كانت المحصلة هي خفض متطلبات الطاقة اللازمة بنسبة 74% مقارنة باستخدام نظم التدفئة والتهوية التقليدية، بل عند استخدام نظام شمسي معتمد على مركزات ذات قطع مكافئ أمكن تغطية 84% من الأحمال المطلوبة لتربية الدجاج في فصل الشتاء.
بوابة اقتصاد فلسطين | في صناعة الدواجن، تعد تهيئة درجة حرارة مناسبة في الأسبوع الأول من عمر فرخ الدجاج أو ’الصوص' أمرًا مهمًّا؛ قبل أن يصبح قادرًا على تنظيم درجة حرارة جسمه الداخلية. وخلال مدة التربية البالغة ستة أسابيع تكون الفراريج شديدة الحساسية لدرجة الحرارة المحيطة؛ فكلما زاد نمو الفروج واكتسى ريشًا، تقل حاجته إلى التدفئة بالتدريج، ما يتطلب حرصًا وعنايةً من المربين.
وينبعث غاز النشادر من زبل الدواجن، الذي يُصِدر أيضًا مع أنفاسهم غاز ثاني أكسيد الكربون، وكلاهما ضار إذا زاد على مستويات محددة.
من ثم لا يقل توفير تهوية جيدة في حظائر التربية وعنابرها أهمية عن التدفئة، إذ يجب ألا يزيد تركيز النشادر على 25 جزء في المليون؛ حتى لا يؤثر على نمو الدواجن ومناعتها، كما ينبغي ألا يتخطى ثاني أكسيد الكربون حاجز 2500 جزء في المليون؛ حتى لا يؤدي إلى نقص أوزان الفراريج.
والتدفئة والتهوية يتطلبان قدرًا عاليًا من الطاقة، يرتفع سعر المنتج عند توفيرهما على النحو المناسب.
في عدد مارس الماضي من مجلة الطاقة والمباني، نشرت دراسة أجريت عن مزج أحد الاتجاهات الحديثة للتدفئة والتهوية باستخدام نظام مركز localized مع مساعدة إحدى وسائل الطاقة المتجددة، متمثلة في الطاقة الشمسية بمزارع الدواجن.
أجرى الدراسة باحثون من قسمي الهندسة الميكانيكية والعلوم الزراعية والغذائية بالجامعة الأمريكية في بيروت.
ففي سهل البقاع -حيث يقع ’مركز البحوث والتعليم الزراعي' التابع للجامعة، وهي منطقة تتميز بمناخ بارد ممطر شتاءً وحار جاف صيفًا- جدد الباحثون حظائر الدواجن باستخدام مواد بناء مستدامة مثل ألواح القش لعزل الحرارة، وزودوها بألواح شمسية، إضافة إلى صهريج تخزين حراري لأغراض التدفئة، مع استخدام مبادل حراري أرضي لتعديل درجة حرارة الهواء الخارجي عند التهوية.
كانت المحصلة هي خفض متطلبات الطاقة اللازمة بنسبة 74% مقارنة باستخدام نظم التدفئة والتهوية التقليدية، بل عند استخدام نظام شمسي معتمد على مركزات ذات قطع مكافئ أمكن تغطية 84% من الأحمال المطلوبة لتربية الدجاج في فصل الشتاء.
إذن تحقق الهدف، ألا وهو توفير تكاليف الطاقة المستخدمة في التدفئة والتهوية لتربية الدواجن، ”وتعزيز هامش الربح في هذه الصناعة“، كما تؤكد رئيس الفريق البحثي الذي صمم النظام؛ نسرين غدار؛ أستاذ الهندسة الميكانيكية، ومساعد مدير الجامعة الأمريكية في بيروت.
وتقول نسرين لشبكة SciDev.Net: ”خفضنا حمل التدفئة وكمية الهواء الجديد إلى ما يقرب من ثلث قيمته اللازمة المستخدمة في أنظمة التدفئة“.
كذلك أوضح كامل أبو غالب -أستاذ الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية في بيروت، والباحث المشارك في الدراسة- أن ”المصدر الرئيسي للطاقة في مزارع الدواجن هو الوقود الأحفوري، الذي يشكل جزءًا كبيرًا من التكاليف التي ينفقها أصحاب المزارع، خاصة خلال المواسم الباردة“.
يتكبد مربو الداوجن بسبب متطلبات التدفئة حوالي 6% من مجموعة تكلفة الإنتاج في الشتاء، و4% في الصيف.
بحسب الدراسة، جرت تدفئة الحظائر على مصابيح حرارية ومرجل ديزل، في حين اعتمدت التهوية على مبدأ التبريد التبخيري الذي يستخدم المراوح.
يمتد العمر الافتراضي لنظام التدفئة والتهوية المركز بمساعدة الطاقة الشمسية إلى عشرين سنة. كما أشارت دراسة جدوى مشفوعة إلى إمكانية استرداد نفقات تشييده بعد 4.6 سنوات.
النقطة الأخيرة محل نقد الدكتور خالد محروس -الأستاذ بقسم الدواجن في كلية الزراعة بجامعة الزقازيق المصرية- حيث يرى أن هذا ”يناسب الشركات الكبرى فقط“.
وحيث تمتلك الطبقة المتوسطة أغلب مزارع الدواجن في بلد مثل مصر، يقول محروس لشبكة SicDev.Net : ”هذا النظام قد يكون غير مجدٍ لبعض الدول العربية“.
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط