رئيس التحرير: طلعت علوي

ثمانية مليارات يورو تكبدتها من أجل اللاجئين: المانيا تخشى تجدد العنف وانتقادات لميركل بالتقصير

الأحد | 23/08/2015 - 06:58 صباحاً
ثمانية مليارات يورو تكبدتها من أجل اللاجئين: المانيا تخشى تجدد العنف وانتقادات لميركل بالتقصير

برلين ـ  انتقد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير بشدة المشاجرة التي وقعت في مقر مكتظ باللاجئين في مدينة زول في ولاية تورنغن الألمانية. وقال، إنه لا يفهم وجود مثل هذا العنف بين طالبي اللجوء، مشيرا إلى أن من الضروري التعامل بصرامة مع مثل هذه المشاجرات كما يتم التعامل مع الاعتداءات التي تقع عليهم. وأكد الوزير: «على من يتوقع منا الحماية ويتم استقباله في أراضينا، أن يلتزم بالقانون والأعراف الألمانية». إلا أنه اعترف أن مقار الإيواء الجماعية ترتبط عامة بالمخاطر، حيث قال: «كلما اجتمع عدد كبير من البشر في مكان ضيق ازداد الأمر صعوبة». وأوضح دي ميزيير أنه «لو قررت حكومة ولاية تورنغن عزل طلاب اللجوء وفقا لعرقياتهم فمن الممكن عمل ذلك، وهناك أمثلة سابقة على تطبيقه «.


وقد أدى النزاع بين اللاجئين داخل أحد مقار إيواء اللاجئين المكتظ في مدينة زول إلى مشاجرات أسفرت عن جرح ما لا يقل عن 17 شخصا، كما جرح ستة من رجال الشرطة وفقا لآخر بيان لوزارة الداخلية في الولاية. وأوضحت الشرطة أن الخلاف نشب في مقر اللجوء بسبب مسائل عقائدية، حيث طارد 20 شخصا من سكان المقر لاجئا بسبب تعامله بشكل فظ مع القرآن الكريم. وأضافت أن نحو 50 لاجئا شاركوا في وقت لاحق في المشاجرة، وشاهدها 50 شخصا.
وحاولت الشرطة فصل الأطراف المتنازعة في المشاجرة، ولكن الوضع تصاعد وقال متحدث باسم الشرطة إن لاجئين هاجموا أفراد الشرطة ورشقوهم بالحجارة. وكانت شرطة الولاية ذكرت صباح الخميس أنه تم إيداع رجل الحبس الاحتياطي إثر هذه المشاجرة.


من جهة أخرى اتهمت رئيسة حكومة ولاية راينلاند فالتس الألمانية، مالو درير، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالتقصير في التزامها تجاه موضوع اللاجئين في ظل الزيادة الكبيرة لأعدادهم في ألمانيا. وقالت، إن لديها انطباعا بأن المستشارة الألمانية لم تهتم بموضوع اللاجئين بشكل مكثف. وأعربت المسؤولة الالمانية عن فرحتها بإعلان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير تأسيس مجموعة عمل تتعاون داخله الحكومة مع الولايات الالمانية المختلفة، كما دعت الى ايجاد اتفاق وطني بشأن اللاجئين.


وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أكد أنه لا يمكن لألمانيا استقبال 800 ألف طالب لجوء سنويا على المدى الطويل. وقال في تصريحات لبرنامج «مورغن ماغازين» في «القناة الثانية» الألمانية «يتعين علينا تحمل ذلك هذا العام وسوف نتحمله، ولكن على المدى الطويل يعد عدد 800 ألف شخص بالنسبة لبلد كألمانيا كثيرا للغاية».
وتابع: «إننا نستقبل الآن 40 في المئة من إجمالي اللاجئين في الاتحاد الأوروبي»، وأضاف قائلا: «يعد ذلك عددا كثيرا للغاية على المدى الطويل». وأكد الوزير الالماني أنه على الرغم من كونه يؤيد الحدود المفتوحة، فستكون هناك حاجة لنظام آخر يعمل بشكل جيد، إذ لم تلتزم الدول الأخرى أيضا بالقانون، وأشار إلى أن الحدود مفتوحة بين الدول تكون جيدة، إذا عمل النظام داخل المنطقة التي تشمل حدودا مفتوحة بشكل متزن. ولكن ذلك لا يسرى الآن.
من جهتها تعتزم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل تكثيف جهودها الأسبوع المقبل لمواجهة زيادة الهجرة التي أثارت حالة من الغضب داخل المانياـ ومن المقرر أيضا أن تلتقي المستشارة الألمانية مع قادة دول البلقان وهي نقطة الانطلاق لكثير من المهاجرين الذين يحاولون شق طريقهم إلى ألمانيا.


وقال شتيفان زايبرت المتحدث باسم ميركل إنها سوف تتوجه إلى ماركسلوه وهي ضاحية بها أٌقلية عرقية في مدينة دويسبورغ الصناعية غرب البلاد وتعاني من الفقر وارتفاع البطالة. وقالت وسائل الإعلام إن ماركسلوه أصبحت مشكلة للشرطة في ظل تنافس المهاجرين اللبنانيين والأكراد والرومان لفرض هيمنتهم على المنطقة. ومن المقرر أن تلتقي ميركل قادة المسلمين والمسيحيين ونشطاء الرعاية الاجتماعية هناك. كما أنه من المقرر أيضا أن تتوجه ميركل إلى مؤتمر تستضيفه النمسا وسوف تناقش مع قادة غرب البلقان في فيينا «أسباب ترحيل آلاف عدة من هذه الدول». وأعلنت ألمانيا الأسبوع الجاري انها تتوقع وصول 800 ألف شخص – ما يعادل واحد في المئة من تعداد سكانها – العام الجاري للمطالبة باللجوء السياسي. وتقول إن من المرجح رفض الكتلة الأكبر من المهاجرين الوافدين من دول غرب البلقان الست وترحيلهم في النهاية.


إلى ذلك ذكرت مصادر ألمانية أن تكلفة إيواء واستقبال اللاجئين كبدت ألمانيا هذا العام حوالي ثمانية مليارات يورو على مستوى الاتحاد الألماني بأسره. وذكر مركز إدارة الدوائر البلدية الألمانية في بيان له أن كل طالب لجوء في ألمانيا يحتاج في المتوسط إلى نفقات تصل إلى عشرة آلاف يورو. وتقدم اتحاد القيادات البلدية بثلاثة اقتراحات يمكن للحكومة أن ترفع من مساهماتها المالية في هذه المسألة من خلالها وهي: دفع مبلغ إجمالي على كل لاجئ، أو تولي الإنفاق الكلي على عدد من طالبي اللجوء حتى صدور قرار بشأن طلباتهم، أو تحمل تكاليف الرعاية الصحية لهم حيث وصلت التكاليف المباشرة لرعاية المتقدمين للجوء إلى ألمانيا عام 2014 إلى حوالي 2،2 مليار يورو. ووعدت الحكومة الألمانية من جهتها بالمشاركة «الهيكلية والدائمة وبصورة ديناميكية» في جميع تكاليف المتقدمين للجوء خلال العام المقبل.

ثمانية مليارات يورو تكبدتها من أجل اللاجئين: المانيا تخشى تجدد العنف وانتقادات لميركل بالتقصير

 

«القدس العربي»

التعليـــقات