رئيس التحرير: طلعت علوي

أَضواء على الصحافة الاسرائيلية 30 حزيران 2015

الأربعاء | 01/07/2015 - 03:16 مساءاً

اسرائيل تفضل الأردن على الفلسطينيين في السيادة على الحرم

 

 

كتبت صحيفة "هآرتس" ان الحوار المتزايد بين اسرائيل والأردن حول الحرم القدسي، يضعف بشكل اكبر مكانة السلطة الفلسطينية في الحرم، ولذلك من شأن ذلك ان يؤثر بشكل كبير على موقف الشارع الفلسطيني من الترتيبات المنشودة في المكان (انظر لاحقا في باب المقالات من هذا التقرير، حول الاتصالات الأردنية – الإسرائيلية).

الى ما قبل توقيع اتفاقيات اوسلو، كان الأردن هو الجهة العربية الرفيعة المسؤولة عن الحرم القدسي. وقام الأردن بتعيين المسؤولين في الاوقاف ودفع رواتبهم، وحدد وزير الاوقاف الأردني السياسة في المكان. وصودق على مكانة الأردن في الحرم في اتفاق السلام الاسرائيلي – الأردني. لكن الاتفاق اثار غضبا كبيرا لدى الفلسطينيين الذين اعتبروا انفسهم المسؤولين عن الاماكن المقدسة، وبدأ صراع انتهى بإقصاء الأردنيين من الحرم وفصل المفتي الذي عينه الأردن.

وقال د. شموئيل بركوفيتش، الخبير في موضوع الاماكن المقدسة ان "الملك حسين خسر في هذا الصراع". لقد ادى ترسيخ مكانة الفلسطينيين في الحرم القدسي الى سلسلة من المواجهات مع إسرائيل، كان أشدها خطورة في موضوع شق انفاق حائط المبكى في عام 1996 والحفريات في اسطبلات سليمان في 1999. ووصل التدهور الى قمته مع اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000، حيث توقف التنسيق بين إسرائيل والوقف في اعقاب زيارة شارون الى الحرم القدسي. ومنذ ذلك الوقت تعمل إسرائيل بشكل متواصل لإقصاء الفلسطينيين من الحرم واعادة المكانة الرفيعة للأردنيين. وفي عام 2003 وافق الأردن بصمت على فتح ابواب الحرم امام الزوار. وقام الأردن بدور حاسم في موضوع الخلاف المتواصل حول جسر المغاربة، وكذلك في مسألة السماح بالحفريات في الحرم.

وجاء الاعتراف الفلسطيني بالمكانة المتعززة للأردن في الحرم، في الاتفاق الذي تم توقيعه بين الجانبين في 2013، والذي ينظم العلاقات بين الأردن والسلطة الفلسطينية في موضوع الحرم القدسي. ويعيد هذا الاتفاق للأردن "الوصاية" على الاماكن المقدسة ويمنح الملك عبدالله صلاحية العمل للحفاظ على المصالح الاسلامية في الحرم القدسي. مع ذلك يعترف الاتفاق بأن الفلسطينيين يتمتعون بالسيادة الكاملة على الحرم.

وحسب ما يقوله بركوفيتش، فانه لا يمكن لإسرائيل التوصل الى اتفاقيات بعيدة المدى حول فتح المساجد بدون موافقة الفلسطينيين. ويضيف: "هذا لن يمر بسلام، هناك توتر دائم بين الفلسطينيين والأردنيين. واغلاق المساجد امام الزوار يشكل الدليل الأبرز على السيطرة الفلسطينية على الحرم القدسي. واذا تم التوصل الى اتفاق على فتح المساجد بدون موافقة الفلسطينيين فان من شأن ذلك ان يتسبب بانتفاضة ثالثة".

السفارة الأمريكية تطلب من المشتركة دعم نتنياهو في موضوع الغاز!!
كتبت "هآرتس" انه في وقت يواجه فيه نتنياهو ازمة في تمرير انظمة الغاز الجديدة، في الكنيست، وقراره امس تأجيل التصويت بعد ان تيقن بأنه لا يتمتع بغالبية، تكشف الصحيفة النقاب عن توجه السفارة الامريكية في اسرائيل الى نواب القائمة المشتركة والاعراب عن املها بأن يصوتوا الى جانب نتنياهو، بادعاء ان هذه الانظمة ستصب في مصلحة تزويد الغاز للفلسطينيين. وقال نواب القائمة انهم تلقوا محادثات هاتفية بهذا الشأن من السفارة، بل قال احدهم انه تسلم رسالة نصية بهذا الشأن.

وجاء في النص ان السفارة تعرب عن املها بأن تدعم القائمة انظمة الغاز الجديدة، لأن المصادقة عليها ستساعد اسرائيل على تزويد الغاز للأردن والفلسطينيين. وليس من الواضح ما اذا وصلت هذه الرسائل من جهة رسمية في السفارة التي لم يتسنى الحصول على تعقيب منها مساء امس.


وقال نواب من القائمة انهم فوجئوا بالتوجه الامريكي وبحقيقة التدخل الامريكي في هذه المسألة. مع ذلك قررت الكتلة امس التصويت ضد الانظمة الجديدة. وفي المقابل علم ان القائمة تعرضت الى مزيد من الضغط للتصويت الى جانب الانظمة، من بينها توجهات من دول الخليج الفارسي. لكن القائمة نفت ذلك واعتبرتها شائعات، واكدت فقط وصول توجه من الجانب الامريكي فقط.
يشار الى انه كشف النقاب في الأسبوع الماضي، عن حيازة جون كيري، حتى عام 2013، لاسهم في شركة التنقيب عن الغاز "انرجي" بحجم 500 الف دولار. وهذا يثير القلق ازاء تدخل كيري في سوق الغاز الاسرائيلي خلال العامين الأخيرين، بدء من دفع صفقة تصدير الغاز من مجمع "لفيتان" الى الأردن ومصر، وانتهاء بالتدخل الشاذ في الاجراءات الإسرائيلية الحالية.
نتنياهو يهاجم ركاب "مريان" ويعتبر الاسطول تظاهرة نفاق واكاذيب وغزة ليست محاصرة!
كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هاجم ركاب السفينة مريان، بعد سيطرة قوات البحرية عليها الليلة قبل الماضية ومنعها من الوصول الى غزة، وادعى ان "هذا الاسطول لا ينطوي الا على تظاهرة من النفاق والاكاذيب التي تساعد فقط التنظيم الارهابي حماس وتتجاهل الفظائع في منطقتنا".
وقال نتنياهو: "لسنا على استعداد للسماح بإدخال وسائل قتالية الى تنظيمات الارهاب في غزة كما حدث في السابق عبر البحر. لا يوجد حصار على قطاع غزة. اسرائيل تساعد بنقل البضائع والمعدات الانسانية الى غزة، وهناك قرابة 800 شاحنة تدخل يوميا الى القطاع، ونقلت خلال السنة الأخيرة اكثر من 1.6 مليون طن من البضائع".
اما وزير الأمن موشيه يعلون فقد نفى خلال حديث مع المراسلين السياسيين، امس، وجود ازمة انسانية في غزة، لكنه اعتبر الوضع هناك غير لطيف.  وقال انه "لو قرروا تصدير التوت من غزة بدل الصواريخ لكان الوضع سيختلف كليا".
وتتناقض تصريحات يعلون بشأن غزة مع سلسلة من التقارير الدولية. فتقرير البنك الدولي يعرض صورة قاسية عن الوضع الاقتصادي في غزة، ويحدد بأن البطالة هناك تحتل اكبر نسبة في العالم – 43%. وقال معدو التقرير ان الناتج القومي في القطاع كان يفترض ان يكون اعلى بأربعة اضعاف، لكن ما منع ذلك هي الحروب واستمرار الحصار.
وجاء في التقرير ان الحصار المفروض على غزة منذ 2007 ادى الى فقدان حوالي 50% من الناتج القومي. الى ذلك نفى يعلون وجود اتصالات غير مباشرة بين اسرائيل وحماس حول هدنة طويلة، وقال: "نحن نسمح للقطريين ببناء منشآت تحتية هناك، ولكنه لا يوجد لهم أي دور سياسي ولا توجد أي وساطة لأي بلد اوروبي. افكار الجهات المختلفة بشأن التهدئة لا تناقش بيننا وبين حماس".
حكومة نتنياهو تصادق على بناء سياج على الحدود مع الاردن
كتبت "هآرتس" ان المجلس الوزاري السياسي – الامني، صادق يوم الاحد، على البدء بإنشاء سياج على امتداد الحدود مع الأردن. وسيتم بناء المقطع الاول من السياج والذي يصل الى 30 كلم، بين ايلات والمكان المعد لإقامة مطار دولي جديد في منطقة تمناع. وجاء من ديوان رئيس الحكومة ان قرار المجلس الوزاري تضمن تخصيص الموارد المالية المطلوبة لإنشاء هذا المقطع. وتقدر التكلفة الاجمالية للسياج الحدودي بحوالي ثلاثة مليارات شيكل. ويشمل المشروع انشاء آليات لجمع المعلومات الاستخبارية.
يشار الى ان الحدود مع الأردن هي الحدود الوحيدة غير المغلقة بين اسرائيل وجاراتها. وبسبب حساسية منظومة العلاقات اعلنت اسرائيل انها ستقيم السياج في الجانب الاسرائيلي من الحدود، وانه لن يمس بالسيادة الأردنية وبمصالحها القومية. وجاء في بيان ديوان نتنياهو، ايضا، ان إسرائيل اطلعت الأردن على القرار مسبقا.
وكان نتنياهو قد اعلن منذ سنوات انه ينوي انشاء سياج على الحدود الأردنية لكن الأمر تأخر بسبب ايلاء الاولوية لإنشاء السياج الجديد على الحدود السورية، والذي اصبح ملحا مع اندلاع الحرب الاهلية هناك. وتعتقد الجهات الامنية الإسرائيلية ان وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين والعراقيين في الأردن يشكل محفزا على تسلل الجهاد العالمي الى إسرائيل.
يشار الى ان انشاء المطار الدولي الجديد في تمناع، والذي سيستبدل مطاري ايلات وعوبداه، يتطلب اجراء تغيير في الاستعدادات الامنية في المنطقة. ويتوقع ان يبدأ تفعيل المطار في 2016. وقال ضابط يخدم في الكتيبة 80 في المنطقة ان اقامة المطار ستغير الطابع الامني على الحدود الشرقية، خاصة وان المطار سيقام على مسافة 200 متر من الحدود.
القيادات العربية تعلن مقاطعتها لمفتش الشرطة الجديد بسبب دوره في جرائم اكتوبر 2000
ذكرت صحيفة "هآرتس" ان رؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس القائمة المشتركة ايمن عودة، اعلنوا امس، ان الوسط العربي لن يتعاون مع القائم بأعمال المفتش العام للشرطة بنتسي ساو، بسبب تورطه في احداث اكتوبر 2000، والتي قتل خلالها 13 شابا عربيا بنيران الشرطة.
وجاء في رسالة وجهها الرؤساء العرب الى وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، ان "المجتمع العربي وممثليه لا يستطيعون تقبل هذا التعيين، ويعتبرونه تحديا واستهتارا بحياة المواطنين العرب ومنح الشرعية الرسمية من قبل الدولة لمن عمل بشكل يتناقض مع القوانين بل مع توجيهات الشرطة خلال احداث اكتوبر 2000". وقالوا "ان الوسط العربي يعتبر بنتسي ساو المسؤول عن قتل ابنائه ومكانه كان يجب ان يكون في السجن. وكممثلين للجمهور العربي نحدد بالتأكيد ان هناك اجماع واضح على عدم الثقة العربية ببنتسي ساو".
وقال النائب ايمن عودة ان قائمته قد تلتمس الى المحكمة العليا ضد هذا التعيين، واضاف: "لقد حددت لجنة اور بشكل لا يمكن تأويله ان ساو كان شريكا في جرائم اكتوبر 2000، واوصت بعدم ترقيته في سلك الشرطة طوال اربع سنوات". واضاف عودة انه "تمت تبرأة ساو ليس بسبب عدم وجود تهمة وانما بادعاء عدم وجود ادلة كما في كل الملفات التي تم اغلاقها في حينه، ولذلك فإننا نعارض تعيين ساو لمنصب المفتش العام ولن نتعاون معه. وسنصل الى القضاء والى المحكمة العليا في هذا الموضوع الهام والمشحون".
يشار الى ان ساو شغل في عام 2000 منصب قائد شرطة حرس الحدود في الشمال، وقائد لواء وادي عارة. وحددت لجنة اور انه ثبت قيام ساو بقيادة مواجهة متواصلة مع المواطنين الذين شاركوا في الاضطرابات دون أي مبرر في ظروف الحادث وسياسة اللواء. مع ذلك لم تحمله اللجنة مسؤولية شخصية.
لجنة لوكر الخاصة بميزانية الأمن تقدم توصياتها اليوم
كتبت "يسرائيل هيوم" انه من المقرر ان تقدم لجنة "لوكر" لفحص ميزانية الأمن، والتي يترأسها السكرتير العسكري السابق لرئيس الحكومة، الجنرال (احتياط) يوحنان لوكر، اليوم، تقريرها النهائي الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تمهيدا لبدء مناقشة ميزانية الدولة للعام 2016، خلال شهر تموز المقبل.  ومن المتوقع ان تركز اللجنة في توصياتها على اجراء تغيير معين في تركيبة ميزانية الأمن، علما ان الميزانية ازدادت في السنوات الخمس الاخيرة بنسبة 13.2% ووصلت الى 65 مليار شيكل في 2015، مقابل 57.4 مليار شيكل في 2011. وسيتم عرض تقرير اللجنة للنقاش في المجلس الوزاري المصغر.
يشار الى ان ميزانية الأمن في العام 2014 ارتفعت بشكل استثنائي الى 72 مليار شيكل، بسبب تكلفة حرب الجرف الصامد في غزة. وتسعى وزارة المالية الى تكريس جزء كبير من التقليصات في ميزانية 2016، كي تتمكن من تلبية الوعود الائتلافية والتي تصل قيمتها الى 8.2 مليار شيكل. وحسب التقديرات يمكن للجنة لوكر ان توصي بتحديد مبلغ 55 مليار شيكل لميزانية الأمن، وهي مسألة قد يرفضها وزير الأمن موشيه يعلون وقيادة الجيش.
سلاح الجو يبدأ التدرب على "العصا السحرية"
كتبت "يسرائيل هيوم" ان سلاح الجو الاسرائيلي بدأ بتدريب جنوده على منظومة "العصا السحرية" الخاصة بالتصدي للصواريخ والقذائف المتوسطة المدى. ويجري التدريب من قبل دائرة "حوماه" في قسم الابحاث، وقسم تطوير المعدات الحربية والبنى التحتية التكنولوجية في وزارة الأمن، والوكالة الامريكية لمواجهة الصواريخ، وشركة رفائيل، المقاول الرئيسي للمشروع. ومن المتوقع ان يتواصل التدريب لمدة نصف سنة، وسيشمل تدريب القوات على تفعيل المنظومة التي يأمل الجهاز الامني تسليمها لسلاح الجو حتى مطلع العام المقبل.
اصابة اربعة إسرائيليين وجندية في عمليتي طعن واطلاق نيران في الضفة
كتبت "يديعوت احرونوت" انه على الرغم من التصريحات المتكررة للمسؤولين الامنيين بسريان هدوء نسبي الا ان الواقع في الضفة الغربية يدل على توجه آخر، حيث شهدت الضفة الغربية، امس، يوما من العمليات ضد الاسرائيليين. وقرابة الساعة الحادية عشرة ليلا، اصيب اربعة اسرائيليين في عملية اطلاق للنيران وقعت على محور "الون"، وجاءت اصابة احدهم بالغة، فيما اصيب ثلاثة بجراح متوسطة. وتم اطلاق النار على الأربعة من داخل سيارة عابرة، لاذت بعد ذلك بالفرار من المكان. وتم ارسال قوات كبيرة من الجيش والشرطة الى مكان الحادث لتمشيط المنطقة فيما نقل الاربعة الى مستشفى في القدس.
وسبق ذلك قيام شابة فلسطينية، صباح امس، بطعن جندية على معبر راحيل، بالقرب من قبر راحيل في الضفة. وقد تعاركت الجندية المصابة بجراح بالغة مع الشابة التي طعنتها حتى وصول الحراس والشرطة الى المكان واعتقالها، وتحويلها للتحقيق لدى الشاباك. وعلم ان الشابة هي ميسون موسى، في العشرينيات من عمرها، وهي من سكان بيت لحم. وقالت خلال التحقيق معها انها قصدت قتل جندي. واما الجندية فنقلت الى مستشفى هداسا عين كارم في القدس.
وعلم مساء امس ان حالتها تحسنت. وتنضم هذه العمليات الى سلسلة من العمليات التي تم تنفيذها او جرت محاولة لتنفيذها في الايام الأخيرة. وفي تعقيبها على موجة العمليات الاخيرة، قالت نائبة وزير الخارجية تسيفي حوطوبيلي، امس، ان الفلسطينيين يواصلون ممارسة لعبة مزدوجة من النفاق. فمن جهة يشعلون المنطقة ويحرضون على الارهاب، وفي الوقت ذاته يتوجهون الى الجهات الدولية تحت ستار الاخلاق والعدالة. يتحتم اعادة الأمن لسكان إسرائيل بكل ثمن.
يعلون: "نساعد المتمردين مقابل حمايتهم للحدود والامتناع عن التعرض للدروز"
كتب موقع "واللا" ان وزير الأمن موشيه يعلون قال امس ان اسرائيل طرحت امام المتمردين الذين يجلسون على حدودها شرطا واضحا – وهو عدم التعرض للدروز في هضبة الجولان وفي جبل الدروز في سوريا. وحسب اقوال يعلون خلال لقاء مع المراسلين السياسيين، فان "المتمردين الذين يسيطرون على المناطق المتاخمة للسياج الحدودي، يتلقون الدعم الانساني منا، وقد وافقنا على مساعدتهم بشرطين: ان لا يسمحوا باقتراب التنظيمات الارهابية من السياج، وان لا يتعرضوا للدروز". واضاف يعلون ان المتمردين ينفذون هذين الشرطين، لكنه يمكن خرقهما اذا وقعت احداث اخرى كعملية التنكيل التي استهدفت الجريحين السوريين الأسبوع الماضي، فقد اثار ذلك الغليان والدعوة الى الانتقام.
وحسب يعلون فان الدروز في هضبة الجولان وضواحي دمشق لا يواجهون الخطر الملموس حاليا، وان الموضوع وصل الى العناوين في إسرائيل "لأسباب سياسية تخص الطائفة الامر الذي سبب ضررا كبيرا". واضاف يعلون ان دروز سوريا لا يريدون الظهور كمن يتلقون الدعم من إسرائيل، فهذا لا يخدم مصالحهم. يجب ان نفهم ان الوضع هناك مركب لأننا عندما ننظر الى هضبة الجولان من المنطقة الواسعة التي يسيطر عليها المتمردون، فانه لم يتم تنفيذ أي عملية ضدنا من هناك. والعمليات التي استهدفتنا من سوريا كانت من المناطق الخاضعة للنظام السوري، ويوجد هناك جمهور درزي". وحسب يعلون فان المتمردين يحاربون قوات الجيش السوري في تلك المناطق الان ويحاولون احتلال القواعد القريبة من البلدات الدرزية، لكنهم اوضحوا انهم لا ينوون المس بالمواطنين الدروز.
نتنياهو توجه لتلقي العلاج مرة بسيارة خبز ومرة بسيارة رش المبيدات!
كشفت القناة الثانية مساء امس، ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وصل مرتين لتلقي العلاج في مستشفى "معياني هيشوعا" في بني براك، بطرق خفية. وحسب التقرير فقد وصل نتنياهو الى المستشفى في المرة الاولى، قبل الانتخابات، داخل سيارة لنقل الخبز، وفي المرة الثانية، عشية تركيب الحكومة، داخل سيارة تابعة لشركة لرش المبيدات. وجاء في التقرير انه تم تقديم العلاج لنتنياهو وهو في حالة اغماء عميق، بينما نفى الطبيب الذي عالجه ذلك وقال انه كان في حالة وعي كامل.
الكنيست تصادق على تمديد اعفاء الشرطة من توثيق التحقيقات الامنية
ذكر موقع واللا ان الكنيست صادقت في القراءتين الثانية والثالثة، امس، على طلب وزارة الأمن الداخلي تمديد امر الساعة الذي يعفي المحققين من توثيق التحقيقات بالصوت والصورة مع المشبوهين بمخالفات امنية. وتم تمديد الامر لمدة سنة ونصف، ليصل مجموع سنوات تفعيل هذا الامر الى 17 سنة. وقال رئيس لجنة الدستور البرلمانية النائب نيسان سلوميانسكي خلال عرض الاقتراح انه سيعمل على سن قانون دائم في هذا الموضوع قريبا، يوازن كما يجب بين احتياجات التحقيق والامن وبين التخوف من انتزاع اعترافات كاذبة واستخدام وسائل التحقيق المرفوضة.
مقالات
خطة لفتح ابواب الحرم القدسي امام الجميع!
ينشر نير حسون تقريرا موسعا في "هآرتس" يكتب فيه ان اسرائيل والأردن تجريان منذ عدة شهور، اتصالات لفتح الحرم القدسي امام دخول الزوار غير المسلمين، وذلك بعد 15 عاما من اغلاقه في وجههم. صحيح انه يمكن اليوم لليهود والمسيحيين الدخول الى باحة الحرم لكنه لا يسمح بدخولهم الى المباني الأساسية، المسجد الاقصى وقبة الصخرة. لكن مصدرا في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفى النبأ امس، وقال انه "لا تجري مفاوضات ولا تغيير في الوضع الراهن في الحرم القدسي".
وعلم ان الاتصالات بين الجانبين بدأت في تشرين الثاني الماضي، بعد استجابة رئيس الحكومة نتنياهو لطلب وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، اجراء لقاء ثلاثي مع الملك عبدالله على خلفية ازدياد التوتر في الحرم. لكنه رغم تقدم الاتصالات، الا انها واجهت مصاعب كبيرة، ولم يتم التوصل الى اتفاق حتى اليوم. وطالب الأردن بمنع دخول الجنود بالزي العسكري الى داخل المساجد وكذلك منع اليهود المتدينين الذين يمكنهم استغلال الزيارة لأداء الصلوات داخل المساجد. ولكن اسرائيل رفضت هذا الطلب. وفي وقت لاحق وافق الأردن على الغاء المنع الجارف لدخول المتدينين اليهود مقابل انشاء آلية تنسيق تمنع دخول المستفزين الى المساجد.
وتؤمن إسرائيل انه اذا اسفرت الاتصالات عن تحقيق اتفاق، فان كل الاطراف ستربح من ذلك. فباستثناء اليهود والسياح الذين سيتمكنون من العودة لزيارة المساجد، سيتم تجديد التنسيق الامني الكامل بين إسرائيل والوقف والأردن، والذي ينحصر حاليا في المسائل المتعلقة بعمل الشرطة وبشكل جزئي بعمليات الحفر الأثرية. وسيستعيد الملك الأردني مسؤولية الأردن عن الحرم ويحظى بالتفوق في صراعه ضد الجهات الاسلامية في بلاده. كما أن فتح ابواب المساجد امام الزوار لقاء مقابل مادي، سيغني صندوق الوقف الاسلامي ويزيد من مصلحته في الحفاظ على الهدوء في المكان.
وتم الكشف عن جزء من هذه الاتصالات في اطار التقرير الذي ستنشره اليوم مجموعة "الازمة الدولية" وهي جهة غير حكومية مقرها في بروكسل. وقد التقى معدو التقرير مع العديد من صناع القرار في اسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، وحسب استنتاجاتهم فان من شأن خطوة كهذه ان تحقق الهدوء في الحرم، لكنهم يقدرون ان التغييرات السياسية في اسرائيل قد تصعب على خطوة كهذه. يشار الى انه حتى العام 2000، كان يمكن لكل زائر شراء بطاقة دخول من الوقف وزيارة المسجدين، لكنه في ايلول من ذلك العام، وفي اعقاب زيارة رئيس المعارضة آنذاك، اريئيل شارون الى الحرم، واندلاع الانتفاضة الثانية، تم وقف التنسيق بين إسرائيل والوقف الإسلامي، ومنع طوال السنوات الثلاث التالية دخول اليهود والسياح الى باحة الحرم.
وفي آب 2003 طرأ التغيير حين قرر وزير الأمن، ورغم معارضة الوقف والأردن، فتح ابواب الحرم امام اليهود والسياح، ولكنه منعهم من دخول المساجد. ومنذ ذلك الوقت تجري الزيارات رغم موقف الوقف المعارض، ويترافق بمواجهات غير متناهية بين الزوار اليهود الذين يرتبط غالبيتهم بحركة امناء الهيكل، وبين مجموعات اسلامية تحظى بدعم من قبل الجناح الشمالي للحركة الاسلامية وتسمى "المرابطون".
في السنوات الاخيرة يدخل الى الحرم سنويا حوالي عشرة ملايين مسلم وقرابة 300 الف سائح و11 الف يهودي متدين. وقبل سنة، وعلى خلفية موجة العنف التي اندلعت في القدس الشرقية وعملية الجرف الصامد، ازداد الوضع الامني تدهورا في الحرم، وفي عدة حالات هاجم الشبان المسلمين المجموعات اليهودية وقوات الشرطة بالحجارة والمفرقعات النارية، واصيب العشرات جراء المواجهات واستخدام قوات الأمن لأسلحة تفريق التظاهرات. ويؤمن الجهاز الامني بأن الاحداث في الاقصى ساهمت كثيرا في ازدياد العنف في القدس الشرقية وفي الضفة عامة.
ومن بين الوسائل التي استخدمتها اسرائيل في محاولة لقمع العنف في الحرم كان تقييد جيل المصلين المسلمين الذين يسمح بدخولهم الى الحرم، ومنع الشبان دون سن الثلاثين بشكل خاص من الدخول. ويرى معدو التقرير انه تم اعتبار سياسة تقييد دخول المصلين بمثابة عقاب جماعي في افضل الاحوال، وفي اسوئها مرحلة اولى لتغيير الوضع الراهن في الحرم، والتمهيد للسماح لليهود بالصلاة في المكان، بل وتقسيم ساعات الصلاة بينهم وبين المسلمين، كما حدث في الحرم الابراهيمي في الخليل. وتعزز هذا المفهوم نتيجة تصريحات السياسيين ونشطاء الهيكل الذين يطالبون بتغيير الوضع الراهن. وهكذا كلما ازداد فرض القيود على دخول الحرم، كلما اتسع عدد الاحداث العنيفة.
وقال المحلل في مجموعة الازمة، عوفر زالتسبرغ، انه "كلما ازاد حظر الدخول كلما ازداد الشعور بالتهديد في صفوف المسلمين، وكذلك تم التعامل مع دخول اليهود كخطوة اكثر تهديدا".
خلال اللقاء الثلاثي الذي جرى بين نتنياهو وكيري والملك عبدالله في الأردن في تشرين الثاني 2014، تم الاتفاق على خطوات لم يتم نشرها، لكنه يلاحظ منذ ذلك الوقت قيام إسرائيل ببذل جهود لتقليص التوتر في الحرم. فقد تم تقريبا وقف القيود التي تفرضها الشرطة على دخول المصلين، وتم تقليص مجموعات الزوار اليهود، بحيث لا يزيد عدد المشاركين في كل زيارة عن 15 شخصا، بل تم تشديد الفحص الامني عليهم. ويتكهن معدو التقرير بأن هذا الاجراء تم وفق الطلب الأردني. كما امر رئيس الحكومة بعد ذلك اللقاء النواب والوزراء بالامتناع عن زيارة الحرم، وباستثناء زيارات منفردة كان يقوم بها النائب السابق موشيه فايغلين، فقد التزم النواب بالأمر.
وسواء كان للأمر صلة ام لا، فقد تقلص في الآونة الأخيرة الحديث عن تغيير الوضع الراهن في الحرم. ولوحظ ان ميري ريغف التي كانت في الكنيست السابقة قد وضعت موضوع دخول اليهود الى الحرم على رأس جدول اعمالها كرئيسة للجنة الداخلية، تمتنع منذ تعيينها وزيرة في الحكومة الحالية عن اطلاق تصريحات في هذا الموضوع. واما خليفتها في رئاسة لجنة الداخلية دافيد مسلم (ليكود) فقد اوقف قبل اسبوعين نقاشا حول الموضوع بعد عشر دقائق من بدئه بادعاء انه يسبب تأجيج النفوس. ولم يتم انتخاب موشيه فايغلين للكنيست الحالية، علما انه انشغل كثيرا في هذا الموضوع خلال عضويته في الكنيست السابقة.
وجاء في التقرير على لسان احد مستشاري رئيس الحكومة ان "بعض المستفزين تم لفظهم خارج السياسية فيما تم تعيين الاخرين في مناصب وزارية ساهمت في كبحهم". في المقابل تبذل السلطات جهدا كبيرا لمنع الناشط الرئيسي في حركة الهيكل يهودا غليك من دخول الحرم، علما ان محاولة اغتياله في تشرين الاول 2014 اوصلت التوتر في الحرم الى قمته. وتم تقديم دعوى ضد غليك بتهمة دفع امرأة مسلمة في الحرم، ومنذ ذلك الوقت يمنع دخوله الى المكان. وقالت جهات مقربة من الموضوع ان الشرطة والنيابة تعملان بتوجيه علوي وتستغلان لائحة الاتهام لتمديد امر المنع. وحسب جهات فلسطينية كثيرة في القدس الشرقية، وكذلك حسب التقرير، فقد ساهمت هذه الاجراءات في تخفيف التوتر في الحرم، رغم حدوث مواجهات حتى الان بين الزوار اليهود والمسلمين الا انه لم يحدث في الاشهر الأخيرة ان تدهورت احدى هذه المواجهات الى عنف بالغ.
وحسب المحامي داني زايدمان، الخبير في شؤون القدس الشرقية والعلاقات الإسرائيلية الأردنية، والذي لا يثني عادة على نتنياهو، فان "نتنياهو يستحق الاشادة العالية على معالجته لمسألة الحرم". ويستدل من التقرير ان محيط نتنياهو يشعر بالرضا ازاء هدوء الاوضاع في الحرم. وقال مستشار لرئيس الحكومة لمعدي التقرير انه "بعد صيف مليء بالتحديات فان الوضع الان اكثر هدوء وهذا يعكس كون الطرفان يجيدان العمل بشكل مسؤول". وحسب اقواله فان "الشعور السائد هو تحقيق انجاز مستديم، وقد حققنا ذلك رغم المستفزين في الجانبين".
وعلى هذه الخلفية تتواصل الاتصالات في سبيل التوصل الى اتفاق حول الزيارة الى الحرم والمساجد كما كان الوضع قبل عام 2000. ويعتقد مسؤول رفيع في القصر الملكي الأردني ان الاتصالات يمكنها ان تثمر عن انجاز داخلي كبير لأنها تعني اعترافا اسرائيليا بسيادة الملك على الحرم القدسي. ويؤمنون في القصر الملكي بأن التعرض للحرم القدسي يمكنه ان يقود الى اضطراب في المملكة يهدد العرش الملكي.
واضاف مصدر في القصر الملكي في تصريح لمجموعة الازمة: "لقد نجحنا بامتصاص الربيع العربي تقريبا بدون مظاهرات يزيد عدد المشاركين فيها عن 800 شخص، لكن التصعيد في الحرم يمكنه ان يخرج الى الشوارع 80 الف شخص". وفي هذه الأثناء، ورغم الخلافات بين الجانبين الا ان الاتصالات تتواصل بين اسرائيل والأردن حتى بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ونتائجها.
ولكنه حسب التقرير فان امكانية نجاح نتنياهو بتنفيذ خطوة تمنح صلاحيات معينة للأردن في الحرم بشأن تحديد هوية الزوار محدودة. وجاء في التقرير "ان الانتخابات الاخيرة في اذار 2015، اوصلت المقربين من انصار الهيكل الى الائتلاف الحكومي، وهذه المرة كوزراء. وحتى اذا انجر هؤلاء الوزراء الى مواجهة شبه مؤكدة امام سياسة الكبح المعلنة للحكومة في الحوض المقدس، فان السياسيين الشبان سيواصلون محاولة احراجهم ومحاصرتهم من اليمين بهدف نيل دعم الجمهور القومي المتدين وغيره. ولذلك يمكن القول بشكل اوسع، ان اليمين المتدين في إسرائيل عامة، وانصار الهيكل، خاصة، باتوا مستعدين اليوم اكثر من السابق لتقبل فرض قيود على دخول اليهود الى الحرم والصلاة فيه".
ويوصي معدو التقرير اسرائيل بعدم العودة الى سياسة تقييد دخول المصلين المسلمين كخطوة عقابية، وكذلك يوصي الطرفان بمحاولة دفع اتفاق على فتح المساجد امام الزوار والتوصل الى تفاهمات بشأن الجهات المستفزة التي يجب منع دخولها الى الحرم. كما يوصي التقرير اسرائيل بمواصلة منع اليهود من الصلاة في الحرم بسبب تفجر الموضوع، بل ومنع نشطاء الهيكل من نشر صور وافلام لهم وهم يصلون سرا في الحرم، بسبب ردود الفعل على مثل هذا النشر. لكن التقرير لا يستبعد ان يتم في المستقبل التوصل الى اتفاق يسمح بصلاة اليهود وغير المسلمين في المكان، شريطة ان يتم ذلك في اطار اتفاق سياسي يُعرف مكانة الاماكن المقدسة بين الأردن والبحر، ويوصون بفتح حوار بين الاديان في هذا الشأن.
مبادئ مقدسة
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس"  ان مشهد الناس الذين يدوسون المبادئ المقدسة يمكنه أن ان يجعل الدم يغلي. وهذا ما حدث في الأسبوع الماضي، عندما قال يارون مزوز لأعضاء الكنيست العرب "اننا" نصنع لهم معروفا بأننا نمنحهم بطاقات هوية ونسمح لهم بالجلوس في الكنيست. هذا التصريح المشين لم يصدر عن شخص لم يتعلم أبدا في المدرسة، وبالتالي ربما كان يمكن ان نغفر له عدم الفهم المطلق لجوهر المجتمع الديمقراطي. لكن من قاله هو نائب وزير الداخلية، الذي خاطب الكنيست نيابة عن وزير الداخلية، سيلفان شالوم.
جميع المواطنين في إسرائيل يملكون الحق في الانتخاب والترشيح للكنيست بغض النظر عن الجنس والعرق والدين أو الآراء السياسية. إذا كان نائب وزير الداخلية لا يعرف ذلك، أو يفضل تجاهل ذلك، فانه لا يمكنه الاستمرار في منصبه.
بشكل عام كان هذا الأسبوع قاسيا بالنسبة للمبادئ المقدسة. التنكيل الذي نفذه مائة درزي ضد اناس اصيبوا في المعارك السورية ونقلوا لتلقي العلاج في مستشفيات اسرائيل، كان جريمة مقيتة. لا يمكن لأي تفسير يتعلق بالميول السياسية للجرحى ان يبرر هذا العمل الوحشي. ضحايا التنكيل كانوا جرحى عاجزين. يمكن تفهم القلق العميق لدروز الجولان على مصير اخوتهم واخواتهم في سوريا الذين يواجهون الخطر بسبب المعارك هناك. بل يمكن حتى فهم اخلاصهم لبشار الأسد، القصاب من دمشق، الذي يؤمنون، لسبب ما، بأنه سيدافع عن الدروز في سوريا. ولكن كان يمكن التوقع بأن الايمان بقدسية حياة الإنسان سيكون جزء لا يتجزأ من منظومات قيمهم، مبدأ مقدسا – خاصة امام حقيقة انهم نشأوا في اسرائيل خلال السنوات الـ48 الاخيرة. هناك خلل في تنكرهم المتواصل للمجتمع الاسرائيلي وقيمه وتجاهلهم للتقاليد الدينية الدرزية، كما تتجاهل السلطات الإسرائيلية هذا التنكر.
ولكن دوس المبادئ المقدسة يمكن ان يحدث حتى في ما يبدو كحصن الدفاع عن المبادئ المقدسة. والمثال البارز هو اقتلاع مواطنين اسرائيليين من بيوتهم في غوش قطيف في 2005. اقتلاع اناس من بيوتهم التي بنوها بشكل غير قانوني يعتبر خطوة مؤلمة، ولكن اقتلاع اناس من بيوت لم يبنوها بشكل قانوني فحسب، وانما فعلوا ذلك بتشجيع من حكومات اسرائيل وعاشوا فيها اكثر من 20 سنة، هو خرق فظ لحقوقهم في المواطنة. هذه جريمة.

ورغم ان القرار اتخذ من قبل حكومة اريئيل شارون، فان المسؤولية عن هذه الجريمة تتحملها المحكمة العليا التي صادقت عليها. لقد كان يفترض فيها ان تكون الملاذ الاخير لمواطني الدولة الذين تتعرض حقوقهم الى المس من قبل السلطة. ولكنها فشلت في هذه القضية بشكل مخجل. لا يمكن لأي شيء تبرير هذا الفشل. القضاة الذين يتحملون المسؤولية عن حقوقنا لم ينجحوا في الاختبار، وداسوا بذلك المبدأ المقدس الذي كلفوا الدفاع عنه.
كان يجب على يارون مزوز ان يعرف بأن تصويت المواطنين الإسرائيليين في الانتخابات ليس حقا يمكن للحكومة منحه او منعه. فهو حق اساسي لا نقاش عليه يحق لكل مواطن، ولا يحق للحكومة والكنيست المس به. انه مبدأ مقدس. ومع ذلك فانه يتم منع هذا الحق من 150 الف اسرائيلي يتواجدون صدفة في الخارج في يوم الانتخابات، شبان وشابات يسافرون للنزهة بعد خدمتهم العسكرية، سياح، اساتذة جامعات وجامعيين يدرسون في الخارج واسرائيليين يعملون في شركات إسرائيلية وغيرهم الكثير ممن لا يستطيعون استخدام حقهم في التصويت، وبذلك يتم خرق حقهم المدني الأساسي.  في عهد العولمة يتواجد الكثير من الناس خارج دولهم في يوم الانتخابات. الدول الديموقراطية في العالم توصلت الى حل لهذه المشكلة وعثرت على طرق لتمكينهم من التصويت، لكن اسرائيل لم تفعل ذلك. لقد تم دوس المبدأ المقدس المتعلق بحق المواطنين بالتصويت وآن أوان التغيير.
على الطريق نحو تراجع آخر واتفاق
يكتب يعقوب عميدرور في "يسرئايل هيوم"، انه لو تم سؤاله قبل اسبوعين عن امكانية التوصل الى اتفاق مع ايران لكان سيجيب بكل بساطة: نعم. فالولايات المتحدة ترغب جدا، وبشكل كبير، بهذا الاتفاق، اكثر مما ترغب فيه ايران، رغم ان ايران تحتاجه بشكل يائس. ورغم ان الولايات المتحدة لا تزال بعيدة عن الصيغة التي رسخها وزير الخارجية: "الافضل بدون اتفاق على التوصل الى اتفاق سيء"، الا ان موقف الامريكيين اليوم هو "يفضل الاتفاق الذي يمكن التوصل اليه على عدم وجود اتفاق". ولذلك فانهم على استعداد لإظهار مرونة امام كل ما تطلبه ايران تقريبا، والتي اكتشفت هذا الامر ولا تتخوف من رفع الثمن، أي عدم التخلي، بل وربما التراجع عن التفاهمات التي كان يبدو للأمريكيين بأنه تم التوصل اليها سابقا.
لكن الولايات المتحدة هي بلد ديموقراطي، والكونغرس فرض نفسه على العملية، وسيتم طرح الاتفاق امامه، بل والتصديق عليه. ويمكن خلال النقاش العام ان يتمكن المهنيون من ابداء رأيهم. ومن بين المساهمات الهامة في هذا المجال، الرسالة التي يقف من خلفها "معهد واشنطن"، والتي وقعها خبراء من الحزبين وبينهم رجال اكاديمية وشخصيات عملية تتعقب المفاوضات، او تعاملت مع الموضوع في ظل الادارة الحالية، ولذلك فانهم يعتبرون من الملمين الكبار بموضوع النووي الايراني والتجارب الامريكية التي تراكمت في اعقاب فشل منع التسلح النووي في كوريا الشمالية.
لقد حددوا عدة مطالب اذا لم يتجاوب معها الاتفاق فانه لن يعتبر جيدا حتى حسب معايير البيت الابيض. وفي هذا تلميح رفيع الى ان المطالب كانت متدنية منذ البداية. انهم يشرحون، ضمن امور اخرى، انه يجب الزام الايرانيين على السماح بفحص المنشآت العسكرية، وان يتم رفع العقوبات بالتدريج، بوتيرة يتم تحديدها وفق تنفيذ ايران للاتفاق، في حين يحكم على ذلك رجال منظمة الاشراف النووي في فيينا، ولا يكون للأمم المتحدة أي دور في عملية اعادة فرض العقوبات، اذا الح الأمر.
من جانبها تحاول ايران الدفع باتجاه الحصول على تسهيلات اخرى في الاتفاق، واعلنت بانها لن تسمح بمراقبة المنشآت العسكرية. كما تطالب ايران برفع جزء كبير من العقوبات بشكل شبه فوري. هل ستتمسك ايران بمطالبها في الأيام الاخيرة للمفاوضات؟ لا اعرف. ربما قاموا بطرح مطالبهم كي يكون لديهم ما يمكن التراجع عنه، لان انجازاتهم حتى الآن تفوق ما حلموا به، والان "سيتنازلون" عن المطالب الزائدة، وسيسمحون للإدارة بعرض انتصار امام الكونغرس، في حين لا يوجد أي انتصار كهذا.
في المقابل، اذا اصروا على مطالبهم من المحتمل ان يرتكبوا الخطأ الكلاسيكي الذي ترتكبه الدكتاتوريات امام الديموقراطيات. فالأخيرة، (والولايات المتحدة بالتأكيد) تتعطش للهدوء والسلام، وتتردد في الخروج للحروب وتعتبرها المخرج الاخير. لكنها تدفعها الى الزاوية. واذا شعرت بأنها استنفذت كل ما يجب ومن الصحيح استنفاذه، دون ان يتنازل المحاور الدكتاتوري ويضعها في موقف صعب، فإنها ترد بشدة تكون احيانا مفاجأة لمحاورها.
لا اعرف ما هو الخط الاحمر الامريكي. هناك من يقول انه لا يوجد خط كهذا، وان الامريكيين سيتراجعون في النهاية لانهم فقدوا عامودهم الفقري. امل ان لا يكون ذلك صحيحا. وامل انه عندما يتضح للأمريكيين بأن الاتفاق لا يتجاوب حتى مع معايير الحد الادنى، التي رسمها "معهد واشنطن" في رسالته، فانهم سيستيقظون من سباتهم. وعندها سيواجهون السؤال حول ما الذي يجب عمله، ولا يوجد جواب سهل لذلك. اذا رغبوا بمواصلة فرض العقوبات، سيتحتم عليهم اقناع الاوروبيين والصينيين والروس، وهؤلاء لن يسارعوا الى ذلك. واذا رغبوا باستخدام القوة العسكرية، ولديهم القدرة، فسيكون ذلك مناقضا للتوجه المبدئي والغرائزي للإدارة.
الامريكيون يتخوفون من هذا الخيار الصعب. وذللك، اعتقد ان الامريكيين سيفعلون كل شيء من اجل التوصل الى اتفاق، وسينجح الإيرانيون بإفشال الاتفاق فقط اذا اظهروا فظاظة في مطالبهم وتسببوا حتى لمؤيدي التوجه المرن بعدم تبرير الوثيقة. صحيح ان ايران يجب ان تكون بالغة الحماقة كي تفعل ذلك، ولكن يمكن لإظهار الضعف الامريكي ان يغريها على عمل احمق كهذا. ولذلك انا لا اعرف ما الذي سيحدث، لكنه اذا كان يجب التكهن، فانا اتكهن بأن الولايات المتحدة ستجد "الطرق الصحيحة" للاستسلام امام المطالب الايرانية، وسيتم توقيع الاتفاق.
زجاجات حارقة
تكتب تامي اراد، في "يديعوت احرونوت" انه الى جانب امواج الاسطول الى غزة، عادت رياح ايران وداعش لتعصف وتسيطر على سلم الاهتمام الدولي. حالة الطقس التي تحمل التهديد تتيح لرئيس الحكومة عرض الصورة الامنية القلقة والتلميح لمواطني اسرائيل بأن الأمور المزعجة التي تشغلنا يمكن تأجيلها. مع ذلك اذا حاولنا العثور على عامل مشترك لخارطة الأعاصير التي تحلق فوقنا منذ معركة الانتخابات الأخيرة، سنجد ان مراكز الضغط التي تهز الجمهور الاسرائيلي ليست خارجية وتحمل اسم "الاسرائيلي الآخر".
سواء كان الحديث عن المهاجرين من اثيوبيا او عرب اسرائيل او ظواهر خطيرة ضد المسيحيين – فان الحاجة الغرائزية لدى السياسيين الصغار لنيل الاضواء، تؤجج كل نقطة خلاف في المجتمع الاسرائيلي، في غياب مسؤول بالغ (باستثناء الرئيس ريفلين الذي لا يملك صلاحية توجيه السياسة).
عندما يوضح نائب وزير الداخلية لخمس المواطنين في الدولة بأنه يصنع لهم المعروف عندما يمنحهم بطاقات الهوية، كيف يمكن ان نشرح لأولياء الامور في نس تسيونا، بأن الكتب عن العرب والاسلام التي القوها في سل المهملات، تحمل قيمة اضافية هامة لأولادهم. اولياء الأمور هؤلاء يحصلون كل يوم على دعم لجهلهم من قبل نواب الكنيست والوزراء، بل ومن رئيس الحكومة الذي ليس فقط لا يشجب الظاهرة، وانما يسارع الى الركوب على ظهرها والتلويح بحبل رعاة البقر.
متى يفهم منتخبونا ان الشعبوية هي عدو وليست صديقا؟ هل ما زال علينا في سنوات الألفين الشرح بأن العنصرية والتعالي وعدم التسامح هي زجاجات حارقة؟ وماذا بالنسبة لمساهمتها في الدعاية المعادية لإسرائيل؟ هل يشك احد بأن اعداء دولة اسرائيل ينتظرون فقط تصريحات مثل تصريح نائب وزير الداخلية كي يرسمون شعار الأبرتهايد فوق اسمها.
لا حاجة لإقناعنا نحن، مواطنو اسرائيل، بأن العالم منافق وانه لا يهم مدى عمل الجيش بشكل تشريحي – فإننا سنتهم بارتكاب جرائم حرب. نحن متأكدون من ذلك، ولكن كيف سنقنع العالم بعدالتنا حين يُطالب رئيس الحكومة بالدفاع عن مواطني الدولة غير اليهود ولا يجد ما يقوله عنهم سوى منافقين؟
وكما لو ان الامر يهدف الى اضافة خطيئة الى الجريمة، وظاهرا من دون علاقة بالتصريحات ضد عرب إسرائيل، رفضت الكنيست في الأسبوع الماضي، تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لفحص ادعاءات الأثيوبيين بشأن التمييز والعنصرية والعنف ضدهم. يجب الاعتراف بأن الامر لن يكون رهيبا اذا لم يتم تشكيل لجنة تحقيق، وانه من المعروف مسبقا كيف يتم التعامل مع نتائج لجنة كهذه. لكن المشكلة تكمن في حقيقة القرار. لقد اختارت الكنيست عمليا القول بأن ادعاءات ابناء الجالية الاثيوبية ليست صحيحة، واذا اعدنا صياغة القرار بروح كلمات نائب وزير الداخلية، فان إسرائيل تصنع المعروف لمواطنيها الاثيوبيين الذين احضرتهم الى الاراضي المقدسة، وانهم مدعوون لكتابة ادعاءاتهم على قصاصات ورق ودفنها في حائط المبكى.
الرابط بين هذا  والتصريحات ضد عرب إسرائيل يكمن في روح الامور التي تهب من الكنيست واليه. طالما كان السياسيون الصغار هم الذين يقودون او يجرون السفينة، فان العنصرية والتمييز الراسخين في داخلنا ستبرز بكل بشاعتها، ودعوة الرئيس اليائسة الى الوحدة ستبقى صوتا ضعيفا. يمكن لرئيس الحكومة فقط تغيير الصورة، من خلال رسم طريق وشجب كل بادرة عنصرية، وان يبدأ من نفسه.

بيان صحفي

التعليـــقات