نفيا التهمة. وكان الشاهد الرئيسي في الملف هو محمد عبيد من سكان القرية، والذي سلم اسميهما للشاباك خلال التحقيق. وخلال اعترافه امام المحققين "فايتسمان" و"نوريت" قال ان الشابين رشقا الزجاجات الحارقة والالعاب النارية على السيارة. لكنه تراجع عن افادته امام المحكمة وقال "ان الشابك ضغط علي واجبرني على التحدث عن الناس. ذكروا لي اسماء واجبروني على الحديث. قلت اني لا اعرف شيئا عن هؤلاء الناس فقالوا لي بأنني اذا لم اعرف فانهم سيقولون عني بأنني واشيا، وسيشوهون اسمي في البلدة".

وسئل الشاب في المحكمة عما اذا تعرض للضرب، فقال: "لقد هددوني واخافوني، واجبروني على التحدث. في حينه كنت قد وزعت بطاقات الدعوة لحفل زواجي، فقالوا لي ان علي "التحدث" اذا اردت استكمال زواجي، فقلت لهم اشياء لم تحدث. كل الاعترافات غير صحيحة وغير حقيقية. في يوم الحادث كنت ارقد في المستشفى وشاهدت ما حدث عبر التلفزيون". وادعى الشاب امام المحكمة ان المحققة "نوريت" قامت خلال التحقيق معه بخلع ملابسها امامه كجزء من تفعيل الضغط عليه، لأنه انسان متدين، وان المحقق "فايتسمان" قال له بأنه "سيجف" داخل غرفة التحقيق ولن يتزوج. ورفض رجلا الشاباك اقوال الشاهد.

اعتقال "خلية" من قرية بيتا بزعم رشق زجاجات حارقة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الشاباك الاسرائيلي كشف عن اعتقال خلية من قرية بيتا، المجاورة لنابلس، شارك اعضاؤها في رشق زجاجات حارقة على سيارة اسرائيلية قبل حوالي شهرين. وجاء من الشاباك ان اعضاء الخلية اعترفوا خلال التحقيق معهم بتنفيذ العملية وبسلسلة طويلة من عمليات رشق الزجاجات الحارقة والحجارة. وسيتم قريبا تقديم لوائح اتهام ضد المعتقلين الى المحكمة العسكرية في السامرة، حسب جهاز الشاباك، الذي اضاف ان التحقيق قاد، ايضا، الى كشف نشطاء آخرين شاركوا مؤخرا في عمليات ضد سيارات اسرائيلية على شارع 60.

احتجاج على كتاب يقارن بين الكارثة والنكبة

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان حركة "ام ترتسو" اليمينية احتجت على الندوة التي ينوي معهد "فان لير" تنظيمها حول كتاب "الكارثة والنكبة – ذاكرة، هوية قومية وشراكة يهودية عربية". وطالبت الحركة بإلغاء الندوة احتجاجا على المقارنة بين الكارثة والنكبة. و"يقترح هذا الكتاب افكارا حول طرق تذكر الكارثة والنكبة معا، ومناقشتها بشكل مشترك في السياق الاسرائيلي، وفحص طرق التفكير المشترك، ليس لأن الحادثين متشابهين وانما لأنهما حدثين مأساويين، يحددان هوية، وحددا مصير وهوية الشعبين، ولكن بشكل مختلف تماما"، كما جاء في بيان التعريف بالكتاب. ويضم الكتاب مقالات ووجهات نظر كتبها باحثون وباحثات وكتاب ومفكرين من اليهود والفلسطينيين، الذين يحاولون مواجهة هذه القضية.

وفي رسالة الاحتجاج التي بعثتها حركة "ام ترتسو" الى معهد فان لير، كتبت انها تنظر بخطورة وبصدمة عميقة الى "المقارنة غير المعقولة بين كارثة يهود اوروبا الذين تم احراقهم حتى الموت، وقتل ودفن الملايين منهم بدون ذنب، وبين هزيمة اعداء إسرائيل في حرب الاستقلال التي يسميها العرب النكبة". وحسب "ام ترتسو" فان هذه المقارنة "تستهتر وتمس بالناجين من الكارثة الذين يعيشون في إسرائيل والعالم، وتهين العقل وتشكل وصمة عار على الاخلاق الانسانية. فهزيمة العرب في حرب الاستقلال كانت نتيجة للحرب التي بدأتها الجيوش العربية  بسبب رفضها الاعتراف بحق الشعب اليهودي بالعيش في وطنه. اما كارثة الشعب اليهودي فحدثت بسبب كراهية اليهود والقتل المنهجي والمخطط لملايين الأبرياء. ولذلك فاننا نطالب بإلغاء الندوة المكرسة للكتاب الذي يجري هذه المقارنة الرهيبة وغير المنطقية".  كما توجهت "ام ترستو" الى دار النشر "الكيبوتس الموحد" وطالبتها بإلغاء مشاركتها في اصدار الكتاب.

مستوطنات إسرائيلية تطالب بهدم بيوت بنتها اوروبا للبدو الفلسطينيين

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان مستوطنات كفار ادوميم، نوفي فرات والون، وجمعية "رجابيم"  قدمت التماسا الى المحكمة العليا، طالبت فيه بهدم المباني التي انشأها الاتحاد الاوروبي بدون ترخيص في المناطق C. ويطالب الملتمسون الدولة بهدم هذه المباني "القائمة في مناطق نفوذ مستوطنة كفار ادوميم". وقد بنيت هذه البيوت للبدو الفلسطينيين في المنطقة. وادعى الملتمسون ان الاتحاد الاوروبي يعمل في مناطق نفوذ المستوطنات الملتمسة بهدف المس بالسيادة الإسرائيلية. وطلبت المحكمة من الملتمسين اضافة اسماء اصحاب المباني الى الالتماس.

المحكمة تقلص المبلغ الذي تطالب الفلسطينيين بدفعه كضمان في قضية "ضحايا الارهاب"

كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان محكمة نيويورك تجاوبت مع طلب الادارة الامريكية والزمت السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بدفع كفالة منخفضة حتى انتهاء النظر في الاستئناف على القرار الذي يفرض عليهما دفع مئات ملايين الدولارات تعويضا لضحايا الارهاب. وحدد القاضي بأن على السلطة ومنظمة التحرير ايداع مبلغ 10 ملايين دولار، كضمان في المحكمة، ودفع مليون دولار اخرى شهريا، حتى ينتهي النظر في الاستئناف. وكانت لجنة المحلفين قد قررت قبل نصف سنة الزام السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على دفع اكثر من 650 مليون دولار كتعويض لعشر عائلات امريكية، اصيب او قتل اولادها خلال عمليات جرت في إسرائيل في بداية العقد الماضي. وفي خطوة استثنائية، طلبت الخارجية الامريكية من القاضي ابداء رأيه في مبلغ الكفالة خشية ان يؤدي حجمها الكبير الى انهيار السلطة الفلسطينية ويسبب بالتالي ضياع عشرات السنوات من الجهود السياسية الامريكية، وتقويض الاستقرار في المنطقة.

مقالات

في خدمة من يعمل هذا العميل؟

يكتب نحاميا شتراسلر، في "هآرتس" ان الاستنتاج الراسخ هو ان ايهود براك هو عميل ايراني، ذلك ان الايرانيين وحدهم هم الذين سيستخلصون الفائدة الكبرى من الأسرار التي كشفها. ولذلك فان المنطق يقول انه يعمل لديهم. والحقيقة هي انه زودهم بالمسدس الساخن الذي بحثوا عنه طوال الوقت. الان سيقولون: يتحتم علينا الدفاع عن انفسنا من هؤلاء المتوحشين في تل ابيب الذين جلسوا وخططوا لمهاجمتنا. الان سيفهم العالم لماذا نتزود بالصواريخ البالستية، وسيدعم موقفنا. الامر لم يعد مجرد شائعات وتخمينات، وانما كلمات موثوقة قالها بصوته رجل الأمن لدى الصهاينة.

بعد اعادة التفكير فهمت بأنني أخطأت. براك ليس عميلا ايرانيا، وليس امريكيا ولا حتى عميلا لإسرائيل. انه عميل لبراك، لا يهمه الا براك، الواحد والوحيد، وليذهب الجميع الى الجحيم، بما في ذلك الأمن والصهيونية والوجود والمستقبل والقومية والمجتمع وكل شيء. مصلحة براك في التسجيلات والكتاب هي مصلحة واحدة: تنصيب نفسه كزعيم جريء وقوي استعدادا لعودته الممكنة الى السياسة. حسب اقواله، فقد كان هو من دفع نحو العملية ضد ايران، في وقت صارع فيه ضد مجموعة من الأقزام والجبناء وضعاف الموقف، كرئيس اركان الجيش غابي اشكنازي، والوزراء دان مريدور وبيني بيغن ويوفال شطاينتس وبوغي يعلون الذين "ذابوا" من شدة الخوف.

كان من المفاجئ سماع كمية الاسرار التي كشفها براك. صحيح انه تم في السابق كشف جزء منها، ولكن بطرق غير مباشرة وعامة. والآن يأتي ذلك على لسان البطل، بشكل حميمي جدا وبالغ الدقة، بما في ذلك تفصيل التواريخ والمعايير وكشف مواقف كل المشاركين في الجلسات الاكثر سرية. الى ما قبل النشر في استوديو الجمعة، في القناة الثانية، لم يعرف احد في ايران ان إسرائيل كانت فعلا تنوي مهاجمة منشآتهم النووية ثلاث مرات، في 2010 و2011 و2012. ولم يعرف احد ان الجيش الاسرائيلي لم يتمتع بالقدرة العسكرية المطلوبة لذلك في 2010. ولم يحلم احد بأن معيار تحديد موعد الهجوم في 2012، كان منظومة العلاقات مع الولايات المتحدة، الامر الذي سلط علينا اضواء ساخرة كدولة تابعة. اما الآن فالكل يعرفون. ولذلك فان المقصود مسا بالغا بأمن الدولة. ومن سيرغب بالتعاون مع دولة تكشف اسرارها هكذا؟ وكيف يمكن الحديث بشكل حر في المجلس الوزاري الأمني، اذا كان المعيار الجديد هو: "تحدث وانشر، لأنني انا المهم وليست الدولة"؟

هذه ليست المرة الاولى التي يفشل فيها العميل براك. في ايار الأخير، وخلال لقاء اجرته معه القناة الاولى، بمناسبة مرور 15 سنة على الانسحاب من لبنان، كشف براك سرا عسكريا كبيرا، تمنع الرقابة اعادة نشره في الصحيفة. لو كان مردخاي فعنونو قد ادلى بتصريحات كهذه، لكان سيجد نفسه في السجن. في 2011 انتقد مراقب الدولة بشدة، شركات الاستشارة التي اسسها براك فور انتهاء ولايته كرئيس للأركان. لكن المراقب لم يطرح السؤال الأكثر ملحا: مقابل ماذا يحصل براك على الملايين؟ ما الذي يبيعه عمليا للشركات الضخمة؟ منطقي يقول انه يبيعهم المعلومات التي راكمها خلال شغله لمهام رئيس الاركان، ورئيس الحكومة ووزير الأمن، في مختلف القضايا العسكرية، منها مثلا، ساحة الحرب المستقبلية. والا ما هي الحاجة اليه؟ وانا، بشكل مبدئي، ضد كل من يبيع المعلومات التي وقف عليها في اطار مهامه.

على كل حال، اذا كان اشكنازي قد خضع للتحقيق في حينه بسبب محادثة خلفية اجراها مع صحفيين عسكريين، وهي مسألة تحدث يوميا، فلماذا لا يقوم المستشار القضائي للحكومة باستدعاء براك الى التحقيق بشأن الضرر الذي سببه في اعقاب كشف الاسرار المتعلقة بإيران؟ في احدى التسجيلات التي لم يتم كشفها بعد، يقول براك انه من المحتمل ان يتوجه اليه معسكر اليسار – الوسط في المستقبل، كي يترأسه. رجاء، فقط ليس هذا. قليل من الرحمة. بليز.

6% من الناتج القومي

يكتب موشيه ارنس في "هآرتس" انه في كل سنة، عندما تستكمل الكرة الأرضية دورانها حول الشمس مرة أخرى، يتجدد النقاش حول حجم ميزانية الأمن. كم هي كافية وكم هي زائدة. هذه هي الفرصة لكل من يعرف، ولو قليلا، عن الأمن – ومن لا يعرف في إسرائيل – لأن ينضم الى من يعرف، ولو القليل، عن الاقتصاد واضافة افكاره الى النقاش. وعندها، وبعد ان يقال كل ما يمكن قوله عن الموضوع، يتخذ رئيس الحكومة قراره، ثم يعاد طرح الموضوع على الرف حتى العام التالي.

أمثالي، الذين امتلكوا معرفتهم الأساسية في الاقتصاد بمساعدة كتاب "النظرية الاقتصادية" لمؤلفه بول سامويلسون، يتذكرون جيدا الرسم البياني "البنادق مقابل الزبدة" الذي ظهر فيه. فالمزرعة يمكن أن تنتج الى حد معين، ويجب البت في مدى التخلي عن الزبدة مقابل البنادق. ونحن نعرف الآن ان المسألة أكثر تعقيدا بعض الشيء.. صحيح ان زيادة ميزانية الأمن سيؤدي إلى خفض التمويل لقضايا أخرى، مثل التعليم والخدمات الاجتماعية والاستثمار في البنية التحتية. ولكن يجب ان نتذكر، أن جزء كبيرا من تكاليف الأمن تساهم في هذه القضايا حقا. الأبحاث والتنمية الأمنية تساعد على المدى الطويل في تعزيز قطاع التكنولوجيا العالية في إسرائيل، التي تعتبر المحرك الدافع للاقتصاد في السنوات الأخيرة. الجيش الإسرائيلي هو أيضا أفضل مؤسسة تعليمية في إسرائيل، وأجزاء من الميزانية المخصصة للأمن ينبغي اعتبارها مساهمة في التعليم في البلاد. بالإضافة الى ذلك، فان للجيش الإسرائيلي مساهمة في الرفاه واستيعاب الهجرة على نطاق واسع. ولا تقل أهمية عن ذلك، الحقيقة بأن الشعور بالأمن والاستقرار جراء وجود جيش قوي، يقلل من عنصر الخطر الذي يأخذه المستثمرون في الاعتبار قبل قيامهم بالاستثمار هنا، وهكذا يتم تشجيع نمو الاستثمارات وزيادة النمو.

صحيح أن تخفيض ميزانية الأمن يمكنه أن يسهم في تحسين مستوى المعيشة. ولكن كما قال مناحيم بيغن، "ان الحياة نفسها أهم من مستوى الحياة"، وفي هذا الصدد لا يوجد خلاف حول مساهمة الجيش الإسرائيلي. اذن، كم هي الميزانية التي تعتبر كافية وكم هي التي تعتبر أكثر من اللازم؟ لقد أشار بول كنيدي في كتابه الشهير "صعود وسقوط القوى العظمى"، الى ان النفقات المبالغ فيها في الجيش يمكن أن يؤدي إلى تدهور الاقتصاد وكذلك الحاق الضرر بقدرة الدولة على الوفاء بالتكاليف الأمنية. ويمكن للمبالغة في الإنفاق الأمني الآن أن تمنع في المستقبل القدرة على تمويل المؤسسة الأمنية.

هل وصلت إسرائيل إلى هذا الحد؟ بالطبع لا، اذا حكمنا على الأمور حسب  الوضع الاقتصادي الحالي. لكنها كانت قريبة جدا من ذلك في السنوات التي تلت حرب يوم الغفران، عندما بلغ الإنفاق الأمني نسبة 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وكان الاقتصاد عالقا. في عام 1985، فقط، عندما انخفض الإنفاق الأمني إلى 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي، واستمر في الانخفاض إلى 6٪، حجمه الحالي، تعافى الاقتصاد، وبات قادرا اليوم على تمويل الاحتياجات الأمنية دون رهن المستقبل. التهديدات التي تحيط بنا تشكل سببا وجيها للحفاظ في السنوات المقبلة على المستوى الحالي لميزانية الأمن. فما هو المقصود، اذن، من مهرجان المناقشات السنوية؟ الناس يقولون ان الهدف هو خفض الدهون.

ليس هناك شك في أن هذا الهدف يستحق، ولكن من الذي ينبغي أن يكون مسؤولا عن تنفيذه؟ وزير الأمن. وهذه هي مسؤوليته، وهو وفريقه الجهات الأنسب لتحقيق هذا الهدف، وبالتأكيد أكثر من مسؤولي وزارة المالية. من المناسب أن ندع الحكومة تقرر الابقاء على ميزانية الأمن بنسبة تساوي 6٪ من الناتج المحلي الإجمالي ما دام ليس هناك أي تغيير كبير في أبعاد التهديدات. يجب على الحكومة أن تقوم في كل سنة بإجراء تقييم لحجم التهديدات، ويتحمل وزير الأمن المسؤولية عن بناء هيكل قوة الجيش الإسرائيلي وتحديد السياسة المتعلقة بشراء منظومات الأسلحة المناسبة في ظل قيود الميزانية.

من يجد تشابها يشوه الحقيقة التاريخية

يكتب دان مرجليت في "يسرائيل هيوم" ان اكثر نقاش سخيف اجراه اليسار المتطرف في إسرائيل، حدث في وقت مبكر من سنوات الخمسينيات. بدلا من الفهم بأن الاتحاد السوفياتي في عهد يوسف ستالين كانت تحكمه عصابة من القتلة، جادل مبام مسألة ما اذا يجب كتابة  الماركسية - اللينينية أو الماركسية واللينينية. وشرح اصحاب التفكير الضيق بأن تعاليم كارل ماركس وفلاديمير لينين تشكل وحدة واحدة، وليست فصولا منفصلة. وبعد ان تم فتح معسكرات الاعتقال وكشف الرعب ونشر كتب الكسندر سولجينتسين ككتاب "يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش" تبين كيف قاد المحتالون من الأنف مئات الملايين من الأبرياء بواسطة الدعاية الكاذبة.

ويتم زرع تشويه من هذا النوع، ويزهر، في مبادرة معهد فان لير لعقد ندوة ستوحد في نقاش مشترك الكارثة مع النكبة. وحسب خبر نشر في موقع NRG من الواضح ان المعهد المقدسي يحتمي بواسطة رئيسه الأستاذ جبرئيل موتسكين، من خلال الادعاء بأن أحداث المحرقة والنكبة ليست واحدة، ولكنه وجد على الفور قاسما مشتركا لهما، حيث يقول انهما كانا حدثين سببا الصدمة وقام بدمجهما تحت سقف كلامي واحد.

لقد تعبنا من التفسير بأن هذين الحدثين بعيدين احدهما عن الآخر، وان من يقربهما من بعضهما انما يشوه الحقيقة التاريخية. ماذا يشبه ذلك؟ في هذه الايام، صدر عن دار النشر "عام عوبيد" كتاب بن مكنتاير "جاسوس بين اصدقاء". ويروي الكتاب سيرة حياة كيم فيلبي الذي خان وطنه وسلم اسرار بريطانيا الى الاتحاد السوفييتي. لقد اغرته الشيوعية في جامعة كامبريدج، وقام بمساعدة دونالد مكلين وغاي بورغاس وانتوني بلانت، بالتجسس لصالح العدو الكبير في موسكو.

ما رأي البروفيسور موتسكين اذا قام احدهم بإجراء ندوة تحت عنوان "فان لير وخيانة كامبريدج الكبيرة؟" فليشرح ان المقصود مؤسستين اكاديميتين محترمتين، نشأت داخلهما مجموعة من المحاضرين والباحثين المهيمن، وخاصة المتشككين، وايضا بعض الاعشاب الضارة. من المؤكد ان المنظمين سيتظاهرون بالبراءة. انهم لن يدعو ان مؤسسة فان لير هي دفيئة للخونة. وان الوضع في فان لير لا يشبه بتاتا اجواء الخيانة في كامبريدج في الثلاثينيات، ولكن من المهم التفكير بأن هذا يمكن ان يحدث رغم انه تم امتصاص التشابه من طرف الاصبع. فليقل بشكل واضح، انه لا يوجد أي تشابه، ولكن طابع الدعاية البدائية، والمتدنية فكريا، والسطحية يخلق لدى الجمهور الشعار الذي يقارن بين حدثين لا يوجد بينهما أي ترابط. لا حاجة الى التدخل ومحاولة منع النقاش في فان لير. فالمبادرين اليه يملكون حق التراجع.

فجأة اصبحت لديه شقيقة

تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان ايران "الجارة" تحولت فجأة الى "شقيقة" لرئيس السلطة الفلسطينية. من غير الواضح ما الذي اصاب ابو مازن عندما استغل مجموعة من الصحفيين البولنديين الذين التقاهم امس الاول في المقاطعة في رام الله، كي يعلن بانه سيسافر "قريبا" لزيارة "الشقيقة" في طهران.

هذه مسألة غريبة، لأنه لم يكن بمقدور أبو مازن تحديد تاريخ الزيارة، وكما يتضح فان طهران فوجئت بالاعلان. وفي هذه الأثناء لم تؤكد او تنفي النبأ. لكن المؤكد انه بعد كل الشائعات والتحليلات حول الصفقة التي تنضج بين اسرائيل وحماس، قرر ابو مازن عرض عضلاته. حماس تعمل مع ايران؟ هو ايضا سيفعل ذلك. حماس تحصل على مساعدات؟ هو ايضا يريد الحصول عليها. حماس على خلاف مع السعودية ومصر؟ وابو مازن اذا سافر فعلا الى طهران سيورط نفسه كما يجب مع السعودية.

لا احد يتعامل بجدية مع استقالته. ليس لدينا ولا في العالم العربي، ولا في واشنطن، وبشكل خاص ليس في رام الله ايضا. الشعور هو انه يعلن: امسكوا بي، ارغب بتحطيم الآليات. لقد قالت حنان عشراوي، احدى الاعضاء التسع الذين استقالوا من اللجنة التنفيذية، باستقامة، ما يفكر فيه الجميع: حان الوقت لإدخال دماء جديدة الى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. لكن ابو مازن، ويجب ان لا ننسى، سيبقى الرئيس. فهو لن يتخلى عن هذا المنصب. لقد تعودنا عليه حتى قبل وفاة عرفات. كما تعرفنا على مزاجه المتطرف وعلى قراراته المتقلبة.

الاسرائيلي الذي يلتقيه وجها الى وجه سيجد امامه نوعا من الجار والجد اللطيف. انه لا يشجع بتاتا الارهاب. انه يعرف جيدا الواقع الاسرائيلي وتقاليدنا. ولكنه في جيله البالغ جدا يشعر بما يكفي من اليأس ازاء مراوحته لمكانه. حتى اذا دعاه نتنياهو للعودة الى طاولة المفاوضات، فانه سيشتبه بأن ذلك لن يسفر عن شيء، وان مكانته في الشارع الفلسطيني ستضعف. انه يشتبه، ايضا، بطبخ صفقة من تحت البساط مع حماس على حسابه. ولا احد يتحدث عن المصالحة "التاريخية" بين منظمة التحرير وحماس.

الأمر المؤكد هو ان اصرار خالد مشعل على الاعلان عن "تقدم" (في المفاوضات) كان موجها اليه: قرص من يجلس في رام الله وينتظر بطاقة سفر الى طهران. بين خطوة واخرى، اعلن ابو مازن الحرب على محمد دحلان، وطرد رئيس الحكومة سلام فياض، وفصل ياسر عبد ربه. ان من ينوي فعلا الاستقالة او اجراء انتخابات في السلطة لا ينشغل بالإقصاء والطرد.

ابو مازن في الثمانين من عمره، يدخن بشكل متواصل. انه لا يمارس الرياضة ويحافظ على الحمية مثل شمعون بيرس. اليوم الذي سيليه يمكن ان يحدث في كل لحظة. بالنسبة لي يعتبر شخصية مأساوية تعكس الحزن والاحباط الفلسطيني. انه لا يتمتع بالكاريزما التي تمتع بها عرفات، بل اختطفوا منه جائزة نوبل للسلام رغم ضلوعه العميق في الاتصالات السرية التي قادت الى اتفاق اوسلو. والان يقوم بدفع المخلص القديم له صائب عريقات الى الدائرة السياسية القريبة، لكنه يدير حسابات داخلية ويلون المجموعة المتحلقة حوله بالابيض والأسود، ويصنفهم الى جيد وخائن، ولا يسمح للشبان بموطئ قدم.

الرئيس في العالم العربي، أي رئيس، لا يستقيل طوعا. فإما ان تفعل الطبيعة فعلها، او تقوم الحشود الجماهيرية في الساحات بإسقاطه. في الضفة لا يتجهون نحو التظاهر، ولكن ليس هناك ما يمكن حسد ابو مازن عليه. اذا قرر التسليم كما يهدد، فستدور من حوله رقصة شياطين ستركز على الفضائح التي يحظى حتى الان بالحصانة من مواجهتها بسبب مكانته الرفيعة. ولذلك فانه يبقى. انه يعرف ان الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني غير قابل للحل، وان القدس لن تقسم ثانية، ولا احد سيقوم بترسيم الحدود، وان ايران وداعش سرقتا منه الاضواء في كل الأحوال.

مصدر امني: من يعتقد ان إسرائيل كانت تتمتع بقدرة على مهاجمة ايران في 2012 مخطئ ومضلل

يكتب امير بوحبوط في موقع "واللا" ان مصادر امنية اسرائيلية كثيرة وجهت انتقادات شديدة الى وزير الأمن السابق، ايهود براك على خلفية نشر احاديثه عن مسائل بالغة الحساسية وبالذات في اطار تأليف كتاب. وقالوا ان براك عرض الجيش والوزراء كما لو انهم عارضوا خطة الهجوم على ايران، ومس بقوة الردع الإسرائيلية. وتثير تصريحات براك الكثير من التساؤلات حول دور وزير الأمن في بلورة السياسة واعداد الجيش.

اذا كانت هذه هي صورة الأمور، ولا توجد في الجهازين الامني والسياسي غالبية مؤيدة لمهاجمة ايران، فلماذا يجب على إسرائيل مواصلة استثمار مليارات الشواقل سنويا في الخيار العسكري؟ وهل لم يكن من الصحيح اجراء تنسيق في القدرات وتوفير الاموال وتحويلها الى مجالات اخرى؟ وهل تستطيع اسرائيل فعلا تنفيذ هجوم ناجع ضد المشروع النووي الايراني؟

لقد عين رئيس الاركان فور تسلمه لمنصبه، نائبه الجنرال يئير غولان مسؤولا عن فحص الخيار العسكري وملائمته مع اليوم التالي للاتفاق بين ايران والقوى العظمى. وحسب الرياح التي تهب من ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فانه لا توجد أي نية لإجراء تغييرات عميقة في مستوى الجاهزية. ما يعني انه اذا قدم الجيش توصيات في الموضوع، فان التنسيق سيكون مسألة تجميل فقط.

وقال مصدر سياسي رفيع: "من السهل تفكيك قدرات كالهجوم في دائرة ثالثة، لكنه يصعب بناءها من جديد". بالنسبة لوزير الأمن يعلون، فانه لا يزال يتمسك بالتوجه الذي يقول ان على الجيش زيادة تعقب المشروع النووي بعد الاتفاق واعداد كل المنظومة العسكرية لامكانية محاولة ايران الاختراق نحو انتاج القنبلة النووية، في الوقت الذي يعمل فيه قادة الغرب على عقد صفقات تجارية مع ايران. ويقول يعلون انه "اذا لم اكن انا لنفسي فمن يكون لي"، وهذا على الرغم من ان براك عرضه في كتابه كمعارض للهجوم على ايران.

وأضاف مصدر عسكري رفيع "ان من يدعي ان الجيش الاسرائيلي كان بين سنوات 2010 و2012 في قمة النضوج لتنفيذ هجوم على ايران فانه مخطئ ومضلل. كل سنة تمر يتحسن الجيش، ولا يبقى أي شيء جامدا، والمستوى المهني يتحسن. في السنة القادمة سنحصل على غواصة أخرى، وعلى المزيد من طائرات F-35 والمنصات الصاروخية. كما ان الاستخبارات تتحسن ايضا". وقال ان الخيار العسكري لا يشمل مركب الهجوم فقط، وانما الدفاع ايضا. "اذا طلب منا تنفيذ هجوم على ايران فسنطالب بالدفاع ايضا، عندما يهاجمنا حزب الله بالصواريخ والقذائف. لا يمكن مقارنة منظومات الدفاع الاسرائيلية في 2010 -2012، بالسنة الحالية، لأن لدينا المزيد من بطاريات القبة الحديدية، وسنكتسب المزيد من القدرات العسكرية في العام المقبل مع منظومة "العصا السحرية" التي ستدخل حيز العمل".

لقد تم تجميد الخيار العسكري في اواخر 2012، وسيكون من الصعب اعادته خلال فترة قصيرة. حتى بشكل نظري يبدو ان ما يمكنه ان يغير القرار ويحقق الخيار العسكري الذي سكب عليه الجيش مليارات الشواقل، هو فقط توفر معلومات استخبارية راسخة حول نية ايران الاختراق نحو القنبلة، او حدوث تغيير متطرف في توجه الادارة الامريكية، او وجود مجلس وزاري متشدد، او رئيس اركان متعنت. مع ذلك فان القضية لا تزال بعيدة عن الانتهاء، ولا تزال هناك جهات كثيرة، سياسية وعسكرية، في الحاضر وفي الماضي، التي لم تعبر عن رأيها علانية وتحتفظ لنفسها بتفاصيل دراماتيكية عن تلك الأيام. والقائمة طويلة. ولكن كلما مر الوقت كلما انضمت الى هذه القائمة اسماء جديدة سترغب في تأليف كتاب عن الموضوع.

التعليـــقات