رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 26 تموز 2015

الأحد | 26/07/2015 - 12:24 مساءاً

وجهة نظر اعدتها الإدارة المدنية تؤكد: اراضي سوسيا للفلسطينيين

كتبت صحيفة "هآرتس" ان وجهة نظر داخلية أعدتها الادارة المدنية تؤكد أن أراضي القرية الفلسطينية سوسيا، التي تنوي الدولة هدمها قريبا، تعود لملكية فردية للفلسطينيين الذين يزرعونها. وتعتمد وجهة النظر التي وصلت الى صحيفة "هآرتس" على كوشان عثماني يعود تاريخه الى عام 1881. ويشار الى ان الادارة المدنية تنكرت حتى الآن لادعاءات اصحاب الأراضي ويجري حاليا فحص كيف ستؤثر وجهة النظر الجديدة على موقفها.

يشار الى ان قرية سوسيا تقوم في جنوب جبل الخليل، بالقرب من قرية يطا، وتعيش فيها 40 عائلة ولا تملك خارطة هيكلية مصدق عليها، ولذلك لم يتم اصدار تصاريح بالبيوت القائمة فيها. وكانت جمعية "رجابيم" التي يتم تمويلها من جمعية "أمناه" التي تبني البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، قد قدمت طلبا بهدم المباني في القرية. واصدرت المحكمة امرا احترازيا يمنع البناء في القرية.

في عام 2014، تم شطب الدعوى بعد توضيح الدولة بأنها ستطبق اوامر الهدم حسب جدول الأولويات. وقدم سكان سوسيا قبل عامين طلبا الى الادارة المدنية بترخيص المباني، لكنه تم رفضه، ايضا بادعاء انهم لم يثبتوا ملكيتهم للأرض. وفي اعقاب ذلك التمس السكان الى المحكمة العليا طالبين "تشريع" المباني القائمة، وتم تحديد النظر في الالتماس الى ما بعد اسبوعين، لكن الادارة المدنية المحت في الشهر الأخير الى نيتها هدم المباني بعد انتهاء عيد الفطر، الأسبوع الماضي.

وردا على البيان بدأ الضغط الدولي الكبير من جانب الادارة الامريكية ومؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل. وحذرت الادارة الامريكية من "ابعاد خطيرة" للخطوة، فيما طالب الاتحاد الاوروبي بالغاء "الترانسفير القسري" لسكان سوسيا. وفي اعقاب الضغط الخارجي تراجعت الادارة المدنية عن نيتها تنفيذ الهدم بعد عيد الفطر.

ويدعي سكان سوسيا ملكيتهم على الاراضي، ويعرضون كوشانا من الفترة العثمانية يثبت ملكيتهم لمساحة 3000 دونم من الأرض، لكن الادارة المدنية تنكرت حتى الآن لهذا الادعاء. وفي اكتوبر 2013، مثلا، رفضت الادارة المدنية الخارطة الهيكلية التي عرضها السكان. وادعت ان السكان لم يقدموا وثائق تثبت ملكيتهم للأرض. وقال رئيس مجلس التخطيط الاعلى دانئيل حليمي في حينه، انه يتضح من الفحص بأنه في غالبية الملفات لا توجد وثائق تثبت الملكية وفي بعض الحالات هناك اثباتات جزئية. كما تم الادعاء في حينه ان الوثائق لا تحمل أي معلومات جغرافية وانه لا يمكن التحديد بشكل قاطع الادعاء بالملكية في ارض محددة. كما ادعي انه لا يمكن تشريع المباني لان السكان لا يستطيعون تمويل البنى التحتية، ولذلك سيكون من الافضل لهم الانتقال الى يطا.

ويتضح الآن من وجهة النظر التي نشرتها الادارة المدنية قبل اسبوع، ان الاراضي المتنازع عليها تعود للسكان الفلسطينيين. وتم اجراء الفحص في موضوع عائلة جبور التي تتواجد اراضيها بالقرب من سوسيا بموجب الكوشان ذاته الذي يعود الى سنة 1881.

يشار الى ان الادارة المدنية دمرت في السنوات الأخيرة مرارا مزارع وخيام العائلة واصدرت اوامر ضدها بادعاء تسللها الى الأرض. وقدمت العائلة بواسطة المحامي جيات ناصر استئنافا على الاوامر وادعت ملكيتها على الأرض. وقام ضابط مقر الوصي على الأراضي في الادارة المدنية، موشيه مئيري، بفحص الكوشان في اطار فحص الاستئناف، وحدد بأن الكوشان ساري المفعول، بل انه مشار اليه في وجهة النظر التي اعدتها دائرة القسم المدني في النيابة العامة التي رسمت حدود المستوطنات. وتكمن المشكلة في الكوشان في كونه يسجل حدود القسائم بشكل غامض، حسب الوديان والاشجار التي يصعب تحديد مكانها بالضبط. مع ذلك فحص مئيري الكوشان بشكل مفصل وحسب ادعائه فان الحدود التي يرسمها تشمل اراضي عائلة جبور واراضي عائلة النواجعة في سوسيا القديمة.

ويكتب مئيري في الوثيقة انه يجب الغاء الاوامر الصادرة ضد عائلة جبور واجراء نقاش حول ابعاد استئناف سوسيا. وقد فاجأت وجهة النظر هذه المسؤولين في الادارة المدنية خاصة منسق عمليات الحكومة في المناطق الجنرال يوآب مردخاي الذي يعالج بشكل شخصي موضوع سوسيا. ويجري الآن فحص ابعاد القضية.

ورغم وجهة النظر الا ان سكان سوسيا لا يزالون يحتاجون الى تراخيص بالمباني من اجل منع الهدم. ومع ذلك فان الوثيقة تلغي الادعاء بأنه لا يمكن منح تصاريح للمباني بادعاء عدم وجود وثائق تثبت ملكيتهم للأرض. وبما ان وجهة النظر تحدد بأن الاراضي تتبع لملكية اهالي سوسيا، فانه حتى اذا تم هدم المباني لن تتمكن السلطات من طردهم من المكان، ويمكنهم زرع الارض، كما يمكن للفلسطينيين البناء في المكان حسب خارطة الانتداب البريطاني التي تسري على الضفة وتسمح بإنشاء مبان زراعية. كما يمكن اجراء تغيير في البناء الحالي من اجل مطابقته للخارطة الانتدابية.

كيري يحذر اسرائيل من ابعاد رفض الاتفاق النووي في الكونغرس

كتبت "هآرتس" ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري حذر الحكومة الاسرائيلية من الابعاد الممكنة للضغط الذي تمارسه على الكونغرس من اجل احباط الاتفاق النووي بين ايران والقوى العظمى. وفي خطاب القاه يوم الجمعة امام معهد الابحاث "مجلس الشؤون الخارجية" في نيويورك، قال كيري انه اذا رفض الكونغرس الامريكي الاتفاق النووي فان العالم سيتهم اسرائيل وستجد نفسها معزولة اكثر من السابق. وقال كيري: "اعتقد ان ما يمكن ان يحدث اذا رفض الكونغرس الاتفاق، هو ان الاصدقاء في إسرائيل سيجدون انفسهم في نهاية الامر اكثر عزلة واكثر متهمين".

واضاف انه في مثل هذه الحالة، سيتفكك التحالف الدولي الذي بلور الاتفاق مع ايران، وسيتم رفع العقوبات وتكون ايران حرة في عمل ما تشاء والادعاء بأن الولايات المتحدة خرقت الاتفاق".

وتأتي رسالة كيري الموجهة الى الجالية اليهودية الامريكية وانصار إسرائيل في الكونغرس، على خلفية المحادثات المكثفة التي يجريها السفير الاسرائيلي رون دريمر مع المشرعين الامريكيين من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، بهدف اقناعهم بمعارضة الاتفاق النووي خلال التصويت الذي سيجري في 20 ايلول على رفع العقوبات التي فرضها الكونغرس على ايران.

وقبل خطابه امام "مجلس العلاقات الخارجية" وجه كيري تحذيرا آخر الى إسرائيل من خلال المقابلة التي منحها لشبكة "ان بي سي" وهذه المرة بشأن امكانية مهاجمتها للمنشآت النووية الايرانية. وقال: "سيكون ذلك بمثابة خطأ كبير له تأثيرات بالغة على إسرائيل وعلى المنطقة، ولا اعتقد ان هذا ضروري".

وفي سبيل طمأنة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، عقد كيري يوم الجمعة لقاءين مع نشطاء وقادة يهود، الاولى مع قادة مؤتمر رؤساء الجالية اليهودية في شمال امريكا، والثاني مع قادة المؤتمر اليهودي الامريكي. وواجه كيري خلال اللقاءين اسئلة صعبة حول الاتفاق مع ايران.

بولاد في الطريق الى الحرية!

تحت هذا العنوان تكتب "يسرائيل هيوم" انه تتزايد الأدلة حول اقتراب موعد اطلاق سراح جونثان بولارد من السجن الامريكي. واذا كان قد تم التبليغ قبل اسبوع بأنه سيتم اطلاق سراحه في 21 تشرين الثاني، فقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" امس الاول، ان ادارة اوباما تفكر بتبكير موعد اطلاق سراحه كجزء من محاولات تخفيف التوتر مع القدس على خلفية الاتفاق مع ايران. وحسب التقرير فان جهات في الادارة تدفع باتجاه اطلاق سراح بولارد خلال الأسابيع القادمة، بينما تتوقع جهات اخرى ان يتم اطلاق سراحه في نهاية تشرين الثاني بعد انتهاء فترة عقوبته التي بلغت 30 سنة.

حسب القانون الامريكي يمكن العفو عن بولارد بعد قضاء 30 سنة في السجن والتي ستنتهي في 21 تشرين الثاني، علما انه حكم عليه بالسجن المؤبد. وكي يتم اطلاق سراحه قبل هذا التاريخ يتطلب الأمر تدخلا استثنائيا من جانب السلطات، لكن امكانية حدوث ذلك منخفضة.

رغم ذلك هناك دائما فرصة لأن تستغل الادارة الوضع الصحي المتدهور للجاسوس الاسرائيلي كي تبكر موعد اطلاق سراحه. من المهم الاشارة الى انه لا تزال هناك معارضة لاطلاق سراحه من قبل اوساط كثيرة في القيادة الامنية الامريكية التي يمكنها احباط امكانية العفو عنه. وفي كل الاحوال قالت مصادر امريكية لصحيفة "وول ستريت جورنال" ان فرص فوز بولارد بالحرية باتت افضل اليوم من أي وقت مضى.

هرتسوغ: "نتنياهو ينتهج سياسة التخويف"

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، هاجم في نهاية الأسبوع، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكتب على صفحته في "فيسبوك" ان نتنياهو يخيف الشعب. واضاف: "نتنياهو يتمسك بالقيادة ويلمح لركاب السفينة بالهلع بدل ان يظهر لهم شاطئ الأمان. لم يسبق لأي زعيم اسرائيلي ان استثمر مثل هذه الجهود الكبيرة للتخويف والتهديد".

وعقب الليكود على ما كتبه هرتسوغ قائلا: "يمكن الاستنتاج من كلمات هرتسوغ ان الايرانيين يقومون بتطوير سلاح نووي لأغراض سلمية، وان حزب الله يعمل حاليا على برنامج لتطوير السياحة في الشمال، وان افلام داعش مجرد علوم خيالية. في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تحديات امنية ضخمة على كل الجبهات، من المفضل ان يشير رئيس الحكومة الى المخاطر كما هي والعمل بالإصرار والمسؤولية المطلوبة".

تأخير الجنرال يدلين في مطار لندن

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان قسم فحص الجوازات في مطار لندن، اعاق في الأسبوع الماضي، دخول الجنرال (احتياط) عاموس يدلين لعدة دقائق. وقد حدث ذلك لدى وصول يدلين مع وفد من معهد دراسات الأمن القومي الذي يترأسه، للمشاركة في حوار استراتيجي مع نظرائهم في لندن.

ووصل يدلين مع جنرالين سابقين هما دان حالوتس وغابي اشكنازي، ومع المستشار السابق للأمن القومي الجنرال (احتياط) يعقوب عميدرور، والوزير السابق غدعون ساعر. وقال يدلين "ان الجميع اجتازوا فحص الجوازات بسهولة الا أنا حيث تم تأخيري لمدة عشر دقائق. كان لديهم كما يبدو شيئا في الحاسوب ارادوا فحصه، ولم يشرحوا لي أي شيء، وواصلت طريق بعد عشر دقائق".

غوغل تشطب تطبيقا لحماس

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان شركة "غوغل" ازالت من دكان التطبيقات التي تعرضها لأجهزة الهواتف الخليوية "اندرويد" تطبيقا عرضته حركة حماس لتحسين الاتصال مع مؤيديها. وكان التطبيق يظهر حتى يوم امس في "دكان غوغل بلي"، لكنه تم ازالته عند الساعة العاشرة ليلا، وشطب رابطه من الموقع. وتضمن التطبيق معلومات تاريخية حول حماس واستعراض لنشاطاته الارهابية ومعلومات حول المخربين المعتقلين في إسرائيل. وقالت غوغل انها تزيل التطبيقات التي تخرق سياستها، كالتطبيقات غير القانونية او التي تشجع الكراهية.

حماس تعرض اسلحة تدعي ترك الجنود الإسرائيليين لها في غزة

نشرت "يسرائيل هيوم" ان حركة حماس تواصل نشر افلام دعائية تعرض من خلالها "انجازات" كتائب عز الدين القسام خلال "الجرف الصامد". وفي شريط عرض في نهاية الاسبوع، تظهر اسلحة ومعدات حربية يدعي التنظيم ان الجنود الإسرائيليين نسوها عندما كانوا في كمين في شمال القطاع. وشملت الاسلحة بندقية M-16، صاروخ كتف من طراز "لاو"، وخراطيش للذخيرة وصناديق ذخيرة تحمل كتابات عبرية. مع ذلك لم يتم عرض محتوى الخراطيش والصناديق، وكما يبدو فإنها فارغة. كما انه ليس من المؤكد بأن الاسلحة التي عرضت في الشريط تتبع للجيش الاسرائيلي.

مع ذلك عرض الشريط، ايضا، خارطة اعدها الجيش الإسرائيل لمنطقة شمال القطاع، وتحمل اشارات لمواقع مستهدفة، وكذلك بطاقات مجندين وبطاقات اعتماد ورخص سياقة وبطاقات ضباط وبطاقات هوية تعود لجنود في الجيش الاسرائيلي، والتي جاءت كما يبدو من محافظ فقدها الجنود خلال الحرب في غزة. وكانت حماس قد عرضت هذه البطاقات خلال الحرب، على انها بطاقات جنود تم اختطافهم، لكنه تم تفنيد ذلك بعد فترة وجيزة.

بريطانيا تلغي تحذير رعاياها من السفر الى ايران

كتبت "يديعوت احرونوت" ان القوى العظمى لا تنتظر المصادقة على الاتفاق النووي مع ايران، فبعد اسبوع من سفر وزير الاقتصاد الالماني الى طهران لعقد صفقات تجارية، اعلنت بريطانيا عن الغاء تحذيرها لرعاياها من السفر الى ايران. واعلنت وزارة الخارجية البريطانية، امس، انها تلغي التحذير الذي اعلنته بعد الهجوم على سفارتها في طهران في العام 2011.

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان سبب تغيير الموقف البريطاني هو "انخفاض العداء ازاء البريطانيين في ظل حكومة الرئيس روحاني". يشار الى ان التحذير البريطاني لم يمنع السفر الى ايران وانما اوصى بالامتناع عن السفر غير الضروري. وتم الان الغاء التحذير، لكنه مع ذلك يطلب الى البريطانيين الامتناع عن التواجد في مناطق الحدود الايرانية مع افغانستان والعراق والباكستان، لأنها لا تزال تعتبر مناطق خطيرة. وهكذا تلائم بريطانيا توجهها مع بقية الدول الاوروبية التي لا تحذر مواطنيها من السفر الى ايران ولكنها تطالبهم بموازنة المخاطر.

مواجهة بين شكيد وفاينشتاين على خلفية قانون تمويل شعبة الاستيطان

ذكرت "يديعوت احرونوت" ان مواجهة شديدة اللهجة وقعت بين وزيرة القضاء اييلت شكيد والمستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين، على خلفية وجهة النظر التي اعدتها نائبة المستشار المحامية دينا زيلبر حول شعبة الاستيطان اليهودي، والتي تم تحويلها الى عضو الكنيست ميراف ميخائيلي، رئيسة كتلة المعسكر الصهيوني. وكانت اللجنة الوزارية لشؤون القانون قد صادقت، في الأسبوع الماضي، على مشروع قانون يدعو الى تنظيم مكانة الشعبة. ومن ثم صادقت الكنيست على مشروع القانون في القراءة التمهيدية، خلافا لموقف المستشار القانوني للحكومة، الذي اعلن عن تشكيل لجنة وزارية لفحص الموضوع.

وقبل التصويت في الكنيست طلبت النائب ميخائيلي من زيلبر اطلاعها على وجهة النظر التي اعدتها في الموضوع، والتي حددت فيها بأن الشعبة تشكل القناة الرئيسية لتحويل الميزانيات الى المستوطنات وتعمل بدون اشراف حكومي. وعندما علمت شكيد انه تم تسليم وجهة النظر لميخائيلي غضبت ووبخت زيلبر، على الرغم من ان وجهات نظر المستشارين القانونيين تحول الى الوزراء والنواب بشكل اعتيادي، بل يتم احيانا تسريبها من قبل وزراء القضاء انفسهم. وسارع فاينشتاين الى مساندة نائبته زيلبر، فدخل في مواجهة مع شكيد. وجاء في بيان صدر عنه ان "وظيفة المستشار القانوني للحكومة ومن منطلق الولاء للمصلحة العامة، هي التعبير المهني حتى عن المصاعب القانونية التي يثيرها موقف حكومي معين".

القسام تفتتح معسكرا صيفيا للتدريب العسكري

كتب موقع "واللا" ان كتائب عز الدين القسام في غزة، اعلنت امس السبت، عن افتتاح المعسكر الصيفي في القطاع، والذي سيوفر التدريب العسكري الأساسي لحوالي 25 الف فلسطيني تتراوح اعمارهم بين 15 و60 عاما. وحسب البيان الذي نقلته وكالة الانباء الفرنسية، فان الهدف من هذا النشاط الذي سيتواصل لمدة اسبوعين هو "تدريب رواد الحرية بشكل روحاني، وفكري ومادي". وسيتدرب المشاركون على "تقنيات الحرب واطلاق النيران الحية"، كما سيتعلمون "تقنيات المساعدة الاولية والانقاذ". ولن يسمح لوسائل الاعلام بتغطية النشاط.

يشار الى ان حماس ادارت في السنوات الاخيرة معسكرات صيفية لتدريس القرآن والفعاليات الرياضية، لكن هذه هي المرة الاولى التي سيشمل فيها المعسكر تدريبات عسكرية، وذلك بعد النجاح الذي سجله في الشتاء الماضي، معسكر مماثل نظمته الذراع العسكري لحماس، بمشاركة فتية وشبان من جيل 15 حتى 20 عاما. وانتقدت تنظيمات حقوق الإنسان هذا النشاط بادعاء انه يتم استخدام الشبيبة لأغراض عسكرية، لكن الذراع العسكري ردت على ذلك بتوسيع النشاط ورفعت جيل المشاركين من 20 عاما الى 60 عاما.

نصف الإسرائيليين تقريبا يتخوفون من خراب اسرائيل

نشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) انه عشية التاسع من آب (حسب التقويم العبري والذي يحيي فيه اليهود ذكرى خراب الهيكل)، اجرى متحف اراضي الكتاب المقدس في القدس، استطلاعا خاصا لفحص تعامل الإسرائيليين مع هذه الذكرى والمخاوف من تكرار "الخراب". وقد اجرى الاستطلاع معهد TNS وشارك فيه 500 يهودي من جيل 18 حتى 65 سنة. ويستدل من نتائج الاستطلاع ان كل مواطن اسرائيلي ثاني تقريبا (حوالي 42% من الاسرائيليين) يتخوف اليوم من دمار دولة اسرائيل. ومن بين هؤلاء 10% اعربوا عن تخوف بالغ.

وفي ردهم على سؤال حول اكبر خطر يهدد إسرائيل اليوم، قال 28% انه التخوف من التعرض لهجوم نووي، فيما قال 22% ان الخطر يكمن في الكراهية المجانية. وقال 19% ان الخطر يكمن في الفساد السلطوي. وحسب نتائج الاستطلاع فان التخوف من المقاطعة الدولية يحتل نسبة ضئيلة جدا لا تتراوح 10%. ويستدل من تحليل المعيطات حسب تقسيم الجمهور اليهودي ان الجمهور المتدين هو اكثر جمهور يتخوف من الكراهية المجانية (حوالي 46% من المتزمتين و42% من المتدينين). اما التخوف من الهجوم النووي الايراني، فيعتبر التخوف الرئيسي لدى الجمهور التقليدي، بينما يعتبر الجمهور العلماني اكثر فئة تتخوف من الفساد السلطوي.

مقالات

طبيعة اليمين المتزمت

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية ان وزير الأمن موشيه يعلون هو جندي مطيع. قالوا له ان يصوت لانتخاب عضو الكنيست روبرت اليطوف كأحد ممثلين للكنيست في لجنة تعيين القضاة، فأطاع يعلون وصوت. لكن اليطوف ينتمي الى كتلة "يسرائيل بيتينو" المعارضة، التي يهاجم  رئيسها افيغدور ليبرمان الحكومة في كل فرصة، ويحاصرها من اليمين ويتطلع الى حقيبة الأمن التي يتسلمها يعلون، لكن الأمر هو أمر، والصفقة هي صفقة. فلقد كان من المهم لليمين، داخل الحكومة وخارجها، الفوز بنسبة الثلث المانعة في لجنة تعيين القضاة، حتى لو كلف ذلك احناء الديموقراطية وحرمان المعارضة الايديولوجية. وتغلبت الجهود التي يبذلها نتنياهو لتوسيع حكومته، والمتجهة الآن نحو ليبرمان واليطوف واربعة رفاقهما، على معايير الاخلاق، وتم في اطارها تجنيد اعضاء الائتلاف لتشريع الصفقة الفاسدة.

لكنه اتضح بعد الانتخاب ان اليطوف ليس مجرد جندي مجهول في السياسة، وانما ايضا رجل مبادئ، احداها المطالبة بأن ينشد المرشحون لمناصب القضاة كلمات النشيد القومي، بما في ذلك عبارة "روح يهودية تواقة"، ومن لا ينشدها لا يصبح قاضيا. ومن بين المنتفضين على هذا الهراء كان يعلون. ورغم انه لم يعلن أي ندم على تصويته لاليطوف، الا انه نشر بيانا قال فيه "ان كل من يطالب غير اليهودي انشاد "روح يهودية تواقة" كشرط للاندماج في المجتمع، يحرض عمدا ضد جمهور كامل ويمس ببلاغة بنسيج الحياة في دولة اسرائيل". وحث هذا البيان اليطوف على نشر رد ساخر وحازم: لقد وصف يعلون ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية والقائد العام السابق للجيش بأنهم "ما بعد الصهيونية". هذه هي طبيعة اليمين المتزمت الذي ستتواجد فيه دائما ذرة طاهرة في تطرفها، وضحية اخرى لمهاجمتها، حتى من لم يعتقد بأنه سيتم التشكيك بولائه.

اختبار النشيد القومي الذي يطرحه اليطوف يطرح حتى العبث الصورة الذاتية المعلنة لإسرائيل كدولة "يهودية وديموقراطية". الكنيست كسيادة، تنتخب بشكل ديموقراطي وتنتخب بشكل ديموقراطي ممثلا لها في لجنة تعيين القضاة يطالب المدنيين غير اليهود بالتظاهر بأنهم اصحاب روح يهودية.

كقارئ متابع لنفتالي هيرتس ايمبر، يعرف اليطوف بالتأكيد ان شاعر النشيد القومي سعى الى ترسيخ الروح التواقة لليهودي داخل القلب. ليس كل اليهود هم إسرائيليون، وليس كل إسرائيلي هو يهودي. يكفي ان يقوم اصحاب المناصب الرسمية، المسؤولين عن احترام رموز الدولة، بواجبهم دون ان يكذبوا على انفسهم. نتمنى ان يكون يعلون ورفاقه في اليمين قد فهموا الرسالة من الدرس الذي تلقوه. السيف القومية، بعد محاولاتها غير المتوقفة للمس بالعرب وبمن لا ينتمون الى المعسكر القومي، سيتم توجيهها اليهم عاجلا ام آجلا.

نتنياهو محق، لكنه يجب ان ينصرف

يكتب المؤرخ بيني موريس، في "هآرتس" ان الدولة التي تصبح اكثر واكثر تشبه انصار فريق بيتار القدس (الذي خسر امام شارل روئيه بالنتيجة 5-1) تستحق رئيس حكومة مثل بنيامين نتنياهو، لكن الدولة التي تبدو مثل منتخب كرة الطاولة (الذي تغلب على منتخب سلوفينيا بالنتيجة 3-0) تستحق رئيس حكومة افضل. لكن رئيس الحكومة الذي حرض في الساحات، وعلى الطريق الى صناديق الاقتراع، ولم يدفع الحساب في المطاعم، ويؤثث حديقته على حساب الجمهور، يلائم عهد شارل روئيه وبيتار القدس.

من حيث القيم والقوانين، سيكون من المرغوب فيه أن يقودنا شخص آخر، ولكن لنترك ذلك. من المستحسن التخلص من نتنياهو بسبب أنشطته السياسية، وهذه مسألة تهمنا جدا. وأنا أقول هذا على الرغم من أنني أتفق مع نتنياهو في القضايا السياسية الكبرى - القضية الايرانية وبتحفظ ما في القضية الفلسطينية.

نتنياهو محق: النظام الإيراني يشكل تهديدا وجوديا على إسرائيل. انه يريد تدميرها، وعاجلا أم آجلا سيمتلك الأدوات لتدميرها. نتنياهو محق: بمجرد إزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران، سيجدد آيات الله والحرس الثوري جهودهم لصنع قنابل ذرية، لأن هذا هو طموحهم. دولة بحجم ايران وذات قدرات اقتصادية كتلك التي ستملكها في غضون بضعة أشهر، في نهاية عهد العقوبات، ستسارع نحو القنبلة. وستقوم بتخصيب اليورانيوم، وستخرط وتركب وتبني، وكل ذلك سرا وبطريقة مخادعة، ولن تقدر الولايات المتحدة على وقفها (كما لم تستطع في سنوات 1958-1968 وقف دافيد بن غوريون وديمونا في دولة أصغر وافقر من الآن).

وإذا تحقق غير المتوقع على أي حال، وتجنبت ايران الاحتيال والتزمت بالتفاهمات التي وقعت عليها، فإنها بعد 10-15 سنة، في نهاية الاتفاق، ستسارع نحو النووي القاسي والمتفجر. هل سيقومون باستخدامه ضدنا فور بناء الترسانة النووية؟ لا يمكن ان نعرف. الذين يؤمنون (حقا) بالله يمكنهم ان يؤمنوا بأنهم يتمتعون بالمناعة، ولن يهمهم ميزان الرعب. لا يمكن أن نعرف. ولكن منذ تلك اللحظة - نحن وأطفالنا سنعيش في خوف دائم.

ربما اكون على خطأ، ويقوم نتنياهو فعلا خلال السنوات القادمة بإرسال القوات الجوية والقوات البحرية والقوات الخاصة لتدمير منشآت التخصيب والمفاعلات ومخزون اليورانيوم المخصب ومنظومة صواريخ ارض - أرض. لكنني ما كنت سأعتمد على ذلك. لقد كانت الظروف أفضل بكثير خلال فترة ارييل شارون وجورج دبليو بوش – لكن شارون امتنع عن عمل ذلك. وكانت الظروف أفضل بكثير قبل سبع سنوات، وقبل ثلاث سنوات - وامتنع نتنياهو عن عمل ذلك. بعد التوقيع على الاتفاق النووي، تصبح الظروف، السياسية، والعسكرية قريبا، أكثر صعوبة.

في القضية الفلسطينية، والتي ادعم في اطارها حل الدولتين، نتنياهو محق أيضا: لن يتم التوصل الى معاهدة سلام بيننا وبينهم في حياتنا لأن الفلسطينيين غير معنيين بذلك. انهم لا يعترفون بشرعية الصهيونية وحكم اليهود على شبر واحد في فلسطين. وكأمة، وهنا لا يوجد فرق بين فتح وحماس، يؤمنون، ان الديموغرافيا والتاريخ والسياسة الدولية تعمل لصالحهم.

المقاطعة الدولية تحاصر إسرائيل، والزيادة الطبيعية - بين عرب اسرائيل (الذين يسمون أنفسهم "فلسطينيين") وفي الأراضي المحتلة - تحاصر الديمقراطية الإسرائيلية. لا يتعين عليهم التخلي عن حق العودة والتوقيع على اتفاق تسوية يقوم على أساس حل الدولتين. البلاد كلها ستكون لهم على مر الزمن. يجب الانتظار لجيل أو جيلين، وسوف تختفي اسرائيل اليهودية. وربما حتى قبل ذلك، وهذا يتوقف على الذرة الايرانية.

من اجل منع، أو على الأقل تخفيف القدر المحتوم، كان يجب على إسرائيل ان "تجيد اللعب"، وتقديم تنازلات إقليمية عادلة (وفقا لخطوط الرئيس بيل كلينتون في كانون الاول 2000) والامتناع عن توسيع مشروع المستوطنات. كان عليها أن تعرض صورة تصالحية. وعندها كان الفلسطينيون هم الذين سيقولون "لا" - كما فعلوا في عام 1937 (ردا على مقترحات لجنة بيل)؛ وكما فعلوا في عام 1947 (عندما رفضوا التقسيم المقترح من الجمعية العامة للأمم المتحدة)، ومرة أخرى في عام 1978 (عندما رفضوا الحكم الذاتي الذي عرضه في كامب ديفيد مناحيم بيغن وأنور السادات)، ومرة أخرى في عام 2000 (عندما رفضوا مقترحات ايهود براك وكلينتون)، ومرة أخرى في عام 2008 (حين رفضوا مقترحات التقسيم التي عرضها ايهود اولمرت).

نتنياهو يفهم ومحق: قد يكون هناك أفراد بين الفلسطينيين، الذين يريدون فعلا التوصل الى حل وسط، وربما حتى على استعداد للتوقيع عليه. ولكنهم كأمة لا يريدون التسوية الاقليمية. انهم يريدون أرض فلسطين الكاملة، ويفضل بدون اليهود، وبالتأكيد بدون دولة يهودية، مهما كانت صغيرة. وحماس وبقية الجهاديين سيضمنون سير الآخرين على  هذا الطريق. لكن نتنياهو، بحماقته، يتردد في ممارسة اللعبة. ولذلك تنظر الدول والشعوب المتقدمة الى إسرائيل كرافضة، بينما يضحك الفلسطينيون، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، على طول الطريق الى البنك.

نتنياهو محق: ليس لدينا شريك للسلام. يجب فقط قراءة ميثاق حماس ودستور فتح. ربما ينبغي لنا التظاهر والتصرف كما لو أن هناك شريك. ومع ذلك لا يزال يتحتم على نتنياهو الاستقالة فورا. لكنه لن يفعل ذلك، والظروف السياسية لن تجبره على القيام بذلك؛ فبعد كل شيء، معظم الشعب، أو جزء كبير جدا منه، يشجع بيتار القدس أو قيم انصاره.

في ظل هذه الظروف، من المستحسن أن يعترف نتنياهو بفشل جهود الحكومات الإسرائيلية على اجيالها المتعاقبة (بدأت الجهود مع اسحق رابين في التسعينيات)، وعلى وجه الخصوص فشل جهوده هو في منع النووي الايراني، والانتقال الى مسار جديد، كي يحقق نتيجة إيجابية. انه لن ينجح بعد باستمالة قلب أوباما. لكن هناك الديمقراطيين الآخرين، الذين يتمتعون باحتمالات كبيرة بقيادة الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2016.

بدل رفض الحصول على المنح والمعدات من الولايات المتحدة - أو حتى مناقشتها - كتعويض عن تعاظم قوة إيران، يجب على نتنياهو ان يطرح جانبا الغضب والاهانة وبذل قصارى جهده لتعزيز دولة إسرائيل تمهيدا للعصر النووي السيء المقبل علينا.

وما الذي يفعله نتنياهو؟ يتهرب من الهدية الأمريكية ومرة اخرى يتحدى الرئيس – بينما من الواضح للجميع انه لن يستطيع التغلب على أوباما ولن ينجح بإقناع 67 من أعضاء مجلس الشيوخ و 290 نائبا في البرلمان بإسقاط الفيتو الرئاسي. وحتى اذا نجح، فستنهار كافة العقوبات الدولية، وستبقى إسرائيل صلعاء على كلا الجانبين.

لن ينجح نتنياهو و"أيباك". وسيقف النواب الديمقراطيين وراء رئيسهم ووراء المرشحة للرئاسة، وسيبقى الاتفاق مع ايران على حاله. لقد تم التصديق عليه من قبل مجلس الامن الدولي. واستمرار الجهود لمهاجمة أوباما سيؤدي فقط الى تنكر أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الديمقراطيين الذين لا يزالون يدعمون إسرائيل ويبدون استعدادهم لسماع صوتها، كما ان الأمر سيزيد من قساوة قلب أوباما.

العتاد المقترح علينا الآن، في الوقت الذي لا يزال فيه أوباما يشعر بالقلق إزاء الرياح في الكونغرس ومحاولته شراء تعاطف نتنياهو، أو تحييده، سيتقلص إلى حد كبير بعد فوز الرئيس في الكونغرس. وعندها ماذا سيفعل نتنياهو؟ يجب استبدال الاسطوانة، أو استبدال رئيس الوزراء، حتى لو كان نتنياهو على حق بشأن نوايا إيران والفلسطينيين. ليس حل رموز نوايا العدو هو المهم اليوم. من المهم الحفاظ على تعاطف المشجع الذي لا يزال معنا. وأنا لا أقصد بيتار.

اكذوبة الأبرتهايد الفلسطيني

ينشر د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم" مقالة تنضح بالهجوم السام على الفلسطينيين وخاصة النواب العرب في الكنيست الاسرائيلي، يقول فيه ان التشهير الكاذب الذي يعرضه الفلسطينيون ضد اسرائيل يتعامل معها كدولة "أبرتهايد". واولئك الذين يعتبرون كل أسود "عبدا" يحاولون مقاطعتنا في العالم.

"الجدار الأمني" بالنسبة لهم جدار أبرتهايد. رغم انه يهدف الى الفصل بين الاسرائيليين الأحياء وبين المخربين الذين يطلبون الموت. ويتضح مؤخرا ان المنتقدين يرغبون بإحضار القتل الجماعي الذي ينفذه العرب والمسلمين ضد بعضهم البعض، الى إسرائيل، بواسطة "العودة"، حتى لو ادى الأمر الى ابادة عرب إسرائيل انفسهم. يبدو ان بعض النواب العرب على استعداد لاقتلاع اعينهم على ان يشاهدوا ازدهار إسرائيل المستقلة والديموقراطية مقابل الدمار والاغتصاب والقتل في الدول العربية.

الحقيقة ان العنصرية والأبرتهايد متبعان بالذات في الدول العربية التي لا تمنح عمدا المواطنة والمساواة في الحقوق لأحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين رسخوا جذورهم منذ زمن في تلك الدول. ويتم تنفيذ هذا التمييز عمدا بدعم اوروبي، من خلال الادراك بأنه حسب القانون الدولي، لا يستحق احفاد اللاجئين "العودة". والان يتهم الفلسطينيون إسرائيل، التي ترفض "العودة" بشدة، بالعنصرية. ومن خلال التضليل يتحدثون عن العودة "بالاتفاق"، بادعاء ان احفاد اللاجئين لن يرغبوا بالعودة.

اذا كان الأمر كذلك، فلماذا الاصرار على هذا المبدأ العبثي الذي يعيق السلام؟ وبشكل عام، لماذا يجب ادخال الفلسطينيين عمدا الى "دولة الأبرتهايد الاسرائيلي؟" فعلا غريب: الفلسطينيون الذين يريدون انشاء دولة "فلسطين" يصرون على توطين مواطنيهم بالذات في دولة الأبرتهايد المحتلة و"العنصرية.."

الحقيقة هي ان ابو مازن ورجاله لا يريدون اقامة "فلسطين" الى جانب إسرائيل، وانما مكانها. انهم يعرفون انه لا يمكن توطين احفاد اللاجئين حتى في دولة فلسطين العتيدة، لأنه بين "العائدين" الذين سيطالبون من خلال العنف، تقاسم املاكها، وتفعيل الارهاب من داخلها ضد اسرائيل، سيكون رجال داعش وحماس وتنظيمات الارهاب الفلسطينية الاخرى، الذين سيطالبون برؤوسهم اولا. من يدعم "العودة" و"هجرة الزواج" واختراق الحدود الى إسرائيل يريد في الواقع القضاء على دولة اليهود.

اذا تم نسخ "التناغم" القاتل السائد في الدول العربية (بواسطة "العودة") الى إسرائيل، فستتحول الدولة اليهودية الى ساحة ذبح ليهودها على غرار خيبر. التحريض الاسلامي والفلسطيني الى جانب تهجم النواب العرب (الذين يدعمون "المقاومة" التي هي ارهاب والحجارة القاتلة لمواطنينا وجنودنا) يذكرنا بذلك كل يوم. على خلفية "الربيع العربي" من الواضح الان انه يجب حل مشكلة ملايين اللاجئين في المنطقة، بما في ذلك احفاد اللاجئين الفلسطينيين، فقط في الدول العربية.

في الواقع، من حظنا أن جنود الجيش الإسرائيلي يحرسون مواطني إسرائيل ويسمحون لأعضاء الكنيست العرب بمهاجمة بلادهم بشكل ديمقراطي جدا. ويبدو أن أعضاء الكنيست المحترمين الذين اقسموا الولاء للبرلمان الإسرائيلي، يحاولون في ظهورهم المتآمر، دحض الشعور بأنهم متعاونون، ويكتفون بهذا الانجاز المثير للسخرية أمام ناخبيهم الذين يطمحون الى المساواة في دولتهم.

ويتضح انه رغم "الأبرتهايد" يرفض قادة عرب إسرائيل بشدة، الاقتراح بأن يتحرروا مع اراضيهم واملاكهم من الاحتلال الصهيوني والانضمام الى "فلسطين" المستقلة والمحررة. ولهذا السبب فانهم يرفضون بغضب الاقتراح بأن تقوم إسرائيل بخطوة "ترانسفير ذاتية" وتنسحب من مناطق ام الفحم المتآمرة والمنعزلة، مثلا. حتى عرب القدس يفضلون "الأبرتهايد" ويتمسكون ببطاقة الهوية الاسرائيلية.

نذكر رجال "القائمة المشتركة" والحركة الاسلامية انه لا يوجد في القرآن أي ذكر لحق الفلسطينيين على أرض إسرائيل والقدس. من يتجاهل كتب المقدسات الاسلامية التي تحدد ان البلاد المباركة هي ميراث ابدي للشعب المختار، ابناء إسرائيل، وانه حسب الاسلام فان الله لا يخرق وعده – يخطئ. من يدعي ان ابناء إسرائيل "اختفوا" يتنكر في الواقع لرؤية الاسلام التي تتحدث عن عودة بني إسرائيل الى الأرض المباركة من كل اطراف البلاد ("لفيف"). في هذه الأثناء يواصل ورثة بلعام تحدي رغبة الله، والقافلة تمضي.

نظرية المؤامرة

تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان  آلاف الشبان الايرانيين الذين خرجوا لرفع صور "البطل"، الرئيس روحاني، و"النجم"، وزير الخارجية ظريف، يمرون الآن في مرحلة يقظة مؤلمة. فالأوهام الحلوة تتبخر. السلطة تلمح لهم ان الاتفاق النووي لا يهدف الى قيادة انقلاب تاريخي، بل على العكس، لقد تحققت اهداف رجال الدين المحافظين الذين يحيطون بالزعيم خامنئي والحرس الثوري، والذين تلقوا اوامر بكم افواههم وعدم التدخل في المفاوضات حول الاتفاق. اذا كان هناك من سيربح من تحرير 150 مليار دولار وفتح سوق النفط العالمي فانهم لن يكونوا الشبان العاطلين عن العمل ولا الحالمين بتغيير وجه ايران.

من خلال محادثات اجريتها في الأيام الاخيرة مع شبان ايرانيين في اوروبا، وقفت على حالات احباط كبيرة وعلى عدم فهم لرسائل طهران فور الاعلان عن الاتفاق. لقد انتظر خامنئي بصبر خطابات الانتصار التي القاها ظريف وروحاني واوباما، وعندها خرج ليقول كلمته. الشبان الحالمون في ايران يعرفون ان هذه ستكون الرسالة الثابتة. وعندما يشجعهم خامنئي على مواصلة شتم الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه اسرائيل ايضا، فانهم يفهمون ان الانقلاب لا ينتظرهم خلف الزاوية، طالما كان الحاكم خامنئي ينوي استغلال القوة والصلاحيات الوحشية من اجل منع حدوث تغيير عميق في ايران. فاذا حدث ذلك سيكون هو اول من سيطير.

لقد حصل مغني الراب المحلي، أمير تاتلو بشكل مفاجئ على نشر اغنيته الجديدة "سياسة النووي" التي حظيت حتى الآن بأكثر من مليون مشاهدة في ايران. كان يمكن الى ما قبل الاتفاق زجه في السجن بسبب اغنية تجادل المنشآت النووية والمقاطعة الدولية والعقوبات. الان اصبح تاتلو رمز الأمل للشبان لكنه يفهم ان هناك خطوط حمراء لحرية التعبير في ايران. انه هو من جاء لتوثيق الانتصار على "المؤامرة". لأنه في نظر آيات الله والحرس الثوري حاك اوباما وجون كيري والموساد الاسرائيلي مؤامرة تقضي بمنح ايران اتفاق يعرض على الجمهورية الاسلامية المظلمة الروائع الاقتصادية للعالم الكبير، من اجل تخريبها من الداخل. وبتعبير مبسط: اغراء روحاني وظريف بفتات اقتصادي وتشجيع الشبان على قيادة انقلاب يتخلص من آيات الله.

لم تنجح الخطابات الحماسية لنتنياهو ويعلون بتجاوز طهران. قيادة التنظيمات اقنعت انفسها بأن نتنياهو يقول شيئا واحدا ويسمح لنفسه بفتح جبهة ضد اوباما، ولكنهما يتعاونان من وراء الكواليس. وفي واشنطن والقدس قرروا اغداق المكافآت الاقتصادية الخطيرة من اجل تجنيد شبان ايران لمواصلة الانقلاب الذي فشل في عام 2009. وبسبب "المؤامرة" يشرحون في المنتديات المغلقة في ايران، ان اوباما تنازل لخامنئي عن اطلاق سراح اربعة مدنيين امريكيين، ولم يعرض مطالب بشأن العراق، و"نسي" تزويد وزير الخارجية جون كيري بقائمة مشتريات بشأن سوريا والخليج الفارسي ودعم ايران لإرهاب حزب الله.

يجب قراءة رسالة خامنئي وجوقة المتحدثين بلسانه حول عدم حدوث تغيير في السياسة ازاء الولايات المتحدة، بكل بساطة واستيعابها كما هي. هذه الرسالة لم تهدف الى طمأنة معارضي الاتفاق في المعسكر المحافظ. وحتى صدور بيان آخر، ستبقى هذه هي السياسة والسلوك الايراني، وعلى الطريق سيواصلون اطلاق التهديدات للمعسكر العربي المعتدل، وسيبلغون إسرائيل بأنكم تقرئوننا بشكل افضل من الآخرين، لكننا ننجح بكشف ما يختبئ وراء "المؤامرة". لقد ضبطناكم. لا تحاولوا اظهار الذكاء معنا، نحن نعرف كيف نعالج كل من يتآمر من اجل ترجمة الاتفاق الى خطوة دراماتيكية.

انتقاد؟ ليس لجيشنا

يكتب ايتان هابر، في "يديعوت احرونوت" انه في الأيام الحزينة والدامية التي تلت حرب يوم الغفران، وعندما كان ينقص الجيش حوالي الف جندي تم اعتبارهم مفقودين، قلنا للناطق العسكري، الذي تولى منصبه لتوه: "منذ اليوم وصاعدا سنتعامل مع الجيش كما مع تنوفا". وكان الزئير الذي اندلع من فم العميد يوئيل بن فورات، رحمه الله، في حينه، لا يخجل قطيع اسود في تنزانيا. "لا" زأر ودب الرعب في محيطه.

لقد كان بن فورات من الضحايا الحقيقيين للحرب رغم انه لم يقتل خلالها. لقد كان بن فورات في تلك الايام مثالا، رمزا ونموذجا للضباط في الجيش الاسرائيلي. يهودي اصلاني، دارس للتوراة، مثقف، متحدث لامع، محارب رائع في مجاله الحربي (التنصت كقائد لما يسمى اليوم الوحدة 8200). كان الضابط المتكامل في الجيش المتكامل، حتى الساعة الثانية من ظهر يوم الغفران التعيس. ولكن، عندها ايضا، وبالتأكيد قبل ذلك، لم يحب تلقي الانتقاد. في حينه قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ايلي زعيرا، خلال لقاء التعارف مع المراسلين العسكريين: "لدي في شعبة الاستخبارات سنمارس الأجر والعقاب. من سيتعامل بشكل جيد معنا سنتعامل معه بالمثل". وسأله احدنا، مراسل صحيفة "دفار" شمشون عوفر محتجا: "كيف تتحدث هكذا؟". وفي تلك اللحظة تم حسم مصيره.

منذ قيامه في عام 1948 كان الجيش الاسرائيلي يعتبر، وبحق، بؤبؤ عين شعب إسرائيل. حلم الاجيال، محمية طبيعية، علبة السكر بالنسبة للشعب اليهودي. وكان أي انتقاد لعمل او اخفاق يقابل بغضب كبير من قبل القيادة الصغيرة والرفيعة. وذات مرة، مثلا، امر قائد المنطقة الوسطى، رحبعام زئيفي بعدم السماح للمراسل العسكري لصحيفة "معاريف" بدخول مقرات القيادة، من الخضيرة وحتى غزة، نصف دولة، ولم يدخل. وفي مرة اخرى كتبنا عن القائد العام الذي حاول عشية تقاعده تنظيم محطة وقود لسائقه الشخصي، فقاطعنا الجيش كله. على مدار سنوات تعود الجيش على التغطية الايجابية، وكان ذلك ايضا بفضل الرقابة العسكرية  الشديدة التي مارسها الرقيب الأبدي وولتر بار اون.

يمكن القول انه تم تدليل الجيش بشكل كبير من قبل وسائل الاعلام. وتم انهاء الاعمال الخطيرة في داخله. واين الاعلام؟ في ذلك الوقت كان رؤساء تحرير الصحف من ابناء جيل الكارثة، واعتبروا الجيش اعجوبة النهضة، اما المراسلين العسكريين فلم يعتبروه اعجوبة فقط وانما مصدر معيشة اول، والشعب في اسرائيل لم يوافق بأي شكل من الاشكال على توجيه أي انتقاد له. والصحفي الذي تجرأ كان يدفع الثمن بفقدان وظيفته.

لكن هذا كله انتهى في ظهر ذلك اليوم من عيد الغفران، عندما فوجئ الجيش وقادة الدولة وخيبوا الأمل، وبدأ الناس في اسرائيل يسألون عما تم عمله بمئات المليارات التي اخذها الجيش من ميزانيات التعليم والصحة والشوارع. بعد الحرب تم اختراق سد الانتقاد، بل حتى بمقاييس مثيرة للقلق.

التعليـــقات