رئيس التحرير: طلعت علوي

غزة مظلمة مجددا

الخميس | 23/07/2015 - 09:35 صباحاً
غزة مظلمة مجددا

غزة- من جديد عاد الظلام ليخيم على المشهد الحياتي اليومي في قطاع غزة، بعد أن أعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية بغزة عن توقف عمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، والعودة لجدول 6 ساعات وصل مقابل 12 قطع ابتداءً من مساء الاثنين.

في هذا الاطار، رصدت "رايــة" بعض من آراء المواطنين حول أزمة الكهرباء المتجددة في قطاع غزة التي تتزامن مع موجة الحر الشديدة التي تعيشها البلاد، فمنهم من لا يكترث للكهرباء وكأنه أصبح كجزء من الروتين اليومي، ومنهم من لا يكترث كثيرا بسبب توفر البدائل، ومنهم من يعيش معاناة حقيقية يسببها انقطاع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة متواصلة وما أكثرهم، ولكن الاجماع جاء على وصفها "بالمعاناة المستمرة" مع موجة الحر الشديدة.

ويعتقد المواطن وسام أن أزمة الكهرباء مفتعلة ويستغلها الساسة الفلسطينيين لأهداف سياسية وتحقيق مصالح حزبية، ولا يأبهون للمواطن العادي الذي من حقه الحصول على أبسط الخدمات الحياتية وأهمها الكهرباء.

رضينا بالهم والهم ما رضي فينا

ويضيف وسام: "تأقلمنا في العيش مع أزمة الكهرباء ورتبنا حياتنا على ايصال الكهرباء للمنازل لمدة 8 ساعات يٌقابلها 8 قطع، ولكن "رضينا بالهم والهم ما رضي فينا"، انقلبت حياتنا مجددا وعاد الجدول المشؤوم 6 مقابل 12، ما ذنب المواطن البسيط فهناك المريض والطفل والمسن والطالب، أهكذا يكافئ المواطن الصامد رغم صبره على أزمة الكهرباء ما يٌقارب 10 سنوات؟!".

وطالب جميع الأطراف بتجنيب المواطن ويلات الخلافات السياسية وتوفير الكهرباء حتى ولو لـ 8 ساعات كما كان مسبقا خاصة مع الحر الشديد الذي نعيشه هذه الأيام، في ظل اعتياد أهالي غزة على النظام السابق في توزيع الكهرباء.

أزمة مستديمة

الطالبة أسيل ( 19 عاما) تدرس الصيدلة في جامعة الأزهر بغزة عبرت عن يأسها واحباطها الشديدين مع عودة أزمة الكهرباء التي وصفتها بـ"الأزمة المستديمة"، مشيرة الى أنها لا تحتاج لوجود الكهرباء وأصبحت لا تفكر بها كثيرا ولا تكترث لمواعيدها بسبب اقتناعها بأن أزمة الكهرباء مرافقة للشعب الفلسطيني بغزة وباقية الى الأبد، في اشارة الى أنها كبرت وترعرعت منذ طفولتها على وجود الأزمة منذ قصف المحطة عام 2005 واستمرار المعاناة.

وعن عودة الجدول المشؤوم تضيف: "رتبت مواعيد دراستي حسب جدول الكهرباء الجديد ولكنها لا تكفي لان تخصصي يحتاج الى وقت كبير للدراسة خاصة أنه يجب متابعة الدروس أولا بأول، وهذا يؤثر على المستوى التحصيلي النهائي للفصل الصيفي الحالي، في ظل الحر الشديد الذي يزداد حال انقطاع التيار الكهربائي خاصة في ساعات المساء، فضلا عن صوت المولدات المزعج للغاية التي تعمل فور انقطاع التيار مما يٌفاقم من معاناتنا نحن شريحة الطلاب".

نعمة أم نقمة

أما تأثيرها على المنازل وربات البيوت فتكون بشكل مغاير، سيدات المنازل تبقى على أهبة الاستعداد للانتهاء من الاشغال المنزلية المختلفة التي أصبحت تعتمد بشكل أساسي على الأجهزة الكهربائية في ظل التطور الحضاري والتكنولوجي.

أم عدي تنتظر بشغف موعد توصيل التيار الكهربائي بعد انقطاع دام 12 ساعة متواصلة لمتابعة أعمالها المنزلية من طبخ وغسيل للملابس وتنظيف أزقة المنزل وشحن البطاريات التي تضيئ المنزل بعد موعد انقطاعها.

وتقول ربة المنزل أم عدي ( 40 عاما ) وهي أم لأربعة أبناء: "طوال 6 ساعات من العمل المتواصل مع توفر الكهرباء أشعر بالتعب والارهاق الشديدين، فلا وقت لدي وليس أمام ربة المنزل سوى استغلال كل دقيقة ممكنة للكهرباء والا لن تستطيع أن تٌلبي احتياجات المنزل والعائلة"، مشيرة الى أن انقطاع الكهرباء يعود بالسلب والايجاب لربة البيت، ففي وجود الكهرباء تبدأ رحلة التعب والارهاق وفي انقطاعها تبدأ الراحة، لا أعلم هي نعمة أم نقمة، ولكن انقطاع الكهرباء في جميع الأحوال يعود بالسلب على جميع الفئات خاصة في فصل الصيف".

 

راية 

التعليـــقات